لِمَ أشاهد كل من أحبهم يموتون أمام عينيَّ ؟!
أريد أن أبقى للأبد ، لا أريد فقدانهم أبداً .
أرجوكم ابقوا بجانبي .
و امنحوني الحنان الذي فقدته .
الفصل الثامن والأخير : [ هذه هي السعادة الحقيقية ! ]
جهز [
ستيفان ] سيارة جيدة للاتجاه لمقاطعة [
نابولي ] !
أنا حقاً متوترة إنها مرتي الأولى التي أذهب فيها لهناك ,,,
في الساعات الأولى من الصباح وصلنا لــ[
نابولي ] .
إنها مدينة متطورة جداً ، سكانها يعيشون في رفاهية و ثراء ، حسناً ماذا أتوقع من سكان مثل هؤلاء ؟!
جميلة هي [
نابولي ] فجمالها لا يختلف كثيراً عن جمال [
ساليرنو ] و [
سارنو ] .
استقبلنا رجلٌ ضخم بملابس تشبه ملابس اليونان ، بشرته سوداء اللون ، و عيناه ذات لون بني ، أما شعره فكان مجعد و طويل يصل لكتفه ذا لون أسود .
ابتسم بدهاء و هو ينظر لـ[
ستيفان ] هو بالتأكيد يعلم من يكون ؟
ظل يحدق بي باندهاش كما لو أنه يعرفني !
أنا أشعر بالشعور ذاته متأكدة أنني قابلته ، و لكن أين ؟ لا أستطيع التذكر !!
أردف بصوت رجولي خشن :
-
أهلاً بك أيها الإِيرَل ، سُعِدتُ كثيراً برؤيتك مجدداً ؛ أتمنى أنك لم تأتي هنا للانتحار !
بادله [
ستيفان ] نظرة الدهاء ذاته ، أردف بنبرة خبيثة :
-
أبداً [
رولاندو ] ،
كيف لي أن أفعل هذا و لدي ابنة و حفيد اعتني بهما !
عاود ذلك المدعو [
رولاندو ] بالتحديق بي مجدداً ، فتح عينيه على أوجيهما كما لو أنه تذكرني .
اقترب مني بضع خطواته ، مشيته و صوته أنا أعرفه لكن من يكون ؟!
سارت قشعريرة في أوصالي عندما تذكرته ، إنه قائد الجيش الذي اجتاح [
سارنو ] ، لقد رأينا بعضنا عندما هربت من الحريق و ظل يلاحقني حتى يقضي عليَّ ، لكنني تمكنت من الهروب منه !
-
لم أكن أعرف أنك رُزِقت بابنة جديدة . أردف [
رولاندو ] و ابتسامة شر تعلو وجهه .
سحبني [
ستيفان ] خلفه بعد أن رآني أقشعر خوفاً .
أردف بنبرة جادة :
-
إنها ابنتي منذ فترة طويلة ، هل لديك اعتراض على هذا [
رولاندو ] ؟!
تراجع [
رولاندو ] بضع خطوات للخلف ، هو سيخاف من [
ستيفان ] بلا شك ، في النهاية هو يبقى إِيرَل .
[
إيثان ] ظل يحول نظراته باندهاش نحونا نحن الثلاثة ، شعر و وكما لو أنه أطرش بين الزفة .
فنادق [
نابولي ] كانت على الطراز اليوناني ، لم نجد أياً منها على الطراز الإيطالي أبداً .
تأفف [
إيثان ] ، أردف بضجر :
-
جدي أنا متعب ، احجز في أي فندق لا يهم .
ضحك [
ستيفان ] ، بعثر شعر [
إيثان ] بعشوائية ، أردف :
-
حسناً [
إيثان ]
الصغير .
-
جدي !! أنا لست صغيراً ! . قال [
إيثان ] و قد نفخ خديه بطفولية .
ضحكت بعصبية ، أنا خائفة بصراحة [
رولاندو ] هو سيحاول قتلي بلا شك .
ربت [
ستيفان ] على رأسي ، أردف بحنان :
-
لا تقلقي أنا هنا لحمايتك [
كَاتْرِين ] .
