![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
02-18-2015, 10:37 PM
|
|
{ • سَتَزَّاَلَ اَلَأقَنَعَةٍ يَوًّمَاَ مَاَ ! ~ } " وقد تم العثور ، على جثتين هامدتين ، الاولى كانت للمجرم المطلوب ادوارد سميث ، والاخرى كانت ...... "
اغلقت التلفاز ، والحزن يضنيني ، استلقيت على الأريكة السمواية ، لأريح اعصابي قليلا ، لم احاول النوم بتاتا فقد اصبح لي ذكرى منسية ، منذ ذلك اليوم المشؤوم ، منذ ذلك اليوم الذي شعرت فيه بأن هذا الكوكب خالي من البشر , ايقنت بأن " طوكيو " ليست مدينة ، وﻻ حتى عاصمة أو بلدة !!
انها مجرد بؤرة مسودة تجمعت فيها الظلال ، والظلام ، والأحياء ، والأموات ، لتشكل ما يسمى بالمقبرة !!
أجل انها انسب كلمة لوصفها !!
فجريمة تحدث تلو اخرى ، جرائم قتل ، اغيال ، غدر ، سرقة !!
من دون رادع ، او متصدي !
هذه المدينة التي يفقد بها الأنام كينونتهم بسهولة ،هذه المدينة التي يصبوا سكانها إلى ما يريدونه , من دون مراعاة لسبل ذلك !!
حاولت اغلاق عيناي متناسيا كل ذلك ، ولكن كان ذلك بمثابة استحالة علمية ، فكيف لذاكرتي بأن تنسى ما حصل وانا بهذا المكان !!
عدلت من اضطجاعي ، بحيث اصبح نظري موجها للأعلى صوب ذلك السطح البارد ، اطبقت مقلتاي ، وما حدث في ذلك اليوم تذكرت !!
" امرأة ابنة الثلاثة والثلاثين عاما ، ملقاة على الأرض ، تنحب باستمرار ، متلفعة بالدماء القاتمة ، تتضرع ممسكة بقدم ذلك المجرم اللعين ، قائلة بكلمات تخرج بصعوبة من فاهها ، بسبب الألم الذي تصارعه : أرجوك ﻻ تقتل ابني .
ولكن قابلها ذلك المجرم بسنفونية من القهقهة العالية التي لمعنى السخرية بمصاحبة ، سحب قدمه التي لطخت بدمائها ثم اعقب على كلامها بوحشية : هل تظنين حقا اني لكلامك بمستمع؟!
التقط سكينته المدنسة بالدماء ، واتجه نحوي بسرعة تكاد ﻻ ترى بأعين البشر !!
سرعان ما اصبح يقف امامي ، وإبتسامة النصر تعلو ثغره ، اغلقت عيناي بجزع ، معلنا بذلك استسلامي ، ومنتظرا نهايتي !
ولكن مرت دقيقة تتلوها اخرى ، والألم لم يتخذني عبدا له !!
ترى هل مت ؟! ، هذا هو السؤال الوحيد الذي شق طريقه نحو ذهني ، فتحت عيناي ببطئ ، متأملاً مشاهدة عالم ما بعد الموت !!
ولكن كل ما رأيته هو ذلك الشاب ذو الشعر القرمزي كما الدماء ، والعينين السوداوتين كسواد الفضاء الشاسع ، مرتدي زي اسود اللون ، مزكش بزينة ذهبية تتشبه بالمسامير ، ادخل حسامه في غمده ، واتجه نحوي ، مما افسح لي المجال برأية ما خلف ظهره ، اتسعت حدقة عيناي بتفاجأ ، ابتسمت كالمجنون لما حدث !
أجل واخيرا قد مات ذلك المجرم اللعبن ، ولكن سرعان ما اجهشت بالبكاء عندما نظرت نحو ميمنتي ، اسرعت نحوها متجاهلا سيره نحوي ، واردفت وملامح القلق اكتسحت تقاسيم وجهي الشاحب : أمي ، أرجوك ﻻ تتركيني للوحدة بغريق ، أرجوك يا امي انا اتوسل إليك
ولكن الاوان قرر خاينتي ، فها هي امي تودع هذا العالم ، معلنة سباتها الأبدي ، ارتميت بحرجها ، واردفت بصوت اجش : ﻻ يا امي ﻻااا....!!
