عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree246Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 07-27-2015, 06:54 PM
 


{الفصل الرابِع : عينان مِن نجوم}

سارَ موري بخطوات صغيرَة إليها لِتَنكسِر الأرض تَحتَهُما! وتأخُذُه في حُضنِها وقبل أن يسقُطا معاََ وحدهما أصبحا مُحاطين بالسواد!, متي وصل لاندرين إليهما؟!
عيناهُ تُضيئان مرة أُخري وكأنَ نُجوماََ أنفجرَت بِداخِلهما.
بعد الإصطدام بالماء كانَ يُحارِب الجاذبية الأرضية بتمرين تدرب عليه وقد أمسَكَ موري بِذراعُه اليُمني وسيرين باليُسري.
قد نَجَحَ في توقيف سقوطِهما الحُر لكِنهُ أكمل هوَ! للصخور المُدببة المتكوِنة بِقاع البُحيرَة!
خدش بسيط لم يؤذي أحداََ! أو يفعل شيئاََ إلا إفزاع سيرين لكنها سبحت بِموري للبر بمحاولة للتصبُر.

كانوا أسفل التلة الآن,أمام البُحيرَة,جلست لورانس علي رُكبتيها أمام موري تضُمُه وقد تغيرَ وجهها من البُكاء فلم تبدو حقاََ تُشبِه نفسها البتة.
لحظات وكانت تُمسِكُه من كفُه وفاليد الأُخري مورا الذي كانَ ينتظِرهم أسفل التلة وحمداََ لله أنهُ لم يصعد هوَ الأخر.
شكرت كُلاََ مِن سيرين والراهِب الذي لا تعلم حقاََ أهو راهِبٌ أم شيءٌ أخر ولم تهتم! وقد همَت بالإبتعاد مُفكِرة "إن كان يُريد قتلها لم يكُن ليُنقِذها"
-إن أحتجتِ أي شيء تعلمين أين تجديني.
أومأت لها سيرين بلا إستيعاب حقيقي لِما قالت مُنشَغِلة في محاولِة النظر لجرح لاندرين بعد أن خرجَ مِن الماء وقد خلعت مِعطَفُه بِدون إذن لَكِنهُ لم يبدو حقاََ مُعتَرِضاََ أو حتي مُدرِكاََ لِما يحدُث, كانَ ينظُر فالفراغ أمامُه.
ما كانَ هذا الذي رأه للتو ؟! هوَ لم يري موت شَخصِِ ما مِن قبل! لا بُدّ وإن تلك أغرب رؤية يراها مُذ حدَثَ لعيناهِ ما حدَث!
علي الأقل هوَ مُتأكِدٌ الآن مِن أنها ليست ساحِرَة لكن إن طولِب بالإثبات فهو لن يستطيع التحدُث بكلِمة واحِدة! وإلا أصبح في عِداد الموتي!

خبَطَت علي كَتِفِه بِخفة : مُجرد خدش سَطحي لا تُفزِعني هكذا!
بدأت بالسير مُبتَعِدة بعدها وكأنَ لا شيءَ حدَث!
أستفاقَ مِن شِرودُه ليُمسِك بِرَسغِها : أنتِ سريعة الفزَع!
ضَحِكَت بتوتُر مُحاوِلَة فك يدها مِن قبضَتُه.
-أنتِ فِعلاََ مِن زَمن أخر.
رفعت عيناها عن قبضتُه لعيناه باحِثة عن تلميح للسُخرية لكِنها لم تجِد! فزَفرت بِهدوء مُتحدِثة كمن إتُهِم : ماذا عنك؟ عيناك تُضِئان كالمصابيح! لا ينعكس عليهما الضوء, يُضِئــان!
أطال النظر إليها كمن يُحاوِل إستخراج معلومة دون الكلام, هل يستطيع الوثوق بِها؟
-أري المُستقبل.
رمشَت بوجهُه علي الأقل مرتان, ماذا يعني بِهذا؟! أمالَت بِرأسِها مُستَفهِمة ليُتابِع بتردُد كمن لا يُصدِق إنهُ سيقول ما يقول : رأيتِك تموتين.

