.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتهُ
كيف الحال
؟ ان شاء الله بخير
هذا اول موضوع لي بالقسم
ترككم مع الموضوع
العلاقات بين البشر هي أحد أهم عوامل السعادة في حالة صحتها وتناغمها , وهي أيضا أحد عوامل الشقاء في حالة اضطرابها وتعثرها , وهي تشكل أحد الإهتمامات الرئيسية الثلاث عند الناس (الإنجاز , العلاقات, القيم ) .
محاور العلاقات :
المحور الداخلي (العلاقة بالنفس) : فمن عرف نفسه وفهمها وأحبها وأحسن التعامل معها وإدارة جوانبها ومستوياتها وصراعاتها كان أقدر على فعل ذلك مع غيره , ومن فشل في ذلك فقدرته على معرفة الآخرين وحبهم وإدارة العلاقة معهم مشكوك فيها . ومعرفة النفس محفوفة بمخاطر كثيرة منها التحيز مع النفس بتضخيمها أكثر من اللازم والدوران حولها عشقا وهياما , أو بتحقيرها وسحقها وتسليم قيادها لآخر أو آخرين .
المحور الأفقي (العلاقة بالناس) : وهي علاقة ضرورية ونسبية , أما عن ضرورتها فلأن الإنسان كائن يعيش في وسط اجتماعي ولا غنى له إطلاقا عن علاقات مع هذا الوسط تضمن له تدبير معيشته وتحقيق احتياجاته النفسية والإجتماعية , وأما عن نسبيتها فهي تعني أن الناس متفاوتون في درجة تفاعلهم مع الوسط الإجتماعي كما وكيفا , وهذا يعتمد على طبيعة الشخصية (انطواءا وانبساطا) وعلى درجة الإحتياج للآخرين ومدى العائد المتلقى من العلاقة بالآخر
********************
. والعلاقة بالناس على الرغم من أهميتها وإشباعها لاحتياجات إنسانية كثيرة إلا أنها محفوفة بمخاطر الغيرة والمنافسة والحقد والحسد من ناحية ومخاطر الحب الجارف والإفتتان والإعتماد والإبتلاع من ناحية أخرى , ولهذا تحتاج تلك العلاقات لضبط وتهذيب حتى لا تنجرف إلى دوائر الصراع المدمر أو دوائر الحب الخانق .
*********************
المحور الرأسي (العلاقة بالله) : تلك العلاقة التي تؤثر في سائر علاقات الإنسان فضلا عن كونها في حد ذاتها علاقة شديدة الأهمية , فالإنسان مخلوق ويحتاج في كل لحظة لخالقه فهو يتعلق به حبا واحتياجا ورغبة ورهبة . والإنسان حين يعي ويستوعب صفات الجمال وصفات الجلال في الذات الإلهية تتوازن مكونات ذاته وتنتظم علاقاته بنفسه وبالآخرين فهو وإياهم مخلوقات لإله واحد وقد كرمهم الله على سائر خلقه واختصهم بأمانة التكليف بعد أن أعطاهم حرية الإختيار ونظم حياتهم بأديان متتالية ترسم حدود العلاقات وتهذب الأخلاق وتردع دوافع الطغيان وتنمي نزعات الخير والحب والسلام .
************
والعلاقة بالله على الرغم من عظمتها وقدسيتها إلا أنها لا تسلم من التحريف أو الغلو بناءا على تصور الإنسان للإله وبناءا على المنهج الذي وصل الإنسان وهل هو صادر عن الله بالكلية أو منسوب إليه وموضوع بواسطة البشر وملبيا لأهوائهم . وكم من نزاعات وحروب قامت بين البشر باسم الإله وهي في الحقيقة مدفوعة بأهواء البشر وأطماعهم .
قوانين تحكم العلاقات :
ثمة قوانين عديدة تحكم العلاقات الإنسانية , ولكن يمكن إيجازها للتبسيط في قانونين أساسيين هما :
قانون الحب : وهو أول قانون في العلاقات نشأ حين أحب آدم حواء وأحبته ومازال هذا الحب يسري في ذريتهما ويجمع المحبين لتعمر بهم الحياة وتنمو وتتطور .
وقانون الحب يكتسبه الإنسان في مراحل نموه الأولى حين تحوطه الأم بالرعاية وتلبي احتياجاته فينشأ لديه إحساس بأن الحياة آمنة وأن الآخرين يوثق بهم وبعطائهم وأنهم يستحقون منه المشاعر الطيبة .
