[ الفصل الرابع ]
تابع أصدقائنا الثلاثة مشيهم للمنزل حتى وصلوا , وحينما دخلوا لم يكن هناك أحد .
قرأ يوغي الرسالة بجانب الهاتف وقال : خالتي جين خرجت من أجل العمل .
آتيم بضجر : ليس بالشيء الجديد ,سأبدل ثيابي بغرفتي , تعال يوغي .
لمعت فكرة برأس لوتس فقالت بصوت عالي : أ..أنا سأحضر لكما الطعام .
نظر آتيم لها مطولا ثم قال : ما خطب صوتك العالي ؟
لوتس انتبهت لنفسها و قالت : آه آسفة لم اقصد الازعاج , لكن سأعد لكما الطعام .
آتيم همس بانزعاج : حمقاء , افعلي ما تريدينه .
توجه لغرفته من دون أن ينتظر ردا منها أما يوغي فقال بلطف : أعتذر بالنيابة عنه , ما حدث في المدرسة قبل قليل أربكه .
لوتس : لا عليك يوغي , لا تعتذر , انه ابن عمتي و اعرف تصرفاته جيدا , على كل حال لن أتأخر بإعداد الطعام لكما .
قالت جملتها الأخيرة وهي تتجه ركضا للمطبخ بزيها المدرسي , وضعت حقيبتها جانبا و ارتدت مئزر المطبخ ذا اللون الأبيض و بدأت تعد الطعام , بسبب مبيتها في منزل عمتها عدة أيام فهي من كانت تطبخ و تقوم بأعمال المنزل تعويضا عن مبيتها و لأنها دائما ما كانت تشعر أنها شخص غير مرغوب به بسبب تصرفات آتيم التي أغلب الأوقات تؤذي شعورها .
كان آتيم في هذا الوقت مستلقى على سريره يعبث بهاتفه بينما يوغي بجانبه جالس على السرير بعد أن بدلا ثيابهما .
كان يوغي يحدق بآتيم لفترة طويلة ولم ينطق آتيم بشيء لكنه في النهاية قال بعد أن ابعد الهاتف : ماذا ؟ تحديقك يربكني .
أدار يوغي رأسه و حدق بالنافذة المقابلة لسرير آتيم قال آتيم : ما بك ؟
يوغي : ما حدث بالمدرسة قبل قليل , حركاتك تلك كيف فعلتها ؟
آتيم : أي حركات ؟
يوغي أعاد نظره لآتيم : تلك ! , ركضت على الجدار ثم قفزت للأرض من دون أن تصاب بخدش , من أين تعلمتها ؟!
آتيم : لا أعرف , تحرك جسدي دون ادراك مني , لم أعي حينها ما فعلت .
يوغي : ماذا تعني بأنك لم تعي ما فعلت ؟ !
آتيم انقلب على جهته اليسرى فأصبح وجهه مواجها للجدار و قال مجيبا يوغي : قلت لك لا أعلم , أنا لم أفهم ما حدث إلا عندما هبطت بها على الأرض , قبل ذلك لم أفهم ما يجري .
يوغي : هذا فعلا غريب .
اشتم يوغي رائحة الطعام فقال : هل أنهته بهذه السرعة !
آتيم : لا يهمني .
يوغي : أنا سأذهب لمساعدتها .
خرج من الغرفة فتنهد آتيم و فتح الهاتف من جديد و همس : أرجو فقط أنها لم ترى تلك الصورة , لا يمكنني مواجهتها بشيء لو رأتها .
أما يوغي فقد ذهب للوتس بالمطبخ وقال : لوتس , أتحتاجين المساعدة بشيء ما ؟
التفتت لوتس ليوغي و الواضح أنها استغربت وجوده , كانت الدموع بعينها لكنها سرعان ما اعطت يوغي ظهرها من جديد و قال : لا عليك , سيجهز الطعام بعد دقائق .
يوغي : لوتس , هل كنت تبكين ؟
لوتس : لا أبدا , فقط كنت أقطع البصل لذا دمعت عيناي قليلا .
يوغي و قد صدقها : آه حقا , اذا غسلته بالماء البارد قبل تقطيعه فلن تدمع عيناك .
سمع صوت آتيم قادما من الغرفة يناديه فقال بانزعاج : قبل قليل كنت عنده , سأعود لك بعد قليل .
لوتس : خذ راحتك .
ذهب يوغي لآتيم المزعج بينما مسحت لوتس دموعها جيدا حتى لا يشكا بها و أخرجت البصل من الثلاجة و قطعته لتصنع طبقا آخر به و لا يشك يوغي بسبب دموعها .
بعد فترة أنهت لوتس الطعام فنادتهما قائلة : يوغي , آتيم , الطعام جاهز .
جائها صوت يوغي : قادمان حالا .
يوغي : هيا لنذهب , سأموت من الجوع .
آتيم وهو يخرج من الغرفة قبله : أستطيع الطبخ أفضل منها لكني فقط تركتها تطبخ لأني أشـ...
سكت حينما رأى المائدة أمامه , أنواع و أصناف لم يرها من قبل , ترتيب الطاولة كان احترافيا و كأنه مطعم فاخر , رائحة الطعام الشهية كانت تجوب المكان , لم يوقظ آتيم من غيبوبته إلا صوت لوتس حينما قالت : آسفة لكن هذا ما استطعت فعله .
يوغي بانبهار : على ماذا تعتذرين ! هذا رائع جدا , هل قمت به وحدك ؟
لوتس ضحكت : من غيري ؟ أنا لوحدي هنا .
