04-09-2006, 10:41 PM
|
|
النصف الآخر | | | | ما أجمل ذلك الكائن اللطيفْ , الأرق من نسمات الندى في غبش طل ذلك الصباح الربيعيْ , إنها أرهف من ورقة الوردة الحمراء في شفة ذلك الجو الخريفي الأبيضْ , المسدول بنغمات البرد المتساقط الخفيفْ , إنها الأجمل عزفاً من وتر خرير الماء الساقط على أنامل نبتات الزهر الملون الشائك ْ , إنها الأصفى لوناً من صدر سماء ليلة زرقاء متزينة بجواهر النجوم المبعثرة على صدرها الكبير الناهدْ , تلك هي أجمل مخلوق أهديت لأعظم مخلوق وجد في هذا الكون المسخرْ , فبالمرأة تحلو الحياة المرهْ , وبالمراة تنجلي ضبابات الهوى وتخمد اعتداءات الفتوهْ , وبالمرأة يغتني الفقير البائس المسكينْ , ويزداد الضعيف في جوانبه كلها عنفوان و قوهْ , كم قد رفع ذلك الرجل الجبار شعارات الهزيمة البيضاء أمام نحالة جسد المرأة المائلْ , كم قد صاح ذلك العملاق باكياً في أحضان المرأة النحيفة كطفل يبكي من حرارة ذلك البلل المشوه لرجولة ذلك الرجل القاسمْ , ومع جمال هذه النسمهْ , وإظهار تأثيرها على هذا الرجل القسوهْ , إلا أن بالمرأة ترتفع رايات الشهوات عالية داعية المجتمعات حي على الفساد حي على الفسادْ , فتسرج لها خيول المعصيهْ , وتحظى الرؤوس بواقيات الأغطيهْ , فتشد أحزمة الاعتداءات الأليمهْ , وتشهر سيوف البغي والرذيلهْ , في وجوه أهل الحسبة والفضيلهْ , وتبدأ المعركة الأثيمهْ , تحت رايات الشياطين الرجيمهْ , فتتثلم جوانب تلك القوارير السليمهْ , ومن أجل سحر أنوثة هذه الملكات, تفتح ندوات الفسق وتقام حلقات الدعارة , فتشد لها الرحال من جميع الانحاء المعمورة باحثة عن حديث معسولْ , أو كلام على أسنمة الغزل محمولْ , فتهدر الأموال من أجلها تنقيطاْ , وتحمر لها الشفاه على الطول والعرض تمهيداْ , وتباح ليلاً ونهاراً لها الفروج تحديداْ , فتموت القلوب الحية فساداْ , وتتنكد الصدور المنشرحة ضيقاً وسداداْ , فتختلط الأنسابْ , وتتلوث الأحسابْ , ويموت الحب الحقيقي في مقبرة الإجرام الأثيم . (( الغيم الأبيض )) | | | | |
التعديل الأخير تم بواسطة الغيم الأبيض ; 04-09-2006 الساعة 10:49 PM |