عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-27-2007, 12:12 PM
 
سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

أبو عبدالله الذهبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
لقد أذن الله سبحانه وتعالى بظهور دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في منتصف القرن الثاني الهجري ، بعد أن أطبقت الجهالة على الأرض و خيمت الظلمات على البلاد ، وانتشر الشرك والضلال والابتداع في الدين ، وانطمس نور الإسلام ، و خفي منار الحق والهدى ، و ذهب الصالحون من أهل العلم فلم يبق سوى قلة قليلة لا يملكون من الأمر شيئاً ، واختفت السنة وظهرت البدعة ، وترأس أهل الضلال والأهواء ، وأضحى الدين غريباً والباطل قريباً ، حتى لكأن الناظر إلى تلك الحقبة السوداء المدلهمة ليقطع الأمل في الإصلاح و يصاب بيأس قاتل في أية محاولة تهدف إلى ذلك .
للمزيد من أخبار هذه الحقبة راجع كتاب عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/48 105 ) .
ولكن الله عز وجل قضى بحفظ دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وكان من رحمته تبارك وتعالى بهذه الأمة أن يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها ، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه . انظر الحديث في صحيح سنن أبي داود برقم (3606 ) في كتاب الملاحم .

فكان الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بتوفيق الله عز وجل هو مجدد القرن الثاني عشر الهجري وهو أمر في حكم المتفق عليه . انظر من قال من العلماء بهذا في كتاب : عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي (1/19 21 ) .
و يمكننا القول إن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعد البداية الحقيقية لما حدث في العالم الإسلامي من يقظة جاءت بعد سبات طويل ، و ما تمخض عنها من صحوة مباركة ورجعة صادقة إلى الدين .
إن الدعوة السلفية التي دعا إليها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري لم تكن سوى الدعوة التي نادى بها المصلح العظيم والإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في القرن الثامن الهجري ، و هي نفس الدعوة التي أوذي من أجلها إما أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله في القرن الثالث الهجري ، و هي تعني باختصار الرجوع إلى الإسلام كما أنزل على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، و فهم الصحابة والتابعون وتابعوهم من أهل القرون المفضلة ، عقيدة و شريعة و سلوكاً .
وهي الدعوة التي تكفل الله بحفظها ووعد من حملها بالظهور والنصر إلى قيام الساعة مهما خذلها المتخاذلون وخالفها الخصوم والمناوئون وأخبر بذلك سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ) . البخاري مع الفتح (6/632 ) .
إننا اليوم لتمر علينا أيام حالكة الظلام ، ظلام يحجب عن معظم الناس الرؤية الواضحة في التصور : فليس هناك فرق لدى العامة بين ما يقوله الله تعالى وبين ما يقوله الجهلاء من بني البشر ، وظلام في التلقي ، فهذا يتلقى عن داعية القومية ، وذاك ينادي بالوطنية وثالث يرفع عقيرته منادياً بالعدالة الاجتماعية ، ورابع يعبد الرأسمالية والديمقراطية .
وكثير ممن يزعمون أنهم من علماء الدين وقد أضلهم الله على علم نراهم يرقصون ويترنحون ما بين قبر البدوي ومقام الحسين ، وغيره مما عُرف بالعتبات المقدسة ، و إذا ما أراد أحدهم أن يؤلف كتاباً عن إمام من أئمة الابتداع والتخريف ، ذهب إلى قبره يستشيره في تأليف هذا الكتاب .
وآخر نراه يتحدث في كل مناسبة بأن تلاميذه يصافحون رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة و ليس في المنام ، وإذا ما زار أحدهم المدينة النبوية ، دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حفل غذاء أو عشاء ، يحضره كبار الصحابة والتابعين وأولياء الله .
أما حديث التلاميذ عن شيخهم المعمم ففيه العجب العجاب ، فإن الواحد منهم يقول : إنه إذا هم بمعصية يرى صورة شيخه أمامه محذراً متوعداً له ، فيخشاه ويتراجع عن معصيته خوفاً من شيخه وليس خشية من الله ، وهذا ليس افتراء منا على الشيخ ، فهو يتحدث في دروسه العامة بهذا وبأكثر منه .
وإذا كان هذا شأن المنسوبين إلى العلم ، فماذا ننتظر من دهماء الناس ؟! إن عبادة الآلهة من دون الله مازالت قائمة وإن تغيرت الأسماء وتباينت الألفاظ ، فالقومية بدلاً من اللات ، والوطنية بدلاً من هبل ، و الديمقراطية بدلاً من العزى .
والعواصم العربية مزدحمة بالأصنام ، فهذه الأهرامات ، وهذا صنم الزعيم فلان ، وهذا تمثال للعامل ، وذاك وثن للجندي المجهول .. وهي أصنام أشد خبثاً وشركاً من أصنام الجاهلية ، إذ إن أصنام الجاهلية ، بدائية وساذجة ، أما هذه الأصنام فالواحد منها يكلف مليوناً أو أكثر من ذلك ، لأنه قد صنع من معدن البرونز الثمين .. وفي هذا الليل الذي أرخى سدوله وزادت ظلمته وتباعد فجره ، تفتقد الأمة إلى أمثال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب .

نسب الشيخ و سيرته ..
ترجم للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، كثير من المؤرخين والأدباء والكتاب وأصحاب التراجم والعلماء .. كثرة لم تقع إلا للأعلام المجددين ، بل لو استقرأنا عدد التراجم للعلماء والأعلام في جميع الميادين الإسلامية من بعد عصره ؛ لوجدنا أن ترجمة الشيخ تأخذ أعلى رقم من بين هذه التراجم ، وقل أن تجد كتاب تاريخ أو تراجم لأهل عصره أو ليقظة المسلمين الحديثة وحاضر العالم الإسلامي ، أو لآل سعود على الخصوص ؛ إلا وتجد للشيخ ترجمة أو شيئاً منها .

أولاً : نسبه :
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

أما والدة الشيخ محمد رحمه الله ؛ فهي بنت محمد بن عزاز بن المشرفي الوهيبي التميمي ، فهي من عشيرته الأدنين . انظر : علماء نجد خلال ستة قرون للبسام (1/26 ) .
فيقال : ( المشرفي ) نسبة إلى جده مشرف وأسرته آل مشرف ، ويقال : ( الوهيبي ) نسبة إلى جده وهيب جد الوهبية ، والوهبية يجتمعون في محمد بن علوي بن وهيب ، و هم بطن كبير من حنظلة ، و حنظلة بيت من بيوت بني تميم الأربعة الكبار . ويقال : ( التميمي ) نسبة إلى تميم أبي القبيلة الشهيرة ، والتي ورد فيها ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب العتق (3/122 ) وفي كتاب المغازي (5/115- 116 ) ومسلم في فضائل الصحابة برقم ( 198 ) عن أبي هريرة واللفظ هنا لمسلم : عن أبي زرعة قال : قال أبو هريرة : لا أزال أحب بني تميم من ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( هم أشد أمتي على الدجال ) ، قال : وجاءت صدقاتهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذه صدقات قومنا ) ، قال وكانت سبية منهم عند عائشة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعتقيها ؛ فإنها من ولد إسماعيل ) .
و يتضح من سرد نسب الشيخ المتقدم أنه يلتقي مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم في إلياس بن مضر .
ولا أريد أن أتوسع في الحديث عن أسرة الشيخ رحمه الله حتى لا يخرج الموضوع عن أصله ، و من أراد التوسع في ذلك فليراجع الكتب التالية : عنوان المجد لابن بشر (1/22 23 ، 62 - 63 ) و علماء نجد للبسام (1/310 - 311 ) و الدكتور العثيمين في كتابه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( ص 24 ) .

مولده ونشأته العلمية ..
ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب سنة ألف ومائة و خمس عشرة ( 1115 ه ) ، من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، في بلدة العيينة على الصحيح . انظر : روضة الأفكار لابن غنام (1/25 ) .
تعلم القرآن وحفظه عن ظهر قلب قبل بلوغه عشر سنين ، و كان حاد الفهم وقّاد الذهن ذكي القلب سريع الحفظ ، قرأ على أبيه في الفقه ، و كان رحمه الله في صغره كثير المطالعة في كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام ، فشرح الله صدره في معرفة التوحيد وتحقيقه ومعرفة نواقضه المضلة عن طريقه ، و جد في طلب العلم وأدرك و هو في سن مبكرة حظاً وافراً من العلم ، حتى إن أباه كان يتعجب من فهمه ويقول : لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام . انظر : روضة ابن غنام (1/25 ) وعنوان المجد لابن بشر (1/6 ) .
وهكذا نشأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب نشأة علمية ؛ فأبوه القاضي كان يحثه على طلب العلم و يرشده إلى طريق معرفته ، ومكتبة جده العلامة القاضي سليمان بن علي بأيديهم ، و كان يجالس بعض أقاربه من آل مشرف وغيرهم من طلاب العلم ، و بيتهم في الغالب ملتقى طلاب العلم وخواص الفقهاء سيما الوافدين باعتباره بيت القاضي ، ولا بد أن يتخلل اجتماعاتهم مناقشات ومباحث علمية يحضرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب .

أثر البيئة في توجيه الشيخ علمياً ..
لقد أبصر الشيخ البيئة من حوله بواقعها والناس في حياتهم ويدنهم على الغالب في تناقض وتصادم مع ما نشأ عليه من علم وما عرفه من الحق على بد أبيه ومن خلال مطالعته لكتب المحققين من علماء السلف الصالح ، فما تعلمه في واد ، والواقع الجاري من الناس على العموم والغالب في واد آخر .
ذلك أن البيئة في نجد على الخصوص كما هو سائر البلاد الأخرى على العموم بيئة جاهلية بيئة خرافة وبدعة امتزجت بالنفوس فأصبحت جزءاً من عقيدتها إن لم تكن هي عقيدتها .
ولاشك أن بيئة هذه عقيدتها مناقضة لما نشأ عليه الشيخ ولما تربى وتعلمه .. فكان لابد أن يخرج إلى هذه البيئة يعاملها بمقتضى سنة الله في خلقه ، والشيخ بين أمرين :
إما أن يستسلم للبيئة ويصبح مثل الآخرين ، وإما أن يصمم على محاربة الخرافة المنتشرة .. لكن قد اختار الشيخ رحمه الله على أن يقوم لله قومة انصدعت لها جبال الجاهلية وتقطعت بها غيوم الباطل و شبهاته ، فعزم على تنحية البدع من الحياة التي حوله ، و إيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين ، والعمل على نشر الإسلام والنور من الكتاب والسنة وسيرة الصالحين .

