عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 06-18-2015, 05:25 PM
 
Talking


آهلاً مشرفتنا الجمييلة ،
نورتي القصصة

أشكرك من الأعماق على
تنبيهي لأخطائي الأملائية
فهي نقططة ضعفي للآسف

على أيه حآل لنرى الفصل القادم
إن كان سيجيب على تساؤلاتك أو لا :kesha:

بالنسسبة للعنوان فهذا ما خطر ببالي لأضعه
وكما قلتي فهو مباشر جدداً
M O H E N I likes this.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 06-21-2015, 05:37 PM
 
Talking الفصل الثاني : آسف .. أمي








الفصل الثاني - الجزء الأول - : آسف أمي




آهِ يا قلبي
لا زالت الأحزان تتخذك مسكناً

قال بعد أن أخرج لسانه بعفوية " لقد أنتصرتُ عليك .. مرة أخرى " ،
لاحظ يمآدآ الشرود الظاهر على وجه أعز أصدقائه فلم يفعل شيء سوى
السكون ، لكنه وضع اللعبة جانباً و أمسك بيد يوموميرآ " لا تحزن يوموميرآ
أرجوك " ، أستسلم لدموعه و قال بين شهقاته " لـ لكن كـ كيرو ! " ،
ضغط على يداه أكثر و مسح عليهما بحنان " أنا أثق بأن كيرو سيعود مجدداً ،
أرجوك لا تحزن " ، مسح ما تبقي من دموعه و قال له " ما رأيك لو نلعب
بلعبتنا المفضلة ؟ " ، حرك يومويرآ رأسه بالموافقة و قام متوجهاً لدورة المياه
القابعة خارج الغرفة .


أغمضت عيناها البنيتان ثم أزاحت ثقل ظهرِها من على الباب الخشبي
و أنسحبت بهدوء للأسفل تاركة الحلوى الشهية بالقرب من الباب ، و
إبتسامة لطيفة حزينة ظهرت على وجهها ، فتح الباب بهدوء نظر متمعناً
إلى الحلوى القابعة خارجاً ، نظر مجدداً إلى داخل حيث يجلس يمآدآ و قال له
" يمآدآ أنظر إنها حلوتك المفضلة " ، جلس بالقرب من يمآدآ و نسي أن
يمسح بقايا الدموع المتحجرة ، كما كانو يفعلون قديماً يأكلون الحلوى و يمرحون


" واحد .. إثنان .. ثلاثة .. .." أنهى عده خلال عشر ثواني و ما لبث أن
أزاح رأسه المسند على حائط الغرفة الخشبي ، بدأ بالبحث بهدوء في أرجاء
غرفته بحرصٍ شديد خشية أن يصدر صوت يجعل يمآدآ يهرب من مخبأه أين
ما كان ، جال بنظره في أرجاء الغرفة الزرقاء الواسعة و بحث تحت فراشه
البحري فلم يجده و بحث أيضاً بمكانه المعتاد للأختباء أسفل سريره فلم يعثر
عليه ، قرر الطفل ذو التسع أعوام بأن يبحث خارج غرفته ، و بالطبع قبل أن
يخرج لم ينسى التفتيش خلف الستائر الرمادية و داخل الأكبات ، لا زال محافظاً
على خطواته الهادئة فوق الأرضية الخشبه متوجهاً نحو مُلاذه الأخير داخل المخزن
الموجود في الممر بين غرفته و غرفة والديه ، مد يديه ليفتح الباب و لسوء حظه
جاء النداء من الطابق السفلي " يـــمآآدآ ! ، لقد أتت والدتك لإصطحابك " ، فُتح
الباب بشدة فأرتطم أنفه المسكين بمقبض الباب " آآخ مؤلم " ، أراد وضع يداه
ليتحسس الألم لكن يد ذلك الفتى كانت أسرع لتزيل الدماء التي هطلت من أنفه
بقميصه الزهري " آنـا آسـ سف لم ألحظ وجودك " ، توردت وجنتاه خجلاً
" لا بأس يمآدآ " ،لكن ما لبث أن قُطع تأملهما بصوت الخطوات القادمة من
الأسفل " عزيزي يمآدآ .. لقد تأخر الوقت لنذهب الآن " ، أطلق أبتسامته
المعهودة بعد أن أزاح يديه من أنف يوموميرآ " حاضر ماما " ، أنتبهت للدم
السائل من أنف صديقه فأنحنت لتصل لقامته و أخرجت من معطفها منديلاً زهرياً
" أنت تنزف من الجديد .. مالذي حدث هذه المرة ؟ " ، أجابها بعوفيته
" لقد كان حادثاً " ، " هكذا إذن .. أنتبه لنفسك جيداً" ، أبتسم بهدوء لكن الدماء
أبت إلا أن تظهر لتفسد إبتسامته ، أطلقت ضحكتها الرنانة من جوفها و أردفت قبل أن
ترحل مع ولدها " أحتفظ بالمنديل عزيزي يوموميرآ " ، "حسناً " ،
" أنا حققاً آسف يوموميرآ " قالها مودعاً و هو ينزل السلالم مع والدته


