عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 10-12-2015, 11:24 PM
 


##


{الفَصل الثاني : وإذا سَقَطَّ مرة فانهض مراتٍ عِدَة!}

كان عليهِ العمل علي ظَهر مركِبٍ لفترة لعبور البحر الأحمر ، لم يتم التعامُل بالعُملات المصرية بعد !
فكان عملُه هذا هوَ نظير سفرُه معهم !

من هوَ؟ جوسِف ! من غيرُه؟!

كانَ مشغول الفِكر بِـ "لِماذا بابِل بالتحديد؟!"
لا بُدّ أن هينالي سيعود لأخذُه لاحِقاً ! أو أن لهُ أعوانٌ هُناك؟
رُبما لديهِ حِلف مع مَلِك بابِل؟!

الأهم الآن كيف سيُتابِع طريقُه بلا شيء يركبُه! هل سيعبُر الصحراء علي قدميهِ؟!

كانَ ليُطِل التفكير في هذا الأمر كثيراً لو لم يقطع طريقهم بعض الـ[تُجار] !
بالطبع لم يكونونَ تُجاراً ينقلون البضائع كالبحارَة الذين قَدِمَ معهم ! كانوا يُتاجِرون بالبَشَر أو علي الأصح يَخطِفونَهم !!

استيقَظَ ليجِد نفسُه علي ظَهرِ جَمَل ،رِسغيهِ مُقيدان ويتم إستياقُه إلي حيثُ لا يدري ! مع البحارَة الأخرين الذين تم خطفهم !

لم يكُن الجميع محظوظون مثلُه فالبعض كانوا يسيرون علي أقدامهم منذ ساعات !
منهم من يسقطون ! والبعض الأخر يتبادلون أماكنهم من وقتٍ لأخر رأفةً ببعضهم !

أهتَزَت نظرتُه التي رَفَعها للشمس فجأة دون قصد وهوَ يتلفَت حولُه ، هُم قريبون بالفِعل من إحدي مدن بابِل ، عليهِ بالهرب الآن إن أراد ألاّ يتم بيعُه كعبد !

لم يكُن قد استفاق بشكل كُلي بعد لكن لا وقت !
قَفَزَ عن السِنام ليتدحرج علي الرِمال ومازال رسغيه مربوطان ! ، لم تكن مسافة بسيطة !
أشار أحد التُجار لرفيقُه : اترُكه ! لا بُدّ أنهُ قد ماتَ بعد ذلك السِقوط !

___

هيّ جالِسة وَسَط الأعمِدَة مُذ ساعة تقريباً كما أمرها الكهنة ! ، الأمر مُتعِب بِحق والشَمس حامية !
صَبَرَت نفسها : لا بأس آمالـيا لا بُدّ أن الآلِهة ستَسمَعِك !
عادَت للتمتمة بالتعويذة التي قيل لها عليها : لم أحرِم الماشية عُشبَها ، لم أصطَد عصافير الألهة ! أو الأسماك من بُحيراتِهم المُقدَسَة ! ، لم اوقِف سريان الماء ! ،كذلك لم اُطفيء النيران !

نهضَت عن الأرض فجأة بِغَيظ : فقط كيف ستُساعِدني تعويذِة المتوفي وأنا لم أمُت بعد !!

هل خَدَعَها الكَهنَة؟!

سارَت مُبتَعِدَة عنهم لتتجه إليهم ! مُتَمتِمة بأنواع اللعنات علي الحِذاء لتتذكر صَوت ليمالا في مؤخِرِة رأسها "توقفي عن اللَعن آمالـيا ! تلك ليسَت أخلاق أميرَة!"
سَخرَت بِرأسِها "حسناً وأنا لم أعُد كذلك!"

وقَفَت خلف أحد الأعمِدَة التي خلفها مباشَرَة مجلِس الكهنة ، كتَمَت أنفاسُها بِخوفٍ فِطري وهيّ تستَمِع لِما يقولون : إن العامة حقاً حمقي ! من يُريدُ قِطاً مُحنطاً؟! يُمكِنُني إعطاؤهم أي شيء وأخذ المال عليه !
-أخفِض صَوتَك ! ماذا إن سَمِعَكَ أحد؟!
-مثلُ من؟! لا أحد هُنا إلا تلك الفتاة التي تَزعم إنهُ تم لعنُها ! القليل من الشَمس وستَعود لِرُشدِها !!
-ماذا أن كانَت ملعونة بالفِعل؟! ماذا سنَفعَل؟!
-لا نستطيع التعامُل مع شيء كهذا ! لسنا سَحرَة !

