|
مدونات الأعضاء دفتر يوميات الأعضاء خاص بالعضو ذاته ولا يحق لأي عضو الرد أو التعقيب قسم يسمح للأعضاء بإضافة تدويناتهم اليومية الخاصة لمشاركتها مع مئات الآلاف من الاعضاء والزوار يومياً .. مدونات - مدونة |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
| ||
| ||
418 نعشاً - من كتاب : الشيطان يحكم لهذا الرجل مكانة خاصة جداً في قلبي ، وكلماته دائماً ترن في صدى عقلي ، إليكم بعض روائعة الأدبية والعلمية الخالدة : 418 نعشاً - من كتاب : الشيطان يحكم في إحدى المدن الأمريكية تحرك موكب من 418 نعشاً .. المرافقون للجنازة كانوا يلبسون الكمامات . وعلى طول الطريق أُعلِنَت حالة الطواريء في المستشفيات ووُزِعَت الأقنعة والعقاقير المضادة . ومرت هذه الجنازة الغريبة في طريقها لتلقي بحمولتها من النعوش في مقبرتها في قاع المحيط على عمق ألف وخمسمائة قدم . وكان المشيعون يرتجفون رعباً لا حزناً .. فقد كانت تلك النعوش الرهيبة هي صناديق من الصلب تحتوي أطناناً من غاز الموت .. كل نعش به ثلاثون صاروخاً معبأة بغاز الإعصاب القاتل .. أي أكثر من 15 الف صاروخ في مجموعها .. إذا تسرب من إحدها الغاز فإنه يقتل من يشمه في دقائق . وقد قررت أمريكا التخلص من هذه الغازات ليس حباً في السلام ولا زهداً في القتل .. ولكن لأنها اخترعت وسائل ميكروبية وكيميائية أشد فتكاً من هذا الغاز الروبابيكيا ... واستحدثت موضات أسرع في الإجهاز على ضحاياها من هذا الغاز الموضة القديمة . لقد بلغت سرعة تطور العلم والأسلحة الفتّاكة لدرجة أصبحت المشكلة .. هي كيف السبيل إلى التخلص من الأسلحة القديمة ومن وسائل الموت المتخلفة . إن اختراع البندقية الرشاش كان ايذاناً بنهاية عصر بندقية الخفراء .. وقنبلة الهاون طردت قنبلة مولوتوف من السوق .. والقنبلة الذرية جعلت الحرب التقليدية مثل حرب الهرّاوات . وغاز الأعصاب جعل غاز الخردل موضة قديمة . واليوم غاز الأعصاب أصبح روبابيكيا . وظهرت موضة حرب " الطولاريميا " وهو توكسين ميكروبي يوضع في الأنهار فتموت مدن على بكرة أبيها . وقنبلة هيدروجينية مدارية توضع في قمر صناعي يدور في فلك حول الأرض ثم توجه للسقوط بأزرار من قواعد إلكترونية على الارض فيقع الموت على قارات فيغرقها . وفي الطريق قنبلة الكوبالت .. وقنبلة النيوترون .. وقنبلة النيوترون هذه يمكنها أن تشق الأرض نصفين مثل البرتقالة أو تنثرها أجزاء .. فتتحول الأرض إلى سحابة من الحصى تسبح في الفضاء . والدول الكبرى تتسابق الآن في التخلص من ترساناتها من الأسلحة القديمة بإلقائها في حروب فيتنام وكوريا ونيجيريا وبيعها للدول المتخلفة .. وآخر خبر أن تشيعها في جنازة رسمية وتلقي بها في البحر .. فليس من حسن السمعة أن تحتفظ الدولة الكبرى في ترساناتها بسلاح ضعيف .. وأمثال تلك الاسلحة الرحيمة التي لا تقتل إلّا ألوفاً يجب أن تُدفَن في مقبرة تليق بها . هي إذن جنازة لتشييع الرحمه والرفق والرقة لتدفن وتغيب عن سمع العصر الجديد وبصره .. عصر الموت الشامل والقتل الصاعق بضغطة على زر بدون حاجة إلى مواجهة أو شجاعة .. فالشجاعة والفروسية هي إيضا موضة قديمة يجب ان تُدفَن .. ونحن