عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-18-2015, 10:38 AM
 
الدم البارد " قصة قصيرة بأجزاء "

*،


*مقدمة ~


كنّ معي ، قف الى جانبي دائماً ..
لا تبتعد ... ففراقك يجعلني أعتصر ألماً ..
هل أجدّ فسحة في قلبك لي ، أم أن رائحة الدخان الأسود باتت خانقة ؟!..
كيف أعيش دونك ؟ كيف أنساك ؟ كيف استقر بمكان لا أنقش عليه حروف اسمك ..
أحتاج عنقاك ،

مازلت كما كنت ..
لا تفكر بي كعدو بل صديق دائم ..
فكر بي كشخص مهم قبل أن تفكر بي كأخ يجب رعايته ..
مدّ يدك لي فبياض يدك سيمحو سواد يدّي المليئة بالخطايا ..
أنا أخاك ، رفيقك ، كل شيء لك في هذه الحياة ..
فكيف أنساك ؟!
فكيف أنساك ؟!




.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.




يرجى عدم الرد ...سيكون الفصل الأول بالرد التالي ..



_




.
__________________
/
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-18-2015, 11:37 AM
 
_1_


كانت الساعة الواحدة ليلاً حينما نطق فمي بآخر معلومة من كتاب الفيزياء المعقد ، أعدت كتابي الى مكانه ونظرت من جديد ناحية باب المنزل يشتد بي قلقي على أخي الأكبر "حسام " .
لقد انتقلنا أنا وأخي حسام الى "بريطانيا" بهدف أكمال الدراسة الثانوية بعد أن أصر خالي على قدومنا ، ونحن نعيش الآن بسكن لطلاب الثانوية فقط فقد وفرت الحكومة البريطانية كل ما نحتاجه لا ينقصنا شيء ولله الحمد .
حسام يبلغ من العمر 18 بينما أنا أصغره بسنتين ، نملك ذات الشعر الأسود الناعم والأعين السوداء، لكن ما يميزه عني هو سمرته الجميلة بينما أنا أبدو أشد بياضاً منه ، لدينا ذات الجسم النحيل ، المتوسط طولاً !

أعددت حقيبتي المدرسية كما ينبغي بحسب موادي الدراسية التي سندرسها في الغد وقبل أن أقذف بها بجانب الطاولة دلف حسام الى المنزل وهو يسعل بشدة ، توجهت ناحيته وأنا أقبض على أصابعي خشية صراخه وتجاهله لي ثم قلت بعد تردد :
-لقد قلقت عليك جداً ، أرى بأن الجو أصبح أكثر برودة الليلة ..
ثم أكملت بلطف :
-هل أعدّ لك كوباً من القهوة الساخنة ؟!
لم أجدّ جواباً من المعني ولكن جوابه المعتاد هو أطلاق نظرات كراهية ناحيتي وملامح متضايقة من وجودي .
تنحيت بجانب الجدار ومازال يسعل بشدة ، أسرعت الى علبة الأسعافات الأولية وأخرجت دواء السعال وقلت له بقلق :
-أعتقد بأن الدواء مهما كان مراً إلا أنه يساعد على التخلص من ..
مدّ يده وقذف بي جانباً ثم توجه ناحية الحمام وسعاله يشتد أكثر وأكثر.
نظرت الى زجاجة الدواء التي تحطمت أثر ارتطامها بالجدار ، ونظرت بحزن الى يدي التي بدأت تنزف بفعل الزجاج المتناثر ، لم يكن الألم هو المحفز لتدافع الدموع الى عيني بل تعامل أخي معي .
أنا أحبه جداً ، وكل الأساتذة يحيون فيه روح العلم التي يتمتع بها لذلك أنا أكون فخوراً به دائماً عند أصدقائي ولكن هو يعاملني بقسوة وعنف ولم يسبق لنا أن تشاركنا بحديث مرح أو جدّي أو لم يسبق له أن شكرني أو يعانقني إن فزت بجائزة ما .
أما بالنسبة لأصدقائه فهو يطلق وجهاً ملائكياً بشوشاً ، أشعر بالضيق حينما يعانق أحدهم أو يتألم من أجل أحدهم أو عندما يطلق ضحكة رنانة على قصة يلقيها أحدهم !
انتبهت بأنه خرج من دورة المياه ، فأسرعت لتنظيف الفوضى التي أحدثها دون المبالاة بأن يدي مازالت تنزف .
كان ذلك شاقاً ومع ذلك لم أعترض مطلقاً ، نظرت الى يدي التي امتلئت بالدم فاستدرت ناحية صندوق الأسعافات الذي يخصني .
هذا واقعي ، فأنا وأخي لا نتشارك صندوقاً واحد بل لدى كل شخص صندوقاً خاصاً به .
حينما توجهت ناحية صندوقي ، لم أجد لفة الضمادة التي تخصني فتذكرت بأني قد أعطيتها لصديقي "جون " حينما أصيب برأسه !
أصابني الحزن من جديد وقبل أن تتكون بعقلي ردّة فعل أخي أجابة لطلبي استدرت ناحيته وقلت بأرتباك :
-إن يدي تنزف هل أستطيع أن آخذ بعضاً من ضمادتك ؟!
لا أجابة بل كان يقوم بترتيب سريره استعداداً للنوم ، عدت أدراجي ووقفت بجانب صندوق الأسعاف الذي يخصني وأخرجت مطهراً وبعض القطن وبدأت بتطبيق ما تعلمناه بدورة الأسعاف التي تقوم بها مدرستنا سنوياً !
أحضرت ورقة من المحارم ولففتها على يدي .
وتوقف الدم عن النزيف ثم بقيت أحدّق على يدي وتمنيت أن تكون جروح القلب كجروح اليد يسهل تضميدها والتئامها دون حصول أية شقوق أو آثار !










