- كيفكم ان شاء الله بخير
- استمتعوا بقراءة الفصل الثاني من رواية رنين ضحكات
بلعت ريقها ، ولكن سرعان ما أعادت ابتسامة
السخرية كعادتها ، التفتت ليقابل نظرها وجه الرجل ذو الملامح الباردة ، قالت :
- أبي ، أهلا بعودتك؟
مشى والدها باتجاهها قائلا :
-
لا تغيري الموضوع سيلي ، الم امنعك من الذهاب لذلك المكان أجيبي ؟
أجابته بغباء
- أي مكان تقصد يا أبي؟؟
صرخ بوجهها قائلا -
لا تظهري ملامح الغباء تلك انت تعرفين جيدا ما اقصد ، اصبح واقفا امامها ولكنها لم تتردد لسؤاله :
-
لما لا تريدني ان أذهب ، هل لديك سبب مقنع يسكتني ويجعلني اخضع لأمرك أبي ؟؟
رفع والدها يده ، فقالت بسخرية
- هذا هو السبب يدك ؟؟
وكاد ان يصفعها لولا صوت ولتر الذي اتى راكضا
- لا تفعل أبي
انزل السيد وايت يده ، وغادر المكان دون ان يزيد حرفا ، فقال ولتر :
- لا تحدثي والدك بهذه الطريقة.
ضحكت بخفة والتفتت مغادرة ليمسك ولتر بمعصمها ويقول بغضب:
- لما أصبحت هكذا ؟؟ لما تخربين علاقتك مع الجميع سيلسيا ؟؟
قالت بسخرية
- انا هكذا منذ زمن ، ولكن لم يعرف احد منكم شخصيتي سوا الان
ابعدت يده وغادرت القصر متنهدة
- سأتناول العشاء في المطعم
اسرع الخادم ليقول
- هل أحضر السيارة انستي ؟؟
فأجابت قائلة
- لا ، سأمشي ،و سارت بهدوء واضعة يديها بجيب بمعطفها.
-------------------
جلست ايفا على احدى المقاعد الخشبية وعلامات الملل ظاهرة على وجهها ،اغمضت عيناها ثم فتحتهما لتفاجأ بوجه قبيح.،صرخت بأعلى صوتها ، فأزال فرانسيس القناع واخذ يضحك ، عبست ايفا وأشاحت بوجهها عنه ،، جلس فرانسيس بجانبها قائلا:
- هيا كنت امزح معك
فقالت -
ابتعد لا اريد التحدث معك
وقف فرانسيس واتجه لمجموعة من الاطفال همس باذانهم ليقفوا امام ايفا ويقولوا بمرح :
- رجاء اقبلي اسف هذا الشاب المسكين , ابتسمت ايفا للأطفال وقالت :-
-حسنا سامحته
قفز الاطفال بمرح وامسكوا بيد ايفا وفرانسيس ووضعوهما فوق بعض ، احس الاثنان بالخجل فابعد كل منهم يده ، فقال فرانسيس وهو ينظر لهاتفه :
- سيأتي تشارل بعد قليل انتظريه هنا ، انا لدي اجتماع حسنا
ابتسمت ايفا واكتفت بإيماء رأسها. ذهب فرانسيس وسرعان ما اتى تشارل ليحل محله ويقول:
- مرحبا جميلتي
احمرت وجنتاها
- نحن بمكان عام
فقال تشارل :
- انت ستصبحين خطيبتي قريبا , جميلتي الخجولة. ----------------------------
لنغادر هذا الجو المليء بالمغازلات ولنزر سيليسيا التي جلست على احدى طاولات المطعم لوحدها ممسكة كتابا ، اتى النادل ليقول مرحبا :
- مرحبا بك انسة سيليسيا ، انرت مطعمنا المتواضع ، طبقك المعتاد ؟؟؟
ابتسمت سيليسيا لتقول
- لا سأكتفي بأخذ عصير ليمون.
انحنى النادل بعد ان كتب بدفتره الصغير الطلب وابتعد عن الطاولة ، كانت هناك نظرات تلاحق تحركاتها ، التفت الشاب ليقول لصاحبه :
- فرانسيس اليست تلك ابنت عمك السيد وايت
انتبه فرانسيس لها فقال
- انها هي.
فابتسم لورنس وقال
- لما لا تعرفن عليها ، انها جميلة.
فرد عليه قائلا
- لا تنخدع بمظهرها ، انها الأسوأ
فقال لورنس
- ماذا فعلت لك ؟؟ هل رفضتك ؟؟
ضحك لورنس بعد جملته هذه بسخرية فأجابه فرانسيس وهو يمسك كأس الماء وقال :
-توقع الجميع بالمشاكل وتخرج كالشعرة من العجين ، انها ماكرة لنعد لموضوعنا اريد معلومات عن شركة فيكس واعلم انك الشخص المناسب , ابتسم لورنس ليقول
غدا الساعة التاسعة كل المعلومات تصبح ملكك
اخرجت هاتفها الجديد من حقيبتها ، لترد على المكالمة ، وسرعان ما اغلقته ووضعته على الطاولة تنهدت لتقول:
- بدأت اسأم من سكان القصر ، ظننته سيكون ممتعا بمجيء اولاد عمي ، ولكن الاوضاع بدأت تسوء ، لنرى جدول الغد.
