عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree396Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 4 تصويتات, المعدل 4.75. انواع عرض الموضوع
  #201  
قديم 07-09-2016, 09:06 PM
 
~رماد تختبئ تحته النار~





*11*
~الجزء الثاني~



عندما يقرر العقل التحكم بسلوك صاحبه فسيلغي عمل القلب بشكل نهائي ولن يكون للمشاعر أي معنى حينها، لكن هل القرارات التي يخرج بها عقلك تكون دائماً قرارات صائبة رغم كون أن احداها سيتسبب بفقدانك أشياء وأشياء كانت لتكون سبب جعل الحياة تبدو أفضل مما هي؟
لكن ماذا عنها؟! كيف ستكون الحياة أفضل إن لم تستمع إلى عقلها؟

بعد تفكيرها الطويل قررت..... لن تبقى، وستحاول وتظل تحاول إلى أن تنسى.... أجل يمكنها النسيان، هذا ما أخبرها إياه عقلها بعد القرار...
اكتفت من التفكير وعليها التنفيذ..... هنا ستضع نقطة وستنتقل إلى سطور جديدة لكن مع بعض التغييرات فهي لم تعد كما كانت قبل عدة أشهر، باتت تعرف كل شيء أو هذا ما تعتقده، ربما بقي هناك بعض المفاجآت التي تنتظرها من يعلم؟! لن تستبعد هذا بعد كل ما حصل....
غيلبيرت ليس شقيقها، ومتى علمت؟ بعد أربعة وعشرين سنة! لماذا لم يخبراها بهذا؟ لماذا أخفيا عنها الأمر؟!
كان عليها أن تعرف على أي حال فهو لا يشبهها ولا يشبه والديها ولا أي أحد من عائلتها لكن! كيف لها أن تعرف وهي لم تفكر بهذا من قبل؟ لم تنظر إلى اختلافه على أن شيء غريب، بعد كل هذا ستتوقع حدوث أي شيء... لن تصدم من أي شيء قد يحدث بعد الآن، لن تفعل هذا لأنها اكتفت فأي صدمة ستأتي أقوى من الأمر الصادم الكامن في أعماقها؟!

حركت يدها لتستقر على صدرها وشعورها بالاختناق ما انفك يلازمها، لا تريد العودة إلى المنزل الآن والتفكير مرة أخرى، لا أبداً، هذا آخر شيء قد ترغب بفعله.... متأكدة أنها ما كانت ولن تكون صاحبة أثر قد يترك عنده، ومن هي بالنسبة له لتكون كذلك؟!
أغمضت عينيها وأخذت نفساً عميقاً أخرجته بهدوء وأخرجت كل شيء بداخلها معه وتغير شكلها فجأة......
انطفئ البريق من عينيها وما عاد للحياة أي معنى في تقاسيمها ولا حتى في صوتها عندما أعلنت أنه قد حان الوقت.... والتقطت هاتفها الذي تركته بجوارها منذ جلوسها على المقعد في هذه الحديقة الخالية في هذا الوقت من أي إنسان، وأي انسان قد يفكر بالبقاء خارجاً في هذا الوقت سوى أمثالها؟
أسقطت بصرها على هاتفها بين يديها وأعادت فتحه لتجد كم الاتصالات الواردة من مناسا ووالدتها والبقية حتى أندرو.... لا بد أنهم قلقوا عليها فهي لم تذهب إلى الجامعة في اليومين الماضيين واختفت فجأة.....
لم تُعد تشغيل هاتفها منذ تلك الليلة وحتى هذه اللحظة... ليس وكأنها تريد فتحه الآن بل لأنها تريده هو! تريد الاتصال به والتكلم معه، كان بإمكانها فعل ذلك بهاتف آخر لكنها لم تحتفظ بالرقم بداخل عقلها...... لا تعلم كيف ستكون ردة فعله لكنها متأكدة أنه في مكان ما ويراقبها من بعيد..
ألهذا لم يفعل شيئاً؟ ألهذا لم يقدم على أخذها معه بالقوة واعادتها إلى حيث تنتمي.... إلى موطنها؟ كان متأكداً أنها من ستطلب منه ذلك؟!
لم يعد يهمها الأمر.. كل ما يهمها هو الابتعاد والاستماع باستمرار إلى عقلها... هذا ما عليها فعله....
تذكرت فجأة موضوع سيريكا.. استطاعت معرفة قصتها، إنها ابنة عم ناير وكان والده قد أمرها بقتلها انتقاماً لابنه وهددها بوالدتها، تعلم مسبقاً أن والدتها مريضة وأن عمها من يقوم بجميع الاجراءات، والدها توفي وترك ثروته بيد عمها وها هو يتحكم بها على مزاجه ويهددها بأنها إن لم تقتلها فسيوقف علاج والدتها... جيو يحاول مساعدتها إذاً، لكن.... كيف علم بأمرها؟!

تركت التفكير جانباً وضغطت على اسمه على شاشة هاتفها بجمود وقربته من أذنها وانتظرت.....
لم يدم انتظارها طويلاً فها هو يجيب بصوته الرخيم:
- مرحباً بابنة العم.... كروستافيا.
- أين أنت؟
سألت ببرود ثم جالت ببصرها أنحاء الحديقة عندما سمعت رده...
- تعلمين جيداً أنني في مكان قريب.. يمكنكِ البحث عني إن أردتِ.
- أنا هنا لا رغبة لدي باللعب... إن لم تأتي فسوف أذهب ولكن اعلم أنكَ ستخسر الكثير حينها.
- وماذا سوف أخسر مثلاً ؟
التمست السخرية في صوته ما دفعها هذا للعزم على فعل ما خطر ببالها.... ستجعله يظهر دون أن تتعب نفسها..
- ليس هناك شيء سوف تخسره يولاند... بل بعد رحيلي سوف تحصل أنت وعمي على ما تريدون... أليس هذا هدفكم منذ البداية؟
وأغلقت الهاتف دون سماع أي رد... ببساطة لأنها تعلم أنه لن يرد من الأصل...
ترجلت عن المقعد ودست هاتفها بجيب بنطالها وسارت بخطوات ثابتة لتخرج من الحديقة ذاهبة للمكان الذي أرادت فيه تنفيذ ما في بالها.....
لا شك أنه يتبعها لكنها لا تستطيع ايجاده.... ببساطة لأنه يولاند...