" لمَّ العجلة فلورينآ ؟ .. لقد أعددت لكِ قهوتك المفضلة " قالتها مخاطبة لمن على وشك
الرحيل ، " أوه عزيزتي كلورينآ .. لازلتِ تتذكرين قهوتي المفضلة " ، " بالطبع يا فتاة ! ..
لقد كنا أفضل صديقات في الماضي " ، " كم أحن لتلك الأيام العذبة " قالت جملتها و هي
تخفي حزناً عميقاً ثم أكملت " لقد تأخر الوقت الآن .. لذا سأقبل دعوتك في المرة القادمة " ،
" كما تريدين عزيزتي أنتبهي لنفسكِ جيداً " ألتفت للطفل الصعلوك و قالت موبخة " أما أنت
فلا تخرج من غير إستأذان " ، فقال مجيباً و على ثغره إبتسامته المشاكسه " حاضر .. في
المرة القادمة سأعلق الرسالة على الباب " ، أخرج فمه بعفوية قبل خروجه أما هي فتنهدت
من جديد وقالت " حقاً لا فائدة "


تأمل ظلمة السماء بعيناه الحمراوتين بعد أن أسترق النظر إلى تعابير وجه والدته الهادئة
" أمي ؟ .. هل أنتِ غاضبة مني " ، أبعدت خلات شعرها الحمراء المتطفلة وقالت
بإبتسامة حانية " أبداً .. بني " عادت نظراتها تتأمل الأشجار المغطية بالثلوج و الشوارع
الخالية من المارة بينما هو أكتفى بالصمت مُراقباً يديها الدافئة الممسكه به


***

خرج للتو من عيادة الطبيب البيطري حاضناً الجرو المسكين ، تحسس فروه الأبيض
بدفء فشعر بوجود شيئاً يلف على رقبته " أبي أنظر يوجد طوق حول رقبته " ،
أمسك الوالد بالجرو و أخرج الطوق المختبىء خلف الفراء تمعن جيداً في القراءة
فنطق أخيراً " السكآندر يوموميرآ – 299 - 1950 .. سوف نُعيده في الصباح "


***

تأمل سقف غرفته المرتفع ، و لا يعلم مالذي يحزنه أكثر أبتسامة حزينة من صاحبه
المقرب أم قسمات أمه الهادئة بلا تعبير ، تقلب عدة مرات على سريره الأرجواني لعل
النوم يتسلل إليه ، لكن دون فائدة فلا زالت تلك الذكرى تمنع جفناه من النوم !

ذكرى ~ قبل سنة ~

يومٌ مشمسٌ منير ، خرج من المحل العاشر على التوالي و الإحباط مرسومٌ على وجهه
اللطيف " لم يعجبني شيء " ، قالت والدته بإبتسامة " لا بأس عزيزي لنذهب للمحل
التالي " ، أما ذلك المرافق تصبب عرقاً من جبينه و أردف بتعب " لنعود للمنزل .. لقد تعبت " ،
تقدم إليه ذلك الطفل وقال ببراءة " أبي ، علينا الإسراع عيد مولد يوموميرآ في المساء " ،
بعثر شعره الأسود بضجر ثم نظر إلى براءة عيناه و نطق بأستسلام " حسناً إذن لنكمل قبل
الغروب " ، نظر من خلف الزجاج لذلك الجرو الأبيض الجميل المعروض للبيع ، فشد
على بنطال والده متحمساً " أبي أبي هذا الجرو ظريف " ، " إذن ما رأيك لو أعطيته
يوموميرآ كهدية " ، نطقت فلورينا " فكرة رائعة عزيزي " .