صباح آخر يعم بالنشاط والحيوية ، يستيقظ أخي حسام قبلي دائماً
وأرى بأنه قد تناول فطوره وقد ذهب الى المدرسة .
وروادني ذاك الأحساس من جديد .
دائماً في كل صباح أتخيل بأن أخي يوقظني لتناول الأفطار معاً ، أنهض متكاسلاً وحينما أفتح عينايّ أجده غاضباً يشير الى الساعة ويضربني بعنف على ظهري ، وحينما يشعر بأني غاضب يبدأ بالضحك وأبادله أنا الضحك نفسه وبعد الأفطار يمسك بيدي خوفاً عليّ من الأذى بما أننا بدولة أجنبية ونذهب الى المدرسة معاً .
لكني أعود الى الواقع وأصعق كوّني قد تأخرت كثيراً .
وأركض كالمجنون في أنحاء الغرفة أبحث عن ملابس المدرسة ، وجواربي .
ولا تنتهي هذه المعركة الدائمة ألا بتعبي وخروجي سريعاً وأنا التهم رقاقة من البسكوت الأسمر .
أصل متأخراً دائماً ، قد غادرت الحافلة !
في حدود الساعة الثامنة كنت قد وصلت الى المدرسة وأنا أحاول ألتقط أنفاسي ، أجر قدمي للوصول قبل أغلاق المدرسة .
وأنجح في ذلك بصعوبة ، امتدت يد أمامي وتخيلت لدقيقة أنه حسام ولكن استدركت نفسي لأجد صديقي جون يجرني من يدي ونسرع الى قاعة الدروس .
كان جون شاباً طويل القامة شأنه شأن الأجانب ، يملك شعراً ذهبياً وعيناه الزرقاء التي تتقد ذكاءً وعطف تثبت أنه فرنسي أصيل !
جلست على المقعد بأنتظار حضور المعلم ، تمتد أناظري الى فتيات المدرسة ولا ألبث أن أعود الى رشدي لقد أوصانا والدي قبل ذهابنا أن نجتنب كل ما يمس الدين والشرف وألا نقع في المحظورات .
ستكون هذه السنة قياس لمدى قوة الأيمان الذي رسخ بقلوبنا ، فأنا بالسنة الأولى بالثانوية بينما حسام سينهي سنته الأخيرة في هذه السنة والفتيات هنا شديدات الجمال والفتنة –فليحفظنا الله - .
استمتعت مع جون كثيراً في هذا اليوم ، ولكن بنهاية الدوام بدأ الحزن والألم ينتشران ببقعة قلبي الخاوية وقد كان كل ذلك بسبب موقف بين جون وأخيه .
حضر "ويليام " الشقيق الأكبر لجون قلقاً الى القاعة الدراسية وتوجه ناحية جون وعانقه بقوة ثم نظر أليه وقال بحزم :
-أياك أن تكرر هذه الفعلة من جديد كدّت أن تقع من السطح !
ابتسم جون وقال له متظاهراً بالقوة :
-تلك المناطق المرتفعة لا تخيفني كما أني قد خبرت رياضة التوازن !
وحينها نطق ويليام بجملة فجرت براكين الألم والحزن بداخلي :
-أنا أحبك جون ، ومن شدة حبي لك لا أريد أن أراك تقف من جديد على حافة السطح !
لقد كنت مع جون في لحظة وقوفنا على السطح وقت استراحة الغداء وبما أن ويليام كان يتنزه مع أخي حسام إلا أن حسام لم يأتي أليّ يوبخني -حتى لو كان قاسياً- كما يفعل ويليام الآن .
وفكرت بأن أخي حسام يرجو موتي !
غادرت المدرسة برفقة جون ، وأثناء سيرنا تطرق جون لحادثة مرعبة ومثيرة
لقد بدأ خوض الحديث فيها بتردد ولكنه قال بعد أن استوقفني :
-رامي ..لقد اتنشرت أشاعة خطيرة تقول بأن مدير المدرسة يقوم بالنفقة على ناد ليلي خبيث !
كان يتكلم وهو يزدرئ لعابه بصعوبة فأجبت عليه بثقة :
-إن منظر المدير نفسه يولد في نفسي التقزز وشعور بالتنافر لذلك ليس مستغرباً أن يقوم بذلك !
أمسك جون بكتفي وقال بصرامة غير معهودة منه :
-لكن هل تعلم أن بعض طلبة مدرستنا أصبحوا ضحايا لناديه ؟!
وجمت مكاني عندما قال وهو يخفض رأسه الى الأسفل :
-قيل لي بأن أخاك حسام وُجد بالأمس بقرب ذاك النادي !
تساقطت الكتب التي كنت أحملها بين يدّي وخارت قواي واتسعت عينايّ بعنف حتى شعرت بخروجهما ، أمسكت برأسي وأنا أهزه بعنف غير قابل التصديق بتلك الحقيقة ، حينما شعر جون بأني سأفقد صوابي قال بسرعة وهو يتلفت يميناً ويساراً :
-ربما يكون ذاك القول غير صحيح !
أخرجت الكلمات بصعوبة من فمي :
-مجرد قول ..أليس كذلك ؟! ، ليس له صحة ؟!
أمسك جون بيدي وقال وأسنانه تصطك :
-نعم ، لا أعتقد بأن ذلك حقيقي !
حدثت نفسي باثاً فيها بعض الطمأنينة :
-ليس صحيح ، يجب عليّ أن أكون واثقاً به !
لكن تأخر حسام ليلاً ..جعلني أرتعد وأفكر بعيداً وأصدّق ذاك القول !
أخذت كتبي وجريت بأقصى ما أستطيع وجون يصرخ يحثني على التوقف ، ولكن لم أجدّ مخرجاً من هذا الموقف إلا الهرب !











