السلامُ عليكم وَ رحمةٌ اللهِ تعالي و بركاتُهْ .. لا إله إلا الله ، سيدنا مُحمد رسول الله
اللهم صلّ علي سيدنا مُحمد ، و علي آل سيدنا مُحمد
سُبحآن الله - الحمدُ لله
لا إله إلا الله - الله أكبر
أستغفرُ الله الفَصلُ الثآمن | 8
فِي تِلكَ اللحِظة ، شَعرتُ بِالدماءِ تَتَجمد فِي عُروقي .. وَ أنا أرَي فُؤاد يَنظر لِي نَظرة نَارية ، غَاضِبة ، إلتفتَ إلِي رَايوتشي بِهدوءٍ وَ هُو يَنظر نَحوي..
فُؤاد بِإبتسامةٍ مُزيفة : آسِف..أعتقدُ أنّها لمْ تَقصدكَ ، بَل تَقصدُ طِلفنا دِيسَمبر
صَرختُ بِحدةٍ : بَلي..أنَا أقِصده
فَتحَ فُؤاد عَيناهُ عَلي مَصِرعَيهما وَ شَعرتُ بِكفهِ وَ أصَابعهُ تُغرسُ فِي ذِراعي بِقوةٍ شَديدة ، بَدتَ تَعابيرَ وَجهي تَتَحولُ إلي الألمْ بِينما رَايوتشي يَنظر لِي بِعَينان مُتألمتين ، شَعرتُ وَيِكَأنه يُريدُ قَتل فُؤاد..
هَمستُ بِإنكسارٍ : هَل..هَل سَنَتقابل مَرةً أُخري ؟
أومَأ لِي رَأسهُ بِهدوءٍ : بِإذن الله سَيحدثُ هذا.. فَأنا سَأمكثُ بِضعةَ أيامٍ لأنّ لَدي عَملُ فِي القَاهرة
قُلتُ بِذهولٍ : بِإذنِ الله..؟
نَظر إلي يَد فُؤاد التي بدأتْ تُغرس بِِقوةٍ أكبر عَلي ذِرَاعي وَ قَال دُون أنّ يُبعدَ نَاظريهِ عَني : اليسَ وَاجب عَلي المُسلم أنّ يُقدم المَشِيئةَ فِي أيِّ أمِر ..!
آهْ..هَل يَعني أنّه أصَبحَ مُسلماً الآنْ...!؟
أرِدفَ قَائلاً : لا أريدُ أنّ أُعطلكمْ أكَثَر..أشَكرُ إصِدافتكم لِي..أرَآكمُ قَريباً
بَعدهَا رَحل..وَ قَلبي مُعلقٌ مَعه ، تَآوهتُ بِألمٍ شَديدٍ وَ أنَا أشُعر بِأصابعِ فُؤاد تُغرسُ بِقسوةٍ كَبيرةٍ فِي ذِراعي ..
قُلتُ بِألمٍ : أرِجوكَ...إبِتَعدْ
جَرني بِغضبٍ إلي غُرفَتنا وَ ألقي بِي عَلي السَريرِ بِقَسوةٍ ...
قَال بِغَضبٍ : لا تَتَحركي مِن هُنا
بَعدهَا أغَلق البَابَ وَ أوُصَدهْ ، نَهضتُ بِسرعةٍ وَ أنَا أطَرق عَلي البابِ بِقوةٍ وَ خَوف ..
قُلتُ بِرعبٍ وَ أنَا أصُرخ : فُؤاد..أرجُوكَ ..لا تَتركني ..أنَا أخَافُ الظَلام..فُؤاد..فُؤاد ..أرجوكَ..أنَا أشُعر بِالخوفِ ..
وَ سُرعانَ مَا بَدأتُ أبكِ بِحدةٍ وَ أنَا أجِلسُ بِجوارِ البَاب ، ضَممتُ قَدمايَ إلي صَدِري وَ ذِرَاعاي حَولهما ..بينما أنظرُ إلِي الغُرفةِ بِخوفٍ ، وَ دُموعي تَنهمرُ دُونَ إنِقِطَاع ، رَايوتشي..فَلتحدثْ مُعجزة وَ لتَظهرِ الآن فِي تِلكَ اللحِظة وَ أنَتَ تقَولُ لِي :: لا تَخافِي..أنّا بِجِواركِ ..
