عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 10-04-2015, 04:38 PM
 






















~ الفصل الرابع ~



وعاد إلى الاوراق..
واستطرد يقول.
-
يبدو أن جدته كانت تقيم في هذه المنطقة و كان يقضي اجازته عندها وهو صغير...
فهز الرقيب كتفيه ولم يجب...
قال المفتش:
-
على كل حال، نحن ننتظر تقريراً عنه من (عبدان) وسيصل التقرير بين لحظة واخرى ، هل
حصلت على بصمات لمقارنتها بالبصمات التي وجدت هنا؟
-
ارسلت إليه الرقيب جونز في الفندق الذي يقيم به ، فقيل له أنه ذهب إلى احد الكراجات
لإصلاح سيارته ، فاتصل به في الكراج وطلب إليه التوجه إلى مركز الشرطة في اقرب وقت
ممكن...
-
هذا حسن... والآن... لننظر إلى البصمات التي لم يعرف اصحابها...
وجدت بصمة كف على المائدة بجوار الجثة كما وجدت على الباب من الداخل والخارج بصمات
اخرى غير واضحة..
فصاح الرقيب بصوت من وفق إلى حل لغز عويص:
-
آه .. لا بد أنها بصمات ماكجريجور..
قال المفتش بعد تردد قصير:
-
ربما.. ولكننا لم نجد مثل هذه البصمات على المسدس ، إن اي انسان على شيء من الفطنة لابد
أن يلبس قفازا في مثل هذه الظروف..
-
رجل مختل الشعور مثل ماكجريجور لا يفكر في شيء كهذا...
قال المفتش:
-
ستصلنا اوصاف هذا الرجل من (نورويتش) بعد ساعات...
-
مهما اختلفت وجهات النظر فإنها قصة محزنة ، رجل فقد زوجته حديثا يفاجأ بمصرع ابنه
الوحيد تحت عجلات سيارة يقودها مأفون مولع بالسرعة.
قال المفتش في ضجر:
-
لو كان السيد واريك قد قاد سيارته بجنون ، لقدمته السلطات ذات الشأن للمحاكمة بتهمة القتل
الخطأ ولكن السلطات لم توجه إليه اي تهمة ، بل ولم تسحب منه رخصة القيادة..
قال ذلك وفتح حقيلة الاوراق التي جاء بها..
واخرج المسدس منها..
أما الرقيب، لم يقتنع بمنطق المفتش..
قال:
-
ما اكثر الكذب وشهادة الزور في حوادث السيارات..
فتجاهل المفتش هذا التعقيب.. وانصرف إلى القضية التي جاء لتحقيقها.
-
بصمة كف على المائدة بجوار الجثة...
ونهض والمسدس في يده وقصد إلى المائدة ودقق النظر فيها وهز رأسه...
قال الرقيب:
-
ربما كانت بصمة كف أحد الزائرين...
-
لقد اكدت الآنسة واريك أنها لم تستقبل احدا من الزائرين طوال يوم امس... ولكن ربما كان
وعندما عاد إلى الغرفة ، كان الرقيب قد احضر انجل ، وهو رجل قصير القامة ، في نحو الثامنة
والاربعين من عمره..
حسن المظهر.. هادئ الطباع..
سأله المفتش :
-
هل أنت هنري انجل؟
-
نعم يا سيدي ..
فأشار المفتش إلى الاريكة وقال :
-
اجلس
واسرع الرقيب فأغلق الباب..
ثم جلس على مقعد واخرج من جيبه دفترا وقلما وتأهب لتسجيل اقوال الخادم..
قال المفتش:
-
هل كنت تعمل تابعا وممرضا للسيد ريتشارد واريك؟
-
نعم يا سيدي
-
منذ متى؟
فرد انجل :
-
منذ ثلاثة اعوام ونصف يا سيدي..
-
وكيف كان العمل مع السيد واريك ؟
-
كان شاقا للغاية يا سيدي..
-
ألم تكن لك امتيازات خاصة؟
أجاب انجل :
-
كنت اتقاضى اجرا مجزيا يا سيدي.. واستطعت أن اقتصد بعض المال..
وسأله المفتش :
-
ماذا كنت تفعل قبل أن تلتحق بالعمل في خدمة السيد واريك؟
- -
نفس العمل يا سيدي .. انني ممرض مؤهل ، وسأقدم لك الشهادات التي حصلت عليها ممن
عملت في خدمتهم . كان بعضهم متعبا للغاية ، واذا على سبيل المثال سير جيمس واليسون، إنه
الآن نزيل احد مصحات الامراض العقلية..
ثم أردف بصوت خافت:
-
كان مدمنا للمخدرات...
فسأله المفتش :
-
والسيد واريك .. هل كان يتعاطى المخدرات؟
-
كلا يا سيدي ، ولكنه كان مولعا بالبراندي..
-
هل كان يسرف في الشراب؟
-
نعم يا سيدي، ولكنه لم يكن مدمنا ، هناك فارق بين الاسراف والادمان..
-
ولكن ما آل هذا الي يقال عن بنادقه ومسدساته ، واطلاق النار على الحيوانات الاليفة وغير
الأليفة؟
فرد انجل:
قال المفتش وهو يشير إلى المسدس الذي وضعه على المائدة:
-
انظر إلى هذا المسدس .
فنهض انجل واقترب من المائدة.. ووقف مترددا..
قال المفتش :
-
لا تخف .. في استطاعتك أن تتناوله ..
فتناول انجل المسدس..
وقال المفتش :
-
انظر إليه جيدا . هل سبق أن رايته؟
أجاب انجل :
-
لا استطيع أن اجزم بشيء يا سيدي.. إنه يشبه بعد مسدسات السيد واريك.. ولكني لست خبيرا
في الاسلحة .. ولا يمكنني أن اقرر هل هو نفس المسدس الذي كان على المائدة بجوار السيد
واريك ليلة امس ، ام لا ..
-
الا يضع بجواره نفس المسدس كل ليلة؟
-
كلا يا سيدي.. إنه يختار المسدس وفقا لمزاجه..
فسأل المفتش :
-
وماذا كانت فائدة المسدس في ليلة كثيفة الضباب كليلة امس؟
-
إنها مسألة تعود إلى سيدي.
-
اجلس يا انجل .. اجلس .
فأعاد الخادم المسدس إلى المفتش وجلس على الاريكة..
سأل المفتش :
-
متى رأيت السيد واريك آخر مرة؟
-
امس في الساعة العاشرة الا ربع . احضرت زجاجه البراندي والقدح ووضعتهما على المائدة
بجواره وتمنيت له ليلة سعيدة.. وانصرفت.
قال المفتش :
-
ألم يذهب إلى فراشه ؟
فرد انجل :
-
كلا يا سيدي .. إنه يقضي الليل في المقعد المتحرك ، وفي الساعة السادسة صباحا ، احمل إليه
الشاي ، ثم ادفعه بالكرسي إلى الحمام حيث يحلق ويغتسل .. وجرت العادة أن ينام بعد ذلك إلى
أن يحين موعد الغذاء ، وقد فهمت أنه يعاني من الارق ، ولذلك كان يفضل قضاء الليل في
مقعده..
كان رجلا غريب الاطوار.
فنهض المفتش ووضع المسدس على المائدة ووقف امام باب الحديقة وقال بعد صمت قصير :
-
هل كان هذا الباب مغلقا حين تركته؟
فرد انجل :
-
نعم يا سيدي .. كان الضباب كثيفاً جداً..
-
هل كان موصدا بالقفل او المزلاج؟
-
كلا يا سيدي إنه لا يوصد ابدا..
-
هل كان بوسعه أن يفتحه متى اراد؟
-
نعم يا سيدي .. إن المقعد متحرك . وكان في استطاعته أن ينتقل إلى الباب ..
- إن غرفتي في الجانب الاخر من المنزل ..
-
هب أن سيدك شعر بحاجته اليك في وقت ما ، فماذا كان بوسعه أن يفعل؟
-
يضغط زرا فيدق الجرس في غرفتي..
-
هل ضغط الزر ليلة امس؟
فرد انجل :
-
كلا يا سيدي ، ولو كان قد فعل لاستيقظت على الفور .. إن للجرس رنينا مزعجا...
-
هل ..
وقبل أن يتم عبارته .. دق جرس التليفون ،،
فنظر انجل إلى الرقيب .. وهرول هذا إلى التليفون وتناول السماعة :
-
ألو .. الرقيب كادوالدر .. آه .. نعم .
والتفت إلى المفتش وقال :
-
مكالمة من نورويتش..
فتناول السماعة وسأل :
-
ألو . أهذا أنت يا ادموندسن؟ نعم .. أنا المفتش توماس ،، هل تلقيت البيانات؟ هذا حسن ؟ هذا
حسن ، ماذا؟ مدينة كالجاري بكندا؟ نعم .. نعم .. متى توفيت العمة؟ منذ شهرين؟ والعنوان رقم
١٨الشارع الرابع والثلاثون ، مدينة كالجاري..
ونظر المفتش إلى الرقيب واشار إليه أن يسجل هذا العنوان ، ثم استمر في الاصغاء إلى محدثه ..
قال :
-
نعم .. مهلا .. مهلا تقول أنه متوسط القامة ، ازرق العينين ، اسود الشعر ، طويل اللحية ، أنت
تذكر القضية طبعا ، رجل عنيف ، اليس كذلك؟
شكرا لك يا ادكموندسن .. ولكن ما رأيك أنت ؟ نعم ،، نعم ، شكرا مرة أخرى ..
ووضع السماعة ..
وقال يكلم الرقيب :
-
