عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 05-28-2015, 05:17 AM
 
وذلك أن الأمور التي ليست مستحبة في الشرع

لا يجوز التعبد بها باتفاق المسلمين

ولا التقرب بها إلى الله ولا اتخاذها طريقًا إلى الله

وسببا لأن يكون الرجل من أولياء الله وأحبائه

ولا اعتقاد أن الله يحبها أو يحب أصحابها كذلك

أو أن اتخاذها يزداد به الرجل خيرًا عند الله وقربة إليه،

ولا أن يجعل شعارًا للتائبين المريدين وجه الله

الذين هم أفضل ممن ليس مثلهم.



فهذا أصل عظيم تجب معرفته والاعتناء به

وهو أن المباحات إنما تكون مباحة

إذا جعلت مباحات

فأما إذا اتخذت واجبات أو مستحبات

كان ذلك دينًا لم يشرعه الله.




وجعل ما ليس من الواجبات والمستحبات منها

بمنزلة جعل ما ليس من المحرمات منها

فلا حرام إلا ما حرمه الله؛

ولا دين إلا ما شرعه الله؛



ولهذا عظم ذم الله في القرآن لمن شرع دينًا لم يأذن الله به

ولمن حرم ما لم يأذن الله بتحريمه

فإذا كان هذا في المباحات فكيف بالمكروهات أو المحرمات

ولهذا كانت هذه الأمور لا تلزم بالنذر

فلو نذر الرجل فعل مباح أو مكروه أو محرم لم يجب عليه فعله

كما يجب عليه إذا نذر طاعة الله أن يطيعه؛

بل عليه كفارة يمين إذا لم يفعل عند أحمد وغيره

وعند آخرين لا شيء عليه

فلا يصير بالنذر ما ليس بطاعة ولا عبادة

[طاعة وعبادة].
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-28-2015, 05:18 AM
 
ونحو ذلك العهود التي تتخذ على الناس لالتزام طريقة شيخ معين كعهود أهل «الفتوة» و «رماة البندق» ونحو ذلك


ليس على الرجل أن يلتزم من ذلك على وجه الدين والطاعة لله إلا ما كان دينا وطاعة لله ورسوله في شرع الله؛


لكن قد يكون عليه كفارة عند الحنث في ذلك؛ ولهذا أمرت غير واحد أن يعدل عما أخذ عليه من العهد بالتزام طريقة مرجوحة أو مشتملة على أنواع من البدع إلى ما هو خير منها من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واتباع الكتاب والسنة،


إذ كان المسلمون متفقين

على أنه لا يجوز لأحد أن يعتقد أو يقول عن عمل:

إنه قربة وطاعة وبر وطريق إلى الله
واجب أو مستحب

إلا أن يكون مما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ؛


وذلك يعلم بالأدلة المنصوبة على ذلك


وما علم باتفاق الأمة
أنه ليس بواجب ولا مستحب ولا قربة

لم يجز أن يعتقد أو يقال إنه قربة وطاعة.




فكذلك هم متفقون

على أنه لا يجوز قصد التقرب به إلى الله

ولا التعبد به ولا اتخاذه دينا
ولا عمله من الحسنات

فلا يجوز جعله من الدين
لا باعتقاد وقول ولا بإرادة وعمل.




وبإهمال هذا الأصل غلط خلق كثير من العلماء والعباد

يرون الشيء إذا لم يكن محرما لا ينهى عنه؛

بل يقال إنه جائز ولا يفرقون بين اتخاذه دينا وطاعة وبرا

وبين استعماله كما تستعمل المباحات المحضة،

ومعلوم أن اتخاذه دينا بالاعتقاد أو الاقتصاد أو بهما

أو بالقول أو بالعمل أو بهما

من أعظم المحرمات وأكبر السيئات،

وهذا من البدع المنكرات التي هي أعظم من المعاصي

التي يعلم أنها معاصي وسيئات.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-28-2015, 05:19 AM
 
فصل



[ضلالة التعبد بالهوى]



فلما نهيتهم عن ذلك أظهروا الموافقة والطاعة ومضت على ذلك مدة والناس يذكرون عنهم الإصرار على الابتداع في الدين وإظهار ما يخالف شرعة المسلمين ويطلبون الإيقاع بهم،


وأنا أسلك مسلك الرفق والأناة وأنتظر الرجوع والفيئة وأؤخر الخطاب إلى أن يحضر (ذلك الشيخ)لمسجد الجامع.