يوغي : لم يكن العشاء هكذا حينما جئنا أول ليلة .
لوتس : هذا لأن عمتي جين أخبرتني بالأطباق التي تريدها فقمت بصنعهم , لكن الآن طبخت هذا من تلقاء نفسي .
يوغي جلس على الطاولة : مدهش ! , متى تعلمت كل هذا ؟
تقدمت لوتس و جلست على الطاولة : منذ صغري و أبي كان مهتما بتعليمي فنون الطبخ , و العزف و أشياء كثيرة .
جلس آتيم و هو يستمع لحديث يوغي ولوتس ولم يتكلم , نظره كان معلقا بتلك الأطباق التي ادعى قبل قليل أنه يطبخ أفضل منها .
تذوق يوغي الطعام فانبهر بطعمه و قال : لذييييييييييذ , لوتس أنت حقا طباخة ماهرة .
شعرت لوتس بالخجل من مديح يوغي المستمر لها فقالت : ما .. مازال لدي الكثير لأتعلمه .
لاحظت لوتس أن آتيم لا يأكل فقالت : آتيم , هل أعد لك شيئا آخر ؟
آتيم : ل..لا لا بأس , سأتناوله .
تذوق الطعام الذي أمامه فانبهر من الطعم و كان ذلك واضحا من تورد وجنتيه و لمعان عينيه , ابتسمت لوتس قائلة : هل أعجبك ؟
آتيم بابتسامة واسعة : جدا , هذا فعلا لذيذ .
توردت وجنتا لوتس بشدة , هذه أول مرة يبتسم فيها آتيم لها بهذه الطريقة ويثني على شيء تفعله , حتى يوغي استغرب من تغير مزاجه المفاجئ , بدأ آتيم بأكل طعامه باستمتاع كبير و الابتسامة تعلو وجهه ويوغي يراقبه .
نقل يوغي بصره للوتس التي بدأت أيضا بتناول طعامها ولحظ شيئا فقال : لوتس , أنت ترتدين زي المدرسة , لم تبدلي ثيابك بعد ؟
لوتس : آه يبدو أني تحمست للطبخ و نسيت تبديلها .
يوغي : لا تفعلي ذلك مرة أخرى , تجعلينني أشعر أننا نعذبك .
لوتس : مستحيل , أنا أقوم بواجبي فقط .
يوغي : على سيرة الطعام والطبخ , آتيم قال أنه يستطيع الطبخ أفضل منك .
علقت اللقمة في بلعوم آتيم فقالت لوتس : حقا ! , على يد من تدربت يا آتيم ؟ أم أنك تتدرب بنفسك ؟
لاحظ يوغي ملامح آتيم المرتبكة فقال : كنت تكذب فحسب صحيح ؟
بدأ آتيم بالسعال فسكبت لوتس له كأس الماء و مدته له فشربه دفعة واحدة فأعاد يوغي كلامه : لن تهرب من السؤال بالتظاهر بالاختناق , تكلم هيا .
آتيم : أولا أنا لا أتظاهرلقد اختنقت فعلا , ثانيا أنا ...
تنهد وأنزل رأسه و لم يكمل كلامه فقال يوغي : كما توقعت , كان يكذب .
لوتس : لا بأس يوغي , بقاءه لوحده لفترات طويلة من دون عمتي جين يعني أنه يستطيع تحمل مسؤلية نفسه حتى لو لم يستطع الطبخ .
همس يوغي : ليتك تعرفين ماذا يحدث حينما تكون والدته بالخارج .
لوتس : هل قلت شيئا ؟
يوغي : لا أبدا , كلامك صحيح .
أكملوا طعامهم و من ثم قامت لوتس بتنظيف الأطباق , مع اعتراض يوغي و مساعدته رغما عنها إلا أنها طردتهم من المطبخ قائلة أن هذا عملها , لم يجد يوغي و آتيم شيئا يفعلانه سوى ترتيب أغراض يوغي لنقلها لمنزله الجديد .
يوغي : على مهلك , لا تحملها كلها دفعة واحدة إنها ثقيلة .
آتيم : على صغر حجمه فلا يبدو بهذا الثقل , ماذا بداخله ؟
ارتبك يوغي بالبداية و لكنه تدارك الأمر وقال : إنها ... إنها كتب لدراسة الطب , أود أن أكون طبيبا كريو لذا أخذت كل كتبه القديمة .
آتيم : آه حقا ؟ هل كل كتب الجامعة مخيفة هكذا !
يوغي : يعتمد على التخصص الذي تريده , لكن شيء معروف أن تخصص الطب من أصعب التخصصات .
آتيم : واه , ريو حقا مذهل , انهى دراسته بسرعة و كان من الأوائل لدرجة توظيفه بمستشفى الجامعة .
يوغي : لقد كان يضغط على نفسه كثيرا , أتعلم أنه لم يكن ينام إلا ثلاث ساعات باليوم فقط .
آتيم بدهشة : ماذا ! و كيف استطاع تحمّل ذلك ؟
يوغي : من قال لك أنه تحمّل ! , سقط مريضا من أول ثلاثة أيام بعد توظيفه .
آتيم : ياللمسكين , و ماذا حدث بعد ذلك ؟
يوغي : لا أعلم ماذا حدث بالضبط لكن عميد الكلية قد تدخل و أصبح ريو يعمل أربع ساعات بعد دوامه الجامعي .
آتيم : هكذا أفضل .