قوي خارِقة ؟! نعم! تماماََ هذا ما كانَ ينقُصها! هل يتوقَع مِنها حقاََ تصديق هذا ؟!
لا سيرين! أنتِ أخِر شخص علي وجه الكوكب الأزرق يُفترَض بِهِ التفكير بِهذِهِ الطريقة.
أنتقلتِ فالزَمن لقرون ماضية وتستغربين رؤيتُه لدقيقتان فالمُستقبل؟
-ماالذي حدَثَ لك؟
سألَت بِجدية ليترُك رِسغها وقد عَلِم كِلاهُما إنَهُما علي نفس المركِب وإن كانَ لِكُل مِنهُما حليفاََ فهو الأخَر : كُنتُ جالِساََ في أعلي بُرج ليلاََ... وسَقَطَ نِجمٌ عليّ

بدأت بالتحدُث لِنَفسِها : طاقة كونية مرة أُخري؟! الآن بِت أفهم الأمر! أنتَ المِرساة!!
نظر لها بعدم فِهم لِتشرَح لهُ : ظاهِرة كونية تكررت لمرتان, مرة في زَمنَك ومرة في زمني! قد سقطت عليك أولاََ لأن الأقدم يحدُث قبل الأحدث , وبِسببها أصبحتَ جاذِباََ لهذِه الطاقة التي نفسها سقطت عليّ, هذا التفسير الوحيد لـ "لماذا أنا هُنا في هذا الزمان بِالذات دوناََ عن كُل الأزمان؟"
أبتسمَت برضي عن تحليلَها : أنتَ المِرساة!
صمتت لثانية لِتُكمل بِسعادة : حسناََ الآن هيا أعدني إلي زمني!!
نطَقَ بِهدوء : هل أنتِ مجنونة؟ لقد قابلتِ قاتِلاََ مسكيناََ! لا الرَب!!
شحُبَ لونُها قليلاََ, بجدية ذلك الـ لاندرين يحتاج تحديثاََ لمعني كِلمة مسكين! : إذن ما الحل؟!
-لا حل لكِ عِندي!

بدأت بالسير مُبتَعِدة بِخُطي صغيرة بطيئَة وكأنها تُحاوِل تقليد السُلحفاة بينما أخذ فالتفكير بِكَذِبة مُقنِعة يقولَها للمَلِكة حتي : سيرين! أظُنُني أعرِف شخصاََ "قــد" يستطيع مُساعَدَتِك!
شدَدَ علي كِلمة قد لكنها لم تهتم وعادَت إليه بِسُرعة عيناها تتلألأان وكفاها مضمومان لِبعضِهما : حقاََ؟! من؟!
-مُتنبيء مجنون نُفي خارِج البلاد!
سقط وجهها : مجنون؟ أيضاََ منفيٌ؟!
قال بِلا مُبالاة : هذا أو لا شيء!

لم تملِك حقاََ خيار أخَر غير الموافَقَة, إما هذا المجنون الذي قد يستطيع أو لا يستطيع مُساعدَتِها وإما البقاء تائِهة كغريبة في أرض أغرَب!
-حسناََ سأُجهِز الأحصنة! وأعتني ببعض الأشياء وأنتِ..
توقف عن التحدُث لثانية لينظُر لها من أخمص قَدَمِها لأعلي رأسها : غيري ثيابِك فهيّ غريبة!
أبعدت أبهامَها وسبابتها عن شفتيها بتساؤل : هل هوَ بعيد؟
نَظَرَ يميناََ مرة وشِمالاََ مرة وكأنهُ يحسِب المسافة ولكِنهُ لم يقُل كِلمة فأردفت وكأنَ شيئاََ مِن الإحباط لَمسَها : لا تهتم.
-نلتقي في نفس المكان بعد ساعَتين!

___

لم يكُن لديها أي فِكرة إلي أينَ تذهب في بِداية الأمر, أباها ليسَ أباها ومتزوِج من امرأة أُخري وأمُها المَلِكَة لا تعتَرِف بِها, وأخويها أميران! فقط رائِع! أين ستذهب؟ من ستودِع؟!
تذكرت لورانس وإن قريتها قريبة من البُحيرة, فأتجهت إليها.

