"نبل وأصرار"
ِ
...........



الساعة الرابعة والنصف صباحا..

كانت الآنسة يوكو تحجز تذاكر سفر لطائرة خاصة مستأجرة للذهاب لألمانيا..
وسيذهب معها الدكتور كينيسكي وطاقم تمريض خاص لمراقبة حاله جو المعقدة!

وقد أخبرت والدها بأنها ستذهب ألى هناك لكي تنسى ماأصاب يابوكي
فما كان من والدها المحب سوى أن وافق على سفرها
وهو يظن بأن ذهابها سيحسن من حالتها النفسية الحزينة
صعدت يوكو ألى الطائرة
وقد تم تهريب يابوكي من المشرحة بشكل سري حتى لاتثار ضجة أعلامية!

وفي مكان آخر...
أقتربت مراسم تشييع جنازة الملاكم الراحل جو يابوكي
وبدأ الناس يتزاحمون على مقبرة شاطئ القمر حيث ستصل الجثمان في الساعة السابعة تماما"
يابوكي الآن يسير خارج البلاد!
وتلك الجنازة هي لرجل آخر مشرد ولاأهل له
فقد تم اﻷتفاق على تبادل اﻷدوار مع مسئولي المشرحة؟
مقابل مبلغ هائل ستدفعه
اﻷنسة يوكو لهم..

صدرت شهادة وفاه له
وتم أغلاق ملفه بالكامل!
الملاكم جو يابوكي
بطل اليابان..قضى نحبه نتيجة أصابه شديده في المخ..
الجميع سلم بهذه النهاية..وكل مايتبقى الآن أنتظار وصول جنازتة حتى يلقوا النظرة الوداعية
عليه!

في الطائرة
كان القلق يأكل قلب يوكو وكانت يداها ترتجفان بشكل ملحوظ:
يألهي أرجوك كن في عوني
لاأريد لأحد أن يعلم بأن جو حي،،
أي صدمة يتعرض لها ستؤدي لموته يجب أن ينسى يابوكي كل شيء عن الماضي
ويبدأ حياته من جديد..ثم تغمض عينيها وتسرح في مخيلات بعيده؟

وفي المقعد الذي يجاورها شعر الدكتور كينسكي
بالقلق الذي يساور قلبها فربت على كتفها محاولا أدخال الأطمئنان ألى نفسها
بكلماته المزينة باﻷمل:
ياآنسه شيراكي
هدئي من حده توترك سيكون كل شيء على مايرام
يوكو وهي تبتسم ببروده:
أنني أحاول الثبات يادكتور
لكنك تعلم جيدا حجم المسئولية التي تبنيتها..وحجم المعاناه التي سأعاني منها حتى يشفى جو..
وأنا لم لم أنسى أيضا أمر كارلوس!
فحالته حرجه هو اﻷخر
أن مخه في تدهور متزايد
وليس بيدي شيء لتأخير موته أو حتى جعله يموت وهو سعيد..
ثم تشهق ببكائها وتسيل دموعها الحاره على خديها

أظهر كينيسكي تأثر كبيرا من مدى رقه وطيبه القلب الذي تحمله يوكو في صدرها!
فتاه في عمر الزهور تتحمل مسئولية عظيمة
لايطيقها أشد الرجال!

وكل هذا الجمال ينبع من نبل وصدق مشاعرها وأصرار عزيمتها القوية..

وماهي ألا لحظات حتى غطت في نومها بعد أن أعياها طول السهر وثقل المسئولية
فيقوم الدكتور والرجل النبيل الطيب بتدثيرها بمعطفه..

يال عظمه قلب هذه الفتاه
من واجبي أن أقف بجانبها
على اﻷقل حتى يقبل الدكتور ويليام بأستقبال يابوكي عنده..

وبعد أن تأكد من المظيفة بأن الطائرة ليست في وضع حظر الأتصالات
أجرى مكالمة مع أحدهم !
كينيسكي:
مرحبا سيد ويليام أنا كينيسكي كيف حالك؟
ويليام:
أهلا ياصديقي مر وقت طويل لم نتحادث فيه..ماهي أخبارك وكيف حالك؟
كينيسكي:
أنا بخير والحمد لله شكرا لك
لكنني متوجه الآن نحو ألمانيا وسوف نصل بعد خمسة ساعات
ويليام:
ماذا هناك ياكينيسكي أأنت بخير؟
كينيسكي:
لاتقلق فأنا بخير
ياعزيزي لقد جئت من اليابان كنت قد عاينت حاله ملاكم مصاب وقد تدهورت صحته بعد المباراه
وأريد أن أسألك أن كنت تستطيع أستقباله في مركزك فحالته حرجه جدا!
ويليام:
بالطبع يمكنني أستقباله هناك أسره شاغرة لحالات الطوارئ..أرجو أن لايكون وضعه سيء فبعض اﻷطباء المحترفين في المركز لديهم أجازة
كينيسكي بقلق:
يألهي هذا خبر سيء
نحن بحاجه ألى تظافر الخبرات حتى نستطيع علاجه
هل ستطول أجازتهم؟
ويليام:
لا لحسن الحظ بقي أسبوع ويعودون للعمل..
لاتقلق كثيرا يادكتور كينيسكي فلدينا أيضا أطباء ماهرون في الخدمة
كينيسكي مودعا ويليام:
لابأس ياسيد ويليام
أرجو أن تجهزوا السرير فنحن قادمون أليكم بحاله حرجة
حسنا ياعزيزي
أنا مظطر لأقفال الخط أراك على خير..
ويليام:
لاتهتم سيكون كل شيء على مايرام..أنا في أنتظار قدومكم..تصلون بالسلامة

يفتح كينيسكي حقيبته ثم ينظر ألى دفتر مواعيده ويرى بأن هناك أعمال وأجتماعات تنتظره..
كينيسكي:
يألهي يجب أن أعود ألى نيويورك في أسرع وقت فمواعيد العمل لاحصر لها


وفي اليابان
الساعه السابعة تماما
تهافتت حشود الناس من كل حدب وصوب..وهم ينتظرون وصول بطلهم الراحل جو يابوكي!
وكان هناك المدرب دامبي الذي يعتبر جو كأبنه العزيز ونيشي الصديق المقرب لجو ترافقة زوجته المحبه لوريكو..ولاننسى أيضا أصدقاء جو الأطفال الأيتام
وكل سكان الحي الفقير..أتوا جميعهم لتوديع جو بدموع حزينة وأحاسيس متألمه لرحيله!