رحلة الشيخ وطلبه للعلم ..
هنا توجه الشيخ للرحلة في طلب العلم ؛ للتسلح بسلاح ماض قاطع ؛ فإن إنكار الشيخ لهذه الأمور الشائعة جعلته في مواجهة مع علماء السوء وتلبيساتهم وشبهاتهم ، وتأليب العامة عليه ، و تهتمهم إياه بالانحراف والجهل ، فكان كل ذلك يزيد من حرصه على تحصيل العلم وإدراك الحق ؛ فلابد أن يرحل في طلب العلم وتحقيق ما شرح الله له صدره من حقيقة هذا الدين القيم .
رحل الشيخ إلى مكة والمدينة والبصرة غير مرة ، طلباً للعلم .. ولم يتمكن من الرحلة إلى الشام وعاد إلى نجد يدعوهم إلى التوحيد . راجع حول موضوع رحلات الشيخ المختلفة في طلب العلم و شيوخه الذين أخذ عنهم ، كتاب : عقيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/133 174 ) .
ولم يثبت أن الشيخ رحمه الله قد تجاوز الحجاز والعراق والأحساء في طلب العلم ، أما ما تجاوز الحد من أنه سافر إلى الشام كما ذكره خير الدين الزركلي في الأعلام ، وإلى فارس وإيران و قم وأصفهان كما يذكره بعض المستشرقين ونحوهم في مؤلفاتهم المعروفة بالأخطاء و مجانبة الحقيقة ، فهذه الأشياء غير مقبولة ؛ لأن حفيد الشيخ ابن حسن وابنه عبد اللطيف بن ابن بشر نصوا على أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يتمكن من السفر إلى الشام ، أما ما يذكر من أنه سافر إلى فارس و غيرها من البلاد ، فإن أغلبهم قد اعتمدوا على كتاب لمع الشهاب لمؤلف مجهول ، قال علامة الجزيرة حمد الجاسر : ولا تفوت الإشارة إلى أن كثيراً ممن كتبوا عن الشيخ محمد رحمه الله انخدعوا بما جاء في كتاب لمع الشهاب ، .. إلى أن قال : وهذا الكتاب الذي لا يصح التعويل عليه .. وبالإجمال ؛ فقد حرص مترجمو الشيخ محمد على تدوين كل ما يتصل برحلاته وبأسماء العلماء الذين تلقى العلم عنهم ، وبذكر البلاد التي زارها ، ويكادون يتفقون على عدم صحة ما ورد في كتاب لمع الشهاب من ذلك . انظر : مجلة العرب ( ج 10 ، السنة الرابعة ، ربيع الثاني عام 1390 ه ، ( ص 943 944 ) .
أم ما زعم أن الشيخ درس اللغتين الفارسية و التركية ، والحكمة الإشراقية والفلسفة والتصوف ولبس جبة خضراء في أصفهان ؛ فليس بثابت ، بل إنه أمر باطل و يستبعد .. وليس في مؤلفات الشيخ وآثاره ما يدل على شيء من هذا .. ثم إن من ذكر ذلك عن الشيخ كان ممن انخدع بمثل كتاب لمع الشهاب . وقد رد على هذه الفرية العلامة حمد الجاسر انظر : نفس المرجع السابق ( ص 944 ) .
بعد مضي سنوات على رحلة الشيخ رحمه الله في طلب العلم ، عاد إلى بلدة حريملاء التي انتقل إليها والده بعد أن تعين عليها أمير جديد يلقب بخرفاش بن معمر والذي لم يرق له بقاء الشيخ عبد الوهاب في القضاء ، فعزله عنه ، فغادرها الشيخ عبد الوهاب إلى حريملاء وتولى قضاءها وأقام بها . فأقام الشيخ محمد بعد عودته من رحلته العلمية في حريملاء مع أبيه يدرس عليه ويدعو إلى التوحيد و يبين بطلان دعوة غير الله . انظر : الدرر السنية (12/5 ) .
لقد ابتلي الشيخ رحمه الله .. فصبر على البلاء و ثبت حتى جاوز الامتحان والابتلاء ، و ما ذلك إلا تأييد الله له بروح منه وتقويته لإيمانه .. وأمثلة ذلك في حياته كثيرة ..
و لنأخذ مثلاً من أحوال الشيخ التي وقعت له ؛ ففي حالة إخراجه من العيينة طريداً منها كان سبب إخراجه رحمه الله من العيينة هو أن ابن معمر خاف من حاكم الإحساء من أن يقطع عنه المعونة ، فأخرج الشيخ رحمه الله من العيينة وتوجه إلى الدرعية ، فكان ابن معمر ممن آثر الدنيا على الدين وباع العاجل بالآجل لما تعارض في صدره أمر صاحب الإحساء وأمر الله تعالى - ، قد افتقد كل حظ من حظوظه الدنيوية المباحة ؛ افتقد ثقة الأمير وثقة الناس من حوله به و بما يدعو إليه من عقيد السلف الصالح ، وافتقد المسكن و المكانة و جميع الحظوظ النفسية والغايات الدنيوية ومشى وحيداً أعزل من أي سلاح ليس بيده إلا مروحة من خوص النخيل ، لكن كان على ثقة من ربه ، والله قد قوي إيمانه حتى صغر في ميزانه أمر صاحب الأحساء وخذلان ابن معمر له وفراق الوطن والمال والأهل والزوجة والمسكن وما بقي لديه سوى الإيمان القوي بصحة عقيدة السلف الصالح ، و حسن الظن بالله .. لقد سار من العيينة إلى الدرعية يمشي راجلاً ليس معه أحد في غاية الحر في فصل الصيف لا يلتفت عن طريقه ويلهج بقوله تعالى { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } و يلهج بالتسبيح .. فلما وصل الدرعية قصد بيت ابن سويلم العريني ، فلما دخل عليه ؛ ضاقت عليه داره وخاف على نفسه من محمد بن سعود ، فوعظه الشيخ وأسكن جأشه وقال : سيجعل الله لنا ولك فرجاً و مخرجاً . انظر : عنوان المجد لابن بشر (1/11 ) .
ثم انتقل الشيخ إلى دار تلميذ الشيخ ابن سويلم الشيخ أحمد بن سويلم ، و هناك بدأ التزاور بين خصائص أهل العلم من الدرعية ولما علموا بثبات دعوة الشيخ و أنها على سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم أرادوا أن يشيروا على ابن سعود بنصرته ، فهابوه ، فأتوا إلى زوجته موضي بنت أبي وهطان من آل كثير و أخيه ثنيان .. وكانت المرأة ذات عقل ودين ومعرفة فأخبروها بمكان الشيخ وصفة ما يأمر به و ينهى عنه ، فوقر في قلوبهما معرفة التوحيد وقف الله في قلوبهما محبة الشيخ . روضة ابن غنام (1/3 ) .
دخل محمد بن سعود على زوجته فأخبرته بمكان الشيخ وقالت له هذا الرجل ساقه الله إليك و هو غنيمة فاغتم ما خصك الله به ، فقبل قولها ثم دخل على أخوه ثنيان وأخوه مشاري وأشاروا عليه مساعدته و نصرته .. أراد أن يرسل إليه ، فقالوا : سر إليه برجلك في مكانه وأظهر تعظيمه والاحتفال به ، لعل الناس أن يكرموه ويعظموه ، فذهب محمد بن سعود إلى مكان الشيخ و رحب به وأبدى غاية الإكرام والتبجيل وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده .. قال : أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة ، فقال الشيخ : وأنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة لا إليه إلا الله من تمسك بها وعمل بها ونصرها ؛ ملك بها البلاد والعباد ، وهي كلمة التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم وأنت ترى نجداً وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم بعض ؛ فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك . عنوان المجد (1/11 12 ) .
و هكذا تم اللقاء التاريخي وحصلت البيعة المباركة على ذلك .. و أخذ الشيخ رحمه الله بالدعوة والجهاد في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله ..
ونتجاوز بعض الأمور من حياة الشيخ رحمه الله .. لأن الهدف من سرد هذه الأحداث ليس فقط طرح سيرة الشيخ أو ذكرها مفصلة .. وإنما الغاية والهدف هو الوصول إلى الحقيقة والتي نادى بها الشيخ رحمه الله .. ورد الشبه التي ألصقت بالدعوة وبصاحبها ..

أما عن عقيدة الشيخ رحمه الله فهي عقيدة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار .. عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان .. عقيدة أئمة الهدى .. أبي حنيفة والشافعي و مالك وأحمد وابن عيينة والثوري وابن المبارك والبخاري وسلم وأبي داود وسائر أصحاب السنن وأهل الفقه وأثر رحمهم الله ..
يقول رحمه الله : ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم .. بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأدعو إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس والعين .. ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي ، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق . انظر للمزيد عن عقيدة الشيخ الإمام رحمه الله كتاب : عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي للدكتور : صالح بن عبد الله بن عبد الرحمن العبود .

أما عن مؤلفات الشيخ فهي كثيرة جداً نذكر بعضاً منها ..
قام الشيخ رحمه الله تعالى بتأليف عدد من الكتب والرسائل المهمة ، و قد امتازت مؤلفات الشيخ رحمه الله بالأسلوب القرآني المحض و أدلته كلها مأخوذة من القرآن والسنة ، و ذو أسلوب واضح لا يوجد فيه أي تعقيد ، إلا أن اللغة ليست عالية جداً كما نشاهدها عند ابن تيمية (ت 728 ه ) وابن القيم (ت 756 ه) .
و قد عرفنا من مؤلفات الشيخ الكتب التالية :-
1- كتاب التوحيد : و هذه الرسالة هي من أشهر مؤلفاته ، و الاسم الكامل هذا الكتاب هو : كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد . و ذكر فيه الشيخ حقيقة التوحيد و حدوده ، و الشرك و مفاسده .
2- كتاب كشف الشبهات : ونستطيع أن نسميه تكملة لكتاب التوحيد ، والحقيقة أن جميع كتب الشيخ تتعلق بالتوحيد و يمكن أن يقال أنها كلها تكملة لكتاب التوحيد .
3- كتاب الأصول الثلاثة : و هي معرفة الرب ، و معرفة دين الإسلام ، و معرفة الرسول ، و هذه هي الأصول الثلاثة التي وضحت في هذه الرسالة في أسلوب جذاب .
4- كتاب شروط الصلاة و أركانها : و قد شرحت هذه الرسالة شروط الصلاة وهي : الإسلام ، والعقل ، التميز ، رفع الحدث و إزالة النجاسة ، و ستر العورة و دخول الوقت واستقبال القبلة ، والنية ، و ذكرت أركان الصلاة و واجباتها .
5- كتاب القواعد الأربع : حيث ذكر في هذه الرسالة بعض نواحي التوحيد على طريقة مؤثرة و سهلة .
6- كتاب أصول الإيمان : و بين أبواب مختلفة من الإيمان بالأحاديث ، و يظهر من عبارة في البداية ، أن بعض أولاد الشيخ قد أضاف إليها ، و نصها : و قد زاد فيه بعض أولاده زيادة حسنة .
7- كتاب فضل الإسلام : و قد وضح فيه مفاسد البدع و الشرك ، كما وضح شروط الإسلام .
8- كتاب الكبائر : ذكر فيه جميع أقسام الكبائر ، واحدة و احدة ، مفصلة في أبواب ، و قد دعمت الأبواب كلها بنصوص الكتاب والسنة .
9- كتاب نصيحة المسلمين : و هذا كتاب مستقل قد جمع فيه أحاديث تتعلق بجميع نواحي التعليمات الإسلامية .
10- كتاب ستة مواضع من السيرة : و هي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من السيرة النبوية ، والمواضع الستة هي :
أ - ابتداء نزول الوحي .
ب - تعليم التوحيد و الرد على الكفار .
ج- قصة تلك الغرانيق العلى .
د- ختام أبي طالب .
ه منافع الهجرة و عظاتها .
و- قصة الارتداد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .
11- كتاب تفسير الفاتحة : و هو تفسير موجز جداً لسورة الفاتحة .
12- كتاب مسائل الجاهلية : و ذكر فيه الشيخ مائة و إحدى و ثلاثين مسألة خالف الرسول صلى الله عليه وسلم فيها معتقدات أهل الجاهلية .
13- كتاب تفسير الشهادة : و هو تفسير لكلمة لا إله إلا الله ، و قد ذكر فيها أهمية التوحيد في أسلوب آخاذ و واضح .
14- كتاب تفسير لبعض سور القرآن : و هي مجموعة لبعض تعليقات الشيخ على آيات و سور مختلفة من القرآن و قد استنبط عشرات من المسائل من آية واحدة ، و هذه هي أهم مزاياها .
15- كتاب السيرة : و هو ملخص من كتاب السيرة لابن هشام .
16- الهدي النبوي : و هو ملخص لكتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله .

و للشيخ عدة رسائل صغيرة أخرى غير ما ذكرنا ، و لا أرى حاجة إلى ذكرها ، و توجد بعض هذه الرسائل في كتاب روضة الأفكار المجلد الأول الفصل الثالث والرابع . وانظر أيضاً حول مؤلفات الشيخ كتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه (ص 135-144) . ونظر أيضاً كتاب : عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/ 191 235 ) ، وقد فصل في خلالها القول في هذه الكتب و تحدث أيضاً عن الكتب التي نسبت إلى الشيخ مثل كتاب : أحكام تمني الموت ، و كتاب :نصيحة المسلمين بأحاديث خاتم المرسلين ، كذلك رسالة : أوثق عرى الإيمان .

وفاته الشيخ رحمه الله ..
في عام ست ومئتين وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (1206 ه ) توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، قال ابن غنام في الروضة (2/154 ) : كان ابتداء المرض به في شوال ، ثم كان وفاته في يوم الاثنين من آخر الشهر .
وكذا قال عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (12/20 ) ، أما ابن بشر فيقول : كانت وفاته آخر ذي القعدة من السنة المذكورة . عنوان المجد (1/95 ) . وقول ابن غنام أرجح ؛ لتقدمه في الزمن على ابن بشر ومعاصرته للشيخ وشهوده زمن وفاته وتدوينه لتاريخه .
وكان للشيخ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة ، وتوفي ولم يخلف ديناراً ولا درهماً ، فلم يوزع بين ورثته مال ولم يقسم . انظر : روضة ابن غنام (2/155 ) .

للمزيد عن حياة الشيخ و سيرته انظر الكتب التالية :
محمد بن عبد الوهاب لأحمد بن عبد الغفور عطار ، و داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب لعبد العزيز سيد الأهل ، و سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب لأمين سعيد ، و الشيخ محمد بن عبد الوهاب للشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي ، و الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره للدكتور عبد الله الصالح العثيمين ، والإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التاريخ لعبد الله بن سعد الرويشد ، والشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب حياته ودعوته للدكتور عبد الله يوسف الشبل ، و محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه لمسعود عالم الندوي و دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفية لا وهابية لأحمد بن عبد العزيز الحصين .. هذا عدا المصادر الأصلية مثل : تاريخ ابن غنام ، وتاريخ ابن بشر و تاريخ ابن عيسى ..
أما الرسائل الجامعية فقد كتب فيه على سبيل المثال : دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي ، رسالة دكتوراه للدكتور أحمد بن عطية الزهراني من قسم العقيدة في جامعة أم القرى ، و عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي ، رسالة دكتوراه للدكتور صالح بن عبد الله العبود ، من قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية .. و رسالة دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقد للأستاذ عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف ، رسالة ماجستير .. و رسالة الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين وآثارهما في حياة الأمة للأستاذ علي بن بخيت الزهراني ، رسالة ماجستير تحدث في الباب الرابع من رسالته عن الصحوة الإسلامية وكان موضوع الفصل الأول لهذا الباب هو أثر حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العالم الإسلامي و هو فصل مهم وقيم ..


ذكر المفتريات التي ألصقت بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، مع دحض لتلك المفتريات .. ثم نتبعه إن شاء الله إن كان في العمر بقية بالشبهات التي أثيرت حول الدعوة إلى غيرها من الأمور ... و سأعتمد في طرح هذا الموضوع على كتاب قيم في هذا الباب وهو : ( دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) .. مع تصرف بسيط لا يخل في الطرح ..

الافتراء الأول : ادعاء الشيخ النبوة وانتقاص الرسول صلى الله عليه وسلم ..

