#11
| ||
| ||
اقتباس:
شكرا على ردك اللطيف مثلك و متابعتك أتمنى لك متابعة ممتعة حتى النهائية |
#12
| ||
| ||
في المساء استيقظت مادي و قد تحسنت حالها نزلت للأسفل لترى السيدتان تعملان بتنظيف المنزل لتقول الوالدة بمرح: أتمنى أننا لم نزعجك قالت مادي: لا أبدا فقد استيقظت للتو قالت عمتها: كيف تشعرين الآن؟ قالت مادي: أنا بخير شكرا لكما تحدثن معا و تناولن العشاء معا سهرن حتى انتصاف الليل قبل أن يذهبن للنوم كانت مادي ستقف لكنها لم تستطع شعرت بألم شديد انتبهت السيدتان لها لتقول العمة: هل أنت بخير مادي؟ قالت الوالدة: يبدو أنها ستلد قريبا دعينا نأخذها للمشفى ساعدتاها على النهوض لتذهبا للمشفى وصلتا ليأخذها أحد الممرضين على ذلك السرير لغرفة قريبة تم الكشف عليها لكن لم يحن موعد الولادة بعد هذا كله مضاعفات مرضها و الحمل قال الطبيب: يبدو أننا سنجري عملية قيصرية لها فهذا لا يناسب صحتها أين هو الطبيب كيفيان؟ قالت الممرضة: إنه في اجتماع مع الطبيب الأجنبي قال الطبيب: هذا سيء علينا فعل شيء ما بسرعة قالت الممرضة الأخرى: سأخبره بالأمر ربما يأتي قالت الممرضة الأولى: لقد انتهى الاجتماع و هو قادم لهنا فتح الباب ليدخل رين و هو يبدو قلق على زوجته التي تعاني بسبب مرضها ليقول للطبيب: ما الذي يجري؟ قال الطبيب: تبقى الكثير للولادة لكنها تعاني بسبب مرضها و الحمل يصعب الأمر عليها لذا سأجري لها عملية قيصرية و أحتاج إذنك في هذا و إلا.... صمت الطبيب لينظر رين لمادي اقترب منها و أمسك بيدها بهدوء سمع صوتها المتألم و الضعيف القائل: لا تقلق عليّ عزيزي سأكون بخير لا داعي لإجراء العملية قال رين: لكن مادي هذا خطر للغاية عليك قالت مادي: سوف أفعل ما بوسعي من أجلهما و من أجلك لذا لا تقلق سأكون بخير اهتم بهم لقد وعدتني شعر رين بدموعه على وجنتيه مسحت الدموع منهما بحنان و هي تبتسم ليقول للطبيب: لو حدثت أي مستجدات أخبرني ستكون بخير مع بعض الأدوية أبقوا درجة حرارة الغرفة دافئة قال الطبيب: لكن أيها الطبيب كيفيان.... قاطعه رين قائلا: سمعت ما قالته لن أستطيع فعل شيء دون موافقتها و أنت تعلم ذلك تنهد الطبيب ليقوم بما طلبه رين الذي غادر للعملية التي سيجريها بقت السيدات برفقة مادي التي كانت تتألم و بشدة خف الألم تدريجيا لتستطيع مادي أن تغفو و لو قليلا ارتاحت السيدتان لذلك و كذلك رين الذي وصله الخبر في الساعة السادسة صباحا بعد ثلاث أيام كانت مادي قد خرجت من غرفتها تسير ببطء و هدوء حتى وصلت للحديقة لتجلس أسفل تلك الشجرة لتنظر للسماء وضعت يديها على بطنها لتقول: سوف أبذل ما بوسعي لأجلكما و لأجل والدكما حتى لو كان ذلك يعني بأنني لن أبقى على قيد الحياة أكثر من هذا شعرت مادي بحرارة دمعتها التي سقطت على كفيها جلست هناك لساعة تقريبا و هي تشعر بألم شديد أشد من السابق نهضت لتذهب لغرفتها لكنها لم تستطع رأتها إحدى الممرضات ملقاة على الأرض بتلك الوضعية لتنادي ممرض معها حملاها للغرفة ليقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوص حالتها تدهورت أكثر من السابق لم يعرف ماذا يفعل خاصة و أن على ما يبدو أن الولادة على مقربة كان رين يجلس بقربها و هو ممسك بيديها لا يعرف ماذا يفعل فقط يحدق بوجهها متألما لألمها لكنه بالتأكيد لا يعرف ما تعانيه كانت السيدتان قلقتين للغاية عليها غادر رين الغرفة لأنه لم يعد يقوى على رؤيتها تعاني هكذا لتقول والدته: أرجوك رين ألا تستطيع القيام بأي شيء؟ لابد أنها تعاني و بشدة يجب أن يكون هناك شيء يخفف عنها هذا أليس كذلك رين؟ قال رين بقليل من الانفعال: لو كان هناك لكنت قمت به لكن لا يوجد أي شيء آخر يمكنني فعله انتبه لنبرة صوته و علوه لينزعج من ذلك و يغادر نزلت دموعه ليخفي وجهه قلبه يعتصر من الألم للحال التي وصلت إليه حبيبته و أم أولاده لكنه لا يستطيع القيام بأي شيء فمرضها لم يعرف له حتى الآن أي علاج جميع من عانوا منه قد انتهى بهم الحال بالموت لكنه لا يريد أن يرى ذلك لا يريد أن يتخيل بأنها يوما ما لن تكون موجودة بقربه عاد لغرفتها ليحدق بوجهها المتألم للغاية شعر أن قلبه سيتوقف دخلت إحدى الممرضات من قسمه لتقول: سيد كيفيان حان موعد عميلة السيدة ليسور قال رين: دعي أحد الأطباء الآخرين يقومون بذلك قالت الممرضة: حسنا سأذهب لأخبرهم بالأمر ذهبت لتعود بعد خمس و أربعين دقيقة لتقول: السيد واين غير موجود و السيد لاري لديه اجتماع في مكان آخر و السيدان جوريان و لي يجريان عملية أخرى قال رين: حاولي الاتصال بالسيد واين و تأكدي من موعد انتهاء اجتماع السيد لاري التفت رين عندما سمع صوت مادي القائل: لا داعي لكل ذلك رين سوف يذهب كانت قد نهضت لتشعر بألم شديد في صدرها أعاد رأسها للوسادة ليقول لها: سوف أبقى معك مادي لا داعي لأن تجهدي نفسك نفت ذلك لتقول: لقد وعدتني رين لقد وعدتني بأنك ستبقى بقربهم سوف تهتم به لذا لا تخلف وعدك ليس هذه المرة رين لا تقلق عليّ فالطبيب ريتشارد موجود هنا و لو حدث أي شيء سيعرف ماذا يفعل لذا أرجوك رين أرجوك أن تذهب هي بحاجة إليك رين بدأت تسعل بشدة لتظهر بعض الدماء تغطي باطن كفها ذلك جعل رين قلقا أكثر عليها لينهض و يقول لها: فقط عديني بأنك ستكونين بخير حتى أعود عديني بذلك مادي قالت مادي بابتسامتها المرهقة و اللطيفة: أعدك بذلك عزيزي ابتسم لها ثم غادر لإجراء تلك العملية مضت أربعة ساعات لينتهي بعدها غادر ليذهب لغرفة مادي ليراها غير موجودة استغرب من ذلك لتخبره إحدى الممرضات بأنها في غرفة الولادة الطبيعية ليذهب لهناك وجد والدته و عمتها تجلسان هناك و هما قلقتين للغاية دخل الغرفة لينظر إليه الطبيب اقترب منها ليقول له: ما الأخبار؟ قال الطبيب: حالتها سيئة للغاية لكنها ستكون قادرة على إنجابهما قال رين و هو يمسك يد مادي اليسرى: ابذلي جهدك عزيزتي ستكونين بخير كانت مادي قد سمعته لكنها بالكاد تعي ما في حولها عانت كثيرا لتجنب تؤاميها الصغيرين حاولوا من بعدها الاستقرار على صحتها كانوا قد أخذوا الطفلين لحجرة الحضانة بقيت مادي خمس ساعات بعد ذلك حتى يستطيعوا إعادة وضعها إلى الاستقرار نجحوا في ذلك ليقول الطبيب: سيكون هذا أفضل قليلا بالنسبة لها سأتابع وضعها على مدار 24 ساعة خلال أربعة أيام قال رين: شكرا لجهودك ابتسم له و غادر كان رين يجلس برفقة مادي طرق الباب لتدخل والدته و عمتها لتقول عمتها: كيف حالها الآن؟ قال رين: ما زالت حالتها سيئة لكنها أفضل من السابق....هل رأيتما الطفلين؟ قالت والدته: أجل إنهما رائعين للغاية مثلكما ابتسم رين ليعاود النظر إلى مادي بهدوء أمسك بيدها بهدوء و قال: شكرا لجهودك المتفانية عزيزتي مادي لقد بذلت مجهودا طيبا شكرا لك قبل كفها بهدوء نهض بعد ذلك لتقول والدته: إلى أين ستذهب رين؟ قال رين: لديّ عملية أخرى عليّ الاهتمام بها فهي لن تسامحني لو تركت مريضا لأجلها قالت والدته: لكنها بحاجتك بقربها رين لا يمكنك فقط الذهاب هكذا لأجل مريض آخر لم يجبها رين بأي شيء فهو يريد المحافظة على وعده لها أقلها فهو لم يعد قادر على إعطائها المزيد أنهى عمليته تلك ليحل المساء طلب من السيدتين الذهاب لمنزليهما لتفعلا بقي بقربها محدقا بها منتظرا فقط أن تفتح عينيها و تحدثه كما تفعل عادة لكن هيهات تنهد باستسلام أغمض عينيه قليلا فهو لم يذق للنوم طعما منذ يوم تقريبا وضع رأسه على حضنها بهدوء لينام بعد فترة شعر بشخص ما يداعب شعره بهدوء فتح عينيه لينظر لذلك الشخص الذي ابتسم له بلطف نهض بسرعة لينظر لذلك الشخص بعينين قد تفيضان في أي لحظة ليقول: مادي أنت بخير لا أصدق ذلك قالت مادي بلطف: شكرا لاعتنائك بي لقد بذلت جهدك شكرا لك احتضنها بدون أي شعور منه لتبادله و هي تضع رأسها و هي كتفه بهدوء لتسمعه يقول: شكرا لك لجهودك مادي حقا شكرا لك لأنك وفيت بوعدك لي ابتسمت له بهدوء اختفت التعابير من وجهها فجأة شعر رين بسكون حركاتها ليتفقد نبضها لقد كان بطيئا جدا ليطلب من الممرضة القدوم و معها بعض الأشياء لإعادة نبضها فعلت حاولوا كثيرا لكن لا فائدة ليتوقف عقله عن التفكير لم يعرف ماذا يفعل أكثر من هذا جلس مشلول التفكير خائر القوى يتمنى فقط لو أنه فكر في دراسة علاج لمرضها قبل أن يقوم بكتابة تقرير له أتاه الطبيب ليقول له: عليك أن تذهب لرؤيتها أيها الطبيب كيفيان فهي بحاجة إليك الآن أكثر من أي وقت مضى قال رين: لا أستطيع رؤية وجهها بعد الآن فأنا حتى الآن قمت بمعالجة جميع مرضاي عداها فكيف تريد مني أن أريها وجهي؟ بالتأكيد أنا طبيب فاشل للغاية لا أستحق حتى أن أكون طبيبا أنزل رأسه حتى لا يرى أي شخص دموعه فهو الآن يشعر بأنه مجرد نكرة لأنه لم يستطع مساعدة زوجته التي أحبها أكثر من أي شيء حتى من قبل أن يراها لقد كان يعشقها لحد الجنون ذلك البحث كان مجرد حجة للقائها صحيح أنه لم يخبرها يوما بذلك لكنها الحقيقة سمع الطبيب ريتشارد أحد الممرضات تقول: آنسة كيفيان عليك أن ترتاحي فهذا ليس جيدا لك نظر إليها ليراها تسير بتلك الطريقة الغريبة و ببطء شديد مستندة على الجدار تكاد أن تقع مع كل خطوة تخطوها اقترب منها ليقول لها: أرجوك ابقي في غرفتك عليك أن تأخذي قسطا من الراحة قالت مادي: عليّ أن أتحدث إليه فهو ليس بخير يحتاجني لم يردع طريقها أكثر من هذا أكملت سيرها حتى وصلت إليه لتجلس أمامه نظر إليها بعينيه المليئتين بالدموع أمسكت وجنتيه بابتسامتها اللطيفة التي لطالما أدفئت قلبه و أذابته لتقول له: هل أنت بخير عزيزي؟ لا تبدو كذلك أبدا قال رين: مادي أنا آسف أنا حقا آسف لا أستطيع مساعدتك بأي شيء أنا حقا آسف قالت مادي و هي تهز رأسها نافية ذلك: لا تعتذر فأنت بذلت ما في بوسعك لقد قمت بكل شيء لأجلي لقد كنت كل شيء بالنسبة إليك هذا فقط يكفيني لا أحتاج إلى أي شيء آخر إن كنت معك عادت دموعه للجريان لكن أكثر من السابق مسحت دموعه له كما كان يفعل دائما لها لتحتضنه ليحتضنها بشدة يتمنى لو أنهما يبقيان هكذا للأبد لا يريد أي شيء أكثر من أن يبقى برفقتها ابتعد عنها لينظر إليها و يبتسم لتبادله الابتسامة مسح دموعه و ينهض و يقول لها: سوف أحاول من جديد لن أستسلم أبدا سأبذل أقصى جهدي أعدك بذلك مادي ابتسمت له بمرح عادت برفقته لغرفتها تحدثا معا كثيرا حتى طلبت مادي أن ترى تؤاميها لتحضرهما الممرضة كانت سعيدة للغاية و كذلك رين كانا صبيان يشبهان بعضهما كثيرا لتقول مادي: كما توقعت إنهما يشبهانك قال رين: حقا؟ لكنني أرى أنهما يشبهانك أكثر ابتسما لبعضهما بمرح ليقول رين: أيحضرك أي اسم لهما؟ قالت مادي: من الأفضل أن يكون أنت من يسميهما قال رين: أنا مصر على ذلك قالت مادي: إذا ما رأيك بأليس و زيس؟ قال رين و هو يدعي التفكير: أعتقد أنه يناسبهما لكن لم هذان الاسمان؟ قالت مادي: لن تصدق السبب أبدا قال رين: جربيني قالت مادي: منذ فترة طويلة كنت أحب قراءة رواية للكاتب زيس ليوسين و بعد ذلك أحببت أغاني شقيقه أليس ليوسين إنهما تؤامان أيضا قال رين: هكذا إذا....حسنا إذا اسمهما أليس و زيس ابتسم لها بمرح بعد فترة قصيرة غفت مادي ليبتسم لها رين بمرح كان سيغادر لكنها أمسكت بيده لينظر إليها جلس بقربها ليقول لها بابتسامة: ما الأمر عزيزتي؟ قالت مادي: هلا بقيت بقربي قليلا؟ ابتسم لها ليداعب شعرها أغمضت عينيها لتغط في النوم ليقبل جبينها و يغادر غرفتها رن هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا قال المتصل: أهلا أيها الأب الجديد كيف حالك؟ قال رين: بخير ماذا عنك يوكي أنت و لوسيان؟ قال يوكي: كلانا بخير كيف تشعر بعد أن أصبحت أبا؟ هل كبرت في السن؟ ضحكا بهدوء ليقول رين: شكرا على سؤالك يوكي قال يوكي: لا شكر على واجب أخبرني كيف هي حال مادي؟ قال رين: حالتها أسوأ مما تعتقد لكنها ستكون بخير في الوقت الراهن قال يوكي: لابد أن كليكما تعانيان لكن ابذل جهدك لأجلها رين فهي تحتاجك كثيرا قال رين: بل أنا من يحتاجها أكثر لكنني سأخذ بنصيحتك قال يوكي: حسنا أوصل تحياتنا إليها سوف نأتي للزيارة قريبا لذا تجهزوا لإزعاجنا قال رين: مرحب بكم دائما في منزلنا إلى اللقاء أغلق الخط ليذهب رين لمكتبه جلس قليلا ليتصفح الانترنت باحثا عن بعض الأجوبة لأسئلته المتعلقة بمرضها صباح اليوم التالي طلبت مادي العودة للمنزل برفقة تؤاميها ليوافق رين على ذلك و يعود معها للمنزل بعد العصر بسبب الفحوصات وصلا للمنزل ليروا أن أقارب رين و والدته و عمها و أبناؤه و يوكي و لوسيان موجودون هناك و هم قد رتبوا المكان لحفلة على ما يبدو رحب الجميع بهما بسعادة جلست مادي على الأريكة بهدوء ليقول لها لوسيان: من كان يتوقع أن تصبحي أما بهذه السرعة ما زلت لا أصدقه ابتسمت مادي له بهدوء ليقول يوكي: مبارك لك مادي لقد أحسنت صنعا حقا قالت مادي: شكرا لكما لابد أنكما تركتما الجامعة للقدوم قال يوكي: لا تقلقي إنه مجرد يوم قال لوسيان: صحيح المهم أن نرى مادي و طفليها ابتسمت مادي لهما بمرح لتقول شقيقة رين: أريد أن أعتني بهما دائما إنهما لطيفان للغاية قال رين: لا يمكنك ذلك قالت شقيقته من أبيه: هذا أول لقاء بيننا آسفة لأنني لم أتى من قبل فقد كنت أدرس في الخارج قالت مادي: لا عليك أبدا سعيدة بمعرفتك قال والد رين: لديك زوجة رائعة رين ابذل جهدك في إسعادها لا تغضبها كثيرا قال رين: لا تقلق لن أفعل و سوف أجعلها أسعد زوجة في العالم قال والده: هذا جيد كان الجميع مستمتعا بوقته حتى نهاية تلك الحفلة ليعود الجميع للمنزل بعد تنظيف المكان و ترتيبه كانت مادي تنام بقرب طفليها الصغيرين بعد