رحبت بِها لورانس وكأنها قد نسَت ما كادَ يحدُث لشقيقها مُنذُ ساعة أو إنها بِبساطَة تعلَم أنّ الأمرَ ليس ذَنب سيرين, فعدم موافقِة جميع! نِساء القرية علي مُجالَستِهما ليسَ مُعاداة لا معني لها لِلورانس فهيّ شابة لطيفة, الأمر فقط.. إنّ موري شيطانٌ صغير! حسناََ؟!
وقد تمنَت إن هدوء سيرين سيُقلِل مِن نشاطُه فالأطفال كما يعلم الجميع يمتازون بالعِند! ولم يكُن لِأحدِِ صبراََ علي موري! فكانوا يغضبون ويزدادُ شيطنةََ كُلما أرتفعت أصواتُهم عليه!

شرحَت لها سيرين إنها ستذهب في رِحلة مع الراهِب بالأحصِنة لكِنها كذبت قائِلة إنهما ذاهِبان للجِبال "للتأمُل!"
ليس لديها فِكرة كيف صدقت لورانس هذا, رُبما الناس بالفِعلِ مخدوعون بالمظاهِر.
تناولت معهم طعام الغدَاء وشَرِبت من الماء الذي أحضرتهُ لورانس مِن النهر.
وبالطبع بَدَلَت ثيابَها المُبتَلَة بالماء بأُخري من ثياب لورانس.
تشبث مورا بِها مرة أُخري لكن تلك المرة كانت عيناها البريئتان تدخُلان فالنومِ وتعودان حتي أستقرتا مُغلقتان, فبدأ نُعاس سيرين يُعاوِدها لِتستلقي بِجوارُه علي الأرض وتغط فالنَوم ويكون أخر شيء تراه هوَ لورانس تُلاعِب موري ويبدو واضِحاََ أنّ لا أحد يستطيع مُلاعبتُه أو حتي الإعتناء بِهِ غيرَها! عكس مورا.
تساءَلت لثانية عن مكان الوالدين في تلك الأُسرة لَكِن لم تجِد الوقت لِتسأل.

___

تردد فلايمور سائِلاََ : إذن.. أنتَ ذاهِبٌ مع الفتاة التي نُحَقِق في أمرها في رِحلة لِـ.. تُكمِل التحقيق وتتأكد مِن أمرِها؟
أومأ لاندرين مُحاوِلاََ إستدعاء أكثَر وجه بريء لديه لكِنهُ ظهرَ متوتِراََ.
صاح جريستن بمرح : هيه! لا تتوتر هكذا! نحنُ نعلم إن كان هذا ما تقول فإن هذا ما ستفعل!!
أبحر بنظرُه لِكلاود وأوشين فوجد كِلاهُما يبتسِمان له بِهدوء.
لم يكُن أمراََ مُستغرباََ لِذا فقد إستغرَبَ إستغرابُه نفسُه!
قد تربي خمستهم معاََ, تدربوا, أكلوا وأحياناََ ناموا علي الأرض فالسرداب! في تلك الأيام التي كان يُعاقِبهُم فيها والِدُه علي كسلَهم, هُم كالأخوَة!
وقد كَذَبَ لِلتو علي إخوَتُه!! ليشعُر بشعور لم يسبِق لهُ وأن أختبرُه, شَعَر كالخائِن, قرصَة خفيفة في مُنتصف الصَدر بالِغة الإزعاج.
أدارَ لهُم ظهرُه مُبتَعِداََ : أوشين! أنتَ المسئول في غيابي!

___

كانَ مُكتِفاََ ذِراعيه أمام صدرُه بسَخَط, أين هيّ تِلك البلهاء؟!
أتاه صوت أوشين الجالِس فوق شجرة : أمُتأكِدٌ أنها لم تهرب؟!
لم يدرِ بِمَ يُجيب علي هذا فهو لم يأمُر أحد البقية بإقتفاء أثَرِها واثِقاََ بِها تماماََ فهيّ من تحتاج مُساعدَتُه لا العكس!
أيُمكِن إنها كانت تَكذِب؟ وقد أستغلَت غرابتهُ؟ أيُمكِن إنها تعتقِد إنهُ مجنوناََ؟!
لَكِنها.. كادَت تموت! هل تُخاطِر بحياتِها فقط لِكَسب ثِقَتُه وإقناعُه بأنها ليست ساحِرة لِتهرَب؟!
زَفرَ بِعُمق, هل سيضطر لإستخدام هذا؟!
سَحَبَ نَفساََ عميقاََ ,جذَب قلنسوتُه علي وجهُه أكثر, أضاءَت عيناه لكن أحداََ لم يري شيئاََ فقد غطي نصف وجهُه وأنتهي الأمر.
لا أحد يعلم ماذا يفعل ومن يراه يظُنُه تِمثالاََ جامِداََ.
قالَ بِتملمُل وهوَ يُبعِد القلنسوة عن وجهُه قليلاََ ليري الطريق أمامُه من جديد : إنها.. نائِمة عند تلك الفتاة!

