عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree84Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 08-18-2015, 01:34 PM
 



شامبو!




أذكرُ مرةً في ساعةٍ مُتأخرة من الليل أنني قَد سمعتُ صوتاً ما أشبهُ بِدندنة لَم أعلم مَصدرُها..فلِذا اضطررتُ للوقوف عن الكرسي الهَزاز لِمعرفَة مصدرهِ.. وتفاجئتُ أن الصوت ينبِعثُ من الحِمام " أكرَمكُم الله "..
وكنتُ أسمع خلافَ الدندنة صوتَ المياهُ وهي ترتطِم على المغطس.. وأيضاً شممتُ رائِحة " شامبو"
وكانت رائِحة جميلة.. جعلتني أستغرِب إذا كنتُ قد اشتريت " شامبو" بهذهِ الرائِحة !

لقد مَرت سنوات على آخِر مرةٍ قد اشتريت بِها أغراض للشقة بشكلٍ عام..تملكتني رغبَة عارِمة لمعرِفة من "الشخص" الذي يستَخدِم الحِمام الخاص بي.. أن هذا الأمر لا يُقبل أبداً وتصرفُ وقِح أيضاً !

أذكرُ أنني قد فتحتُ الباب على مصراعيه.. بجرأةٍ لم أعهدها في نفسي..
وكنتُ غاضباً بشدة من تصرفهِ الوقح هذا.. !

كنتُ مذهولاً لما رأتهُ عيناي.. كانت رُغم امتلاكها لِجسد جَميل !
إلا كانت وقِحة أيما وقاحة..
أذكرُ أنها لَم تُجلب معها ملابِساً.. فطلبت مني دون حياء وخَجل..وأعطيتهُا فُستاناً استغربتُ من وجودهِ في خزانة ملابسي ! فلا أذكرُ أنني قد رأيتُ هذا الفستان سابِقاً
لأستِر على جسدِها العاري التي لم تستطع المنشَفة تغطيتهُ جيداً..

أذكرُ أنني لم أرى وجهها.. أو أنني قد نسيتُ ملامِحها
لكن كنتُ أذكر وقاحتها.. وجسَدها أيضا....ً كما لو أنهُ ذكرياتُ الأمس !

أذكرُ أنها قالت لي قبل رحيلها:
- لا تحكي لحدا أني كنت هون !

ولا زلتُ حقاً لا أذكرُ ملامِح وجهها.. رغم أنها قد قالت لي وجهاً لوجه هذا الكلام !
وكانت قريبة بشكلٍ جعلني اشتمُ رائحة " الشامبو".. الذي ما زلتُ أموتُ فضولاً لمعرفة إذا كنتُ قد اشتريت واحداً بهكذا رائحة !

الغريب في الأمر أنني إلى الآن لا أذكر ما كانت رائحة " الشامبو"
إلا أنه كان ذو رائحة جميلة..

وأذكر أنني شعرتُ بالحُزن حينما سمعتُ خبراً على الأخبار المحلية..يقول أن " فتاة شابة قد ماتت إثر شامبو قد وجدت نسبة كبيرة منهُ في معدتِها ! "

الغريبُ في الأمر أن منذُ ذلك الوقت.. رحتُ استحم بهذا الشامبو .. وما زلتُ أذكر حينما قالت لي:
" لا تحكي لحدا أني كُنت هون"

وفعلاً كان سراً في نفسي منذُ ذلك الوقت..
وأذكرُ أنها قد جعلتني اشتاقُ.. اشتاقُ للحكي !
لأُخبر الجميع عن هذا السر !


------------------------------------

السّلآمُ عليكُم ورحمةُ الله
القِصة الثانية مِن " الذي اشْتاقَ للحَكي"..
وَ عنوانُها " شَامبو ".. وأنا على عِلم أن الفِكرة جريئة بعض الشيء..
لكن كما قُلت في البداية.. هذهِ الأفكار قد لا تُناسِب البَعض !

وأنا أتبِع نَمط الحُداثة في هذهِ القصص
أي أن الأفكار مُجرد تَعبير مُجازي لما يُعانيه البَطل..

وبصراحَة تامة بطَلة القِصة فَتاة شابَة.. تُعاني من عدم نمو في العَقل
لِذا وِجدت نسبة كبيرة من الشامبو في معدِتها !.. وأيضاً استحمامُها في شقة
شخص غريب.. !!