~*~*~*~
وقف بثبات وعيناه ترسلان رسائل تحمل كل معاني الحقد الدفين للجسد المسترخي على الكرسي خلف طاولة المكتب بكل هدوء، كان متيقن أشد اليقين قبل مجيئه أن التحدث معه لن يقدم ولن يأخر ومن الواضح أن هذا الرجل الجالس أمامه لم يعد لديه أي قلب ينبض ولا حتى مشاعر تستطيع تحريكه.... حتى الغضب لم يجده منه رغم أنه شتمه وتجاوز حدوده في الكلام معه....

- أنتَ لست أهلاً لما تشعر به الآنسة تجاهك أيها الوغد.

قالها لتظهر علامات الاشمئزاز جلية على وجهه وشعوره بالغضب وصل حده الأقصى عندما لم يجد أي ردة فعل من الآخر......
جالس يناظر مخطط احدى مشاريعه بينما يسند وجنته بقبضة يده المتكئة على الطاولة والهدوء الذي يحيط به لم يتزحزح.... معالم وجهه لا تعطي أي فكرة عن الذي يجول في نفسه وهذا ما أثار الشاب الواقف أمامه لحد الجنون... لم يكلف نفسه عناء النظر إليه منذ اقتحامه لمكتبه بطريقة عدائية وحتى هذه اللحظة ولكن ليس هذا ما أثار حنقه إنما عدم مبالاته بها بعد كل ما قاله له......
- اللعنة عليك جيو.
صرخ بجنون ثم رمى إليه بدفتر ذو غلاف أزرق نيلي من المخمل وهو يكمل بامتعاض:
- تمعن في محتواه جيداً وأكرر كلامي لك، إذا تعرضت الآنسة لأي سوء فاعلم أن وجودك على وجه الأرض لن يستمر وصدقني لن أتردد لحظة واحدة عن فعل ما أنوي فعله الآن...
وخرج صافقاً الباب بقوة مخرجاً به بعضاً من الغضب الذي ينتابه وأرغم نفسه على الابتعاد قدر المستطاع قبل أن يفرغ مسدسه في قلب ذلك الرجل المهتم بجعل صاحبه على قيد الحياة فقط بلا أي شيء......
ركب سيارته وانطلق بها بعيداً بينما عاد بذاكرته إلى الوراء....
في ذلك اليوم عندما وجده أصدقاؤه بتلك الحالة لم يكن كذلك بسبب ما قالته كروس له وإنما لأنه اكتشف سرها الصغير المختبئ بداخل قلبها وبداخل ذلك الدفتر الصغير... استطاع سرقته دون أن تلاحظ عندما كان يحدثها قبل خروجه من القاعة... كانا بمفردهما واستغل الأمر وأراد التكلم معها، وعندما أخبرته أنها لن تكلمه وأنها تكرهه كان يعلم أنها لم تكن تقصد ذلك لأنه لاحظ ابتسامتها الصغيرة المستمتعة عندما أدارت وجهها عنه.... خمن أن سبب تلك الابتسامة هي تعابير وجهه المضحكة نتيجة صدمته التي أظهرها متعمداً رغم أنه يعلم أنها لم تكن تقصد كلامها ذاك.. من المنطقي أن يفكر بأنها كانت تعاقبه وحسب لأنه علم قصتها.....
حمد الله كثيراً لأنها لم ترَ دفترها معه وشكر ريك بداخله لأنه جمع كتبه فلو أنه لم يفعل ذلك لوجدته كروس ولما سامحت أندرو لأنه قرأ أشياء يحرم على الجميع قراءتها سواها ونفسها، قرر اخفاء الأمر وعدم ابداء أي ردة فعل غريبة ودفترها كان يريد ارجاعه إليها إلا أنه ماذا فعل؟! أعطاه لمصدر العذاب شخصياً!
كان يحبها أجل، أحبها منذ اليوم الذي رآها فيه، أحبها كشقيقة له، احترمها وأعجب بشخصيتها وقوتها وأرادها قدوة له... لكن أن تتألم شقيقته هكذا.... قطعاً لن يسمح بذلك.
ومن خلال أعماق تفكيره، وصل إلى مسامعه صوت نغمات هاتفه المعلنة عن اتصال أحدهم فانحرف ببصره إليه حيث كان يضعه بمكان مخصص له بجانب مشغل الموسيقى الخاص بالسيارة وانتابه أمل ميؤوس منه قبل النظر إلى الاسم في كون ذلك المتجمد هو المتصل إلا أن احساسه لم يخيبه فقد كان المتصل هو شقيقه نارو وليس آخر شخص يتوقع اتصاله وقبل أن يجيب، أخذ نفساً عميقاً أخرجه على شكل تنهدات ثم تحدث بهدوء:
- هل هناك شيء نارو؟
- أين أنتَ أندرو؟ أرجوك تعال وساعدني؟
وخلال ثوانٍ تغير الهدوء الذي انتابه للحظات إلى القلق الشديد فصوت شقيقه هذا لا يبشر بالخير أبداً وبدأ يفكر بالأسباب إلا أن نارو لم يمنحه الفرصة للتفكير فصوت صراخه المتألم دفع أندرو للتنبه لحال شقيقه وفكرة واحدة تنتابه... نارو في خطر وعليه مساعدته.. لم يتمهل لحظة وصرخ بانفعال:
- ما الذي حدث نارو؟ أين أنت؟
إلا أن صوت شقيقه ما عاد مسموعاً لا شهقاته ولا بكاؤه ولا حتى صراخه؟! وقبل أن يقول أي كلمة......
- لم يمت بعد، إذا كنت مهتماً لأمر أخيك فتعال إلى (.........)، لديك نصف ساعة وسنكون بانتظارك وإن فكرت بإخبار الشرطة فاعلم أن نهايته ستكون على أيدينا... فكر جيداً ما زال شقيقك صغيراً على الموت.
وانقطع الاتصال مباشرة معلناً عن ابتداء العد التنازلي للنصف الساعة المحددة وبدون أي تفكير من أندرو، اندفع بسرعة جنونية إلى المكان الذي أخبره به ذلك الخاطف أو هذا ما اعتقده أندرو وصورة واحدة تتصور بداخل عقله بعد تذكره لصوت أخيه وبكائه وشهقاته وصراخه المتألم....
ضرب المقود بقبضته وانطلق بسرعته الخيالية والصورة التي تخيلها لشقيقه لم تغادر ذاكرته...........

