حوار بين عساكر التوحيد وعساكر الشرك والتنديد..! - عيون العرب

**مؤمن الرشيدي** · #1 06-02-2015, 12:56 PM

الكاتب : أبو محمد المقدسي

بسم الله الرحمن الرحيم

فُتح باب المهجع،

ووقف في الباب الضابط المناوب وشرطيان وأمن وقائي بلباسه المدني،

وسُمح لي ولصاحبي أن نخرج إلى طبيب الأسنان،

سرنا في الممر بين غرف المساجين،

نظرت إلى آية قرآنية خطت بخط جميل وكبير:

((وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)).

قلت بصوت مسموع:

((إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)).

قال الضابط: ماذا تقصد؟!

قلت:

أقصد أن ظلم الشرك بالتشريع وفقا لنصوص الدستور

والحكم وتحكيم القوانين الوضعية وإجبار الخلق بالتحاكم إليها أعظم من جرائم جميع هؤلاء المساجين

لأن الله تعالى يقول:

((إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء)) ،

فكيف إذا كان في هؤلاء المساجين عشرات بل مئات ظلموا وسجنوا وعوقبوا لأجل توحيدهم ودعوتهم وجهادهم!

فأنتم أولى من يتدبر تلك الآية التي خططتموها بخط جميل ولم تفقهوا معناها الجميل الجليل .

ثم مررنا بشعار ورسم كبير كتب عليه:

(الله-الوطن-الملك)،

فنظرت إلى الشعار وقلت بصوت مسموع:

تعالى الله عن إفك النصارى

سيسأل كلهم عمّا جناه

قال الضابط: ما دخل النصارى في هذا ؟!

قلت: أنتم تتشبهون بهم في التثليث،

وقد قال الله تعالى عن النصارى:

((لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَة)).

قال: ولكن هذا الشعار لا يعني أننا كالنصارى نؤله ونعبد ثلاثة أرباب !!

قلت:بل أنتم تعبدون وتؤلهون أكثر من ثلاثة أرباب!

فكل من يمارس التشريع وفقا لنصوص الدستور

التي أباحت له التشريع فقد جعل من نفسه ربا،

ومن تابعه على تشريعه المضاد لشرع الله واتفق وتواطأ معه عليه فقد اتخذه ربا،

ومن ثم فيتوجه إليكم سؤال يوسف عليه السلام في سجنه حين قال:

((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)) [يوسف 39-40]

قال: لكنا نعبد إلهاً واحدا.

قلت:

نعم،

أنا لا أشك أنكم تعبدون إلها واحدا،

وإن كنتم تشركون معه آلهة أخرى دونه متفرقين ما بين أعيان ونواب ووزراء مشرعين …

جميعهم يشارك في شرك العصر والوثنية الجديدة التي هي التشريع وفق نصوص الدستور .

قال: إذن أنت اعترفت أننا نعبد إلهاً واحدا .

قلت:

أنا معترف بذلك منذ أن هداني الله إلى التوحيد الحق،

وأقر بأن لكم إلهاً أوحد ومشرعا أعلى يسير ويسيطر على بقية المشرعين،

لكنه عندكم ليس الله رب العالمين، بل الملك هو معبودكم الذي لا ينفذ أي تشريع إلا بتصديقه،

ولا يحكم بقانون إلا بعد أن يقره ويصدق عليه، هكذا نص دستوركم …

وهو الذي تحكم محاكمكم باسمه لا معقب عندكم لحكمه أو تشريعه الذي يصدقه،

وأي أمر يأمركم به تطيعونه ولو كان مضادا لأوامر خالقكم ورازقكم.

قال: لكننا نصلي ونسجد لله.

قلت:

نعم، بعضكم يفعل ذلك،

ولكن جميعكم يقدم أمر الملك وتشريعه وحكمه على أمر خالقكم …

وإِذا خالف أحدكم أمر الله الواضح الصريح وقيل له اتق الله، قال: ماذا أفعل؟!