أبتَعدَت بِهدوء ، الكهنة مجموعة من الكاذبين؟!
ماذا ستفعل الآن؟! لا أحد يعلم أين يكونون الـ"سَحرَة" !

___

لم يتوقَف عن فَرك الحِبال التي قيدَت رسغيه بتلك الصخرة الحادة مُتجاهِلاً الدم الذي يَقطُر من جانب رأسُه ، رمي بالحَبل بِحُنق : أحسَنتَ جوسِف !
ليرفَع كفُه لرأسُه بِحَذَر مُتلَمِساً : ليسَ عميقاً !
أردَف بِسُخرية : بالطبع ليس كذلك ! كيف يموت مَلِك مِصر الآن؟! أين المُتعة في هذا؟!

مِمَن يَسخَر تحديداً؟
أم إنُه من يُسخَر مِنه من قِبَل القَدَر؟!

بعد السَير لساعات في منطقة مهجورَة بدأ بالتساؤل : فقط أين أنا؟! الجحيم؟!

الجحيم؟ ليس بالضَبط ! لكن قريبٌ بما يكفي !

سلة مُمتَلِئة بالتُفاح بِوَسَط اللا مكان بِلا قلق؟
ألا يخشي أحدهم أن يُسرَق؟!
بدا وكأنَ بالأمرِ خُدعَةٍ ما ! لكنهُ لم يستَطِع إكتشافِها !!

كانَ جائِعاً جِداً كي يُفَكِر ! ، أخذَ واحِدَةٍ ليصدُر صوتٌ مجهول من جوار أحد الحوائِط : إن كُنتُ مكانَك ما كُنتُ لِأفعَل ! لا أحَد يَسرِق من اللِصوص يا طِفل لا أحَد !

الآن أصبَحَت كُل القِطَع مُترابِطَة ! ، لقد سَقَط بوَكر لِصوص ! ، لم يسقُط إلا بأقذَر مُدُن بابِل !

-ساُعطيك دَقيقة للركض لأنك طِفل لكن أن أمسَكتَك لن أرحمَك !

كانَ هذا كُل ما أحتاجُه ليبدأ فالرَكض !
سُحقاً ! هل سَرَقَ الأمير للتو؟!

هرَب من الأُمراء ، هرَب من التُجار والآن يركُض خلفُه لِصٌ ما أحمر الشَعر !!
هل سيقضي عُمرُه هارِباً؟!

___

-اترُكني ! أخبَرتَك إني لستُ جارية ! أنا أميرَة !
-أنتِ جميلة "كـ" أميرَة لكنك لستِ كذلك !
-أُقسِم ! أنا أميرة !!
-حقاً؟! أينَ التاج؟!

فَتَحَت فَمُها مُنتَظِرَة أن يخرُج مِنهُ رَدٌ ما !
لكنهُ مُحِقٌ !! لا يُمكِنها أن تتخلي عن اللقب ثُم تَعود إليه متي ما شاءَت !!

جَرَها مِن ذِراعِها بِقَسوَة لِتَجُز علي أسنانِها مُحاوِلَة الابتعاد لكن دون جدوي : ماعِت لا تنسي شيءٌ !
قهقَه : من ماعِت تلك؟! هل كُنتِ وصيفِة أميرَةٍ ما؟! ذلك لا يبدو ككلام العامة !

___

هل تَطرُق علي الأبواب بِكِلتا قبضتيها مع العِلم بأنهُ لا فائِدَة مما تفعل؟ أم تجلِس بِهدوء كبقية الفتيات؟!

حسناً ليسوا جميعاً هادئين ، هُناك تلك الفتاة غريبة لَون الشعر التي تبكي بِحُرقة !
لا بُدّ أنها ليسَت مِصرية ! وهُناك أُخري أيضاً لا تبدو كذلك !