الذي يظهر من العنوان أن هذه الفرية تتكون من شقين ، لذا فإننا سنتحدث عن كل شق على حدة ..
إن معتقد الشيخ رحمه الله في مسألة ختم النبوة واضحة و منتشرة في مواضع كثيرة من مؤلفاته ، ففي رسالته لأهل القصيم لما سألوه عن عقيدته قال : ( وأومن بأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين و المرسلين ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ) انظر : مجموعة مؤلفات الشيخ (5/10 ) ، وانظر كلاماً مشابهاً في نفس المصدر (1/155 ، 195 ) و (3/8 ) ، و الدرر السنية (1/262 ) . و يعتقد جلياً مما سبق ذكره اعتقاد الشيخ في مسألة ختم النبوة .
ومع هذا فإننا نرى بعض خصوم الشيخ و خصوم هذه الدعوة يسطرون فرية ادعاء النبوة للشيخ ويسودون الصحائف بهذا البهتان ، ومن أوائل الذين ألصقوا بالشيخ هذه الفرية ابن عفالق حيث يقول في رسالته التي ألفها رداً على عثمان بن معمر أمير العيينة آنذاك : ( كما ادعا نزيله مسيلمة أي النبوة بلسان مقاله وابن عبد الوهاب حاله ) ، وفي موضع آخر : ( والله لقد ادعا النبوة بلسان حاله لا بلسان مقاله ، بل زاد على دعوى النبوة وأقمتموه مقام الرسول وأخذتم بأوامره ونواهيه ) . إلى غيرها من المفتريات . انظر كتاب : دعاوى المناوئين (ص 81 82 ) .
ثم تبعه عدد من المفترين من أمثال : علوي الحداد في كتابه مصباح الأنام ( ص 4 ) ، و حسن بن عمر الشطي في تعليقه على رسالة في إثبات الصفات للحازمي ، و أحمد بن زيني دحلان الذي أشاع هذه الفرية وسطرها في كتبه ، انظر : خلاصة الكلام ( ص 239 ) و الدرر السنية في الرد على الوهابية (ص 47 ) ، وتلقفها من بعده خصوم آخرون من أمثال : العاملي في كتابه :كشف الارتياب عن أتباع ابن عبد الوهاب ( ص 3 ) و جميل صدقي الزهاوي في كتابه : الفجر الصادق ( ص 17 ) ، و مختار أحمد باشا المؤيد في كتابه : جلاء الأوهام ( ص 5 ) ، و عبد القادر الاسكندراني ، انظر الرد عليه في كتابه : النفخة على النفحة لناصر الدين الحجازي ( ص 6 ) .
ثم أتى من بعدهم آخرون حاولوا نشر تلك الفرية بوسائل أخرى ، من أمثال : السمنودي في كتابه : سعادة الدارين ( 1/36 ) ، و محمد توفيق سوقية في كتابه : تبيين الحق والصواب ( ص 6 ) .
مما سبق نقله و ما ذكرته من اعتقاد الشيخ في مسألة ختم النبوة هو بحد ذاته أعظم وابلغ الحجج في دحض ورد تلك الفرية الكاذبة الخاطئة .. ومع ذلك فسأورد رداً واحداً في قمع هذه الفرية من باب الزيادة في إسقاطها ..
يقول الشيخ سليمان بن سحمان في كتابه : الأسنة الحداد في الرد على علوي الحداد : والجواب أن يقال لهذا الملحد المفتري : هذا من أبطل الباطل وأمحل المحال وبطلانه من وجوه :
أنه زعم أنه يضمر دعوى النبوة ، وهذا أمر قلبي لا يطلع عليه إلى الله ، فكيف ساغ له أن يدعي علم ما في القلوب مما لا يطلع عليه إلا علام الغيوب ، أيدعي علم الغيب أو أنه يوحى إليه ، ومن ادعى ذلك فهو كافر ، ثم ما هذه القرائن التي يزعم هذا الدجال المفتري أنها تظهر عليه بسان الحال ، فهلا ذكر قرينة واحدة من ذلك فإنا لا نعلم إلا دعوة الحق إلى إخلاص العبادة لله وحده .. الخ ( ص 12 ) . انظر الردود على هذه الفرية : دعاوى المناوئين ( ص 84 90 ) .
و ننتقل إلى الشق الآخر من هذه الفرية وهو اتهام الشيخ وأتباعه بانتقاص الرسول صلى الله عليه وسلم .
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في هذا الشأن : ولما أراد الله سبحانه إظهار توحيده وإكمال دينه وأن تكون كلمته هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى بعث محمداً خاتم النبيين و حبيب رب العالمين ، .. إلى أن قال : إلى أن أخرج تلك الدرة من بني كنانة وبني زهرة ، فأرسله على حين فترة من الرسل وهداه إلى أقوم السبل ، فكان له صلى الله عليه وسلم من الآيات الدالة على نبوته قبل بعثته ما يعجز أهل عصره .. انظر : مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (4/28 ) ، وانظر كلاماً آخر في : مجموعة مؤلفات الشيخ (1/190 ) و (5/113 ) و (4/339 ) إلى غيرها من المؤلفات .. وانظر معتقد أتباع الشيخ رحمه الله في هذه المسألة كتاب : دعاوى المناوئين ( ص 91 - 95 ) .
فهذه النقول السباقة ما هي إلا إشارات سريعة تعطي بياناً مجملاً لمعتقد الشيخ رحمه الله في حقوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. أما افتراء الخصوم على الشيخ وأتباعه بأنهم يتنقصون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، انظرها في نفس الكتاب السابق ( ص 95 99 ) .
يقول الشيخ رحمه الله في تكذيب هذا الافتراء : وما ذكره المشركون عليّ أني أنهى عن الصلاة على النبي أو أني أقول لو أن لي أمراً هدمت قبة النبي صلى الله عليه وسلم .. فكل هذا كذب وبهتان ، افتراه عليّ الشياطين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل .. انظر : مجموعة مؤلفات الشيخ (5/52 ) . وانظر ردوداً أخرى من الشيخ ومن أتباعه من بعده في كتاب : دعوى المناوئين ( ص 99 112 ) .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-27-2007, 12:29 PM
 
رد: سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله


اضغط هنا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-27-2007, 12:35 PM
 
رد: سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن دعوة الشيخ بإنصاف أو دافعت عنها (1)

أبو عمر المنهجي

هذه المصنفات كثيرة جداً .. ولكن لعلنا نشير إلى شيءٍ منه .. أما المصنفات ضدها فأيضاً أهل الأهواء والبدع من كل حدبٍ وصوب قد انبرت ألسنتهم بالسب والافتراء .. أو النصرة لعقائد الشرك أو المبتدعات .. وألئك لا يهموننا وقد تجد أسمائهم من خلال الردود المنشأة عليهم .. والسبب في عدم الأهمية أن كتبهم لم تبنى على حق .. فهي مليئة بالكذب .. وقد انبرى لها علماءُ المسلمين من أهل السنة في كل حدبٍ وصوب للرد على هذا الكذب .. وبيان وجه الحقيقة .. لأن أهل السنة أهل إنصاف .. ويكفي أن من رد على أحد القبوريين في مسألة التوسل وبيانها على عقيدة أهل السنة والدفاع عن الدعوة النجدية أحد طلاب ألد أعداء هذه الدعوة ابن دحلان الذي صاحبه الخذلان .. فإلى تلك الكتب والرسائل النفيسة:

1-اسم الكتاب: دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بين المعارضين والمنصفين والمؤيدين
المؤلف:الشيخ محمد جميل زينو حفظه الله
المولد: حلب –سوريا.

هذه الرسالة الطيبة لمؤلفٍ كان صوفياً ...
وهو الشيخ العلم المعروف بمكة المكرمة حالياً أحسن الله لهُ الختام فقد بلغ الآن قريب الثمانين من العمر ..

ابتدأ الرسالة بشرح معنى وهابي؟! –وسنثبتها في نهاية الرسالة-
وذكر قصته مع شيخه حين قال لشرح للنووي في الاستغاثة وبدأ يحاوره فقال لهُ شيخه:أنت عندك أفكار وهابية ..
فقلت: إن كان الوهابيين يقولون هذا فأنعم وأكرم بهم..
ثم بحثه عن الوهابيين –باختصار- حتى وجدهم على حقيقة غير التي كان قد عُلم .. وكان شرح النووي رحمه الله فاتحت خير له ..
ثم نزعه قميص الصوفية وارتداء لباس التقوى ذلك خير لباس التوحيد العقيدة السلفية ..
وقد تحدث عن معركة التوحيد والشرك والتي وصلت ببعض الصوفية أن يقول أن حديث ابن عباس حين قال لهُ رسول الله عليه السلام : ((إذا استعنت فاستعن بالله)) قال بعضهم: (هذا حديث وهابي) !!
ثم يذكر مناقشته مع الشيخ الصوفي في قضية الاستغاثة بغير الله وأنها شرك أن تدعوا يا شيخ سعد يا جيلاني؟!!
حتى وصل إلى موقف المشايخ الصوفيين من التوحيد .. وبيان سبب عداوتهم لدعوة الشيخ.
ثم وقف كما هو عنوان الكتاب مع المعارضين والرد عليهم ثم بيان بموقف المنصفين والمؤيدين لهذه الدعوة ..
وقد بين معتقد السلفيين ..وذكر فضائل هذه الدعوة .. ثم ختم بقصيدة عقيدة المسلم لأحد عُلماء فارس من أهل السنة .. والتي رد فيها على شغب ملالي الروافض بلمزه أنه وهابي .. وما هو إلا سلفي اجتمع مع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بدعوة الكتاب والسنة .. والتي مطلعها:
إن كان تابع أحمدٍ متوهباً ... فأنا المقر بأنني وهابي

وسأثبت هنا مقدمة كتابهِ وتعرفه على الوهابيين من دون حائل:

ما معنى وهابي؟

اعتاد الناس أن يُطلقوا كلمة وهابي على كل من يخالف عاداتهم ومعتقداتهم وبدعهم،ولو كانت هذه المعتقدات فاسدة،تخالف القرآن الكريم،والأحاديث الصحيحة؛ولا سيما الدعوة إلى التوحيد ودعاء الله وحده دون سواه.

كُنتُ أقرأ على شيخٍ حديث ابن عباس في الأربعين النووية،وهو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا سألتَ فاسألِ الله،وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله)) ."رواه الترمذي وقال حسن صحيح"

فأعجبني شرح النووي حين قال:
"ثم إن كانت الحاجة التي يسألها،لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه،كطل الهداية والعلم .. وشفاء المرض وحصول العافية سأل ربه ذلك،وأما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم".

فقلت للشيخ:
هذا الحديث وشرحه يُفيدُ عدم جواز الاستعانة بغير الله.

فقال لي:
بل تجوز!!

قلت:
وما دليلك؟

فغضب الشيخ وصاح قائلاً:
إن عَمتي تقول يا شيخ سعد (وهو مدفون في مسجده تستعين به) ،فأقول لها: يا عمتي وهل ينفعك الشيخ سعد؟ فتقول:أدعوه فيتدخل على الله فيشفيني!!

فقلت لهُ:
إنك رجل عالم قضيت عمرك في قراءة الكتب،ثُم تأخذ عقيدتك من عمتك الجاهلة!

فقال لي:
عندك أفكار وهابية أنت تذهب للعمرة وتأتي بكتب وهابية!!!

وكُنتُ لا أعرف شيئاً عن الوهابية إلا ما أسمعه من المشايخ : فيقولون عنهم:
الوهابيون مخالفون للناس لا يؤمنون بالأولياء وكراماتهم،ولا يحبون الرسول،وغيرها من الاتهامات الكاذبة!

فقلت في نفسي:
إذا كانت الوهابية تؤمن بالاستعانة بالله وحده،وأن الشافي هو الله وحده،فيجب أن أتعرف عليها.

سألتُ عن جماعتها .. فقالوا: لهم مكان يجتمعون فيه مساء الخميس،لإلقاء دروس في التفسير والحديث والفقه،فذهبت إليهم مع أولادي وبعض الشباب المثقّف .. فدخلنا غرفة كبيرة .. وجلسنا ننتظر الدرس .. وبعد فترة دخل علينا شيخ كبير السن .. فسلَّم علينا وصافحنا جميعاً مبتدئاً بيمنه .. ثم جلس على مقعد .. ولم يقم لهُ أحد .. فقلتُ في نفسي:هذا شيخٌ مُتواضعٌ لا يُحِب القيام.

بدأ الشيخ درسه بقوله:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .. إلى آخرِ الخطبة التي كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه .. ويتكلم باللغة العربية الفصحى .. ويورد الأحاديث .. ويبين صحتها وراويها .. ويصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلما ذكر اسمه .. وأخيراً وجهت لهُ الأسئلة المكتوبة على الأوراقِ .. فكان يُجيبُ عليها بالدليل من القرآن والسنة .. ويناقش بعض الحاضرين فلا يرد سائلاً ..
وقد قال في آخر درسه:
الحمد لله على أننا مسلمون وسلفيون .. وبعض الناس يقولون: إننا وهابيون .. فهذا تنابز بالألقاب .. وقد نهانا الله عن هذا بقوله: {ولا تنابزوا بالألقابِ} .

وقديماً اتهموا الإمام الشافعي بالرَّفضِ فردَّ عليهم قائلاً:
إنْ كان رفَضاً حُبُّ آلِ محمدٍ .... فليشهد الثقلانِ إني رافضي

ونحن نردُّ على من يتهمنا بالوهابيةِ بقول أحد الشعراء:
إنْ كان تابعُ أحمدٍ مُتوهّباً .... فأنا المقِرُ بأنني وهابي

ولما انتهى خرجنا مع بعض الشباب مُعجبين بعلمهِ وتواضعهِ وسمعت أحدهم يقول:
هذا هو الشيخ الحقيقي!!!

2-اسم الكتاب: السنة والشيعة أو الوهابية والرافضة
المؤلف: الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله
المولد:في قرية قلمون جنوب طرابس الشام الدولة العثمانية

قبل الكلام عن هذا الكتاب .. لنا وقفة مع مؤلفهِ الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله .. الشيخ الذي نزع ظلمات الطرق الصوفية .. وطريقته النقشبندية .. متبعاً للكتاب والسنة .. فاضحاً لتلك الطرق .. عرف الدعوة من خلال كتبها .. ومن خلال دعاتها .. ومن خلال السلفيين في مصر .. والدعوة الربانية لا تموت بموت بعض دعاتها .. بل هي كما ترى منتشرة هذا في لبنان وذاك في مصر وهذا في سوريا وذاك في الهند والجميع يدعوا للتوحيد ..
الشيخ لهُ جهد واضح في نشر العقيدة السلفية .. والكتب السنية .. وقمع البدعة والتحذير منها .. وتحريك الجو العلمي .. وفتح مجال الاجتهاد الذي أغلقه مفتي العثمانيين .. وتحرير العقل من الموروثات الصوفية .. والعقائد الكلامية .. وتحريك الجو العلمي في البحث .. وفي التحقيق .. ونشر المؤلفات ..
هو صاحب مجلة المنار .. إنها علمٌ فوق رأسهِ نارُ .. وفي مجلته تحدث في عدد من المقالات عن الشيخ محمد وعن دعوته .. ورد على كل أفاكٍ أثيم متهم للدعوة ..
وقد نشر الكتب التي تبين مفتريات القوم على هذه الدعوة .. كنشرهِ وتقديمه لكتاب "صيانة الإنسان من وسوسة الشيخ دحلان" .. وغيرها فمن أقواله في تقديمه لكتاب صيانة الإنسان:
" لم يخل قرن من القرون التي كثرت فيها البدع من علماء ربانيين يجددون لهذه الأمة أمر دينها بالدعوة والتعليم وحسن القدوة ، وعدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين كما ورد في الأحاديث .
ولقد كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي من هؤلاء العدول المجددين قام يدعو إلى تجريد التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ، وترك البدع والمعاصي" .

أما كتابنا "السنة والشيعة أو الوهابية والرافضة"
فهذا الكتاب مهم .. لأن الشيخ معروف بإنصافه .. وموقفه اللين من الرافضة .. إلا أنه هنا أشتد في الرد على أكاذيب الرافضي محسن الأمين العاملي والرافضي عارف الزين عاملهما الله بما يستحقان ..

يقول الشيخ:
" ولما رأيت ما رأيت من سوء أمر مؤتمر النجف لشيعة العراق ، ومن أمارات نشر الإلحاد في إيران والأفغان ، ومن تجديد الشيخ العاملي في تواليفه والشيخ عارف الزين في مجلته الطعن في السنة وتنفير المسلمين من دولتها الوحيدة في إقامتها ونصرها ، ومن بث الرفض والخرافات ين المسلمين ؛ رأيتُ من الواجب عليّ أن أُظهرَ للمسلمين ما يخفى على جمهورهم من الحقائق التي لم يكن العاملي ولا الزين يعلمان بوقوفي عليها ، ولعلهما يفيئان إلى أمر الله ، فكتبت الفصول الآتية بهذه النية" .