عَلى العُموم.. قِصة " شامبو " تَطرح مُعاناتين..
الأشخاص الذين يُعانون نقصاً في النمو العقلي..وأيضاً
مُعاناة البطل في اشتياقهِ للحكي ّ!
بِغض النَظر عن جرأة الفِكرة !

أنا شرحت لكُم وراء القَصد من الفِكرة..
آملُ أن تكون جيدة من ناحية الكتابة .. قراءة ممُتِعة
في أمان الله وحفظِهِ




__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 08-21-2015, 02:51 PM
 



تُوَجَعْنّا.. !




استيقَظتُ من نومي فَجأة على صوتِ طرقاتِ الباب القوية المتتالية.. تتبَعهُا صرخاتِ نَجدةٍ تنمُ على الذُعرِ والخوفْ.. وبدا من الصَوت أنهُ فَتىً صَغير.. ما زالَ بُرعماً أقتربَ موعدَ تفتُحهِ !
وتماشياً مع الموقِف جريتُ مسرعاً إلى الباب، مذعوراً من هذهِ الطرقات والصرخات..
ففتَحتُ الباب لهُ، وكان فعلاً فتى، إلا أنهُ رثَ الشكلِ، ممُزق الملابِس !
وكما لو أنَهُ قد دَخلَ في صراع وخرَجَ مُنتَصِراً..

الأخير بشكلٍ مُسرع دخل الشِقة.. من يَكون هَذا الفَتى بِحق الله؟!
وأيضاً الساعة مُتأخِرة.. فَــ
بدا أن ظني كان خاطِئاً.. فالشَمسُ قد شارفَت على الغُروب..
حينما نظرتُ إلى النافِدة التي تبعُدني بضعةَ خُطوات !

تنهدتُ بغير مُبالاة.. فالفَتى قَد قَطع نومي وحُلمي الجميل..عن " فتاة الشامبو" ..
وجَسدُها المُثير.. تخيلُ هَذا وحدهُ أمرٌ جميل!!
أنا لستُ منحرِفاً.. لَكن كلُ الرجالُ سواسيةً مهما كانوا !

كنتُ فضولياً بشأنِ هَذا الفَتى.. فقد بدا من منظرِهِ أنهُ قد خاض صراعاً ليسَ بهيناً البتة..
وما كنتُ أستَغرِبهُ؟.. أن هَذا الفتى لم يُصب بأي ضربَة.. أنما فقط قميصهُ ممزق .. وعاري القَدمين !

أوه! أليسَ ذلك الشيء الشبيهُ بالماء الذيُ يُبلل الأعين.. يُسمى دموعاً.. أنهُ كذلك
لم أرى هَذا الشيء المسمى بـالدموع منذ سنوات مضت.. سوى مُشاهدتِها في المسلسلات التُركية.....
مُشاهدة شَخص يبكي في الواقِع.. كان كالحُلم بالنَسبة لي..
أنا لا أستمتِعُ برؤيتهِ هذهِ الأمور... إنما قَد مضى وقتٌ طويل.. طويلٌ جداً
منذُ أن أحسستُ بهذا الشعور.. هَذا الشعور الذي لا أستطيعُ وَصفَهُ جيداً...

الأبوة.. أليسَ من الأفضل تغيرُ لَقبي إلى " الذي اشتاقَ لأن يَكون أباً ! "
- سابقاً – عندما كان يَبكي.. ماذا كنتُ أفعلَ لأهدئ من روعهِ؟
العِناق.. لطالَما كنتُ أُعانِقهُ في هكذا مواقِف.. وأهدئهُ بِكلماتٍ لَطيفة.

لَكن.. لَم أفعل أياً من هَذا.. سوى النظرِ إليه والاستماع إلى تلك الموسيقى المؤلِمة.. التي تُجلب الذكريات ...اسمُها " دموع لحنُها الألم " !

مرت أسابيعٌ وأنا نائِم – كالعادة - .. بحثتُ عنه في كلِ مكان إلا أنه قد رحل..
هذا الفتى الذي جلبَ لي الذكريات .. جعلني خلال هذه الأسابيع لا أنفَك بالحُلم عنها !