خرجا من منزل آتيم الذي كان عبارة عن شقة في الطابق الرابع وذهبا للبناية المجاورة حيث كانت شقة ريو ويوغي تقع بالطابق الرابع , كانت الشقتان مجاورتان لبعضهما بحيث كان بإمكان آتيم رؤية باب شقتهم جيدا وكأنه يقف بجواره .
آتيم : هذا قريب جدا ! يمكنني القفز من هنا لشقتنا .
يوغي : شرفة غرفتي ملاصقة لشرفة غرفتك .
آتيم : حقا ؟ أريد رؤيتها.
يوغي : لك ذلك .
فتح يوغي الباب بالمفتاح الذي معه وقال : ريو , لقد أتيت مع آتيم .
خرج لهما ريو من غرفة الجلوس قائلا : أهلا بكما , عذرا على الفوضى يا آتيم لكن لم اجد الوقت لترتيب المنزل كله .
آتيم : لما تعتذر إلي ؟ نحن كالإخوة , ثم إني هنا لمساعدتكما .
ريو : يوغي , هل طلبت من آتيم أن يساعدك ؟!
آتيم : حتى لو لم يطلب كنت سآتي حتما للمساعدة .
ريو : شكرا لك آتيم .
آتيم بابتسامة لطيفة : لا شكر على واجب .
يوغي : تعال يا آتيم لنضعهم بغرفتي .
آتيم : قادم .
دخلا غرفة يوغي , كانت الغرفة مليئة بالأثاث الغير مرتب ولا ينيرها سوى أضواء الشارع التي دخلت من الشرفة المقاربة لشرفة غرفة آتيم لا يفصلهم سوى مسافة بسيطة فأضاء يوغي مصباح الغرفة لرؤية أوضح .
آتيم بحماس : هذه شرفتي .
رمى الصندوق بيده و ركض نحو الشرفة وفتحها فقال يوغي : هذا خطر لا تحاول القفز .
آتيم : لن أفعل , لكن هذا حقا رائع , يمكنني التحدث معك متى ما أردت حتى لو كنت معاقبا بالحبس في غرفتي .
يوغي : حسنا هذا ليس وقت الاندهاش , تعال و ساعدني على ترتيب الأثاث .
آتيم : حسنا .
خلع آتيم معطفه ورماه على الأرض وبقي يرتب الغرفة مع يوغي , وبعد أن أنتهيا منها رتبا بقية المنزل مع ريو , مرت خمس ساعات وهم يفعلون ذلك حتى سقط ثلاثتهم على الأرض منهكين .
آتيم : هذا الجحيم بعينه !
يوغي : لم أكن أعلم أنه متعب هكذا , لا تزال لدي بعض الأغراض بغرفتك لكني لا أشعر بذراعي .
ريو نظر لساعته وقال : الساعة التاسعة , سأتصل بالمطعم لأطلب طعام العشاء , آه وأيضا اجلبا لوتس للمنزل لتتناول الطعام معنا .
استلقى آتيم على الأرض قائلا : حسنا.
خرج ريو من غرفة الجلوس فقال آتيم : حمدا لله أن غدا يوم اجازة , لو كان يوما دراسي فسأتغيب .
لحظ يوغي هاتف آتيم الذي برز من جيب بنطاله فسحبه و فتحه قائلا : ألا تزال تحتفظ بصورنا القديمة ؟؟
آتيم : أجل , لا يمكنني حذفها .
بقي يوغي يقلب في الصور حتى وصل لصورة ما شدت انتباهه فقال : آتيم , لما هذه الصورة هنا ؟
نهض آتيم ليرى : أي واحدة ؟
ما إن رأى آتيم الصورة حتى خطف الهاتف من يد يوغي وقال بارتباك : ل..ليس بالأمر المهم كثيرا .
يوغي : تلك لوتس صحيح ؟
آتيم يتحاشى النظر ليوغي : أ..أجل , إنها هي .
يوغي : لما تحتفظ بصورتها في هاتفك ؟
آتيم : و ما دخلك أنت ؟
يوغي نفخ خديه كالأطفال وقال بنبرة طفولية وعينين تلمعان بالبراءة : ألن تخبرني ؟
لم يستطع آتيم الصمود أما ذلك الوجه الملائكي فقال باستسلام : حسنا , هذه الصورة لعيد ميلادها , كان قبل شهر و أقيم الحفل بمنزلها و أجبرها والدها على ارتداء هذا الفستان .
بدأ صوته بالخفوت وهو يقول : بـ..بدت لي لـ...لطيفة لذا قمت بتصويرها بدون أن تعلم .
يوغي : هذا فقط ؟
آتيم بإحراج هدد يوغي : أجل , لذا لا تقل أني معجب بها أو شيء من هذا القبيل وإلا ضربتك , حذرتك منذ الآن .
يوغي : لن أقول لذا اهدأ , مع أنه ليس من الطبيعي أن تحتفظ بصورتها دون اذنها لكن لن أتكلم و سيكون هذا سرا .
آتيم : هذا أفضل .
يوغي أخرج هاتفه : سأتصل بلوتس لتأتي .
آتيم : لا انتظر أنا سأفعل .
يوغي بنظرة خبيثة : حقا ؟
آتيم : لا تجعل خيالك يذهب لبعيد , هي لا تعرف رقمك لذا لن ترد عليك .
يوغي بغباء : آه صحيح , نسيت .
اتصل آتيم بهاتف لوتس فردت لوتس قائلة : مرحبا آتيم .
