غالبا ما يصاب المرء بشىء من الفتور فى ادائه للعبادات من قيام الليل وتلاوة القرءان والاذكار اليومية خاصة بهد انتهاء مواسم العبادة كشهر رمضان او الحج او العمرة,فتضعف الهمم شيئا فشيئا حتى يصل الامر الى التقصير فى اداء هذه العبادات..يرجع هذا الفتور الى تحول العبادات الى عادات وترك الانسان احتساب اجر الاعمال الصالحة التى يؤديها.وان الاحتساب هو الاستسلام الكامل لله سبحانه وتعالى وتفويض الامر اليه وطلب الاجر وتحصيله بالصبر والتقوى وجميع انواع البر,فهو يزيد الانسان عزما على اداء عباداته وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب(رضى الله عنه)(ايها الناس احتسبوا اعمالكم فان من احتسب عمله كتب له اجر عمله واجر حسبته)فكم من عبادة يؤديهاالانسان بتراض واجرها عظيم عند الله .فالرسول (صلى الله عليه وسلم)يقول(من خرج من بيته متطهرا الى صلاة مكتوبة فاجره كاجر الحاج المحرم)فلو احتسب الناس فى كل مرة يذهبون الى صلاة الجماعة اجر الحاج المحرم فهذا ثوا ب عظيم,واذاكنت تحتسب فى كل عمل الاجر من الله ومنعك عذر فان الله يكتب للك اجر هذا العمل كاملا لان النبى(صلى الله عليه وسلم)قال (اذمرض العبد اوسافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما)ولقد جعل لانسان كنوزا اذا اغتنمها كان من السعداء ومن ضمن هذه الكنوز(لاحول ولا قوة الا بالله)فهى من تحت عرش الرحمن ومن قالها كفر الله عنه خطاياه وان كانت مثل زبد البحر وكان النبى(صلى الله عليه وسلم) يقول(اكثروا من ذكرها),وقد كان صحابة رسول الله يحتسبون نومهم كما يحتسبون قيامهم ,فنوم المؤمن عبادة اذا احتسبه ليتقوى به لطاعة الله انهم يحصدون الحسنات قياما وقعودا ونياما ايضا والاحتساب هو ارقى انواع الصبر,وان من اعظم الاحتساب ما يحتسبه العبد عند البلاء والمصيبة وجزاوه جنة الله خالدا فيها,فيقول النبى(صلى الله عليه وسلم)اذا مات ولد العبد ,قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدى؟فيقولون نعم,فيقول ماذا قال عبدى؟فيقولون حمد واسترجع فيقول الله تعالى ابنو لعبدى بيتا فى الجنة وسموه بيت الحمد).....ان اعتياد الانسان على الاحتساب فى كل شى من لحظة ان يقوم من نومه وحتى يعود لفراشه يحميه من الغفلة التى تبلد الذهن وتسد ابواب المعرفة وتباعد بين العبد وبين ربه عز وجل وتفتح ابواب الشيطان وتميت القلب