~*~*~*~

وقفت تلك الإسبانية بثبات أمامها بينما معالم وجهها تظهر مقدار تفاجئها لرؤيتها في هذا المكان بعد اختفاءها المفاجئ...
وكأن كروس ستخدع بتلك التعابير؟!
وابتسمت بداخلها بسخرية عميقة وهي تحدق بـــ ايزا الماثلة أمامها على بعد أمتار قليلة منها... علمت منذ البداية أنها لن تستطيع لقاء يولاند بسهولة فمعرفتها بأن هذه الــ ايزا تراقبها من بعيد جعل الأمر يبدو أصعب بقليل... بقليل فقط لأنها خططت لكل شيء وعلمت أنه لا بد من ظهورها والمواجهة.... احساسها الذي كان ينتابها عندما كانت تقابلها لم يكن قادماً من فراغ وقبل يوم واحد فقط علمت كل شيء عنها، علمت أنها كانت ستكون قريبة لها لو أنها لم تقتله....
- سأمنحكِ علامة سالبة على تمثيلكِ الفاشل والمكشوف ايزا.
وبصوتٍ خالٍ من أي شعور أكملت:
- أو لنقل بارين مخطوبة من كنتُ أعتبره أخي... أليس هذا هو الاسم الذي أعطاكِ إياه غيلبيرت؟
وتعالى صوت ضحكها محركاً سكون الشارع الذي تقفان به، وفي لحظات انقلبت تعابير وجهها وأصبح فمها يحمل تلك الابتسامة الساخرة بينما قالت:
- علمت منذ البداية أنكِ فتاة ذكية كروس.. أجل ذلك الاسم أعطاني إياه غيلبيرت.
صمتت للحظات وملامحها الساخرة انقلبت سريعاً لتصبح في حالة الغضب الشديد الذي حذرت نفسها كثيراً من اخراجه إلا أنه خرج لتتابع كلامها بحقد:
- كنا سنتزوج قريباً لو أنك لم تقومي بقتله.
- لهذا أردت إرسالكِ إليه، لكي لا تبقي وحيدة... علي مقابلة شخص آخر غيرك بارين ولأنني لا أمتلك الكثير من الوقت........
وقطعت جملتها لتغمض عينيها وابتسامة جانبية ظهرت على محياها بينما همست لنفسها بداخلها:
- هل أتى حقاً؟
وفي لحظات لم تتعدى الثواني....
انقلب الوضع ولم يحدث ما خُطِّط له ربما مسبقاً! وأصبحت ممسكة بذلك المسدس الذي كاد يرسل لها تلك الرصاصة التي كادت تخترق ظهرها بخطة ماكرة من صاحبها.......
- أحمق، هل ظننت حقاً أنك ستستطيع قتلي؟ من تظنني يا هذا؟
لم تكن تنتظر إجابة منه لأنها تعلم جيداً أنه لن يستطيع التكلم فهي تلف ذراعها بقوة حول عنقه هذا غير تلك الركلة التي قدمتها له كهدية في معدته عندما شعرت به خلفها مباشرة.. رغم هذا لم يستطع هذا الشاب الصراخ لتستنتج أنه ربما يكون أبكم....
لاحظت ألمه الواضح في وجهه وكذلك لاحظت أن هناك أموراً غريبة تلفه فأخبرت نفسها أنها لا يجب أن تبقى طويلاً هكذا لأنها يجب أن تعلم ما قصة هذا الشاب لذا......
نظرت إلى مسدسه بيدها وقالت كأنها تخاطبه:
- أري صاحبك أنك لست أهلاً لكي يحملك أمثاله.
وبسهولة ضربته بقوة على رأسه من الخلف ليفقد وعيه ببساطة وحررته من ذراعها ليسقط على الأرض كالجثة بينما السخرية ارتسمت على وجهها وهي تحدق بملامحه وبلا تفكير اضافي انخفضت لتصل لمستواه وامتدت يدها لخصلات شعره وسحبتها بقوة لتصدُق ظنونها....
بالتأكيد يجب أن تصدُق ظنونها فأي رجل قد تستطيع فتاة تقييده بذراع واحدة وتستطيع أخذ مسدسه بسهولة؟! وأي رجل قد يمتلك هذا الجسد الهزيل؟!
علمت أنها فتاة منذ البداية لكنها تتنكر بهيأة شاب! بالتأكيد هناك لعبة ما تحدث هنا...
إلا أن الوقت لم يسعفها ولم يعطها المجال لتحلل الموقف، شعرت بالدنيا تسود في وجهها وعيناها وعقلها ما عادا يستطيعان التفكير بشيء... فقط فكرة واحدة حضرت بذهنها قبل غيابها عن العالم.... لقد وقعت بالفخ وعلقت بشباك خطة ماكرة....