آتيم : مـ..مرحبا , هل أنت مستيقظة ؟
لوتس : ما هذا السؤال ؟ ها أنا أحدثك هل سأكون نائمة مثلا ؟ , هل هناك شيء ما ؟
آتيم سكت عن كلامها وقال : ريو شقيق يوغي يود دعوتك لتتناولي طعام العشاء معنا .
لوتس : لكنهم انتقلوا للتو .
آتيم : سيطلب من المطعم لذا لا داعي للقلق .
لوتس :حسنا لا بأس سآتي .
آتيم : تعرفين مكان الشقة صحيح ؟
لوتس : أجل , لن أتأخر سآتي بالحال .
آتيم : بانتظارك , إلى اللقاء .
لوتس : إلى اللقاء .
أغلق الخط و في نفس الوقت دخل ريو عليهما قائلا : خالتي جين ستأتي أيضا .
آتيم : ألم تكن مشغولة ؟
ريو : قالت أنها أنهت عملها سريعا و ستأتي لتتناول طعام العشاء معنا .
يوغي : هذا ممتاز , سننتهي من الشقة مبكرا لو الجميع ساعد .
ريو : أجل .
بعد فترة سمع ريو جرس الباب فذهب و فتح فكانت لوتس واقفة هناك مرتدية بنطال جينز أزرق و بلوزة وردية و معطف صوفي لونه أزرق فاتح و حذاء ( أكرمكم الله ) لونه وردي , وكانت تحمل في يدها كيسا بلاستيكيا .
ريو : أهلا بالصغيرة اللطيفة , تفضلي للداخل البرد قارس الليلة .
دخلت لوتس : معك حق , بالمناسبة ..
مدت له الكيس و قالت : هذه مجرد هدية بسيطة على انتقالكم للمنزل الجديد .
ريو : لم يكن عليك شراؤها لكن شكرا لك .
لوتس : إنها تشكيلة مصنوعة من الشوكولا البيضاء و السوداء , أرجو أن تعجبك .
ريو : بالتأكيد ستعجبني , أنا من مدمني الشوكولا .
لوتس : حقا ؟ حمدا لله .
دخلت للداخل و سرعان ما أتت جين والدة آتيم و وصل طلبهم من المطعم فبدأوا بتناول العشاء وهم يتبادلون الأحاديث .
جين : ريو كان عليك أن تنتقل لشقة أبعد من هذه , آتيم لن يكف عن ازعاج يوغي بعد اليوم .
ريو : آتيم ليس مزعجا , بالعكس هو اجتماعي جدا ومحبوب وبالتأكيد لديه في المدرسة الكثير من المعجبات وهذا سيساعد يوغي كثيرا ليتخطى مشكلة خجله .
يوغي : الغريب في الأمر أنه ليس كما تقول , آتيم انطوائي جدا في المدرسة , لا يتحدث مع أحدا أبدا .
ريو : فعلا ؟! , هذا غريب .
نظرت جين لابنها الذي غطت غرره الشقراء عينيه فسألته : هل أخبرهم بالسبب ؟
لم يرد آتيم فقالت جين : لعدم اختلاطه بمجتمع المدرسة سبب آخر , و قد أخفاه عن الجميع .
ريو : ما هو ؟
كانت جين ستتكلم لكن آتيم قاطعها و قال : لأني قتلت أحدهم .
يوغي لم يصدق فقال : ما هذه المزحة السخيفة ؟
آتيم : أنا لا أمزح , هذه هي الحقيقة .
جين : ليست الحقيقة يا آتيم , أنت لم تقتله .
آتيم : لو كن أقوى و أوقفته لما قفز من أعلى البناية ليقتل نفسه .
جين : لقد كان ذلك قراره هو بني , أنت لا يد لك بما حدث له .
آتيم صرخ : اذا لماذا ؟ لماذا كل من بالمدرسة يرفضون التحدث إلي , إن لم يكن خطأي إذا فلما الجميع يتجنبني ؟
سكت آتيم و بالمقابل لم ترد جين عليه فقال ريو : ما الذي حدث بالضبط ؟ ليس لدي علم بما حدث .
يوغي : ولا أنا .
بقيت لوتس صامتة تراقب آتيم , هي أيضا ليس لديها علم بهذا الكلام لكنها فضلت الصمت .
جين :حدث ذلك في آخر سنة لآتيم في الاعدادية , كنت مسافرة في ذلك الوقت وعدت مسرعة حينما قالوا لي أن آتيم بمركز الشرطة .
يوغي : هل وصلوا لهذا الحد حقا ؟
جين : الخطأ لم يكن خطأ آتيم , كان ذلك الرجل في حالة يأس تام وصعد إلى سطح البناية حيث كان آتيم موجودا , حاول ذلك الرجل الانتحار و آتيم حاول منعه لكنه بالنهاية لم ينجح , لقد سقط للأرض ولقي حتفه .
ريو : لا تقولي لي أنهم قبضوا على آتيم بتهمة القتل !
جين : للأسف هذا ما حدث , ولكن تم الافراج عنه لأنهم لم يجدوا أدلة أو شهود على الحادثة , ومن حينها أطلق أحدهم اشاعة أن آتيم قاتل ولهذا لا أحد يتحدث معه بالمدرسة و دائما ما يتجنبونه .
يوغي : لما لم تخبرني من قبل يا آتيم , ألسنا أصدقاء ؟
آتيم : بلى نحن كذلك , لكن حدث ذلك منذ سنتين لذا لم أرد أن أزعجك به .
لوتس: لكنه بالتأكيد ليس خطأك آتيم .
