عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-18-2007, 09:14 AM
 
Post ألم يأن الأوان ؟؟؟؟

أخى: ناداك ربك واستحثك :

" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق " ، وناداك ثانية " قم الليل إلا قليلا " .. فهل تلبى؟ ..
حقاً أخى : ألم يأن لنا أن نخشع لربنا ؟! ، ألم يحن الوقت بعد للوقوف بين يديه ندعوه ونرجوه ، ونستعينه ونستهديه ، ونستغفره ونستنصره ؟! ، ألم يأن لنا أن نصف أقدامنا مع الذين نصبوا أقدامهم وقوفاً لربهم فى وقت قلَّ فيه الواقفون ؟! ، ألم يأن لنا أن تلهج ألسنتنا وأفئدتنا مع المستغفرين بالأسحار ، يدعون ربهم خوفاً وطمعا ؟!

ألم يأن لنا أن نلتحق بالمدرسة التربوية الليلية "إن ناشئة الليل هى أشد وطئاً وأقوم قيلا" ؟! ، أألفت جنوبنا المضاجع ، والصالحون "تتجافى جنوبهم عن المضاجع" ؟! ، أزهدت أنفسنا فى المقام المحمود الذى وعدنا الله إياه؟! "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا"

وإنه لخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم ولكل من سار على دربه ، ألم تشتاق أنفسنا لأن يرانا ربنا حين نقوم ؟! " الذى يراك حين تقوم وتقلبك فى الساجدين" ، ألم تقع عينك فى كتاب الله على تلك المقارنة الربانية : "أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر ألوا الألباب" ، ثم ألم تعلم أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ؟!

ألم يأتك نبأ عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه كان يصلى من الليل ما شاء الله ، فإذا انتصف الليل أيقظ أهله ويتلو قول الله :" وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها" ، و أَوَ لمْ يخبرك ضرار بن ضمرة الكنانى أنه رأى الصحابى الجليل على بن أبى طالب رضى الله عنه وقد أرخى الليل سدوله وغابت نجومه واقفاً فى محرابه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم (أى المريض) ، ويبكى بكاء الحزين ، ويقول : يا دنيا غرى غيرى ، لى تعرضت أم إلىّ تشوفت ، هيهات هيهات ، قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.


وإذا كان هذا حال خير القرون ، فإن التابعين لهم لم يبدلوا بعدهم شيئاً ، فقد ورثوهم وراثةً كاملة واقتفوا أثرهم وساروا على دربهم ، فهذه زائدة رضى الله عنها تخبرنا عن حال الإمام أبى حنيفة رضى الله عنه أنه صلى العشاء الآخرة فى المسجد ، ثم قام يصلى فقرأ حتى بلغ هذه الآية "فمَنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم" ، فلم يزل يرددها حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر ، وكان الشافعى رضى الله عنه لا ينام من الليل إلا يسيرا ، ويسَرّب إلينا المغيرة بن حبيب خبر مالك بن دينار أنه قام إلى الصلاة ذات ليلة ، فقبض لحيته وخنقته عبرته ، فجعل يقول : اللهم حرّم شيبة مالك على النار ، اللهم قد علمتَ ساكن الجنة من ساكن النار فأى الرجلين مالك وأى الدارين مالك ؟ فلم يزل ذلك قوله حتى طلع الفجر .


وإذا كان عجب شأن الأحرار فشأن الموالى أعجب ، فهذا غلام عاش قلبه بين الشوق إلى الجنة والخوف من النار فكان يقوم الليل ، فقال له سيده : إن قيامك بالليل يؤثر على عملك بالنهار ، فقال له الغلام : ماذا أفعل؟ إذا تذكرت الجنة اشتد شوقى ، وإذا تذكرت النار طال خوفى ، فكيف أنام بين خوف يزعجنى وشوق يقلقنى . ولم يكن هذا شأن الرجال منهم فحسب بل شأن النساء كذلك ، فقد كان للحسن بن صالح جارية فباعها إلى قوم ، فلما مضى وقت من الليل أيقظتهم ، فقالوا أسفرنا؟ (أى هل طلع الفجر؟) ، فقالت ألا تتهجدوا؟! قالوا : لا نقوم إلا لصلاة الفجر ، فجاءت الحسن تبكى وتقول : ردنى ، لقد بعتنى لأناس لا يصلون إلا الفريضة. فردها.


وقد يتعلل الناس فى أيامنا هذه بكثرة المشاغل اليوم ، واختلاف نمط الحياة عن ذى قبل ، لكن الخير فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ، والصالحون المحدثون فى عصرنا أقاموا الحجة علينا ، وأولهم " ملك " ، كان من الممكن أن تشغله مملكته وتصريف شئونها عن الوقوف بين يدى ربه وقت السحر ، لكنه لم يغفل ، ذاك هو الملك الشهيد "نور الدين محمود زنكى" رحمه الله : كان كثير الصلاة بالليل ، كثير الابتهال والتضرع إلى الله عز وجل فى أموره كلها ، وكذلك كانت زوجته "عصمت" تكثر القيام فى الليل ، وذات ليلة نامت عن وردها فأصبحت غضبى فلما علم نور الدين بذلك أمر بضرب طبلخانة فى القلعة وقت السحر لتوقظ الناس لقيام الليل ، وأعطى الضارب على الطبلخانة أجراً جزيلاً .