لا أستطيع إلا الطاعة، فأنا عبد المأمور،

ويقصد عبد الآمر أو الأمير أو الملك أو الرئيس أو القائد …

وقبل قليل ذكرت لك قوله تعالى:

((إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ))

فبعضكم يصلي لله،

وقد يحج لله،

ولكنه لا يقبل تشريع الله ولا يوحده في حكمه وتشريعه،

بل يصرف التشريع لغيره وفقا للدستور الذي تموتون من أجله،

حيث ينص أن السلطة التشريعية تناط بمجلس الأمة والملك،

فهذا الشرك هو أعظم الظلم،

وأنتم أولى الناس دخولا في قوله تعالى:

((وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)) ،

واليوم يعيّش ويهتف بعضكم لبعض،

ويوم القيامة يبرأ بعضكم من بعض، ويلعن بعضكم بعضا،

قال تعالى:

((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)).

وصلنا إلى العيادة،

وشرع الدكتور بعلاج ضرس صاحبي،

وتابعنا الحوار ..

فقال الضابط: طيب، هذا الذي تفعلونه جائز في الإسلام؟

قلت: وما الذي نفعله؟!

قال: أمس بالأخبار الطالبان فجروا مطعما وقتل فيه بعض الدبلوماسيين الأمريكان.

قلت:

الردود الشرعية عندنا واضحة،

والأدلة عليها صريحة،

ولكنا نتنزل معكم في الرد فنقول:

هؤلاء محتلون،

والطالبان يقاتلونهم دفعا ومقاومة للمحتل،

وهذا حق مشروع في ديننا وعند كل العقلاء،

وأنتم تقبلون بهذا الحق لكل أحد من الوطنيين والقوميين،

حتى لحزب اللات تبررون له وتسمونه مقاومة حين يقاتل،

أما الطالبان فقتالهم إرهاب!

مع أن العالم كله يعلم ما فعله الأمريكان من جرائم في حق المدنيين العزل والأطفال في أفغانستان،

وكم عبثوا وشوهوا في جثث القتلى وغير ذلك من أفاعيلهم القبيحة ..

ثم لو لم يكونوا محتلين،

أليسوا محاربين يثبتون إسرائيل في فلسطين وينصرونها بسلاحهم وأموالهم ونفوذهم على مستوى العالم كله،

والمسلمون أمة واحدة من اعتدى على جزء منها فقد اعتدى على الأمة كلها وحق للأمة أن تجاهده …

وهنا تدخل طبيب الأسنان،

وهو يعمل في ضرس صاحبي قائلا:

لكن يا أخي هؤلاء معاهدين بيننا وبينهم معاهدات واتفاقيات …

وهنا قال صاحبي:

يا دكتور، المعاهدات لا تصح إلا إذا أبرمها وليّ الأمر المسلم الحاكم بما أنزل الله …

فقال الطبيب: ليش ولاة أمرنا مش مسلمين!

فقال صاحبي:

هؤلاء طواغيت لا يصح منهم إعطاء عهد ولا ذمة ولا تلزمنا معاهداتهم!

هنا صاح الطبيب بصاحبي قائلا:

سكّر فمك شدّ على الحشوة جيدا …

قلت:

سبحان الله،

حتى عند طبيب الأسنان يُطلب من الشعب أن يغلق فمه عن قول الحق !!

ولكننا رغم السجن والقيد وتكميم الأفواه نصدع بحمد الله بالحق الصراح.

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
الاكل والتوحدى //د-سويسى الظايط	د-سويسى الظايط	أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه	1	07-23-2014 05:39 PM
قصائد في العقيدة والتوحيد(متجدد)	مؤمن الرشيدي	قصائد منقوله من هنا وهناك	8	02-14-2014 04:05 PM
حمى التوحيد وسده طرق الشرك	homeahmed	نور الإسلام -	2	09-02-2010 10:48 PM
- باب ما جاء في حماية المصطفى  جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك	homeahmed	نور الإسلام -	0	10-19-2009 12:24 AM
التوحيد فضائل ومسائل .. محاضرة لعدة علماء .. أنشر الشريط لتكن من دعاة التوحيد	مبدع قطر	نور الإسلام -	2	03-06-2008 01:38 AM