وتشير الرسالة إلى أن العاملي المسمى محسن الأمين ، وهو الرافضي المتعصب ، ألف كتاباً استغرق خمس مئة صفحة ، جعل عنوانه "الرد على الوهابية" ، ودس فيه ما يبغي من الخرافات القبورية والرفضية ، والطعن في حكم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وعلى ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالهادي والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله جميعاً.

ويرد الشيخ محمد رشيد رضا بقوله:
"أقول:
أولاً: إن الوهابية يدعون بحق أنهم موحدون وحامون لحمى التوحيد من تطرق الشرك ، وكان يدعي هذه الدعوى بحق قبلهم شيخ الإسلام [يعني ابن تيمية رحمه الله] .
ثانياً: أن الوهابية لم يدعوا أنهم هم الموحدون وحدهم ، وأن غيرهم من جميع المسلمين مشركون ؛ كما افترى عليهم هذا الرافضي وإنما يقولون كما يقول غيرهم من العلماء بتوحيد الله الذي دعت إليه جميع رسله" .

3- اسم الكتاب: أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها
المؤلف: الشيخ الأزهري محمد حامد الفقي رحمه الله.
المولد: مصر.

الكتاب عظيم جليل ..
الشيخ لهُ علاقة وطيدة بهذه الدعوة ..
فالشيخ كان أشعري الاعتقاد ..
ودرس عقائد المتكلمين ..
وأخذ شهادة الليسانس من الأزهر ..

ولا ريب أن يكون ديدن المصلحين المتبعين لمنهج أهل السنة .. الإنصاف والبعد عن الشططِ والهوى .. فهو ينظر بالميزان الحق .. الكتاب والسنة .. فمن كان عليهما سائر وبهما آخذ ومتبع فإنه منا أهل البيت .. ومن كان على غير هذا ولو كان من كان فهو خصم لنا ولو كان أقرب قريب .. الحب في الله والبغض في الله .. لا الحب في حزب أو جماعة أو طريقة .. بل في الله!! حب صحيح صافي لا حب الغشاشين ..

الشيخ حبهُ وعلاقته بهذه الدعوة أنطلق منذ تخرج من الأزهر .. وقصة الفلاّح المعروفة والذي دلهُ على كتب أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح أهل الحديث ومن يطلق عليهم أعدائهم بالوهابية .. فقرأها الشيخ الأزهري الشافعي بتجرد .. فوصل إلى الحقيقة .. ونزع العقائد الباطلة وأصبح موحداً متبعاً لسلفِ الصالح .. فقد تحول من عقيدتهِ الأشعرية ومن علم الكلام وطرائق التصوف .. إلى الاتباع لني الهدى والرحمة محمد بن عبدالله الهاشمي عليه وعلى آله الصلاة والسلام ..

فبداية علاقته مع هذه الدعوة حين قرأ كتب أصحاب هذه الدعوة فتأثر بها لأنه كان متجرداً باحثاً عن الحق ..

ثم كانت خطوته الثانية .. وهي نصرة دعوة سيد الأنبياء والمرسلين بنشر الدعوةِ الصحيحة إلى الكتاب والسنة .. ونبذ البدع .. والأمر بالاتباع للنبي عليه السلام .. ونشر كتب العقيدة السلفية .. ونشر كتب السنة والأحاديث الصحيحة .. وفتح الحِلق لتعليم الجُهال أصول الدين وتلاوة القرآن .. والرد على أهل الكفر والزندقة .. وأهل البدع والأهواء .. وكان شديداً في فضح الصوفية المتسترة بستارِ الإسلام .. مبيناً انحرافاتها .. كاشفاً خفايها .. فاضحاً تقيتها .. وله نشاطٌ خاص في نُصرة السنة المحمدية .. حتى أسس جماعة لهذا الغرض أسمها [ جماعة أنصار السنة المحمدية ] وفقهم الله ..

وقد أشهر الشيخ حسامه لبيان الحق .. وفضح الأكاذيب على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله أو ما يطلقون عليها ب(الدعوة الوهابية) .. ونعم والله بدعوة تدعوا لإخلاص العبادةِ للوهاب الله عز وجل .. وإن كانوا يشتقونها من أسم موسسها فلتسمى باسمه المحمدية ..
لقد ألف كتاباً سماه "أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها"
وقد نفع الله به ، وقد طبعَ طبعتهُ الأولى عام 1354ه بمطبعة النهضة شارع عبدالعزيز بمصر.

وقال الشيخ الأزهري محمد حامد الفقي رحمه الله في مقدمته:
" أما بعد ؛ فهذه نبذة لطيفة في بيان حقيقة الدعوة الوهابية وإمامها وشيعتها وأنصارها ، وقصة إزاحة الأوهام وإبطال الأكاذيب التي نسجت حولها ، وذلك لتخبط الكثير من الناس في شأنها"

وقال في موطن آخر:
" الوهابية نسبة إلى الإمام المصلح شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب مجدد القرن الثاني عشر ، وهي نسبة على غير القياس العربي والصحيح أن يقال المحمدية ، لأن اسم صاحب هذه الدعوة والقائم بها هو محمد ، لا عبدالوهاب. "

وقال في صفحات أخرى:
" وإن الحنابلة متعصبون لمذهب الإمام أحمد في فروعه ككل أتباع المذاهب الأخرى ، فهم لا يَدَّعون ، لا بالقول ، ولا بالكتابة أن الشيخ ابن عبدالوهاب أتى بمذهب جديد ، ولا اخترع علماً غير ما كان عند السلف الصالح ، وإنما كان عملهُ وجهدهُ إحياء العمل بالدينِ الصحيح وإرجاع الناس إلى ما قررهُ القرآن في توحيد الألوهية والعبادة لله وحده ذلاً وخضوعاً ، ودعاءً ، ونذراً ، وحَلِفاً ، وتوكلاً ، وطاعة شرائعهِ ، وفي توحيد الأسماء والصفات ، فيؤمن بآياتها كما وردت ، لا يحرف ولا يؤول ، ولا يُشبِّه ، ولا يُمثل ، على ما ورد بلفظِ القرآن العربي المبين ، وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه الصحابة وتابعوهم والأئمة المهتدين ، من السلف والخلف رضوان الله عليهم،في كل ذلك وأن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لا يتم على وجهه الصحيح إلاَّ بهذا" .

4- اسم الكتاب: الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) دعوة ومنهج
المؤلف: خطيب الحرم المكي د-صالح بن حميد.
المولد: بريدة-القصيم

وهي رسالة رائعة .. في الأصل خطبة جمعة .. ثم أفردت .. وهي ضمن كتاب الخطب المنبرية للشيخ ..

ملخص الخطبة

- أهمية دراسة سِيَر الصالحين والعلماء وأثرها – واقع الأمة وانتشار الجهل والخرافات قبل ظهور دعوة ابن عبد الوهاب – منهج الإسلام في الحكم على الرجال وعدم الغلو فيهم والقول بعصمتهم – مكانة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثره في الدعوة والإصلاح – عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وموقفه من القبوريين – شمولية دعوة الشيخ لأصول الإسلام وفروعه ولطبقات المدعوين – تعاون الشيخ مع الإمام محمد بن سعود وأثر ذلك, وأهمية السلطة والدولة للدعوة – دور السياسة في محاربة دعوة الشيخ والتنفير منها

5- اسم الكتاب: نظرة على الحركة الوهابية
المؤلف: ثناء الله الأمرتسري رحمه الله.
المولد:الهند.

الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمرتسري مؤسس جمعية أهل الحديث بالهند .. طلب العلم بالهند ببلدة كانفور .. ثم عاد لبلده أمرتسر واشتغل بالتدريس والتأليف والتصنيف والمناظرة .. وكان له براعة في الرد على الفرق الضالة .. وألف في ذلك الكثير من المؤلفات .. وخاصة في الرد على القاديانية فقد ألف في فضحها والرد عليها مؤلفات عديدة .. وناظر الميرزا غلام أحمد القادياني فأفحمه .. وقد تحداه القادياني بأن الكاذب منهما موت في حياة الصادق .. فمات القادياني بعد فترة قليلة .. وعاش العلامة الأمرتسري-رحمه الله- بعده أربعين عاماً.
أنشأ في بلدهِ صحيفة "أهل الحديث" .. وساهم في الحركة السياسية الوطنية والمؤتمر الوطني العام .. وكان عضواً أساسياً في حركتي "ندوة العلماء" و"جمعية علماء الهند" .. كما أسست على يده "جمعية أهل الحديث لعموم الهند" بدلهي عام1324ه وكان أميناً عاماً لها طيلة حياته ..
توفي بباكستان بعد انقسام الهند
من أهم مؤلفاته رده على الفرق الضالة .. وكذلك تفسير القرآن بكلام الرحمن .. وكتابنا هذا

هذه لمحة سريعة عن المؤلف .. أم بخصوص الكتاب

فبعد أن قرأ .. وجالس أصحاب هذه الدعوة .. وجد أن دعوة التوحيد هي دعوة علماء الهند كما هي دعوة محمد بن عبدالوهاب .. فكلهما على خط واحد .. ولكن أهل الأهواء والذين نقلوا الأخبار نقلوها على غير حقيقتها .. فما كان من الشيخ الأمرتسري إلا أن قام بواجب العلماء في المهمات الكبار .. فألف هذه الرسالة "نظرة على الحركة الوهابية" .. ذكر أحوال الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته .. ثم نقل فتاوى كبار علماء شبه القارة الهندية في تحريم البناء على القبور .. وأثبت أنه لا يجوز بناء القبب على القبور بحال من الأحوال .. وأنه يهدمها ولي الأمر لو بنيت .. عملاً بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ... )) الحديث .. وبناءً عليه قامت القوات النجدية في عهد الملك عبدالعزيز بما قامت به من هدم القبب المقامة على القبور،فجزاهم الله خيراً.

كما شرح المؤلف في هذه الرسالة حديث ((هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان)) شرحاً صحيحاً على ما يراه ويفهمه السلف الصالح .. وبيّن الصواب في المرادِ بنجد الوارد ذكره في هذا الحديث .. والذي يتعلل به الأعداء في لمز الدعوة والطعن في أهلها.

6-اسم الكتاب: الصواعق الإلهية لطرد الشياطين اللهابية
المؤلف: الشيخ بشير الدين القنوجي
المولد: قنوج-بالهند.

هو الشيخ بشير الدين بن الشيخ نور الدين القنوجي ، أحد علماء الحديث بالهند ، ومن مدينة "قنوج" التي هي مسقط رأس الشيخ صديق حسن خان ، وكان معاصراً له ، وكان شديد النكير على أهل البدع ، متبعاً للسنة ناشراً لها ، وقد طلبه صديق حسن خان إلى مدينة "بوفال" فذهب إليها وولي القضاء ، لهُ عدة مؤلفات منها الصواعق الإلهية لطرد الشياطين اللهابية ، وكتاب أحسن المقال في شرح حديث لا تشد الرحال.

أما كتابه النفيس:
فقد ألفه باللغة الفارسية وطبعه ونشره عام 1280ه ، وهو ردٌ على كتاب "البوارق المحمدية" لمؤلفه فضل رسول البدايوني ، أحد العلماء القبوريين في الهند ، كما رد على جميع اعترضات القبوريين على شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد بن عبدالوهاب والعلاَّمة محمد إسماعيل الدهلوي ، مؤلف "تقوية الإيمان" –رحمهم الله جميعاً-

7-اسم الكتاب: الإمام محمد بن عبدالوهاب أو انتصار المنهج السلفي
المؤلف: المستشار عبدالحليم الجندي.
المولد: مصر-الجمهورية العربية المشتركة

قبل الكلام عن الكتاب لنطل إطلالةٌ خفيفة مع اطلال في حياة المؤلف:
فالمؤلف هو المستشار عبدالحليم الجندي..
الرئيس السابق لإداراة قضايا الحكومة في جمهورية مصر العربية.
رئيس لجنة تجلية مبادئ الشريعة الإسلامية بالمجلس الإعلى للشئون الدينية.
عضو مجمع البحوث الإسلامية بالإزهر.
عضو لجنة الشريعة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.
لهُ مؤلفات كثيرة ..
منها:
مالك بن أنس إمام دار الهجرة،أحمد بن حنبل إمام أهل السنة،الإمام الشافعي ناصر السنة وواضع الأصول،أبو حنيفة بطل الحرية،الإمام جعفر الصادق، وكتابنا الإمام محمد بن عبدالوهاب، الشريعة الإسلامية،أئمة الفقه الإسلامي،مجموعة مذكرات قضائية جزئين،الشبهات التي تثار حول تطبيق الشريعة الإسلامية، دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب،حول صياغة الدستور الإسلامي،توحيد الأمة العربية بتوحيد شرائعها،تصرفات السفهاء قبل الحجر،نجو تقنين للمعاملات المدنية في الفقه الإسلامي،نحو تقنين للعقوبات المدنية في الفقه الإسلامي،…..وكتب أخرى كثيرة..

إذاً هذا المستشار له حبل من المودة ربطهُ إيخاء المؤمن والبحث الصادق والنظر المتجرد .. حين يتحدث علية القوم أصحاب الفكر النير .. يجب تكتيم أصحاب المواقف المشبوهة .. أو من يتحدث بلا علم .. سمعت الناس قالوا كذا فقلت؟!!
قام هذا الشيخ المصري أيام الجمهورية العربية المشتركة بين بعض الدول العربية .. ورأى الكلام من قبل أصحاب المصالح لدعوة الشيخ محمد ومن تبعه .. فرصدها عن قرب .. قرأ رسائلها .. تتبع رجالها .. قرأ ما لها وما عليها .. بعد ذلك جرد قلمه وألف كتابها لإمام محمد بن عبدالوهاب أو انتصار المنهج السلفي وسبر فيها الدعوة ورصدها .. ثم تحدث في محاور عديدة ..
بعد ذلك أراد أن يخصص بحثاً لتبيان نقطة معينة فألف رسالته (دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب)

مع الكتاب وقفات:
بدأ المؤلف مع المآسي .. من عالم النور والاتباع والهدى والسنة إلى أوحال الابتداع ..
ومن البدع المذمومة إلى البدع المكفرة ..
وركز على الخلل لدى أصحاب التشيع والتصوف .. وكيف من البدع المذمومة إلى البدع المكفرة!!