حصلنا على بعض البيانات بشأن ماكجريجور ..
يبدو أنه عاد من كندا عقب وفاة زوجته لكي يترك الطفل عند احدى قريباته في (والسهام)..
لأنه كان يزعم السفر إلى (الاسكا) ، ولا يستطيع اصطحاب الطفل معه .. والظاهر أن مصرع
الطفل ترك في نفسه اثرا بالغ السوء ، لأنه راح يقسم في كل مكان بأنه سوف يثأر لابنه وينتقم
من واريك ..
وهذه التهديدات امر مألوف في الحوادث المماثلة..
ومهما يكن الامر فإن ماكجريجور عاد إلى كندا وقد حصلت ادارة البوليس على عنوانه وابرقت
إلى كالجاري للوقوف على مزيد من المعلومات عن نشاطه وتحركاته..
أما العمة التي كان في نيته أن يترك الطفل عندها فإنها توفيت منذ شهرين..
ثم التفت إلى انجل فجأة وسأل:
-
أظن أنك كنت تعمل هنا وقت وقوع الحادث يا انجل؟ اي مصرع الطفل تحت عجلات السيارة
في (ولسهام(...
قال انجل:
-
نعم يا سيدي.. وأنا اذكره جيدا..
-
ماذا جرى بالضبط؟
- وذلك ما قاله هو ..
فرد انجل:
-
إنها الحقيقة يا سيدي .. وقد ايدته الممرضة وابرتون.. التي كانت معه في السيارة .. قالت أن
سرعته كانت تتراوح بين عشرين وخمسة وعشرين ميلا في الساعة.. وعلى ذلك قرر المحقق
عدم مسؤوليته عن الحادث...
-
ولكن والد الطفل كان له رأي آخر
-
هذا امر طبيعي يا سيدي..
-
هل كان السيد واريك ثملا؟
أجاب انجل :
-
اظن أنه شرب قدحا من النبيذ يا سيدي..
والتقت عيون الرجلين..
وادرك المفتش على الفور أن الخادم قد كذب..
قال:
-
يكفي هذا الآن..
فنهض الخادم وسار إلى الباب وفتحه..
ووقف مترددا لحظة ..
ثم استدار وقال :
-
معذرة يا سيدي .. هل قتل السيد واريك بمسدسه؟
-
ذلك ما سوف نعرفه ، أن الشخص الذي اطلق عليه الرصاص اصطدم بالسيد ستارك الذي جاء
إلى هنا في طلب المعونة .. وكانت نتيجة الاصطدام أن سقط المسدس من يد القاتل فالتقطه السيدستارك..
واشار نحو المائدة ..
قال انجل :
-
شكرا لك يا سيدي..
وهم الخادم بالانصراف . ولكن المفتش ابتدره بقوله :
-
بهذه المناسبة .. هل جاءكم زائرون امس.. وخاصة في المساء؟
فتردد انجل ..
ثم اجاب دون أن ينظر إلى المفتش :
-
لست اذكر الآن يا سيدي .. وخرج ، وأغلق الباب وراءه ..
-
هذا رجل قذر .. وأنا امقته ، إنه كالزئبق لا تستطيع أن تضع اصبعك عليه ..
قال الرقيب :
-
لقد ذكرت لك رأيي يا سيدي المفتش ، وما زلت اعتقد أن وراء حادث الطفل امورا تزكم
رائحتها الأنوف..
-
وأنا اعتقد أن هذا الرجل انجل لم يصارحنا بكل ما يعرفه عن مصرع سيده ...
*
وفي هذه اللحظة ، فتح الباب ودخلت الآنسة بنيت.
قالت:
فأطلت الآنسة بنيت من الباب واومأت إلى الآنسة واريك ..
دخلت السيدة الوقور وهي تتوكأ على عصاها..
فحياها بقوله :
-
طاب صباحك سيدتي..
-
أخبرني ايها المفتش ، إلى اي مدى وصل التحقيق ؟
-
مازلنا في البداية يا سيدتي ، ولكن ثقي بأننا سنبذل قصارى جهدنا ..
قالت وهي تجلس على الاريكة وتضع العصا بجانبها :
-
وذلك الشخص المدعو ماكجريجور.. هل شوهد مؤخرا في هذه المنطقة ؟
-
إننا نقوم بالتحريات اللازمة يا سيدتي ، ولم يثبت بعد وجود غرباء في المنطقة ..
قالت العجوز :
-
يخيل الي أن مصرع الطفل الذي دهمته سيارة ريتشارد قد اطاح بعقل الرجل ، فقد قيل لي أنه
ثار ثورة عارمة ، وأنه هدد وتوعد على مسمع من الكثيرين ، وطبيعي أن يفعل الاب الحزين
ذلك وهو في ثورة غضبه ، اما بعد انقضاء عامين على الحادث..
من غير المعقول الا يكون غضبه قد انطفأ خلال هذه الفترة الطويلة ..
-
نعم ، إنها فترة طويلة حقا ..
قالت العجوز:
-
ولكنه اسكتلندي ، كما يدل على ذلك اسمه ، والاسكتلنديون مشهورون بالصبر والاصرار..
-
اخبريني يا سيدتي ، الم يتلق ابنك رسالة تحذير او تهديد؟
-
كلا . لو أنه تلقى مثل هذه الرسالة لأخبرنا ولضحك منها ساخرا ..
-
ألم يكن لينظر إليها بعين الجد؟
فردت العجوز :
-
لقد تعود ريتشارد أن يسخر من الاخطار..
-
بعد مصرع الطفل هل عرض ابنك والد الطفل مبلغا ما على سبيل التعويض؟
-
طبعا .. إن ريتشارد لم يكن بخيلا .. ولكن العرض رفض باحتقار ..
-
آه ..
وقالت العجوز :
-
قيل لي أن زوجة ماكجريجور كانت قد توفيت وأن الرجل لم يبق له في الدنيا سوى ولده ، حقا
إنها مأساة..
-
ولكن الذنب ليس ذنب ابنك ..
فصمت العجوز ولم تجب ..
قال المفتش :
-
كنت اقول أن الذنب ليس ذنب ابنك ..
-
لقد سمعتك ..
-
يخيل الي أنك لا توافقينني على هذا الرأي ..
قالت العجوز في شيء من الحيرة :
-
كان ريتشارد مسرفا في الشراب ، ومن المؤكد أنه كان ثملا في ذلك اليوم ..
-
أيثمله قدح من النبيذ؟
اجابت العجوز :
-
طبعا مسئول ، لم يخامرني قط اي شك في ذلك ،
-
ولكن المحقق لم يجد ما يدعو إلى مؤاخذته ..
فضحكت العجوز مرة أخرى وقالت :
-
ذلك بفضل تلك الممرضة الحمقاء ، الآنسة واربرتون ، كانت مخلصة لريتشارد واعتقد أنه كافأها
بسخاء..
قال بحدة :
-
هل أنت واثقة مما تقولين؟
-
أنا لست واثقة من شيء ، كل ذلك مجرد استنتاج واجتهاد شخصي إنما حدثتك بهذا لأنك تبحث
عن الحقيقة ، وتريد أن تتأكد من وجود حافز للقتل ، والرأي عندي أن الحافز موجود ، ولكني لا
اتصور بعد مرور كل هذا الوقت أن ..
فقاطعها المفتش قائلا :
-
هل سمعتي شيئا ليلة امس؟
فردت العجوز :
-
أنا نصف صماء كما تعلم ، ولم اكن اعرف شيئا ، إلى أن سمعت جلبة ، ووقع اقدام كثيرة امام
غرفتي ، فاردت استطلاع الامر ، وجئت إلى هنا فاستقبلني جان بقوله . لقد اطلق بعضهم
الرصاص على ريتشارد ..
وظننت في البداية أنها مزحة سخيفة ..
-
هل جان هو ابنك الاصغر؟
-
كلا .. إنه ليس ابني ..
فوجم المفتش ونظر إليها متسائلا ،،
قالت :
-
طلقت زوجي منذ سنوات طويلة ، فتزوج مرة اخرى وكان جان ثمرة زيجته الثانية ..
وحين مات زوجي جاء الصبي للإقامة هنا ، وكان ريتشارد قد اقترن بلورا ، فعطفت على
الصبي وشملته برعايتها ..
-
وماذا عن ابنك ريتشارد ؟
-
كنت احبه ايها المفتش ، ولكني لم اكن اتجاهل عيوبه واخطاءه .. وهي عيوب واخطاء
سببها في الغالب ذلك الحادث الذي اقعده وجعله كسيحا...
كان شابا رياضيا مليئا بالحيوية والنشاط .. فلما اقعده الحادث وشل حركته ، امتلأت نفسه
بالمرارة ..
-
هل كان سعيدا في حياته الزوجية ؟
قالت العجوز:
-
ليست لدي ايه فكرة عن ذلك .. هل ثمة اسئلة اخرى يا حضرة المفتش ؟
-
كلا .. شكرا لك يا آنسة واريك ، هل استطيع التكلم إلى الآنسة بنيت ؟
أجابت العجوز وهي تنهض :
-
نعم .. ولعلها الشخص الذي يستطيع امدادك بكل ما تريد من معلومات .. إنها امرأة عملية .
.
وعلى جانب كبير من الكفاية والذكاء ..
-
هل تعمل عندك منذ وقت طويل ؟
أجابت العجوز :
- رجل سكير يعبث بكل هذه البنادق والمسدسات .. لابد أنه كان معتوها ..
-
ربما ..
ودق جرس التليفون ..
فتناول المفتش السماعة :
-
نعم .. أنا المفتش توماس . تقول أن ستارك وصل؟ هل اخذتم بصماته ؟ هذا حسن .. نعم ، نعم
..
قل له أن ينتظرني ، سأحضر بعد نصف ساعة على الاكثر .. نعم .. اريد أن القي عليه بعض
الاسئلة ، إلى اللقاء ..