انهت جملتها بفتح دفتر صغير ، قلبت صفحاته ، ثم ابتسمت بخبث قائلة
- هذا يبدو ممتعا
مهلا لحظة دققت النظر بالكلمات ثم صمتت لدقائق واضعة يدها على ذقنها وسرعان ما غطست ببحر افكارها.
-----------------------
اما في القصر فتقدم تشارل ليجلس بجانب عمه السيد وايت ، كان حياءه ظاهر ابتسم عمه ليقول :
- ما الامر تشارل ؟؟
اعتدل تشارل بجلسته ليرد على عمه:
- عمي انا أحب ابنتك ايفا ، وأرغب بخطبتها .
ظهرت ملامح الهدوء على وجه عمه وقال :
- وهل ايفا تبادلك نفس الشعور ؟؟
قال تشارل
- اجل
فابتسم عمه وقال
- سنتحدث انا ووالدك بالأمر ، ونرتب الامور ، اسعدتماني حقا ، ثم اردف مناديا
ولتر روجر ، ، حضر الاثنان ملبيان نداء والدهما ، فقال الأب -
ايفا وتشارل سيتم الاعلان عن خطبتهما غدا في حفلة العائلة.
تفاجأ ولتر ليقول بسرعة -
خطبة اختي ، و تشارل اتمزحون معي ؟؟
بعكس اخيه الذي سارع بتهنئة تشارل ، تدارك ولتر الامر وهنأ تشارل ، تقدمت ايفا بخجل عند والدها ، ليرسم على وجهه ابتسامة -
مبارك يا ابنتي ، احمرت وجنتاها لترد
- شكرا ابي. ----------------
وضعت سيلي هاتفها على اذنها لتقول
- ما الامر ؟؟
-
ليا تحتاجك ، تعالي بسرعة
اغلقت هاتفها ، وسارعت بتجميع اغراضها ، وضعت الحساب على الطاولة وغادرت بسرعة ، اشارت بيدها
- تاكسي
لم تتوقف سيارة الاجرة بل تابعت سيرها ،نظرت بالجوار لترى فرانسيس يغادر المطعم ، فهمست
- ليس هناك من يوصلني غيره .
نادت باسمه ليتنهد ،وقفت امامه وهي تقول
- سأطلب منك خدمة ؟؟
نظر لها بهدوء
- ماذا الان ؟؟
فقالت -
أوصلني لوجهتي ، ولن ازعجك بعد الان
رأى ملامح القلق بوجهها فقال اركبي ، ركبت السيارة ثم جلس فرانس خلف المقود
- الى اين ؟؟
ادخلت كمية من الهواء لجوفها ، ثم اطلقت زفيرها
- ميتم لوكارديو ، المبنى القديم , استغرب فرانس فقال
الان ، اليس الوقت متأخر ؟؟
لم يلقى ردا ، ليسود الصمت ، وليتجه فرانس للميتم ، مرت نص ساعة والصمت سيد المكان الا ان وصلا وجهتهما
نزلت من السيارة قائلة
- شكرا ، يمكنك ان تغادر
فقال فرانس و هو يطفئ المحرك -
لن اتركك هنا لوحدك ، لا تعلمين ماذا سيحدث ؟ نظرت له باستغراب ولكنها تابعت سيرها ، ، لربما فضول فرانس هو من جعله يرافقها كانت حديقة الميتم الامامية يسودها الظلام الذي يتخلله ضوء الانارة الخافتة ، صوت حفيف الاشجار المتحركة بسبب الرياح ، "
بوم " فزعت سيلي لمجرد سماعها صوت ارتطام جسم بالأرض ، ذهب فرانسيس لتفقد المكان ، .مستخدما الضوء المنبعث من هاتفه ، مشت سيلي خلفه ، -
انسة سيليسيا ، هذا ما قاله الشاب الذي يمسك بيده عصا طويلة وغطى شعره الاشقر عيناه ، وجها ناظريهما له لتقول سيلي
- توم لقد اخفتني ، فانحنى الشاب
- اعتذر ، ثم وجه بنظره لفرانسيس ، انتبهت لنظراته فقالت
ابن عمي السيد فرانسيس ، فرانسيس هذا توم احد اعضاء الفريق التطوعي ان كنت تعرفه. فقال فرانسيس تشرفت بلقائك ، فقال توم
- وأنا ايضا ثم اردف الجدة تنتظرك بالداخل
اومأت برأسها ومشيا خلف توم ، الذي ينظره للطريق تارة ولفرانس تارة اخرى ، وصلا لباب بني مهترئ، تركهما توم وذهب ، طرقت سيلي الباب ، ليؤذن لهما بالدخول ، فتحت الباب ، ابتسمت الجدة لمجرد رؤيتها سيليسيا، فقالت
- انها تنتظرك بغرفتها.