ثم يوضح أن هناك نور بدأ ينطلق كاسحاً جميع الظلمات .. وبداية العودة للسنة والمنهج السلفي ..
ويحمل لوائه ابن تيمية .. ومن ثم تلميذهُ البار ابن القيم ..

ثم ينطلق للباب الثاني .. "الدعوة للتوحيد" ..

ويوضح مراسم الدعوة السلفية المنطلقة من العيينة ..
ثم يرسم بعض اللوح الناصعة .. ورد الشبهات الكاذبة …

ثم يرسم الباب الثالث "انتصار المنهج السلفي"
وعن كيفية عودة الأمة للتوحيد .. وعن إقامة الدولة .. وانتشار الدعوة وصدى هذا الدعوة في الأفاق .

8- اسم الكتاب: حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ونماذج من رسائله وشهادات علماء الحرمين له
المؤلف: عبدالرحمن بن حماد العمر
المولد: السعودية

المؤلف أحد العلماء الفضلاء ..

بخصوص كتابه القيم في فصله الأول: حال العالم الإسلامي قبل دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ..

ثم في فصله الثاني بين حقيقة دعوة الشيخ ..
وعقد أبواب منها مذهب الإمام ، وعقيدته في لا إله إلا الله والأولياء والتوسل والشفاعة وحب الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته ومن تبعهم بإحسان ، وزيارة القبور الشرعية والشركية ، وتحريم البناء على القبور ، وكشف بعض الشبهات ، والشرك الأكبر والأصغر ، والنفاق الاعتقادي والعملي ، ورد الأكاذيب مثل تكفير المسلمين ..

عقد الفصل الثالث في بيان الجانب السياسي لدعوة الإمام.

وعقد الفصل الرابع: في بيان عقيدته التي يدين الله بها ومنهجه في الدعوة إلى الله تعالى ، وعرض عشر رسائل في ذلك ..

وعقد الفصل الخامس من البراهين على صحة دعوة الإمام ، وذكر المناظرة الشهيرة بين علماء مكة وعلماء نجد ، وخطاب رئيس القضاء ، ونداء من علماء بلد الله الحرام ..

9- اسم الكتاب: محمّد بن عبدالوهاب
المؤلف:أحمد عبدالغفور عطار
المولد:

المؤلف شيخٌ أديبٌ مؤرخٌ فاضل.
كتب كتاباً رائعاً عن الشيخ واسماه "محمد بن عبدالوهاب" وطبع طبعته الأولى سنة 1362 ه
وأعيد طبعة عدت مرات في حياته .. وكان يقول في مقدمة تلك الطبعات أنه لا يستطيع أن يقدر عدد الطالبين من جميع أنحاء العالم الإسلامي لكتابه .. وكان كتابه هذا توضيحاً لحقيقة دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله .

المصدر : شبكة الدفاع عن السنة


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-27-2007, 12:41 PM
 
رد: سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن دعوة الشيخ بإنصاف أو دافعت عنها (2)

أبو عمر المنهجي

السابق :
10-اسم الكتاب: محمّد بن عبدالوهاب
المؤلف: أحمد عبدالغفور عطار
المولد:

وهذا الشيخ الأديب المعتني بأمر التأريخ كان له كتاب آخر في تاريخ حياة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ، وكانت أمنية يتمناها منذ قديم ، حيث سطر هذا في طبعة الكتاب السابق الثالثة 1387ه هذه الأمنية: " وددت أن يكون لديّ من الوقت ما يعينني على كتابة تاريخ الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب أعطيه حقه من الدرس ، وأقدم له صورة أدق وأشمل من الصورة التي يجليها هذا الكتاب ، وأرجو أن يكون قريباً بفضل الله"

وقد تحققت أمنيته وسطر هذا التأريخ للوهابية وللشيخ المصلح المجدد ، يقول وإن كان اسم هذا الكتاب كاسم الكتاب السابق إلا أن هناك مغايرة يقول في المقدمة: "وهذا الكتاب غير السابق في منهجه وبحوثه … هذا الكتاب الذي يُعدُّ جديداً تغاير بحوثه ما في كتابي السابق ، وتختلف هندسته عن هندسته ، ومنهجه عن منهجه.
ومحمد بن عبدالوهاب زعيم ومصلح ديني ومجدد وصاحب دعوة ، ولم يظهر مثله في القرون الأخيرة ، وكل الدعاة والمصلحين الذين سبقوه أو جاءوا بعده لم يكن لهم أثر في مجتمعاتهم ، ولم تتجاوز آثارهم محيط الفكر المحدود ….
وقامت في العالم الإسلامي حركات كبرى تعد انبثاقة للحركة الوهابية ، فحركة الشيخ عثمان دنفويو في نيجريا في نهاية القرن الثاني (القرن الثامن عشر الميلادي) ،حركة وهابية ، قام بها بعد أن زار مكة حرسها الله ، ورأى الدعوة بها فاستهوته مبادئها ، وأعجبه إخلاص القائمين بها ، فعاد إلى بلاده يطبق منهج الدعوة الوهابية ، ووفق الشيخ عثمان كل التوفيق ، فأسس في أفريقيا دولة وهابية كانت نموذجاً رائعاً للحكم الإسلامي العادل ونظمه الإنسانية الرفيعة.
ومن خير ما في الدعوة الوهابية وقوفها في وجه البدع والخرافات والوثنيات التي دخلت في الإسلام فأخفت لبابه وجوهره وعقيدته ، وصارت هي العقيدة والعبادة ، أو أصبح جانب كبير من أمورهما قائماً على البدع والخرافات والوثنية."

وقد أرخ لعصره والواقع المعاش ، ثم أصله وعائلته العلمية ، ثم مولده ونشأته وطلبه للعلم ، ثم أخبار رحلته للحج ، ثم انطلقه بعدها للرحلة في الطلب في مكة ثم المدينة ثم البصرة والزبير ثم الأحساء ثم عودته لنجد .. ثم أرخ لعودته لحريملاء والعيينة ثم انتقاله للدرعية وتكوين الدولة ، وعن الحكم الوهابي ، ثم وفاة الإمام ..
ثم تحدث عن جوانب من شخصية الشيخ ..
الشيخ والزهد .. المصلح الناجح .. علمه وثقافته .. المشابه بين عهدين (يعني عهود المجددين بين الواقع الغالب به الصدود عن الحق والوقوع بالغلو والشرك) .. الدعوة المنهج التطبيق ..

ثم يبين حقيقة الدعوة الوهابية … وبعدها يذكر نماذج ممن عادى الدعوة قبل أن يعرف حقيقتها من خلال الإشاعات الكاذبة كقولهم لا يحب النبي عليه الصلاة والسلام ثم يكتشفون بأنه من أهل الحديث؟!! وقد صنف كتباً عديدة في الأحاديث النبوية وأختصر كتابين في السيرة النبوية ..
ثم عن أثر الدعوة الوهابية في العالم الإسلامي.

وقال فيه:
" ولا شك أن عصر ابن عبدالوهاب كان بالنسبة للمسلمين عصر التأخر والجمود والخمول وشيوع البدع والخرافات والوثنيات التي سيطرت على العقول ، عصر سيادة الغرب ، عصر ضعف المسلمين ،وتفرق كلمتهم.

وكل أقطار الإسلام كانت تغط في الجهل والبدع ، ولم يسلم الحجاز وأرض الحرمين من الخمول والبدع ، وأنا أدركت آثار الخرافات والبدع الشائعة في مكة حرسها الله ، وقضى عليها صحو العقل الذي يعود الفضل فيه للدعوة الوهابية.

ورأى ابن عبدالوهاب ما حل بالمسلمين ، ورأى ما بنجدٍ من الشرك والوثنية ، ولم تكن نجد خالية من العلماء ؛ بل كان فيها منهم عدد غير قليل في مدنها وقراها ، ولكنهم كانوا ضعفاء ، ومنهم من لم يفضلوا العامة في معتقداتهم الخرافية ، ومنهم من كانوا على بصيرة من أمرهم ، ولكنهم لم يكونوا شجعاناً ودعاةً ؛ بل كانوا وعاظاً محدودي الأثر.

ولكن ابن عبدالوهاب لم يكن مثلهم ، فقد كان عالماً حقاً ، وكان سلفياً صادقاً في عقيدته ومنهجه ، وكان شجاعاً وداعية ، وليس العلماء ورثة الأنبياء في العلم وحده ، ولكن ميراث النبيين يتجلى في القيام بأعباء الدعوة والتبشير برسالاتهم ، واستقبال الأذى بعناد وإصرار في سبيل هداية البشر.

وهكذا لقي محمد بن عبدالوهاب الأذى والنفي والتشريد ، وصابر وصبر حتى مكّن الله له بقيام دولة إسلامية في نجد ، تطبق شريعة الإسلام حق التطبيق ، وتعيد إلى الإسلام عزته ، وإلى المسلمين كرامتهم التي ضيعها الجهل.

وكان محمد داعية حقاً ، فأرسل الكتب إلى الحكام والعلماء يعرض عليهم دعوته ، ويطلب إليهم الإصلاح العام ، والقيام بتغيير المنكر ، ومحو البدع ، والاعتصام بالكتاب والسنة.

ولم يقتصر أثر الوهابية في الجزيرة العربية ؛ بل امتد هذا الأثر إلى العالم الإسلامي كله ، فالحرمان كانا في حماية الحكام الوهابين لفترات ، وكان حجاجهما الذين يفدون من مختلف ديار الإسلام يرون في أرض الحرمين نمطاً للحياة الاجتماعية الإسلامية جديداً لم يعهدوه في بلدانهم ، ولا في علمائهم ، ولا في حكامهم.

فالحياة الاجتماعية تسودها العدالة والأخلاق الكريمة والصفاء ، والعلماء سلفيون متمسكون بدينهم ، يأمرون غير الله ، والحكام صالحون ، وهم والعلماء يد واحدة في الخير ، ولسان واحد في الدعوة إلى الله ، وقلب واحد في الخشية منه.

وكان بين الحجاج علماء وحكام ورجال فكر وثقافة وعلوم عصرية ، وأعجبهم الرجوع إلى الإسلام الحق ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمبادرة إلى الصلاة الجماعة ، وإغلاق المتاجر قبيل أوقات الصلاة ، والتنزه عن الغش والتدليس في العقود والبيوع ، وصون اللسان عن السباب والفحش.

رأوا دولة الإسلام وأخلاق القرآن وآداب السنة فأعجبوا بها كل الإعجاب ، ونقلوا ما رأوا إلى شعوبهم وبلدانهم ، وتزود العلماء منهم بالدعوة ، ولما عادوا إلى بلدانهم نهضوا بأعبائهم ، ولكنهم صدموا ، وقاومهم علماء أمثالهم ، وقاومهم الحكام ، لأن الحركة الإسلامية الجديدة تنذر الظلم ، ظلم العلماء والحكام ، وظلم العلماء والحكام ، وظلم التجار والموظفين ، الظلم بكل ضروبه.

وإذا كان الدعاة قد اصطدموا مع الجور والفساد في السلطة والمعتقد فقد وجدوا اتباعاً أيضاً ، وأيقظ الاصطدام النائمين فصحوا ، وصحت عقلياتهم.

وكل الدعاة وحركات الإصلاح الذين أعقبوا ابن عبدالوهاب تأثروا به ، ونهوضهم يدين لهذا المصلح الأكبر الذي جدد شباب الإسلام في وقت بلغت شيخوخته حد الحرف والهذيان.

فأقطار الجزيرة العربية ، نجد والأحساء ونجران وعسير واليمن والحجاز والعراق والشام تأثرت بحركة الإمام المصلح تأثراً بالغاً ، وانطبعت العقليات في هذه الأقطار بطابع هذه الحركة من ناحية الدعوة الخالصة ومنهجها وتطبيقها في الحدود التي تتسع لهم قدراتهم.

يقول صديقنا العقاد رحمه الله:
" النهضة في مصر بدأت عند أوائل القرن التاسع عشر ولكنها بدأت في الجزيرة العربية قبل ذلك بنحو ستين سنة بالدعوة الوهابية التي تنسب للشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وبدأت نحو هذا الوقت في اليمن بدعوة الوهابية التي تنسب الإمام الشوكاني صاحب كتاب (نيل الأوطار) وكلاهما ينادي بالإصلاح على نهج واحد ، وهو العود إلى السنن القديم ورفض البدع والمستحدثات في غير هوادة.

وإنما تسامع الناس بحركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وظلت الدعوة الشوكانية مقصورة على قراءة كتب الفقه والحديث ، لأن الوهابيين اصطدموا بجنود الدولة العثمانية في إبان حربها مع الدولة الأوربية التي اتفقت على تقسمها ، ومثل هذا الاصطدام قد أودى بدولة علي بك الكبير في مصر ، فانتقض على أعوانه ، وتمكن منه حساده بعد محالفته لروسيا في حرب الخلافة العثمانية.

ولم تذهب صيحة ابن عبدالوهاب عبثاً في الجزيرة العربية ولا في أرجاء العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه ، فقد تبعه كثير من الحجاج وزوار الحجاز ، وسرت تعاليمه إلى الهند والعراق والسودان وغيرها من الأقطار النائية ، وأعجب المسلمين أن سمعوا أن علة الهزائم التي تعاقبت عليهم وإنما هي في ترك الدين لا في الدين نفسه ، وأنهم خلقاء أن يستنجدوا ما فاتهم من القوة والمنعة باجتناب البدع ، والعودة إلى دين السلف الصالح في جوهره ولبابه" .

ويقول العقاد:
"سرعان ما ظهرت دعوة ابن عبدالوهاب بجزيرة العرب حتى تردد صداها في البنغال سنة 1804 واتبعتها طائفة الفرائضية بنصوصها الحرفية ، فاعتبرت الهند دار حرب إلى أن تدين بحكم الشريعة ، ثم تردد صدى الدعوة الوهابية بعد ذلك بزعامة السيد أحمد الباريلي في البنجاب ، وأوجب على أتباعه حمل السلاح لمحاربة السيخيين ، وتقدمهم في القتال حتى قتل سنة 1881.

ونهض من بعده تلميذه كرامة علي فاتصل بطريقة الفرائضية ، وأفتى بأن البلاد الإسلامية تجب فيها صلاة الجمعة ، ولا تحسب من ديار الحرب وإن كان الحكم فيها الحكم فيها لغير المسلمين"

والسيد أحمد الباريلي من أعظم المسلمين في الهند ، وقد ولد في قرية "راي باريلي" من قرى لكنو في أول يوم من المحرم سنة 1201ه.(1786م) وقاد حركة الجهاد ضد السيخ مع الإنجليز ، وكان السيخ مع الإنجليز المستعمرين الغاصبين.

