03-09-2015, 08:05 PM
|
|
ريمانداج ! { نَظَّمَا مُنْحَلًّا, و رَكَّنَا مُضْمَحِلًّا . }
العنوان : ريمانداج ! { نَظَّمَا مُنْحَلًّا, و رَكَّنَا مُضْمَحِلًّا . } التصنيف:مواطنة,خيال,رومانس,تضحية,كوميدي قليل,بوليسية
عدد الفصول : غير معروف
مكان و زمن الرواية: اليونان-الاغريق"مدينة اثينا"
التصنيف العمري : 12+
الكاتبة : جانسيت
المنتدى : عيون العرب
سنة الكتابة : 2015 م - 1436 هـ و ان بعد العسر , يسرا ؟! اليسر في وطني حرب و نار ,ابليس يرتاد المنابر يغتال العقول و يلهو بالصغار و جميعنا ينتصتون ضجيجهم من خلف الستار
أه يا بلادي و ألف أه ... لا طريق يصلحك و لا مسار , سئمت العيش في وطني كغريبة سئمت الموت و الظلم في وضح النهار,سئمت العجز و الخذلان و التطبيع,و القهر و الذل و العار .
انا... التي قاتلت في حرب ليست بحربها,لأجل وطن ماهو بوطنها ,و في النهاية ما نالت شرف الشهادة في غارة أقحمتها فيها وعود السلطة الكاذبة . ايها الالم الْعَظِيمَ تَقَدَّمَ, تَقَدَّمَ فَأنَا مازلت اِمْتَلِكْ كَفِّينَ لِأَصْفِقَ لَكَ... لِأَفْرَحُ لَكَ و مازلت اختفظ بِلِسَانِ مُنْحَطِّ يَحْتَرِفُ الزَّغْرَدَةَ فِي الْمُنَاسِبَاتِ الْألِيمَةِ, مازلت اِجْيَدْ السِّبَاحَةَ فِي الظُّلاَّمِ و الْوَثْبَ عَلَى رَمْلِ الذِّكْرَياتِ وَاجَهَنِي فِي لعبةِ الْقَفْزِ عَلَى حَواجِزِ الصُّمَتِ, وَاجَهَنِي فِي رَمْي جَلَّةِ اللُّحَمِ الْمَفْرُومِ وَمِطْرَقَةَ الْخِبِّث هَذِهِ باقت نُوِّرْتِ فَوْقَ حُقُولِ الْمِلْحِ الَّتِي بِدَاخِلِيٍّ, قَطَفْتِهَا خِصِّيصًا لَكَ, مُبَارَكٌ, مُبَارَكُ فَوْزِكَ الْمُسْتَحِقِّ أَمَّا انا فَلِي مَوْسِمِيَّ الْخاصِّ, يوْمُ تَحْصَدُ دُموعَي سأكون جِدَا سَعِيدَةً, فَلَ تَمْلَأُ ماطمرك بِشَتَّى انواع الْحَبَّ, شِتَاءُ عِنْدَ مُوقِدِ النَّدَمِ الدافىء سَتُقْشَرُ بَلُّوطَ أَظافِرِكَ الطَّوِيلَةِ, لَا رَغْبَةٌ لِي فِي المواح يا سَيِّدَي, فهنيئا لَكَ, لَا اود مُشَاهَدَةَ مَسْرَحِيَّاتِ النَّدَمِ مَعَكَ, فَمُسَلْسَلَاتُ الرُّعْبِ غَيْرَ مَسْمُوحٍ بِهَا لِلْمُرْهَفِينَ و مَمْنُوعَةَ للذين يَبْحَثُونَ عَنْ نُوَمِ هادىء كَوَابِيسُ مَصَّاصِيِ الدِّماءِ سَتُمْتَصُّ رَقَبَتَكَ الْمُحْتَقَنَةِ بِالدَّمِ الْفَاسِدِ!, و بَعوضَةَ الْمُسْتَنْقَعَاتِ سَتُسَيِّلُكَ وَحْدَكَ!. ايها التَّعِيسَ قَتَلْتِنِي فَسَامَحْتِكَ, حَصَدْتِنِي فَزرعتَكَ, لَا حُلَّ لَكَ فَعَذَابَكَ سَرْمَدِيٍّ و لَا حُزْنٌ لِي فَفَوْزَي بِذاتِيِّ أُبْدِي ! بارياس ~ الفصِل الـأوَل : { في انتظار بريق أمل. } " و لا شك انه بعد العسر يسرا ... لكن ترى اين سيرسو قارب ممزق الأشرعة؟!" تكتب ريمانداج علامة استفهام تلتقط على اثرها انفاسها العجلى,تلقي بالقلم جانبا ثم تقفل الدفتر,بعد ان اعيتها السباحة في بحر الذكريات الأليمة. تفكر ما اذا كان هذا الكلام عن بلدها المدمر سيرفع لها شراع امل تدفعه رياح المثابرة الى مرفأ أمن , هي تعلم ان الحرائق التي تلتهم الغابات تكون سببا في تجدد الحياة فيها...