في طريق العودة تأمل أشجار الغابة التي تبدو عملاقة بالنسبة لحجمه الصغير ، قُطعت
سلسلة أفكاره برنين هاتف والده ، أعترت ملامحه بعضٌ من التعجب حينما رأى رقم
المتصل ينظر إلى طفله الممسك بالجرو تارة ، و تارة أخرى ينظر إلى ملامح وجهها القلق ،
أجاب بهدوء على عكس ما يخفيه في صدره " نعم سيدي ! " ، تبدلت ملامحه في ثوان
فأصبح أكثر جدية وقال بإنصياع " ماذا ! ، أنا قادم حالاً " ، أغلق هاتفه بسرعة و رحل
مودعاً زوجته " لقد أصيب العسكر بأمرٌ طارئ علي الرحيل " ، لا تخفي عليكم بإنه قلبها
أنقبض خوفاً ولكنها أكتفت بأبتسامة حزينة " أنتبه لنفسكَ عزيزي ريو " ، و كما كان يفعل
قبل رحيله يقبل ابنه و زوجته على جبينهما بدفء دائماً ، نظر إلى والده و هو يذهب عنه
بعيداً لم يكن يعلم بأنها ستكون أخر قبلة يحصل عليها من والده ! ، " أمي .. أبي ضابط
عسكري من الرتبة الأولى صحيح " ، تمسكت بيديه جيداً وتابعت مسيرها نحو المنزل
" نعم بني .. أبوك شخصٌ رائع "

~ عودة للحاضر ~


هبطت على غفلة دموعٌ حارقه على وجنتيه الحمراوتين ، كتم شهقاته ببطانيته بصعوبة
بالغة ، و من بين أحزانه ردد " أبي لقد أشتقتُ إليك "

بقيت متسمرة خلف بابه تمنع دموعها من أن تخذلها ، مع كل أنين يصدر منه يحترق قلبها
إحتراقاَ أشد ألماً من حرقة النار نفسها ! ، كيف لقلب الأم أن يبقى ساكناً و فؤادِها
يعتصر ألماً و شوقاً لوالده الراحل .









أيها القلب كفى !
أما الأن أوان النسيان ؟
ألم أقل لكَ بأن تنزع ذكراك من قلبي ؟
و تأخذ صورتك من عيني !
فما عدت بحاجة لألام الذكريات !




يُتبع ، قريباً





التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةه ; 06-21-2015 الساعة 08:39 PM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 06-21-2015, 05:45 PM
 



هاي هاي .. على مهلك يا بنت ..
لسة ما فكيت حجزي و أنت حطيتي الأخير على مهلك الشوي

المهم : السلام عليكم > هلأ تذكرت
كيف أخبارك أختي ؟ خبريني باسمك الحقيقي في الملف أوك !

يا بنت ليش كذا بس
بديتيها بالحلوى و أنا صايمة .. رح إجي أرفسك

بس والله حلوة لمى وصفتي الشراهة تر كانت كذا بطفولتي >كأنها تغيرت خخ
تر مازلت آكل الحلوى بذيك الشراهة تبع الثماني سنوات

و لعبة الغميضة كمان هي تذكرني بصحباتي القديمات

ياه المسكين يوموميرا أنت ضربتيه لحتى سال أنفه بالدم

حرام عليك أنت عن جد بدون قلب غضب1 > لا تسمعين لها تحكي مع حالها

بس بدياه يقوم بالسلامة و ما يصرلوا شي

و شو قصة الاسمين ؟ فلورينا و كلورينا . هذول توأم أو شو ؟ أعرف مو توأم بس اسمائهم متناسقة كتييير

" حاضر .. في المرة القادمة سأعلق الرسالة على الباب "

هذا أكيد رح يجلط أمو بعد يومين عالأكيد و الله :coolcool:

و كمان بدك تعرفي شغلة ؟

أنت شرييييييرة و الساطور قليل عليك
ليش تموتين أب يمادا كذا ؟

أنت يتمتي الصغير و خليتيها عقدة نفسية ما ينساها ...