___

فتحت سيرين عينيه لِتقفز مُتَلفِتة حولها وقد نَسَت أينَ هيّ, قد تمنت أن تستيقظ في سَريرَها أو حتي الطائِرة وتكتَشِف إنّ كُل ما حدَث ليسَ سِوي حُلماََ غريباََ من تأليف خيالَها.

كانت لورانس نائِمة أرضاََ وبحُضنِها موري, أرادَت سيرين النهوض لكن مورا كانَ متوسِداََ ذِراعَها, أنزلَت رأسُه بِهدوء, أخذَت تبحث عن حِذاء ترتديه للذهاب لمُقابلة لاندرين عند البُحيرة لكنها لم تجد غير حِذاء لورانس إلا صَندَلاََ لا تدرِ مِمَ صُنِع, هل ستفتقِد لورانس هذا الشيء؟ هل سيصمُد؟
هيّ بِلا شك لا تستطيع إرتداء حِذاءَها الرياضي!

سمِعت طرقاََ علي الباب ففتحت وكإنها صاحِبَت المنزِل بل عاشَت فيه قروناََ!, فتحت لورانس عينيها لكنها لم تنهض.
بدا لاندرين مُغتاظَاََ فَفهِمت إنها أستَرسَلَت فالنَوم لَكِنها تظاهَرَت بالغباء, أبتعدت عن الباب قليلاََ لِتدور حول نفسها بإبتسامة : ماذا تظُن؟
-القروية المثالية!
قالَ هذا وقد زالَت ملامِح الغضب عن وجهُه قليلاََ, لا ينجح دوماََ الإبتسام في حل المشاكِل لكنها الطريقة الأسهل لها إن أرادت فِعلاََ حل شيء ويبدو أنّ تلك الطريقة تُجدي نفعاََ مع لاندرين.
أشار علي شَعرها : لكن أجدلي هذا!
قَسمَت شعرها بيديها وجدلتهُ بِسُرعة ثُم ألتفتت إلي لورانس التي نهضت : هُل يُمكنُني إستعارِة هذا؟
قالتها وهيّ تُمسِك بالصَندَل لِترُد عليها لورانس بِسُرعة : طبعاََ!
إبتسمت لها سيرين بِشحوب فلا شيء يُحرِك قلبها أكثر من فقير كريم!
ضمتها مودِعَة : أعتني بِنفسِك سيرينا!
لم تعتَرِض سيرين علي الإسم فهيّ تُريد التظاهُر بأنها فتاة من ذلك الزمن إذن هيّ سيرينا!

___

سارَت معهُ قليلاََ حتي توغَلا في قلب الغابَة التي لم يكُن بِها الكثير من الأشجار فقط علي حوافَها وبدت بِشكل عام خريفية مُلِئت أرضها بالأوراق الصفراء التي تبينَت لونها بِنور الفجر الذي طلَعَ عليهِما , رأت علي بُعد قريب شخصاََ لم تتبين ملامِحُه وعلي كُلاََ مِن جانبيهِ حِصاناََ, لا بُدّ إنهُ صديقٌ للاندرين.
لم تكُن نظرتُه مِن النوع المؤلِم أو المُهين الذي يجعلك تتراجع للخلف ويوقِف شعر قفاك! لكنها أيضاََ لم تكُن مِن النوع المُريح الذي يجعلك تطمَئِن لحامِلها, فقط وكأنَك تنظُر لعيون سمكة ميتة.
لذا فقد فضلت الإبتعاد وإعطاءِهما القليل مِن المِساحة, حسناََ.. الكثير!