انتبهت لفرانسيس لتقول
مرحبا بني. بما اساعدك
فرد فرانسيس
انا ابن عمها.
فقالت العجوز
مرحبا بك تفضل بالجلوس ، سيليسيا لم تذكر ان لها ابن عم بهذه الوسامة
خجل من كلماتها فقال
شكرا سيدتي ، فردت -
نادني جدتي
اكتفت سيليسيا بعناق صديقتها الباكية ، لم تقل ليا شيئا لسيليسيا رغم هذا فهمت ما يؤلمها وعزمت على الانتقام لصديقتها بينما جلس فرانسيس يتحدث مع العجوز بارتياح والابتسامة لم تفارق وجهه الابيض ,, قال فرانس وعلامات التردد على وجهه :
قد يبدو سؤالي فضوليا ,, ما علاقتك بسيليسيا ؟؟
صمتت العجوز لدقائق ,, قاطع صمتها صوت سيليسيا
- لقد نامت .
وجهت العجوز نظرها لسيليسيا
– هذا الجيد ,, عالجي الوضع بطريقتك
فأومأت برأسها قائلة
– لا تقلقي , اعتني بها فقط
خلف نظرات فرانسيس الذي لم يفهم حرفا ,, كان يريد جوابا على سؤاله , الفضول بدأ يقتله ,, صوت رنين هاتف , وجه نظره لحقيبة سيليسيا قائلا
أجيبي على هاتفك
أخرجت هاتفها لتنظر لاسم المتصل – تنهدت ووضعته على اذنها وسرعان ما أبعدته لشده الصوت
-اخفض صوتك ولتر لا أسمعك - أين أنتِ ؟؟ - مع فرانسيس , سنأتي بعد خمس وأربعين دقيقة - هذا جيد , لان أبي يريد التحدث معك بأمر مهم - بشأن ماذا ؟؟ - تعالي وستعرفين
استغرب فرانسيس لشدة هدوئها , أغلقت الهاتف ثم قالت موجهة الكلام لفرانسيس
– لنغادر , ثم أردفت جدتي سآتي بالغد وسأمضيه معها لا أريد ان تؤذي نفسها
أومأت الجدة برأسها مبتسمة ,, وقف فرانسيس
وقال سعدت بالحديث معك أراك لاحقا
قالت العجوز
- الى اللقاء
سبقته سيلي بخطواتها السريعة , نظر لساعته ثم سار خلفها بهدوء
– جلس خلق المقود ونظر لها ليقول –
لما هذا الهدوء المفاجئ
لم تكلف نفسها النظر اليه وقالت
- لست بمزاج يسمح لي بالتحدث معك
قاد فرانسيس ولكن المشاحنات بعقله لم تهدأ , وضع السماعة بإذنه ليجيب على اتصال أخيه
– مرحبا تشارل - فرانسيس ,, فرانسيس احزر ماذا ؟؟ - ماذا ؟؟ - غدا سيتم الاعلان عن خطبتي بايفا
-
أوقف السيارة فجأة , صرخت سيليسيا
– هل انت احمق اين عقلك ايها الغبي
فقال فرانسيس بصدمة
– تشارل وايفا ستتم خطبتهما غدا
تمالكت سيلي نفسها واستنشقت الهواء ثم قالت بهدوء
– استمع لي سيد فرانسيس ان كنت تحب اختي ايفا لما لا تعترف لها – قل انا أحبك , لما
تقوم بدور النبيل الذي يضحي لأجل أخيه ,, في حين يمكنك ان تسعى للحصول عليها , انت افضل من تشارل لما تستلم ها .
علامات الاستغراب التي ظهرت على محياه وكأنه يرى شخصا أخر امامه , قال بهدوء :
شكرا , عاد لقيادة السيارة بينما وضعت سدها على جبينها ثم همست
– منذ متى أعطي نصائح بالحب --------------
وقفت أمام والدها بهدوء على غير عادتها ليقول
– سيليسيا , غدا وككل عام سيقام الحفل العائلي , لا أريد مشاكل
ابتسمت ابتسامة جانبية ساخرة
– لن أكون بالحفل هذا العام
ضرب يده بالطاولة
– ستحضرينه ولو لنصف ساعة
التفتت مغادرة المكان –
حسنا , نصف ساعة في بداية الحفل .
تنهد السيد وايت
– ستصيبني بالجنون
أغلقت الباب خلفها , وسارت باتجاه المطبخ , جلست على احدى المقاعد الفارغة قائلة
– روزا اصنعي لي شطيرة
فقالت خادمة
– حسنا آنستي
دخلت ايفا المطبخ بابتسامة
– سيليسيا شقيقتي الجميلة
ابتسمت سيلي
–اهلا بعروسنا الفاتنة
جلست ايفا مقابل سيلي و علامات الخجل على وجهها , سبقتها سيلي بالكلمات
– هل انت متأكدة من قرارك؟ , لم تجب ايفا وكان هذا السؤال ,سيكون كافيا لجعلها تعيد التفكير بالأمر.