تنَبَهَت إلي عيونٍ سوداء كانَت تُراقِبها : ماذا؟!
لِتُجيب الفتاة بملل ممزوجٍ ببرود : لا شيء ، لِماذا أنتِ هُنا؟ تبدينَ مِصرية !
أشارَت آمالـيا بِسُرعة عليها : ماذا عنكِ؟ أنتِ أيضاً مِصرية !!
هزَت كتفيها بِلا مُبالاة : نحتاج المال !
قَضَبَت آمالـيا حاجبيها بِغباء لِتُردِف الفتاة وهيّ تُشير علي مجموعة من الفتيات اللائي جَلَسن معاً في بُقعَة مُعينَة : جميعُنا مِصريات وعائِلَتِنا تحتاج المال !

استَمَرَت بالتحديق بِهم لثوانٍ ، لا يبدونَ سُعداء جِداً حيال الأمر ! فالواقِع نظراتُهم بعيدَة .. بعيدَة جِداً !

لا تُريد أن تتحول لهذا !

رَمَت بِثُقلِها علي الباب تَطرُقُه : لا ! ليُخرِجني شخصٌ ما ! لا أُريد البقاء هُنا !
قَهقَهت المِصرية بقوة ! : لم يجعلني أحد أضحَك بهذا الشكل مُنذُ زَمَنٍ طويل !

تَضحَك؟ هل الأمر إضحوكة لها؟!

قَبل أن تستَطِع آمالـيا الحديث سَحبَتها الفتاة من كَتِفِها : لا فائِدَة مِما تفعلين ! لا تَخرُجين إلا أن تم طَلبِك !
أسرَعَت آمالـيا : لكن لا مال سيَصِل لأهلي أو لي أو لأي أحَد !.
أعادَت الفتاة شَعرُها للخلف : لقد تم سَبيُكِ ! هل أنتِ طِفلة لا تَفهمينَ هذا؟!
تَسَمَرَت الأميرَة -سابِقاً-! في مكانِها لِتُردِف الفتاة : لا يحدُث أن يتم سَبي المِصريات كثيراً لكن .. الجمال نِقمَة أحياناً !
صَمَتَت في حَملَقَة بالفراغ لِتُتابِع بِمرح : فيروزا وأنتِ؟!

فَتَحَت فَمُها بِبُطء : آ .. آمالـ..يا
لِتُجلِسها الفتاة بِجوارِها : آمالـيا؟ اسم جميل!
أشَارَت علي فتاة شَقراء : صاحِبِة الشَعر الغريب تِلك رومانية !

فَهِمَت آمالـيا أنها بدأت بِتَعريف الأشخاص في ذلك المكان إليها وكأنها ستبقي فيهِ إلي الأبد !

فَكَرَت بالانتحاب كالأطفال ! لكن الرومانية لم تبدو جميلة وهيّ تفعل ذلك ! لذا تراجَعَت عن الأمر لِتُجاري المَوقِف مُشيرَة لفيروزا علي فتاة أُخري شعرُها بِلَون الرُمان : وتِلك؟
-إنها بابلية !
-لِماذا لا تبكي كاليونانية؟ إنها أيضاً غريبة!
-لا فِكرة لديّ ! كِلتاهُما آتي اليوم ولم يتَحَدَثا إلي أحد ، رُبما لا تتحدثان العربية حتي !
-لِنُجَرِب !

ماذا سَتَخسَر أن تحدَثَت مع بعض الفتيات؟

-أهلاً !
لا رَد ، جَذَبَتها فيروزا : أخبَرتِك ! لا تتحدث العربية !
لكن كِلتاهُما تفاجأتا بِقفز الفتاة الشقراء في حُضن آمالـيا : أرجوكِ ! أُريد العَودة !
رَبَتَت آمالـيا علي رأسها بِشَفقَة : ما اسمك؟
شَهِقَت : آلانيس.
أبعَدَتها بِبُطء : حسناً ، كما تَرينَ آلانيس فإني محبوسَةٌ معكِ لهذا لن استَطيع مُساعَدَتِك !
ازداد بُكاء الفتاة وارتمَت بِحُضن آمالـيا مرة أُخري لِتَنظُر الأخيرة لفيروزا بقلق وكإنها تسألها "كيف أتعامل مع الغريبة؟"

