|
مدونات الأعضاء دفتر يوميات الأعضاء خاص بالعضو ذاته ولا يحق لأي عضو الرد أو التعقيب قسم يسمح للأعضاء بإضافة تدويناتهم اليومية الخاصة لمشاركتها مع مئات الآلاف من الاعضاء والزوار يومياً .. مدونات - مدونة |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
| ||
| ||
الشيء التافه - من كتاب : الشيطان يحكم الشىء التافه ما يجرى فى الكون من احداث مرتبطه ببعضه فى سياق دقيق من الاسباب والمسببات كحلقات سلسله ، لا يهم إن كان بعض هذه الحلقات صغيرا او ان بعضها كبيرا . فلا فرق بين انكسار حلقه صغيره او انكسار حلقه كبيرة ، فالنتيجه واحده فى الحالين ، وهى تحطم السلسه وانفراط عقدها . نحن نقول عن واحد انه اتفه من ذبابه . هل فكرت ماذا يمكن ان تصنع ذبابه ؟!!! إن ذبابه واحده تافه يمكن ان تحمل على ارجلها الدفتريا . والسل ، والدوسنتاريا ، وشلل الاطفال ، والكوليرا ويمكنها ان تبيد امه وتفنى جيلا . وتقلب دفه النصر فى معركه .... تفعل كل هذا وهى ذبابه . إن ميكروبا لا يرى بالعين قتل فى سنه 1919 اكثر من عشرين مليون ضحيه . وراهب منقطع فى دير تمر عليه وتقول ما اتفه هذا الرجل .. ماذا يفعل فى هذه الدنيا ؟. لماذا لا يخلع ملابس الرهبنه وينزل الى خضم الحياه ويعمل ويؤثر فى الأحداث ... مثل هذا الراهب ليس تافها ، فهو ممكن ان يكون " مندل " الذى اكتشف قوانين الوراثه وهو يلقح ازهار حديقته ويتأمل فى نسلها . وهذا الكيميائى الذى يترك كل شىء ويكتب بحثا فى العفن . لا تتهمه بالجنون ، لأنه لم يبحث لك كما تريد فى مبيدات قواقع البلهارسيا او دودة القطن .. فالعفن ليس شيئا تافهاً ... الم يخرج لنا البنسلين ؟؟! وما اتفه الذرة ... اليس كذلك ؟ إنها لا ترى باكبر ميكرسكوب . وهى ليست سوى فرض من فروض الكمياء . ومع ذلك فإن تلك الذرة المفترضه هى التى انهت الحرب العالميه الثانيه وجعلت اليابان تركع على قدميها . وهى التى سوف تقود اول سفينه بشريه إلى المريخ. والملازم ديغول فعل ما لم يستطيع ان يفعله الماريشال بيتان. وام بتهوفن لا احد يعرفها وهى فى عصرها كانت امرأة من ملايين لا تقدم ولا تؤخر . ولكن الم تنجب لنا هذه الام بتهوفن ولولاها لما جاء إلى الوجود . إنها سلسله من الحلقات كما قلت. سلسله مترابطه . لا يهم ابدا ان يكون بعض هذه الحلقات صغيرا وبعضها كبيرا فبدون اى من تلك هذه الحلقات لا يكون للسلسه وجود. لا يوجد شىء تافه وشىء عظيم. والذى يقول لك انت تافه لإنك لم تفعل فى نظره شيئاً ذا بال إنما يدل بكلامه على جهله . فمن يدرى ماذا تفعل غدا . ومن يدرى ماذا يترتب على مجرد وقوفك بدون فعل ، ان عدم الفعل يكون له فى دورة الأحداث اثره مثل الفعل ، والسكوت يكون احيانا اخطر من الكلام. الحضارة الماديه عظيمه . ألم تصنع لنا القطار والطياره والسياره والراديو والتليفون والتلفزيون والمدفع والقنبله.والحضارة الروحيه تخاريف . هكذا يقول البعض فما هو دور يوجا منقطع لاتأمل فى كهف من كهوف التبت. ولكن من يدرى ؟ لو كنت حكيما لقلت من يدرى . فقد تحطم هذه الحضارة الماديه نفسها بنفسها . وقد ترسل العالم بقنبله من قنابلها إلى قاع المحيط فتصبح هى ذاتها خرافه مثل خرافه الاتلانتيس القاره التى غرقت بمن عليها فى قاع المحيط ... ولا يبقى للدنيا سوى سلاله ذلك اليوجا تبدأ من عنده المعارف والمدنيه من جديد. الم تبدأ بشائر هذه المهذله بالفعل ؟ فها هى ذى امريكا وروسيا تتنافسان على اسلحة الدمار. ساذج العقل من يقول لك انك تافه . فلكل شىء فى هذه الدنيا خطره مهما كان صغيرا ضئيلا . ولقد تغير انت الدنيا . وقد تفتح عينيك غدا فتكشف شيئاً. وقد تكون وانت الجندى اليوم قائد المعركه غداً. لا تستخف بذبابه تقف على طعامك . فهؤلاء الرجال كالثيران يدوخون العالم وقد تصرعهم ذبابه . والاسكندر المقدونى قتلته بعوضه . إنها ليست نكته ولكنه تاريخ . فالاسكندر الذى خرج من مقدونيا فاتحا وهب على العالم القديم كالإعصار لم يعد إلى بلاده ثانية ، فقد مات بالملاريا فى اثناء عودته من الهند بلذعة بعوضه . ولا احد يدرى اين دفن . وقد تعبث بقدمك تحت شجره غدا فتكتشف قبر الاسكندر وتصبح اغنى رجل واشهر رجل فى الدنيا ، وتصبح حديث الصحف لعدة سنوات . فلا تقل على احد انه تافه . احترم كل شىء مهما صغر شأنه : الطفل ، والحشره ، وزبال الطريق ، وجرسون المقهى ، وبهلوان السيرك ، ومن لا حيله له ولا صولجان فى يده . فالله وحده يعلم من فى الغد يكون فى يده الصولجان . إذا فعلت هذا فإنك سوف تخطو او خطوة لتكون رجلاً حكيما.. ==================== رحمك الله أستاذي العزيز ، تلميذك المخلص : عبدالله خضر عبدالله |
#12
| ||
| ||
سلسلة : ماوراء الطبيعة سأبدأ طرح موضوعات - أعتقد أنها مهمة ومثيرة - في قسم ( غرائب وعجائب ) http://3rbseyes.com/forum77/ أسميتها ( سلسلة : ماوراء الطبيعة ) |
#13
| ||
| ||
الواقع الكذاب - من كتاب : الشيطان يحكم وهذه جولة سابعة كالمعتاد مع أستاذي يرحمه الله ( د. مصطفى محمود ) يتكلم فيها عن أمور نراها وهي في الحقيقة شيء آخر ، كيف ؟ ، الإجابة كالآتي : الواقع الكذاب ما نراه في الواقع ليس دائما هو الحقيقة.. حتى ما نراه رأي العين و نلمسه لمس اليد.. فنحن نرى الشمس بأعيننا تدور كل يوم حول الأرض، و مع ذلك فالحقيقة أن العكس هو الصحيح، و الأرض هي التي تدور حول الشمس. و نحن نرى القمر في السماء أكبر الكواكب حجما، مع أنه أصغرها حجما. و نحن نلمس الحديد فنشعر بأنه صلب متدامج، مع أنه في الحقيقة عبارة عن ذرات منثورة في فراغ مخلخل، و بين الذرة و الذرة كما بين نجوم السماء بعدا.. و ما يخيل لنا باللمس أنه صلابة و تدامج هو في الحقيقة قوى الجذب المغناطيسي الكهربائي بين الذرة و الذرة.. نحن نلمس القوانين بأصابعنا و ليس الحديد. و نحن ننظر إلى السماء على أنها فوق، و الأرض على أنها تحت، مع أنه لا يوجد فوق و لا تحت.. و السماء تحيط بالأرض من كل جوانبها. و الهرم بالنسبة لنا شيء لا يمكن اختراقه، مع أنه بالنسبة للأشعة الكونية شفاف كلوح الزجاج، ترى من خلاله و تنفذ من خلاله. و صقيع القطبين الذي نظن أنه غاية في البرودة هو بالنسبة لبرودة أعماق الفضاء جحيم ملتهب. و في الحقائق الإنسانية تكذب علينا العين و اللسان و الأذن