اليوم في عصر القتل بنذالة .. وترك المواجهة ليتولّاها ميكروب في الظلام أو سم قاتل يتسلل في خفاء إلى العروق أو غاز بلا رائحة يتلصص إلى الصدور بينما أصحاب هذه الصدور يتنفسون غافلين في أمان . إنها حرب الست ثواني . وقتال المكيدة .. والطعن في الظهر .. والشراك الإلكتروني الغادر . لن يستطيع الجندي الغالب في حرب المستقبل أن يقول .. أنا بطل .. ولا الجندي المغلوب أن يقول .. أنا شهيد .. لأن البطولة سوف تتوارى ليحل محلها المكر واللؤم .. سوف تنتصر الميكروبات وتكسب لنا الحروب . سوف تكون ماريشالات المستقبل . يا له من تقدم ؟!! أخيراً .. عرف الإنسان مكانه .. خلف الميكروب .. ووراء الفيروس .. وتحت قيادة الجراثيم . -------------- رحمك الله أستاذي العزيز ، تلميذك المخلص : عبدالله خضر عبدالله |
#7
| ||
| ||
لماذا الملل ؟ - من كتاب : الشيطان يحكم سآخذكم معي في جولة ثانية رائعة مع أستاذي يرحمه الله ( د. مصطفى محمود ) ، إليكم بعض روائعة الأدبية والعلمية الخالدة : لماذا الملل ؟ حضارة اليوم طابعها الملل ، الحب يولد ليموت والمرأة طبق شهي لوجبة واحدة ثم يصفق القلب طالبا تغيير الطبق .. العين تمل واللسان يمل والمعدة تمل .. الأسطوانة تكتسح السوق اليوم .. وغداً لا تجد من يشتريها. الموضة الفستان الجرار المتهدل على الساقين. الموضة فوق الركبة. الموضة المفتوح. الموضة المقفول. الموضة الشوال،الموضة الممزق. التغيير .. التغيير .. حتى في الفن والفكر. سارتر ينادي بالوجودية. سارتر يهجر الوجودية. سارتر يقول أنا ماركسي. راسل شيوعي. راسل يهاجم الشيوعية. الواقعية في الفن .. السيريالية .. التأثيرية .. كل مذهب ينتشر يفقد قيمته. وكل فلسفة يظهر لها متحمسون فدائيون ثم ينفض من حولها السامر تماماً كماركات العربات والتسريحات .. الملل .. الملل .. كل جديد يصبح قديماً بمجرد تداوله. وكل لهفة تتحول إلى فتور ثم ضجر قاتل. وطريق الخلاص سيجارة وكأس ولفافة مخدر وقرص منوم وألف مسكن ومسكن للأعصاب و أبونيه عند أطباء الأمراض النفسية. لم يعد زبون الكباريه تثيره مفاتن الراقصة العارية التي كشفت له عن مفاتنها ثم دعته إلى شقتها. ولكن اللذة الطبيعية أصبحت عادية .. والحواس تبلدت. والملل يلتمس مهربا أخيراً في الشذوذ. ثم الإفراط إلى حد الإعياء.. ولا حل. وفي محاولة أخيرة يلجأ الزبون إلى مائدة القمار. ثم ينحدر برجليه خطوة خطوة في طريق الإنتحار. أفيشات السينمات .. إعلانات الصيدليات .. عناوين الكتب .. (( مانشيتات )) الجرائد .. صور الكاباريهات .. تصرخ نحن في عصر الملل. الوجوه الشاحبة والأذرع المدلاة والعيون المحمرة والأنامل المرتجفة في عصبية .. تصرخ .. نحن في عصر الملل .. الحب كذبة عمرها عمر المناوشات والمناورات .. تذكيها الإثارة .. وحمى يؤججها التمنُّع والتدلُّل حتى يصل إلى الفراش فتهبط الحرارة ويشفي الحبيبـان ويستحمان في عرق العافية ويتحول الحب إلى عادة حميدة يعقبها دش مرطب وأكلة طيبة وأمل خبيث في مغامرة جديدة تنعش الذي مات من العواطف. النقود تثيرك طالما هي في جيب غيرك فإذا دخلت جيبك فقدت جاذبيتها. الشهادة حلمك وغايتك وأملك حتى تحصل عليها