وقاوم الإنجليز حركة الإصلاح التي نهض بها السيد أحمد ، ولم يجدوا سبباً في إثارة العامة وبعض علماء السوء إلا أن السيد أحمد وهابي ، فحدثت الفرقة بين صفوف المسلمين ، وأفاد أعداؤهم الإنجليز والسيخ ، وقضوا على السيد أحمد وحركته الشابة الفتية ، مما ثبّت أقدام الإنجليز ، ومكَّن لقاداتهم وجنودهم أن يقتِّلوا شعب القارة الهندية تقتيلاً ، لا فرق بين مسلم وهندوكي ، وإن كانت النقمة والحقد أشد على المسلمين.

ولولا مقاومة الإنجليز والسيخ للحركة الوهابية لنالت الهند خيراً كثيراً.

وفي البنغال نشطت الدعوة الوهابية في القرن التاسع عشر وبسببها دخل في الإسلام كثير من الناس في البنغال التي انتشر فيها دعاة الوهابية ، وقادوا حركة الإصلاح التي أسعدت الناس بالعدالة والصدق والأخوة الإسلامية.

ويقول السيرت .و.ارنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" صفحة 239 من الطبعة العربية:
"وفي القرن التاسع نشطت حركة الدعوة الإسلام في البنغال نشاطاً ملحوظاً ، وأرسلت طوائف كثيرة ينتمي أصلها إلى تأثير الحركة الوهابية الإصلاحية ، دعاتهم ينتقلون في هذه المقاطعة ، يطهرون البلاد من بقايا العقائد الهندوكية القديمة ، ويوقظون الحماسة الدينية ، وينشرون العقيدة الإسلامية بين الكفار"

وما تزال للحركة الوهابية في البنغال دعاة يفتقرون إلى المال ، ومع فقرهم فإنهم نشطون في الدعوة ، وعندما كنت في باكستان الشرقية في شهر جمادي الآخرة سنة 1389ه (أغسطس 1969م) لقيت بعضهم ، وذكروا أنهم تتلمذوا على علماء من البنغال تلقوا علوم الدين على العلامتين الكبيرين عبدالله والشيخ عمر ابني حسن ، حفيدي شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب.
والشيخ عبدالله بن حسن كان رئيس القضاة في الحجاز وتوفي سنة 1378ه (1958م) وهو من العلماء الصالحين الكرام ، وتلامذته من أبناء الأقطار الإسلامية كثير ، وكان باراً بهم ، كثير العطف عليهم ، وأولاده كرام صالحون تولى اثنان منهم وزارة المعارف السعودية ، هما: عبدالعزيز وحسن ، والأخير ما يزال وزيراً للمعارف حتى الآن.

وأما الشيخ عمر بن حسن فهو الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف في نجد والمنطقة الشرقية وخط التابلاين ، وله تلامذة كثيرون من أبناء الأقطار الإسلامية ، ورأيت بعضهم في الصين وباكستان ، وهو –مثل أخيه الكبير- كريم جواد بار بأولئك الطلاب ، وبيته وصدره مفتوحان ، وهو علامة مجاهد شديد الغيرة على الدين ، وأولاده وأعوانه.

وإذا كانت الحركة الوهابية في القرن التاسع عشر من أعظم أسباب انتشار الإسلام في البنغال ورسوخه في أراضيها الشاسعة فإن الحركة الوهابية الحاضرة نشطة في تبصير المسلمين ، بحقيقة الإسلام ، ولكن أصحابها فقراء ، ولو وجدوا العون المالي لأدوا للإسلام خدمات جد عظيمة.

وذكر لي داعية بنغالي وهابي تخريجاً لطيفاً لكلمة الوهابية ، فهو يقول: حقيقة أن الوهابية نسبة إلى ابن عبدالوهاب ، وإذا كان الذين اتخذوها أرادوا النبز والتشويه ، إلا أن الله جعلها حركة إسلامية مباركة ، وصارت أخيراً علماً على الوهابيين أنفسهم لله ولرسوله ، فالوهابية هم أتباع الإمام محمد بن عبدالوهاب الذين وهبوا أنفسهم للدعوة والجهاد.

ولم تقف آثار الدعوة الوهابية على القارة الهندية وحسب ، بل تجاوزتها إلى جاوا وأقصى الجزر الهندية الشرقية التي عرفت الآن بإندونيسيا ، ولكنها حوربت من الاستعمار الهولندي ، ومع ذلك انتشر الإسلام انتشاراً عظيماً."

إلى أن قال:
" وموجز القول:
أن حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب أثرت في البلدان الإسلامية في آسيا وأفريقيا تأثيراً حسناً ، وأيقظت العقلية العربية والإسلامية ، وحركت في شعوب الإسلام الأسباب والدوافع للعمل الجاد ، وأبانت حقيقة الإسلام كما أنزله الله على رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم ، وطبقته بقدر ما وسعه الجهد واتسعت له القدرة ، وما تزال الحركة قائمة حتى اليوم ، ولكنها بطيئة.
ولو تيسرت للحركة القوة والنشاط لآتت أكلها في جميع أقطار الإسلام."

هذه النقاط كانت من فصل "أثر الدعوة الوهابية في العالم الإسلامي"

11-اسم الكتاب: دعوة التوحيد والسنة
المؤلف: محمد بهجة الأثري
المولد:بغداد-العراق

من لا يعرف العَلاَّمَة محمّد بهجة الأثري العراقي؟!!
الشيخ هو العلم المعروف .. رحمه الله كان عضو المجمع العلمي العراقي والمصري والسوري والمغربي ..

ألف الشيخ هذا الكتاب لتبيان حقيقة دعوة التوحيد والسنة أو دعوة الكتاب والسنة .. وأبرز الشيخ كيف تعرف على هذه الدعوة وعلى أبرز دعاتها وهو الشيخ المجدد .. فذكر أنه لم يعرفهم من أعدائهم بل تعرف عليهم من كتبهم ، وتعرف على الإمام من خلال كتبه ورسائله ، وعن حياته من أبنائه وطلابه ، وهذا هو الإنصاف الذي تربى عليه من شيخه الألوسي رحمه الله ، فيقول:
"إن الحقيقة الأزليّة الخالدة في نواميس الحياة ، قد تصيبها السياسات والعصبيّات بشيء من الضُّرِّ ، ولكنِّها في جميع الأحوال تعجز عن طمسها وإزالة معالمها .. ثم هي ، وأعني السياسات والعصبيات ، لا تملك الفصل في شأنها ، وليس ما تصوّره تزييناً أو تقبيحاً هو واقع الحقائق ، وإنما يفصل فيها العلم وحدَهُ بتجرده المطلق ونزاهته وموضوعيته الخالصة من الشوائب والأهواء.
إنّه يَعنِيه من الأشياء في كل شأن يعرِض له ، تعرُّف الحقائق في عُرْبها وسفورها كيفما كانت الحال ، وفي أي صورة تكون عليها ، وإذا كانت السياسات والعصبيات تبني أحكامها على الأهواء والأغراض الخاصّة ، لا نحيد عنها ، فإنّ العلم يبني تصوراته وأحكامه على البيِّنات غيرَ متحيّز ولا متحرِّف ، وهو يستمد هذه البيانات من الوثائق الأصلية الصحيحة مما يدونه الإنسان بنفسه خاصّة ، لأنها فصل الخطاب والحُجَّة البالغة.
ومن هذه الوثائق الأصلية ونحوها يستنبط العلم التصوّرات ، ويهتدي إلى مقاطع الحق فيوقن ، ثم يرسل أحكامه التي لا تستؤنف ولا تميّز كما يقول القضاة.

على هَدْي مِن هذه الوثائق ، التمستُ مقاطع الحق ، في هذا الأمر الجديد وصاحبِه ، من معادنها ، غيرَ متأثّر بسياسة من السياسات ، أو عصبيّة من العصبيّات.

وبين كلِّ أمرٍ وصاحبه ، تقوم علاقة وآصرة ، وتَعَرُّفُ صاحب الأمر يتقدَّم تعَرُّفَ أمره ؛ لأنه هو مصدره ، وإليه يؤول.

وقد تعرّفت سيرةَ (محمّد بن عبدالوهاب) في كتب المقربين إليه ، والقريبين منه زماناً ومكاناً ، فهم أعرف به ، ولم ألتمس شيئاً من أمره في كتب مؤرخيه الثانويين ونحوهم.

وتعرّفتُ دعوته ، والعِلم الذي طبعت به ، من مؤلفاته ، وهي أنواع .. سيرة نبوية ، وتفسير ، وحديث ، وأحكام ، وتوحيد ، ومما هو أدلّ منها على طبيعة فكره واستقلال رأيه ، أعني فتاواه ورسائله ومجادلاتِه ومراسلاته مع العلماء والرؤساء في جزيرة العرب وما وراء جزيرة العرب في شأن دعوته: مَناشِئِها ، ومبادئها ، وغاياتها ، وأصولها ، وأدلتها.
والمرء وما يقوله ويقره ويفصح عنه من نيّته وعلمه ، لا ما يقوله خصومه فيه.

وأشهد مخلصاً أن بين سيرة (محمّد بن عبدالوهاب) ودعوته ، ولأسمها: الدعوة التجديدية ، رحماً واشجة ، وآصرة وثيقة محكمة يبدوان من غير تكلف للرؤية في هذا التطابق التام بين الفكر والتطبيق ، وبين ضلاعة الدعوة وضلاعة صاحب الدعوة وشخصيته المتميزة بأنواع من الصفات الأصلية ، ومنها ضلاعة تكوينه البدني ، وضلاعة إيمانه ،وصلابته ، وتمسّكه بالسُّنَّة."

إن هذه القراءة الفاحصة والمتأنية جعلت آواصر الحب تجتمع بين أهل السنة على تباعد الأزمان والأقطار ، ولا أدل من كلماته في مقدمة الرسالة حين قال:
" فإن عنوان الأسماء العالية في التاريخ العربي والإسلامي الحديث ، كالشمس يُذْكَرُ غير ملقب ، لأنّه يسمو على التلقيب بالألقاب ، والتحلية بالنّعوت.

إنّه لا يعرف بها ، ولكن هي تعرف به.
وإنّ حلية مثله لفي عَطَلِه.
والجواهرُ تُذكرُ أسماءً مجرّدة ، ولا توصف ؛ لأنّ معانيها هي أوصافها.

ويقال "الشمس" و"القمر" ولا يُحَلَّيان ، لأن حليتهما في كمالهما وتمامهما.
ما كلام الأنامِ في الشمس،إلا … أنها الشمس،ليس فيها كلام!
وقديماً أنكرت طباع العرب أن يعرف المشهور في الإملاء فقال قائلهم:
"قد عرفناه،وهل يخفى القمر؟"
….
فلا عليَّ أن أسمي (محمد بن عبدالوهاب) ولا ألقبه.

إنه معنى كريم .. استقر في الضمائر ، وليس جسداً تطوف حوله الأجساد.
في حروف اسمه القلائل الصِّغار ، خصال عبقرية كِبار .. ائتلفت فأنشأت مزاجاً فرداً ، عجيباً في أخذه وعطائه.

ذهنيةٌ عبقرية ، في تكوينٍ سَوِيّ ، من طراز خارق للمألوف قياساً إلى العادة والزمان والمكان ، وفي حاقِّ الجِبِلَّة والتّكوين.
…"

وأطال رحمه الله ببيانه الأدبي عن ما يكنه قلبه لهذا الشيخ …

حتى انطلق بسؤال ليجيب عليه:
"وهنا يجيء السؤال الكبير:
ما الصنع العظيم الذي صنعه (محمّد بن عبدالوهاب) ؟

الجواب عن هذا السؤال الكبير ، يصوغه واقع التاريخ وحقائقه ، ولست أنا من يصوغه.

واقع التاريخ ، يقرر في صراحة ووضوح بيان أنه الرجل الذي أيقظ العملاق العربي المسلم من سُبات في جزيرة العرب دام دهراً داهراً ، وأشعره وجوده الحي الفاعل ، وأعاد إليه دينه الصحيح ، ودولته العزيزة المؤمنة ، ودفعه إلى الحياة الفاعلة ليعيد سيرة الصدر الأول عزائمَ وعظائمَ وفتوحاً ..

ويقرر غيرَ مُنازَع أنّه رجل التوحيد والوحدة ،والثائر الأكبر الذي رفض التفرق في الدين رفضاً حاسماً ، فلم يكن من جنس من يأتون بالدعوات ليضيفوا إلى أرقام المذاهب والطرائق المِزَقَ رقماً جديداً ، يزيد العدد ويكثّره ، ولكنه أوجب إلغاءَ هذه الأرقام ، ودعا لتحقيق "الرقم الفرد" وحدَهُ : الرقم الذي لا يقبل التجزئة كالجوهر الفرد ، ألا وهو (الإسلام) .

والإسلام طريقة واحدة ، لا تتفرّع ، ولا تتعدّد.
….
فلما أُفسد التوحيد، وزالت الوحدة ، ذهب التفرق في العقيدة بهذا المجد العظيم .. فجاء (محمّد بن عبدالوهاب) داعياً للعودة إلى الأصل الذي قام عليه ذلك المجد وعلا سمكه وعزّ وطال ، وقد حقق ما أراده في جزيرة العرب ، وأشاع اليقظة في العالم المسلم ، وكان لدعوته في كلِّ صُقعٍ أثرٌ مشهود ..

فهذا هو الصنع العظيم ، الذي صنعه الرجل العظيم."

وقد تحدث عن حياته وطلبه للعلم ونشر دعوته ، وما قام به هو وأئمة الدعوة ..
فجزاه الله خيراً من مُحقٍ منصف .. فرحمه الله وأعلى درجته في عليّن اللهم آمين.
وهذه شهادات العلماء الذي تجردوا عن نوازع الهوى والعصبيات والطرق البدعية والموروثات الغير سنية ، والعوائد الجاهلية ، والسلوم القبلية الغير شرعية ، والعبادات الشركية ، والمزارات الوثنية .. وكما قال الشيخ أن الشمس واضحة لا تخفى حقائقها ولا يريد إخفائها إلا من تلبس بخطيئة يُريد أن يتجاهلها الناس بعدم معرفة الصواب!

12-اسم الكتاب:الحركة الوهابية
المؤلف: الدكتور محمد خليل هراس
المولد: مصر

من لا يعرف علامة مصر؟!!
والأعلام لا تعرف.