انتهى الفصل الرابع

~
هذا الفصل تم تنقيحه وتنظيفه من الأخطاء الأملائية وبعض الأخطاء النحوية
وتم التخلص من اللكنة العامية قدر المستطاع بسبب فقدان لوحة المفاتيح
المترجم يعطيه العافية لديه تعبير بنغالي

رأيكم بالرواية وردودكم الجميلة
في أمان الله













__________________

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ماكتبت يداهـ فلا تكتب
بخطك غير سطراً يسرك في القيامة أن تراهـ


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
كن هادءاً كالماء، قوياً كالدب، شرس كالمستذئب
  #17  
قديم 10-05-2015, 04:02 PM
 
مرحبا..
الرواية جميلة وممتعة..
أرجو إرسال رابط الفصل القادم حين يتم نشره..

تقبلوا مروري..
  #18  
قديم 10-08-2015, 03:10 PM
 






















~ الفصل الخامس ~



دخلت الآنسة بنيت وهو يضع السماعة..
بادرت بقولها :
-
هل انت بحاجة الي ايها المفتش؟ انني مشغولة كثيراً في هذا الصباح..
قال وهو ينهض من مقعده :
-
نعم يا آنسة بنيت أنا بحاجة اليك ، اريد ان اسمع روايتك عن حادث السيارة التي دهمت الطفل
في (نورفولك(
-
تعني طفل ماكجريجور؟
-
نعم .. وقد قيل لي انك تذكرت الاسم بسرعة ليلة امس..
أجابت وهي تغلق الباب:
-
ان ذاكرتي قوية فيما يختص بالأسماء..
-
لا شك ان الحادثة كان لها انطباعها الخاص في نفسك، هل كنت في السيارة وقت وقوعها؟
قالت الآنسة بنيت:
-
كلا .. التي كانت بالسيارة الآنسة واربورتون، ممرضة ريتشارد بالمستشفى في ذلك الوقت.
-
هل حضرت التحقيق؟
-
كلا ، ولكن ريتشارد روى لنا بعد عودته ما جرى ، وقال ان الرجل هدده بالانتقام، ولكننا لم
نحفل بالتهديد في ذلك الوقت ، ولم نأخذه مأخذ الجد..
-
هل كان لك رأي خاص في الحادث؟
سألت الآنسة بنيت:
-
أعني هل وقع الحادث لان وستر واريك كان ثملا؟
-
أطن ان الآنسة واريك قالت لك ذلك : ولكن لا ينبغي ان تصدق كل ما قالته.. انها تلقي اللوم دائما
على الخمر ، لان زوجها كان سكيرا..
سألها المفتش :
-
أتصدقين اذن ما قاله ريتشارد واريك ، من انه كان يقود السيارة في حدود السرعة المسموح
بها.. و لم يكن من الممكن ان يتجنب تلك الحادثة؟
أجابت الآنسة بنيت:
-
لا ارى سببا يدعو إلى الارتياب في صدقه ، خاصة وان الممرضة قد ايدته..
-
هل يمكن الركون إلى نزاهة الممرضة
-
أظن ذلك، ان الناس لا يكذبون ببساطة في مثل هذه الامور.
وهنا لم يستطع الرقيب ضبط شعوره..
تمتم يقول:
-
لا يكذبون حقا! ان طريقتهم في وصف الحادث احيانا لا تدل فقط على انهم كانوا يقودون
- ما اريد الوصول اليه ، هو ان الانسان في صورة غضبه وسخطه يمكن ان يهدد بالانتقام من
الشخص الذي تسبب في مقتل طفله .. ولكنه اذا فكر في هدوء بعد ذلك ، وكان ما قيل في التحقيق
هو الحقيقة ، لا بد ان يدرك ان ريتشارد لا ذنب له في تلك الحادثة..
رد الرقيب :
-
آه .. فهمت ماذا تعني .
-
اما اذا كان قائد السيارة قد قادها بسرعة جنونيه ، او لم يكن في تمام وعيه..
سألت الآنسة بنيت:
-
هل قالت لك لورا ذلك؟
-
لماذا تظنين انها هي التي قالت ذلك؟..
اضطربت وارتبكت وقالت:
-
لا اعلم .. مجرد سؤال.
ثم نظرت إلى ساعتها وقالت :
-
هل ثمة اسئلة اخرى يا سيدي؟ قلت لك انني مشغولة كثيراً في هذا الصباح.
قال المفتش :
-
هذا آل ما هنالك في الوقت الحاضر يا آنسة بنيت..
نهضت واسرعت إلى الباب ..
وقبل ان تفتحه .. قال المفتش :
-
اريد ان اتكلم إلى جان.
استدارت الآنسة بنيت تقول:
-
اكون شاكرة اذا عدلت عن ذلك يا سيدي ، انه متوتر الاعصاب اليوم ، لقد نجحت في تهدئته
بعد جهد كبير ..
قال المفتش :
-
انا اسف يا آنسة بنيت ، ولكن لا مناص من استجوابه ..
أغلقت الآنسة بنيت الباب بإحكام..
وعادت ادراجها إلى المفتش . وقالت :
-
لماذا لا تبحث عن ماكجريجور وتستجوبه ؟ لا يمكن ان يكون قد ذهب بعيدا..
-
سوف نجده، فاطمئني.
ردت الآنسة بنيت :
-
ارجو ذلك .. الانتقام! ان الاديان السماوية لا تقر الانتقام..
قال المفتش بلهجة لها مغزاها:
-
سيما وان السيد واريك غير مسؤول عن الحادثة ، ولم يكن بوسعه ان يتجنبه ..
نظرت اليه الآنسة بنيت بحدة .. وتلاقت عيونهما طويلا ..
واخيرا قال المفتش مرة أخرى :
-
ارجوك .. اريد التكلم إلى جان..
أجابت وهي تتحرك نحو الباب :
-
لا أعلم اذا كنت سأجده ام لا ، ربما يكون قد خرج ..
نظر المفتش إلى الرقيب .. ونهض هذا على الفور ،وخرج للبحث عن الشاب..
قالت الآنسة بنيت للرقيب:
- كلا ،انه لطيف ووديع كالحمل ، ولكني لا اريدكم ان تزعجوه ، ان الحديث عن جرائم القتل
يزعج الاطفال ، وجان بتكوينه وتخلفه العقلي لا يعدو ان يكون طفلا..
قال المفتش وهو يجلس امام المكتب :
-
اطمئني يا آنسة بنيت .. اؤكد لك اني افهم الموقف حق الفهم ..
وفتح الباب..
ودخل جان والرقيب ..
وواصل الشاب السير حتى وصل إلى حيث المفتش وسأله :
-
هل طلبتني؟ هل قبضت على القاتل؟
قالت الآنسة بنيت تحذره :
-
مهلا يا جان ، مهلا .. اجب فقط على ما يلقى عليك من اسئلة.
تحول اليها الشاب واجاب :
-
سأفعل ذلك، ولكن الا استطيع ان القي شيئا من الاسئلة؟
اجابه المفتش في رفق :
-
طبعا تستطيع.
جلست الآنسة بنيت على طرف الاريكة وهي تقول :
-
سأنتظر هنا .
نهض المفتش على الفور وسار إلى الباب وفتحه..
وقال يكلم الآنسة بنيت :
-
كلا يا آنسة بنيت ، وشكرا لك .. لن نحتاج اليك ، ألم تقولي انك مشغولة كثيراً اليوم؟
قالت الآنسة بنيت :
-
افضل البقاء هنا .
قال بحدة :
-
انا اسف ، نحن نفضل استجواب الناس فرادى..
نظرت اليه الآنسة بنيت ، وادركت من ملامح وجهه الا سبيل إلى المناقشة ..
تنهدت في ضيق ، وغادرت الغرفة ..
وأغلق المفتش الباب ،، بينما تأهب الرقيب لتسجيل اقوال الشاب وعاد المفتش إلى مكانه امام
الكتب ..
ثم قال يسأل جان :
-
اظن انك لم تشهد قبل الان حادثة قتل ..
أجاب جان بحدة :
-
كلا .. كلا . انه لشيء مثير ، هل عثرت على اي اثر او بقعه دم ، او بصمات اصابع؟
-
هل يثيرك منظر الدم؟
أجاب الشاب بهدوء تام وبلهجة جدية :
-
كثيراً . احب الدم ومنظره الجميل وحمرته القاتمة .. كان ريتشارد يطلق الرصاص على
الحيوانات والطيور فتنزف دما .. اليس مما يبعث على الضحك ان يطلق أحدهم الرصاص على
ريتشارد ، كما كان هو يطلق الرصاص على الحيوانات والطيور؟
أجاب المفتش في هدوء:
-
ذلك من سخرية القدر . ولكن حدثني ، هل ازعجك كثيراً موت اخيك؟
رد جان :
-
ازعجني .. موت ريتشارد، ولماذا انزعج؟
قال المفتش :
-
ظننت انك كنت تحبه .
قال الشاب في دهشة :
- احبه ؟ احب ريتشارد ... كلا .. لا احد يمكن ان يحبه ..
- أطن ان زوجته كانت تحبه ..
أجاب الشاب:
- لورا؟ لا اعتقد ذلك .. كانت دائما تقف إلى جانبي ..
- إلى جانبك؟
رد جان :
- نعم .. عندما كان ريتشارد يريد ابعادي .
- ابعادك؟ إلى اين؟
- إلى احد تلك الاماكن ، حيث يغلقون عليك الابواب ولا تستطيع الخروج .. قال لي ان لورا