~*~*~*~

- نارو؟!
وقف مصدوماً بل ومصعوقاً يتأمل شقيقه الغائب عن الوعي فوق تلك الأرضية وفي وسط هذه الغرفة المظلمة وحاله لا تبشر بالخير.... كان من الواضح أنه تلقى ضربات مؤلمة جعلته بهذه الحال...
انقبض قلبه بشكل مؤلم ولم يتحمل الوقوف مكانه أكثر وركض حيث هو ورفعه ليستقر بين ذراعيه وأخذ يحركه بخفه ليجعله يستيقظ عبثاً....
- نارو.. أنا هنا افتح عينيك أخي.. من الذي فعل بك هذا؟ أخي أرجوك افتح عينيك... نارو!
- أتيت قبل انتهاء الوقت بثانية أحسنت.
لحظة؟! ما الذي يحدث هنا بحق؟! هل؟ هل هذا حقيقي؟
شعر بأنه غطس لتوه في بركة ماء بارد حد التجمد وما عاد عقله يستطيع التفكير ولسانه ألجم إثر الصدمة...
أطبق جفنيه وأعاد فتحهما وكرر الحركة عدة مرات عله يستعيد تركيزه المشتت وعله يفهم ما يجري هنا...
- هيــه أندرو ما بك؟ نحن أصدقاؤك.
قالها دانيال لتعلوا أصوات ضحكاتهم جميعاً تحت استنكار أندرو لما يسمعه الآن.....
يضحكون؟! بعد هذا الذي فعلوه به يضحكون؟! بالله عليهم هل هذا موضوع يتحمل المزاح؟!
فهم الآن كل شيء... مزحة سخيفة من أصدقاءه؟! وهل هو في وضع يستطيع به تحمل مزاحهم السخيف؟!

دفع شقيقه الذي كان يضحك باستمتاع عنه بقوة لتزداد ضحكاته وهو يضرب الأرض بيديه إلا أن أندرو لم يهتم له ووقف على رجليه بثقل وهو بالكاد يستطيع التحكم بأعصابه وتحرك باتجاه أصدقاءه أو بالأصح تحرك باتجاه الباب وليس لديه أي نية الآن بالمشاجرة.... ما يشغله الآن أهم من هذه المهزلة التي صنعها أصدقاؤه بمساعدة شقيقه!
- لم نحضرك إلى هنا كي ندعك تذهب..
قالها هنري وهو يقف في طريق أندرو ليتوقف الأخير بينما نظره موجه للأرض وتحدث بهمس:
- ابتعد عن طريقي.
- لن يبتعد.
تحدث زاك بحدة وهو يهم بضرب أندرو وكاد يفعل لولا يد ريك التي أمسكت بيده ودفعته بعيداً وكانت عيناه ترسلان له رسائل تحذيرية بينما هو يكلم أندرو:
- أندرو نعلم أنك مشغول بشأن الآنسة لهذا أحضرناك إلى هنا... ألست تبحث عنها؟ نحن نعلم أين هي الآن.
غادر الهدوء المزيف نفس أندرو وانقض فوراً على ريك وأمسكه من ياقة قميصه بغضب وتكلم بانفعال:
- هل هذه لعبة سخيفة أخرى؟
- نحن نتكلم بجدية.
أجابه ريك بهدوء ليتكلم أندرو بحدة:
- كيف هذا؟ كيف علمتم بمكانها؟ من الذي أخبركم؟
- عمي من أخبرني بهذا.
- ماذا؟!
سأل أندرو باستنكار وهو يدفع ريك بقوة وفي لحظات أصبح يقف مقابلاً لــ دانيال الواقف وعلامات الجدية مرتسمة بشكل قوي على وجهه ما دل لــ أندرو أن كلامه لم يكن مزحة....
حاول بقدر المستطاع تهدئة نفسه مرة أخرى ليستطيع التركيز وفهم الموضوع بشكل جيد، وعندما شعر بأن الهدوء تملكه بشكل جيد سأل:
- أخبرني إذاً كل شيء دانيال، ومن هو عمك الذي أخبرك بهذا؟
- عمي لايتو من أخبرني بهذا، هل ستصدق إن أخبرتك أنه كان يراقب ناير منذ لحظة اختفائه وصولاً لهذه اللحظة.
- ما الذي تقوله؟ وما شأن ناير بكل القصة؟
سأل أندرو مستغرباً ذكر ناير في حوارهم فهم يتكلمون عن كروس.. لم يفكر طويلا فقد جاءه الرد المباشر من دانيال....
- ناير خطط لاختطاف الآنسة منذ مدة.
وقف مصدوماً وبصره شاخص بـــ دانيال وجمود ملامحه.....
- هل تعني أنه...
نطق بتردد ليأتيه رد شقيقه وهو يجبره على الاستدارة لمواجهته والذي لم يعلم كيف وصل إلى جواره ومتى...
- أجل، يعني أنها الآن بضيافته أندرو... هل تريد مساعدتها؟ إذا كنت تريد ذلك فاستمع لما سيقولونه لك بلا مقاطعة وبدون تهور....
بقي صامتاً يحدق بشقيقه وهو يفكر.... نارو يعلم بكل شيء قبله! لماذا لم يخبره بذلك؟ هل لهذا الأمر تلقى عدداً لا بأس به من الاتصالات من أصدقائه؟ هو الأحمق منذ البداية لأنه لم يستجب لهم لكن، حقاً كيف يمكن له أن يخمن سبب اتصالهم به؟
تذكر الآن أن لايتو عم دانيال يعمل محققاً في قسم الشرطة، إذا كانت الشرطة تعلم مكانه فلماذا لم يعتقلوه؟ كانت لتكون الآنسة بخير الآن...
مهلاً الآنسة في خطر إذاً... اللعنة....
توقف عن التفكير وأعاد النظر إلى أصدقائه وهو يطلب منهم التفسيرات لكن ليس بالكلام إنما بنظراته..........

