05-19-2015, 03:29 AM
|
|
في إحدى ليالي الشتاء الباردة جلست فتاة على العشب الأخضر تنظر للسماء في شرود و نسمات الهواء تداعب خصلات شعرها البني " من يكون ذلك الفتى الذي جاء إلى هنا في الصباح … كيف يعرفني ؟ " قطع تفكيرها صوت أنثوي هادئ - هيا عزيزتي أدخلي ستصابين بالبرد - حسناً أمي سأدخل بعد قليل إبتسمت لها السيدة و دخلت كوخهم البسيط نظرت الفتاة إلى الكوخ بعينين حزينتين " فقط لو تخبرينني أين نحن ؟ … لماذا نحن منعزلين عن العالم ؟ … لماذا نعيش في ذلك الكوخ القديم ؟ … فقط لو تخبريني " تنهدت بحزن و أرجعت نظرها للسماء محاولة تذكر شيء من الماضي … أغمضت عينيها لتستمع إلى أنغام الطبيعة و الإبتسامة تعلو وجهها جاء إلى مسامعها صوت الرعد .. فتحت عينيها بصدمة و بدأ شريط ذكرياتها يمر من أمامها " ذلك الصوت مثل ... " ضمت قدميها إلى صدرها و بدأت دموعها بالنزول " لا أريد أن أتذكر ... لا أريد أن أتذكر ... أين هم الآن ... و من تلك السيدة التي أعيش معها ... " فزعت من مكانها عندما سمعت صوت طلقات النار و ركضت مسرعة نحو الكوخ ... وقفت على بعُد أمتار من الكوخ و الصدمة باديه على وجهها " إنه يحترق .. لا أمي في الداخل " ركضت بأقصي سرعتها علها تصل في الوقت المناسب ... بدأت سرعتها تتباطئ تدريجياً و هي واضعة يدها على قلبها الذي ينزف " لقد أصابوني " وقعت على الأرض لتلتقطها يداه ... نظر لها بحزن و الدموع تملئ عينيه - هل أنتِ بخير ؟ إبتسمت له قائلة بألم - أنت الفتى الذي قابلته في الصباح ... من أنت ؟ - إنه أنا ريموندو ديفيد ... إبتسم من بين دموعه و أكمل - ريو الأحمق ... أتذكرين ؟ رفعت يديها المرتجفة لتلامس وجهه - أشتقت إليك يا أخي - هل ... هل حقاً تذكرينني ؟ - و كيف لي أن أنساك أنزلت يدها بهدوء لتلامس العشب الأخضر و عينيها المغمضتين تزرف الدموع ... بدأ المطر بالنزول كان يهزها كالمجنون - أرجوكِ أفتحي عينيكِ … دعينا نذهب لأقرب مشفى .. أنجل أرجوكِ أجيبيني - لم يَعُد هناك فائدة المدينة بعيدة جداً عن هنا حاول إسعافها بأي طريقة ... أخرج من جيبه منديل أبيض لكن المطر قد بلله بالكامل ... - أخبرني يا أخي ماذا حدث في ذلك اليوم ... أين أمي و أبي و أخي الكبير نظر لها بحزن - لقد رحلوا جميعاً إلى الأبد .... في ذلك اليوم أندلع حريق في القصر ألتهم كل من فيه كنت وقتها أتتبع خطواتك عندما خرجتي إلى الحديقة الخلفية لتحضري شيئاً لكنني فقدتك بسبب الظلام و عندما أستدرت للعودة .... عندما أستدرت رأيت ألسنة اللهب تلتهم القصر ... كنت واقف في مكاني لم أستطع فعل شيء ... بدأ المطر بالنزول يعزف لحن الفراق الأبدي ... لم أرى سوى الرماد ... الرماد لا غير ... بدأ صوت في داخلي يناديني ريموندو عليك أن تهرب ... أهرب ريموندو ... بدأت بالركض دون هدف إلى أن وصلت لإحدى القرى لم يعرفني أحد هناك لذا أخذني أحدهم لأعيش معه ... لُمت نفسي كثيراً بعدها .. لماذا كان علي تركك لقد تخليت عنكِ و رحلت ... أرجوكِ سامحيني نظرت له بحزن و حولت نظرها للسماء بدأت الإبتسامة تظهر على وجهها - أنظر يا أخي إنهم هناك ينادونني أنا أراهم أنظر هناك هذه أمي تناديني لأعانقها و أبي يريد أن يقرأ لي قصتي المفضلة أنظر أليس هذا أخي الكبير آلن لم يتغير كثيراً منذ آخر مرة رأيته فيها ... أرجوك يا أخي دعني أذهب معهم عدني أن تكون سعيداً بدوني ... كان يبكي من منظر أخته و هي تحتضر رغم أنها مبتسمة إلا أنه عرف أنها نهايتها - أرجوكِ أستيقظي لا تتركيني وحدي كان يتوق لسماع إجابتها لكنها سكتت ... و لم تجيب ... سكتت أنفاسها و سكت قلبها و تلك الإبتسامة لم تغادر وجهها البريء وضعها على الأرض و وقف ينظر إليها للحظات .. نظر لعينيها المغمضتين و إبتسامتها الهادئة و شريط ذكرياته معها يمر من أمامه أخرج مسدساً من جيبه و تحولت نظراته إلى الحقد " أظن أن الوقت قد حان للقضاء على ذلك الأحمق دالتون " .... وقف على بعُد أمتار قليلة من بقايا الكوخ المحترق و أختبأ خلف أحدى الشجيرات و أطلق رصاصة تخترق قلب السيد دالتون ليسقط على أثرها و الدماء من حوله وجه نظره إلى من معه بغضب - لماذا تنظرون لي أطلقوا النار يا حمقى فزع الرجال منه و بدأوا بإطلاق النار لتخترق جسد ذلك الشاب في كل مكان نظر للسماء بإبتسامة - أنتظريني يا أختي لنذهب معاً لقد قتلت قاتل أحبتي و الآن علي اللحاق بمن أحب ... |
|