ستزورني هناك احيانا، ولكنني لا احب ان تغلق علي الابواب..
أحب الابواب المفتوحة والنوافذ المفتوحة حتى اشعر بانني استطيع الخروج حينما اشاء..
والان .. وقد مات ريتشارد ، ولن يستطيع احد ان يغلق علي الابواب .. اليس كذلك؟
قال المفتش :
- نعم يا بني .. ولكن لماذا اراد ريتشارد ان يفعل بك ذلك؟
قال جان:
- قالت لي لورا انه كان يقول ذلك فقط لمضايقتي .. وان كل شيء سيكون على ما يرام .. وانها
لن تسمح بإبعادي طالما هي في هذا المنزل..
احب لورا .. احبها كثيراً ، واشعر بسعادة لا حد لها حين العب معها.. وحين نطارد
الفراشات الجميلات ونبحث عن بيض العصافير معا..
قال المفتش بلطف:
- أظن انك لا تذكر شيئا عن حادثة وقعت خلال اقامتكم في نورفولك .. حادثة طفل دهمته سيارة
..
- اذكر هذه الحادثة جيدا ، واذكر انهم استدعوا ريتشارد للتحقيق..
- حقا؟
- كنا ذلك اليوم نتناول غذاء السمك ، وعاد ريتشارد والممرضة ، وكانت الممرضة واجمة ، اما
ريتشارد فكان يضحك ..
- تعني بالممرضة الآنسة واربرتون؟
أجاب جان :
- نعم ، لا احبها كثيراً ، ولكن ريتشارد كان راضيا عنها في ذلك اليوم وقال لها ( احسنت )
...
* * *
وفتح الباب في هذه اللحظة ودخلت لورا ..
خلفها جان .. فاشرق وجهه وابتسم لها وصاح :
- ها هي لورا ..
قالت متعذرة :
- هل ازعجتكم؟
أجاب المفتش :
- كلا يا سيدتي .. تفضلي بالجلوس.
قالت وهي تجلس على طرف الاريكة :
- هل جان ..
- كنت اسأله عما اذا كان يذكر شيئا عن حادث الطفل في نورفولك ، اعني طفل ماكجريجور!
سألته لورا :
- هل تذكر هذه الحادثة يا جان..
- طبعا اذكره .. اذكر كل شيء .. ألم أحدثك عنها ايها المفتش؟
قال المفتش :
- ماذا تعرفين انت عن الحادثة يا سيدتي؟ هل ناقشتموه على مائدة الطعام في ذلك اليوم، عقب
التحقيق؟
أجابت لورا :
- لست اذكر !
وثب جان من مقعده بسرعة وصاح :
- هل نسيت يا لورا ! هل نسيت عندما قال ريتشارد ( ما أهمية طفل بالزيادة أو بالنقص في هذا
العالم المزدحم ) ..
قالت لورا وهي تنهض :
- أرجوك يا سيدي المفتش ..
- مهلا يا سيدتي ، ان من المهم جدا ، كما تعلمين – ان نعرف حقيقة الحادث لصلته الوثيقة
بمصرع زوجك ، فالفكرة السائدة هي ان حادثة الطفل هو الدافع إلى جريمة القتل ..
قالت لورا :
- أعلم ذلك .
- المفهوم مما قالته حماتك ان زوجك كان ثملا..
تمتمت لورا :
- لا غرابة في ذلك ، فقد كان مولعا بالشراب.
- هل رأيت ذلك الرجل المدعو ماكجريجور؟
- كلا ، لم اره ، لأنني لم احضر التحقيق..
قال المفتش :
- قيل انه كان ثائرا ومصمما على الانتقام..
- يبدو ان الصدمة اثرت على قواه العقلية.
وكان جان يصغي إلى ما يقال باهتمام شديد ، ويزداد انفعالا من لحظة لأخرى ..
فلما تكلم المفتش عن الانتقام ..
وثب من مقعده وصاح في حماسة :
- لو كان لي عدو لانتظرت ، وقتا طويلا مثله ، ثم تسللت تحت جنح الظلام والمسدس في يدي ..
و..و...
وبسط يده وحرك سبابته مرارا.. كما لو كان يصوب مسدسا ويطلقه ..
صاحت به لورا :
- اصمت يا جان .
- هل انت غاضبة مني يا لورا؟
- كلا ايها العزيز .. لست غاضبة ، ولكني لا اريدك ان تنفعل ..
أجابها جان :
- لست منفعلا..
قال المفتش :
- لنعد الان إلى ..
ولم يتم عبارته ، فقد حدثت جلبة في الخارج وقال صوت عرفت لورا على الفور انه صوت
ستارك.
- طاب يومك يا آنسة بنيت.. اين المفتش توماس؟ اريد التكلم اليه .. هل هو في قاعة
الاستقبال؟
أجابته الآنسة بنيت :
- طاب يومك يا سيد واريك ، طاب يومك ايها الرقيب ، نعم . انه في قاعة الاستقبال ولا اعلم
ماذا يجري هناك ..
قال صوت آخر لم تعرف لورا صاحبه :
- طاب يومك يا سيدتي .. احضرت هذه الاوراق للمفتش .. ارجوك ان تسلميها اليه ، او إلى
الرقيب كادوالدر ..
نظرت لورا إلى المفتش .. وسألت :
- من هذا؟
أجاب المفتش :
- انه الرقيب جونز ، ويبدو انه احضر بعض الاوراق
ثم تحول إلى كادوالدر وقال له :
- أرجو ان تتسلم منه الاوراق ايها الرقيب ..
وقبل ان يبرح الرقيب مقعده .. فتح الباب بعنف ودخل ستارك.
كان انطباع لورا عن مايكل ستارك انه رجل هادئ الطباع ايجابي التفكير ، عملي في تصرفاته
وسلوكه .
ولذلك كانت دهشتها لا حد لها حين وجدته يدخل ثائرا، وشرر الغضب يتطاير من عينيه.
كان يصيح وهو يجتاز الغرفة في طريقه إلى المفتش :
- اصغ الي ايها المفتش توماس ، لا استطيع ان اقضي النهار كله في مركز الشرطة .. طلبوا
الي ان اذهب اليهم فذهبت، ثم طلبوا بصمات اصابعي فوافقت..
واخيرا طلبوا الي ان انتظرك بضع دقائق فانتظرتك ساعة، ان لدي اعمالي الخاصة ، وانا الان
على موعد مع اثنين من سماسرة المنازل .. ولا يسعني التخلف عن هذا الموعد..!
وكف عن الكلام ليلتقط انفاسه..
وعندئذ فقط وقع بصره على لورا ..
قال في هدوء :
- طاب يومك يا آنسة لورا .. انا اسف..
- طاب يومك يا سيد ستارك..
قال المفتش :
- لقد اردت ان اسألك يا سيد ستارك ، هل حدث ليلة امس انك وضعن احدى يديك على هذه
المائدة وفتحت الباب المؤدي إلى الحديقة باليد الأخرى؟
رد ستارك :
- لا اعلم .. ربما فعلت ذلك، لا اذكر تماما
وعاد الرقيب وبيده ملف ..
قدمه إلى المفتش وهو يقول :
- جاء الرقيب جونز بهذا الملف، وهو يتضمن بصمات السيد ستارك وتقرير خبير الاسلحة..
قال المفتش :
- دعني ارى ..
وتناول المفتش الملف ، وتصفحه بسرعة ، وقال :
- تماما .. الرصاصة التي قتلت السيد ريتشارد واريك اطلقت فعلا من هذا المسدس ، اما بصمات
السيد ستارك سأبحثها فورا .
وأخرج من حقيبة اوراقه تقرير خبراء البصمات .
بينما نظر جان إلى ستارك في فضول ..
وسأله :
- هل انت قادم من ( عبدان) ما رأيك فيها ؟
أجابه ستارك :
- حرها شديد..
ثم التفت إلى لورا وسألها :
- كيف اصبحت اليوم يا آنسة لورا؟ أراك أفضل حالا مما كنت بالأمس ..
- نعم شكرا لك ، فقد مرة الازمة.
وهنا رفع المفتش رأسه وقال :
- هذا يحسم الموضوع .. انها ليست بصماتك يا سيد ستارك .
أجاب ستارك :
- أية بصمات تعني ؟
- ان بصماتك واضحة على الباب والزجاجة والقدح والولاعة ، أما بصمة الكف التي على المائدة
انها ليست لك ، ولا لأي واحد ممن حصلت على بصماتهم .. وهذا يحسم الموضوع ، وحيث انه
لم يأت زائرون ليلة أمس ..
ونظر إلى لورا ، قالت :
- كلا.. لم يأت زائرون ليلة امس ..
مضى المفتش في حديثه .. قال :
- وحيث انه لم يأت زائرون ليلة امس ، فلابد ان تكون هذه هي بصمة ماكجريجور.
هتف ستارك وهو ينظر إلى لورا :
- بصمة ماكجريجور؟
قال المفتش :
- هل يدهشك ذلك؟
أجاب ستارك :
- نعم ، اذ المفروض انه استخدم قفازا.
- استخدم القفاز عندما استعمل المسدس..
التفت ستارك إلى لورا وسألها :
- هل سمعتم ما يوحي بوقوع شجار بين القاتل وضحيته . ام انكم لم تسمعوا سوى الطلق الناري؟
قالت لورا :
- الواقع اننا .. اعني انا والآنسة بنيت .. لم نسمع سوى الطلق الناري ، ولو قد حصل شجار لما
وصل إلى اسماعنا في الطابق الاول ..
* * *