~*~*~*~

- ألا تريد مساعدتها جيو؟

- عزيزي لايتو، لدي اهتمامات تكفيني لسنة كاملة أو أكثر حالياً.

- الأمر متعلق بــ جينا صحيح؟ ظننتك انتهيت من الموضوع الشهر الفائت.

- ظهرت لي مشاكل جديدة... بما أنك فهمت الأمر لايتو.. بلغ سلامي لــ روي.

ضحك لايتو بخفة وهو يستدير ليغادر مكتب جيو وتحدَّث قبل أن يغلق
الباب خلفه:
- طردك لي راقٍ جداً جيو... أرجو أن تحل مشاكل الخمس سنوات المنصرمة قريباً.. أنت تستحق كل خير وتستحق راحة طويلة بعد انتهاء مشاكلك.
- هل تتمنى لي الموت لايتو؟
- لا، ليس هذا قصدي أراك لاحقاً..
وأغلق الباب خلفه بهدوء.....

ابتسم جيو بهدوء وهو يراقب صديقه لايتو يخرج من البوابة الخارجية لشركته عبر نافذة مكتبه التي تصل الأرض بالسقف بينما يحمل ورقة ما بيده اليسرى... رغم أن الشرطة ستذهب إلى حيث ذلك الــ ناير وتنقذ كروس أتى إليه لايتو وأخبره القصة كاملة واقترح عليه الذهاب لإنقاذها لكنه لن يفعل...
لدى لايتو شخصيات متناقضة مثل جيو وهذا جعل الاتفاق بينهما يكون سهلاً...
تعرف عليه قبل ثلاث سنوات ليصبح صديقه المقرب إلا أنه لم ولن يصل للمقام الذي وصل إليه أرسلان، رغم ذلك كل أسرار جيو العميقة جداً والتي تحمل من الخطورة مقداراً لا بأس به كان لايتو مطلعاً عليها بشكل جيد ولا ينكر جيو أنه كان يعتمد عليه في أمور بغاية الأهمية وكان يمنحه الثقة العمياء ولم يخيب آماله في يوم.....

توقف عن التفكير به بالتزامن مع التفاته لتصبح النافذة مقابلة لظهره وأخذ يحدق بدفترها المستقر فوق طاولة مكتبه....
منذ غادر أندرو وحتى هذه اللحظة وهو واقف أمام نافذته يحدق بالخارج تارة وبالورقة التي وجدها بداخل الدفتر تارة أخرى.....
لم يكن بحاجة إلى قراءة ما خطته مشاعرها فهذه الورقة تنقل إليه جميع الكلمات والمشاعر الدفينة المكبوتة بداخل قلبها وبداخل شريكها الصغير الذي يعرف أسرارها جميعها...
هذا ليس وقت التفكير والتعمق جيو... لديك مشاريع كبيرة الآن، تذكر جينا وحالها! تذكر الحقير فيليب! تذكر ما حدث من قبل وما يحدث الآن!....
أخذ نفساً عميقاً هادئاً وهو يعود ليستقر على كرسيه الجلدي خلف مكتبه وأعاد الورقة بعد أن مرر لمحتواها نظرة خاطفة إلى الدفتر بكل هدوء.....
لن يقابلها مرة أخرى، ستكمل حياتها بعيدة عنه ولن تكون سوى ذكرى جميلة مرت في حياته!
علم في وقت سابق أن إيزا هي نفسها بارين الذي نادى غيلبيرت باسمها في ذلك اليوم... لم يرتح لأمرها وها هي الحقيقة تظهر هي في صف ذلك الأحمق وسيتعاونان على القضاء عليها معاً، هذا غير ذلك الذي قدم للانتقام هو الآخر!
صحيح أنها اختفت لكنه كان يعلم أين هي، تصرفها هذا أعجبه إلى حد ما! هل حقاً فعلت هذا بسببه؟ ومن الذي سيدفعها للمغادرة سواه هو؟!
أجل بسببه.. متيقنٌ هو أكثر من كونه مخمن أنه هو المسؤول عن ذهابها... لقد أراحته من القيام بهذا بنفسه....
ستكون بخير، ابن عمها سيعيدها معه! كان يعلم منذ الوهلة الأولى أنه كان يراقبها ويأتي يومياً إلى منزلها لكنه لم يتكلم، ولو أنه كان المسؤول عن مغادرتها للمكان لعلم بالأمر.....
يولاند لن يؤذيها وسيحميها جيداً فهي الفتاة التي أحبها قبل أن تكون ابنة عمه، لن تتعرض لمكروه وهو برفقتها!
على من يضحك؟ على نفسه؟! يولاند قتل والديها! أياً يكن.....
عليه النسيان فقط.... نسيانها بشكل كامل إلا إنها ستبقى ذكرى بل وأكثر من ذكرى في قلبه قبل عقله!
كيف هذا؟! هو شخصياً لا يعلم...

~*~*~*~
ظلام.... فتحت عينيها لتجد الظلام محيطاً بها من كل جانب، لا وجود لبقعة ضوء تنير لها المكان، أين هي؟ وما هذا المكان؟ لا علم لها إطلاقاً... المكان الأخير الذي كانت تقف به هو ذلك الشارع الذي كان يؤدي إلى.......

شهقت بصدمة وهي تتذكر ما حدث ولعنت بداخلها ايزا بكل حقد..

- تمكنت من الايقاع بي سحقاً لها.. لكن كيف؟!