جَذَبَت فجأة رُمانية الشَعر آلانيس مِن شَعرِها الأشقَر بعيداً عن حُضن آمالـيا : فَقَط هلا توقفتِ عن البُكاء والتَذَمُر؟!
توَسَعَت حدقتي الأميرَة السابِقة لِتَصرُخ البابلية فيها : ماذا؟! نعم اتحدَث العربية !
لِتَرُد آمالـيا بِحُنق وهيّ تُقَرِب آلانيس مِنها : ليس هذا ! أعني ما مُشكِلَتِك؟! اترُكيها وشأنها !
أبعدتها الرُمانية مرة أُخري ! وتلك المرة كُلياً لتقترب هيّ لكن في شِبه تحدٍ : أنتِ فقط مُتعاطِفة معها لأنكِ تُريدين البُكاء أيضاً !
هُنا دَفَعَت آمالـيا صدرها بِجُرأة : ماذا إن كُنت أُريد العودَة لأهلي أيضاً ؟! هل هُناكَ عيبٌ في ذلك؟!

فيروزا تَقِف بعيداً بِجوارِها آلانيس التي توقفت عن البُكاء مُشاهِدَةً ذلك الشِجار بين فتاتين للتو تقابَلتا لا تعلمان حتي اسماء بَعضِهما !

العينُ بالعين ! والسِنُ بالسِن !

الشَرَر يتطاير بين الأعيُن الأبنوسية والبُنية حتي ..
قَهقَهت الفتاة فجأة ! : حسناً ! أنا أيضاً أُريد الخروج مِن هُنا ! ذلك يجعل مِنا ثلاثة!

ضَمَت آمالـيا بِسُرعة التي لم تَستَفِق من الصدمة بعد لِتُتابِع : كيفونا ! هذا هو اسمي !
أشارَت لآلانيس بالاقتراب لتتقدم إليها بتردُد ، أمسَكَت كفها وابتسمت : توقفي عن البُكاء لأن أخي قاسِم سيأتي ويُخرِجنا !

تَملمَلَت فيروزا : سيعودُ المكانُ مُمِلاً مرة أُخري !

___

ارتَفَعَت قدميهِ فالهواء حينَ حملُه ذلك الشاب من قفاه : السَرِقَة ليسَت فِعلاً حميداً أبداً ! وخاصةً مِني !
عافَر بِعناد : اترُكني ! ليسَ وكأنكَ شريفٌ أنتَ نفسُكَ لِصٌ !!
رَفعُه أكثر لأعلي : ماالذي يجعلكَ مُتأكِدٌ جِداً يا صغير؟ قد أكون أمير بابِل !
سَخِر جوسِف : نعم ! وأنا مَلِك مِصر !

أحدهم يقتَرِبُ رَكضاً ! توَقَف ليَلتَقِط أنفاسَهُ لكنهُ لم يُمهِل نفسُه الكثير : دَعكَ من هذا الطِفل ! لقد تم سَبي كيفونا !!
تَرَكَ وِشاح جوسِف ليسقُط أرضاً : وأين كُنتَ أنتَ مالِك؟!

بدأ جوسِف بالركض ليأمُر قاسِم صديقُه تُرابي الشَعر علي عجلة : أمسِك ذلك الطِفل !

___

رأسان أسوَدان ، واحِدٌ أشقَر وأخَر أحمر ! ماذا أيضاً؟!

كانَ أربَعَتهم يجلِسون أرضاً في دائِرَة ، تساءَلَت آمالـيا : إذن قاسِم أمير بابِل ألا يجعلِك هذا الأميرة؟!
هَزَت رأسُها نافية : كِلانا غير مُعتَرَف بِه ! لأننا ابناء جارية ، هوَ يُريد أن يتحمل المسئولية ويُنقِذ فُقراء بابِل ! ... أنا لا أهتم ! لستُ الأميرَة ولا أُريد أن أكون !

حين يتم وضع الأمر بِهذا الشَكل أمام آمالـيا تَجِد نَفسها .. مُشمَئِزَة جِداً مِن تَصرُفها !
فَكَرَت بِصَوتٍ مُرتَفِع : مازال يُحَمِل نفسُه المسئولية بِرغم كونُه غير مُعتَرَف بِه؟

أخرَجها من أفكارها صَوت الباب يُدفَع من الخارج ليدخُل شابٌ لديه نفس لَون الشعر الذي لدي كيفونا وبيَدِهِ سيفٌ : ليخرُج الجميع من هُنا !