أدركتُ بَعد ذلك أن هَذا الفتى تعرض لحادثة اغتصاب !
وقد كان إحدى حالات اغتصاب الأطفال التي كثُرت منذ فترة وجيزة.. قرأتُ هذا خبراً قد عُرض على الأخبار المحلية !

الغريبُ في الأمر.. أنني قد نسيتُ شكل الفَتى..
سوى أنني أتذكرُ تلك الموسيقى الموجِعة.. التي كرهتُ أن أسمعها في الواقِع مُجدداً !

لَكن أذكر أنه قَد كتبَ رسالة من عدةِ كلِمات
" تَوَجَعْنّا.. ولِسّة الوَجَعْ مَوْجُودْ "

نَعم.. جداً تألَمنّا، بطريقَةٍ ما يبقى الألم موجوداً
رُغمَ مُحاولات النسيان.. !

وأذكرُ أيضاً.. إلى الآن منذُ اللحظة التي سمعتُ فيها بُكائهُ المؤلِم..
تمنيتُ فقط أن أُهدئ من روعهِ.. بكلمات بسيطة، قَليلة.. مع عِناقٍ دافئ

أنا حَقاً حَقاً.. مُشتاقٌ للحَكي !

------------------------------------

السّلآمُ عليكُم ورحمةُ الله
القِصة الثانية مِن " الذي اشْتاقَ للحَكي"..
وَ عنوانُها " تَوجَعنا..! "..
وفِكرة القِصة تَحكي عَن مُشكِلة عويصَة نُعاني منها..
أرجو أن تكون جيدة ومناسِبة.. والكِتابة رائعة كذلِك

بقيت القِصة الختامية.. المُهم قراءة ممتِعة
في أمان الله وحفظه




__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 08-21-2015, 03:13 PM
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

توجعنا،،
كان ممتعا بشكل قاس الخوض بين حروفك المسطرة هنا،،
تصويرك لحال الطفل و دموعه هزني من الأعماق حقا ،،
حزنت لحاله و تلمست ألمه الكبير،،
للأسف انتشرت مثل هذه الجرائم بشكل بشع في الوسط الاسلامي ،،
فقد عشنا سنوات سوداء ببلدنا بالجزائر ،، تم فيها قتل و اختطاف الأطفال ، و اغتصابهم!!
اعجبني اختيارك للموضوع.
شعرت بجانب غريب في البطل،، الابوة !!
أكان له ولد؟! ،، ظننته اعزب ! ههههههه
احببت الحركة التي قمت بها،،
التذكير بمقتطفات مما سبق ،، كتذكره لفتاة الشامبو و المسلسلات التركية ،،
اريد ان أنوّه على نقطة ،،
انتبهي لحركات الاعراب، قد يكون خطا تشكيليا غير مقصود ولكنه لا يغتفر لدى النقاد،،
فتغيير فتحة او ضمة قد يغير المعنى
و رمكزي على الشدّة فهي حرف هام ،،
و بثث
غاليتي اسيل ،،كان قصيرتك ممتعة ،تغلفت بالجمال القصصي و العبرة منها وصلت

بانتظار البقية بفارغ الصبر

في أمان الله و حفظه

التعديل الأخير تم بواسطة SaRay ; 08-21-2015 الساعة 03:58 PM
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 08-23-2015, 12:55 AM
 
##

سلاام ^^ !

الذي اشتاق للحكي <3
اظنني سأعشق تلك السلسلة فعلا!
الأسلوب حُر وبنفس الوقت ديسنت
لا أدري كيف تفعلين هذا ^^

الذي يُحبَك

لا أدري لسبب ما بقيت مقتنعة للنهاية ان المرسل فتاة
تريد تحيره xD
الذي يُحبَك بالأنجليزية the one who loves you
عاايمة اهيه xDD وغير محددة هههههه
تذكرت معها زماان كنت أكتب احيانا خواطر اقلب فيها المؤنث مذكر والمذكر مؤنث >>ذكريااات


شامبو

غير متوقعة علي الإطلاق
انتابني تساؤل وانا اقرأ ازاي فاكر ريحة الشامبو وشكل جسمها ومش فاكر وشها؟!!
بس فالنهاية عندما علمت أمر النمو العقلي هذا وكأن القطع اتصلت ببعضها >>اعتقد علميا بيكون اللي عندها اسمه كروموسوم زائد ، منغولي/ة كلمة مقيتة