سألت نفسها بحنق بينما هي تحاول تحرير يديها المقيدة خلف ظهرها عبثاً....
لم تدم محاولاتها للتخلص من قيودها أكثر من دقيقة.... توقفت عن المحاولة لتستسلم للضحك؟! غريب أمرها الآن... تضحك لأنها اختطفت؟! لا بالتأكيد ليس هذا هو السبب لضحكها الساخر بل لأنه........
- سلاسل حديدة! كأنك تخبرني يا ستيــف أنك لن تسمح لي هذه المرة بالهرب.. صحيح؟
ورفعت رأسها باتجاه تلك الزاوية البعيدة عنها وهي متيقنة أشد اليقين أن هناك إنساناً آخر يشاركها الهواء الذي تتنفسه هنا.... استطاعت تمييز رائحة عطره بعد استعادة تركيزها، ليس أي إنسان هو هذا الشخص الواقف هناك... إنه ستيف! ستيف الذي قتلت شقيقته بيديها!
هذا ما دفعها للضحك... تذكرت تلك الحادثة التي مر عليها سبع سنوات... أجل لهذا هي مقيدة بهذه السلاسل الحديدية..... يعلمون أنها ستستطيع وبسهولة الهرب من هنا لو كانت مقيدة بحبال عادية وهذا ما يؤكد لها أن لــ ستيف علاقة في أمر اختطافها...
بارين وستيف خطفاها للانتقام، حسناً ليست متفاجئة فقصة أن تتعرض للمتاعب في هذه اللحظة هو أمر متوقع بالنسبة لها... لكن هل هناك أناس آخرون سوف يفاجئونها الآن باتحادهم مع هذين الأحمقين؟!
لن تفكر في تحليل يعطيها تفسيراً مقبولاً لطريقة اتحادهما معاً إنما عليها الآن أن تفكر في طريقة تتخلص بها من قيودها التي باتت تزعجها بحق....
- ألن تتكرم علي وتظهر نفسك ستيف؟ أعلم أنك هنا لذا وفر علينا الوقت وتحدث.
وساد الصمت بينما كروس ما زالت تحدق بتلك الزاوية تنتظر أي حركة من عدوها وها هو يستجيب إليها.... شعرت بحركته رغم أن خطواته لم تكن مسموعة وفجأة.....
أغمضت عينيها بقوة إثر الضوء المباغت الذي أنار الغرفة فجأة واخفضت رأسها وانتظرت حتى اعتادت عيناها على الضوء....
لم يكن بذلك الضوء القوي، كان كافياً لجعل الغرفة واضحة لها بشكل جيد وتَبين لها أن الغرفة التي كانت بها لم تكون سوى مخزن تتكدس فيه الصناديق فوق بعضها.....
وبينما هي تمرر نظرها عبر الغرفة وجدت نافذة لكنها كانت مغطاة بشكل كامل بقطع من الأخشاب الصغيرة....
حسناً لم تتأمل الغرفة طويلاً فما يهمها الآن هو الوصول إلى الباب المغلق الذي يبعد عنها على طول امتداد الغرفة......
- كروستا الغالية.
- ستيف الأحمق.
قلدت صوته الساخر وهي تعيد نظرها للجهة اليسرى ورأته يقترب منها أكثر.... أجل.. إنه ستيف شقيق صديقتها لكنها لا تنكر تغير شكله.... مضت سبع سنوات منذ آخر مرة رأته بها وها هي تراه الآن.... ملامح وجهه لم تعد كما كانت في السابق.... من الواضح عليه الغضب الذي كان يحاول جاهداً اخفاءه وتعلم تماماً ما سببه....
- كيف علمتِ بوجودي أيتها الذكية؟
وقف أمامها مباشرة فدفعها هذا إلى رفع رأسها لتناظر وجهه وأجابته بكل سخرية:
- وهل سيخطر على بال أحد أن يقيدني بهذه السلاسل غيرك؟
- أفهم من كلامكِ أنك لم تنسي وجودي.
وراقبته يجلس أمامها على الأرض لتفهم أن القصة لن تنتهي بسرعة كما كانت تتمنى... فقط لو تستطيع التخلص من هذه القيود..
- إذاً كروس طلبتي مني أن أظهر وها أنا ذا قد ظهرت.... ألن تتكلمي ريثما يصل الباقون؟
- وبأي موضوع تريد أن نتكلم؟
وأتبعت سؤالها ابتسامة ساخرة وهي تحدق بوجهه تنتظر رده ولكن عقلها كان يفكر بأمر آخر.... قال هذا الأحمق ريثما يصل الباقون، إذاً هناك أحد غيره وبارين سيشرفها بمجيئه.... أخذت تتذكر أناساً آخرين ربما تكون قد آذتهم سابقاً، أو بمعنى أصح آذوها سابقاً ونالوا جزاءهم كـــ ستيف وشقيقته والتي هي صديقتها سيران إلا أنها لم تجد... من تراه يكون قادماً معهم؟ وما دام يولاند يراقبها فلماذا لم يتدخل حتى الآن؟! تفكريها في هذا الموضوع جعلها تفكر في كون أن الشريك للأحمقين ربما يكون هو لكن كيف سيكون ذلك وستيف ويولاند يكرهان بعضهما لدرجة الجنون؟!
- تغيرتِ كثيراً كروستا... أصبحتِ جميلة.
- وهل كنت غير ذلك في ما سبق؟!
قالتها بغرور وهي تتوقف عن التفكير لأنه ليس وقته وعاجلاً أم آجلاً سوف تتعرف على الشريك.....
- لا لم تكوني.... صحيح ما هي أخبار يولاند الغالي؟
- يرسل إليك تحياته.. هل تصدق هذا؟
أجابته ساخرة فدفعه هذا إلى الضحك وهو يقول:
- أجل... عزيزي يولاند الشقي، كم اشتقت إليه كثيراً، أتذكر مشاكلنا مع بعضنا وكأنها البارحة...
- وكيف لك أن تنسى الأيام التي كنت تقضيها في السجن برفقته؟
- عدا عن آخر زيارتين لي للسجن....
وتأوهت وهي تغمض عينيها بألم إثر حركته المباغتة وصرخت به:
- أترك شعري أيها الحقير... أتركه.
إلا أنه لم يستجب وأخذ يشد شعرها بقوة أكبر وأكمل كلامه:
- هل كنت تعلمين سبب اختطافي لكِ ذلك الوقت؟ كل هذا كان بسبب ابن عمك العزيز يولاند... المخدرات التي كانت محملة بداخل سيارتي والتهم الكاذبة التي لفقها على شركتنا، كلها كانت من تخطيطه وتخطيط والده لافغورد.. وحصل ما تمنياه ومات والدي بسببهما ودخلت أنا السجن لسنة حتى أتى ذلك الرجل واعترف بأنه هو من دس المخدرات في سيارتي... كنت متأكداً أن لافغورد هو من أجبر ذلك الرجل المسكين على الاعتراف...
- وما شأني أنا بهما؟ ما دمت كنت تريد الانتقام منهما فلماذا لم تختطف بريتني.. أريد أن أفهم لماذا تلقون علي أخطاء غيري؟
صرخت به بانفعال وقد خرجت عن طورها الجديد البارد عديم المشاعر وهو بدوره أجاب بحدة:
- شأنكِ هو أنكِ من يحبها يولاند... لو أنني اختطفت شقيقته بريتني لما استفدت من شيء فأنتِ تعلمين أكثر مني أنه يكرهها ولا يهتم لأمرها... وبالنسبة لإلقاء الأخطاء عليكِ فهذا ليس شأني بل هو شأنكِ أنتِ كونك تجذبين المشاكل بشكل قوي إلى نفسك.
- هلا تركت شعري يا هذا؟
وأخذت تحاول تحرير نفسها منه عبثاً... يداها مقيدتان وهي محاصرة بين هذين الجدارين في تلك الزاوية والمجنون أمامها يشد شعرها بقوة حتى أنفاسها لا تستطيع أخذها بشكل جيد.... بالله عليهم ألا يستطيعون تركها وشأنها مع مشاكلها الخاصة؟ بدأت تجزم أنها حقاً جاذبة مشاكل كما قال ستيف....
- مـــا... هذا؟
رددت بصدمة ونظرها معلق بذلك السكين بيد ستيف الحرة... هل ما تفكر به هو حقاً ما يخطط لفعله هذا المجنون؟!
- إياك أن تفعل...
صرخت بتحذير وهي تحاول ركله بجنون... إلا شعرها... كل شيء إلا شعرها! لكنه كان أقوى منها.... استطاع تقييد رجليها بسهولة بالغة والابتسامة الشيطانية تزداد اتساعاً في كل ثانية تمر....
- وماذا ستفعلين لتمنعيني عزيزتي؟
- أرجوك لا تفعل... أتركه أرجوك.
ترجته ببحة وملامح وجهها القوية انقلبت مئة وثمانين درجة... دموعها تجمعت على مقلتيها تهدد بالنزول في أي ثانية وأنفها ووجنتيها اكتسبتا اللون الأحمر مباشرة.... هذه هي عادتها عندما توشك على البكاء... ارتجاف شفتيها يؤكد بشكل قاطع أنها تحاول جاهدة منع شهقاتها من الخروج... كيف لها أن ترضى... لكن لا تستطيع... لا تستطيع فعل أي شيء... لا تستطيع منعه.. أين أنتِ يا كروس الجديدة؟ لماذا ذهبتِ؟
- هل شعركِ يعني لكِ كل هذا؟ هذا رائع، ستكن الخسارة كبيرة إذاً....
قالها بحزن مصطنع وأكمل:
- أتعلمين؟ لدي أشياء أخرى غير هذا لكننا سنبدأ بالأبسط..
واستشعرت من صوته الكثير الكثير من المعاني الخطيرة لتبدأ أصوات التحذير تزلزل بعقلها... إنه رجل خطير وعندما ينوي فعل شيء فإنه يفعله.....
ودفعها هذا إلى الصراخ بكل قوة تمتلكها باسمه! صرخت باسم من لم تسمح لنفسها بطلب المساعدة منه.... صرخت باسم من أرادت الابتعاد عنه قدر المستطاع.... صرخت باسم أول شخص نبض قلبها له... صرخت باسم جيـــو!