وفي ذلك المكان الخفي ، المتواري خلف كل تلك الأسرار والخبايا ، يقع مبنى حديث ، كبير الحجم ، جدرانه الخارجية محاطة بالرخام ، وابوابه الرئيسية متحركة للداخل والخارج
كان ذلك الشاب ذو الزي الاسود الرسمي جالسا في مكتبه ، الذي يقبع مباشرة خلف الأبواب الخارجية ، يتلقى اتصالات من هنا وهناك ، الا ان توقف فجأة ، عندما سمع صوت الطنين الذي يدل على دخول احدهم من الباب ، كان بادي على ملامح وجهه الهادئه , ان هذا كان شئ متوقع , لذا لم يكلف نفسه عناء النظر الى وجه القدم , وقف وانحنى مباشرة , واردف بهدوء : اهلا بعودتك دافيد - ساما
لم يلتفت دافيد إليه، بل اكمل سيره بضع خطوات نحو الامام ، واخذ يلتفت يمنة ويسرة ، ولكن سرعان ما عاد ادراجه صوب ذلك الشاب ، ليقول بتساؤل : أين هو جيمي - كن؟ الم يعد بعد ؟
اجاب الطرف الاخر بهدوء كاليل : اجل ، لقد طلب منه الرئيس الذهاب لمهمة ، للقضاء على هذا المجرم .
مد انامله المحملة بملف كبير صوبه ، امسكها للحيظات , ورماها على الارض مكملا سيره ، واردف وابتسامة السخرية تعلو محياه : بشري ، سخافة ، أهذه مهمة حتى ؟ ، انها اسهل من لعب العاب الفيديو !!!
اضع ثقل رأسي في حضن امي المفعم بعبري , وحاصرتني هواجسي من كل اتجاه , ومن كل زاوية , ومن كل ركن !
وفجأة شعرت بتلك الأنامل الناعمة تربت فوقي , عيناي لم ترد رأية اي احد بعد الان , لم ترد النظر او معرفة من خلف تلك الأنامل , كانت تريد فقط رأية مرآة سعادتي !
ولكن وبحركة انتصرت على ارداتي , فقد اصبحت للخفاء بمريض !
رأسي قليلا تحرك , وبربع عين رأيت ذلك الشاب يبتسم لي بحنان, استسرسل برقة محببة : لا عليك يا صغيري .
وعلى وجنتاي شعرت بأنامله الملساء تمسح عبري , لا اعلم ما الذي جرى لي , ولكن وبمجرد ما فعله , شعرت بالهدوء نوعا ما , شعرت بأن كل ذلك الشجو والحزن نمت له أجنحة , وحلق بعيداً بعيداً , ملئت ملامح الراحة والاطمئنان تقاسيم وجهه المستدير , الذي يبدو من منظاري الصغير كالقمر المستنير , ربما رأيته هكذا بسبب طيبته , ورقة قلبه , قاطع جسر افكاري , صوته المماثل لتغريد الطيور : يبدو انك قليلا قد هدأت , الان قل لي , هل هناك احد تعرفه، لأوصلك الى منزله ؟
يمنة ويسرة حركت رأسي الثقيل , فاسترسل مستفسرا رافعا احد حاجباه : ولا حتى اصدقاء ؟
لم احرك ساكنا , بقيت على وضعيتي , فضلت في هذه اللحظة ان اصبح ابكماً , على ان اجيب على هذا السؤال , فلا يوجد احدا في العالم بأجمعه لا يمتلك اصدقاء , عداي انا , لم ارد منه اي نوع من الشفقة او ما شابه !
مد يده نحوي واستطرد بحنان : إذن , ما رأيك ان تأتي معي الى منزلي ؟
اردف بإنتشاء : حقا يمكنني ؟
- مرحبا انا ادعى " جيمي فاكتور ريف " - ولم تقول لي هذا الان ؟
- ألن تأتي للعيش في منزلي ؟ , إذن يجب أن نعرف بعضنا بعضاً .
كنت ارغب حقا بالذهاب لمنزله , ولكني اشعر بأني سأكون شخصا غير مرغوب فيه , سأزيد العبئ عليه فحسب , كما اني اشعر بأن هذا نوع من الشفقة , فقلت له مدعي الإمتعاض : لن اذهب .
نفخت وجنتاي , واشحت بوجهي نحو العدم , اتسعت حدقة عيناي , عندما امسك بيدي وبدأ يدفعني نحو الباب الخاجي , وانا احاول المقاومة بكل ما تبقى لدي من طاقة !
- هيا , هيا , كفاك عنادا , واستكبارا , لا تقلق لن تكون عبئا علي .