وتنبع الحكمة من لسان محمد إقبال رحمه الله فيقول : كن مع من شئت فى العلم والحكمة ، ولكنك لا ترجع بطائل حتى تكون لك أنَّة فى السَّحَر . وكان يدعو ربه قائلاً : خذ منى ما شئت يا رب ، ولكن لا تسلبنى اللذة بأنَّة السحر ، ولا تحرمنى نعيمها .


ويأتى حسن البنا رحمه الله ليقيم الحجة علينا ثانية بأن لا مجال للتعلل بالمشاغل للتفريط فى غنيمة السحر ، حتى ولو كانت تلك المشاغل فى سبيل الله فقد ذهب رحمه الله إلى مؤتمر بالمنزلة دقهلية وبعد الفراغ من المؤتمر ، و الذهاب إلى النوم ، توجه الإمام و في صحبته الأستاذ عمر التلمساني إلى حجرة بها سريران ، ورقد كل على سريره . وبعد دقائق قال الأستاذ البنا : أنمت يا عمر ؟ قال : لا . وبعد فترة قال الأستاذ البنا : أنمت يا عمر؟ قال : لا . وقال الأستاذ عمر في نفسه إذا سأل فلن أرد ، وحدث بالفعل أن تكرر السؤال من الأستاذ البنا ولم يرد الأستاذ عمر فظن الأستاذ البنا أن الأخ عمر قد نام ، فتسلل على أطراف أصابعه ، وخرج من الحجرة ، وأخذ نعليه في يده ، ثم اتجه إلى آخر الصالة ، وفرش سجادة ، وأخذ يتهجد .

بهذا نجح حسن البنا فى بناء صرح الإسلام الشامخ وحَسُنَ بناءه ، ونحن لن نستعيد مجدنا السليب وننال رضا الله فى الدنيا والآخرة إلا بالسير على درب أسلافنا رضى الله عنهم أجمعين .


أخى / أختى : يا أصحاب القلوب المؤمنة ، ويا أهل الهمم الوثابة : هكذا كان أسلافنا ، وهكذا ينبغى أن نكون ، ونحن أهل لذلك إن شاء الله

فليستعن كل منا بالله ويأخذ بما يلى من أسباب:

1- حقق فى نفسك رغبة أكيدة للقيام ، وترجمها فى دعاء خاشع ، وإلحاح مستمر على مولاك أن يوقظك ويمنحك شرف الوقوف بين يديه وقت السحر.

2- بعد أن تتوضأ وقبل أن تنام : تذكر ذنوبك ، وخوّف نفسك من ربك ، واستقبل الآخرة بعد أن ترمى الدنيا وراء ظهرك ، فإن هذا مما يعينك به مولاك على نفسك ، ويقيمك بين يديه لتنهل من فضل جوده ، وتمرح فى سعة رحمته ، وتفرح بعظم مغفرته.

3- وحين يمن عليك مولاك بالاستيقاظ فى السحر : اجلس قليلاً بعد الوضوء ، وتذكر ذنوبك وحاجتك إلى مغفرة ربك ، وحين تشعر بقشعريرة القلب ووجله من الجبار ، قم وقف بين يديه ، وكبرّه تكبيرا ، ورتل القرآن ترتيلا ، واركع له ، واسجد واقترب ...

4- فى نهارك عش مع الناس بجسدك ، وحلق بروحك فى جنان الخلد ، وحادث مَنْ فيها بقلبك وفكرك ، وكن فى شوقٍ إلى ربك ، فالنظر إلى وجهه الكريم فى الجنة خير نعيم ...



اعاننا الله واياكم على الطاعات وقيام الليل

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-18-2007, 10:14 AM
 
رد: ألم يأن الأوان ؟؟؟؟

اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
جزاك الله خيرا اختي
__________________
إني لأقسم بالآله قسماً تخر له الجباه اني لن اتنازل عن ذرة رمل من تراب فلسطين الحبيبة واني لاخلص لفلسطين ما حييت.
بيدا احمل كلاشنكوف وبيدا احمل سكين وفي قلبي حب فلسطين
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري
وأصبر حتى يأذن الله في أمري
وأصبر حتى يعلم الصبر أني صابر
على شىء أمر من الصبر.
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما .. رقصت على جثث الأسود كلابا

لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها.. تبقى الأسود أسودا وتبقى الكلاب كلابا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-18-2007, 04:33 PM
 
رد: ألم يأن الأوان ؟؟؟؟

اللهم آمين ... جزاك الله خيرا وبارك فيك على المرور والرد
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-19-2007, 12:49 AM
 
رد: ألم يأن الأوان ؟؟؟؟

ماشاء الله
جزاك الله كل خير

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-19-2007, 10:12 AM
 
رد: ألم يأن الأوان ؟؟؟؟

جزاكم الله خيراً على النصائح القيّمة ونفعنا الله واياكم بها
__________________
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم

فلو أن ما بى بالحصى فلق الحصى...وبالصخرة الصماء لانصدع الصخر
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصه حقيقيه 100% حصلت في الراشد ؟؟؟؟ بنت الاجواد قصص قصيرة 4 09-13-2008 05:34 PM
هل تتزوج فتاه تكتب في المنتديات ؟؟؟؟ زهرة الرمال أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 37 09-02-2007 01:38 PM
قبل فوات الأوان!!!!! fares alsunna أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 06-10-2007 11:54 PM
يامن تشتاقون للأحبة ... كيف شوقكم لسيد ولد آدم ؟؟؟؟ fares alsunna نور الإسلام - 7 04-28-2007 12:28 AM
ابجدية طبايع الرجال ....؟؟؟؟ ابـ معاذ ـو أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 02-26-2007 11:35 PM


الساعة الآن 03:59 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011