أغمضت عينيها وأطلقت دموعها التي باتت تحرق جفنيها وشهقاتها استطاعت الخروج من فمها وما عادت تستطيع السيطرة على ارتجاف جسدها وهي تستمع إلى صوت تقطعه....
لم تستطع فتح عينيها... لا تريد رؤية شعرها في غير مكانه الصحيح وبحالة يرثى لها... بالتأكيد لن تتحمل هذا...
لقد فعلها وانتهى الأمر... لقد خسرت شعرها الذي أمضت سنوات كثيرة حتى جعلته يبدو كما هو الآن... ليس كما هو الآن بل كما كان قبل الآن وبدون أن تتحسس طوله الحالي علمت أنه أصبح بالكاد يصل إلى كتفيها...
- انتهينا أخيراً.
قالها بشر وأتبعها بضحك مزلزل وهو يرى حالتها لكنه لن يتوقف هنا بل سيستمر بإيذائها... هي بنظره تبقى قاتلة شقيقته ولن يقصر بها أبداً!
ومرر يده على شعرها وهو يتكلم بحزن ساخر:
- يا إلهي... أين تلك الخصلات الفاتنة؟ انتهى أمرها أجل... كم هذا مؤسف عزيزتي..
وأبعد يده عن شعرها لتستقر أسفل ذقنها ورفع وجهها وأخذ يحدق به وابتسامته تزداد اتساعاً... لم يكن يتوقع ذلك التأثير الكبير عليها إلا أن الأمر يعجبه... بالتأكيد سوف يعجبه..
- ألا تريدين رؤية شعرك أو لنقل بقايا شعرك؟ أنا أعلم أنكِ تريدين رؤيته لهذا سوف أمنحك الفرصة.
قالها وهو يخرج مرآةً صغيرة من جيب سترته ووضعها أمام وجهها وتكلم باستفزاز:
- هيا توقفي عن البكاء فأنتِ حقاً تشعرينني بالذنب هكذا... تعلمين أن قلبي الصغير لن يتحمل.... هيا أنظري إلى وجهك وشعرك... تبدين وكأنكِ طفلة في العاشرة من عمرها تبكي على لعبتها التي سرقت منها.. هيا كروستا افتحي عينيكِ... هل ترغبين لو أفك قيودك؟.... حسناً سأفكها لكِ لكي تستطيعي لمس شعرك.
وهنا توقفت عن البكاء... منعت دموعها من النزول واستطاعت السيطرة على نفسها إلا أن الألم ما زال يعصف بها.... لن تتركه ينجو بفعلته... إنه شعرها الذي يحمل الكثير من الذكريات التي تجمعها بوالدتها.. تستطيع التصرف ببرود مع أي موضوع لكن شعرها!... حدث وانتهى الأمر... هل ستبقى تبكي عليه؟ لا بالطبع... ما دامت قد قررت التخلي عن نفسها القديمة فعليها التغير.... يمكن اعتبار أن ستيف ساعدها على تغيير شكلها ليتماشى مع شخصيتها الجديدة... حسناً يمكنها أن تواسي نفسها بهذه الفكرة.... تغيير داخلي وتغيير خارجي... ستبقى تحاول قدر المستطاع التغلب على مشاعرها وحبسها بداخل قفص ضيق جداً في أعماق قلبها وتقفله بإحكام حتى يختفي للأبد... لن تسمح لمشاعرها الخائنة بالخروج مجدداً... ما دامت قد قطعت عهداً على نفسها أن لا تعود كروس القديمة فلن تفعل... ستعود كروس الجديدة التي ولدت قبل يومين....