فَتحتُ عَيناي بِبطءٍ ، شَعرتُ بِصُداعٍ رَهيبٍ فِي رَأسي ، آآه مَا الذِي حَدث ؟ تَذكرتُ الأمَس وَ مَا فَعلهُ فُؤاد بِي ، إنِهمرت دُموعِي دُونَ شُعورٍ مِنّي ، لمَ يَحدثُ هَذا مَعي ..؟ مَاذا أفِعلُ إنّ كُنتُ أحبُ رَايوتشي ..؟ وَ لا أستطيعُ مُبادلةَ حُبَ فُؤاد ، مُنذُ مَتي كَان الحُب إخِتِيارياً ؟ رُبَما أخِطأتُ لأنني تَزوجتُ مِن فُؤاد وَ ظَلمتهُ مِعي ، أعَترفُ بِذلك ، كُنتُ حِينها فَقدتُ الأملَ مِن رُجوعِ رَايوتشي لِي ، القَلبُ هُو العَضو الوَحيد الذَي لا نَملك السَيطرةَ عَليه ، أثَناءَ رُعبكَ..لنْ تَسِتَطيع تَنِظيم دّقَات قَلبكَ المُضَطربة..أثِنَاءَ قَلقكَ ..لنْ تَسِتَطيعَ تَنِظيمَ دقّات قَلبكَ المُتَوتِرة ، وَ أثَناءَ قُربكَ مِن مَن تُحب ..مِن المُستحيلِ أنّ تُنظمها عَلي الإطِلاق ، أرجُوكم لا تُؤاخِذوني ..مِثلما قَال سَيدُ الخَلق عِندما كَان فِي طَريقهِ لِلسيدةِ عَائشة :: رَبي هَذا قَسَمي فِيما أمِلك ، فَلا تَلومَني فِيما تَملكُ وَ لا أمِلُك ، كَان يَقصدُ قَلبه...
أعِترفُ أنّني ظَلمتُ فُؤاد ، وَ لا أدِري مَا نَهايةَ حِكَايتي ، أفِتَرضُ أنّه يِجبُ أنّ أمَوتَ حَتي لا أُعذبَ أحَداً آخَرَ أوْ أُعَذَب نَفسي ..
نَهضتُ مِن عَلي السَريرِ بِبِطءٍ وَ تَثآقل لأتَفاجَأ بِـ فُؤاد جَالساً عَلي الأريكةِ يَنظرُ نَحوي بِنَظراتٍ غَريبةٍ جِداً ، مَزيجٌ مِن البُرودِ وَ القَسِوة ..وَ التَأنِيب ! يَبدو أنّه لمْ يَنم الليلةَ بَل ظَلّ يُحدقُ فِي وَجهي ! هَل هُو مَن حَمَلني ؟ هَهَ بِالطَبعِ !
قُلتُ بِحَشِرجةٍ فِي صَوتي : هَل..أُحَضرُ طَعام الإفِطَارِ لَك ..؟
ردّ بِبرودٍ قَاتِل : لا
أردفَ قَائلاً : دِيسَمبر عِندَ وَالدتكِ ، سَيمكثُ هَناكَ بِضعةَ أيامٍ حَتي نُنهُي تِلكَ المُشِكلة
صَرختُ فِي وَجههِ بِغَضبٍ : كَيف تَجرأ أنّ تَذهبَ بِـ إبِني لِمَكانٍ دُونَ عِلمي ؟
نَهضَ مِن الأريكةِ بِغضبٍ قَائلاً بِصوتٍ كَادَ يُهدم الأرِجَاءَ مِن شِدتهِ وَ قَسِوتهِ : إخِرسَي
تَراجعتُ بِحَركةٍ غَرِيزيةٍ إلي الخَلف بِخَوفٍ ، إزِدَرأتُ لُعابِي وَ أنّا أنُظر إلِي فُؤاد الذَي تَحول فَجأة لِـ وَحشٍ كَاسر ، لا يُمكن رَدعه ..
تَحدثَ مِن بَينِ أسِنَانه وَ هُو يُمسكُ ذِراعي بِقسوةٍ : حَتي يَحين الوَقت..لا تُعارضينني فِي أيّ شَيءٍ أقُوله
إسِتَطردَ صَارخاً : هَل سَمِعتي ؟
المَرة الثَانية التِي يُمسكُ فِيها ذِراعي بِقَسوةٍ وَ يُؤلمني...لا بأس !