أكثر و أكثر.. فالقبلة التي تصورناها في البداية مشروع حب نكتشف في النهاية أنها كانت مشروع سرقة. و جريمة القتل التي أحس الجميع بأنها ذروة الكراهية يكتشف الجميع أنها ذروة الحب. و ما قد يبدو للزوج أنه خيانة من زوجته لفرط إحساسها بجمالها قد يكون الدافع الحقيقي له هو إحساس الزوجة بقبحها و شعورها بالنقص، تحاول الخلاص منه باستدراج إعجاب الرجال، و الانتقال من خيانة إلى أخرى. و ما تكتب عنه الجرائد بالإجماع على أنه بطولة قد يعلم البطل نفسه أنه كان انتحارا. و في الحقائق الاجتماعية تتعقد الأمور أكثر، و يغرق الحق في شبكة من التزييف تشترك فيها كل الإرادات، و يصبح الحكم على الأمور بظاهرها سذاجة لا حد لها. و في الحقائق التاريخية يكتب المؤرخون في كل عصر و من ورائهم السلطة، و تكتب أقلامهم ما يريد الأقوياء أن يقولوا. و ما أصعب الوصول إلى الحقيقة.. إن الوصول إلى المريخ أسهل من الوصول إلى حقيقة أكيدة عن حياة وردة تتفتح كل يوم عند نافذتك.. بل إن الوصول إلى أبعد نجم في متاهات الفضاء أسهل من الوصول إلى حقيقة ما يهمس في قلب امرأة على بعد شبر منك. بل إن عقولنا تزين علينا حتى عواطفنا نفسها، فنظن أن حب المجد يدفعنا و الحقيقة أنه الغرور و حب الذات.. و نظن أن العدالة هي التي تدفعنا إلى القسوة في حين أن الذي يدفعنا هو الحسد و الحقد. من الذي يستطيع أن يقول.. لقد أدركت الحقيقة؟ من الذي يجرؤ أن يدعي أنه عرف نفسه؟ ليس من باب التواضع أن نقول.. الله أعلم. و إنما هي الحقيقة الوحيدة الأكيدة في الدنيا.. إننا نجهل كل الجهل حتى ما يجري تحت أسماعنا و أبصارنا. و برغم جهلنا يتعصب كل فريق لرأي.. و قد تصور كل واحد أنه امتلك الحق، فراح ينصب المشانق و المحارق للآخرين. و لو أدركنا جهلنا و قدرنا لانفتح باب الرحمة و الحب في قلوبنا، و لأصبحت الحياة على الأرض جديرة بأن نحياها. متى نعرف أنا لا نعرف؟! ==================== رحمك الله أستاذي العزيز ، تلميذك المخلص : عبدالله خضر عبدالله |
#14
| ||
| ||
اللعبة - من كتاب : الأحلام وهذه الجولة الثامنة مع أستاذي يرحمه الله ( د. مصطفى محمود ) يشرح فيها ببلاغة غير عادية الفرق بين صنع الخالق وصنع المخلوق ، وتعريف غني عن ماهية الروح ! . اللعبة كل يوم نقرأ عن.. الإنسان الآلي.. المخ الأتوماتيكي.. العقل الإلكتروني.. و نسمع عن اختراع عين رادار لحراسة الخزائن.. و ابتكار أذن لاسلكية لضبط اللصوص.. و رئة صناعية للمصابين بالشلل.. و كلية صناعية لمرضى البولينا.. و قلب بلاستيك لمرضى القلب.. هل معنى هذا أن العلم يستطيع أن يسوي لنا إنساناً يحس و يشعر و يمشي و يتكلم مثله مثلنا.. بمجرد تركيب بعض الوصلات الكهربائية و اللمبات و البطاريات الترانزستور. إن رجل الشارع حينما يقرأ هذه الأخبار يضحك.. و يقول بسذاجته المألوفة.. بقى معقول يخلقوا بني آدم.. طيب و حاينفخوا فيه الروح منين.. و هي ليست ملاحظة ساذجة.. إن هذه الملاحظة هي الفارق الوحيد العميق بين الآلة.. و الإنسان.. إن أي اختراع من ساعة اليد إلى القنبلة الذرية إلى صاروخ القمر هو مجرد لعبة بزمبلك. لعبة