لا بُدّ أن هذا هوَ قاسِم !

حَدَقن بعضهن بهِ بريبة ، هل يظُن أن الجميع مسبيات؟ بعضهن هنا بإرادَتِهن !!
تملمَل : مالِك ! أنتَ تعلم !
تحرك صاحِب الشعر البُني ليوَزِع المجوهرات علي الفتيات ! من أينَ لهُ هذا؟! لم يسأل أحد !

لم يكُن قاسِم ومالِك وحدَهما ، كان معهما العديد من الرجال الأخرين ، تحول الأمر لحرب بين الحُراس الملكيين وأولئك الرِجال القادِمون من بابِل !

دَفَعَت آمالـيا كيفونا فجأة بِسُرعة ! لِتُحيط يد الحارِس عُنُقها هيّ بالخنجَر ! : من قائِدكُم؟!
رمي قاسِم بِسيفُه أرضاً : اترُك الفتاة !
أمرَ الحارِس : اخرجوا من هُنا !
إن خرجوا الآن فسيعودون كما أتوا ولن يحدُث أي فرق ! لا يستطيع أن يفعل هذا !
قَضَب حاجبيهِ الأحمران ، بِعينيهِ العسلية نظرة غير مفهومة تَرجَمَتها آمالـيا بِطريقَةٍ ما لِتَضَرِب بَطن الحارِس بِكوعِها وتَنسَل بِخفَة من بين يديهِ ساحِبَة الخَنجَر معها !

قَفَزَ قاسِم ، لكمة واحِدَة وأصبَح الحارِس بالأرض !

___

-أنا مدينة لكِ !
ابتَسَمَت آمالـيا بتواضُع : لا تُبالغي ! كيفونا لم أفعل شيئاً !
نظر قاسِم لشقيقتُه : ما كانَت لتستطيع تلك المُدللة فعل ما فعلتيه ! لقد أنقذتِ حياتة كلانا ! شُكراً لكِ !
نظرَت آمالـيا للأرض : فالواقِع ... شُكراً لك ...
ظَن كِلا الأحمران أنها تشكُره علي تحريرها لكن هل كان هذا سبب شُكرها له؟!
أمسَكَت كيفونا يديها : لِمَ لا تأتين معنا إلي بابِل؟! هل لديكِ شيءٌ تبقينَ لأجلُه هُنا؟! نحنُ أصدِقاء الآن ألسنا كذلك؟!
ضَحِكَت آمالـيا : علي رسلك ! لا يُمكِنُني ترك مِصر !
هدأ حماس كيفونا : لِماذا؟
هَمَسَت آمالـيا : لأنني مَلِكِة هذه البلاد !

المَلِكَة؟ كيف ذلك؟! أن كان من المُمكن أن يحدُث هذا للملكة أليسَ هذا دليلاً علي أن المملكة .. تنهار؟!

شَهِقَت كيفونا لِتَضُمها آمالـيا بِسُرعة : سأشتاقُ لكِ !
ابتَعَدَت كيفونا : مهلاً ! أنا سأبقي !
هُنا تدخل قاسِم الذي كانَ صامِتاً طول الأمر : ماالذي تقولينُه!؟
-أنا مدينة لها بحياتي ! أُريد مُساعَدَتها !

___

مَدينِة اللصوص شِبه غارِقَة فالصحراء ، ليلاً لا يُشبِه ظلامُها ظلام أي شيء !

جلَسَ شاب هاديء الملامِح أمام النيران وبيَدِهِ مِزمار ، كُلما عَزَف تحرَكَت الحيات علي ألحانُه وأمامُه علي الأرض جُثِة غُلام!