******************
قانون الصراع : وقد ظهر متأخرا بعد قانون الحب , وتجسد في أوضح صوره فيما نشأ بين قابيل وهابيل من مشاعر غيرة وحسد وتنافس انتهت بأن قتل قابيل أخاه هابيل , واستمر ذلك القانون يعمل بين البشر ويصدر عنه النزاعات والخلافات والحروب في كل زمان ومكان . وقانون الصراع يتولد عند الإنسان إذا نشأ في بيئة مهددة لاتعطيه احتياجاته الأساسية لذلك ينمو لديه الإحساس بأن الحياة غير آمنة وأن الآخرين لا يوثق بهم وأن عليه أن يأخذ حقه بذراعه عنوة وأن يتصارع طول الوقت مع الآخرين الذين يحاولون – في نظره – أن يسلبوه ذلك الحق.
****************
القبول لأخطاء البشر على اعتبار أن الطبيعة البشرية مجبولة على القابلية للخير والشر وأن الناس جميعا في حالة مجاهدة لأنفسهم بين هذين القطبين , والنجاح في ذلك أمر نسبي ومتفاوت , لذلك لا نستغرب حين نجد أحدا يتورط في خطأ أو أخطاء , فطبيعته تحتم ذلك , وطبيعتنا مثل طبيعته , وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون , وطوبى لمن انشغل بإصلاح نفسه أولا ثم ساعد الناس على الصلاح ثانيا . والقبول هنا لا يعني الموافقة على الأخطاء ولكن يعني التماس الأعذار وتقدير الظروف التي دفعت لذلك ثم محاولة الإصلاح انطلاقا من قاعدة الحب للشخص على الرغم من رفض الفعل الخطأ الذي تورط فيه .
التكيف مع الناس وخاصة أولئك الذين نضطر للتعامل معهم ونحن لانستريح لصفاتهم وأفعالهم , فنحاول أن نتعامل مع الجزء أو الأجزاء المريحة فيهم وأن نبتعد قدر الإمكان عن مناطق الصراع في نفوسهم أو نفوسنا , وبمعنى آخر أن نتجنب الضغط على "الزراير الحمراء" في الشخص الذي نتعامل معه بل نبقى فى حدود التعامل الآمن معه الذي لا يمس مناطق الحساسية أو عقد النقص . ويفيد في هذا أن نتجنب الشخصنة في التعامل ونركز على الجوانب الموضوعية المحايدة في التعامل . وربما مع الوقت نكتشف في الشخص الذي أمامنا نقاط جيدة تسمح بمزيد من التعاون والتفاعل على الرغم مما لديه من نقاط ومساحات غير مريحة لنا . والمثال الواضح لهذه الطريقة في أماكن العمل بين مرؤس ورئيسه أو بين شخص وزميله.
********************
فهم مفاتيح البشر , فلكل شخصية مفتاح أو عدة مفاتيح تتصل بالمحور أو المحاور الأساسية للشخصية , فذاك شخص عملي يحتاج إلى التواصل المباشر والسريع للوصول إلى الإنجاز , وهذا شخص رومانسي هادئ يولي المشاعر أهمية كبيرة , وثالث يهتم بالعلاقات الإجتماعية والقيادة , ورابع يهتم اهماما شديا بالمال , وخامس يولي القيم والمبادئ عناية خاصة , وسادس يبحث عن المتع والملذات , وسابع تحلق روحه إلى السماء حباً للإله ...... وهكذا أنماط متباينة من البشر ومن المفاتيح التي نحتاجها لفتح مغاليق النفوس . ومعرفة المفاتيح قد تكون لدى بعض الناس بالفطرة والتجربة الحياتية , وقد يكتسبها البعض الآخر بالدراسة والمعرفة لأنماط الشخصيات وتوجهات الناس .
***************************
إجادة قراءة اللغة غير اللفظية في التواصل , فكثير من الناس قد يغفلون عن لغة الجسد أثناء التعامل مع الآخرين فيفقدون الكثير من الدلالات في محتوى التواصل , إذ تفيد الكثير من الدراسات أن اللغة اللفظية (الكلام) تعطينا 30% فقط من محتوى التواصل , بينما اللغة غير اللفظية تعطينا حوالي 70% من ذلك المحتوى . واللغة غير اللفظية تتمثل في أشياء كثيرة منها نظرة العين , تعبيرات الوجه , حركة الرأس والرقبة , حركة اليدين والرجلين , طريقة الجلوس , المسافة بين المرسل والمستقبل , نبرة الصوت .... الخ , وكثير من الذين تفشل علاقاتهم مع الناس يكونون غير قادرين على قراءة تلك اللغة غير اللفظية فلا يفهمون الآخرين بشكل جيد وبالتالي تكون استجاباتهم في المواقف خاطئة .
*********************
اتمنى ان الموضوع نال رضاكم
فقد كان هذا الموضوع مشاركتي بفعالية القسم
اللايك+التقييم +الرد
اذا اعجبكم
دمتم بود
نلتقي في مواضيع جديدة ان شاء الله
في آمان الله
.