ليس فيها مخ.. ولا روح.. و لا إرادة.. لعبة لا تستطيع أن تريد لنفسها.. و إنما تتوقف على ما تريده أنت لها حينما تدير زمبلكها و تضبط عقاربها. الآلة الكاتبة تكتب ما تمليه أنت عليها.. و لكنها لا تستطيع أن تؤلف لنفسها شيئاً. و الآلة الحاسبة تطرح و تجمع و تقسم.. و لكنها لا تستطيع أن تتعب و تيأس و تصرخ و تحتج على سخافة الأرقام التي تجمعها و تطرحها. و الرئة الصناعية تتنفس، و لكنها لا تستطيع أن تلهث بالخوف و لا باللهفة. و القلب البلاستيك يدق.. و لكنه لا يستطيع أن يخفق بالحب و لا بالرغبة. و الشيء الذي ينقص هذه الأشياء نسميه الروح.. فما هي الروح؟ إن لوح الخشب يسبح في الماء.. و سمك البحر يسبح هو الآخر في الماء. و لكن لوح الخشب ليست له إرادة.. إن كل ما يفعله أنه يسلم نفسه للتيار يقذف به إلى اليمين و إلى اليسار و إلى الأمام و إلى الخلف.. و يسلم نفسه للقوانين الطبيعية فترفعه إلى فوق بحكم كثافته الخفيفة.. و يسلم نفسه إلى عوامل الفساد و التلف تأكل فيه حتى يذوب و يتفتت إلى تراب. أما سمك البحر فإنه يتحرك على كيفه.. على مزاجه.. فيسبح ضد التيار.. و لا يسلم نفسه للقانون الطبيعي، و إنما يثور عليه فيسبح صاعداً ضد الجاذبية.. و يسبح هابطاً ضد قانون الكثافة.. و هو لا يسلم نفسه لعوامل التلف و الفساد، و إنما يتغذى و ينمو و يتكاثر و يهاجم كل عدو يفكر في قتله. إن سمك البحر فيه روح.. دودة القطن.. و عود من أعواد المكرونة.. كلاهما يتلوى في يدك و كلاهما رخو دودي.. و لكنهما مفترقان فيما عدا هذا المظهر.. و مختلفان جداً. عود المكرونة تجففه الشمس و تذيبه الرطوبة و يأكله النمل.. و هو يستسلم لكل هذه العوامل بلا حيلة.. أما دودة القطن فإنها تقاوم كل هذه العوامل بإرادة عنيدة فيها.. و هي تفعل ما هو أكثر من هذا.. إنها تأكل التوكسافين.. و تتعود عليه و تكتسب مناعة ضده.. و تغالب هذا السم الزعاف و تغلبه.. لأن فيها روحاً.. حبة من الحصى.. و حبة من الذرة.. قد تتشابهان.. و النحات يستطيع أن ينحت من الحجر بذرة لا يمكنك أن تفرقها من بذرة الذرة.. و لكن إذا زرعت الإثنين فإن كلا منهما سوف تختلف كثيراً عن الأخرى. حبة الحصى سوف تغوص في الطين و تشدّها جاذبية الأرض. و حبة الذرة سوف يخرج منها جنين ينمو إلى فوق كالمقذوف ثائراً على جاذبية الأرض و صاعداً بأوراقه الخضراء إلى الشمس.. إن حبة الذرة فيها روح.. ما هي الروح.. الروح ثورة على الضرورة و القوانين الآلية.. إنها حرية و ذاتية.. و كيان.. و شخصية.. و إرادة. و نحن نقول إن الإنسان له روح، لأنه لا يمكن إدارته بزمبلك.. و لا شيء يديره سوى مزاجه و كيفه.. و حريته.. و هواه.. و العلم لن يستطيع أن يصنع إنساناً.. لأنه لا يصنع إلا الزمبلكات.. و لا يبتكر إلا الماكينات و الآلات التي يستغل فيها القوانين الطبيعية التي اكتشفها. إنه يدور دائماً في نطاق الآلات و الموضوعات المعقولة المنطقية. و الروح أولى صفاتها خرقها للقوانين و علوها عليها و ارتفاعها فوقها و فوق المنطق.. و فوق المعقول.. و لهذا فهي متجددة أبداً.. لا يمكن التنبؤ بمكنونها. في