|
قسم أخبار و أحوال الأعضاء و نشاطاتهم تبادل أخبار و أحوال الاعضاء و المشرفين فيما بينهم وكل مايستجد في حياتهم و يهتم بنشاطات الاعضاء ومجموعاتهم الخاصه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#371
| ||
| ||
كتاباتي مملة خخخخخخ اكتبي وكمان دنيا بتكتب وبنشوف الأحلى بنحطه عادي قلبي وانا نمت ما قدرت اكمل وان شاء الله متوفرة اليوم وبكرة لأنه بعدين عندي أعراس ومواعيد للطبيب تباً وامتحان مستوى للجامعة قال تركته لانها تحسه ممل |
#372
| ||
| ||
الحبكة : مَدينةٌ يكسوها الضباب , لم تكن يوماً كذلك ! بردٌ شديدٌ اكتَسَحَ ضواحي هذه المدينة فلطالما كان البردُ يفترسُ شوارعها المستطيلة البناء , [هوكايدو] اختارها خصيصاً لكونه على علمٍ بأنَّ العذاب النفسيَّ يستلذُّ البرد ويزيدُ من فتكهِ حين يقوم! تناولَ كأسَ النبيذِ من يَدِ خَادِمِهِ المُقَدم انحناءة وِقار .. لترتسم ابتسامةُ خُبثٍ على شفتيهِ . يُحَدِقُ بالساعة الرملية الموضوعة على طاولةٍ مُربعةَ الشكل أمام مِقعده .. هو على انتظارهما مُعلقٌ آمالهُ , الصبرُ يتهرب منه .. يُريدُ إرواء ظمأ ونيسهِ وسيدهِ الوحيد كما يزعم ! فجأةَ , إذا هو بناهضٍ وقد اعتلاهُ خَطبُ الجنون! آن أوانهما , سقطتْ آخرُ حبات رملِ الساعة , إماءة حلول الوقت لوطأتهما قاع القصر المُهيب . من يراهُ يظنّه مُختلُّ العقلِ لا محالة , تصرفٌ لا يليق بصاحب نفوذٍ كنفوذه! رمى كأس النبيذ أرضاً , آمراً تابعهُ بـإخلاء القصر وليبقى هو وحدهُ , قابلهُ الأخر بـاحترام شديد , مُطيعاً لأوامرهِ .. مضت ثوانٍ ولم يعد أحدٌ في القصر موجود! , إلّا هُما والآخران على أعتاب باب القصر , وطأت قدما [تشيوا] خارِجاً بينما التابعُ تقفّاهُ بعينه فقط ولم يخرج قط! فُتِحتْ أبواب القصرِ من غيرِ فاتحٍ , انبلجتْ وحدها ! ليلجا بزيّهما الأنيق , رَجُلا أعمالٍ هُما , تتسعُ ابتسامته كُلّما خطيا وصارا على مَقرُبةٍ منه , وما إلّا هيَ بثوانٍ أخرى قَد مضتْ وصرخ بصوتهِ الصاخب مُرحِباً بفريستيهِ الجديدتين . تحدّث أحدهما بـابتسامة : تشيوا لم نركَ منذ مدّة , من الجيدِ إنّ مرشدك دلّنا على قصرك فلم نكن بعارفين للطريق جيداً لذا شكّراً لك لاستضافتنا , نُقدّم لكَ كُلَّ الاحترام ! . وقدرِ ما أوتيَ إليه من تمكّن .. حاولَ كتم ضحكتهِ من الصدوح! أفكارهُ المِعوجّة تريد أن تُنفّذَ فوراً ! , بطريقة أو بأخرى أقنعهما بالذهاب لقلعة [اوساكي] ومضتْ الأيامُ وتلتها الشهور ولم يعد يُسمع صوتٌ لهما ولا عادا موجودينِ ! ******** الفصل الآول : الدعوّة استحلَّ الانحطاطُ قلبهُ مذ وافتهُ شياطين الموتِ , لم تعد لهُ حياةٌ يَملِكُها اسمهُ يُسقى بدم قتلاه , هيّمَت غشاوة سوداء على عينيهِ وأغطية صمّت أُذُنيه .. لا يسمعُ حشرجاتهم , صرخاتهم وغوثهم .. أيّانَ لهُ ذلك وقد ابتاعَ الظُلمةَ منه . كأيّ صباحٍ كان , وكما اعتاد أن يفعل عادةً .. كأسَ النبيذ لا يُفارِقُ راحة يدهِ تُقَدَمُ كلُّ أنواع الأطعمة إليه وهو الجالس على مائدة الطعام الطويلة تُناسِبُ حديقةَ قصره الفخمة , أنهى وجبتهُ .. مُكَلِماً بعدها كبيرَ خدمهِ وذراعه الأيمن ــ [أكويا]! ألغِ جميع جداول أعمالي اليوم , فهو يومٌ خاص جداً ! ــ سَمعاً وطاعةَ . انصرف فور اعتِدالهِ في وقوفهِ , والأخر تبسّمَ بخبث , تداعتْ خصلات شعره السوداء أماماً بنسيمِ هواءٍ بارد , غطّى عينهُ اليُمنى بكفهِ , وقد أُحيلتْ نظرته للكرهِ الدفين , همسَ مُخاطِباً نفسهُ : من التالي يا تُرى؟ .......... كَانَ جالساً عَلَى ذَلِكِ المِقعدُ النُحَاسِي الذِي تَوسط غُرفة صغِيرة تَكَفِي لِعيشِ شَخصٍ وَاحدٍ فقطَ . لِلنَومِ يَكَاد يَفتحُ أَبوَابهُ ، و لَكنهُ لاَ يَزَال يَترقبُ ذَلِكِ الاتِصَال . تَقدمَ إِلَى تِلكَ النَافِذة الزُجَاجِيّة يُرَاقِبُ قَطرَاتَ المَطرِ المُنْهَمِرة . فِي سَنْغَافُورة هُو يَعِيش ، تِلك المَدِينَة التِي بَاتَت حُلم كُل طَالِبٍ جَامِعِي . لاَ زَالتَ ذِكْرَى قُدُومِهِ لِسَنْغَافُورة مَغرُوسةً فِي عَقلِهِ و كَأَنهُ بِالأَمسِ أَتَى . قَطَعَ تَسلسُل أَفكَارِه رَنِين هَاتِفهُ . شَقَت الابْتِسَامَة وَجَهَهُ ، " أَخِيرَاً " أَردَف فِي نَفْسِهِ و السَعَادةُ تَغْمُرُهُ . أَجَاب عَلَى الاتِصَالِ لِيُبَادِر قَائِلاً : مَرَحَباً أَبِي ! لِمَ تَأَخرت بِالاتِصَالِ ؟! تَنهِيدةُ يَأَس أَطَلقهَا مُخَاطِبهُ لِيسَتَطرِد بَعدَهَا : كَمَا تَعَلم إِنْهَا فَتْرةُ الامِتِحَانَاتِ لِذَا كَانَ عَليَّ تَصْحِيح بَعَض الاخْتِبَارَات بِالمدَرسةِ . أَردَفَ بِتَسَاؤُل : إِذاً أَنْتَ مَشغُولٌ هَذِهِ الأَيَامِ ؟ تَنْحنْحَ لِيجِيبهُ : نَعم يَا سَامر لِذَا رُبمَا لاَ أَكُونُ مُتْفرِغاً للاتِصَالِ بِكَ . بَادرهُ بِحنَانِ : لاَ تَهتم أَبِي ، اعتنِي بِنْفسِك جَيِداً . أَتَاهُ صَوتُ ذَلِكَ العجُوز قَائِلاً : حَفِظكَ اللهُ يَا بُنيَّ ، فِي أَمَانِ الله . مَا إِنْ أَنْهَى جُملتَهُ حَتَى أَغلق الخَط مُعلِناً انْتِهَاءِ المُحَادثة . وَضَعَ هَاتِفَهُ عَلَى طَاوِلتِهِ الخَشبِية و ارتَمَى عَلَى سَرِيرِهِ مُسْتَسَلِمًا لِلنْوَمِ فَمَا كَانَ يُؤَخِرهُ إِلاَ إاتصَالِ وَالِدهُ . الصَّبَاحُ قَدَ أَتَى