فتنسى أمرها تماماً. الوظيفة هدف براق حتى تنالها فتتحول إلى عبء ثقيل. لماذا كل هذا الملل. لأننا فى عصر إفلاس القيم. قيمة الحب التي تُروّجها الأغاني والرويات سقطت وأفلست .. لأن المرأة لا تصلح لأن تكون هدف يُطلب لذاته. المرأة طريق. نحن نحب المرأة الجميلة كطريق يوصلنا فيما بعد إلى محبة الجمال .. المرأة نافذة إلى شيء وليست هدفاً نهائياً. وإذا اتخذناها هدفاً نهائياً كما تقول لنا الأغاني والروايات فأننا سوف نقتل هذا الهدف بحثاً في الفراش ولن يتبقى لنا شيء نجري وراءه. المرأة زيت يوقد المصباح لنرى على ضوئه أشياء أخرى غير المرأة .. معان وقيماً ومثاليات نعشقها بلا ملل. وبدون مثاليات وبدون إيمان لا يمكن لحياة أن تعاش وحضارة هذا العصر سقطت لأن ما فيها من فكر مادي أسقط الأديان ولم يستطيع أن يُقيم لها بديلاً روحياً، إنه يقول لك أنك تستطيع أن تدخل الجنة بخمسين ليرة في الكازينو فترى حور العين من اللؤلؤ المكنون لابسات الحرير وترى أنهار من الخمر وأنهار من العسل وزيادة ذلك تستمتع بفرق أكروبات وتجرب حظك على مائدة الروليت. وفى المدرسة يعلمونك أن آدم ليس من تراب ولكن من أسلاف من جنس القرود وأنه سليل تطور انحدر من الحشرات وميكروبات المستنقعات. وبسقوط هيبة الأديان يقف الأنسان وحيداً بلا سند ولا أيمان في انتظار جودو الذي لا يأتي. كل ما يملكه حياة فانية بعدها التراب ولا شيء وهو يتحوّل بهذا دون أن يدري إلى يأس قاتم لا مخرج منه .. وعطش لا ارتواء له .. فهو ينتقل من لذة لا تروى .. إلى لذة لا تروى ... ولا شبع ولا نهاية. فهو قد اكتشف أن لاشيء حقيقي. لا قيمة باقية ولا معنى لشيء.. الملل هو كل ما يتبقى له .. وهو ملل لا علاج له إلا بالعودة إلى فكرة الروح إلى الإيمان بأن الإنسان لا يموت وأن في الدنيا قيم خالدة .. وأن هناك حقيقة خلف عالم الظواهر والأوهام. حقيقة تبث في من يبحث عنها الحماس الذي لا حدود له . ==================== رحمك الله أستاذي العزيز ، تلميذك المخلص : عبدالله خضر عبدالله |
#8
| ||
| ||
يد الله - من كتاب : الشيطان يحكم هذه جولة ثالثة رائعة مع أستاذي يرحمه الله ( د. مصطفى محمود ) ، إليكم بعض روائعة الأدبية والعلمية الخالدة : يد الله هل فكرت مرة في نفسك ؟ في جسمك وكيف يعمل ؟ ان علوم التشريح والفسيولوجيا فتحت اعيننا على عجائب ومدهشات يقف امامها العقل مذهولا . نعلم الآن بالحساب والأرقام ان الرئتين فيهما من وسائل تنقية الدم وتهويته سبعة اضعاف الحاجة .. أي ان الله وهبنا منذ الميلاد سبعة اضعاف ما نحتاج اليه من النسيج التنفسي ... وبالمثل في الكليتين احتياطي فائض عن الحاجة سبعة اضعاف اللازم لحفظ الحياة ... ونجد هذا الكرم والسخاء ايضا في نسيج مثل الكبد وعضلات القلب وكرات الدم الحمراء وكراته البيضاء ... ومن الحيوانات المنوية نقذف ، في المرة الواحدة أكثر من مائة مليون حيوان منوي اي ما يكفي لإنجاب شعب كامل ... ومن هذه المائة مليون ينتخب واحد هو أقواها ... وهو الذي يصل الى مبيض الأنثى قبل زملائه فيكون تلقيح البويضة وانجاب الوليد من نصيبه . هنا شيء أكثر من السخاء والكرم ... هنا يد الخالق وحكمته ومحبته