الإمكان التنبؤ بكسوف الشمس.. و حركة القمر.. و لكن من المستحيل التنبؤ بالنوايا المكنونة في نفس بشرية.. لأنها لا تخضع لقانون سوى قانونها.. و هواها و مزاجها.. و في كلمة واحدة.. فيها روح.. فيها سر فوق متناول أي قوة.. الروح حرية. إنها بدء مطلق لا سيطرة لأحد عليه.. الإنسان فيه روح.. لأن فيه حرية.. و هذه الحرية هي التي صنعت العلم بكل اختراعاته و ابتكاراته.. و سوف تصنع مزيداً من العلم كل يوم.. و لكن العلم لن يصنعها أبداً. ==================== رحمك الله أستاذي العزيز ، تلميذك المخلص : عبدالله خضر عبدالله |
#15
| ||
| ||
مغرور جداً - من كتاب : الشيطان يحكم كم نحتاج أن نعرف حدودنا .. وأن نعرف مقدارنا .. وأن ننحني بخشوع وتواضع لإشارات العظمة الإلهية ... ونحمي أنفسنا من الغرور الإنساني ،،،، هذه الجولة التاسعة مع أستاذي يرحمه الله ( د. مصطفى محمود ) يذكر فيها الحِكم والعبر : مغرور جداً الإنسان مغرور جدا ينظر إلى نفسه باعتباره مركز الكون ويتصور أن النجوم علقت كالفوانيس في السماء لتضيء له طريق العودة إلى البيت وهو سكران . واذا كانت في الدنيا بهائم فهي مخلوقات ليركبها . وإذا كانت للخيول ذيول فليصنع منها المنشآت . وإذا كانت الزهور تعشش على شباكه فقد فعلت هذا مع سبق العمد والترصد لتقدم له فروض التحية والولاء وتضرب له سلاما . ودود الأرض منتظر في الطين طول الوقت حتى يلتقطه بيديه الكريمتين ويجعل منه طعما لصيد السمك . والغزلان الجميلة تسرح في البراري في انتظار رصاص بندقيته المكرمة لتسقط عند قدميه مهللة مكبرة . والذهب في أعماق المناجم ينتظر بفارغ الصبر اللحظة السعيدة التي يتكوم فيها في خزائنه او يتبعثر على مائدة قماره . وإبليس نفسه خلق ليكون في خدمته في البارات والنوادي الليلية والبيوت السرية .. الكل يعمل من أجله .. هو .. سيد الخلائق .. الذي خلقه الله على صورته .. ومن الطبيعي أن يفكر الفلكيون البسطاء في العهد الغابر بنفس الطريقة فيتصورون أن الكرة الأرضية هي أيضا مركز الكون تدور حولها الشمس ونجوم الفلك العظيم كله . ولكن الأمر تغير كثيرا حينما انطلق التليسكوب الحديث يتأمل السماء وبدأ الانسان يبحث عن مكانه الحقيقي في هذه المتاعة التي اسماها الدنيا . ومن هذا اليوم فقد الانسان مركزه وسقط من حالق وصفعته الحقيقة المرة تلو الحقيقة المرة . اكتشف أن الشمس ليست من توابع الأرض وانما العكس هو الصحيح والأرض هي التي تدور مع ثمانية من توابع أخرى في فلكها .. ثم اكتشف أن المنظومة الشمسية كلها تدور حول مجمعة نجمية هائلة وتقطع دورتها الكاملة كل 225 مليون سنة حولها .. هذه المجمعة النجمية الهائلة هي بقية عائلة الشمس من النجوم واسمها المجرة وتتألف من حوالي مائة الف مليون نجم وكثير من هذه النجوم له توابع وكواكب مثل الشمس . الى هذه الدرجة تضاءلت الأرض نسبة إلى الكون وتضاءل الإنسان من فوقها .. فأصبحت ذرة رمل في متاهه . ولكن الأمر تفاقم أكثر وأكثر وازداد حال الأرض مهانة وحال الإنسان ذلا حينما راح يبحث أبعد وابعد في أعماق السماء . اكتشف ان مايراه في السماء ليس مجرة