شعرت بالراحة لكوني قريبة من [
ستيفان ] ، إنه حقاً شخص طبب !
-
بعد ساعات من الراحة ، قررنا النزول لتناول الطعام في المطعم !
طلبنا طعامنا و انتظرنا حضور النادل .
فتى بأواسط العشرينات هو ، شعره أسود قاتم و عيناه زرقاء ياقوتية ، بشرته ناصعة البياض بينما بشرته بيضاء جداً ؛ ذكرني شكله بــ[
سنوايت ] .
أردف بعد أن وصل لطاولتنا و هو يضع الطعام :
-
طعامكم يا سادة !
كل تلك الملامح ، بحة الصوت ، إنه …
همست :
[
زيكس ] !
التفتت نحوي ، حدق بي بدهشة .
وقفت بهدوء ، اقتربت منه عدة خطوات ، مكثت أتفحصه مجدداً ، همست مرةً أخرى :
- [
زيكس ]
إنه حقاً أنت !
قطب حاجبيه بعصبية ، هل يعقل أنه نساني ؟!
بعد دقائق معدودة فتح عينيه على أوجيهما لربما تذكرني أخيراً ، أردف و قد انهمرت بعض دموعه :
- [
كَاتْرِين ] ؟
أنتِ [
كَاتْرِين ]
أليس كذلك ؟
أمأت بالإيجاب ، بينما هو جثى على ركبتيه فرِحاً !
ابتسم [
ستيفان ] ، أردف بغموض :
-
إذاً من يكون ؟
أجبته بسعادة :
-
إنه ابن خالتي الذي أسرته [
نابولي ]
منذ عشرة سنوات .
تبادل [
ستيفان ] و [
إيثان ] نظرة سريعة !
وجهوا بصرهم إلى [
زيكس ] الذي ظل يتجاذب معي أطراف الحديث طوال الوقت .
حزن كثيراً لسماع خبر وفاة أمه و عمه ، في الحقيقة خالتي تزوجت عمي ، لذا فأبي هو عمه .
سألني [
ستيفان ] بغموض :
- [
كَاتْرِين ]
ما هو اسم والدك ؟
أجبته :
- [
سبيستيان جوزيف ] ،
لكن لِمَ تسأل ؟
توتر [ ستيفان ] ، تنحنح ثم أردف بعد فترة طويلة :
-
ذلك الرجل ، إنه … أخي !!
-
ماذا !!! . بدهشة قلت أنا و [
زيكس ] و [
إيثان ] .
أردف [
زيكس ] :
-
إذاً أنت عمنا ؟ أنا و [
كَاتْرِين ] ؟
أماء [
ستيفان ] رأسه بالايجاب .
أتساءل لِمَ لم يخبرني أبي عنه ؟!
إذاً قريب [
ستيفان ] الذي مات في آخر اجتياح كان أبي ، و ابنته التي تحدثت عنها [
آسامي ] كانت أنا !
ضمنا [
ستيفان ] أنا و [
إيثان ] و [
زيكس ] ، أردف بسعادة :
-
أنا سعيد لأن لدي عائلة مثلكم !
-
لربما لن يدوم هذا للأبد [
ستيفان ] . من الصوت عرفنا أنه [
رولاندو ] .
التفتنا وراءنا ، كان يحمل مسدساً بيده .
أردف [
ستيفان ] :
-
دعهم و شأنهم [
رولاندو ] .
-
لا أستطيع قتلك [
ستيفان ] ،
لا أنت و لا [
إيثان ]
و لا ذلك الخائن [
زيكس ]
فهو لا يزال مفيداً ، لكني سأقتل تلك النذلة [
كَاتْرِين ]
إنها أول شخص يهرب مني و لن أسمح لها بالهروب مجدداً .
أمسكني [
زيكس ] عندما شعر بأنني سأسقط من شدة ارتجافي .
ضغط [
رولاندو ] على مسدسه ، انطلقت الرصاصة .
أغمضت عينايَّ هاأنا سأموت بعد دقائق .
لم يصبني شيء رغم أنني سمعت صوت اختراقها لجسد ما .