انتهى الفصل الخامس

~
هذا الفصل تم تنقيحه وتنظيفه من الأخطاء الأملائية وبعض الأخطاء النحوية
وتم التخلص من اللكنة العامية قدر المستطاع بسبب فقدان لوحة المفاتيح
المترجم يعطيه العافية لديه تعبير بنغالي

رأيكم بالرواية وردودكم الجميلة
في أمان الله















  #19  
قديم 10-08-2015, 03:13 PM
 






















~ الفصل السادس ~




وفي هذه اللحظة ، فتح الباب المؤدي الى الحديقة ودخل رجل وسيم في نحو السادسة والعشرين
من عمره تدل مشيته وحركاته على انه من العسكريين.
ولم يكد جان يرى الزائر حتى ابتهج وصاح :
-
جوليان ، جوليان !
فنظر اليه جوليان بسرعة .. ثم تحول الى لورا وقال في حزن :
-
آم انا اسف يا لورا !! لم اعلم بما حصل الا منذ لحظات ..
فقال المفتش :
-
طاب يومك يا ميجور فاراد..
التفتت اليه جوليان وقال :
-
حادث مؤسف حقا ايها المفتش، مسكين ريتشارد!
فصاح جان :
-
كان ميتا في مقعده ، وفي جيبه ورقة ، هل تعرف ماذا كان مكتوبا فيها .. كان مكتوبا فيها : (
يوم الانتقام) .. اليس ذلك مثيرا...
قال جوليان وهو ينظر الى جان متسائلا:
-
طبعا .. طبعا !
ولاحظ المفتش نظرة جوليان الى ستارك..
فقام بمهمة التعريف
-
السيد مايكل ستارك ، ميجور جوليان فاراد، المرشح لعضوية النواب في الانتخابات الفرعية
التي تجري الان ..
فشد كل من الرجلين على يد الاخر ..
وقال المفتش :
-
ان السيد ستارك رأى القاتل وهو يفر من الحديقة ليلة أمس .
قال ستارك:
-
الواقع ان سيارتي سقطت في حفرة .. فدخلت هذا البيت في طلب النجدة..
فسأل جوليان :
-
في أي اتجاه فر القاتل ؟
-
ليس لدي ايه فكرة ، اختفى في الضباب كما لو كان ذلك بسحر ساحر ..
قال جان :
-
ألا تذكر يا جوليان انك قلت لريتشارد ان شخصا ما سوف يقتله رميا بالرصاص في احد الايام؟
ساد صمت عميق ، وتحولت كل الانظار الى جوليان الذي رد بعد لحظة :
-
أنا قلت له ذلك .. لا اذكر ..
فقال جان :
-
حدث ذلك حول مائدة العشاء ، وكنتما تتناقشان ، فقلت له : سوف يطلق احد الناس الرصاص
على رأسك يوما ما يا ريتشارد ..
فقال توماس :
-
يا لها من نبوءة عجيبة ..
تنهد جوليان .. وقال وهو يجلس على أحد المقاعد :
-
الواقع ان الناس ضاقوا بريتشارد وسلوكه ومسدساته ، كان مصدر ازعاج للكثيرين..
هل تذكرين ( غريفيث ) يا لورا؟ ذلك البستاني الذي طرده ريتشارد في العام الماضي؟
قال لي اكثر من مرة : " سأذهب يوما لأرى السيد واريك واقتله بمسدس " .
قالت لورا :
-
ان غريفيث لا يقدم على عمل كهذا.
أردف جوليان بسرعة :
- كلا .. كلا ، لا اعني انه الذي ارتكب هذه الجريمة ، انما اردت فقط ان اعبر عن شعور الناس
نحور ريتشارد ، وان اقدم نموذجا مما يقولونه عنه ، ويضمرونه له ..
وحاول أن يخفي ارتباكه..
فاخرج من جيبه علبة تبغ ، وتناول منها سيجارة ، واستطرد قائلا وهو ينظر الى لورا..
-
ليتني اتيت الى هنا ، ليلة امس .. كان في نيتي ان افعل ذلك..
ردت لورا في هدوء :
-
لم يكن في استطاعتك ان تسير وسط ذلك الضباب الذي لم يسبق له مثيل ..
-
كلا .. الواقع اني دعوت اعضاء لجنتي الانتخابية لتناول العشاء عندي ، وبعد العشاء مباشرة ،
لاحظوا بوادر الضباب فانصرفوا مبكرين وخطر لي عندئذ ان اجئ لزيارتكم ثم عدلـت.
كان يتكلم ويبحث في جيوبه عن شيء ..
ثم قال وهو يجيل البصر حوله:
-
الا اجد مع أحدكم عود ثقاب؟ يبدو انني اضعت ولاعتي في مكان ما.
وفجأة ، رأى الولاعة على المائدة ، حيث تركتها لورا ، في الليلة السابقة ..
فهتف :
-
آه .. ها هي هناك ، لم أكن ادري اين تركتها.
ونهض ليتناول الولاعة.
ولم يفت ستارك ملاحظة ذلك كله.. ولكنه لم ينطق بكلمة ..
قالت لورا فجأة .. ولعلها ارادت ان تصرف الاذهان عن موضوع الولاعة :
-
جوليان..
ومدت اليه يدها في طلب لفافة تبغ، فقدم لها سيجارة وهو يقول :
-
لشد ما آلمني هذا الذي حصل يا لورا .. هل استطيع عمل شيء؟
-
شكرا ، شكرا .. أنا ادرك شعورك ..
كان جان طوال الوقت يتطلع الى ستارك بفضول واعجاب ، ولم يلبث ان يساله :
-
هل تجيد اطلاق النار يا سيد واريك؟ انا اجيده فقد كان ريتشارد يسمح لي بالتدريب احيانا ..
ولكني لم ابرع في ذلك مثله ..
-
أحقا ؟ بأي سلاح كنت تتدرب؟
وبينما كان ستارك منصرفا الى الحديث مع جان ، وتوماس والرقيب في شغل بأوراقهما ..
انتهزت لورا الفرصة للتكلم الى جوليان.
فقالت له بصوت خافت :
-
يجب ان اتكلم معك يا جوليان .. يجب !
همس قائلا :
-
كوني على حذر
وقال جان ردا على سؤال ستارك :
-
بندقية عيار ٢٢ ، انني اجيد اصابة الاهداف ،اليس كذلك يا جوليان؟ هل تذكر يوم ذهبنا الى
مدينة الملاهي وصوبت البندقية على قنينتين واصبتهما؟
فرد جوليان :
- ذلك صحيح ، انك قوي البصر وهذا هو المهم..
ارتسمت على شفتي الشاب ابتسامة سعيدة ، واستدار ليراقب المفتش وهو يتصفح اوراقه ..
أما ستراك تناول لفافة تبغ .. وقال يستأذن لورا :
-
هل تسمحين لي بالتدخين؟
قالت له بصوت خافت :
-
طبعا .. طبعا ،
التفت الى جوليان وقال :
-
هل تسمح لي بالولاعة ؟
-
بلا شك .. ها هي ..
وتناول ستارك الولاعة تأملها وقال :
-
ولاعة جميلة ..
واشعل سيجارته .. همت لورا بان تقول شيئا ثم امسكت ..
وقال جوليان:
-
نعم .. انها من النوع الجيد..
فحص ستارك الولاعة مرة اخرى ، ثم نظر الى لورا بسرعة ورد الولاعة لصاحبها قائلا:
-
اشكرك..
قال جان يكلم المفتش :
-
هل تعلم ان لدى ريتشارد مجموعة كبيرة من البنادق .. وان بينها بنادقة خاصة تستعمل فقط في
صيد الافيال ، هل تريد ان تراها ؟ انه يحتفظ بها في غرفة نومه..
قال المفتش وهو ينهض :
-
لا بأس من ان القي نظرة .. هلم بنا .
نظر اليه وابتسم ، واستطرد يقول :
-
هل تعلم يا جان انك ساعدتنا كثيرا ، يجدر بنا ان نضمك الينا لتعمل معنا !
ثم تحول الى ستارك وقال :
-
لا اظن اننا سنحتاج اليك الان يا سيد ستارك ،في استطاعتك ان تذهب لمباشرة اعمالك ،
فقط ارجوك ان تظل على اتصال بنا ..
قال ذلك وانصرف مع جان وتبعهما رقيب الشرطة ..
نظر ستارك الى لورا وقال :
-
يجب ان اذهب الان لأرى ماذا فعلوا بالسيارة ، لم ارها ونحن في طريقنا الى هنا الان ..
ويبدو ان العمال اخرجوها من الحفرة ..
قال ذلك وخرج من باب الحديقة الى الشرفة ، ونظر حوله ، هتف في دهشة :
-
لكم يبدو كل شيء مختلفاً في ضور النهار ..
ولم يكد ستارك يتوارى في الشرفة حتى اسرعت لورا الى جوليان وقالت له هامسة :
-
جوليان .. تلك الولاعة ، انا قلت انها ولاعتي.
-
قلت انها ولاعتك؟ لمن قلت ذلك؟ .. للمفتش؟
- ;
كلا .. له .
وأومأت برأسها نحو الشرفة .
فسألها جوليان :
-
لذلك . لذلك الرجل..
ولم يتم عبارته ...
فقد رأى ستارك يروح ويغدو في الشرفة
رفعت اصبعها الى شفتيها وقالت محذرة :
-
صه .. اخشى ان يسمعنا
فقال جوليان هامسا :
- من هو؟ هل تعرفينه؟؟
-
كلا . لا اعرفه . وقع حادث لسيارته ليلة أمس ، فدخل البيت عقب ذلك !
قال وهو يضع يده على مسند الاريكة ، فوق يدها :
- دعك من ذكر ذلك الحادث المروع يا عزيزتي ، كل شيء سيكون على ما يرام فاطمئني..
-
والبصمات يا جوليان..
-
اية بصمات ؟
-
البصمات التي وجدت على المائدة .. وعلى زجاج الباب ، هل هي بصماتك؟
رفع جوليان يده من فوق يدها بسرعة ، وأشار نحو الشرفة .
قالت بصوت مرتفع دون ان تنظر خلفها :