مبسوطة على آخرها . ويقول لنا التشريح أيضا ان العصب البصري فيه أكثر من مليون خط عصبي تتشابك كلها لتصنع شبكية هي قاع العين حيث تقع الصورة ويتم التقاطها في دقة فائقة .. وحيث نرى العتمة واحيانا في الظلام ونميز بين درجات اللون الواحد وبين أخلاطه ما يذهل . أما قدرة الأذن على التمييز بين درجات الصوت ونوعياته فمعجزة تفوق معجزة الإبصار .. فالأم تعجز عن تبين وجه طفلها الضائع في الزحام ولكنها تستطيع ان تميز صوت بكائه من ألف صوت ... بل أن الأذن تستطيع ان ترسم صورة كاملة لشخصية انسان من صوته ونبرته ولهجته ... بل هي تستطيع ان تسمع الغيب وتصغي الى الهواتف التي تعبر اليها من عالم المجهول ... وقد القي الأمر الى الأنبياء سمعا .. كما نعرف .. فاذا وصلنا الى المخ فنحن امام خارقة الخوارق ... فها هنا مجمع خطوط عصبية اشبه بسويتش هائل يلتقي فيه أكثر من مائة مليون خط عصبي كلها تعمل معا وفي وقت واحد في تلقي الرسائل وتحليلها والرد عليها ... في كل لحظة يصل الى المخ شلال من الاحساسات من الجلد والأحشاء والعين والأذن والأنف واللسان والعضلات والغدد ويخرج من المخ في ذات اللحظة طوفان من ردود الفعل في كابلات عصبية توصل كل رسالة الى مكانها . جميع العضلات تبعث الى المخ في ذات اللحظة تفاصيل غاية في الدقة عن ما يطرأ عليها من توتر وانقباض وارتخاء وعلى المخ ان يرد في ذات اللحظة بالتعليمات المطلوبة للحصول على أي وضع نريده ... وهكذا نستطيع ان نقف على رأسنا أو نمشي على أيدينا أو نحفظ توازننا على قدم واحده دون ان نقع . وهكذا نجد ان عميلة حفظ التوازن هي عملية معقدة من آلاف الضوابط .. كل عضلة لها مخ الكتروني صغير ومركز تنظيم في الدماغ ... والمراكز العديدة لها مجمع ترابط ينظمها جميعا ... ثم يخضع كل هذا للإرادة والإختيار . فإذا عرفنا أن فوق المخ شيء أعظم هو العقل ، وان المخ ليس الا الجانب الآلي من عملية شديدة الغموض . وان العقل هو السيد .. هو الذي يأمر وهو الذي يتكلم من هذا السويتش العجيب ... فنحن في النهاية أمام معجزة أكبر ... ذلك العقل الذي حاربنا به الميكروب وروضنا الأسد واصطدنا الذئب وأخضعنا وحوش الغاب ... ذلك العقل الذي بنينا به الأهرام والسدود ونقلنا الجبال من مكانها وهدمنا إمبراطوريات وأقمنا إمبراطوريات ... وأخيرا صعدنا الى القمر وسبحنا الى النجوم . ها نحن كلما اكتشفنا آية من آيات كرم الخالق قادنا تأمل هذا الكرم الى كرم أكبر وعطاء أكبر ... ومن وراء العقل يقودنا التأمل الى الروح .. سر الأسرار ... وذروة العطاء الرحماني ... وهنا يعجز القلم ويسكت الفكر حياء أمام نعمة لا يملك الخيال ان يحيط بها .. اذ يصفها الخالق بأنها فيض منه فيقول عن خلق آدم " فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " ... فهي نور من نوره .. تعالى وتبارك في سماواته الذي خلقنا باسمه الكريم الوهاب وتناهت عطاياه فما تناهت ... وما استطاع قلم ان يحيط بكرمه او يحصر افعاله . ==================== رحمك الله أستاذي العزيز ، تلميذك المخلص : عبدالله خضر عبدالله |
#9
| ||
| ||
