[ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ]
ﻣﺎ ﺍﺟﻤﻞ ﺍﻥ ﻧﻜﺒﺮ ﻭﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻣﺤﺘﻔﻈﻴﻦ ﺑﺒﺮﺍﺀﺓ ﻃﻔﻮﻟﺘﻨﺎ ......
.......... ﻭﻟﻮ ﺯﻳﻔﺎ ! .
ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺑﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ... ﻣﺮﺡ ﻳﺤﺐ ﻣﻤﺎﺯﺣﺔ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ، ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻻﺯﻣﺖ ﺛﻐﺮﻩ ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﻟﻢ ﺗﺘﺨﻄﻰ ﻣﻨﺎﻓﺬﻫﺎ .. ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺷﻔﺎﻓﺔ ﻭﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺳﻄﺤﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ .
ﺣﻤﻞ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ، ﻭﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﺧﺒﺮﺗﻨﺎ ﺑﺜﻘﻠﻪ ﻭﻟﻮ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍ ، ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺣﻴﺚ ﺍﻣﻪ ﺛﻢ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺭﺍﺟﻴﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ، ﻭﺗﺤﻘﻖ ﻟﻪ
_ ﺩﻭﺭﺓ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﺘﻘﺼﺪ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ، ﻟﻦ ﺍﺗﺤﻤﻞ ﺍﻧﺤﻄﺎﻁ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻟﺬﺍ ﻋﻮﺩﺗﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻇﻬﻴﺮﺓ ﺍﻟﻐﺪ .
ﻗﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ، ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺸﻌﺎﻥ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻣﻞ ، ﻣﻠﻮﺣﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺬﻫﺐ ، ﺍﺗﺬﻛﺮﻩ ﺗﻤﺎﻣﺎ .. ﻣﻌﺼﻤﻪ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻭﻳﺎ ؛
ﻟﻢ ﺍﺗﺤﻤﻞ ﻏﻴﺎﺑﻪ ! ﻣﺮﺕ ﺑﺒﻂﺀ ﺷﺪﻳﺪ
ﻭﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪ ، ﻋﺎﺩ ، ﻟﻜﻦ ... ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ ..
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﺑﺒﺸﺮﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﻗﻌﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ - ﺷﺎﺣﺒﺔ .. ﺭﺑﻤﺎ ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ .. ﺍﻭ ﺍﻧﻪ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﺣﺪ ﻣﺎ .. ﻛﺎﻥ ﺳﻮﺍﺭ ﺍﺳﻮﺩ ، ﺍﻋﺠﺒﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ، ﺍﺣﺒﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺷﻢ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺑﺎﻳﻦ ﺍﻧﻪ ﻳﺒﺬﻝ ﺟﻬﺪﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻛﻲ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺮﺣﺔ ، ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺟﺮ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺑﻠﺔ .. ﻛﺎﻥ ﻳﻐﻤﺮﻧﻲ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺣﻴﻦ ﺍﺭﺍﻫﺎ .
ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻓﻲ 13 ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﻭﻻﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺍﻥ ﺍﻃﺮﻕ ﺑﺎﺏ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻟﻲ
ﺑﺸﻌﺮﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺛﻞ ﻟﻠﻮﻥ ﺑﺸﺮﺗﻪ ... ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻴﺰﺍ ، ﺑﺖ ﺍﺭﻯ ﻛﺪﻣﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ، ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻷﻟﻤﻪ ﻳﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﺑﺸﺪﺓ .. ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﺧﺒﺮﻧﻲ ﻗﺎﺋﻼ
_ ﺍﺗﻌﻠﻢ ﺍﻣﺮﺍ ؟ .. ﻟﻮ ﺍﻥ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﻗﺒﻌﺖ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻥ ﺍﺣﻈﻰ ﺑﺨﻴﺎﻝ ﻫﺎﺩﺉ ... ﺍﻛﻮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﺢ ﺣﺘﻤﺎ ! ... ﻋﺰﻳﺰﻱ ، ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﻭﺟﻌﺎ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .. ﻫﻬﻬﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﻋﻨﻴﻪ .... ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ؟ .
_ ﻟﻤﺎ ﺗﺘﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﺑﺠﺮﺡ ﻛﻬﺬﺍ ! ﺍﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﺡ ﺳﺎﻋﺪﻙ ؟ .
_ ﻟﻴﺎﻡ .. ﻻ ﺗﻜﻦ ﻓﻀﻮﻟﻴﺎ ﺟﺪﺍ ، ﻓﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﻭﻻ ﻳﻀﺮﻙ .. ﻻ ﻳﺨﺼﻚ ﺣﺘﻤﺎ ... ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ؟ .
_ ﺣﺴﻨﺎ ، ﺍﺭﺟﻮﻙ ﺍﺧﺒﺮﻧﻲ ..... ﻫﻞ ﺗﺘﺄﻟﻢ ﻳﺎ ﺍﺧﻲ ؟ .
ﻟﻴﺎﻡ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﺠﻤﻠﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻻﻟﻢ ﻟﻴﻠﻮﻱ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻤﻪ ﻭﻳﻌﻘﺪ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﺘﻒ ﻣﺴﺒﻘﺎ :
ﺃﻣﻤﻤﻤﻢ ﺍﻻﻟﻢ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﻳﺸﻌﺮﻧﻲ ﺑﺸﻌﻮﺭ ﻣﻤﺘﻊ ﻗﻠﻴﻼ ، ﺍﻻ ﺍﻧﻪ ﺍﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺠﺐ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻲ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻨﻜﻢ .
ﺭﺑﻂ ﻟﻴﺎﻡ ﺍﻟﻀﻤﺎﺩﺓ ﺟﻴﺪﺍ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺻﺪﻗﻨﻲ ﻻ ﺍﻓﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﻣﻲ ! .. ﺍﺗﻘﺼﺪ ﺍﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻣﻌﻨﺎ ؟ .
ﺍﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﺎ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ :
ﺗﻐﻤﺮﻧﻲ ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﻮﻥ ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﻴﺎﻡ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﻮﻥ ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻘﺘﻲ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ .
ﺟﻤﻠﺘﻪ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﺍﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻃﻔﻮﻟﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺧﺮﺝ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﻋﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﺳﻨﺎﻧﻪ
_ ﺭﺑﻤﺎ ﻻﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ! .
ﺍﻃﺎﻝ ﺷﻔﺎﻫﻪ ﻭﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺳﺎﺋﻼ :
ﺃﻻ ﺗﺠﺎﺩﻟﻨﻲ ﺇﻻ ﻭﻣﻌﻚ ﺍﻟﻌﺼﺎ ؟ .
ﺛﻢ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻭﺷﺒﺚ ﻳﺪﻩ ﺧﻠﻒ ﻋﻨﻖ ﻟﻴﺎﻡ ﻟﻴﺴﺤﺒﻪ ﻣﻌﺎﻧﻘﺎ ﺍﻳﺎﻩ ﺑﻠﻬﻔﺔ :
ﺍﺧﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ... ﺍﻧﺖ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻧﺲ ﺩﺍﺋﻤﺎ .
_ﺍﺧﺒﺮﺗﻚ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺍﻧﻚ ﺗﺨﻨﻘﻨﻲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ .
ﺣﺎﻭﻝ ﻓﺘﺢ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺻﺪﺭ ﺍﺧﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﻛﺘﻔﻪ .. ﻋﺴﻰ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﻓﻘﻂ
ﻓﺎﺫﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﺪﻧﻮ ﺑﻐﻤﻮﺽ ﻣﻦ ﺍﺫﻥ ﻟﻴﺎﻡ ﻟﻴﻬﻤﺲ :
ﺷﻘﻴﻘﻚ ﺳﻴﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻳﻨﺎﻡ .
ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ .. ﻭﻟﻤﺎ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ ؟ ... ﺑﺪﻯ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺳﻴﻌﺎﻧﻘﻨﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺑﺪ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻋﻄﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﺧﻴﺮﺍ ... ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻗﺪ ﻧﻜﺲ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ، ﻭﺍﻧﺎ ﻣﺪﻫﻮﺵ ﺗﻤﺎﻣﺎ ... ﻣﺪﻫﻮﺵ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺦ ﻳﺪﻱ ﻭﺻﺪﺭﻱ .. ﻟﺴﺖ ﻣﺼﺎﺑﺎ .. ﺍﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﻛﻨﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﺿﻠﻊ ﺍﺧﻲ ! .