-
شكرا لك يا جوليان .. انا اعلم انك تستطيع ان تفعل الكثير من اجلنا ..
قالت ذلك وقعدت على مقعد امام جوليان ، نظرت الى باب الحديقة ولم ترى ستارك..
فقالت في همس :
-
هل هي بصماتك يا جوليان؟ فكر جيدا
-
على المائدة؟ أظن انها بصماتي ..
-
يا إلهي ، وماذا سنفعل ؟
مر ستارك بالشرفة .. فصمتت وارسلت من فمها سحابة من الدخان ، وانتظرت حتى توارى
مرة اخرى ..
ثم قالت :
-
ماذا سنفعل؟ فقد ظن المفتش انها بصمات ماكجريجور
-
هذا حسن ، ربما سيظل يظن ذلك
-
ولكن هب ان ..
-
يجب ان اذهب الان ، لدي موعداً هاماً ..
ونهض وقال وهو يربت على كتفها :
-
سيكون كل شيء على ما يرام يا عزيزتي ، فلا تنزعجي ..
دخل ستارك في هذه اللحظة ، التقى بجوليان امام باب الشرفة وهتف :
-
هل ستذهب الان؟
-
نعم .. اني مشغول هذه الايام بسبب الانتخابات الفرعية التي ستجري بعد اسبوع ..
-
معذرة عن جهلي ، فاني لا اتابع انباء السياسة الداخلية ، مع اي حزب انت؟ حزب المحافظين
..
-
كلا .. حزب الاحرار .
-
الا يزال هذا الحزب على قيد الحياة ؟
وابتسم ساخرا ..
نظر اليه جوليان بامتعاض وانصرف ...
* * *
وساد الصمت لحظة ..
سرعان ما تلاشت الابتسامة على شفتي ستارك ، وقال وهو يهز رأسه وينظر الى لورا بحدة :
-
الان بدأت افهم ..
- ماذا تعني؟
-
هذا الشخص حبيبك ، اليس كذلك ؟ .. .تكلمي
فردت في تحد :
- ما دمت قد سألت ، فالجواب هو نعم
-
يبدو ان هناك اشياء كثيرة لم تصارحيني بها ليلة البارحة ، اليس كذلك ، لهذا خطفت الولاعة
بسرعة ، وزعمت انها ولاعتك .
منذ متى بدأت العلاقة بينك وبين هذا الشخص ؟
-
منذ بعض الوقت
-
لماذا لم تهربي معه اذن؟
-
لأسباب كثيرة ، اهمها الحرص على مستقبله السياسي
جلس ستارك على مقعد ، وبدا الضيق واضحا على وجهه..
قال :
-
لم تعد لهذه الاعتبارات اهمية في هذه الايام ، اكثر السياسيون يرتبكون الفحشاء بمثل البساطة التييدخنون بها لفافة تبغ.
-
هناك اعتبارات خاصة ، فقد كان جوليان صديقا لريتشارد، وكان ريتشارد كسيح.
-
آه.. حقا .. انها اعتبارات تسيء الى سمعة صاحبك ومركزه،
-
هل كان ينبغي ان احدثك بكل هذا ليلة البارحة ..
فقال ستارك :
-
كلا ، لم يكن ذلك ضروريا ..
-
الواقع اني لم ارى له ايه اهمية ، فقد كان اهم منه بالنسبة الي اني قتلت ريتشارد..
فقال دون ان ينظر اليها :
-
نعم ، نعم .. انا ايضا لم افكر الا في ذلك .
ثم اردف بعد صمت قصير :
-
هل لديك مانع من القيام بتجربة بسيطة .. اين كنتي تقفين عندما اطلقت الرصاص على ريتشارد
؟
فقالت في حيرة :
-
اين كنت اقف؟!
-
نعم
-
هناك
واشارت نحو باب الشرفة .
فقال :
-
اذهبي وقفي حيث كنتي تقفين امس عندما اطلقت الرصاص على ريتشارد.
فقالت وهي تنهض ببطء :
-
انا لا اذكر اين كنت اقف ، لا تطالبني بان اتذكر .. كنت .. كنت في اشد حالات الاضطراب .
فقال ستارك :
-
لقد قال لك زوجك شيئا اثارك .. فاختطفت منه المسدس .
نهض واقفا .. ووضع سيجارته في المنفضة وقال :
-
دعينا نعيد تمثيل الحادثة .. ها هي المائدة .. وها هو المسدس ..
قال ذلك وتناول السيجارة من يدها ووضعها ايضا في المنفضة ، ثم اخرج مسدسه ووضعه على
المائدة وقال :
-
كنتما تتشاجران ، فتناولت المسدس .. هيا تناولي المسدس .
فمدت يدها ..
ثم احجمت وقالت :
-
كلا . لا اريد
فرد ستارك :
-
لا تكوني حمقاء ، انه غير محشو ، هلمي تناوليه..
أطاعت لورا ، وتناولت المسدس
فقال ستارك :
-
أنت لم تتناولينه ببطء هكذا ، بل اختطفته بسرعة واطلقت الرصاص ، والان اريني كيف فعلتي
ذلك ..
فتراجعت لورا بضع خطوات الى الوراء ، وهي ممسكة بالمسدس بطريقة تدل على انها لم تمس مسدسا قبل تلك اللحظة
صاح ستارك يستحثها :
-
هلمي .. اريني كيف فعلت،حاولت ان تصوب المسدس ..
صاح بها ستارك :
-
اطلقي المسدس غير محشو ..
لكنها وقفت مترددة ، ولم تطلق ..
فتناول ستارك المسدس من يدها ..وقال وفي عينيه نظرة انتصار :
-
هذا ما ظننته ، انك لم تطلقي النار من مسدس طول حياتك
، بل ولا تعرفين كيف يطلق.
نظر الى المسدس واستطرد :
وايضا لا تعرفين كيف يرفع الزناد .
ووضع المسدس على المائدة ..
جلس على الاريكة وقال في هدوء ..
-
لم تطلقي الرصاص على زوجك ..
-
بل اطلقته
فرد ستارك :
-
كلا .. كلا ، انت لم تطلقيه
ارتسمت على وجهها دلائل الخوف قائلة :
-
لماذا اعترفت اذن بقتله اذا لم اكن قد قتلته؟
تحول اليها بغته وقال :
-
لان جوليان فاراد هو الذي قتله .
-
كلا ..
-
نعم ..
-
كلا ..
-
اؤكد انه القاتل .
-
اذا كان جوليان هو القاتل حقا ، فلماذا اعترف انا بالجريمة ؟ فأجاب ستارك وهو يصعدها
بعينيه في هدوء :
-
لأنك ظننت ، وبحق ، انني سأتستر عليك واحميك .. نعم .. انك خدعتني بمهارة ، ولكن كل
شيء قد انتهى الان .. هل سمعتي؟ كل شيء قد انتهى . ولن استمر بعد الان في هذه الاكاذيب
لإنقاذ المايجور جوليان فاراد من حبل المشنقة.
نظرت اليه لورا وابتسمت ..
ثم سارت في هدوء الى حيث كانت المنفضة على المائدة ، فتناولت سيجارتها وتحولت اليه
وردت ببطء :
-
بل ستستمر .. يجب ان تستمر ، فليس في استطاعتك ان تتراجع الان ، انك ادليت بأقوالك الى مفتش الشرطة ولا يمكنك الان ان تعدل عنها او تغيرها .
بهت ستارك وهتف :
-
ماذا قلت؟
جلست على مسند الاريكة ..وقالت في هدوء :
-
مهما تكن معلوماتك عن الجريمة ، او ظنونك و أوهامك بشأنها ، فأنت ملتزم بالقصة التي
رويتها للمفتش ، لأنك اصبحت شريكا في الجريمة، انت نفسك قلت ذلك .
وأرسلت من فمها سحابة من الدخان..
فابتعث ستارك واقفا ، ونظر اليها وقد الجمته جرأتها
ثم تمتم وهو ينظر اليها شذرا
-
أيتها الـ...
كانت الشمس قد اوشكت على المغيب حين خرج جوليان الى الشرفة ونظر الى الحديقة بعينين
شاردتين!
كانت تبدو على وجهه دلائل الانزعاج والقلق الشديد..
ولم يلبث ان نظر الى ساعته وعاد ادراجه الى قاعة الاستقبال ،،كان يذرع ارض القاعة جيئة
وذهابا، اذ وقع على صحيفة فوق المكتب .
كانت احدى الصحف المحلية ، وقد نشرت في صدرها بحروف كبيرة نبأ مصرع ريتشارد
واريك.
فتناولها وجلس على مقعد وراح يقرأ ما ورد فيها عن الحادث ..
وقبل ان يفرغ من القراءة فتح باب الغرفة ..
فانبعث واقفا وهتف في لهفة ..
-
لورا
وارتسمت خيبة الامل على وجهه حين وقع بصره على انجل ..
تهالك على المقعد مرة اخرى .. ليستأنف القراءة ..
قال الخادم ستحضر الآنسة لورا بعد لحظة يا سيدي ..
لم يجب جوليان ..واستغرق في القراءة ..
قال الخادم بعد قليل :
-
معذرة يا سيدي ، هل استطيع ان اتحدث اليك لحظة؟
استدار اليه جوليان ..
ثم سأله :
-
نعم يا انجل .. ماذا تريد؟
فاقترب انجل بضع خطوات وقال :
-
اني قلق على مركزي هنا يا سيدي ، وقد خطر لي ان استشيرك .
فقال جوليان بغير اهتمام ، لأنه كان في شغل بمتاعبه الخاصة :
-
ماذا يقلقك يا انجل؟
فقال انجل :
-
يقلقني اني اصبحت بلا عمل بعد موت السيد واريك.
-
هذا امر طبيعي ، ولكني اعتقد انك ستجد عملا اخر بسهولة ، اليس كذلك؟
فرد انجل :
-
ارجو ذلك يا سيدي.
-
انك فيما اعلم شخص مؤهل ومدرب
- نعم يا سيدي ، وتوجد اعمال كثيرة في المستشفيات وبيوت العظماء لمن كان مثلي ..
-
ماذا يزعجك اذن؟
فقال انجل :
-
ان الظروف التي انتهى بها عملي هنا لا تدعو على الارتياح.