الذي شنق نفسه بسلك الكهرباء - من كتاب : الشيطان يحكم وأستمر معكم في جولة رابعة رائعة مع أستاذي يرحمه الله ( د. مصطفى محمود ) ، إليكم بعض روائعة الأدبية والعلمية الخالدة : الذي شنق نفسه بسلك الكهرباء . ... إنسان اليوم بدل أن يشغل نفسه بقتل الميكروبات أصبح يزرعها ويسمنها و يربيها ثم يصنع منها قنبلة ميكروبية ليلقيها على جاره .. ويجاوب عليه جاره بنفس أسلوبه ضاحكاً في جنون : قنبلة ميكروبية .. و ما جدواها ؟ لقد سبقتك لقد اكتشفت غازاً للشلل أرميه عليك فترقد مشلولاً مثل صرصور قلبوه على ظهره ، فيصفق الآخر و يهلل كالمعتوه : قديمة .. أنا عندي صواريخ مدارية تدور الآن في فلك حولك و أستطيع بضغطة واحدة على زر أن أنزل عليك الموت كالمطر .. فيخرج الآخر لسانه ساخراً : هذه لعبة فات أوانها ، فقد اخترعت صواريخ مضادة تصطاد صواريخك و تفجرها في الهواء .. فيهتف الآخر : لن تستطيع، فقد بنيت شبكة مضادة ضد الصواريخ المضادة .. فيقهقه صاحبنا : - نسيت يا أبله أنني بنيت شبكة ضد الشبكة .. فيصرخ الثاني : فلتذكر أنت أن عندي مخزوناً من القنابل الأيدروجينية يكفي لشطر الكرة الأرضية كلها نصفين .. و أعجب ما في هذا الحوار الهستيري أنه يجرى بالعلم و العقل ، و المخترعات و المبتكرات ، و الأفخاخ الإلكترونية و أنه حوار ينزف ذهباً و دولارات و ماركات و روبلات و فرنكات بلا نهاية و رجل الشارع البسيط يمشي وسط هذه المظاهرة جائعاً و عرياناً قليل الحيلة لا يعرف بماذا يطلع عليه الغد .. هل هذا عصر العلم ..؟ أو عصر الجهل ..؟ أو أنه جهل العلم ..؟ ==================== رحمك الله أستاذي العزيز ، تلميذك المخلص : عبدالله خضر عبدالله |
#10
| ||
| ||
عالم الغيب - من كتاب : الشيطان يحكم أرجو أن لا تمل ياقارئي العزيز ، فهذه الجولة الخامسة إستوقفتني طويلاً ، وقرأت هذا المقال عشرات المرات ، أعجبني وأعجبني وأعجبني ، لا أطيل عليكم مع أستاذي يرحمه الله ( د. مصطفى محمود ) ، إليكم رائعة أدبية نادرة عجيبة فيها عبر وحِكم لمن فهمها : عالم الغيب أنت تصادف اليوم نوعا من الناس تجد الواحد منهم يتأبط كتابا ضخما بالإنجليزية أو الفرنسية، و يبرز من فمه سيجارا ضخما ينفث الدخان كمدخنة مصنع في لانكشير، فإذا رفعت يدك بالتحية رد عليك باللاتينية و بلسان معووج يتكلم برطانة أوروبية.. و مع الدخان المتصاعد و الفتات المتناثر من عدة لغات يقول لك في نبرة كلها انبعاج و خيلاء: - هل قرأت ما يقوله جوستاف لوفافر في الدجوماطيقية و الفكر الاستطايقي و التدهور الرومانطيقي و الانحرافات السيكوباتية في المجتمعات الثيوقراطية.. في ملحق مجلة "الميتافيزيقا".. إنه مقال رائع ( و يقلب شفتيه). مالنا نقف هكذا وسط الطريق.. دعني أدعوك على كأس في الهورس شو.. تعال.. سيكون حديثا ممتعا على أكواب البيرة. فإذا اعتذرت له بأنك صائم حملق في دهشة كأنه يستمع إلى كلام ديناصور منقرض.. و فغر فاه تماما ثم قهقه، بل انفجر ضاحكا و كأنما ظفر بمعتوه هارب لتوه من مستشفى المجاذيب: - تقول إنك صائم؟ و عاد يقهقه هذه المرة في إشفاق: - و هل هناك من يصوم هذه الأيام.. هل تعتقد حقا في هذه ال.. ثم أشاح بيده استخفافا، فالمسألة لا تستحق عنده أن يبحث لها عن اسم. و هو يقصد طبعا هذه الأديان.. و الخرافات.. و الأساطير. - هل تصدق حقا أنك سوف تموت ثم تبعث و تصحو من قبرك و تحاسب.. و أن هناك إلها؟ ثم راح يتلفت حوله متسائلا: - أين هو؟ يقصد أين الله. و كأنه يبحث عن سائق تاكسي!!!. - أتصدق هذه الغيبيات؟ أما زال هناك من يصدق هذه الغيبيات في عصر النور و العلم؟ أفق يا رجل من هذه الدروشة.. تعال.. لتكن الدعوة على كأس ويسكي لا بيرة، ولتكن معها شريحة لحم خنزير رائعة. و يحمل عليك حملة شعواء بجميع اللغات لدرجة تفقدك التوازن و ربما الثقة بالنفس، فتعود لتتعلل في خجل بأنك ممنوع من الأكل و الشرب بسبب التهابات في المعدة. و يسوق هو في فلسفته: - يا أخي نحن في عصر العلم، و لا يصح أن نستسلم لهذه الغيبيات، و لا يصح أن نؤمن بشيء إلا إذا أمسكناه بحواسنا الخمس، و رأيناه بالميكروسكوب، و شاهدناه بالتلسكوب، و رصدناه بالرادار، و التقطناه بالراديو. لا يصح الإيمان بغيب هذا أمر انتهى. الغيب أمره انتهى، و هو الآن شغلة السذج.. هي كلمات نسمعها الآن عادة من هؤلاء المثقفين. و لمثل هؤلاء المثقفين من أصحاب السيجار و الياقات العالية و الرطانة الأوروبية أقول في هدوء: - بل هذا العصر هو عصر الغيب.. و العلم ذاته هو اعتراف بليغ بالغيب. و إلا فليقل لي واحد من هؤلاء العلماء.. ما هي الكهرباء؟ إننا نتكلم عن الكهرباء و لا نعرف عنها إلا آثارها من حرارة و ضوء و مغناطيسية و حركة.. أما الكهرباء ذاتها فهي غيب. نتكلم عن الإلكترون و نقيم صناعات إلكترونية و لا نعرف ما هو الإلكترون.. فهو غيب و نطلق الموجة اللاسلكية و نستقبلها و لا نعلم عن كنهها شيئا. و هي بالنسبة لنا غيب. بل إن الجاذبية التي تمسك بالأرض و الشمس و الكواكب في أفلاكها- و هي أولى البداهات – هي ذروة الغيب. و العلم لا يعرف إلا كميات و مقادير و علاقات و لكنه لا يعرف كنه و لا ماهية أي شيء. أنت تعرف طولك و عرضك و وزنك و مواصفاتك.. لكن ذاتك.. نفسك.. روحك.. لا تعرف عنها شيئا. إنها غيب.. و مع ذلك هي أكثر واقعية من أي واقع. و إذا كان الواحد منا لا يعرف ذاته فكيف يدعي المعرفة بذات الله؟ و من باب أولى كيف ينفيها؟ و حينما يقول المفكر المادي. في البدء كانت المادة.. في البدء الأول قبل الإنسان و الحيوان و النبات.. ألا يكون كلامه هو الجرأة بعينها على منطقة زمنية هي الغيب المطلق. و حينما يقول: نضحي بالجيل الموجود في سبيل جيل لم يولد بعد.. ألا يكون معنى كلامه التضحية بالواقع في سبيل الغيب؟ صدقوني نحن في عصر الغيب بل للأسف نحن في عصر الزنى بالغيب، و الدعارة بالعلم على يد أصحاب السيجار و الياقات العالية، و الرطانة الأوروبية. ==================== رحمك الله أستاذي العزيز ، تلميذك المخلص : عبدالله خضر عبدالله |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
همسات قلب | نسمة قلب | مواضيع عامة | 6 | 05-01-2012 11:14 PM |
همسات | الدلوعة سارة | نور الإسلام - | 3 | 08-01-2010 09:13 PM |
همسات ....1 | ظما الولهان | مواضيع عامة | 0 | 09-25-2008 12:51 AM |
همسات محب | يا بعد قلبي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 08-21-2008 07:11 PM |