ﻧﺴﺮ ﻳﺘﺮﺑﺺ ﺑﻔﺮﻳﺴﺘﻪ ، ﺍﻭ ﺍﻧﻪ ﺷﺒﺢ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺿﺤﻴﺔ ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻮﺍﺑﻴﺲ ﻓﻲ ﻫﺠﻴﻊ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻬﺎﺕ ... ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻪ ﻭﺿﻊ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﻗﺮﺑﻪ ﻭﺍﻋﺪ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻠﺰﻣﻪ .... ﺍﻻ ﺍﻧﻪ ﻋﺎﺩ ﻣﺠﺪﺩﺍ .. ﺟﻌﻞ ﺍﻧﻔﺎﺳﻪ ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺟﺒﻴﻨﻪ ﻳﺘﺼﺒﺐ ، ﺑﻞ ﺑﻠﻞ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺗﺤﺖ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ، ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘﻢ
_ ﻻ .. ﺍﺗﺮﻛﻮﻩ .. ﺗﻮﻗﻔﻮﺍ ... ﺗﻮﻗﻔﻮﺍ .
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻩ ......... ؟ ......
..... ﺳﺎﻃﻮﺭﻫﻢ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﺫﺍﺗﻪ ، ﺗﻢ ﺑﻪ ﺑﺘﺮ ﺍﻃﺮﺍﻓﻪ ، ﺑﺎﺳﻠﻮﺏ ﺷﻨﻴﻊ ، ﻭﻫﻤﺠﻲ ﺍﻳﻀﺎ ... ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﻟﻴﺎﻡ ﻭﺳﻮﻗﻪ ﺗﺒﺘﺮ ، ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻔﻴﻖ ﻓﻲ ﺻﻔﻪ ﻫﻨﺎﻙ ، ﺍﺣﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﺿﺠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻪ ﻭﺟﻠﺲ ﺧﻠﻒ ﺭﺃﺳﻪ ، ﻋﺪﺩ ﺍﺧﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺴﺨﺮﻳﻦ ﻗﻮﺍﻫﻢ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺭﺽ ، ﺁﻧﻔﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﻴﺪ ﻭﻳﺪﺍﻩ ﺍﻟﻤﺒﺘﻮﺭﺗﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﻇﻬﺮﻩ ، ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻛﺴﺖ ﻫﻴﺒﺘﻪ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻔﺮﺓ ، ﻭﺍﻧﻲ ﻻ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻧﻬﺎ ﺣﺎﺩﺓ ﻟﺘﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﺸﻔﺮﺓ ، ﺧﺮﺩﺓ ﺻﺪﺋﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﻟﻮﺻﻔﻬﺎ ..
ﺍﻏﻤﺾ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻴﻨﻴﻪ - ﻣﻌﻠﻨﺎ ﺍﺳﺘﺴﻼﻣﻪ - ﻭﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﺓ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ! ﻣﺎ ﺑﻬﺎ ؟ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻫﻨﺎ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺣﺲ ﺑﻠﺰﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻩ ﻟﻴﻨﺤﺪﺭ ﺩﻣﻬﺎ ﻭﺻﻮﻻ ﺍﻟﻰ ﻓﻤﻪ ، ﺑﺪﻯ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻼﻣﺤﻪ ﺍﻟﺨﺎﺋﻔﺔ ، ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻬﺎﻣﺴﻪ ﺛﻢ ﻟﻌﻖ ﺍﻟﺪﻡ ... ﺍﺟﻔﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺿﺎﻏﻄﺎ ﺍﺳﻨﺎﻧﻪ ، ﻟﻴﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ ... ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﻧﺴﻴﺎﺏ ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﻭﺍﻻﺧﺮﻯ ﺗﺘﻌﺜﺮ ﺑﺎﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻤﺔ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺨﺘﺮ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ .
ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﻭﺍﺿﺢ ﺟﺪﺍ ﻟﻪ ، ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻭﺣﺸﻴﻦ - ﺭﻛﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﻭﺳﺎﻋﺪ ﺫﺍﻙ - ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻩ ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮﻩ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺼﺮﻩ ، ﻟﻢ ﺗﻐﻮﺭ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﺑﻞ ﺗﻠﻌﺜﻤﺖ ، ﻣﺮﺍﺭﺍ ، ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ، ﻣﺮﺍﺭﺍ ، ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ .. ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻪ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ - ﺷﻘﻴﻖ ﻟﻴﺎﻡ - ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺟﺪﺍ ، ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺠﻔﺎﺕ ﺍﻻﺟﻔﺎﻥ ، ﺟﺒﻴﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻞ ﻏﺮﺗﻪ ﻋﺮﻗﺎ ، ﺷﻬﻴﻘﻪ ﻭﺯﻓﻴﺮﻩ ﻭﺍﻟﺮﻋﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺟﺴﺪﻩ ، ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺮﺭﻫﺎ ﺫﻫﺎﺑﺎ ﻭﺍﻳﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﻪ ﺟﺎﻋﻼ ﺍﻟﺪﻡ ﻳﺘﻔﺠﺮ ﻭﻳﻨﻬﻤﺮ ، ﺑﻘﻄﻌﻪ ﻟﻠﻮﺟﺪﻳﻦ .. ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﻟﻔﺘﺤﺘﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﻘﻪ .. ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻤﺮﺉ ﻭﺷﻘﺖ ﺍﻟﻘﺼﺒﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﺋﻴﺔ ، ﺑﺎﺗﺖ ﺷﻬﻘﺎﺗﻪ ﺷﺨﻴﺮﺍ ﻣﻠﺆﻩ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ... ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻠﺘﺼﻖ ﺑﺠﺴﺪﻩ ، ﻣﻨﻈﺮ ﻳﺠﻠﺐ ﺗﻌﺎﺳﺔ ﺍﺑﺪﻳﺔ ، ﺍﺧﺬ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﻭﻳﺪﺣﺾ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺽ ، ﻗﺎﺑﻞ ﻧﺰﻋﺎﺕ ﺭﻭﺣﻪ ﺑﺮﻓﺲ ﻭﺣﺮﻛﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻌﺪﻫﺎ
.... ﻫﺪﺍﺀ .... ﻭﺑﺮﺩ
ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ، ﻓﺤﺘﻰ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﺎﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﺠﻨﺒﻪ ، ﺍﻻ ﺍﻧﻪ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻴﻐﻆ ﺍﻻ ﺑﺴﻤﺎﻉ ﺻﺮﺍﺥ ﻣﺮﻭﻉ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻨﺘﺼﺐ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻬﺾ ﺍﻻﺧﺮ ﻓﺰﻋﺎ
_ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ؟ .
_ ﺗﺒﺎ .
ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﺭﻛﺾ ﺣﺎﻣﻼ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﺤﻘﻪ ﺍﻻﺧﺮ
ﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﻏﻴﺮ ﺛﻮﺍﻥ - ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺑﺪﻯ - ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﺏ .. ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺦ ﺍﻻﺭﺽ ﻣﺎ ﺩﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺮﺥ ﺻﺮﺍﺧﺎ ﻣﺮﻭﻋﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺳﻴﺠﻦ - ﻟﻴﻮ - ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﻓﻴﻠﻴﻦ ﺗﺸﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﻔﺰﻉ ،
ﺣﻤﻞ ﻟﻴﺎﻡ ﻓﻴﻠﻴﻦ ﻟﻴﻬﺪﺀﻫﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻳﻨﺪﺭﻭ ﻳﺴﺄﻝ ﻟﻴﻮ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ
_ ﻣﺎﺫﺍ ﺍﺻﺎﺑﻚ ؟ ، ﻣﺎﺑﻚ ؟ .
ﻟﻢ ﻳﺠﺒﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺗﺸﻨﺞ ﺑﺒﻜﺎﺋﻪ
ﺻﺮﺥ :
ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ، ﺍﺭﺍﻳﺖ ﺷﺒﺤﺎ ؟ .
ﺣﺎﻭﻝ ﻟﻴﻮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻭﺳﻂ ﺑﻜﺎﺋﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ
_ ﻛﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﺎﻥ ﻛﻲ ﺍﻓﻬﻤﻚ .
_ ﻟﻘﺪ ... ﺍﻩ ﻟﻘﺪ ... ﺫﺏ ... ﺫﺑﺤﻮﻩ .
_ ﻋﻦ ﺍﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﺘﻜﻠﻢ ؟ ... ﻛﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻛﺎﻟﺮﺟﺎﻝ .
ﻟﻴﺎﻡ : ﺣﺎﻭﻝ ﺗﻬﺪﺋﺘﻪ ﺍﻭﻻ ﻳﺎ ﺍﻳﻨﺪﺭﻭ .
ﺣﺪﻕ ﺑﻪ ﺑﻌﺒﻮﺱ ﻣﺪﺓ ﺛﻢ ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺳﺤﺒﻪ ﻧﺤﻮﻩ ، ﺗﻤﺴﻚ ﻟﻴﻮ ﺑﺨﺼﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺤﺐ
_ ﻻ ﺗﻘﻠﻖ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻚ ... ﺍﻫﺪﺍﺀ ﻭﻗﻞ ﻟﻲ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻴﻔﻚ.