واحدة وانما عديد من المجرات مرتبة في عناقيد .. عناقيد من المجرات . عنقود مجرتنا يحتوي على حوالي 17 مجرة وهناك عناقيد تحتوي مئات المجرات . ويبلغ عدد المجرات التقريبي في مدى الرؤية الممكنة حوالي مائة الف مليون مجرة . وفي كل مجرة مائة الف مليون نجم .. ولكل نجم كواكب . والأرض بجلالة قدرها ليست سوى احد هذه الكواكب .. والانسان ليس سوى أحد المخلوقات على هذه الأرض . وبهذا فقد الانسان كرامته تماما . لم تبق له الا كرامة إدراك هذا كله .. والا ان يعترف في امانه وصدق بمكانه وقدره الحقيقي في فضاء الكون وقد تضاءل الى برغوث وأتفه من برغوث .. مجرد هيأة معلقة في ظلمة السماء هو والأرض التي يقطن عليها . والعلم لم يتركه في حاله . وانما راح العلم يقدم الدليل خلف الدليل على احتمال وجود الحياة في كواكب أخرى .. بل وفي النجوم أيضا .. بل وفي كل مكان . فهناك كواكب ظروف الطقس والجو فيها مشابهة لضروف الأرض .. ثم انه ليست من المحتم ان تكون كل حياة هي حياة من لحم ودم معتمدة على الأكسجين والماء ودرجة الحرارة المعتدلة .. من الممكن أن تكون للحياة صور اخرى تعتمد على غازات أخرى لتتنفس وتعتمد على درجات حرارة عالية مناسبة لتقوم بوظائفها . ممكن أن توجد مخلوقات اجسامها من الالكترونات والايونات والحرارة الملائمة لوظائفها هي الحرارة في جوف الشمس .. لا توجد حدود لتصانيف الحياة الممكنة . وليس هناك معنى لان نحدد امكانيات الحياة بخيالنا نحن .. هذا غرور انتهى زمنه . وهناك علامات تبعث على الشك والريبة . فالنجوم والكواكب كلها ترسل اشارات لاسلكية وبعض الاشارات لها نظام خاص .. ومن الممكن ان تكون شفرة ولغة لا نفهمها . وعلى المريخ خضرة تنحسر تبعا لفصول اشبه بالربيع والخريف عندنا .. وفيه طواقي من الثلج تذوب من على القمم في فصل الصيف . وفي أعماق السماء وبين النجوم والكواكب التي لا حصر لها تتباين الظروف في تباديل وتوافيق لا حصر لها أيضا ويمكن ان تنشأ حيوات من كل جنس ونوع . وفي الكون الأصغر ما هو أعجب من الكون الأكبر . في قطعة حديد لا تتجاوز رأس الدبوس حجما عالم من الذرات كل ذرة اشبه بفلك مصغر نواة تدور حولها الالكترونات مثل الشمس وكواكبها .. وفيها قوة لو انطلقت يمكن ان تغرق قارة بأسرها في قاع المحيط . ثم ان نواة الذرة ليست مجرد نواة بسيطة كما كان معتقدا .. وانما هي منظومة شديدة التعقد مؤلفة من أكثر من 32 جسيما مختفا . ثم هناك أكثر من نوع من المادة شكرا للعلم الذي عقد لنا المسائل أكثر فالمادة في نظره لم تعد هي المادة الواحدة وانما هناك مادة موجبة ومادة سالبة .. مادة عادية ومادة مضادة . والمادة المضادة لها قوانين مضادة لكل ما نعرف من قوانين فاذا كانت تفاحة نيوتن تسقط من على الشجرة على الأرض تبعا لقانون الجاذبية فإن التفاحة المصنوعة من المادة المضادة تطير مبتعدة عن الأرض وملقية بنفسها في الفضاء في لحظة انفصالها من شجرتها وتبعا لقانون الجاذبية أيضا .. لأن قصورها الذاتي سالب وليس موجب .. الخ .. الخ .. الخ .. وهكذا يمكن أن تتخيل لنفسك عالما عجيبا من المادة المضادة يسير فيه