وقد قرأ الشيخ كلام مغالط نقد الوهابية بمزاعم كاذبة وأخذ يحاكم الوهابية على تلك المزاعم التي لا صحة لها .. وعدد كبير من المغالطات .. فقام بالرد عليه زميله وصاحبه في بلاد الأزهر الدكتور محمد خليل هراس ..

يقول الشيخ في مقدمته:
"ولأستاذنا الدكتور محمد البهي كتيب نشرته دار الفكر ببيروت ، عالج فيه الفكر الإسلامي في أدواره ، وعقد فيه فصلاً عن الحركة الوهابية ، وملأه بمزاعم لا تتفق مع الحق ، ولا سند لها من الواقع ، ونقدها نقداً جانب فيه الإنصاف ، ولم يراع فيه موازين البحث العلمي"

ثم إن الدكتور الهراس نقض نقده ، ورد عليه رداً علمياً منصفاً وبين منهج الشيخ وأنصاره ، أجاد فيه وأفاد رحمة الله تعالى.

13-اسم الكتاب:الشيخ محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: أحمد بن حجر آل بوطامي
المولد:قطر

هذه وظيفة أهل العلم والإنصاف بيان الحق ، وهذا ما قام به علامة قطر وقاضي المحكمة الشرعية بها ، حين قام بتأليف كتاب عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وعقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه ، ثم يبين أسباب القدح والدعايات الكاذبة ومن ورائها ، ثم يوضح أن الدعايات الكاذبة خفت بعصره لأسباب منها انتشار العلم وسهولة وسائل الاتصال وغيرها…
يقول د-صالح العبود المدرس بالحرم النبوي عن هذا الكتاب: (وهو كتاب علمي جيد ، من أجود ما كتب في هذا الموضوع)

وقد طبع عام 1395ه ، وقد قدم له العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله.

[ قال في مقدمته:
"إن الشيخ محمد بن عبدالوهاب النجدي الداعي إلى توحيد الله تعالى من المجددين العدول المصلحين المخلصين ، قام يدعو إلى تجريد التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده بما شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ، وقام بنبذ البدع والمعاصي وعبادة الأولياء والصلحاء والأشجار والغيران ، ويأمر بإقامة شرائع الإسلام المتروكة وتعظيم حرماته المنتهكة ، ومع ذلك ؛ فالناس لا زالوا من عصره إلى اليوم بين مادح وقادح"

ثم يبين أن السبب في القدح هو دعاية الأتراك وأشراف مكة في ما مضى ضد ما قام به الشيخ وأنصاره ، والتي نالت رواجاً وانتشاراً في الأقطار الإسلامية ، وتأثر بها الأكثرون ، وبالإضافة إلى كتب ألفها بعض أدعياء العلم ؛ ينقدون عقيدة الشيخ وأنصاره بما لفق عليها من غير تثبت ، وراجت الدعاية لدى الجمهور ، وظنوا أنها صحيحة.

وقد جهل أولئك المؤلفون أو تجاهلوا أن الواجب على الشخص –ولا سيما من انتسب إلى العلم- أن لا يقبل كل ما يقال عن شخص أو مذهب أو طائفة حتى يثبت لديه بأنه يسمع من ذلك المنسوب إليه ما أذيع عنه ، أو يقرأ كتابه ويتأكد من صحة نسبة الكتاب إليه ، وهكذا القول فيما سمعه عن مذهب أو طائفة.

ثم يقول الشيخ أحمد بن حجر:
"أما في هذا العصر ؛ فقد خفت وطأة تلك الدعاية السيئة ، وعرف كثير من العقلاء من سائر الأقطار والبلدان حقيقة دعوة الشيخ وصحتها ، وذلك بفضل انتشار العلم والوعي في العالم ، وبفضل ما اتصفت واشتهرت به الدولة السعودية من التوحيد ، وتحكيم الشرع المبين ، وإقامة شعائر الإسلام ، وإقامة الحدود الشرعية ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ونشر العدل والأمان ، وتمسكها بالسنة الصحيحة والقرآن ومحاربة أهل البدع ، والاهتمام بالعلم والتعليم ، ونشر المدارس والمعاهد والكليات في سائر أرجاء المملكة العربية السعودية ، وفتح الأبواب للطلاب الوافدين من مختلف البلدان ، وإعانتهم بالوسائل النافعة الكافية ، كما اشتهرت بالكرم والبذل لجميع الوافدين إليها ، من غير الفرق بين مذهب وبلد وعنصر" .

ثم قال الشيخ أحمد:
" وبالرغم مما قلنا من انتشار الوعي واتصاف الدولة العربية السعودية بتلك الصفات الكريمة ؛ لا زال كثير من المنتسبين إلى العلم –فضلاً عن العوام- يزعمون أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لم يكن على الصواب، وأن الفئة الوهابية تكفر المسلمين ، ولا ترى للأنبياء مقاماً واحتراماً ولا شفاعةً ، كما لا تحترم الأولياء والصالحين ، ولا ترى زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره …. إلى غير ذلك من الأقاويل الزائفة التي لا تعتمد على الوراثة والسماع عن الماضين الجاهلين والاغترار ببعض كتب المخرفين " .

قال:
"فمن أجل ذلك ؛ رأيت أن أكتب في سيرة الشيخ المجدد لما اندرس من معالم الإيمان والإسلام وعقيدته ودعوته الإصلاحية مؤلفاً وسطاً ، اعتمدت فيه على ما ذكر المؤرخون لنجد ؛ كابن غنام ، وابن بشر ، والآلوسي ، والريحاني ، وغيرهم ممن ذكر الشيخ ودعوته في ثنايا كتبهم ، كما اعتمدت على بعض رسائل إمام الدعوة الراسخين وبعض المؤرخين المحققين من المسلمين والغربيين على ذلك الأمام الجليل ، الذي شغل عصره وبعده بعلومه وآرائه وإصلاحه ودعوته المقيدة بالكتاب والسنة ، والذي دوى صوته بعلومه ودعوته في نجد وفي الخارج ، وجادل وناضل بقوة جنانه وفصاحة لسانه وواضح برهانه" ]

هذا ملخص للكتاب وأسباب تأليفه من مقدمته فرحمه الله ورحم من قدم له .. وقد رأيت أن هذه الاختيارات والتعليقات لمن أثنى على هذا الكتاب فأثبت تعليقه واختياراته .. وهي للشيخ صالح العبود.

14-اسم الكتاب: محمد بن عبدالوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه
المؤلف: مسعود الندوي
المولد: الهند

الشيخ مسعود من أعلام كلية ندوة العلماء بالهند ، كان حنفياً متعصباً ، وتتلمذ على يد الدكتور المغربي محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله –والشيخ الهلالي كان صوفياً ثم هداه الله إلى معتقد أهل السنة والجماعة ، فأصبح سلفياً بعد أن كان بدعياً- وقد تتلمذ على الهلالي من أول سنة 1349ه إلى سنة 1352ه في الهند ، ثم في بغداد بعد ذلك التاريخ أقام عند الهلالي سنة وبصحبة الأستاذ عاصم الحداد ، وكان أحد رؤساء الجماعة الإسلامية التي يرأسها المودودي ، فسجن معه في الباكستان بضع سنين ، فلم يجد سبيلاً للتأليف ، فعكف على "نيل الأوطار" للشوكاني ، فتبين له أن التعصب للمذهب الحنفي من غير حجة لا يرضاه الله ولا يرضاه السلف الصالح ، ومنهم الإمام أبو حنيفة نفسه قدس الله روحه ، فرجع عن التعصب ، وألتزم أتباع الكتاب والسنة.

وقد ألف الشيخ مسعود هذا الكتاب عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باللغة الأردية ، وترجمة إلى اللغة العربية الشيخ الفاضل عبدالعليم بن عبدالعظيم البستوي أحد العلماء في القارة الهندية ، وقدم لهُ شيخه الدكتور محمد تقي الدين الهلالي ، فقال فيه:
"وإذا كان الفضل في إخراج هذه الدرة الثمينة يرجع إلى تلميذي مسعود عالم الندوي ؛ فإن الفضل في إخراجها من عالم العجمية إلى عالم العربية إلى تلميذي عبدالعليم بن عبدالعظيم البستوي المتخرج في الجامعة الإسلامية"

ويقول المترجم ما ملخصه:
" إن الشيخ محمد بن عبدالوهاب من المجددين المجاهدين ، ولذا ؛ درست سيرته وتعرفت طريقته في كتب كثيرة ألفت في ذلك ، فرأيت كتاب الأستاذ مسعود عالم الندوي رحمه الله يمتاز بأنه ألف لنصرة الحق وأداء الواجب ، والتزام الإنصاف فيما ناقشه من قضايا وبحوث ، مع الاطلاع على كثير من الكتب حول الشيخ من عربية وأعجمية ، وسيجد القارئ في هذا الكتاب سيرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته ، وأنها سيرة إسلامية ودعوة إسلامية خالصة ، وأنها دعوة تحاول أن تعود بالمسلمين إلى الرقي والمجد والازدهار كما كانوا في القرون الأولى ؛ إنها دعوة دعا إليها جميع الأنبياء والمرسلين ، وإن محمد بن عبدالوهاب لم يبتدع شيئاً من عنده ، ولا خرج عن عقيدة المسلمين التي اتفق عليها أئمة الإسلام كلها" .

وقد عقد ست أبواب:
الباب الأول: الداعية:حياته وخدماته.
موجز عن حياة الشيخ وطلبه للعلم ودعوته وطلابه وأولاده ووفاته ، وانطلاق الدعوة.
الباب الثاني:في ميدان الحكم.
عن الفترة التي انطلقت الدولة السعودية ناشرة العقيدة السلفية.
الباب الثالث:المؤلفات.
ذكرها مع التعليق.
الباب الرابع:الدعوة وحقيقتها.
بدأ بذكر الألاعيب السياسية وراء تشويه الدعوة والكذب عليها وضربها ومحاولة القضاء عليها –وآنا لهم ذاك فالدعوة لا وطن لها ولا أشخاص بل هي دعوة الكتاب والسنة ويتفق معها من في اليمن والهند والسند ومصر والمغرب والعراق والشام والألباني من كان تابعاً للكتاب والسنة ، ثم بين عقيدة الشيخ وبدأ يفصل :
التوحيد ومستلزماته-دعاء غير الله في المصائب-الاستغاثة-التوسل-الاستعاذة-الخلف بغير الله-زيارة القبور.
الباب الخامس:افتراءات وأكاذيب.
هنا انطلق مبيناً الكذبات والكذابين .. وهذه فصول تحت هذا الباب:
الوهابية-أول المفترين-معاصرون آخرون وشتائمهم-نماذج من الكذب:ادعاء النبوة-إنكار الحديث-تكفير المسلمين وقتالهم-أكاذيب مختلفة-هدم القبة المبنية على قبر النبي صلى الله عليه وسلم-شهادة إنجليزي خبير-افتراء عجيب!
الباب السادس:نظرة في المراجع.والتعليق عليها من قبل الشيخ مسعود.

رحم الله الشيخ وذب الله عنه يوم القيامة كما عن عرض الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

15-اسم الكتاب:حقيقة دعوة الإمام المصلح محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: إسحاق بن الشيخ عبدالرحمن بن حسن
المولد:الرياض-السعودية

من لا يعرف الشيخ إسحاق ، الذي جاب الآفاق ، وطلب العلم في الحاضر والباد ، ومنهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال ..
بدأ طلبه العلم بالرياض على أعلامها ، ثم لما استولى ابن رشيد على الرياض رحل طالباً للعلم بالهند ، وقد مكث طويلاً وأجيز من أعلامها ؛ بل أصبح من أعلامها ، وقد رحل إلى مصر طالباً للعلم ودرس على علماء الأزهر –يوم كان الأزهر أزهراً- …

المهم هو قصة هذا المؤلف الرائع على اختصاره ..

فإن الشيخ لما رحل لطلب العلم في الهند –وهو أحد أحفاد الإمام- سألوه أهل الهند وبعض طلاب العلم عن الدعايات عن الوهابية ، وقرأ بعض المغالطات ، وأن غالبية من يبغض دعوة الشيخ هم القبوريون-خاصة- (المشركون) كالرافضة وبعض الطرق كالبريلوية فأخرج قلمه من غمده وأخذ بالبيان والتوضيح لعقيدة الشيخ وحقيقة دعوته ، وكان لهذه الرسالة وقعٌ طيب على أهل الحديث في الهند خاصة ، ولذلك بدأ في بيان الحقيقة بقوله:
"فإنه ابتلي بعض الذين استحوذ عليهم الشيطان ، بعداوة شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله تعالى- ومسبته ، وتحذير الناس عنه ، وعن مصنفاته ، لأجل ما قام بقلوبهم من الغلو في أهل القبور ، وما نشؤوا عليه من البدع ، التي امتلأت بها الصدور ؛ فأردت أن أذكر طرفاً من أخباره ، وأحواله ، ليعلم الناظر فيه ، حقيقة أمره ، فلا يروج عليه الباطل ، ولا يغتر بحائد عن الحق مائل ، مستنده ما ينقله أعداؤه ، الذين اشتهرت عداوتهم له في وقته ، وبالغوا في مسبته ، وبالتأليب عليه ، وتهمته ، وكثيراً ما يضعون من مقداره ، ويغيضون ما رفع الله من مناره ؛ منابذة للحق الأبلج ، وزيغاً عن سواء المنهج.

والذي يقضي به العجب:قلة إنصافهم ، وفرط جورهم ، واعتسافهم ، وذلك أنهم لا يجدون زلة من المنتسبين إليه ، ولا عثرة إلا نسبوها إليه ، وجعلوا عارها راجعاً عليه ، وهذا من تمام كرامته ، وعظم قدره ، وإمامته ؛ وقد عرف من جهالهم ، واشتهر من أعمالهم: أنه ما دعا إلى الله أحد ، وأمر بمعروف ، ونهى عن منكر ، في أي قطر من الأقطار ، إلا سموه وهابياً ، وكتبوا فيه الرسائل إلى البلدان ، بكل قول هائل ، يحتوي على الزور والبهتان.