انتهى الفصل السادس

~
هذا الفصل تم تنقيحه وتنظيفه من الأخطاء الأملائية وبعض الأخطاء النحوية
وتم التخلص من اللكنة العامية قدر المستطاع بسبب فقدان لوحة المفاتيح
المترجم يعطيه العافية لديه تعبير بنغالي

رأيكم بالرواية وردودكم الجميلة
في أمان الله








  #20  
قديم 10-08-2015, 03:15 PM
 






















~ الفصل السابع ~









سأله جوليان:
-
معنى ذلك انك تشعر بالاستياء ، لان عملك هنا قد انتهى بسبب جريمة قتل؟
فتمتم انجل قائلا :
-
ذلك ما اعنيه يا سيدي
-
هذا امر لا يستطيع احد ان يصنع شيئا حياله ، ولكن مما لا شك فيه ان الآنسة لورا سوف تعطيك
شهادة مريضة..
قال ذلك واخرج علبة سجائره، وتناول منها سيجارة .. ثم اعاد العلبة الى جيبه..
فقال انجل :
-
لن تكون هناك صعوبة من هذه الناحية يا سيدي ، ف الآنسة لورا سيدة لطيفة ، وظريفة ..
كان في لهجة الخادم شيء اثار ريبة جوليان وقلقه ، فاستدار اليه وقال بحزم:
-
ماذا تعني؟
-
لا اريد ان اكون مصدر ازعاج من اي نوع ل الآنسة لورا.
-
تعني انك تنوي البقاء بعض الوقت للعمل في المنزل ارضاءً لها؟
قال انجل :
-
اني اتعاون فعلا في اعمال المنزل ، ولكن ليس ذلك ما اعنيه ، ان ضميري يعذبني يا سيدي.
فصاح جوليان بحدة:
-
ضميرك؟ ماذا تعني بحق الشيطان ؟
فقال انجل :
-
لا اظن انك تدرك حقيقة موقفي يا سدي ، اقصد موقفي من الشرطة ، ان واجبي آمواطن
يفرض علي ان اعاون البويس بكل طريقة ممكنة ،ولكني في الوقت نفسه اريد ان اظل مخلصا
للاسرة التي اخدمها.
فقال جوليان وهو يشعل سيجارته :
-
انك تتكلم آما لو آان هناك تضارب بين واجبك آمواطن ، وولائك للاسرة.
فقال انجل :
-
اذا فكرت في الامر مليا يا سيدي ،، انك ستفطن الى هذا التضارب .
-
الى ماذا تهدف بالضبط يا انجل؟
فقال انجل بتؤده:
-
ان رجال الشرطة يا سيدي ليسوا في مرآز يتيح لهم رؤية الخلفيات .. والخلفيات قد تكون لها
اهمية قصوى في قضية آهذه.. يضاف الى ذلك انني آنت اعاني من ارق شديد في الفترة الاخيرة
.
فقال جوليان في دهشة :
-
وما الصلة بين ارقك وهذه القضية؟
فرد انجل :
-
من سوء الحظ يا سيدي اني اويت الى فراشي مبكرا ليلة البارحة ولكني لم استطع النوم ..
فسأله جوليان :
-
هذا امر يؤسف له.. ولكن
-
ونظرا لموقع غرفتي ، فقد استطعت ان اعرف اشياء ربما غابت عن فطنة رجال الشرطة .
-
ماذا تريد ان تقول؟
- المفهوم يا سيدي ان مستر واريك آان مريضا وآسحيا ،، فمن الطبيعي والحالة هذه ان تكون
لزوجته الشابة الفاتنة علاقات اخرى ..
فقال جوليان بخشونة:
-
اهذا ما تعنيه؟ ان لهجتك لا تعجبني يا انجل ..
- ارجو الا تتسرع في الحكم علي ياسيدي .. واذا فكرت في الامر مليا ، فستجد ني في مرآز بالغ
الدقة والصعوبة ، فانا اعرف اشياء لم ابح بها بعد لرجال الشرطة ، بينما الواجب يحتم علي ان
ابوح بها ..
فاعتدل جوليان في جلسته وقال :
-
اعتقد ان ما ذآرته عن معلوماتك وواجبك والشرطة هو مجرد هذيان والحقيقة انك تريد ان
توحي الي بانك في مرآز يتيح لك ان تثير الغبال ما لم ..
وصمت قليلا .. ثم قال :
-
ما لم ، ماذا؟
-
اني آما سبق ان ذآرت ، ممرض مؤهل ، ومن السهل ان اجد عملا في مستشفى او في بيت
احد العظماء .. ولكني اتوق احيانا لان يكون لي عمل خاص بي ، آمحصة صغيرة تتسع لخمسة
او ستة من المرضى .. او المدمنيين الذين يثيرون المتاعب لذويهم..
وقد استطعت ان ادخر بعض المال ، ولكنه لسوء الحظ لا يكفي ، لذلك خطر لي ..
-
خطر لك اني او مسز لورا او آلينا معا قد نتقدم لمساعدتك ماليا لتنفيذ مشروعك ؟
فقال انجل :
-
ذلك مجرد خاطر خطر لي يا سيدي .. فاذا تحقق آان ذلك آرما عظيما..
فقال جوليان ساخرا :
-
نعم .. سيكون آرما عظيما حقا..
فتمتم انجل قائلا :
-
انك المحت في شيء من الخشونة يا سيدي ، الي اني اهدد باثارة الغبار او بمعنى اخر اهذذ
باثارة فضيحة وذلك غير صحيح لاني لا افكر في امر آهذا اطلاقا
فنهض جوليان واقفا وقال :
-
انك تهدف الى شيء معين يا انجل ؟ ماهو ؟
فرد انجل بهدوء:
-
قلت لك يا سيدي ، انني لم استطع النوم ليلة البارحة وقد ظللت مفتوح العينيين ، وصوت نفير
الانذار بالضباب يدوي في اذني ..
ثم خيل الي اني سمعت صوت نافذة تفتح وتغلق بفعل الريح وتكرر هذا الوت مرارا، وهو صوت
مزعج لشخص مؤرق يحاول ان ينام ، فنهضت من فراشي ونظرت من النافذة ولقيت ان ذلك
الصوت المزعج ينبعث من نافذة حظيرة الدجاج ، التي تقع تحت غرفتي مباشرة .
فسأله جوليان :
-
وبعد ذلك ؟
فقال انجل ببرود :
-
بعد ذلك قررت ان اذهب الى الحظيرة واغلق النافذة لأتخلص من ذلك الدوي المزعج .
وبينما كنت اهبط السلم سمعت صوت طلق ناري فقلت لنفسي هذا هو السيد واريك قد عاد الى صيد
القطط ، ولكني لا اظنه يستطيع ان يتبين هدفه في هذا الضباب .
تسللت الى الحظيرة واغلقت النافذة من الداخل وقبل ان اهم بمغادرتها سمعت وقع اقدام في هذه
الشرفة ..
ثم تحركت الاقدام من الشرفة الى الطريق الذي يمتد منها في محاذاة الجدار ، حتى يدور حول
الركن الايمن للبيت ..
وهو طريق شبه مهجور لا يستعمله احد سواك يا سيدي كلما اتيت الى هذا المنزل او غادرته لأنه
في الواقع اقصر طريق بين بيتك وهذا المنزل ..
قال جوليان ببرود :
-
امض في حديثك .
- الحق يا سيدي اني شعرت بالخوف والقلق عندما سمعت وقع الاقدام اذ خشيت ان يكون لص قد
تسلل الى المنزل ولكن شد ما كان سروري وارتياحي عندما رايتك تمر امام نافذة الحظيرة ، وانت
تسرع الخطى وتهرول عائدا الى المنزل .
صمت جوليان لحظة .. ثم هز رأسه وقال :
-
لم افهم بعد غرضك من رواية هذه القصة هل هناك مسألة معينه تحاول ان تبرزها ؟
سعل انجل كمن يشعر بالحرج .. ثم قال :
-
أتساءل يا سيدي هل ذكرت للشرطة انك اتيت ليلة امس لمقابلة السيد واريك؟ وعلى فرض
انك لم تذكره ، وان رجال الشرطة ، اقبلوا ليلقوا علي مزيداً من الاسئلة عن احداث الليلة الماضية
..
فقاطعه جوليان قائلا :
-
هل تعرف ان الابتزاز جريمة؟ وان جريمة الابتزاز عقوبتها في منتهى الصرامة ؟
ففر اللون من انجل . ولكنه تمالك نفسه بسرعة قائلاَ :
-
الابتزاز ؟ ماذا تعني يا سيدي؟ ان المسألة – كما سبق ان قلت – مسألة التمزق الذي اشعر
به امام واجبين متعارضين .. والشرطة ؟
فقاطعه جوليان مرة اخرى وقال وهو يطفئ سيجارته :
-
ان قاتل السيد واريك قد فضح نفسه ، ورجال الشرطة يعرفونه الأن جيدا ولا اعتقد انهم
سيعودون لاستجوابك مرة اخرى .
فقال انجل في ذعر :
-
اؤكد لك يا سيدي اني لم اقصد الا ...
فقاطعه للمرة الثالثة قائلا :
-
انت تعلم تماما انه لم يكن في مقدورك ان تتعرف على اي شخص وسط الضباب الكثيف ليلة
البارحة . ولكنك اخترعت هذه القصة لكي ..
وقبل ان يتم عبارته .. فتح الباب ، ودخلت لورا ..
بدت عليها الدهشة حين رأت انجل ، ولكنها تحولت الى جوليان وقالت :
-
يؤسفني انني تركتك تنتظر يا جوليان .
قال انجل استعداداً للانصراف :
-
ربما تحدثت اليك في هذا الموضوع البسيط مرة اخرى ، فيما بعد يا سيدي .
فقال ذلك وحنى قامته للورا وانصرف ..
وأغلق الباب وراءه ...
انتظرت لورا لحظة .. ثم اسرعت الى جوليان وهي تهتف:
-
جوليان !!
قال في شيء من الاستياء :
-
لماذا ارسلت في طلبي يا لورا؟
فأجابته في دهشة :
-
لقد انتظرتك طول النهار..
-
كانت مشاغلي منذ الصباح ، اجتماعات ، ولجان ، ومقابلات ، وسوف يستمر ذلك حتى تنتهي
الانتخابات ، وعلى كل حال ، ألا ترين انه من الأفضل ان نكف عن هذه اللقاءات؟
-
ولكن هناك أمورا يجب ان نناقشها ..
فقال وهو ينظر الى الباب :
-
هل تعلمين ان انجل يحاول ان يمارس معي عملية ابتزاز؟
فأجابت مستغربة :
-
انجل؟
- نعم ، ومن الواضح انه يعرف الكثير عن علاقتنا ، كما يعرف اني كنت هنا ليلة البارحة.
-
هل تعني انه رآك؟
فأجاب وهو ينظر عبر باب الحديقة :
-
يقول انه رآني
-
لم يكن في استطاعته ان يراك في الضباب
-
لقد روى لي قصة عن نافذة في حظيرة الدجاج كانت مفتوحة فذهب لأغلاقها ورآني امر امام
الحظيرة في الطريق الى بيتي ..
كذلك قال انه سمع قبل ذلك صوت طلق ناري غير انه لم يعر الامر اهتماما..
-
يا إلهي ! وما العمل؟
-
لا اعلم ، يجب ان نفكر في الامر
-
ستعطيه نقودا؟
فتمتم قائلا :
-
كلا .. كلا .. اذا فعلت ذلك كانت بداية النهاية ، ومع ذلك ... ماذا بوسعنا ان نفعل ؟
ومسح جبينه بيده وقال :
-
ليس هناك من يعلم اني اتيت الى هنا ليلة البارحة ، ان خادمتي نفسها لا تعلم .. والمسألة الان
هي ، هل رآني انجل حقا ، ام انه يزعم ذلك؟
-
هب انه ذهب الى الشرطة ، فماذا يكون ؟
فأجاب وهو يمسح جبينه بيده مرة اخرى ..
-
لا اعلم ، يجب ان افكر ، فليس امامي إلا ان اقول انه كاذب ، او ازعم اني لم اغادر منزلي