أسبوع في المساء كانت مادي تحضر شيئا لتتناوله برفقة شقيقة رين حتى سمعت صوت بكاء الطفلين لتقول شقيقة رين بمرح: سوف أذهب لأرى ما في الأمر قالت مادي: أتمنى بأننا لا نزعجك قالت شقيقته: أنا سعيدة للغاية لأنني أقوم بمساعدتك في هذا ابتسمت مادي لها لتذهب إليهما جلست معهما حتى غفيا فجأة سمعت صوت سقوط بعض أدوات المطبخ لتستغرب من ذلك و تذهب لترى ما في الأمر لترى مادي جاثية على ركبتيها و هي تحاول التقاط أنفاسها لتقترب منها بسرعة و تقول: هل أنت بخير مادي؟ لم تستطع مادي إجابتها لتذهب و تتصل على الإسعاف الذين حضروا مسرعين ليأخذوها للمشفى هناك كانت شقيقة رين برفقة ابنة عمه كانتا تجلسان هناك حتى أتى رين ليقول: ماذا حدث بالضبط؟ قالت ابنة عمه: لقد كانت بخير طوال هذا اليوم كان رين سيدخل لكنه صدم تماما عندما رأى الطبيب يغادر برفقة الممرض الذي كان يدفع سريرها ذاك حاول تكذيب عينيه لكنها الحقيقة المرة ليقول له الطبيب: تعازي الحارة لك سيد كيفيان وصلت لهنا بعد فوات الأوان لم يسمع رين أي شيء من حوله جثى على ركبتيه و هو في قمة الصدمة أن يخسر شخصا بذل لأجله كل شيء أن يفقد حبيبته الغالية سبب هذا له صدمة لا حدود لها حاولت شقيقته التخفيف عنه لكنها تزيد الأمر سوء تم دفنها و لم يحضر الدفن كان يجلس بهدوء في غرفة المعيشة حتى عادت والدته برفقة باقي أفراد العائلة جلست بقربه لتقول له: عليك تخطي هذا رين صحيح أنها كانت إنسانة غالية عليك لكن هذا لا يعني أن تعذب نفسك لقد كتب عليها الموت من قبل أن تقابلها حتى قال رين بهدوء: أنت لا تعرفين شيئا لا أحد يعرف أي شيء لقد خذلتها لقد كانت تثق بي و تشجعني دائما لكنني خذلتها لم أستطع أن أفعل أي شيء لها أنا فاشل لست أي شيء أكثر من ذاك رفع رأسه لشقيقته التي كانت تحمل الطفلين ليقترب منها و يحملهما حدق بوجهيهما ليقول: إنهما يشبهانها حقا ابتسم بهدوء ليعيدهما إليها و يغادر لحديقة المنزل لينظر للمكان الذي كانت تحب أن تجلس فيه ليذهب لهناك و يجلس لينظر للأزهار و يقول: لقد رحلت من كانت تعتني بكن لقد رحلت بلا عودة لن تعود مجددا لتسقيكن بحنانها أو تهتم بكن بلطفها نزلت دموعه بلا شعور منه فهو يفتقدها منذ الآن إنه يشعر بأنه قام بخيانتها مضت الأشهر الثلاث الأولى من وفاتها بطيئا للغاية عليه كان قد ترك العمل كطبيب و تفرغ لابنيه الصغيرين أصبح يعمل عملا بدوام جزئي عن طريق الانترنت بعد خمسة عشرة سنة كان رين قد استيقظ صباحا ليحضر الإفطار للتؤامين ثم صعد لغرفتهما فتح الباب ليقول: هيا استيقظا حان موعد الذهاب للمدرسة قال أليس: ما زال الوقت مبكرا أبي دعنا ننام مدة أطول قال رين: إنها السابعة و النصف هيا استيقظا لم يرى أي تجاوب ليقترب من سريرهما و يقوم بدغدغتهما و اللهو قليلا ثم يقول: هيا اغسلا وجهيكما و بدلا ثيابكما لنتناول الإفطار قالا معا: حسنا ابتسم لهما لينزل الدرج و يرتب المائدة نزلا بعد دقائق ليتناولوا الإفطار معا قال زيس: هذا سيكون اليوم الأخير لذا دعنا نذهب لزيارة قبر والدتنا نظر رين إليهما بهدوء ثم نهض فهو لم يأخذهما لهناك من قبل و قد سمعا بالأمر من عمتهما لذلك منذ ثلاث سنوات يصران على الذهاب ليقول أليس: أبي أرجوك خذنا لزيارة قبرها هذا غير عادل أبدا قال رين: أنهيا طعامكما ستتأخران عن المدرسة أخذ صحنه للمغسلة لينظر للفراغ بهدوء فهو أيضا لم يذهب و لو لمرة واحدة لقبرها أتيا و وضعا الصحون ليغادرا قام بجلي الصحون ثم مسح يديه و غادر برفقتهما للسيارة قاداها بهدوء للمدرسة لينزلا من السيارة و يذهب هو للعمل انقضى الوقت سريعا ففي المساء كان الجو هادئا في المنزل على غير العادة ليستغرب من التؤامين فهما ثرثارين على الدوام بشكل مزعج للغاية ليقول لهما: ما الأمر؟ أحدث شيء ما في المدرسة؟ لم يجبا عليه و يكملا اللعب بألعاب الفيديو ليتنهد و يقول: هذا بسبب ذهابنا لقبر والدتكما صحيح؟ قالا معا بانزعاج: أجل ولا نود الحديث إليك تنهد رين ليجلس أمامهما لينظرا إليه بانزعاج شديد قال رين: اسمعاني الأمر ليس أنني لا أود أن أخذكما لهناك كل ما في الأمر أنني لست مستعدا لذلك بعد فأنا أيضا لم أذهب لهناك و لو مرة واحدة لذلك انتظرا قليلا سوف أخذكما عندما أشعر بأنني مستعد لتقبل الأمر لذا أرجوكما أن تعذراني قال زيس: أنت قاسي حقا أبي لم تذهب و لو لمرة واحدة لزيارة قبر والدتي! قال أليس: لم أنت لست مستعد لتقبل الأمر؟ لقد مرت خمسة عشرة سنة على ذلك قال رين: هذا لأنني ما زلت أشعر بأنني السبب في موتها فأنا بقيت أدرس مرضها لأربع سنوات و لم أحصل على دواء واحد فقط لمعالجتها أنا حقا قمت بخيانتها و خذلانها قال أليس: أربعة سنوات؟! لكن جدتي قالت بأنك تعرفها قبل عام من زواجكما قال رين: في الواقع هذه الحقيقة حتى والدتكما الراحلة لا تعلم عنها لقد كنا قد التقينا قبل ذلك فهي كانت في زيارة لعمها هنا و حدث أننا التقينا بالصدفة بعد ذلك تعددت لقاءاتنا و من وقتها و أنا أدرس مرضها ذاك قال زيس: كان عليك إخبارها بذلك أقلها بدأت أظن بأنك لم تكن تحب أمي يا أبي قال أليس: لا أظن ذلك أخي فكونه لم يذهب لرؤية قبرها دليل على أنهما أحبا بعضهما كثيرا قال رين: من أين تتعلم مثل هذه الأشياء؟ أم تحب فتاة ما؟ قال أليس بارتباك: ماذا؟ أنا؟ لا أبدا ضحك رين بمرح و قال: من تكون؟ أخبرني قال أليس بقليل من الخجل: أنت تعرفها إنها لوسي قال رين: آه حقا؟ و منذ متى؟ قال أليس: أعتقد أنه قبل ثلاثة أشهر قال رين: و لم تخبرني بذلك؟ أنت ابن عاق قال أليس: إذا أنا لست وحدي قال رين: ماذا تعني بذلك؟ نظر أليس لزيس الذي كان يحاول أن يبدو مشغولا في أمر آخر ليبتسم لهما بمرح شديد و يقول: يبدو أنكما قد كبرتما حقا ابتسما له بمرح شديد ليقول: حسنا إذا سوف نذهب غدا صباحا قالا معا بحماس: حقا؟ شكرا لك يا أبي عانقاها بمرح شديد ليبادلهما العناق لهو قليلا معا حتى غفا ثلاثتهم بقرب بعضهم البعض استيقظ رين قبل بزوغ الفجر ليستحم و يبدل ثيابه جلس على طرف السرير ليتذكر أول لقاء بينهما" كانت مادي تسير بهدوء و هي تنظر للأزهار الممتدة على طول الطريق لتصطدم برين كانت ستقع لكنه أمسك بها ليقول: آسف لم أكن منتبها لطريقي قالت مادي: لا عليك أنا بخير ابتسمت له بلطف ابتعدت عنه لتسير لكنها فقدت توازنها و سقطت لتقول بصوت منخفض لكنه سمعها: لماذا يحدث هذا دائما في الأوقات غير المناسبة؟ تنهدت بهدوء ليقترب منها و يقول: هل أنت بخير يا آنسة؟ لم تعرف مادي بماذا تجيبه لتقول: في الواقع لم أعد قادرة على السير لذا هلا ساعدتني في الجلوس على الكرسي الذي هناك؟ ستقدم لي خدمة كبيرة و سأكون شاكرة لك كثيرا ابتسمت له بلطف ليساعدها على النهوض و يجلسها على الكرسي كما طلبت ليقول لها: هل يحدث هذا دائما؟ قالت مادي: أجل هذا لأنني مريضة بـ"...." و هو مرض لا شفاء منه قال رين: حقا؟ هذه المرة الأولى التي أسمع فيها هذا بالرغم من أنني طبيب قالت مادي: حقا؟ تبدو أصغر من أن تكون طبيبا قال رين بابتسامة: لقد سمعت هذا كثيرا فأنا قد درست في المنزل طوال الوقت و تخرجت في سن مبكرة من الثانوية لذا أنا أصغر طبيب في هذه المدينة قالت مادي: إنها المرة الأولى التي ألتقي بطبيب فيها بالرغم من أني مريضة لم أذهب و لو لمرة واحدة لمشفى ابتسم لها بلطف تحدثا قليلا حتى استطاعت السير مجددا لتقف بمرح شديد و تقول له: شكرا لك أيها السيد اللطيف لقضاء بعض الوقت معي أخبرني ما هو اسمك؟ قال رين: رين كيفيان ماذا عنك يا آنسة؟ قالت مادي: مادي جورياس قبلت وجنته بلطف شديد و شكرته لتسير مغادرة من هناك و ذهب هو لطريقه" ابتسم رين لذلك نظر للصورة التي كانت على الطاولة قرب النافذة اقترب منها ليحملها و ينظر إليها ثم يبتسم بلطف و يقول: لقد أحببتك منذ تلك اللحظة صحيح أن أربعة سنوات تفرق بيننا إلا أنني لم أستطع التفكير في أي شيء عداك مادي ابتسم بلطف شديد ليغادر الغرفة و يفاجأ برؤية التؤامين ينتظرانه ليبتسم بهدوء و يقول: يبدو أنكما متحمسين للأمر كثيرا قالا معا بمرح: أجل غادروا المنزل ليذهبوا للمقبرة وصلوا لهناك ليروا يوكي اقترب التؤامين منه ليلتفت إليهما و يبتسم و يقول: صباح الخير أليس و زيس قالا معا: صباح الخير عمي يوكي ابتسم لهما بمرح انتبه لرين الذي كان واقفا بعيدا عنهم ليقول في نفسه: لقد قرر أخيرا القدوم هذا جيد ابتسم و قال: إنها مرتكما الأولى صحيح؟ قال زيس: أجل إنها كذلك قال يوكي: حسنا سأغادر أنا الآن أراكما لاحقا ذهب ليقف بالقرب من رين و يقول: صباح الخير قال رين: صباح الخير يبدو أنك صديق مخلص للغاية يوكي قال يوكي بمرح: أجل فقد وعدتها بأنني سأبقى صديقها الوفي للأبد ابتسم له ليقول لاحقا: خيرا أنك قررت القدوم لقد اعتقدت بأنك لن تأتي أبدا قال رين: لقد قدمت لهنا بصعوبة بالغة لقد أجبراني على القدوم برفقتهما ابتسم يوكي لهما ليقول: كلما نظرت إليهما تذكرت مادي لقد كانت تحمل ابتسامتهما ذاتها صحيح أنهما مختلفان عنها لكنهما يشبهانها في بعض الأشياء قال رين: أجل أنت محق في هذا قال يوكي: حسنا سأذهب الآن لدي عمل عليّ الاهتمام به أراك لاحقا غادر يوكي ليقترب رين من الصبيين ليقول أليس: لقد اعتقدت أن عمرها أكبر من هذا قال زيس: أجل و أنا أيضا قال رين: لقد كانت يافعة حقا و نشيطة بالرغم من أن المرض يقيد حريتها أتذكر أنها حاولت بحد أن تبقى بصحة جيدة لأجلكما حتى أنها كانت تحتمل ذلك الألم من أجلكما لقد أحبتكما كثيرا حتى أنها أسمتكما على اسم لشخصين تهتم بهما كثيرا روائي و مغني مشهور قالا معا: آل ليوسين صحيح؟ قال رين: تعرفانهما إذا ابتسم بمرح ليقول أليس: لو كنت أنا ما كنت تحملت ذلك أبدا قال زيس: أجل لابد أنك عانيت أيضا لرؤيتك لها على تلك الحال و ليس بوسعك القيام بأي شيء قال رين: حقا لقد شعرت بعجز شديد لذلك تركت العمل كطبيب بعد وفاتها صمتوا بعد ذلك ليغادروا بعدها وصلوا للمنزل ليفاجؤوا بتلك السيدة التي يبدو أنها كانت بانتظار عودة أصحاب المنزل ليقترب منها رين و يقول: أرجو المعذرة هل يمكنني مساعدتك في شيء ما؟ التفتت السيدة ليصابوا بالدهشة فقد كانت تلك السيدة نسخة مطابقة للأصل مادي لتقول: هل أنت رين كيفيان؟ قال رين: أجل أنا هو تنهدت و قالت: أخيرا وصلت للعنوان الصحيح قال رين: رجاء تفضلي الجو بارد في الخارج دخلوا المنزل ليقدم لها كوبا من الشاي لتقول: أنا شقيقة مادي التؤام حسنا لم أكن أعرف ذلك قبل سبعة أشهر و عندما أردت رؤيتها عرفت بأنها قد توفيت لقد شعرت بالحزن الشديد لذلك أتيت فقط لأرى أبنائها و أيضا أعطيكم بعض الأشياء التي تركتها في منزل جورياس كان الجميع يبدو مستغربا قليلا من ذلك ليقول رين: أرجو المعذرة عن سؤالي هذا لكن لماذا تقومين بفعل هذا؟ قالت تؤام مادي: اعتقدت أنه من المهم أن تراه لذلك السبب فقط أعطته ذلك الصندوق الذي قام يوكي بصناعته لها ليقول زيس: يبدو أن أمي كانت تحب الأرانب كثيرا قال أليس: أجل فحمالة هاتفها و دميتها المحشوة و حاسوبها و الآن هذا قالت تؤام مادي و هي تنهض: حسنا لقد أنهيت مهمتي سوف أغادر الآن قال رين: شكرا لك يا آنسة.... ابتسمت له و قالت: ماريا ....ماريا مارتنيز كانت ابتسامتها تلك قد ذكرت رين بمادي كثيرا ليبتسم لها و يوصلها للباب ثم يعود لأبنائه نظر للصندوق بهدوء ليقول: ماذا تعتقدان بداخله؟ قال زيس: ربما بعض الصور أو المذكرات قال أليس: أجل أظن ذلك أيضا فتحه رين ليفاجئ بتلك الصور ليخرجها ثم يتصفحها قليلا صدم عندما رأى صور كثيرة لهما في لقائهما الأول ثم انتبه للورقة التي سقطت ليأخذها زيس و يقرأ ما فيه" يبدو أن قدرنا هو أن نلتقي مجددا و نحب بعضنا مجددا هذا شيء رائع للغاية" ليقول زيس: يبدو أنك من كنت تعتقد بأنها لم تتذكر ذلك قال رين: حقا إنها جيدة في إخفاء مشاعرها الحقيقة ضحكوا بمرح شديد انتبهوا لأشرطة الفيديو كانت كلها عن مادي و هي في فترة الطفولة و بعضها عنها و هي في الثالثة عشرة و أخرى و هي في الثانوية بعضها كان مضحك و آخر كان محزن و بعضها مزيج بين الاثنين كانوا سعداء باكتشاف هذه الجوانب المختلفة عنها قال زيس: إذا كانت أمي هذا النوع من الأشخاص إنها حقا شخص رائع قال أليس: أظنني أعجبت بها كثيرا قال رين بابتسامة لطيفة: أنت إنها لي وحدي ضحكوا بمرح شديد انقضت أيامهم بحلوها و مرها كان الجميع يفتقد مادي حقا و من لم يعرفها أحبها كثيرا كانت حقا شخص رائع للغاية لكن كلنا سننتهي يوما فهذا هو قدرنا و مصير البشرية المهم هو تخليد ذكرى حسنة يتذكرك الناس بها و إلا فلا معنى للحياة التي عشتها. say fallata |
#14
| ||
| ||
تنقل لقسم المكتمل
__________________ وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ماكتبت يداهـ فلا تكتب بخطك غير سطراً يسرك في القيامة أن تراهـ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم كن هادءاً كالماء، قوياً كالدب، شرس كالمستذئب |
#15
| ||
| ||
حلو جدا
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إذا وقعت فكن ككعب | جنة الرحمان | نور الإسلام - | 1 | 01-15-2015 03:11 AM |
كيف وقعت في حبك | بالما | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 1 | 10-21-2014 12:33 PM |
:تحديتك ثم وقعت في شبك حبك | roz_mimi | روايات و قصص الانمي | 43 | 01-10-2014 02:27 PM |
وقعت في حبه فأسلمت ....!! | ساكورا الامورة | قصص قصيرة | 18 | 02-25-2011 04:50 PM |
وقعت الواقعه | المشتاقات إلى الجنة | نور الإسلام - | 27 | 06-09-2009 08:30 AM |