Happy2~آمل استمتاعكم ~ Happy2


.




_
__________________
/

التعديل الأخير تم بواسطة نقآء! ; 03-18-2015 الساعة 12:11 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-18-2015, 04:31 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك أختى ؟إن شاء الله بألف خير
يسعدنى ان اكون اول المتابعين لكِ
بداية المقدمة بكلماتها تلخص فكرة القصة
فالكلمات معبرة عن محتوى القصة
نأتى للقصة التى فكرتها اول مرة اقرأها
فأخ يعامل اخيه الاصغر بطريقة قاسية وهو لايدرى
لما يعامله بهذه الطريقة ولكنك فى نهاية القصة كشفت بداية
الخيط لما يعامله بهذه الطريقة القاسية
لو يقع هذا الحسام بيدى لقتلته وارحت رامى منه
وفى الحقيقة ظننت ان رامى فتاة فى البداية لذلك
حد تناقض فى الاحداث معى :ha3:
لكننى اتوقع ان حسام لو يفعل ذلك حقا
فإنه يفعل ذلك لاسباب لديه
ينقص قصتك شىء واحد فقط وهو التصميم!!
استمتعت كثيرا بقراءة قصتك ولاتنسينى من الاجزاء القادمة
تم كل شىء جميل يافتاة
دمت فى حفظ الرحمن



نقآء! likes this.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-19-2015, 01:26 PM
 
_




*



مرحباً عزيزتي "بلاك روز " ..
أتمنى أنك بألف خير ..


لقد استمتعت للغاية بقراءة تعليقك ، وقد دفعني ردّك البسيط الجميل لأكمال ما بدأته ..
لقد أردت أن أجعل هذا الألتباس قائماً لغاية غريبة في نفسي
ومن الجيد أنك أدركت أنه فتى ..
أما بالنسبة لتصميم فكل المصممين مشغولين ولا أريد أن أزعج أحداً لطالما كنت شغوفة بالتصميم الذي أحبه
أما الآن فقد تلاشت رغبتي ..

لك مني كل الشكر ..وأهلاً بك متابعة عظيمة ،،
سينزل الفصل الثاني بعد ساعات كوني بالقرب ..حب7

.



.
__________________
/
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-19-2015, 03:29 PM
 