ﺍﻧﻔﺎﺳﻪ ﺍﻟﻤﺮﺗﺠﻔﻪ ﺑﺪﺍﺀﺕ ﺗﻬﺪﺍﺀ ، ﻓﻜﺎﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﻌﺸﺎﻥ ﻭﺿﺢ ﻛﻼﻣﻬﻤﺎ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﻳﻤﺴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﻴﻪ
_ ﻗﻴﺪﻭ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻗﻄﻌﻮﺍ ﺍﻃﺮﺍﻓﻪ ﺍﻻﺭﺑﻊ ﺛﻢ ﺫﺑﺤﻮﻩ ... ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﺳﻢ ﻟﻴﺎﻡ ﻳﺎ ﺍﺧﻲ ! .
ﻗﺒﺾ ﺍﻳﻨﺪﺭﻭ ﻳﺪﻩ ﻭﻗﺪ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻟﻴﺎﻡ ، ﺑﺤﻘﺪ ﻭﺗﻮﻋﺪ
_ ﻟﻦ ﺍﺳﺎﻣﺤﻪ ... ﺍﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺷﻘﻴﻘﻚ ﺫﺍﻙ .. ﺳﺄﻛﺘﺸﻔﻬﺎ ﻭﺳﺄﺟﻌﻠﻪ ﻳﻨﺪﻡ .
ﻗﺎﻝ ﺑﺤﺰﻥ : ﺁﺳﻒ ... ﺍﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ .
ﺍﻟﺪﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ، ﻣﺘﺠﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺭﺽ ... ﻳﺘﻚﺀ ﺍﻟﺸﺎﺏ - ﺍﻥ ﺻﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ - ﻓﻲ ﺭﻋﺸﺔ ﻣﺆﻟﻤﺔ ، ﻭﻣﺸﻬﺪ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ
ﻳﺘﺪﻟﻰ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻩ ﻣﻬﺘﺰ ، ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻥ - ﺭﺃﺳﻪ ! ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺭﺟﻔﺔ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻢ ﻭﻧﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .. ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻣﺘﺰﺝ ﺑﺎﻟﻬﻮﺍﺀ ﺗﻤﺎﻣﺎ .. ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﻛﺼﻮﺕ ﺍﻻﺷﺒﺎﺡ ، ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺛﻤﺎﻧﻮﻥ ﺩﺭﺟﺔ - ﻓﻤﻪ - ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ﺍﺑﺪﻝ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﻥ
ﺗﺤﺮﻙ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺘﺜﺎﻗﻞ - ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﺒﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺒﺖ ﻓﺠﺄﺓ ، ﻭﻗﺪ ﻋﻘﺒﺖ ﻇﻬﻮﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﺍﻻﺳﻮﺩ !
"ﻏﺮﺍﺏ" ﺿﺨﻢ ﺷﺮﺱ ، ﺍﺧﺬ ﻳﺤﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .
ﺻﻮﺕ ﻋﺪﺍﻟﺘﻪ ﻋﺎﻝ ﺟﺪﺍ ، ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻳﺄﺑﻰ ﺍﻟﻀﻴﻢ ﻟﻠﻀﻌﻔﺎﺀ ، ﺍﻭﺟﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺑﺴﻮﻁ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﺍﻋﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﻣﻦ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺍﺧﺬ ﺟﺰﺍﺀﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ، ﺑﺸﻌﺮ ﺍﺳﻮﺩ ﻭﻋﻴﻨﺎﻥ ﺑﻨﻴﺘﺎﻥ ، ﺗﺮﺳﻢ ﺧﻄﺎ ﺍﻓﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﻓﻜﻪ ﺍﻻﺳﻔﻞ ... ﺫﻗﻨﻪ . ﻛﺎﻥ ﺃﻵﻧﺴﻮ ﺑﻴﺮﻓﺮﻳﺪ - ﺍﺑﻮ ﺍﻳﻨﺪﺭﻭ - ﺿﺎﺑﻂ ﺑﺮﺗﺒﺔ ( ﻋﻤﻴﺪ ) ، ﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀﻩ ﺍﻟﻐﺎﻣﺾ ﻣﻨﺬ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻭﺟﻌﺖ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻋﺪﺗﻪ ﻣﻴﺘﺎ .