آتيم : أعرف , حاولت انقاذه لكني لم استطع ولهذا اشعر بالذنب .
لوتس : لكنك أنقذتني اليوم , شكرا لك لولاك لكنت ميتة الآن .
جين و ريو : ماذا حدث لك لوتس ؟
لوتس انتبهت أنها لمّحت لما حدث في المدرسة فقالت : آه يال فمي الثرثار .
حكت لهم القصة فقال ريو : هذه مخاطرة يا لوتس لا تفعلي ذلك مجددا , لا أحد يعلم ماذا سيحدث لك .
جين : وأنت يا آتيم , لما لم تذهب لإنقاذها من أولائك الشبان ؟
آتيم : مهلا لحظة أمي , هل تلقين باللوم علي الآن ؟! , هي من أخطأت !
جين : أولست ابن عمتها ؟ إذا من واجبك حمايتها .
آتيم : لست حارسها الشخصي لأفعل ذلك .
جين : يالك من وقح , هكذا تحدث والدتك ؟!
آتيم : لم أقصد لكنك تلقين باللوم علي وأنا لست مخطئا , هيه لوتس قولي شيئا ما .
لوتس : هذ...
قاطعتها جين بإمساك أذن آتيم وشدها قائلة : هل هذا تصرف رجال ؟ تستعين بابنة خالك الصغيرة لتنقذك مني ؟
آتيم : آي آي , أمي اتركيني , لماذا توبخينني أنا على أخطائها هي !؟
بعد أن أنهوا الطعام وخرج آتيم من تحت يدي والدته حيا , خرج آتيم و يوغي ليتمشيا قليلا .
آتيم يدلك أذنه : آه , قرصة يدها كالنحلة , مؤلمة .
يوغي : جيد أننا خرجنا بسرعة من هناك .
آتيم : بالفعل .
كانت هناك سيارة سوداء على الجانب الآخر من الشارع الي كانوا يمشون فيه , بالتأكيد كان ذلك هو الشبيه الثالث يامي ومعه يوزان .
يامي صرخ : يوزان , هذه المعلومات لا تفيدني بشيء .
يوزان : ماذا أفعل اذا ؟ هذا كل ما وجدته , لم يسمح لي بأخذ المزيد لأني لست فردا من أفراد عائلته .
يامي انزلق على الكرسي ببطء وهو يرمي الأوراق بالمقعد الخلفي قائلا : ليس مهما , على كل حال ليست المرة الأولى التي تكون فيها غير مفيد لي .
وقعت كلمات يامي كالصخور على رأس يوزان فهمس : كل تلك السنوات لم أكن مفيدا لك ؟
كان نظر يامي معلقا بيوغي الذي كان يمشي مع آتيم , لكنه لم يلحظ شعر آتيم لأنه كان يرتدي قبعته السوداء , سأل يامي : من هذا الفتى الذي معه ؟
يوزان : صديقه ربما .
يامي : برأيك يوزان ماهو سبب الشبه بيننا ؟
يوزان : لا أعلم ولا يمكنني التخمين .
يامي : ألا تعتقد أننا قد نكون إخوة و أبي قام بأخذي من عائلتي الحقيقية ؟
يوزان : هذا مستحيل , كنت هناك وقت ولادتك و أتذكر ذلك اليوم جيدا .
لحظ يوزان انزعاج سيده الصغير وتفكيره المستمر بهذا الفتى فقال : لا تقلق , هناك حالات كهذه , حتى لو لم تكونا أقرباء يمكن لكما أن تتشابها من دون سبب .
يامي ونظره لا يزال متعلقا بيوغي : ربما .
شعر يوزان بشيء ما فقال وهو يتفقد الشارع جيدا : سيد يامي , ارجع للخلف .
يامي : لماذا ؟
يوزان : نحن مراقبون , لا أعرف أين هم حاليا لكنهم يراقبوننا .
يامي : حسنا .
فتح يامي باب السيارة لينزل ويرجع للخلف لكنه شعر بوخز قوي ومؤلم بجانب معدته فجثى على ركبة واحدة وهو يئن , نزل يوزان بسرعة ليتفقد يامي و قال : سيد يامي , أنت بخير ؟
يامي : أجل , تعثرت فقط بشيء ما على الأرض , عد لمكانك سنأخذ يوغي وصديقه معنا .
يوزان : لكن ...
يامي : إنه يشبهني , لو أمسكوا به وذهبوا به لأبي فهل ستضمن بقاءه حيا ؟ لا أريد توريط أحد آخر .
يوزان : كلامك صحيح , اصعد للخلف بسرعة وأبقي رأسك منخفضا .
يامي : حسنا .
ذهب يوزان ليجلس في مكانه بينما يامي رفع يده عن مكان الألم فرأى يده ملطخة بالدماء , همس قائلا : اللعنة لقد أصابوني.
صعد يامي للسيارة فقادها يوزان حتى وقف بجانب آتيم ويوغي , نزل من السيارة و وقف أمامهما قائلا : عذرا , لكن عليّ فعل شيء ما .
آتيم : ماذ...
لم يكمل جملته حتى ضربه يوزان على عنقه فأفقده الوعي و قبل أن يسقط أمسك يوزان به .
يوغي بخوف : ماذا تفعل ؟ ما الذي تريده منا ؟
يوزان : لا تخف مني هكذا ما أفعله لمصلحتك .
يوغي : لمصلحتـ...
أيضا لم يكمل كلمته لأن يوزان ضربه على عنقه مثلما فعل مع آتيم ففقد يوغي وعيه و أمسكه يوزان بيده الثانية .
