كان ذلك أيام الثانوية ..
حين قامت الأستاذة بتوزيع كشوف النقاط علينا ..
وكان زميل لنا قد خرج باكرا ، فتركت الأستاذة كشف نقاطه عندي لأعطيه له ..
رأيت الزميل بعد قليل وسلمته أمانته ..
فأحاط به أصدقاؤه بعد انصرافي وقد استغربوا رؤيته يكلمني ..
سألوه في فضول " ماذا كانت تقول لك !!"
فقال لهم - وكان يحب الضحك - :
" قالت لي إتق الله "
فانفجروا ضاحكين ..
..
كنا مراهقين لم نتجاوز السابعة عشر ..
أتذكر الآن هذا الموقف بعد ثمانية سنوات ..
لكي أنظر إلى تلك الكلمة بغير العين التي نظرت بها إليها في ذلك الحين ..

"إتق الله " ..
قالها فانفجروا ضحكا ..
وأنا أيضا .. حين أوصلت إلي زميلتي الخبر ضحكنا جميعا ..
على خفة دم الولد ! .. فليس غريبا أن يطلق نكتة على زميلة متدينة ..

" إتق الله " ..
في زمن ما .. كانت النفوس تسمعها فتقشعر منها الأبدان ..
يقال للمسلم " إتق الله " .. فيقف عند هذه الكلمة طويلا ..
يراجع نفسه ..
يلومها ..
يخاف ..
يستغفر ..
يسأل المولى أن يتوب عليه ..

التقوى ..
كنا صغارا .. لا ندري ما التقوى ..
أصبحنا كبارا .. ندرك معناها ونتغافل عنها ..

التقوى زاد المسير ..

والله يحفظ من إليه يسير .
،
،
جوهرة

__________________
خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم
وإن عشتم حنوا إليكم

كانت نوعا ما تصدق ..
ككل الغافلين تثق ..
حدث أن أصبحت تحقق ..
دون أن تشعر .. تدقق ..
ونادرا ما .. تعلق ..
وفي كل حرف .. تتعمق ..
ولها دفتر .. كل شيء فيه موثق ..
تكره من يتملق ..
ولجبل النفاق يتسلق ..
وما عادت تصدق ..

أبدا .. ما عادت تصدق ..

__________________
خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم
وإن عشتم حنوا إليكم