فتحت عينيَّ ، رأيته بجسده المغطى بالدماء ,,
- [
ستيفان ]
لا ، لا يمكنك الموت الآن . قلت و دموعي قد انهمرت ، ليس الآن و قد اجتمعت العائلة أخيراً !
اقتربت منه ، كان بالكاد يتنفس ، أمسكت بيده وهو يردف بصعوبة :
- [
كَاتْرِين ]
أرجوكِ اعتني بـ[
إيثان ]
جيداً ، كما لو أنه شقيقك الأصغر .
أمات برأسي ، استطردت بصوت خشرجة :
-
نعم سأفعل بلا شك ، لا تقلق .
ابتسم لي بهدوء ، أردف وهو بالكاد ينطق الكلمات :
-
اعتني بنفسكِ جيداً [
كَاتْرِين ] ،
شكراً لكِ على كل شيء قدمته لي .
-
لا أنا من عليها شكرك ، أنت من وهبتني الحنان بعد أن فقدته ، شكراً لك [
ستيفان ] ،
لذا أرجوك لا تمت .
مجرد أن انتهيت من جملتي حتى سقطت يده و أُغْمِضت عيناه .
جهشت بالبكاء ، لِمَ كل الغاليين يرحلون .
نظرت لـ[
رولاندو ] كان يرتجف خوفاً .
سمعت صوت سيارات الشرطة ، يبدو أنها أتت من [
ساليرنو ] ، اعتقلت كل العصابة التي بــ[
نابولي ] .
أردف [
إيثان ] :
-
كانت تلك هي خطة جدي للانتقام ، هو يعلم بأن الشرطة لن تعتقلهم بِمَا أنهم لم يقتلوا أحداً من الطبقات النبيلة مثله .
ثم بدأ بالبكاء هو أيضاً .
رأيت [
ستيفان ] وهم يحملون جثته .
لقد ذهبت لمكان بعيد جداً !
مهما مددت يدي لن أجدك مجدداً !
حتى لو صرخت أناديك ، أنت لن تسمعني !
أنت لن تريني ذلك الأمل مجدداً !
و لن تهبني الحنان الذي فقدته !
أتمنى أنك بخير !
ارقد بسلام و كن مطمئناً من أنني سأحقق ما تمنيته !
-
توالت السنة تتبعها الأخرى ، مرت خمسة عشر سنة منذ وفاة [
ستيفان ] .
[
إيثان ] تمكن من الالتحاق بجامعة [
Roma Sapienza ] التي كان يطمح لدخولها ، ووجد نصفه الثاني ، شريكة حياته ، و أنجب العديد من الأبناء .
[
زيكس ] حقق أمنيته و أصبح طباخاً محترفاً .
أما أنا فقد عملت بدلاً من [
ستيفان ] و تمكنت من التقدم بشركته و أسهمه ، و لم أنسى أن أعتني بــ[
إيثان ] و [
زيكس ] عائلتي الوحيدة !
أبي ، أمي ، [
أنطونيو ] ؛ أرجوكم ارقدوا بسلام فأنا حقاً سعيدة بوجودي هنا !
هنا هي عائلتي الحقيقية .
شكراً [
ستيفان ] ارقد بسلام أنت أيضاً ، شكراً لك على كل ما قدمته لي .
أحبك يا عمي ! أيها الإِيرَل … [
ستيفان ] .
~ تم بحمد الله ~
كيفكم أعضاء المنتدى ؟ ان شالله بخير
لا أصدق أنني أخيراً انتهيت من روايتي
اسفة لانني وضعت الفصول كلها مرةً واحدة فقد وجدت أن هذا أفضل
أتمنى أن تعجبكم روايتي ، لا تحزنوا ع موت [
ستيفان ] ,,, فتلك هي النهاية التي يجب أن تكون
سعيدة جداً لانني حصلت ع ختم بريق الماس
انتظروا
روايتي القادمة بعنوان :
(( بعثرة ذكريات الماضي !))
العنوان قابل للتغيير
ان عجبتكم فلا تترددوا في وضع لايك و تقييم وردود رائعة مثلكم