بل ان كثيرا منها بعد الحرائق تكون اكثر اخضرارا و تنوعا بعد رماد!...كما انها تؤمن باستمرار الحياة بعد الطوفان,و هي تؤمن "انه بعد العسر يسرا".و بعد الضيق يأتي الفرج,و ان لكل شدة مخرجا,فقط عليها ان تفتح عينيها جيدا لترى أي السبل تختار سيكون الصفح بمجذافها الايمن,و ستتخذ الامل مجذافها الأيسر , و هي لن تذجف عكس التيار بعد الان,و لكن تقف في وجه العاصفة الكاسرة,بل ستنحني كما تفعل الحشائش و الاشجار بلينة , مرونة و تكيفا,لا ذلا وهزيمة . لن تنبش تلك الجثث التي تحمضت و تعفنت , بل ستواريها الثرى لتنبت فوقها ازهار فطرة,و لتصتدم تلك التيارات الدافئة بالباردة,فمن البرق و الرعد تسيل الديم,و تروي السهل و الأكم,لم يكن مستحيلا صنع مصل من الزعاف,لذا لن يكون مستحيلا تحويل مرارة الحروب دواء لأخمادها. و هكذا تشعل ريمانداج في قلبها المهجور شموعا كادت ان تلفظ اخر انفاسها الاخيرة في الظلام, تتبع سراجا منيرا شدته امامها , و كأنها الأن تكتشف سبب جمل الفوانيس أمامنا , و ترك الظلمة خلفنا... تقف بعد كل هذا الاسترخاء المزهق,لتتجول قليلا في شوارع المدينة "اثينا"
تغلق الباب خلفها , و تتمشى في تلك الشوارع منزلة رأسها الى الأسفل تفكر , فقط
تفكر لا شيء اخر , و من حين لحين ترفع رأسها لترى الباعة يحاولون بيع تجارتهم
و الاغنياء غير أبهين بالصغار الذين يطلبون قوت يومهم , صغار لا يزالون في عمر الزهور , خلقوا لهذا العالم و بدل ان يروا الرحمة منه قاسوا كثيرا .
تصل ريمانداج لحي مهجور , تقصد بيت يكاد يدمره الزمن , بلا سقف , بابه مفتوح من الخشب , تدخل هناك
ترى عجوز متكأة على حائط و هي جالسة فوق حصيرة جرداء , لون عينيها الزرقاء قد خف و بهت فأدركت ريمانداج انها لم تعد قادرة على رؤية النور , شعرها الابيض قد ضفرته و وضعته على كتفها
اما المكان فقد كان شبه فارغ , لا شيء سوى هي و البساط و ريمانداج
تدب القشعريرة في جسم ريمانداج , و تقول بصوت خافت
- جــ...جدتي , لقد اتيت هنا فقد قال لي البعض أنك امرأة صالحة قد وهبتك الألهة حاسة سادسة .
ترد الاخيرة :
-لا تناديني جدتي , نعم , انا هي , و لكن ليكن في علمك لست صالحة فأنا عجوز مغطات بالخطايا و الاكاذيب, ما اسمك ؟
-اسمي ريمانداج , و ينادونني ريم
- ريمانداج , اسم جميل و غريب,سمعت به مسبقا ! اجلسي جنبي
تجلس ريمانداج بجانبها و هي تشعر بالخوف , فهي في حياتها لم تؤمن بالأساطير ووجود أشخاص مثلها .
تسند ريمانداج نفسها على الحائط بينما العجوز تمسك بيدها و تقول :
- تريدين مني أن اعرف مستقبلك , حسنا , لا بأس .
بينما تفعل العجوز ذلك كما تزعم و تتمتم بكلمات غريبة , اذ تفتح عيناها بشدة و تفاجىء , كأنها ادركت شيء ما أو رأته
ريمانداج تشعر بالفزع , أما الاخرى تبدأ بالنحيب و البكاء و تأمرها بالخروج ! ~ ~ ~ |
التعديل الأخير تم بواسطة Scαrlet ; 03-22-2015 الساعة 12:43 AM |