ليلة البارحة ..
-
والبصمات ؟
فسألها مستفهما :
-
أية بصمات ؟
-
هل نسيت؟ البصمات التي وجدت على المائدة وزجاج النافذة ، ان مفتش الشرطة يعتقد انها
بصمات ماكجريجور ، ولكن اذا ذهب اليه انجل وروى له تلك القصة فان المفتش لا بد ان يطلب
بصماتك ، وعندئذ..
بدت على وجه جوليان دلائل الهم والانزعاج..
ثم قال :
-
نعم .. نعم.. حسنا اذن ، سأعترف لمفتش الشرطة اني اتيت الى هنا ليلة البارحة ، وانتحل عذرا
لذلك كأن ازعم اني اتيت لمقابلة ريتشارد لأمر ما ، واننا تحدثنا معا
فقالت بسرعة :
-
تستطيع ان تقول انه كان في خير حال عندما تركته .
فنظر اليها بمرارة .. وقال بحدة:
-
ما ابرعك في تبسيط الامور ! أتعتقدين اني استطيع ان اقول ذلك؟
-
يجب ان يقول الانسان شيئا ..
فاقترب من المائدة وقال :
-
نعم .. اني وضعت يدي على هذه المائدة عندما انحنيت لأنظر الى ..
وتذكر المنظر الذي رآه !
وارتسمت في عينيه نظرة ذعر ..
فقالت لورا :
-
طالما انهم يعتقدون انها بصمات ماكجريجور ..
فصاح في غضب :
- ماكجريجور! ماكجريجور! ما الذي
جعلك تفكرين في تلك الورقة وتضعينها في جيب ريتشارد ،
بربك؟ ألم يكن عملك هذا مجازفة خطيرة؟
ردت في ارتباك :
-
نعم .. لا .. لا أعلم !
قال لها وهو ينظر اليها بنفور:
-
ما أشد جرأتك في الاجرام ..
-
كان يجب ان نبحث عن وسيلة ،وكنت عاجزة عن التفكير ، ان هذه هي فكرة مايكل ..
-
مايكل؟
-
مايكل ستارك ..
فسألها مندهشا :
-
تعنين انه الذي عاونك؟
صاحت في ضجر :
نعم، نعم نعم .. لذلك اردت مقابلتك لأوضح ذلك ..
قال والغيرة تأكل قلبه :
-
ما علاقة مايكل ستارك بهذا؟
-
جاء ورائي والمسدس في يدي .. و ..
فصاح في اشمئزاز :
-
وبطريقة ما .. استطعت ان تقنعيه بأن ..
-
هو الذي اقنعني .. اصغ الي يا عزيزي ..
وحاولت ان تحيط كتفيه بيديها ، ولكنه دفعهما عنه في رفق وجلس امام المكتب ..
وقال دون ان ينظر اليها :
-
قلت لك اني سأبذل قصارى جهدي .. ولكن لا تظني أن..
فقاطعته قائلة في هدوء :
-
تغيرت يا جوليان !
فرد عليها بهدوء :
-
لا استطيع ان اشعر بنفس الاحاسيس بعد هذا الذي حدث ، لا أستطيع .
-
اما انا فاستطيع ، فلن تتغير مشاعري نحوك مهما فعلت ..
فرد عليها جوليان :
-
دعينا من العواطف الان ، ولننظر الى الحقائق .
-
على رسلك .. هل تعلم اني قلت لستارك اني التي ارتكبت الجريمة؟
نظر اليها كمن لا يصدق اذنيه وصاح :
-
أنت قلت له ذلك؟
-
نعم ..
-
ووافق على مساعدتك ، رغم انه لا يعرفك ولا تعرفينه؟ لا بد انه مجنون .
عضت على شفتها قائلة :
-
ربما كان مجنونا .. ولكنه انسان ، وقد ادخل الطمأنينة على نفسي ..
فقال جوليان في غضب :
-
هل معنى ذلك ، انه لا يوجد رجل يستطيع مقاومة فتنتك واغرائك؟
ثم تنهد وقال :
-
مهما يكن فان القتل جريمة بشعة .
- سأحاول الا افكر فيها ، المهم انها لم تكن متعمدة ..
قال بحدة :
-
لا ضرورة للخوض في الموضوع ، خير من ذلك ان نفكر فيما ينبغي علينا فعله..
- نعم ، يجب ان نفكر في موضوع البصمات والولاعة .. لا بد ان الولاعة سقطت مني عندنا
انحنيت لأنظر إلى الجثة .
فأجابت لورا بهدوء :
-
ان ستارك يعلم انها ولاعتك ، ولكنه لا يستطيع ان يفعل شيئا ، انه تورط ولا يمكنه تغيير اقواله
.
فقال جوليان في نوبة من الشهامة :
-
على كل حال يا عزيزتي ، انا على استعداد لتحمل المسئولية كلها عند الضرورة ..
-
آلا .. لا اريدك ان تفعل ذلك ..
-
ادرك كيف وقع الحادث ، واكاد اراك بعين الخيال وانت تتناولين المسدس وتطلقينه دون ان
تعي ما تفعلي ..
دهشت لورا وقالت :
-
هل تريد ان تحملني على القول باني انا التي قتلت؟ ألم تقل انك تعرف كيف وقع الحادث؟
فأجاب جوليان :
-
اصغي الي يا عزيزتي ، انا واثق انك لم تتعمدي قتله ، وانك حين اطلقت عليه الرصاص ..
-
أنا اطلقت عليه الرصاص؟ أتحاول اقناع نفسك بأني التي أطلقت عليه الرصاص؟
فصاح جوليان في غضب وهو يوليها ظهره :
-
يا عزيزتي .. دعينا على الأقل نكن صادقين مع أنفسنا ..
قالت في ثبات واصرار ..
-
أنت تعلم اني لم اقتله ..
-
من قتله اذن؟
ثم فطن فجأة إلى ما تنطوي عليه عبارتها الأخيرة من معان ، وتبلجت له الحقيقة ..
صاح :
-
لورا .. هل تريدين ان تقولي اني قتلته؟
فردت بهدوء :
كل ما اعلمه اني سمعت صوت الطلق الناري ثم سمعت وقع اقدامك في الشرفة ، وعلى
الطريق الموصل الى بيتك فهرعت الى هنا ووجدته جثة هامدة .
فرد جوليان :
-
وأنا لم اطلق عليه الرصاص ، جئت لكي اقول له اننا يجب ان نتفق على اجراءات الطلاق
عقب انتهاء الانتخابات ، سمعت صوت الطلق الناري قبل وصولي ، فظننت انه عاد الى العبث
بمسدسه وعندما دخلت ، وجدته ميتا ، وجثته لا تزال دافئة .
فبدت الحيرة على وجه لورا
ومضى جوليان في حديثه
-
واكبر الظن انه لم يكن قد مضى على موته اكثر من دقيقة او دقيقتين ، فاعتقدت بطبيعة الحال
انك انت التي اطلقت عليه الرصاص اذ من سواك كان يستطيع ان يفعل ذلك؟
-
لا اعلم .. انه لأمر محير ..
-
من يدري ، فلعله انتحر !
-
كلا .. لأن ..
وامسكت عن الكلام فقد سمعت وقع اقدام تقترب ثم فتح الباب على الفور .
ودخل جان مسرعا وهو يصيح :
-
لورا .. لورا .. الان بعد ان مات ريتشارد .. الا تؤول اسلحته الي بصفتي اخوه ، والرجل
الوحيد في اسرته ؟
ان الأنسة بنيت تنكر علي ذلك ، ولا تسمح لي بالاستيلاء عليها ، فقد وضعت الاسلحة في الدولاب
..
واغلقته ... قولي لها ان تعطيني المفتاح .
- اصغ الي ايها العزيز ..
ولكنه ابى ان يقاطعه احد .. ومضى يقول :
-
انها تعاملني كما لو كنت طفلا .. غير اني اصبحت رجلا .. ومن حقي ان استولي على اسلحة
ريتشارد ، وان اطلق النار على الطيور والقطط ، كما كان يفعل .. بل واطلق النار كذلك على
الناس الذين لا احبهم ..
-
هدئ من روعك يا جان ، ولا تنفعل
قال بعصبية :
-
انا غير منفعل ، ولكني لا اريد ان يضايقني احد ، انا الان رب المنزل ويجب على الجميع ان
يطيعوني !
-
اصغ الي يا عزيزي جان .. اننا جميعا نمر بوقت عصيب ، وحاجيات ريتشارد لن تؤول الى
احد قبل ان يحضر المحامون ويفضوا الوصية .. ذلك هو الاجراء الذي يتبع عادة عندما يموت
احد الناس ، هل فهمت ؟
قالت ذلك بصوت يفيض لطفا وحنانا ، فهدأت ثائرته واحاط خصرها بساعده ، وقال :
-
اني افهم كل ما تقولينه لي .. لأني احبك
-
وانا ايضا احبك يا جان !
-
انك سعيدة ، لان ريتشارد مات ، اليس كذلك؟
فبهتت واجابت :
كلا يا جان ، اني غير سعيدة.
قال بخبث :
-
بل انت سعيدة ، لأنك تستطيعين الان ان تقترني بجوليان ، أنت تريدين الاقتران به منذ
وقت طويل ، اليس كذلك؟ ان الجميع يعتقدون اني لا الاحظ شيئا ولكني الاحظ كل شيء.
وهنا ارتفع صوت الأنسة بنيت في الخارج ..
وهي تصيح :
-
جان .. أين أنت؟
فرد الشاب:
-
ها هي الآنسة بنيت الحمقاء..
قالت لورا :
-
كن لطيفا معها يا جان .. ان اعباءها ثقيلة ، ومسئولياتها كثيرة ، فحاول ان تساعدها ، ألست
أنت رب الاسرة الان؟
فرح الشاب وقال :
-
حسنا .. سأكون لطيفا معها ..
وانطلق الى خارج الغرفة
قالت لورا :
-
لم اكن اعلم انه يعرف كل شيء عنا ..
فقال جوليان:
-
هذه هي المشكلة ، لغز لا يعرفه الانسان ، هل هو سهل القياد؟
-
ليس في جميع الظروف ، انه سريع الانفعال ، غير اني اتوقع بعد موت ريتشارد الذي كان
يهدده ويضايقه ان يهدأ ويتحسن حاله ويتماثل للشفاء ، وربما يصبح طبيعيا مثل غيره من الشباب
..
لم تسمع لورا وقع اقدام في الشرفة..
ولذا بهتت حين رأت ستارك يطل من باب الحديقة ، تراجعت خطوة مبتعدة عن جوليان..
قال ستارك بصوته الهادئ المألوف :
-
طاب مساءكما




انتهى الفصل السابع

~
هذا الفصل تم تنقيحه وتنظيفه من الأخطاء الأملائية وبعض الأخطاء النحوية
وتم التخلص من اللكنة العامية قدر المستطاع بسبب فقدان لوحة المفاتيح
المترجم يعطيه العافية لديه تعبير بنغالي

رأيكم بالرواية وردودكم الجميلة
في أمان الله







 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جميع روايات أغاثا كريستي (أجاثا كريستي) الملكة ريم تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 58 07-03-2014 12:47 AM
أغاثا كريستي - * كلب الموت * قصص بولسية مرعبة rvp11 تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 0 05-19-2011 01:14 AM
* الاربعة الكبار * من روايات أغاثا كريستي الرائعة هنا للتحميل *جزائرية* تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 7 05-23-2010 11:21 PM
رواية ( البيت المائل) آغاثا كريستي ***peer dagher*** أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 07-26-2007 04:17 AM


الساعة الآن 05:52 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011