هَبَطَ قاسِم عن حِصانُه متبوعٌ بمالِك والعديد من الرجال الأخرين ، جلَس مالِك بِجوار العازِف بتعب : مازالَ مُغشياً عليه؟

أبعَد المِزمار عن فمُه ليوميء ، أفرَغَ قاسِم بِقُربِة ماء علي رأسُه : أطيف مُنذُ متي وذلك الغُلام علي هذا الحال ؟
رد المدعو أطيف : لم ألحظ ، مُنذُ أن أمسَكَ بِهِ مالِك أعتقد؟

اقتَرَبَ قاسِم ليتَحَسَس جبهتُه : أتعني أنهُ قضي اليوم بِهذا الشكل تحت الشمس؟!
أردَف بعد ثانية : كما توقَعت حُمي !
تَمَلمَل مالِك وهوَ يُلقي غِطاءً عليه : المصريين وملابسهم الغريبة تلك !
نهض أطيف : لِماذا هوَ هُنا أصلاً؟! وماذا سنفعل به؟! قاسِم لِمَ أبقيتُه؟! و ...
صمَت للحظة : أينَ كيفونا؟!

تَنَهَد قاسِم بِلا أكتراث : صادَقَت أميرَةً ما بِمِصر فالوقت الذي تنهار فيه مملكتهم وترغب بِمُساعدتها لذا .. تركتها هُناك !

أتَسَعَت عينا أطيف بعدم تصديق ليُردِف : ماذا! كيفونا لم تعُد طِفلة ! أظُنُهُ الوقت المُناسِب لِتتعلم كيف تسير الحياة ! لا أُريد أن تحيا في ظِلي للأبد !

أعاد النظر إلي جوسِف : رائِع ! رأسُه بِهِ جرح مُلَوَث !
أمسَكَ بِقِطعة قُماش وبللها ليفهم الجميع أنهُ ما عادَ يرغب فالتحدُث ويتركوه ليعتني بذلك الغريب !

___

-ماالذي تعنينُه بجميعهم ميتون؟!
-كما أخبرتِك! بعد أن أنفصَلنا تم قتلهم جميعاً ! لم ينجو غيرَنا !
-ماذا سنفعل الآن!!
-يُمكِنُنا العودة لروما لكن الطُرُق ليسَت آمِنة مؤخراً ! لنبقي بِمِصر آلانيس ! لا شيء نعود لهُ !

___

كانَتا تمشيان بالسوق : مازِلت لا أُصَدِق أنكِ سَتَبقين !
-فقط حتي تنكَسِر اللعنة بعدها سأعود وأنتِ من ستَزورينَني !

توقَفَت آمالـيا عن السير حين تهادي إلي مسمعيهما صَوت أحد التُجار : يُقال أن الملك الجديد طِفل ! وقد هرَبَ !
رَد عليهِ تاجِرٌ أخر : الأُمراء يُسيطرون علي شيء الآن ! ويعيثون بالقصر الفساد !
سَخِر الأول : تباً للأُمراء ليفعلوا ما يشاءون طالما لا تمتد أيديهم إلينا !

ليسَ ذكياً ذلك الرد أن أردت رأيي !

بَلَعَت ريقَها : حسناً ! هذا جديد كُلياً !
أستَشعَرَت كيفونا قَلَقَها لِتَضَع يدها علي كَتِفِها : أنا لديّ خُطة !

___

-هل أنتَ من سَهِر علي؟
-نعم ، لم تتوقع هذا صحيح؟!
لم يرُد جوسِف ليُتابِع قاسِم : بالمُناسَبة من ذلك المدعو هينالي؟!
انتَفَض الغُلام : كيف عَلِمت ذلك الاِسم؟!
ضَيَقَ عينيهِ بِهِدوء وكأنهُ يُحَلِل شيئاً ما بِرأسُه : كُنتَ تُرَدِدهُ في نَومِك.
-ليسَ أحداً مُهِماً !
-ما اسمك؟
-علي بابا !
رَفَعَ قاسِم بِخِنجَر علي عُنُقُه بِسُرعة لم يري شيئاً بسببها : والآن أبدأ بقول الحقيقة! من أنت وماذا تفعل هُنا؟!

-أنتهي الفصل الثاني.



التعديل الأخير تم بواسطة Freesia | فريسيا ; 12-10-2015 الساعة 09:27 PM
  #17  
قديم 10-13-2015, 11:43 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدٍ و آلِ محمد ،


=[ ، لم أشعر بالحزن إلا عندما ردتني نقطة نهاية الفصصل --
فقققط عندما بدأ الأمر يزداد حماساً ينتهي هككذا --! ..
على أية حال يسعدني بأن أكون في المقعدد الأول ..
لم أكن أظن بأن ملكنا الطفل لص *ههه*

كالعادة لم تبقى لدي كلمات لوصف جمال الفصل فقد فاق توقعاتي
لنرى ما سيحدث مع قاسم و الملك ، أُعجبت بـ آماليآآ
إن شاء لله لها دور مهمممممممم

كوني بخير أختي

و آلسلام عليكم و رحمة الله و بركآته
__________________
*،

أعلنتُ الجهاد على نفسي ..
فإما النصر أو الموت


حيَّ على جهاد النفسِ
  #18  
قديم 10-15-2015, 12:21 PM
 


cool girl
صح لسأنك ....