_2_





تلمست زر الأضاءة فأستطعت بشكل احترافي أن أجعل نفسي قريبة من الجنون ، فلقد تداعت تلك الثقة التي كنت أحاول التمسك بها وقد أضاء ضوء الغرفة مشهداً بات يومض بذاكرتي في كل دقيقة حتى الآن ، لكن في هذه اللحظات تحولت الفكرة الى تجربة ملموسة وواقعية .
تقدمت ثم سقطت منهاراً على ركبتيّ أحاول أن أستوعب أن أخي فعلاً بجوار فتاة أجنبية ملابسها هاتكة للحشمة والعفاف ، لم أستطع تبين ملامحها فلقد كانت مستديرة ضامة أخي الى جوارها ، بينما ملامح الكراهية التي أعرفها دوماً في وجهه بدت لي غريبة ومخيفة بشكل غامض .
وفجأة رن هاتف المنزل ..
فأدركت أن ذلك لم يكن سوى حلم فظيع نتيجة أفكاري التي أضمرت الشر في كل جوانب قلبي ، تهيأت لأستقبال صدمة أخرى حينما ألح رنين الهاتف على مسامعي
فنفضت الغطاء عن رأسي واتجه نظري الى الساعة المثبتة في الحائط فوجدت أن الوقت قد تخطى الثامنة هذا يدّل بأني قد نمت 3 ساعات متواصلة وهذا يكفي لبدء استذكار دروسي .
قبضت على سماعة الهاتف فسرت في جسدي رعشة لألف سبب ، ومع ذلك تمسكت بالمقدار الضئيل من الشجاعة ورفعت السماعة الى أذني وأتاني صوت رقيق من خلف سماعة الهاتف :
-السيد رامي محمد الرفاعي ؟!
بقيت ساكناً أحاول الحصول على تفسير وحيد في عقلي عن معرفة هذه الفتاة لأسمي الكامل !
سعلت وقلت لها بأرتباك :
-نعم !
صلصت ضحكاتها كرنين الأجراس في سماعة الهاتف ثم قالت معتذرة :
-أنا آسفة ، يبدو بأنك كنت خائفاً ؟!
كدّت أن أميل أليها وأشاركها الضحك لولا أن استدركت أن حبائل الشيطان في ضحكتي التي سأصدرها الآن فقلت لها بحدّة :
-لست هنا من أجل الحديث ، إن كان لديك أمراً مهم فقوليه في دقيقة واحدة دون مرواغة !
أجابت بسرعة :
-أودّ أن أطلب منك رقم جون إذا كنت تملكه ؟!
أعطيتها الرقم على مضض ثم أغلقت السماعة حالما شعرت بوجوده في الشقة ، استدرت الى الخلف لأرتطم بيده التي أحدثت صفعة قوية على وجهي ثم أتبع ذلك بصراخ عنيف :
-أرى بأن لدّيك جنس لطيف !
أردت أن أتكلم لكنه ألجمني بركلة قوية من رجله اليمنى استقرت على بطني ، تكورت على نفسي بينما هو بدأ بتفريغ غضبه على جسدي حتى شعرت بالدوار وأستطعت أن أحس بطعم الدم في شفتاي .
فعل ذلك بكل بساطة وغادر الشقة وهو مازال يرمقني بنظرات تفيض بالحقد والكراهية !
نهضت بصعوبة وتحسست خدّي المتورم ولم أعبأ إطلاقاً بمدى الألم الذي سرى في جسدي كاملاً بل فكرة أن أخي بدأ يشك بميولي الى الفتيات أحزنتني وعدم أعطائه إياي الفرصة ألجمتني بلجام الألم الذي فاض بغزارة من مآقي عيني .