وقفت بين الحِصانَين مُمسِكة بِلجاميهما, كانَ واحِداََ أسود اللون أبيض الشعر والذيل بينما الأخر أبيض أشقر الشعر والذيل وعلي عُنُقُه إرتَشَت قطرات بُنية كنمش!
اُعجِبَت بِهذا الحِصان حقاََ , أخذَت فالمَسح علي جبهتُه بِسعادَة حتي أتي لاندرين دون أن تلحظ وقد غادَر صاحِبُه بعد أن ودَعُه.
-مِن الجيد إن هذا أعجبك فالأخر يخُصُني.
أبتسمت : الأخَر أيضاََ جميل! ما أسمُه؟
-شامايل.
-والأشقر؟
-هذا..
توقف عن التحدُث لثانية : لا فِكرة لدي فهو لا يخُص أحد.
تهلل وجهها بسعادة أكبر لا تُناسِب فتاة تائِهة في زمن أخَر : هل يُمكِن أن أُسميه؟
بِلا مُبالاة أجاب : أفعلِ إن شِئتِ.
ربَتت علي الحِصان : أنتَ ماتشي الآن!
رَكب شامايل : حسناََ إصعدي الآن علي ظهر ماتشي!
-لا أفهم عن ماذا تتحدَث.
-إصعدي علي الحِصان!
-هل سأركبُه وحدي وأسوقُه؟!
-نعم!
أنخفضَت أرضاََ لِتخلَع صَندَلها تحت نظراتُه المُستَغرِبة : ماذا تفعلين؟!
-ماذا! لا أشعُر بالرِكاب إلا إن كُنت حافية! تعلم كمن يركبون السيارَة حُفاة ويضعون الحِذاء بجوارَهم.
-السيارَة؟
-ليس أنت أيضاََ! إنها شيء في زمني.
وضعت الصَندَل في حقيبة علي يمين السِرج ثُم وقفت تنظُر للحِصان.
قالَ بتملمُل : ماذا الآن!
لِتَرُد بِبلاهة : لماذا الأحصنة في هذا الزمن طويلة بِهذا الشكل؟!
تعجب : هل أصبحت أقصر في زمَنِك؟!
صمتت لثانية : لا ...
حسناََ حسناََ! هيّ فقط قصيرة بعض الشيء لا عيب في هذا, قد ساعدها الحارِس الذي أحضرها من بيت الحطاب في ركوب حِصان الأمير وطالما وقَفت علي كُرسي للركوب علي الأحصِنة في زمانِها.

هبَط عن شامايل بِخفة وشبَك كفيه أمامهَا لتنطِق بغباء : ماذا, أنا لن أصعَد علي كفيك ستُسقِطني!
قضَب حاجبيه لينخفض مُقرفِصاََ جاعِلاََ مِن رُكبتيه كُرسي لها, تلألأت عيناها : ستفعل هذا مِن أجلي؟!
أجاب بشيء مِن الخجل لم تلحَظه : لا تغتَرِ بِنَفسِك! فقط أركبي!
غمغمَت بِكلِمات غير مفهومة وهيّ تَرفَع الثوب البُني الفاتِح وحِزامُه القُماشي الذي تدلي أمامُه لِتكشف عن بِنطال أسوَد مِن الجِلد.

بعد ساعتَين من السير بالأحصِنة يفقِد الأمر روعتُه بِلا شَك.
ظهر سيرين يؤلِمها وكذلك فخذيها لكنها لن تقول هذا! ما ستقول هوَ : أنا جائِعة! هل يُمكِنُني أن أتناوَل هذا التوت؟!
أشارَت علي شُجيرَة, رد بنبرَة لم يقصِد أن تَخرُج أمِرَة وكأنُه في مركز أعلي مِنها : لا قد يكون مُسَمَماََ.
تأفَفَت فقد كان شكلُه جميل وهيّ تعشَق التوت حرفياََ, تابَع : هُناك طعام في الحقيبة أخرجي مِنهُ.