إيه شريييرة شريييييرة و أكبر شريرة


"كيف لقلب الأم أن يبقى ساكناً و فؤادِها يعتصر ألماً و شوقاً لوالده الراحل ."

لهالسبب قلت أنك شريرة .
عشان قلب الأم ينكسر بذي الطريقة على زوجها و ابنها بنفس الوقت
عن جد شي يبكي



و في الختام > اليوم ما في انتقادات " class="inlineimg" />

تر أنت جيتي ركض عشان تعطيني الرابط مشان خايفة من الساطور هههههه

باي حبيبتي و الساطور ح خبيه لتاني مرة أوك ؟




فاطِمةه and dark sama like this.
__________________
غياب او دخول متقطع | اذكروني بخير و ادعولي

مدونتي

التعديل الأخير تم بواسطة ترانيم الأمل | Corsica ; 06-22-2015 الساعة 12:35 AM
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 06-21-2015, 08:58 PM
 
Red face الفصل الثاني : آسف أمي







الفصل الثاني - الجزء الثاني - : آسف أمي




طلع الفجر بهدوءه الساحر و الضوء الخافت يُنير السماء الصافية ، على الأقل لا زالت الغيوم تنعم في سبات تنتظرل شمسها لتحيطها من كل جانب ، أرتدى مُعطفاً أبيضاً دافىء ليغطي وجهه من لفحات النسيم و خرج بحذر من منزله نحو أدغال الغابة المغطاة بالثلوج البيضاء و لم يلتفت لتلك العبارة المكتوبة على لوحٌ خشبي منسدل من أعلى الشجرة مُغطى ببعض بقايا الثلوج [ خطر ! ] ، تقدم بخطواته المترددة نحو أعماق الغابة ، و كلما تذكر إبتسامة صديقه المؤلمة أزداد إصراراً للتقدم أكثر و أكثر و هو يهتف منادياً " كيرو ؟ أين أنت " ،قاربت أشعة الشمس على الظهور شيئاً فشيئاُ ، بينما عيناه قاربت على الإستسلام لنوم فلم ينعم بنوم هنيء منذ خروجه من منزل يوموميرآ ، شعر بأن الهواء العليل يزداد برداً فقرر التراجع و العودة في وقت لاحق ، ولكن من غير شعور قادته قدماه نحو تلك الزهرة المتراقصة مع أنغام الرياح ، تذكر سعادة والدته عند رؤيتها للزهور ، وفرحِها عندما كان والده الراحل يحضر لها باقة الزهور البراقة ، شعر بالدموع تحرق عيناه الناعستان و لكن هذا الألم لم يكن أقل ألماً حينما رآى دموع والدته لفراق أبيه ، أستمد قواه من ذكرياته و خطى خطوة للأمام فغاصت رجله اليمنى بين الثلوج و عندما هم بأن يخرجها خلعت فردة الحذاء ، كاد أن يبحث عنها لولا صرير الرياح التي بات يشتد مع خروج أشعة الشمس ،نظر للغيوم السوداء التي تقترب فعجّل من سيره نحو تلك الزهرة ، أمسك بها مندفعاً بفرح شديد ، و ما لم يكن يدركه هو أن ذلك الغصن الذي يحتضن الزهرة كان قريباً من المنحدر فهوى الغصن و هوى هو معه ! ، متمسكاً بزهرته

***
فزعت من نومها و عرق جبينها ، أشتدت طبول قلبها من هذا الكابوس المزعج ، و من غير تردد توجهت نحو غرفته القابعة في نهاية الممر الطويل و قبل أن تطرق الباب وجدت ورقة معلقة ، كُتب عليها بخط طفولي [ أمي ، سأعود قريباً لا تقلقي ^^ ] ، من دون أن تتأكد إن كان فِعلاً لا يزال خارجاً أم لا ، حملت نفسها و خرجت حافية القدمين تصرخ بقوة " يَــــمـــــآدآ !! " و الدموع منهمرة على خديها ، تدافعت بخطواتِها نحو منزل يوموميرآ الذي يبعد عن منزلهم ستون متراً ، ولم تدرك بإنها لا زالت ترتدي ملابس النوم ، لاتقي حتى من لهفات الهواء ، و لكن كل ما كانت تفكر فيه يمآدآ و فقط يمآدآ كيف ستجيب على زوجها الذي أوصاها قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بأن تهتم به فهو فعلاً لم يرث شيئاً من والده غير تصرفاته الشبيهة له ، متهور دائماً و لربما كان هذا سبباً للقاء حتفه بين المواجهة التي حدثت مع الأعداء .