سمحت لدموعي بالفرار من سجنها الأزلي وتلمست كرسياً أمامي واستطعت الجلوس عليه وأنا أشعر بأن عظام ساقايّ باتت مكسورة لا تقوى على السير مطلقاً وشعرت بألم عنيف يسري في عظمة فكي السفلية !
وفوق كل ذلك صورة أخي الغاضبة تومض بعنف في عقلي وتزيدني حزن على حزن !
توجهت لدورة المياه وقذفت بقميصي في المغسلة ، وبعد أخذ حمام دافئ شعرت على الأقل بتحسن في صفاء ذهني ، ووجدت أن الوقت مناسب للبدء في خوض ما تعلمناه اليوم من فلسفة الى آخره من الأمور .
بعد انتهائي من الأستذكار كان الوقت قد جاوز الثانية والنصف ومع ذلك لم أشعر بتعب نفسي أبداً فلقد كان الطقس جميلاً تتخلله نسمات باردة لطيفة وقد أعاد لي هذا بعض الصفاء والسعادة .
تناولت مصحفي وبدأت بالقراءة ، ورددت بقوة الآية من سورة الحجرات
"ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "
تذكرت قول جون ، ما أعلمه هو أن جون قال لي أن شخصاً ما قد أبلغه بأشاعة أن حسام يقضي وقته في النادي ، وتطبيقاً للآية التي أنظر أليها الآن يجب عليّ أن أتأكد على الأقل من الشخص الذي قال هذا ومن مدى صحة القول الذي ربما قد أصبح حديث الألسن بالمدرسة .
ضممت القرآن الى صدري فحقاً كنت بحاجة الى طريقة لن أندم عليها واستراتيجة لن أفشل فيها في تقصي أخبار حسام .
وقررت في هذه الدقائق أن عليّ أن أكون هادئاً ، وأفكر بعمق بكل الأحتمالات والصدمات التي سأواجهها وأن أكون ثابتاً وراسخاً كالجبال لا يشدني بطش الرياح ولا جبروتها !
ما أسهل القول وما أصعب أن تكون ثابتاً عليه .
حينما وضعت المصحف بالرف دخل أخي الى الداخل وقد اسودّ وجهه واحمرّت عيناه أما قميصه فقد كانت تنبعث منه رائحة غريبة جعلتني أرفع يدايّ وأغلق فتحتا أنفي بشدة!
نظر أليّ وتحدث بحدة :
-لم لم تنم الى الآن ؟!
أجبته بتلعثم :
-كنت على وشك النوم عندما ..
توقفت حينما رأيته يستند الى الجدار وقد أسند رأسه على ذراعه يلهث بشدّة ويتبع ذلك سعال شديد ، تقدمت ناحيته بحذر ولكنه حذّرني من الأقتراب بعيناه الحمرواين المخيفتين .
قلت له بقلق :
-أرجوك حسام ، مالذي جرى لك بحق الله ؟! إلم تكن تخبرني فمن هو الشخص الذي ستثق به غيري ؟!.
وجدت نفسي أبكي بشدة وأنا أنظر أليه بفزع فنهض وقذف بي جانباً ككل مرة ودخل الى دورة المياه دون كلمة أخرى !
أردت أن أنهض ولكن مظروفاً استوقفني ، انحنيت والتقطته وأنا أركز بشدة على محتواه وباب دورة المياه خشية أن يبغتاني خروج أخي وينهال ضرباً عليّ .
فتحته بحذر فوجدت صوراً لأماكن ومن خلف الصور دوّنت أرقام لم أستطع تخمين وجودها أو تدوينها !