تيوب ميت

التعديل الأخير تم بواسطة Freesia | فريسيا ; 12-10-2015 الساعة 09:46 PM
  #19  
قديم 10-16-2015, 01:26 PM
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكِ عزيزتي آميوليت ؟!
إن شاء الله بخير
كيف هي دراستكِ ؟
وأخيرًا أتمكنُ الآن من كتابة الرد على الفصل الثاني
اقتباس:
{الفَصل الثاني : وإذا سَقَطَّ مرة فانهض مراتٍ عِدَة!}
عنوانٌ جيد وكافٍ لطرح العديد من التساؤلات في ذهن القارئ !
أحسنتِ حقًا .
آماليا وتلك التعاويذ التي كانت ترددها بلا فائدة ثم اكتشافها لخداع هؤلاء الكهنه
ثم وقوعها بتلك الورطة وسبيها ...
حقًأ أوافقها بأن الجمال نقمة أحيانًأ ...
هينالي ... وقوعه بتلك المشكلة بعد أن كان على وشك أن يصبح عبدًأ يُباع في أسواق الرقيق !
ثم سرقته لتلك التفاحة وذاك اللص المتعجرف قلب7
آلانيس كانت شخصيتي المفضلة في هذا الفصل كما كيفونا أيضًأ ! تلك الفتاة كانت لطيفة للغاية ! ترى هل سيكون لها دورٌ في الآحداث القادمه ؟
الآمراء الذي يعيثون بالبلاد فسادًأ بعد ذهاب الملك المخضرم صغير السن إلى بابل
الفصل بأكمله كان رائعًأ حقًا أحسنتِ بالفعل
بالنسبة لي ليس لدي أي تعليقات على الفصل سوى كما قالت ساراي لم توضحي لنا الحقبه الزمنيه التي كانت تجري بها تلك الأحداث ..
لا تنسي إرسال رابط الفصل القادم لي
في أمان الله
__________________








توأمتي الجميلة حب0

http://www.al-3in.com/2minutes.htm
امحي ذنوبك كلها فى دقيقتين !!

كلارا

التعديل الأخير تم بواسطة Freesia | فريسيا ; 10-16-2015 الساعة 01:41 PM
  #20  
قديم 10-18-2015, 08:56 PM
 

انتشر عبق مروركِ بالقسم
cool girl

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا جيت و قسم بالله جيت

*تحمي راسها خوفا من انو تجيها ضربة شبشب مباغتة*

كيفك ايمي

خلوا الثرثارة تحكي

العنوان:
كان جميل
لكن ..
و اذا سقط مرة فانهض مرات عدة

لا اظن ان السياق متناسق من الناحية النحوية
الم يكن من الافضل لو قلتِ
و اذا سقطتَ مرة فانهض مرات عدة :/

بالنسبة لمضمون الفصل
احببته
احسستُ انني في فلم تاريخي ,
كان تتابع الاحداث رائعا و غير متعب ابدا
عادة اعاني من مشكلة الانتقال هذه
لكنكِ ابدعتي فيه

جوسف يا لقلبي الصغير
ماذا فعل بك قطاع الطرق الاشرار )=
ايدهم تنكسر ان شاء الله

كان هناك شخصيات جديدة
ما لفتني اكثر كانا كيفونا و قاسم
اتساءل الى اي درجة سيكون لهما دور في حياة اماليا
و في القصة عامة

متشوقة للفصل القادم
تم كل ما تحبينه
اخر مرة لم استطع تقييمك
لذلك لكِ
لايك+تقييم+فايف ستارز+ ردي المتواضع

كوني بخير
في امان الله ~


التعديل الأخير تم بواسطة Freesia | فريسيا ; 12-10-2015 الساعة 10:22 PM
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:19 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011