كل شيء بالعكس حتى الزمن يسير بالعكس فيتطور الى الماضي بدلا من المستقبل . والعلم يمكن ان يقودك الى الجنون اذا لم تترفق بنفسك وتأخذ منه جرعة حسب طاقتك . *** والعلم لا يستبعد احتمال ان تكون الأطباق الطائرة هي بداية غزو فلكي للأرض من العالم الخارجي .. محاولات أولى استكشافية . وكل شيء أصبح ممكنا بعد ان سقط الانسان من برجه العاجي وفقد غروره الساذج الذي كان يتصور فيه انه جالس على عرش الكون . وغريب ان يظل الغباء مسيطرا بعد كل هذا ويظل الانسان يتصرف بعقلية ارضية محلية فيقاتل جاره على قطعة أرض .. وتذبح دول كبرى غنية دولا صغرى فقيرة لتستعمرها وتحتلها بينما كنوز الكون كله مفتوحة أمامها والعلم مفتاحها السحري في يدها .. وفي امكانها ان تمتلك المحال وتغزو المجهول وتضع يدها على التراث اللانهائي للقوة والمعرفة . ولكن يبدو ان ذلك المغرور بالرغم من كل شيء لم يفقد غروره بعد وهو أكثر من مغرور .. فهو غبي أيضا محدود الأفق .. جاهل بالرغم من وسائل العلم في يده . الطاقة الذرية التي اكتشفها سوف يقتل بها نفسه بدلا من ان يفتح بها الكون .. ووسائل الدمار سوف يوجهها الى نفسه بدلا من ان يوجهها الى المرض والوباء والشيخوخة . واذكر الآن كلمة لحكماء اليوجا الهنود .. ان العالم مبني على العدل ولا ظلم هناك .. وما ينزل بالانسان من قدر هو بالفعل يستحقه .. وكما يفكر الانسان يكون .. وكما تضمر في نفسك تسير حياتك .. فهل سوف نثبت بأفكارنا وأفعالنا نحن المغرورين الأغبياء اننا لا نستحق الحياة. وهل نحن ننزل بأنفسنا العقاب كل يوم وننفذ بأيدينا ناموس العدالة . وهل جنسنا الى فناء . أم ان المنقذ سوف يظهر في اللحظة الأخيرة . المخلص الذي سوف يسمع الكل كلمته . ان اجراس العلم تدق الانذارات كل يوم ولا اذن تسمع .. والمفكرون يدقون على القلوب .. والقلوب مغلقة .. ربما لأن ضمائر هؤلاء المفكرين انفسهم يسكنها نفس الزيف والنفاق والغرور .. وشعاراتهم لا تنفذ الى القلوب لأنها شعارات المرتزقة وأكاذيب المنتهزين . والانسان يتحدث بغرور عن الأغبياء والأذكياء .. عن البيض والسود .. عن المتقدمين والمتخلفين .. وهو لا يدري ان الكل سود والكل اغبياء والكل متخلفون والفرق بينهم هو فرق عدد المخالب التي يقتل بها كل واحد نفسه ويقتل بها أخاه . العلم ينبت مزيدا من المخالب . والتقدم ينبت مزيدا من المخالب . واذا كان العلم يعطي مزيدا وفائضا من القمح فإنهم يلقونه في البحر حتى يزيد سعره . وهذه هي أخلاق إنسان هذا العصر . متى يفيق هذا الانسان ويعرف نفسه ويعرف الهوة التي يسير إليها ! ==================== رحمك الله أستاذي العزيز ، تلميذك المخلص : عبدالله خضر عبدالله |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
همسات قلب | نسمة قلب | مواضيع عامة | 6 | 05-01-2012 11:14 PM |
همسات | الدلوعة سارة | نور الإسلام - | 3 | 08-01-2010 09:13 PM |
همسات ....1 | ظما الولهان | مواضيع عامة | 0 | 09-25-2008 12:51 AM |
همسات محب | يا بعد قلبي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 08-21-2008 07:11 PM |