و أَشِعةُ الشمْسِ تَسلَلتْ لِغُرفتهُ ، فَتَحَ عَيْنَيهِ بِخِفةٍ ، رَمَشَ عِدة مَرَات قَبَلَ أَن يُدرِك حُلُول الصَّبَاحِ . نَهِضَ مِنْ سَرِيرِهِ و لاَ يَزَالُ النْوَمُ بِعينِهِ . أَخَذ حَمَاماً سَرِيعاً و ارتَدَى مَلاَبِسهُ خَارِجاً لِجَامِعته . وَصَلَ إِلِى ذَلِك المَبْنَى الضْخَم ، بُنِيِّ الَلوَنِ هَو ، شَاهِقٌ و كَأَنْهُ يُنَافِسُ نَاطِحَات السِّحَاب . بِدَاخِلِهِ عَشرَاتُ المَبَانِي لِكلٍ مِنْهَا تَخصُصّ مُعَينْ ، و نَافُورةُ بِشْكلِ أَسدٍ صُمِمَت . بِالتَحدِيدِ اِتَجهَ لِتلك القَاعة حَيثُ مُحَاضرتِهِ الأُولَى . تَوَالت المُحَاضرَات وَرَاءِ بَعضِهَا بِسُرعَة وَ اِنقضَى الدَوَام الدِرَاسِي . تَوَجهَ لِمَطعمِ [ سَاوَر بُوس ] كَمَا اِعتَاد لِتنَاولِ طعَامِ الغَدَاءِ . لاَ يَزَال جَاهِلاً لِلطبَخِ ، فَقَط البيضِ هُو مَا يُجِيدُ إِعْدَادهُ . اِهْتَزَ هَاتِفهُ لِيخرِجَهُ مِنْ جَيبهِ بِانْزِعَاجٍ . رٌقْمٌ غَرِيب تَوَسطت شَاشةُ الهَاتِفِ ، مِنْ الرَمْزَ كَانَ وَاضَحَاً أَنْ المُرسل يَابَانيَّ الجِنْسِية . رَفَعَ إِحْدَى حَاجِبيهِ مُنْدَهِشاً . فَتحَ الرِسَالةَ و قرأَهَا وَ سُرْعَانَ مَا اِنْتَابَهُ شُعُورٌ بِالرِيبةِ . فَمُحْتَوَى الرِسَالة كَانَ عِبَارة عَنْ دَعوِةِ لِلذَهَابِ إِلَى اليَابَانِ وَ بِالتَحدِيدِ إِلَى [ هُوكَايّدُو ] لأَذْكَى الطَّلاَب عَلَى مُسْتَوَى العَالِمِ . بِالأَسْفلِ كُتِبَ مَوعِدِ إِقْلاَعِ الطَائِرةِ . رَفَعَ كِتْفَيهِ لاَ مُبَالِياً فَرُبْمَا قَدْ أَتْتَهُ خَطَأً أَوْ أَنْ المُرِسل مُجْرد مُخَادِعٍ لاَ أَكْثْرِ . حَالــمَا انتَهَى مِنْ الغَدَاءِ اتجْهَ لِشْقَتِهِ الصَّغِيرةِ . اِتَجْهَ لِسَرِيرِهِ عَازِماً عَلَى أَخْذِ قِسْطٍ مِنْ الرَاحَةِ . مَرتَ ثَلاَثةُ سَاعَاتِ اِسْتَيْقظَ بَعدَهَا بَدأَ بِمُذَاكرةِ دُرُوسِهِ . فَاجآهُ طَرقُ البَابِ ، بَادَرَ بِفَتحِ البَابِ ، لِيْجِدَ فَتَى أَبْيَضِ البَشرة ، أَخَضرُ العَينْينِ ، بُنِيُّ الشَعَرِ ، رُبَمَا ابنُ العِشرِينْ عَامَ . مَد لَهُ ذَلِكَ المَاثِلُ أَمَامهُ ظَرف صَغِير كُتِبَ عَلَيْهِ [ إِلَى الطَالِب سَامْر ] . أَرَدف الوَاقِفِ عَلَى البَابِ : هَذهِ تَذَاكِرِ الطَائِرَةِ التِي حَجزَهَا السَّيدُ [ تِشيوا ] ، نَتْمَنَى حُضُورك ، إِلَى اللِقَاءِ . ثمَ غَادرَ مُلِوِحاً لَهُ مُوَدِعاً إِيَاه . لَمْ يُحرِك سَامِر سَاكناً ، بَقيَّ مُتَسَمِراً مَكَانْهُ . إِذًا مَا كُتِبَ بِتلكَ الرِسَالةِ كَانَ صَحِيحاً . شَخْصٌ مَشْهُور لِمْ يْسَمع عَنْهُ قَطَ يَدْعُوهُ للِيَابَانِ . لِمَ اخَتَارهُ هُو ؟ هَلَ هُو فَائِقُ الذَكَاءِ لِتلكَ الدّرجَة ؟ عَشَرَات الأَسئِلة اِرْتَطمت بِجِدارِ رأَسِهِ دُونْ أَنْ يَعْثر لَهَا عَلَى إِجَابَة . لَكِنْ شَيءٌ وَاحِد فَقَط كَانَ يَعْرِفَهُ ، أَنْهُ عَلَيِهِ الذَهَابُ و مُقَابلة ذَلِكَ المَجهُول . ........... قبل عدّة أيام .. أحياء فقيرةُ المباني , بعيدة كل البعد عن الحال الجيّد , دلفتْ شابة في مقتبل العشرين الغرفة , ترتدي ثياب شُبهَ رَثّة .. وفي طريقها للرف المقصود حيّتْ أخيها القعيد ابتَسَمتْ لهُ : أمير , أبي كلّم أخي اليوم , قال إنّه بحال جيدة , كم أحسده يستطيع الدراسة خارجاً بينما أنا محبوسة في جدران هذا البيت القديم والفقير ! لم ينبس بحرف , فقط بادلها الابتِسامة .. هي لم تذق معاناته كي تعرف معنى البأس .. تحسدهُ على شيء تكرهُ فعله , تركت المدرسة منذ المرحلة المتوسطة بينما سامر تابع الدراسة واجتهد في عمله الجزئيّ حتى حصل على مُنحة دِراسية من جامعة في فلسطين .. حرّك كُرسيه مُتجِهاً للخارج مُتجاهِلاً إياها , حكّت شعرها البنيّ الأشعث بِـانزعاج أعادتْ الكؤوس على الرف الخشبيّ القديم , فجأةً سَمِعتْ صوتَ جرس الباب , استغربتْ قليلاً فوالدها لن يعودَ حتّى الغداء , وأمّها في العمل .. ليسَ هُناكَ زائرٌ لهم في العادة . ترددتْ قليلاً في فتح الباب , فهي وأخوها وحدهما في المنزل ناهيها عن كون أخيها عاجز عن السير , ارتَدَتْ نِقابها ثم العباءة سائرة بتردد .. وما إن فتحت الباب شَهُقَتْ , تسمّرت , ما الذي يفعلهُ هُنا؟ .. ابتسمَ لها قائلاً بمرح ــ ما بكِ أُختاه , هل هذا ترحيبٌ يليقُ بـأخيكِ المسافر؟ إلى متى سأبقى واقِفاً على الباب؟ أفاقتْ من شرودها , فنزعتْ النِقابَ مُدخِلةً إيّاه , هي لا تضمّهُ في العادة بل هو من يفعل لكن لِمَ هذه المرّة إكتفى بالتحديق في أرجاء المنزل , وكأنّه باحِثٌ عَنْ شيء ! ــ أبي وأمي ليسا هُنا , والأهم كيف لك أن تعود والعامُ لم ينتهِ ؟ ــ آه .. بشأنِ سؤالكِ فـ .. صحيح أخذتُ إجازة وأتيتُ لأراكم , مضى وقتٌ طويل . شكّتْ في إجابته , التوتّر بادٍ عليه , يتحاشى النظر إليها ! دخل غُرفةَ أمير تارِكاً إيّاها على عتبة الباب , حيّاهُ بصورة طبيعية , تبادلوا الحديثَ إلى حلول الليل وقد سُرَّ والداهُ برؤيته .. وما أسعدهما هو خبر الرحلة لليابان . هنئوهُ فردًا فردًا بتهللٍ فَرِحٍ في تعابيرهم بِـاستثناء كوثر الّتي حاولتْ كبح جِماح غيرتها وغيظها . وفيما حكوهُ .. ترسّلَ أبوه المُسِنُ في الحديث ــ حقّاً أنا فخورٌ بِكَ , صيت