- حسنا , حسنا , سأذهب , ولكن بشرط واحد , أن تجعلني اعمل معك
- ولكن عملي خطر جدا عليك
- لا تقلق , انا على اتم الاستعداد
- حسنا , ولكن تذكر جيدا , انت من طلب هذا
أومأت برأسي , والى الأمام سرت بضع خطوات برفقة جيمي , ولكن سرعان ما توقفت ونظرت خلفي , والشجن يضنيني , ولكن سرعان ما تبدد كل هذا , عندما لم ترى مقلتاي جثة أمي , استطردت بقلق ممزوج ببعض الجزع : أ....أمي ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ التفت جيمي ، فإذا بالون القرمزي يتناثر في المكان ، صرخت بقلق : جيمي ، هل انت بخير ؟
نظرت خلفي ، لأرى من الفاعل ، فإذا بها امي ، اجل امي ،بحدة صرخت : امي ، لما فعلت ....
ارتميت على الأرض , والدماء القاتمة بنت عالمها الخاص على جسدي ، تشوشت الرأية امامي ، فاردفت بإعتياص : امي !! لا اصدق انك انت من فعل هذا .
ولكن لم تبدي اي ردة فعل على كلامي ، ولم تتغير كيان وجهها ، وكأن قلبها تحول الى حجر ابكم ، انجلى غيمها الناصع عن عيناي ، فإذا بي اثكل مشاعر الحس ، وادراك الذات ، وفهم الواقع ، فاصبحت اهيم في دياجي الظلام !
هل هذه حقا امي ؟! التي ربتني وبنتني ، لأصبح برجا صلبا متينا !
لا مستحيل ، هذه ليست امي ، بل قمامة اكلت الكلاب من لحمها !
اطبقت مقلتاي ، وحبست انفاسي ، لم ارد رأية هذا المنظر الوحشي ، الدموي المقزز ، ولكن سرعان ما فتحتهما ، عندما ضجت لمسامعي صوت صراخ مألوف لدي ، فإذا بي ارى سلاسل نارية ، ملتفة حول اطراف امي الباردة ، وحسام سيف جيمي ، كان لقلبها بعدو لذوذ ، اتسعت حدقة عيناي ، وقفت بترنح ، وبخطوات وئيدة سرت صوب جيمي ، حركت بدنه بكل ما لدي من الطاقة ، ولكن طاقتي المتبقة كطاقة العجائز ! ، ولكني اعلم انه فهم ما اريده ، واردفت بحرقة : لما ؟ لما قتلت امي ؟
رمقني بنظرات جعل بدني يقشعر خوفا ، ولساني يأكل من قبل قطة ضالة ، وعيناي يسرقها كلب مسعور ، ثم اردف بنبرة جليدية : افتح اذانك ، واصغي لي جيدا ، هذه المرأة لم تعد امك انها .... ، لا اعلم الكلمة المناسبة لوصفها ، ولكن قلبها مسود كاليل ، هذا ان كان لديها قلب حتى ! ، ألا تفهم ؟ انها ليست بشرية ، بل هي معادة الى الحياة !
هربت الكلمات مني ، لم يعلم لساني ما الذي سيقوله ، ألا ان اصطاد كلاماته المناسبة ، فتفوهت بتلعثم : معادة الى الحياة ! ما الذي تعنيه ؟ - ستعلم كل شئ لاحقا أومأت برأسي ، نظرت للأرضبة الملطخة بالدماء ، والف سؤال وسؤال يتقاذفان في ذهني ، ما حصل انساني امر اصابتي البليغة ، قطع تدفق اسئلتي ، يد جيمي الممتدة نحوي ، نظرت ليده بتقزز ، لاحظ جيمي ملامحي ، فنظر هو الآخر ليده ، ليألفها ملفعة بالدماء القرمزية ، بقميصه الاسود مسح الدماء ، واعاد مد بده لي ، امسكت بها واردفت بإبتهاج : بالمناسبة اسمي " شين بيزر " .
كان بادي على تقاسيم وجهه الناصع ، محاولته لإضمار ألمه الذي يعانيه ، جراء تلك الطعنة ، وابدالها بملامح البهحة والسرور مردفا : سنكون أقرب من لحاء الشجر .
ابتسمت له ، وعلى الارض انهار بدني ! " هل انت بخير ؟ " رغم اني لم اكن ارى شيئا ، ألا انني كنت اسمع ذلك الصوت القلق بوضوح ، صوت جيمي الذي ملأ بصداه كل ذهني ، ولكن سرعان ما انخفض مستوى الصوت أكثر فأكثر ، ألا ان توقف تماما ، وشيئا فشيئا يزداد الضوء الابيض !! . # brb |
التعديل الأخير تم بواسطة C R Y S T A l ; 02-18-2015 الساعة 10:57 PM |