لسعُود السنعُوسي..
قبل فترة، أقلُّ من سبوع.. كنتُ أشاهدُ فيديو ما عَن " ونهو تشونج " بالصُدفة.
وحدث وتذكرت أنّي عزمتُ نفسي على قراءة الرواية بعد مشاهدتِها كمسلسل عُرض في رمضان الماضي، وخاصّة أنّها حاصِلة على جائِزة البوكر، فشرعتُ بقراءتِها.. وكانت فعلاً أجملُ ما يكون.. أجملُ رواية قرأتُها، ولستُ نادمة على قراءتي لأي حرفٍ منهُا!

الرواية، ضخمةُ البِناء، التركيب.. تحكي عَن شتات الضائعين، التائهين..
يُودون أنّ يجدوا رمزّاً، معنىً لبقائهِم أحياء.. أُو رُبما هويةً حقيقية لهم!
تحكي هذه الرواية عن مشكلة العمالة الأجنبية الوافدة في دول الخليج.. لكنها تُركِز بشكلٍ أساسي
" البحث عن الهُوية"، ومعنى الوجود..فتطرحُ لنا الرواية بأسلوب شيق، بلسان بطلِ الرواية "عيسى"
الذي ولّد من خادِمة فليبينية وأب كويتي.. مشاكِل حقيقتِه؟ هويته؟!
وخاصّة أنّهُ يحملَ وجه فليبينياً كأمِه.. محملاً بصوتَ أبيهِ..منطلِقاً للبحثِ عن هويتِه في أرضِه " الكويت"

وتطرحُ الرواية بشكلٍ آخر.. تساؤلاتٍ عميقة نقدية حول الدين والثقافة عند العرب
والكثير من القضايا الهامّة في المجتمع العربي، كحقوق الأجانب الضائِعة، وعمالة المرأة في السياسية.
وكلّ هذا بلسان بطلِنا: عيسى..

عمل ضخم البناء.. معجبّة بقلم السنعوسي في الكتابة..
إنّه بكلماتِه يُصيبُ الجرح تماماً، هو لا يكُل لإيصال ما يُريد من خِلال كلِماتِه، كما روايتِه " ساق البامبو"
وكانت رواية سهلة الطرح، بعيدة عن التعقيد الثقيل.. متميزة في الحديث عن القضيّة الهامّة.. والأساسية.

وقد تأثرتُ كثيراً بها هذه الرواية.. بنهمٍ شديد أقرأ وقد وصلتُ في يومٍ واحِد فقط لـ 280 ص
إنّها بالفعل مشوقِة.. لا يُملُّ من قراءتِها أبداً.

بطلُّ الرواية ليسَ شخصاً تائِهاً، إنّما يحاول أنّ يجِد هوية حقيقة له..
تجعلهُ يُركِزُ على اسمٍ واحد، دينٍ واحِد، وطنٍ واحِد يرقدُ في ترابِه مطمئِناً..
يحاولُ البحث عن حقيقة لنفسِهِ بين مكانين.. الفلبين، الكويت!

ستأخذُكم هذه الرواية إلى عالمٍ آخر، تفضحُ لكم الأسرار والمكنونات لهذا العالم الأناني، الذي لا يرحم.
لمن أرادَ قراءتَها: ساقُ البامبُو - سعُود السنعوسي

ساقُ البامبُو، سعُود السنعُوسي.
+ جُوزافين ميندُوزا