اسمِكَ سيرتفعُ بين الناسِ يوماً ما , عندما تغدو طبيباً ناجِحاً , لو كان الأمرُ بيدي لذهبنا جميعاً لليابان لكن التذاكر مُكلِفة . ــ إن شاءَ الله , شُكراً لك أبتاه .. كُلّ هذا بفضل الله ثم أنتَ .. بالحديثِ عن التذاكر فلديّ تذكرتان معي , إضافيتان منه .. [تشيوا] قال أحظر من تشاء معك .. صحيح هُناك إشاعات حولهُ لكن الإشاعة تبقى إشاعة , إذن من منكم يأتي معي فأنا لم أكوّن صداقات قويّة في الجامِعة بسنغافورة , وأنتم أولى بالإياب .. إنبلجتْ عينا كوثر , لو كان بيدها لقفزتْ صائحة "أنا أريد الذهاب" ! تمالكتْ نفسها قليلاً إلى إن أتى الفرجُ ونطق الأب : خذ كوثر فقط . تساءل سامِر وليس شخصاً واحِدا من أراد : لِمَ وأمير؟ أعلم أنّهُ غير قادر على المشي لكن هكذا ستذهب التذكرة الأخرى هباءً .. ــ هو مُرهقٌ والسفرُ يُرهِقهُ أكثر , لذا خذ كوثر فقط , فأنا وأمّك لا نريدُ السفر . انتهتْ المحاورة , فغادرَ كُلٌ لغرفته .. أوّصَدَ سامِر البابَ قطّب جبينهِ ناظِراً بحنق , هكذا راحتْ إحدى الفرائِس لكن ما بيدهِ حيلة .. همسَ بصوتٍ خافِتْ : كوثر أو أمير أو حتى أنا .. من يهتم! المهم سنُرضيه! وبعدَ يومين انطلقا للمطار , وكأيّ وداعٍ كان . عادَ الأبُ للمنزل وحين همَّ بفتحِ البابِ , رنَّ صوتُ هاتِفه وكان المتصلُ الراحلُ توّاً ألا وهو سامِر , أجاب مُتعباً من اجواء السيّارة ــ سامر , هل حدثَ مكروه لك كي تتصل , لقد أقلعت طيّارتك الآن كيف لك المقدرة على الاتصال؟ لم يفهم سامِر شيئاً , جلسَ على سريره بقلق ــ أبي , ما الذي تتحدثُ عنه؟ أين سافرت , وأيّ طائرة؟ ــ الطائرة الراحلة لليابان , قلتَ إنّ المدعو [تشيوا] عرض الرحلة عليكَ وأخذتَ كوثر معك لأن تشيوا أرسل لك ثلاث تذاكر , وقد انطَلَقتْ طائرتك قبل عودتي للمنزل . ارتجفَ بدنُ سامِر , هو لم يُخبر مخلوقاً بأمرِ الرحلة , كيف لوالدهِ أن يعرف! ــ وكم مضى وانا في فلسطين معكم؟ ــ ما بك أسئلتك غريبة , لا اذكر كم بالضبط فأنا رجل كبير في السن , لكن يتجاوز مدّة أسبوع على ما اعتقد . ــ حسناً , في حِفظ الله . أغلق الخطَّ في وجه والده , هو لا يريدُ سماع المزيد! خاطبَ ذاتهُ بعصبيّة ــ لا ريب في كونه يُمازِحَني ! أسبوع؟ وأخذتُ كوثر , ما هذا بحق الله ! لم أغادر سنغافورة حتّى كي أرجع وأنا في منتصف العام الدراسيّ , لكن لحظة! أبي قال إنّ كوثر سافرتْ لليابان ومعي أنا ؟ هُراء! رمى الهاتفَ غاضِباً على سريرهِ , يكادُ عقلهُ ينفجرُ مِنْ شدّة التفكيرِ فيما قال والده الذي لا يكذب وليس له هدفٌ من الكذب هكذا , هو لم يخطئ الرقم بالتأكيد . عزم على السفر فـهو لا يعلم ما الذي ينتظرُ أُختهُ هناك ومع شابٍ غريب ليس هو! ************* الفصل الثاني : بداية العذاب نظرت من تلك النافذة الصغيرة ذات الإطار المعدني وعلامات الذهول ترتسم على وجهها المستدير ، لم ترى منظراً أجمل مما تراه الآن ، هضابٌ تكسوها ثلوجٌ ناصعةُ البياض تفصل بينها جداول مياه صغيرة قد تجمدت من شدة الصقيع ، منظرٌ لم تتخيل يوماً بأنها ستراه ، أشاحت بنظرها نحو أخيها لتجده نائماً وعلامات التعب ظاهرةٌ على وجهه ، ابتسمت فكل ما تراه هنا بفضله رغم كل شيء ، لم تعتقد يوماً بأنها قد تسافر في طائرة فكيف إذ هو يأخذها إلى المكان الذي تمنت رؤيته منذ الصغر ، البلدُ الذي تولد فيه المعجزات ، اليابان . قررت ألا تزعجه فعادت لتأمل المناظر الخلابة ، لكن قاطع تمتعها صوتٌ مزعجٌ وضوء أحمر بثّا في نفسها الذعر والفزع ، أمسكت بذراع أخيها لتضمها إليها وأغلقت عيناها ، استيقظ فزعاً من نومه ليلتفت حوله عسى أن يفهم شيئاً ، بعد ثوانٍ صدر صوتٌ يطلب منهم أن يرتدوا المظلات التي وُضعت تحت كراسيهم القماشية لتنقذهم في مثل هذا الموقف ، نهض سامر من مقعده طالباً من أخته البقاء ، لم ترفض له ذلك فهي بالفعل قد تسمرت في مكانها من شدة الخوف الذي سيطر عليها ، أسرع إلى الغرفة التي تلي غرفة جلوسهم ليجدها خاويةً من الحياة لا نبض فيها ، تمتم مع نفسه : هذا المكان سيكون جيداً ليجلس على الأرض ويتلفظ بكلماتٍ لو سمعها أحد ما كان ليعيش بعد سماعه لها ، لم تمضِ ثوانٍ حتى تخرج سحابةٌ سوداء من الرمز الذي رسمه على الأرض ، وقف وابتسامةُ صغيرة ترتسم على وجهه ليردف قائلاً : إن الطائرة تهوي وسيدنا لن يرضيه ذلك لذا الطائرة لن تقع ولو اضطررنا لحملها بأنفسها ، لم تلفظ السحابةُ شيئاً بل أختفت بعد أن أنهى سامر حديثه ، ثوانٍ حتى عادت الطائرة كما كانت ............... كأس نبيذ ، أضواء مطفئة ، موسيقى صاخبة، أجواءٌ شيطانية لم يعتد على الجلوس إلا بوجودها ، ارتشف من كأسه رشفة لينظر إلى الرمال وهي تنزل ، ظهرت على وجهه ابتسامة ، ينتظر آخر حبة رملٍ لتعلن معها وصول وجبةٍ جديدة ، سيكون الهديةَ الأفضل لسيدي ، كانت هذه الجملة تستولي على تفكيره حين دخل عليه أحد خدمه ، انحنى بوقارٍ ثم سأل سيده بالنهوض فقابله بالإيجاب ، نظر إلى الأرض فهو لا يجرُؤ على النظر في عيني سيده اللتان تشتعلان شراً ، عينان سوداوان كظلمة الليل أو بالأحرى كسواد قلبه ، علامات الخوف باديةٌ على وجهه مثل كلّ مرةٍ يقف فيها بين ذراعي رئيسه ، لكن الرعب ازداد عندما حدّثه سيده بصوته الغليظ - لماذا تقاطعني ؟؟ ألم أقل أنه لا يحلُّ لأحدٍ مقاطعتي عدا [أكويا] ؟؟ - ل..لقد أمرني ..أ..أ..[أكويا] بـ..بـ..بسؤالك عن ...بقية المـ..المدعوين أخرجها الخادم بعد صعوبةٍ بالغةٍ من حلقه الذي جفّ هيبةً منه - قُل له إني لا أهتم ، فهم مجرد ألعابٍ سأتسلى بها ، المهم ذلك الشاب فهو سيكون أفضل هديةٍ حصل عليها علاماتُ دهشةٍ تغزو وجهه ، آلاف التساؤلات حيرت عقله ، ماذا يقصد بأنهم لعبٌ سيتسلى بها ، وذلك الشاب هدية !! لمن ؟؟! ، نظر إليه سيده بعينيه آمراً إياه بالإنصراف، أصدر كرسيه صوتاً عندما نهض عنه ، اتجه ببطءٍ نحو النافذة الضخمة المطلة على حديقته ، أطفأ الموسيقى وقام بفتح الستائر الحمراء القانية ، نظر إلى الخارج وتحديداً إلى السماء ، عادت ابتسامات الخبث لوجهه متسائلاً ، متى ستصل يا سامر فسيدي وأنا ننتظر قدومك بتلهف وشوق ثم أغلق الستائر ليلعلن عودته لتلك الأجواء من جديد في الخارج.. رأسه سينفجر من كثرة المتاهات التي ترتسم فيه ، رعشةٌ قوية استولت على جسده ، كلمات رئيسه أصبحت تصدح في أذنه كما الموسيقى الصاخبة التي يضعها ، حالة هذيانٍ أصابته ، تشويش أعتلى مشاعره ، حتى قرر أن أفضل وسيلة للنجاة مما هو فيه الهروب من القصر ، اتجه صوب [أكويا] الذي كان منشغلاً بما أمره به [تشيوا] ، علامات إرهاقٍ استولت على وجهه الشاحب المليء بالتجاعيد ، لم يذق للنوم طعماً منذ ثلاثة أيام ، طرق الشاب على الباب ليأذن له [أكويا] بالدخول ، لم يطل البقاء فقط أكتفى بقول ما أمره به [تشيوا] وانصرف . خطوات مثقلةٌ مشى بها نحو مدخل القصر ، شعورٌ بالفرحة اعتمر قلبه ، لا يفصل بينه وبين هذا الكابوس سوى عتبةٍ واسعةٍ ، خطوةٌ وتصبح الحرية من نصيبه ، ليظهر لونُ أحمرٌ يتوسط العتبة البيضاء، كانت ذلك أثر حذائه على مدخل القصر ، لم يخطُ خطوةً غيرها. ............ صوت قطراتٍ جذبت انتباهه ، كان أحد الخدم وأصغرهم سناً ، بدأ عمله اليوم تحديداً ، اتجه نحو الصوت آملاً أن يجد للمشكلة حلاً ، كان الصوتٌ قادماً من الغرفة المحظورة ، فتح الباب بحذرٍ ليُصدر صريراً قوياً ، دخل الغرفة بتأنٍ وعلامات القلق واضحة عليه ، تتبع صوت القطرات التي يريد حل مشكلتها والخروج قبل أن يراه أحد ، نظر في أرجاء الغرفة دون أن يجد صنبوراً واحداً للمياه ، تُرى من أين يأتي صوت القطرات ؟