كان جوروماكي متخفي بين الحشود يقف على جدار المقبرة وهو يدخن بلا مبالاه:
هؤلاء اﻷغبياء
يظنون بأن يابوكي في التابوت وهو في الطائرة الآن!
وينفث الدخان من فمه متأملا السماء ثم يقول:
رافقتك السلامة يايابوكي
وينسحب من المكان بكل هدوء..

وفي المستشفى التي يعالج فيها كارلوس..
كان المدير يجري مكالمة دولية مع شخص ما؟
المدير بتفاجئ:
ماذا تقولين!
أأنت أخته حقا،يال أهمالكم كيف جعلتموه يفر من البلاد ألا تعلمين بأنه شبه فاقد لذاكرته؟
نعم نعم انه يتعالج عندنا
لقد قامت فتاه ثرية بالتكلف بعلاجه..لكن حالته خطرة وقد يموت في أي لحظة
..
الفتاه:
أرجوكم أعتنوا به أنا قادمة لأصطاحبه ألى فنزويلا
أخي كارلوس يجب أن يكون بيننا الآن..ثم أخذت في البكاء حتى أثارت أستعطاف مدير المستشفى؟
فقال:
حسنا حسنت تعالي لأخذه بسرعة هو لن يموت هنا على أي حال
ويغلق الهاتف في وجهها!

كارليل وهي تنخرط في بكائها:
يال فظاعته
لاأصدق بأنهم يعاملون أخي بهذه القسوة..كارلوس
واأسفي عليك ياأخي
لماذا أخترت الملاكمة طالما أنها ستقتلك في النهايه لماذا؟
روبرت وهو يحاول تهدأتها:
كارليل أرجوك تماسكي
كارلوس عشق الملاكمة
ولم يكن بمقدور أحد جعله يتركها..لذلك أنسي الماضي الآن وتفائلي
نحن ذاهبان لأحضاره
ستقلع الطائرة
بعد ساعتين..
كارليل وهي تمسح دموعها:
روبرت أنا ممتنة لك
ولاأعرف كيف أشكرك
روبرت وهو يبتسم لها:
لاتشكريني بشيء أنا أقوم بواجبي وحسب
كارليل بنبرة يائسة:
أعلم بأن شفاء أخي ميئوس منه..ولكنني أريده أن يرحل وأنا بجانبه
روبرت:
علينا جميعا أن لانفقد الأمل
كارلوس سيشعر بالتحسن أن كنا بجواره
هيا بنا عزيزتي يجب أن نتجهز للذهاب ألى اليابان
كارليل والحزن يعصر قلبها:
حسنا
هيا بنا

(روبرت هو مدير أعمال كارلوس السابق وصديقه القديم..وهو حاليا خاطب لكارليل)

كارليل شخصية أبتكرتها
وهي شقيقة كارلوس التوأم توفي أبواهما في الصغر فتم تبنيها من طرف عمها وأبعادها عن أخيها لزمن طويل..وعندما علمت بما أصابه أرادت رؤيتة بشده ومساندته في مصابه..)


عودة ألى اليابان:
تصل سيارة الأسعاف اخيرا وهي تحمل في داخلها الجثة المستبدلة بجثة جو يابوكي!
وعندما فتح الباب وتم أنزال التابوت منها
تكالب الناس على التابوت يريدون رؤية بطلهم الراحل ولكن التابوت كان مقفلا بأحكام مما جعلهم يغضبون لذلك وبدأت أعمال الشغب حتى تدخل رجال الأمن والمسئولين لأيقافهم
وتم دفن الجثمان دون فتح التابوت بالقوة؟
المدرب دامبي ونيشي والأخرون كانوا مدهوشين من هذه الأجرائات المشدده
وشعروا بالحزن الشديد لأنهم لم يمكنهم ألقاء النظرة الوداعية الأخيرة على جو!
وبعد أن تم تفريق الحشود بواسطة الشرطة أخليت المقبرة من الزوار بالكامل...
وفي الطائرة الخاصه التي كانت تقل يوكو:
أتى أحد الممرضين مذعورا ألى حيث يوكو والدكتور كينيسكي!
قال بوجه شاحب:
المريض لقد
لقد..فتح عينيه
فشعرت يوكو بالفرحة الكبيرة والدهشه:
وذهبت مسرعة أليه هي والدكتور كبنيسكي
وقد كان ممدا على سريره والأجهزة موصوله بجسده النحيل:
يوكو بدموع الفرح:
يابوكي لقد فتحت عينيك أخيرا..ثم تضع يديها على خديه وتقول بأمل:
جو أنظر ألي..أنظر ألي جيدا هل تعرفني..أنا يوكو
جو بصوت متقطع:
ب بعين واحده!
يوكو بدهشة:
ماماذا تقصد ياجو؟

كينيسكي بشك:
يألهي أيعقل أنه!!
جو وهو يتحدث بصعوبة:
بعين واحدة..أنا

أراك بعين واحدة..

ألى اللقاء في الفصل القادم