أوِمَأتُ رَأسي بِإيجَابيةٍ وَ خَوف : حَسناً
إبِتَعدَ عَني ..وَعَيِنَاهُ تَتَوعَدان لِي بِشَيءٍ لَيس بِخَير بِالمرةٍ ، أيّ مُشِكلةٍ تِلكَ التِي تَحدثَ عَنها ..؟
مَضي وَقت طَويل ، حَتي العِشاءَ تَقريباً وَ أنّا فِي غُرفتنا وَ لا أتَحركْ ، بَينما هُو مُكِتَفي بِالنَظرِ إلِي وَجِهي ، قَاطعَ صَمتنا المُطِبق رَنِيَن هَاتف المَنزل ، نَظرتُ إليهِ وَ أنَا أسِألهُ بِنَظراتي..هَل أسِتَطِيعُ الرَدّ ..؟ كَانت تَعَابيرَ وَجِههِ جَامِدة لِوقتٍ طَويلٍ تَقِريباً ، أوِمَأ رَأسهُ بِهُدوءٍ ، فَنَهضتُ بَعِدها وَ أنّا أردّ ، تَفَاجَأتُ بِأنهُ صَوت صَغِيري ..
قُلتُ بِلهفةٍ : يَا عَزيزي إشِتَقتُ إليكَ كَثِيراً
رَدّ بِحزنٍ : مَامَا أنّا أريدُ رُؤيتكِ
قُلتُ بِحبٍ : لا تَقلق يَا عَزيز أُمكَ ، قَريباً وَ سَآتي لأخِذِكَ وَ سَنَسِتَمِتعُ مَعاً
أجَابَ بِتَساؤل : أنتِ وَ بَابَا ؟
قُلتُ بِتَرددٍ وَ بُطء : نَعم..أنَا وَ بَابَا ، المُهمَ أنّ تَسِمعَ كَلام جَدَتكَ جَيداً ، وَ أنّ تَعِتَني بِنَفِسكَ
قَال بِحزنٍ : لا تَتَأخري ..سَأنِتَظركِ
قُلتُ بِحنانٍ : حَسناً عَزيزي..هَيا إلي اللقاءِ الآن..نَمّ جَيداً..تُصبحُ عَلي خَير
بَعِدها أغِلقتُ الهَاتف وَ أنَا أنَظر إلي فُؤاد بِتَردد ، كَانَ عِندي الكَثير مِن الحَديثِ لأقُوله ، وَ أجهل أبِدأ مِن أيِن ؟
وَيكأنهُ يَعلمُ فِيما أُفكر فَبَادر بِنَبرةٍ جَامدة : سَأسِألكِ سُؤالاً وَاحِداً قَبل البَدء فِي أي شَيء ، وَ أودّ أنّ تُجيبي عَليه..
إسِتَطردَّ قَائلاً بِبُطءٍ : لا...بَل آمُركِ بِالإجَابةِ عَليهِ يَا فَريدة
لمَ..؟ مَا الذِي غَيركَ كُلَ هَذا الحَدّ يَا فُؤاد..؟ لمَ فَجأة أصِبَحتَ كـَ عدوٍ ..؟ وَ كَابوس بِالنِسبةِ لِي ؟ هَزَزَتُ رَأسي بِالإيِجَاب ..
رَدّ بِبِرودٌ : أُويَاسامي رَايوتشي ..هَل تُحِبينَ هَذا الرَجُل ...؟
إنتهآء الفصل الثآمن | 8 في الختام ..
أعتذرُ إن تأخرتُ في وضع الفصل الثآمن ، كنتُ سأضع الفصل قبل ذلك ..
لكن..حالتي لا تسمح بعدم التأخير ، و الإستعجآل ..
آسفة..إمتحاناتي النهائية يوم السبت فآمل أن تعذروني ..
و حتي أن ظروفي لا تسمح لي بالتعقيب علي تعليقاتكم الجميلة ..
أشكركم لأنكم تتآبعونني حتي النهآية .
و السلامُ عليكم و رحمةُ الله تعالي و بركاته.