***
عتابٌ أوجهه لكَ
يا من أخذت صفات ولدتك الشكلية
وأخذت مني صفاتي الفعلية ،!
والدتك ! ، يكفيها حزناً


***
فتح عيناه الحمراء بصعوبة بالغة ، نظر لأشعة الشمس التي تسدل نورها على الغابة ، و لكن مالبثت أن أحاطتها الغيوم الرمادية حولها ، حرك جسمه النحيل محاولاً النهوض لكنه لم يستطع ، حمد ربه بأنه سقط على كومة الثلوج و إلا كان عِظامه الصغيرة متهشمة تهشيماً ، تحسس يداه فوجد بأنه لا زال ممسكاً بها – الزهرة الأرجوانية - ، رفعها نحو مستوى عيناه ، و مرت من خلال ذكرياته صورة والده ذو العينان الأرجوانية الواسعة ، و همس بعد أن ساحت الدمعه على خديه " أنا أسف أبي ! " ، أستسلم للنوم حاضناً تلك الزهرة ، سكنت تحركاته مع تساقط الثلوج ، أشتد أنين الرياح فراحت تضرب النوافذ و الأبواب مخلفةً الرعب في قلوب أطفال القرية .

***
أستيقظت أثر صوت طرق الباب الهمجي و النداء من خلفه يصيح " يــمــآدآ .. يـمآدآ " ، تعجّلت في النهوض بعد إيقاظ زوجِها النائم بجانبها و خرجت لترى ابنها الصغير قد أستقظ أيضاّ ممسكاً بوسادته و النعاس في عينيه البحريتان ، طرقات الباب لم تجعل لها وقتاً للتفكير ، فركضت لتفتح الباب لتُصدم برؤية صديقة عمرها بشعرِها الأحمر المبعثر و شفتاها الأرجوانيتان من شدة البرد ،و تلك الملابس قصيرة الأكمام صاحت بخوف " عـ عزيزني فلورينآ ! " ، كان أخر ما سمعته منها بعد أن أغمي عليها " يـ يـمـ مآدآ "


فتحت عيناها لترى بأنها بغرفة ليست بغرفتِها ، و على سرير ليس بسريرها ! ، وضعت يدها على رأسها الذي يؤلمها بشدة ، و ما إن تذكرت – يمآدآ – فتحت عيناها على مصرعيها و أمتلأت بؤبؤتها بالدموع حتى أصبحت الرؤية غير واضحة تماماً ، شلَّ لسانها عن النطق ، ورجلها ما عادت تتحمل الوقوف ، بينما هو لا يزال ممسك بوسادته البيضاء يشدها بقوة و الدموع على وشك السقوط ، ينظر برأفة لتلك المرأة التي تحاول الوقوف بجهد ، هتف بعد أن مسح دموعه " أمي .. لقد أستيقظت عمتي " ، ألتفتت لمصدر الصوت فخُيّل لها بأنها ترى ابنها يمآدآ ، من غير وعي وقفت تمشي اتجاهه ، سقطت على ركبتيها أمامه و حضنته بقوة ، يبكي هو و تجهش هي بالبكاء ، و القلوب منفطرة ، " يـ مآ د آ " غفت على كتفه بعد آخر حرف نطقته ، أما هو فأمسك بها و بكى بكى بحرقة ، أشد ألماً من فراق كيرو !


حركت – كلورينا - يدها على ذراعها الأخرى و نظرت للسقف بعد أن أغلقت عيناها حزناً ، كادت الدموع أن تسيل لكنها مسحتها بسرعة بعد سماعِها لصوت زوجها - ألكس - الهادىء عكس مشاعره المضطرِبة " لقد أتصلت بالطوارئ .. سأذهب أنا أيضاً للبحث عنه " ، أومأت بالموافقة و بعد رحيله أتجهت نحو صديقتها لتعيدها نحو السرير ، نظرت إلى ابنها الذي فعلها في مكانه من شدة خوفه " أُمـ مي .. يـ مآ د آ بِـ خـ يـ ر أليـ س كـ ـذلـ ـك ؟ " ، قالت بإبتسامة صنعتها بصعوبة بعد أن وضعت يدها على كتفه " أذهب للأستحمام .. سأعود لتنظيف المكان " ، رحلت و لم تجبه