توجعنا

أيضا غير متوقعة وصدمتني
بالبداية كان نائم ويحلم بالفتاة هنا رأيت ارتباط بين القصص القصيرة وتأكدت ان البطل نفس الشخص
بصراحة اردت لكمه والصراخ فيه "انها مريضة يا حيوان" هههه
لكن شوية واندمجت مع الفكرة الجديدة "الطفل" !
فهمت انه كان بيجي يقعد معاه فالعادي يمكن يلعبوا سوا
بس فاليوم ده راح ملابسه ممزقة ومخدوش والبطل فهم اللي حصل ولم يستطع مواساته >>وجع يوجعهم اللي عملوا كدة :'(

استمري ^^
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 08-23-2015, 02:50 PM
 



موسيقَى لَحنُها الوَجع !



أغمضتُ عيناي، مسنِداً ظهري على ظهرِ الكُرسي، ورحتُ أحلم.. كما الكرسي.. راح يهتزُ بهدوء.. رحتُ أغوصُ في عالمٍ ليسَ عالمي.. في دُنيا أشَبهُ ما يكُون عالمٍ مُختِلف.. عالمٍ صنع من أخيلَة البَشر..

هَذا العالمْ.. الذي لطالَما تمناه بَشرٌ كُثر.. نَعم، هَذا العالم..
الذي أشَبهُ ما يكونُ حلُماً.. حُلمٌ جَميل.. ليتهُ يدوم، ليتنا نَكون في هَذا العالم..
هَذا العالم.. التي لطالَما تمنيناه !!

أنا حقاً ما زلتُ مستغرِباً.. وكأنها يا الله مُعجِزة.. كَيف وَزمنُ المُعجزات قَد انتهى؟!!!
كيفَ سمعتُ صَوتَ تلك الدندَنة.. صوتَ ارتطام قطرات الماء على المغطَس..
كيفَ سمعتُ كُل الجمل التي قَالتها.. ؟

الفُستان.. لأولِ مرةً أرى ذلك الفُستان..
آه، لَقد تذكرتهُ !.. لقَد كانَ لها، تلبسهُ دائِماً.. كثيراً ما كنتُ انزعِج حينما أراها ترتديه بشكلٍ مُستمِر..
سألتُها: ألا تَملكين غيرهُ.. ؟
فَـ تُجيبُني بابتِسامة.. ما زلتُ إلى الآن أذكُرُها:
- هالفُستان يخليني جميلة.. شَكلك نسيت يا " حنين " شو قِصة هالفُستان ؟!

تتبَدلُ نبرِةُ صوتِها كما ملامِح وجهها من الخجَل والفَرح.. إلى حُزنِ شَديد يُقشعُ ابتسامتهُا تدريجياً !
فأتساءلُ باستغراب شديد.. ما قِصة " هالفُستان " ؟!
أذكرُ أنها مسَكتْ يَدي بِكلتا يداها بِقوة شَديدة.. فَأصابني الذهول المُفرط..
ليسَ بسبب أمساكِها لِيَدي.. أنما من تلك الدموع التي تُبلل عينيها الجميلتين..
آه.. كم تَبدو قَبيحة.. قبيحة جداً، هذهِ الدموع قَد خَرَب جمالها الآخذ..

- حَنين.. هالفُستان كنتْ لابسته أول يوم ما شوفَتك فيه .. يَوم ما كنتَ رح تكون روحي.. يوم ما كنا رح نَكون مع بعض.. حنين!

فتأخذنُي إلى حُضنِها.. الذي ملؤهُ الدفء..
دفء.. الاطمئنان.. ذلك الشعور أنها ما زالت معي.. هي لا تزال موجودة، لن ترحل !
- حَنين.. ما إلي غيرك بــ هَدنيا

آه.. فقد لو كانت تلك الكلمات التي تلفظنها شفتِيكِ.. روحِك الطيب..
حقاً.. لُكنا مَعاً .. لا يُفرِقُنا سِوى الموت.. لكن الأمر كان مكتوب مُسبقاً.. كان مُقدراً أن.. أكون وحيداً..
مُقدر أن ترحلي.. كان مُقدراً أن لا نبقَى معاً لوقتٍ طويل.. لقَد أخذكِ الموت مني.. " زهراء"..