بعد ساعَة أُخري كانَت رأسها علي عُنُق الحِصان وظهرها مثني بينما أخذَت تُحرِك يدَها فالهواء كمن يُحرِك يدُه فالماء وهوَ علي مركِب, رُبما كانَت لِتنام أيضاََ لو كانَت مُعتادَة بِشكل أكبر علي الخيل!
َ
-هل تُحبينُه؟
إستفاقَت مِن شِرودِها علي صوت لاندرين لِتُجيب بِلا فهم : مَن تقصِد؟
-ذلك الـ رين الذي يُشبِهني الذي نطقتي أسمُه عندما رأيتيني!
أحمرَت وِجنتاها لتُجيب بِسُرعة : لا! لستُ أُحِبُه! من يُحبُه؟ أنا؟ لا! من تُحبُه ليست أنا! إطلاقاََ! وكأني أُحِبُه!!
توقَفَت عن التحدُث حين أدركت أنها كانت تُكرِر نفس الجُملة لكن بصيغ مُختَلِفة, هل كانَت تنظُر لهُ لا إرادياََ حين سرَحَت؟ لم تُلاحِظ هذا!
ضَحِكَ بصوتِِ عالي : إذن.. هل أنتُما مخطوبان؟
أراحَت رأسها علي الحِصان بملل من جديد : لا..
ضاقَت عيناه قليلاََ : لماذا؟
-بين عائِلتينا عداوَة قديمة, نستطيع القول أننا كروميو وجوليت.
-من روميو وجوليت؟!
-لا تعرِف روميو وجوليت!! أوه صحيح أنتَ مِن زمن أخر, لا بُدّ أنهُما لم يولَدا بَعد!
سأل بفضول : كيف هوَ؟
نظرَت لهُ بإستغراب ليُردِف : ماذا! ينتابَك الفضول حين تعرِف أنّ لك نُسخة فالمُستقبل!
كانَت تُحرِك يديها بتوتُر وهيّ تصِفُه : هوَ هادئ لا يتحدَث كثيراََ علي الأقل ليس أمامي, ذكي جِداَُ, رُبما كان البعض لينظُر لنا كمُتنافسَين لولا إننا بأقسام مُختَلِفة فالجامِعة.
لم يفهم لاندرين بعض الكلِمات لكنهُ فهِمَ الجُملة بصورة كُلية فهوَ أيضاََ ذكي ولم يُرِد مُقاطَعتها.
-هوَ أسمَر مِنكَ قليلاََ .
أبتسمَت : هوَ لا يختبيء تحت قلنسوة كبعض الناس!
قضب حاجبيه بينما تابعت : رُبما بنيتُه أضعف مِنك قليلاََ.
هُنا أبتسم هوَ بغرور طفولي لم تلحظهُ قائِلاََ : لا يتدَرَب كبعض الناس!
-يرتدي النظارات!
-ماذا؟!
-أوه النظارات هيّ...
قاطعها : أعلم ما هيّ النظارات! هل يرتدي نُسختي المُستقبلية نظارات؟!
-نعم!
قال بصَدمة : لا أستطيع تخيُل هذا! أسديني خِدمة.
سألَت وكأن الأمر لا يعنيها : ماذا؟
-إن عُدتِ لزمانِك حَطِمي نظارَتُه!
بلا تفكير أجابَت : لكَ هذا!
ستفعل أي شيء إن عادَت! فقط لِتعود الآن!
___


بعد ساعة أُخري نَزَلا كِلاهُما ليُريحا الحِصانان وسارا لساعة علي قدميهُما حتي : حسناََ قِفي, لقد وصلنا! إلي حدود بلدة.

-نهاية الفصل الرابع.


التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 09-22-2015 الساعة 06:34 PM
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 07-27-2015, 07:20 PM
 
حجز
آميوليت likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 07-28-2015, 02:12 AM
 
حجز
آميوليت likes this.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 08-03-2015, 09:49 PM
 
مرحبا
انا متابعة جديدة لقصتك
انها قصة في غاية الروعة
و مليئة بالغموض
و اتمنى انك تعتبرينى من المتابعين
و اتمنى ترسليلي رابط البارت القادم
و لا تتاخرى علينا
في امان الله
آميوليت likes this.
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 08-04-2015, 09:28 AM
 
جميلله
آميوليت likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
امسك بصحن ؟ احمد اطيوبه مواضيع عامة 8 01-18-2014 02:48 AM
من تزين البطيخ jehan1970 موسوعة الصور 6 05-18-2011 03:23 AM
تزين اغافر نبا عايد حواء ~ 1 02-27-2011 07:41 PM
كيفية تزين الفطيره سنيورة أمواج أطباق شهية 8 08-19-2007 05:36 PM


الساعة الآن 08:31 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011