فتح يامي باب المقعد الخلفي فوضع يوزان آتيم و يوغي بالسيارة و قال يامي : هل كان من الضروري فعل هذا ؟
يوزان : فكر فيها , شخص غريب يطلب منهما الصعود لسيارته , بالتأكيد سيرفضان .
يامي : آه صحيح .
صعد يوزان في مكانه و قال : حاول البقاء منخفضا قدر الإمكان , لو اكتشفوهم أنت تعرف ما سيحدث .
انطلق يوزان بسرعة كبيرة حتى لا يلحقوا به لكن بالفعل كانت هناك عدة سيارات أخرى تلحقه .
يوزان : هذا سيء , على هذا الحال سيمسكون بنا .
يامي : لم أعتقد أنه سيفعل أي شيء فقط ليحصل علي .
يوزان : لا تفكر في ذلك حتى , لن أسمح لك بأن تسلم نفسك لهم .
يامي : لكن يوزان ...
قاطعه يوزان بقوله : سيد يامي , لن أغامر بأن أجعلهم يؤذونك ولو كلفني حياتي , مهمتي الأساسية هي حمايتك.
يامي : يعجبك ما يحدث الآن ؟
يوزان : تتذكر ماذا يفعلون بك ؟ جسدك تشوه بسببهم ولا تزال تريد العودة !
يامي : على الأقل لو ضحيت بنفسي فسيرتاح الجميع .
يوزان : ما يفعلونه خطأ , لا يوجد أب بالدنيا يفعل ذلك بابنه , يجب أن يعرف أن ما يفعله خطأ ويتوقف عنه .
يامي : يوزان ... لكـ....
قاطعه يوزان بحدة : سيد يامي أرجوك , ابقى هادئا الآن حتى نهرب منهم ثم نتفاهم .
سكت يامي لكن ليس لأن يوزان طلب منه بل لأن جرحه بدأ يؤلمه أكثر فأكثر , ضغط على مكان جرحه و أنزل رأسه للأسفل شادا على ثياب يوغي الذي كان مستلقيا فوقه .
شعر يامي بحركة يوغي فالتفت له و وجده يفتح عينيه شيئا فشيئا .
يوغي : آه عنقي , أ..أين أنا ؟
انتبه أن يامي موجود فقال بخوف : ماذا تريدون منا ؟
يامي : اهدأ , لا تخف نحن لن نؤذيك .
يوغي : ما معنى ما حدث قبل قليل اذا ؟
سمع أنين آتيم بجانبه , التفت فرأى آتيم يدلك عنقه بألم و الواضح أنه استيقظ للتو .
آتيم : ماذا يجري هنا !
يامي : أرجوكما اهدئا , سأشرح لكما ما يجري فقط اهدئا .
ما إن أنهى يامي جملته حتى اخترقت رصاصة زجاج السيارة الخلفي مسبببة خدشا في خد يوغي الأيسر , ارتد يوغي خائفا و التصق بآتيم الذي قال بغضب : ماذا يعني هذا بالضبط ؟
يامي : نحن مطاردون , شخص ما يريد الإمساك بي .
آتيم : ما دخلنا بالأمر إذا ؟
يامي : صديقك يشبهني , ولو رأوه لأمسكوا به هو بدلا عني .
آتيم : كيف تعرف كل ذلك ؟
للتو لحظ آتيم الشبه بينه و بين يوغي وبين الفتى الذي أمامه فقال بدهشة : هل من الممكن أن تكون أنت هو ...
أجاب يوغي : أجل , إنه الشبيه الثالث الذي حدثتك عنه .
يامي باستغراب : شبيه ثالث !!
يوغي : أجل , أنت تشبهني أنا وآتيم كثيرا .
يامي لم يستوعب الأمر وقال بصدمة : هل هناك فعلا شبيه آخر لي!!
آتيم : أنت شبيهنا و ليس العكس .
يوغي : لها نفس المعنى .
ارتدت السيارة بقوة على طريق وعرة فعاد الألم لجرح يامي وقال : يوزان ماذا يجري ؟
يوزان : أحاول إضاعتهم .
تألم يامي من جديد لكنه هذه المرة صرخ ولم يعد يحتمل , اقترب يوغي منه وقال : هل أنت بخير ؟
يامي : بـ...بخير , لويت كاحلي فقط قبل قليل .
يوغي : ألا يمكننا الاختباء بمكان ما ؟
يوزان بتفكير : لا أعلم , سيد يامي إلى أين نتجه ؟
يامي : لا تذهب لمنزلي , لو عرفوا موقعه فلن يتركوني .
يوزان : هل نتجه لمنزل والدك ؟
يامي : لا هذا سيكون كمن يعبث بعش الدبابير , لن يتركني أخرج إن دخلت للمنزل .
يوزان : على هذه الحال سنبقى نهرب منهم للأبد!
يوغي : يجب علينـ....
لم يكمل كلامه لأن السيارة انحرفت عن مسارها بقوة مما جعل كل من آتيم ويوغي يسقطون على يامي .
آتيم نهض و نظر من النافذة فرأى إطار السيارة الخلفي وقد تمزق لأشلاء فقال : فجروا إطار السيارة , ماذا ستفعل ؟
يوزان : أحتاج خطة بديلة .
يامي : يوزان إياك أن تفكر بذلك .
يوزان : لا خيار لدي , ابقو هنا وحينما أعطيكم الإشارة اهربوا جميعا , سأحاول منعهم .