ومن أراد الإنصاف ، وخشي مولاه وخاف: نظر في مصنفات هذا الشيخ ، التي هي الآن موجدة عند أتباعه ، فإنها أشهر من نار على علم ، وأبين من نبراس على ظلم … "

فهذا هو سبب تأليف الرسالة ، وإني وأنا أقرأ قوله ما دعا لله أحد وأمر بمعروف ونهى عن منكر ، وأهمها دعوة التوحيد ونبذ الشرك والتنديد سمي وهابياً ، إنها المأساة التي تحدث عن أعلام السنة في كل مكان ومن ذاك الزمان إلى الآن ، فخذ على سبيل المثال: مأساة وقعت لعلامة فارس (إيران حالياً) حين اتهم بأنه وهابي وحذر منه ، وهو لا يعرف الوهابية من قبل ، فسأل حتى عرفها ، فقرأ وسأل فوجدها دعوة الكتاب والسنة ، فنظم قصيدة مطلعها:
إنْ كان تابعُ أحمدٍ مُتوهّباً .... فأنا المقِرُ بأنني وهابي

وهذا أحد الصوفية المعتدلين يتهمه شيخه أنه وهابي ؛ هل تعرف السبب؟
تابع القصة وتأمل:
ما معنى وهابي؟

اعتاد الناس أن يُطلقوا كلمة وهابي على كل من يخالف عاداتهم ومعتقداتهم وبدعهم،ولو كانت هذه المعتقدات فاسدة،تخالف القرآن الكريم،والأحاديث الصحيحة؛ولا سيما الدعوة إلى التوحيد ودعاء الله وحده دون سواه.

كُنتُ أقرأ على شيخٍ حديث ابن عبا في الأربعين النووية،وهو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا سألتَ فاسألِ الله،وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله)) ."رواه الترمذي وقال حسن صحيح"

فأعجبني شرح النووي حين قال:
"ثم إن كانت الحاجة التي يسألها،لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه،كطل الهداية والعلم .. وشفاء المرض وحصول العافية سأل ربه ذلك،وأما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم".

فقلت للشيخ:
هذا الحديث وشرحه يُفيدُ عدم جواز الاستعانة بغير الله.

فقال لي:
بل تجوز!!

قلت:
وما دليلك؟

فغضب الشيخ وصاح قائلاً:
إن عَمتي تقول يا شيخ سعد (وهو مدفون في مسجده تستعين به) ،فأقول لها: يا عمتي وهل ينفعك الشيخ سعد؟ فتقول:أدعوه فيتدخل على الله فيشفيني!!

فقلت لهُ:
إنك رجل عالم قضيت عمرك في قراءة الكتب،ثُم تأخذ عقيدتك من عمتك الجاهلة!

فقال لي:
عندك أفكار وهابية أنت تذهب للعمرة وتأتي بكتب وهابية!!!

وكُنتُ لا أعرف شيئاً عن الوهابية إلا ما أسمعه من المشايخ:فيقولون عنهم:
الوهابيون مخالفون للناس لا يؤمنون بالأولياء وكراماتهم،ولا يحبون الرسول،وغيرها من الاتهامات الكاذبة!

فقلت في نفسي:
إذا كانت الوهابية تؤمن بالاستعانة بالله وحده،وأن الشافي هو الله وحده،فيجب أن أتعرف عليها.

سألتُ عن جماعتها .. فقالوا: لهم مكان يجتمعون فيه مساء الخميس،لإلقاء دروس في التفسير والحديث والفقه،فذهبت إليهم مع أولادي وبعض الشباب المثقّف .. فدخلنا غرفة كبيرة .. وجلسنا ننتظر الدرس .. وبعد فترة دخل علينا شيخ كبير السن .. فسلَّم علينا وصافحنا جميعاً مبتدئاً بيمنه .. ثم جلس على مقعد .. ولم يقم لهُ أحد .. فقلتُ في نفسي:هذا شيخٌ مُتواضعٌ لا يُحِب القيام.

بدأ الشيخ درسه بقوله:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .. إلى آخرِ الخطبة التي كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه .. ويتكلم باللغة العربية الفصحى .. ويورد الأحاديث .. ويبين صحتها وراويها .. ويصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلما ذكر اسمه .. وأخيراً وجهت لهُ الأسئلة المكتوبة على الأوراقِ .. فكان يُجيبُ عليها بالدليل من القرآن والسنة .. ويناقش بعض الحاضرين فلا يرد سائلاً ..
وقد قال في آخر درسه:
الحمد لله على أننا مسلمون وسلفيون .. وبعض الناس يقولون: إننا وهابيون .. فهذا تنابز بالألقاب .. وقد نهانا الله عن هذا بقوله: {ولا تنابزوا بالألقابِ} .

وقديماً اتهموا الإمام الشافعي بالرَّفضِ فردَّ عليهم قائلاً:
إنْ كان رفَضاً حُبُّ آلِ محمدٍ .... فليشهد الثقلانِ إني رافضي

ونحن نردُّ على من يتهمنا بالوهابيةِ بقول أحد الشعراء:
إنْ كان تابعُ أحمدٍ مُتوهّباً .... فأنا المقِرُ بأنني وهابي

ولما انتهى خرجنا مع بعض الشباب مُعجبين بعلمهِ وتواضعهِ وسمعت أحدهم يقول:
هذا هو الشيخ الحقيقي!!!

ثم قام الشيخ إسحاق بالبيان بقوله: "وسأذكر لك بعض ما وقفت عليه من كلامه "
وقد بين النقاط التالية:
* اتباعه لمنهج السلف الصالح.
* جهود الشيخ في بيان توحيد العبادة والإلهية.
* رد الشيخ على بعض شبه مخالفيه في توحيد العبادة.
* الشيخ يبين أن مجرد الإتيان بلفظ الشهادة من غير علم بمعناها ولا عمل بمقتضاها لا يكون المكلف مسلماً حتى يأتي بمقتضاها.
* الإمام في مسائل:القدر والجبر والإرجاء والإمامة والتشيع على ما كان عليه السلف الصالح.
* تقريرات مفيدة للشيخ على كلمة الإخلاص .
* الشيخ موافق لأهل السنة في كل ما اعتقدوه جملة وتفصيلاً.
* الشيخ لا يكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ير تكبه.
* الإمام يرى الصبر على حكم الله،والأخذ بأمره، والانتهاء عن ما نهى الله عنه ، وإخلاص العمل لله.
وغيرها من المباحث المفيدة .. فرحم الله الشيخ ووالد الشيخ وجد الشيخ ووالد جد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ..

16- اسم الكتاب:التحفة الوهابية
المؤلف: محمد إسماعيل الغزنوي بن الشيخ عبدالواحد الغزنوي بن العلامة عبدالله الغزنوي
المولد: الهند.

الشيخ محمد إسماعيل الغزنوي من أعلام الهند ، ووالده من أعلامه ، وجده البحر الذي لا ساحل له ، فهو من بيت أهل علم ، وأسرة عريقة في العلم ، أخذ العلم من علماء بلدته وخارجها ، وكان يتابع الحج ويزور كل ما حج علماء أهل السنة من نجد والحجاز ، ولذلك كان من أخبر الناس بعلماء الدعوة ، وفي حقيقة هذه الدعوة ، وقد قاوم أهل البدع والدجالين الكذابين ، وأهل الخرافة القبوريين ، وقد ألف في ذلك عدة كتب منها: استقلال الحجاز – إصلاحات الحجاز – التحفة الوهابية – جلالة الملك ابن سعود وخدمة الحرمين الشريفين …. وغيرها من الرسائل العلمية ..

أما رسالتنا هذه فقد رأى الشيخ الكذب على هذه الدعوة ، عدا بعض الشبهات بالنسبة للقبوريين ، فرأى أن أفضل رد عليهم أن يجمع وينسق كتب أئمة الدعوة السلفية النجدية ، فقام بترجمة كتاب "الهدية السنية" للعلامة سليمان بن سمحان من أعلام الجنوب وأئمة الدعوة إلى اللغة الأردية ، وهذه التحفة تشتمل على رسائل لأعلام نجد ، كأمثال الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود والشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ، والشيخ حمد بن ناصر بن عثمان ، والشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ رحمهم الله جميعاً.

كما كتب مقدمة لهذا الكتاب ، تشمل تعريف موجز بالشيخ ودعوته وبالإمام محمد بن سعود وتأييده للدعوة ، كما تشمل على الافتراءات والمطاعن التي وجهها القبوريين إلى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.

فرحمه الله وجزاه الله خيراً على نصرته للحق ، وبيانه الحقيقة ..

17-اسم الكتاب: محمد بن عبدالوهاب ودعوته إلى التوحيد
المؤلف: الدكتور التهامي نقرة
المولد: تونس

قام الدكتور التهامي نقرة بإعداد بحث لبيان حقيقة دعوته من كتبه ورسائله ، وهذا منهج أهل الإنصاف ، والدكتور هو أستاذ محاضر في دراسات القرآن والسنة بالكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين بتونس ، ومستشار بالأمانة العامة للجامعة العربية بتونس .

وقد نظم عقد بحثه حول هذه النقاط:
* عقيدة التوحيد
* دعوة الإسلام إلى التوحيد
* خطر فساد العقيدة
* محمد بن عبدالوهاب
* دعوته إلى التوحيد من خلال مؤلفاته

وقد أجاد فبداية انطلاقه في بيان أصول الإسلام وعقيدة التوحيد لأهل السنة ، ثم بيان خطر الفساد فيها ، ثم بيان موقف الشيخ منها وأنه من الدعاة الكبار لترسيخ هذه الأصول وقمع البدع والشركيات المخالفة لهذه الأصول.
ثم أنطلق في بعض البيانات كمناظرة الشيخ التلمساني الأزهري الأشعري مع الشيخ أحمد بن عيسى النجدي السلفي .. والتي بدأت في تبيان حقيقة الدعوة ، التي كانت مشوه في عقل التلمساني حتى تبين أن أكثر ما يعرفه عنها كذب ، فعلى سبيل المثال اتهم التلمساني أن الوهابية لا يصلون على النبي بل يحرمونه، وأنهم لا يحبون النبي عليه السلام ، فأجاب الشيخ: سبحانك يا رب ، هذا بهتان عظيم ، كيف ونحن نعتقد أن من لا يصلي على النبي في التشهد الأخير صلاته باطلة ، ونعتقد أن من لا يحبه كافر؟! وإنما نحن النجديين ننكر الاستغاثة والاستعانة بالأموات ، ولا نستغيث إلا بالله وحده ، ولا نستعين بأحدٍ سواه ، كما جرى ذلك على سلف الأمة ، وكان من ثمرات المناظرة التي دارت بينهما مدة طويلة اقتناع الشيخ التلمساني بأن عقيدة السلف أسلم وأحكم ، إذ صار من دعاتها وطبع على نفقته كتباً كثيرة عنها ، كان يوزعها مجاناً ، مثل: الصارم المنكي في الرد على ابن سبكي لابن عبدالهادي ، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية ، ونهاية الأماني في الرد على النبهاني للآلوسي.
فهذه المناظرة ساقها الشيخ التونسي ..

وأخذ الشيخ يبين فوائد المناظرات والحوارات التي تكون منضبطة بآدابها..
وأهمية الرجوع للمصادر الصحيحة إذا أردت أن تعرف حقيقة أي دعوة..وأن لا تأخذ من أعدائها، فهذه الدعوة الوهابية كم من الكتب كتبت في الرد عليها وكم الأكاذيب والافتراءات الموجدة؟!! أما يكفيك كيف وقع الشيخ الأزهري التلمساني فريسة لتلك الأكاذيب فبهر حين وجد أنهم على خلاف ما قرأ فأصبح من كبار الدعاة السلفيين الشافعيين..

وأخذ الشيخ يبين أن الشيخ ودعوته ليست مستقلة عقدياً أو فقهياً ؛ بل هم سلفيو العقيدة حنابلة المذهب ..
فيقول:
"حدثني صديق لي:
أن مجلساً جمع بينه وبين بعض العائدين من الحرمين الشريفين بعد أداء فريضة الحج ، أثيرت فيه عدة قضايا دينية ، وانطباعات طيبة وثناء عاطر على أهل المدينة المنورة ، وما يتسمون به من لطف وفضل-وكان ممن استدرك به أحد الشيوخ الحاضرين-ولكنهم-للأسف الشديد- وهابيون؟!
فقال صديقي مصححاً: بل إنهم حنابلة سلفيون ، والنسبة ليس لها مبرر ، ولا معنى لتسمية الدعوة التي قام بها محمد بن عبدالوهاب بالوهابية ، لأنها ليست مذهباً في العقيدة كالأشعرية ولا في الفقه كالمالكية ؛ بل هو تابع لغيره فيهما ، وإن شئت فقل:هو سلفي العقيدة حنبلي المذهب ، وما قام به من دعوة إلى التوحيد إلا يعدو أن يكون إحياء لمذهب السلف ، وإن شئت قلت: هو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

قال أحد الحاضرين: الحق أن كثيراً من الحجيج يجهلون مناسك الحج وآدابه ، ويفعلون ما قد يجر إلى الشرك الخفي ، ومنشأ هذا الخلط والخبط أنهم أميون ، وليست لهم ثقافة دينية ، ولم يتلقوا قبل سفرهم لأداء فريضة الحج من المسئولين عن الإرشاد الديني والتوجيه والوعظ في بلدانهم أي توجيه ، ولا معلومات ، وقد سمعت أحد الحجيج أمام الحجرة النبوية الشريفة يدعو الرسول بما لا يدعى به سوى الله كقول بعضهم: ( بك لذنا يا رسول الله من كل ما نخشى فعجل بالفرج) .

فهل يكون اللياذ بغير الله ، وهل يكون طلب التعجيل بالفرج من سواه؟"

ثم بعد هذه التقريرات للعقيدة الصحيحة أخذ ببيان دعوة الشيخ إلى هذه العقيدة من خلال مؤلفاته .. وبه أنهى مؤلفه البديع ، وبحثه الجيد ، فجزاه الله خيراً.

المصدر : شبكة الدفاع عن السنة

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-28-2007, 10:13 AM
 
رد: سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله



وبارك الله فيكم على الموضوع والفائدة والمعلومات القيّمة
ورحم الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجددّ الدّعوة وناصر السنّة وقامع البدعة
رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
إنه ولي ذلك والقادر عليه
أللهم أمين ...اللهم أمين...اللهم أمين
يثبت الموضوع للفائدة القيّمة عن فضيلة الشيخ
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
$$$>>> التوبــــة الــنـــصــــوح <<<$$$ هاني احمد محمد نور الإسلام - 4 09-30-2019 06:53 PM
موسوعه الاحاديث القدسيه ميروو1 نور الإسلام - 11 09-12-2007 05:41 PM
ادخل وتعرف علي حبيبك محمد صلي الله عليه وسلم makaveli007 نور الإسلام - 4 05-01-2007 04:35 AM
سنن نحن غافلون عنها...!! همس2009 نور الإسلام - 1 04-11-2007 10:05 AM
الوصف الكامل لرسول الله صلى الله علية وسلم قتيبة الهيتي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 03-24-2007 11:08 AM


الساعة الآن 03:06 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011