وكان قد كتب إلي كتابا بعد كتاب فيه احتجاج واعتذار،وعتب وآثار وهو كلام باطل لا تقوم به حجة بل إما أحاديث موضوعة أو إسرائيليات غير مشروعة،وحقيقة الأمر الصد عن سبيل الله وأكل أموال الناس بالباطل.


فقلت لهم: الجواب يكون بالخطاب.

فإن جواب مثل هذا الكتاب لا يتم إلا بذلك،

وحضر عندنا منهم شخص فنزعنا الغل من عنقه

وهؤلاء هم من أهل الأهواء

الذين يتعبدون في كثير من الأمور بأهوائهم

لا بما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم


{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ
بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}؛


ولهذا غالب وجدهم هوى مطلق لا يدرون من يعبدون

وفيهم شَبه قوي من النصارى الذين قال الله تعالى فيهم:


{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ
وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ
وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ }
[المائدة: 77]،



ولهذا كان السلف يسمون أهل البدع أهل الأهواء.




فحملهم هواهم على أن تجمعوا تجمع الأحزاب

ودخلوا إلى المسجد الجامع مستعدين للحراب

بالأحوال التي يعدونها للغلاب.


فلما قضيت صلاة الجمعة أرسلت إلى شيخهم

لنخاطبه بأمر الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم،

ونتفق على اتباع سبيله -


فخرجوا من المسجد الجامع في جموعهم إلى قصر الإمارة

وكأنهم اتفقوا مع بعض الأكابر على مطلوبهم

ثم رجعوا إلى مسجد الشاغو - على ما ذكر لي -

وهم من الصياح والاضطراب على أمر من أعجب العجاب.



فأرسلت إليهم مرة ثانية لإقامة الحجة والمعذرة

وطلبا للبيان والتبصرة ورجاء المنفعة والتذكرة.


فعمدوا إلى القصر مرة ثانية وذكر لي أنهم قدموا من الناحية الغربية مظهرين الضجيج والعجيج والإزباد والإرعاد واضطراب الرؤوس والأعضاء والتقلب في نهر بردى،


وإظهار التوله الذي يخيلوا به على الردى،

وإبراز ما يدعونه من الحال والمحال

الذي يسلمه إليهم من أضلوا من الجهال.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-01-2015, 08:04 PM
 
[شكواهم الشيخ إلى الأمير]




فلما رأى الأمير ذلك هاله ذلك المنظر وسأل عنهم فقيل له هم مشتكون،فقال ليدخل بعضهم فدخل شيخهم وأظهر من الشكوى علي ودعوى الاعتداء مني عليهم كلامًا كثيرًا لم يبلغني جميعه؛




لكن حدثني من كان حاضرًا أن الأمير قال لهم:


فهذا الذي يقوله من عنده


أو يقوله عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟


فقالوا:


بل يقوله عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .


قال:


فأي شيء يقال له ؟


قالوا:


نحن لنا أحوال وطريق يسلم إلينا.


قال:


فنسمع كلامه فمن كان الحق معه نصرناه.


قالوا:


نريد أن تشد منا.



قال:


لا ولكن أشد في الحق سواء كان معكم أو معه.


قالوا:


ولا بد من حضوره ؟


قال:


نعم فكرروا ذلك فأمر بإخراجهم



فأرسل إلي بعض خواصه من أهل الصدق والدين

ممن يَعرف ضلالهم وعرفني بصورة الحال

وأنه يريد كشف أمر هؤلاء.



فلما علمت ذلك ألقي في قلبي أن ذلك لأمر يريده الله

من إظهار الدين وكشف حال أهل النفاق المبتدعين

لانتشارهم في أقطار الأرضين،


وما أحببت البغي عليهم والعدوان

ولا أن أسلك معهم إلا أبلغ ما يمكن من الإحسان،

فأرسلت إليهم من عرفهم بصورة الحال

وإني إذا حضرت كان ذلك عليكم من الوبال

وكثر فيكم القيل والقال،


وأن من قعد أو قام قدام رماح أهل الإيمان


فهو الذي أوقع نفسه في الهوان.



فجاء الرسول وأخبر أنهم اجتمعوا بشيوخهم الكبار

الذين يعرفون حقيقة الأسرار

وأشاروا عليهم بموافقة ما أمروا به من اتباع الشريعة

والخروج عما ينكر عليهم من البدع الشنيعة.