يامي : قلت لك غير مسموح لك بفعل هذا .
يوزان : لا تقلق سأكون بخير , سأعطلهم فقط حتى تهربوا و من ثم آتي إليك .
يامي : لا أضمن ذلك .
يوزان : لا حل آخر .
نزل يوزان من السيارة و وقف أمام أولائك الرجال و خلفه كل من يوغي وآتيم ويامي الذي لم يستطع المشي بسبب جرحه لكنه حاول اخفاء ذلك .
آتيم : هذا كثير , هل تستطيع مواجهتهم لوحدك ؟
كلام آتيم صحيح , كانت هناك أربع سيارات و الرجال مسلحون لا يقلون عن عشرة رجال ذو جثث ضخمة , بمنظر يوزان و جسده الذي لا يقارن بهم فلا يستطيع مجابهة شخص منهم .
التفت يوزان ليامي بابتسامة و قال : سأكون بخير
خاطب آتيم قائلا : أعتمد عليكما لحماية السيد يامي .
لم يرد عليه آتيم بل بدأ يحدق بدهشة في عيني يوزان مختلفتي الألوان , و عينه اليسرى ( الذهبية ) قد بدأت تتوهج قليلا .
قال رجل من المطاردين : هذا هو الحارس الذي تحدث عنه الرئيس ؟ ياله من طفل .
يوزان : سترى ماذا سيفعل هذا الطفل بك .
الرجل بغضب : وقح سليط اللسان , هيا يا رجال اهجموا .
وجه الرجال أسلحتهم ناحية يوزان فقال يوزان : هيا اهربوا الآن .
بدأ الرجال بإطلاق النار لكن رصاصاتهم لم تصب أحدا لأن يوزان قد وضع جدارا ذهبي اللون لم تخترقه أي رصاصة , آتيم و يوغي لم يتحركا من مكانهما وبقيا واقفان هناك تعتليهما الصدمة بسبب ما يرونه , ذلك الجدار الذهبي المشع الذي يحيطهم جعلهم يتجمدون في مكانهم من شدة جماله و صدمتهم به .
لاحظ يوزان أن الفتية لم يهربوا فصرخ عليهم : هيا اذهبوا بقائكم هنا خطر .
افاق آتيم من صدمته و حمل يامي المتعب على ظهره قائلا : يوغي هيا .
ركض يوغي خلفه يحاولون إيجاد مكان آمن بعيدا عن الحرب بين الرجال و يوزان , يامي كان المعترض الوحيد فقال : أنزلني هنا .
آتيم : هل جننت ! ستقتل هناك .
يوغي : لا يمكنك العودة .
يامي : أنتما لا دخل لكما بهذا , أستطيع تدبر أمري بنفسي .
يوغي : لا يمكنك أنـ...
قاطعه يامي بنزوله عن ظهر آتيم ومشى بخطى مترنحة عكس الطريق الذي كانوا يمشون فيه عائدا ليوزان .
أمسك به يوغي من ذراعه وقال : أنت مصاب , عد إلى هنا .
رغم ظلمة الطريق الذي كانوا يمشون فيه إلا أن يوغي لحظ دماء يامي التي لطخت ثيابه فقال بصدمة : أنت تنزف!!
يامي بتعب يحاول إخفاءه : لا دخل لك ابتعد عنـ...
لم يكمل كلامه حتى انهار مغشيا عليه بسبب نزيفه لفترة طويلة , أمسك به يوغي و قال : آتيم تعال ساعدني .
ركض آتيم نحوهما و قال : نحتاج شيئا يوقف النزيف .
من دون أدنى تردد خلع يوغي الشال الذي كان حول عنقه و ربطه حول بطن يامي بقوة حتى يتوقف النزيف .
يوغي : آتيم ألا توجد مستشفى قريبة هنا ؟
تلفت آتيم حوله ثم قال : لا توجد , لكن هذا الشارع قريب من المنزل , فلنأخذه لريو .
يوغي : سأتصل عليه وأخبره بالقصة , احمله على ظهرك بسرعة لو بقي جرحه ينزف هكذا فسيموت .
حمل آتيم يامي على ظهره و مشى به نحو المنزل فلحقهما يوغي وهو يتصل على ريو , رد ريو عند أول رنة وقال بقلق : يوغي , أين أنتما ؟ قلقنا عليكما جدا .
يوغي : سأخبرك بكل شيء حينما آتي , جهز عدة الجراحة حالا .
ريو : هل أصيب آتيم ؟
يوغي : لا هو بخير , شخص آخر مصاب .
ريو : حسنا , سنقوم بجراحة في المنزل , ما نوع جرحه ؟
يوغي : أعتقد أنه طلق ناري , الإصابة على جانب معدته الأيمن , وخذ حذرك أيضا لقد فقد الكثير من دمه .
ريو : ماذا عن نبضه ؟
وضع يوغي يده على عنق يامي وقال : نبض قلبه منتظم , ولكنه ضعيف قليلا .
ريو : و تنفسه ؟
وضع يده على ظهر يامي ليشعر برئتيه ثم قال : أعتقد أنه جيد .
ريو : حسنا اذا , تعاليا بسرعة فحالته لا تحتمل التأخير .
يوغي : حسنا .
أغلقا الخط بنفس الوقت ثم قال يوغي : آتيم هل يمكنك أن تسرع ؟
آتيم : لم تطلب شيئا .
بدأ آتيم بالركض ويامي على ظهره فتبعهما يوغي حتى وصلا لبناية التي فيها شقة يوغي فوجدا ريو بالأسفل ينتظرهما .