تلك الموسيقى المؤلِمة.. الموجِعة..
كيفَ سمعتُها.. طرقاتهُ ونجدتهُ.. كل هذا كيفَ سمعتهُ ؟

يا الله !! بُكاءهُ، تلك الشهقات الموجِعة..
كان لَحنُ تلك الدموع.. ذلك الوَجع الذي لم نَستطع نسيانهُ..
ذلك الفتى أعادَ لي الذكريات.. رُغم مُحاولات النسيان..
لَم أستَطع أن أنسى.. لَحظات الأبوة.. العائِلة وَالحُب.. هذا الشعور لَم أستطِع نسيانهُ !!

رُغم أنني قَد تَخلَصتُ.. تَخلَصتُ من كُلِ شيء يُذَكرني بِهما..
الذكريات تَبقى محفورة في الذاكِرة.. كيفَ أنسى وهذه الذكريات لا تنفكُ بالتسللُ داخِل عقلي..
وتأتيني على شكلِ حُلمٍ جميل.. جميلٍ إلى حدِ أنني لا أريدُ الاستيقاظ !!

مرةً جاء إلى باكياً.. فأخذَ بعناقي بشكلٍ مُفاجئ..
فَسألتهُ: ما الذي حَصل؟

فأجابني بُبكاء هيستيري.. لا يَتوقَف..َفما كان مني إلا أنني بادلتهُ العناق بشكلٍ قَوي..
أخذتُ أهدئ رَوعهُ بكلماتٍ لَطيفة.. لا أحتَملُ رؤيتهُ يبكي..
بُكاءه بهذا الشَكلِ يؤلِمني.. كان مؤِلماً سماع ذلك اللحن.. تلك الموسيقى !

- بابا.. أنتَ ما رَح تتركني.. صح بابا..
فاستغربت من هَذا.. كان هذا السؤال مُفاجئ جداً..
فأُجيبه مُبتسِماً.. ولِما أترُكك يَا فَلذَة كبدي.. أنا أبيك.. أبيك يا " نور "..
والأَب لا يتركُ فلذات أكبادهِ أبداً..

أذكرُ أنني وبَختهُ على هذا التفكير.. يبدو أنه حَلم حلما سيئاً، أو فكر بتفكير سيء..
أخذتُ أمسحُ تلك الدموع.. أُخفف من ألمهِ..
" هَذا التفكير لا تُفكر بِه مُجدداً نور حبيبي.. "
قُلتها لهُ.. أذكرُ أنه هَز رأسهُ مُطيعاً.. فابتَسمت...

- بابا.. أوعدني أنك ما رح تتركني..؟
- ليش.. ما قلت لَك تَبطل هالتفكير نور ..
- بابا أنا بس خايف.. خايف تتركني أنا وماما لوحدنا..
- نور !

صرختُ غاضِباً.. هو أغمضَ عينيهِ خائفاً..ما زلتُ أذكرُ ملامح وجهه الخائف.. آه نور..
" نور.. أنا لن أترككما.. أنتَما أغلى ما أملكُ في هذهِ الدُنيا.. "
آه.. كنتَ صغيراً، جداً.. تُشبهُ أمَك إلى حد كبير..

لِما؟ أغلى ما لدي.. كنتُما حياتي.. الأكسجين الذي أتنَفسهُ..
الآن.. ما أتنفسهُ فقط.. اليأس.. الحُزن.. الألم والَوحدة !

أذكرُ أنني.. بكيت بكيت بشدة.. بُكاء لم أبكيه في حياتي..
بدا أنني وقتها لَم أبكي على فُراقِهما.. لَكن في تلك ليلةٍ ٍ..
بكيت.. بكيت بشدة، وتمنيت لو أنهما يرجعان.. اشتقت إليهما..
زَهراء زوَجتي.. نور ابني.. كِلاهُما.. !

وأذكرُ أنني اشتقتُ.. اشتقتُ للحكي..
أودُ أن أحكي ألمي.. هَذا الوجع الذي في قلبي لا يُحتَمل !!
... اشتَقتُ إليهما..



__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
●○ Ňō Ťħįŋģ İмρōςǐ&szlig;Łε ○● [ آكْبَرْ مَجْمُوعَة رَمْزِيّآتْ ] SKY أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 15 07-25-2010 07:43 AM


الساعة الآن 06:49 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011