أرتفع صوت رنين الهاتف ينشر صداه في الغرفة ، ردت بقلق بعد أن وضعت المنشفة جانِباً " مرحـ حباً " ، خبر نزل كالصاعقة عليها ، سقط الهاتف اللعين أرضاً ، و تاهت الحروف من شفاهِها و هي تنظر للمرأة الواقِفة أمامها " فـ فـ فلورينآ " ، قالت تلك المرأة بهدوء " أين يمآدآ لقد كان في الغرفة قبل قليل " ، لم تعرف ما تصنع غير إنها جثت على ركتبتيها و أطلقت تلك الدموع المحبوسة ، حرقة و آلم هذا ما كانت تشعر به – كلورينا - في تلك اللحظة .


من غير شعور جرت ، نحو الجثة النائمة على الثلوج أقبلت ، كأنه ينعم بالنوم الهنيء ، إبتسامته جمدتها الثلوج و زهرة أرجوانية مترنحة على صدره ، أوصاله مجمده و روحه غائبة ، أطلقت [ آهِ ] حسرة و ندماً ، رفض عقلها القبول ، جسدها أبى الإنصياع و الناس من حولِها يتهامسون " مسكين " ، " لا زال طفلاً " ، لم تعد تشعر بلون الحياة ، لم تعد تشعر بنفسها حتى !


أغمضت عيناه بيديها المرتجفتين ، حتى شهق شهقات متتالية " يمآدآ ؟ " ، زاد من نبرة صوته أكثر و أكثر و صرخ بغصة " أأنـــتَ يَمــآدآ ؟ " ، هوى على الثلوج هو و والدته و أكمل من بين الدموع " لمّ لا تجيب ؟ ، أنا يوموميرآ " ، حضنته بحزن عميق تشفق على حال صديقتها التي تُحاكي الجثة لكن ما من جواب يخرج منه


هدأت الرياح ، و لكنَّ المشاعر الفائضة أبت الهدوء ، تجمع الناس أكثر و أكثر تنظر بنظرات الشفقة و الحزن للملاك الصغير ذو التسعِ أعوام مُمدداً على الثلوج البيضاء ، من بعيد جاء جرو صغير بِفراء أبيض بعد أن هرب من الشخص الممسك به و صاح لاهِثاً بحزن على تلك الجثة كأنه يخاطبه

***

- ألا زلتُ على قيد الحياة ! - هي لا تكاد تشعر بنبضات قلبِها ، رحلَ و رحلت الحياة ، ذهبَ و ذهبت الأفراح ، نهضت لتجد نفسها في منزلِها – أكان حُلماً – تسائلت في نفسها ، فركضت مسرعة لنهاية الممرالطويل حيث غرفته هناك تكون ، لا زالت تلك الورقة مُعلقة على الباب ، لكنها كانت تامل بأن يكون كل شيء حلماً حلماً مزعجاً وكفى ، لكن سريره الخالي و الستائر المتمايلة لهبوب الرياح من النافذة المفتوحة أعطتها الجواب الصريح ، - لم يكن حلماً فلورينآ ، لم يكن كابوساً - ، قادتها قدميها لدخول مرة أخرى هي تصرخ كلما دخلت من بين شهقاتِها و آلمِها " ألم تقل بأنكَ ستعود ؟ "


تتبعت مصدر الصوت تاركة الكتاب التي تقرأه بهدوء نحو تلك الغرفة مجدداً ، كانت فكرتِها صائبة للمكوث في منزل فلورينا فهي تواجه وقتاً عصيباً " عزيزتي فلورينآ كفاكِ ظلماً لنفسك " ، " متى سيعود يمآدآ لأخذي ؟ " حضنتها برفق و مسحت على شعرها الذي كساه الشيب " عزيزتي ، لا تقولي كلاماً كهذا ، فهذهِ مشيئة القدر " ، غفت للمرة العاشِرة على التوالي على أحضان صديقتها ، تذكرت بحزن ابنها الراحِل منذ عامين كيرو !