وقال شيخهم الذي يسيح بأقطار الأرض كبلاد الترك ومصر وغيرها:



أحوالنا تظهر عند التتار

لا تظهر عند شرع محمد بن عبد الله.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-01-2015, 08:05 PM
 
وأنهم نزعوا الأغلال من الأعناق وأجابوا إلى الوفاق.



ثم ذُكر لي أنه جاءهم بعض أكابر غلمان المطاع

وذكر أنه لا بد من حضورهم لموعد الاجتماع.



فاستخرت الله تعالى تلك الليلة

واستعنته واستنصرته واستهديته

وسلكت سبيل عباد الله في مثل هذه المسالك

حتى ألقي في قلبي أن أدخل النار عند الحاجة إلى ذلك

وأنها تكون بردا وسلاما على من اتبع ملة الخليل،

وأنها تحرق أشباه الصابئة أهل الخروج عن هذه السبيل.




وقد كان بقايا الصابئة ([1]) أعداء إبراهيم إمام الحنفاء بنواحي البطائح منضمين إلى من يضاهيهم من نصارى الدهماء.



وبين الصابئة ومن ضل من العباد المنتسبين

إلى هذا الدين نسب يعرفه من عرف الحق المبين،



فالغالية من القرامطة والباطنية كالنُصَيرية والإسماعيلية،



يخرجون إلى مشابهة الصابئة الفلاسفة

ثم إلى الإشراك ثم إلى جحود الحق تعالى.




ومن شركهم الغلو في البشر والابتداع في العبادات والخروج عن الشريعة له نصيب من ذلك بحسب ما هو به لائق كالملحدين من أهل الاتحاد والغالية من أصناف العباد.




فلما أصبحنا ذهبت للميعاد

وما أحببت أن أستصحب أحدًا للإسعاد



لكن ذهب أيضًا بعض من كان حاضرًا من الأصحاب


والله هو المسبب لجميع الأسباب.




وبلغني بعد ذلك أنهم طافوا على عدد من أكابر الأمراء


وقالوا أنواعا مما جرت به عادتهم من التلبيس والافتراء


الذي استحوذوا به على أكثر أهل الأرض من الأكابر والرؤساء




مثل زعمهم:أن لهم أحوالا لا يقاومهم فيها أحد من الأولياء

وأن لهم طريقًا لا يعرفها أحد من العلماء.

وأن شيخهم هو في المشايخ كالخليفة

وأنهم يتقدمون على الخلق بهذه الأخبار المنيفة،

وأن المنكر عليهم هو آخذ بالشرع الظاهر

غير واصل إلى الحقائق والسرائر.


وأن لهم طريقًا وله طريق،

وهم الواصلون إلى كنه التحقيق

وأشباه هذه الدعاوى ذات الزخرف والتزويق.




وكانوا لفرط انتشارهم في البلاد

واستحواذهم على الملوك والأمراء والأجناد

لخفاء نور الإسلام،

واستبدال أكثر الناس بالنور الظلام،

وطموس آثار الرسول في أكثر الأمصار

ودروس حقيقة الإسلام في دولة التتار،


لهم في القلوب موقع هائل

ولهم فيهم من الاعتقاد ما لا يزول بقول قائل.





قال المخبر:



فغدا أولئك الأمراء الأكابر


وخاطبوا فيهم نائب السلطان بتعظيم أمرهم الباهر،


وذكر لي أنواعا من الخطاب


والله تعالى أعلم بحقيقة الصواب،


والأمير مستشعر ظهور الحق عند التحقيق،

فأعاد الرسول إلي مرة ثانية فبلغه أنا في الطريق


وكان كثير من أهل البدع الأضداد


كطوائف من المتفقهة والمتفقرة وأتباع أهل الاتحاد.



مجدين في نصرهم بحسب مقدورهم


مجهزين لمن يعينهم في حضورهم.


===============
([1]) الصابئة: هم من عبدة الكواكب.
انظر: الملل والنحل (2/ 95).
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب إغاثة اللهفان لابن القيم , وكذا كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي RooT تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 9 08-31-2011 10:40 AM
الفرق بين ملابس الرجال والنساء لابن تيميه الفراشه المؤمنه نور الإسلام - 2 03-26-2011 08:27 PM
طائفة الآميش‏ fares alsunna نور الإسلام - 2 05-12-2009 07:29 PM
طائفة الخوارج بقايا جروح أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 03-10-2007 02:15 PM
طائفة الأزارقة بقايا جروح أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 03-10-2007 03:25 AM


الساعة الآن 04:29 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011