تنفست بارتياح إذ أني قد توقعت أن أجد محتوىً آخر يجعلني أقرّ تماماً بمصداقية تلك الأشاعة التي انتشرت والتي أرجو بأن تكون غير صحيحة البتة !
ومع نسائم الليل الباردة اللطيفة ساورني شعور بالخوف لم أستطع كتمانه فقد بقيت أتقلب في فترة طويلة من الليل على فراشي دون مقدرة على النوم ومازال أخي في دورة المياه على غير عادته ، أمسكت كتاباً كان بجوار سريري وبدأت بقرائته وقد كان يتحدث عن مدى تدهور حال العالم الأسلامي في كافة المجالات .
وقطع انهماكي بالقراءة أنين بكاء خافت يصدر من دورة المياه !
وضعت الكتاب في هامش السرير ونفضت الغطاء وتوجهت بهدوء الى الباب ثم ألصقت أذني على الباب وتوقف البكاء فجأة وهرعت أطلب الدفء والأمان فوق سريري الذي شعرت بحرارته بطريقة غير معهودة .
وأخيراً فُتح الباب وتظاهرت بالنوم وتصبب العرق بغزارة من مقدمة رأسي وشعرت به قد بلل ظهري كسيل جارف ، أغمضت عيناي بشدة حالما أحسست بخطواته - أخي - بجانب سريري وللمرة الأولى قال أخي حسام قولاً أشعل السعادة في قلبي :
-آنا آسف على ما فعلته اليوم !
آه ليت أخي حسام يعلم بمدى كمية السعادة والدموع التي غادرت أعماقي ، ليته يعلم بأن كلمة واحدة قادرة على تغيير موازين الحياة ، نهضت وقلت له وأنا أداري دموعي :
-لا بأس ..لقد كانت مرتك الأولى فقط !
أجابني وهو يستلقي على سريره دون أن ينظر الى ناحيتي :
-وستكون الأخيرة !
سبحانك يارب ، أي برودة ودفء هذه التي أشعر فيها نتيجة كلماته ..مازال أخي يحبني وليس كما ظننت بإنه يرجو موتي ..
تذكرت سبب ضربه لي وقلت مصححاً معلومة رجوت ألا تكون قد رسخت بعقله :
-مساء هذا اليوم ..اتصلت بي فتاة تطلب رقم صديقي جون فقط ، صدقني أنا لا أصادق الفتيات أبداً !
كانت هذه جملتي الأخيرة فقد انتبهت أن أخي حسام قد غرق في نوم عميق !
ابتسمت بأعماقي وأنا أنظر الى وجهه الذي بدا مرهقاً وتمنيت فقط لو يثق بي ويخبرني ما يجري معه ..وكنت معتقداً أن حواري هذا معه قد يحرك به بعض المشاعر التي تربط الأخوة ولكن كل ذلك كان وهماً سحيقاً بعيداً كل البعد عن ما توقعته !
ونمت في تلك الليلة كما لم أنم من قبل .






[CENTER]


آمل استمتاعكم

"الفصل الثالث سيكون طويلاً بإذن الله " ..
__________________
/
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تبين وجهك يصير صاااافي """عندي الحل ومجرب بعد""" Tettyana حواء ~ 41 01-26-2010 06:34 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 11:06 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011