***

" ما الأمر كيرو ألن تأتي لزيارة قبر يمآدآ ؟ " قال خِطابه موجهاً نحو الجرو العنيد ، أفلت الجرو بقوة صاحبه و توجه بالقرب من المنحدر الخطير ، " هَيي كيرو عد بسرعة المكان خطِر .. تباً جروٌ عنيد .. أتسائل لمَّ أختارك يمآدآ " ، خطى بحذر ورائه وقد كان ذلك الجرو ينبش بين الثلوج ، أخرج حِذاءاً أسوداً من الجلد الفخم و قدمه ليوموميرآ وهو يحوم حوله في دائرة و يخرج لسانه ، قال مُحاولاً كتم أحزانه " أنه الحذاء الذي أهداه أخي الكبير ليمآدآ قبل عامين " ، جلس على الثلوج و نظر للسماء " كيرو .. يمآدآ أرجو أن تكونا بخير " ، حضر في ذهنه صورة أخاه ذو السابعة عشر ربيعاً و قد كان جندياً أيضاً كوالد يمآدآ ، بفضله تعرف على صديقٌ مخلص و وفي و بفضله رحل ! ، مسح على فراء جروه البيضاء و قال " أتعلم لون فرائك يشبه لون شعر أخي و كذلك والدي "


~ تمت ، بعونٌ من الله ~







ليتَ تلكَ الأيام هيَ من تعود
و ليس ذكرياتِهآ ،
[ لم أعد خائِفاً من الموت ]






اللهم صلِّ على محمدٍ و آل محمد ،

آلسسْلآإممْ عَليكُكممْ و رحممةه الله و بركَكآتهه
إن شاء الله صياماً مقبولاً و إفطاراً لذيذاً

قببل مآ أنسى
روايتي الثانية - قيد الكتآبةه
~ || لَــوْن آلتــفآح || ~


+

إنتقأأداتكم الجميلة






التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةه ; 06-21-2015 الساعة 11:28 PM
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 06-21-2015, 11:54 PM
 
[ALIGN=CENTER]


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد

رووووووووووووووووووووووعة حبيبتي ما هذا الابداع وصف متألق سرد احترافي و خيال خرافي أنت خارقة للطبيعة باختصار
لكن ما تستحقين عليه ضربة بالكرسي لماذا هذا الحزن يا غاليتي ألا يكفينا الصبر على رمضان حتى نصبر على هذه النهاية المأساوية اوه عزيزي يامادا المسكين متأكدة من انك غرتي من شعره الامع و بياضه الناصع غيورة باكا هههههههههههههههه أمزح لا تنزعجي اوكي ؟!
لقد ذهبت لخزانتي و ارتديت ثيابا سوداء وو ضعت أشرطة شعر سوداء و ..............و.............. هل تعرفين ماذا أيضا .................................. هل انت مستعدة لتعرفي...............................هل انت متاكدة من هذا...................................................................................... حقا ............................ حسنا ان كنت مصرة لتعرفي ............................ لقد شربت كوب ماء
ههههههههههههههههه
لكن بالفعل ان أردت الصراحة جف حلقي من الصدمة ثلاثة فصول لا بل فصلان وتقولين لنا تمت أيتها المشاكسة....................... بعد ان بدات اعتاد على أسلوبك تقولين لي انتهى رصيدك
فقط لو امسك بك أيتها الصعلوكة الصغيرة ................................. لن أسامحك حتى تروي عطشي بروايتك المميزة
أتوقع منك الكثير حبيبتي ........................... و أرجو ان لا يكون تأنيبي قد جفف الدم في عروق دماغك
اسمعي لنتفق نزلي الرواية و أرسلي الرابط ثم موتي اذا شئت
في حفظ الرحمان عزيزتي
[/ALIGN

]
فاطِمةه likes this.
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة الغموض القرمزي ; 06-22-2015 الساعة 01:16 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل ستعود علينا الايام السود ؟ ملاك سالم مواضيع عامة 0 01-23-2011 06:38 AM
اذا طردت من المنتدى هل ستعود اليه؟ حسامون حوارات و نقاشات جاده 35 02-23-2009 01:04 AM
قصيده من تاليف اختي بعنوان :(ستعود يا اقصى ) نبض فلسطين محاولاتك الشعرية 10 06-29-2007 01:31 AM


الساعة الآن 09:13 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011