يوغي : جهزت كل شيء ؟
ريو : أجل .
حمل ريو يامي عن ظهر آتيم وقال : هيا بسرعة للأعلى .
صعدوا جميعا للشقة و فتح يوغي الباب بالمفتاح الذي معه فدخل ريو ومن بعده آتيم و أغلق الباب خلفه .
وضع ريو يامي على الطاولة حيث فرش عليها مفرشا طبيا أزرق اللون و بجانب الطاولة كانت هناك طاولة أخرى صغيرة لم يفهم آتيم ما عليها لكن من الواضح أنها أدوات الجراحة , ارتدى ريو و يوغي قفازاتهما و بدأا بخلع ثياب يامي , فتح ريو أزرار القميص و قال بصدمة : ما هذا !
صدم يوغي هو الآخر من منظر جسد يامي , كان مليئا بالحروق القديمة و الندوب , لم تكد تخلو منطقة من صدره و ذراعيه من تلك الحروق والندوب بنية اللون .
انتبه ريو على الجرح و جمع تركيزه من جديد , وضع يده فوق الجرح بلطف وأغمض عينيه محاولا الشعور بما يحدث بداخل جسد يامي .
من كان في أشد الصدمة هو آتيم الذي لم يستوعب بعد أن يوغي قد شخّص حالة يامي بلمسه و النظر إليه فقط , ريو طبيب و جرّاح ممتاز , لكن يوغي بالنسبة لعمره يعتبر معجزة , بقي بجانبهما يحدق بتلك الجراحة التي يجرونها .
ريو : ملقط .
مده يوغي لريو فأدخله ريو في جرح يامي حتى شعر بأنه أمسك بالرصاصة بداخله فقال : قطعة قماش .
أخذها يوغي و مدها لريو فأخذها ريو و وضعها فوق الجرح بلطف ثم سحب الرصاصة من داخل يامي ببطء حتى لا تفلت من الملقط , بالنهاية أخرجها ريو فمد يوغي صحنا صغيرا و وضع ريو الرصاصة به .
لاحظ ريو تلوث القماش بالدماء فقال : الجرح أعمق مما ظننت , أعطني الإبرة و الخيط .
مدها يوغي لريو فبدأ ريو بخياطة الجرح وهو لا يزال يضع القطعة فقال يوغي : ألن تبعدها ؟ ستعترض طريقك .
ريو : لا استطيع , فقد دما كثيرا ولا يمكنني ابعادها سينزف أكثر .
بدأ يخيط الجرح و يبعد القطعة القماشية شيئا فشيئا حتى أنهى خياطة الجرح كله فتنهد براحة .
يوغي : سأربط له الضماد .
ريو : لحظة .
ذهب ريو لغرفته و جلب معه عبوة صغيرة فسأل يوغي : ما هذه ؟
فتحها ريو و وضع ما بداخلها على جرح يامي برفق ثم ألصق الضمادة فوقه و قال : لا يحتاج ندبا آخر , يكفيه ما لديه هذا سيخفي أثر الخياطة بعد أن نفك الغرز .
يوغي بحزن على حال يامي : أنت محق , هذا سيكون أفضل له .
اقترب منهما آتيم بذهول وقال : هذا مذهل , أجريتما الجراحة دون تخدير .
ريو : إنه فاقد لوعيه لذا لن يشعر بما فعلناه إلا بعد أن يستيقظ , بالمناسبة والدتك غاضبة جدا على تأخيرك و تنتظرك بالمنزل لتعاقبك .
تحول لون آتيم للأبيض خوفا و قال و هو يحتضن يوغي : يوغي , سأبيت عندك الليلة .
ريو ضحك ثم قال : لكن لم تخبراني ماذا حدث بالضبط , ومن يكون هذا الشبيه الثالث ؟
يوغي : لنأخذه ليرتاح بغرفتي أولا .
لاحظ ريو الجرح الصغير على وجه يوغي فأمسك بوجه يوغي قائلا بخوف شديد : آذيت نفسك .
يوغي : إنه جرح صغير سيختفي .
ريو بطريقة درامية مضحكة : ليس كذلك , بدأت اليوم بجرح صغير ثم سيتشوه وجهك البريء كله , لن تعود صغيري يوغي اللطيف الظريف بعد الآن .
تنهد يوغي بتعب فهو يعرف تصرفات شقيقه الغير منطقية حينما يتعلق الأمر به .
أخذوا يامي لغرفة يوغي بعد أن بدلوا ثيابه الملطخة بالدماء ليغسلوها و جلسوا في غرفة الجلوس ليخبروا ريو بالقصة .
انتهى الفصل
اتمنى يكون عجبكم .
رأيكم بما حدث ؟
هل تظنون أن يوزان سيعود فعلا ليامي ؟
هل سيكون يامي بخير ؟
رأيكم بمهارة ريو ويوغي بالطب ؟
( أعرف أني قد بالغت فيها قليلا لكنه فقط قليل من الخيال , قد قرأ الفصل بعض من إخوتي وقالوا أنها مبالغ فيها جدا ولا حقيقة لها من الأساس , أن يكون لطفل ذو 16 عاما خبرة كهذه بالطب من قراءة الكتب فقط و مساعدة من شقيقه لذا تذكروا هذا فقط مجرد خيال و لا يمكن تطبيقه على الواقع )
الجزء الذي أعجبكم
و في أمان الله متابعيني الأعزاء , لا تنسوا قراءة المشاركات السابقة .
مع السلامة