ﻫﻮﻳﺘﻪ ، ﺍﺳﻠﺤﺘﻪ ، ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ ﻭﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻓﺎﺩﺕ ﺍﺑﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﺒﻬﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻳﺪﻱ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ، ﻣﻠﻒ ﺑﺮﻭﺯ ﺑﺎﻻﺻﻔﺮ ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ " ﺿﺤﻴﺔ ﺟﺒﻞ ﺭﻭﺭﺍﻳﻤﺎ " ..
_ ﺍﻏﻠﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍ ﺭﺩﺍ ، ﻓﺎﺟﺎﺑﻪ ﺍﻳﻨﺪﺭﻭ ﻓﺎﺗﺤﺎ ﺍﻟﻤﻠﻒ : ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﺍﻋﺮﻑ ، ﻛﻴﻒ ﻭﺻﻔﻮﺍ ﻣﻮﺗﻪ ! .
ﻣﺴﺢ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ : ﺍﺗﺤﺎﻭﻝ ﺣﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻳﺎ ﻓﺘﻰ ؟ ﺗﻬﻬﻬﻬﻪ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﻛﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ، ﺍﺧﺸﻰ ﺍﻥ ﻳﺮﻭﺡ ﻋﻘﻠﻚ ﺿﺤﻴﺔ ﻟﻬﺎ .
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺛﻢ ﺭﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﻟﻴﺎﻡ ﻣﻐﺎﺩﺭﺍ : ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻲ ﺣﻠﻠﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻ ﺍﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺍﻓﻜﺮ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺎﻥ ﻫﻬﻬﻬﻬﻪ .
ﺩﺍﺧﻞ ﻏﺮﻓﺘﻪ ، ﺍﻟﻤﻜﺘﻔﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻜﺘﺒﺘﻪ ، ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺛﻞ ﻟﻠﻮﻥ ﺷﻌﺮﻩ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﺍﻟﻨﺎﺻﻊ ، ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻨﻬﻜﺎ ﺟﺪﺍ .. ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻋﺮﻭﻗﻪ ﺗﻨﺒﺾ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍﺏ ﻳﺘﻨﻔﺲ ، ﺭﺟﻞ ﻗﺪ ﺗﺨﻄﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻭﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ... ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺭﻓﻊ ﺑﺼﺮﻩ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﻏﺮﻓﺘﻪ ، ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺳﻴﺠﺎﺭﻩ ﻋﺒﻘﺖ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ، ﻻ ﻳﺮﻯ ﺷﻜﻠﻪ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ... ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺰﻋﺠﺔ ، ﺍﺭﻣﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﻪ ﺍﻟﺼﻖ ﺍﻧﻔﻪ ﺑﺎﻧﻒ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ، ﻭﻣﻼﻣﺢ ﺟﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ، ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ، ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺭﺅﻳﺔ ﺧﺼﻞ ﺷﻌﺮﺓ ﺍﻟﻔﻀﻲ ﺍﻟﻤﺠﻌﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻟﺖ ﻣﻦ ﺟﺒﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻻﻣﺴﺖ ﺟﺒﻴﻨﻪ ، ﺍﻻ ﺍﻥ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺠﺎﺭ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻓﺮ ﻣﻊ ﺍﻧﻔﺎﺳﻪ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ
_ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ .... ﺑﺸﺨﺺ ﻗﺪ ﻳﻔﻴﺪﻧﻲ ؟ .
ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﺼﻮﺕ ﻗﻮﻱ ﻋﺎﻟﻲ ، ﺑﻴﻦ ﻧﺒﺮﺍﺗﻪ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﻭﻋﻨﺎﺩ . ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ، ﺣﺮﻙ ﺍﻟﻌﺠﻮﺭ ﺷﻔﺎﻫﻪ ﻟﻴﺠﻴﺒﻪ ﺑﺴﺆﺍﻝ ﺿﺎﻏﻄﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺮﻑ ﻣﻨﻪ :
ﻳﻮﺵ-ﻳﺎﻧﻮ .. ﺍﻩ ﻫﻞ ﺳﺘﺪﻓﻊ .. ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﻩ ﺛﻤﻨﺎ ؟ .
_ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ... ﺳﺄﻧﺘﻘﻢ ﻷﺑﻲ .. ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ .
ﺍﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ - ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ - .. ﺻﻤﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﻳﻘﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﺟﺎﺑﺔ ﻣﻨﻪ
ﻇﻬﺮ ﺍﻻﻟﻢ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺕ ﺟﻠﺪ ﻭﺟﻬﻪ ، ﺗﺼﺒﺐ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻣﻦ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ
_ ﺍﺑﺤث عن أه قريقوريو .