، قالها وهو يتمشى في الغرفة ليقاطع تفكيره قطرةٌ سقطت على رأسه ، انقتحت عيناه على مصرعيهما عندما رآه ، معلقٌ بالسقف وأحشاؤه بارزةٌ من جسده ، تعرف إليه في الحال، لقد كان الخادم الذي أرسله [أكويا] لصاحب القصر ، تسلل الذعر إلى قلبه ليسقط أرضاً ، تجمد في مكانه دون أن يتلفظ ببنت شفة ، ثوانٍ حتى استفاق من صدمته ليركض والخوف ينتشر مع خطواته ، صراخٌ ملأ أركان القصر ، قاطع صراخه العالي أجواء [تشيوا]، صوت تكسر كأس النبيذ التي بيده رافق ذلك الصراخ ، غضبٌ جامحٌ يصدر من عينيه ، خطواتٌ قويةٌ أتى بها من غرفته كانت تقترب من [أكويا] ، دنى من أذن [اكويا] ليهمس له - سأغادر اليوم لقلعة [اوساكي] ، تأكد من تنظيف الفوضى واتبعني فيجب أن نُحضر استقبالاً ملائماً لضيوفنا القادمين عاد الهدوء إلى ملامح وجهه الأبيض ، سار بخطواتٍ هادئةٍ نحو باب القصر ، خرج لتغلق أبواب القصر خلفه دون مُغلِق ، هدوءٌ قاتل سيطر على باحات القصر وغرفه ليزيله أصواتُ صرخاتٍ واستغاثات ، ثلاثُ ساعات كانت كفيلة بتنظيف الفوضى كما فضل [تشيوا] تسميتها ، جدرانٌ رُسمت عليها رموزٌ بالدماء وأرضٌ تناثرت عليها أعضاءٌ مختلفة ، صورة القصر عندما أقفله [أكويا] ليلحق بسيده لتجهيز وليمةٍ جديدة ************** ^ ^ ^ ي البارتين مع بعض والحبكة |
#373
| ||
| ||
انا اليوم ماراح اكون متواجدة من الساعة 7 جارتنا رجع ابنها المعرس من شهر العسل ورايحين عندها معزومين للعشاء + تمام التمام خلصنا بارتين فيه اشياء بسيطة بعدلها بكتابتك ميمي لكنه كلش رائع ، كاتباتك طلعت احلا مني هههههـ طيب كده علينا مدخلين و مخرجين صح ؟ راح نكتبهم انا و كول جيرل و انتي تقييمين الاحل منهم . و شسمه راح احاول افكر اكتب البارت الثالث ^^ |
#374
| ||
| ||
طيب وانا يمكن ما ادخل ما ادري شو يصير بنفع اجي معكم + عدلي عدلي انا داري عن كتابتي كتبت وانا احكي مع صديقتي ع الفيس خخخخخخخ اكتبي المدخلين والمخرجين وهي كمان واذا سهرنا اليوم بنختار واحد منهم حاولي وانا بفكر هسى بافكار وبحكيلك شو بيطلع معي لانه لسى جانب القتال ما غطيناه |
#375
| ||
| ||
هههههـ اتفضلي حياك الله خخخ اوكي راح احاول اكتبه ان شالله ابخلص لصق الفصل 5 و اكتبه وكمان دقيقة بفتح من اللاب و اخبركم بشغلة |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صحــــابة جـــهلناهــــمــــ """ النقاش الأول """ | أورافيس | Aorafis | نور الإسلام - | 13 | 08-23-2015 01:02 AM |
سمير الجمل يكتب.. الشاذلي بين مطرقة "السادات" و سندان "مبارك" تلخص مسيرة الفريق سعد الدين الشاذلي.. كل الحروب العربية.. | yousrielsaid | مواضيع عامة | 0 | 10-04-2012 12:30 PM |
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" | mody2trade | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 05-14-2008 02:37 PM |