وفعلها... حررها من قيودها بالفعل لكن ليس لأجلها بل من أجل أن يكمل انتقامه ولم ينتظر لثانية وسحبها من ذراعها ليجعلها تقف على رجليها...
وشعرت بالهواء يلفح وجهها.... أخرجها من ذلك المخزن ورأت ما حولها وعلمت مباشرة أنها على حدود موسكو ولم تبتعد كثيراً....

- يا مرحباً يا مرحباً.. لم أرك منذ مدة ...... آنستي.

وبدون أن تلفت للمتكلم علمت مباشرة من يكون.... ناير هو الشريك الثالث!
والتفتت إليه للمواجهة... أجل لن تظهر لهم غير شخصيتها الجديدة ولن تتصرف على نحو مناقض كما فعلت قبل قليل...

- أتعلم عزيزي ناير؟ لقد نسيتك تماماً، أين كنت يا فتى؟

وصدمة.... شعرت بهم يتجمدون للحظات مكانهم والصدمة أخذت مأخذها منهم ثلاثتهم... وجه ناير وبارين يخبرانها بهذا أما ستيف الذي كان يمسك بها فلم تستطع الالتفات إليه ورؤية ملامحه إلا أنها شعرت بتجمده وشعرت بقبضته ترتخي للحظات قبل أن يشد على ذراعها بقوة أكبر من ذي قبل... وكأنه يحاول كتمان غيظه بهذه الطريقة.. هل كانوا يتوقعون منها أن تنهار أمامهم؟ لا لن يحدث هذا ولا حتى على جثتها...
- اللعنة ستيف.. ما هذا؟
سأل ناير بحنق فما رآه الآن لا يثبت لهم أنهم فعلوا شيئاً ولو بسيطاً لكسرها وأخذ يقترب منها حتى توقف أمامها، وتكلم ستيف بانفعال:
- سحقاً.... لو رأيتها قبل لحظات فقط...
وأكمل بانفعال وهو يحركها بعنف ليجبرها على الالتفات إليه والنظر في وجهه:
- من أنتِ يا هذه؟ هل أنتِ حقاً من البشر؟!
- ماذا كنت تنتظر مني أيها المسكين؟
سألت ساخرة وكانت الاجابة التي حصلت عليها منه هي صفعة قوية تركت أثراً واضحاً في وجهها إلا أنها لم تبدِ أي ردة فعل فزاده هذا امتعاضاً وأراد صفعها مرة أخرى لكن ناير منعه في اللحظة الأخيرة....
- اهدأ يا رجل... نحن هنا نريد أذيتها وليس دفع نفسنا للجنون...
قالها ناير بغضب فرد عليه ستيف بحنق:
- ماذا أفعل بها إذاً؟
- هل حقاً لا تعلم ما عليكَ فعله؟
ورأى ستيف النظرات الماكرة التي يحملها ناير فابتسم بشر وهو يجيب:
- أجل.. أعلم جيداً ما علي فعله... وأنتِ يا كروستا صدقيني سوف تدفعين الثمن غالياً جداً.
- وهل سأدفعه كاش أم بالتقسيط؟
وكز ستيف على أسنانه بحنق وحاول السيطرة على نفسه قدر المستطاع وأخرج صوته طبيعياً بعد أن فهم غايتها... تريد منهم أن يفقدوا صوابهم لكي تستطيع الهرب... تريد تشتيتهم لتتمكن من الفرار....

- هل أخبركِ أحد من قبل أنكِ إنسانة مستفزة ومزعجة؟

- قبل الآن فلا... سعيدة حقاً أنكَ أنتَ من أخبرني بهذا ستيف..

- من الواضح أن لسانك ما كان علينا قصه قبل شعرك.. ما رأيكِ؟

تكلم ناير محاولاً استفزازها إلا أنه لم يستفد.... لديها من الاجابات ما تجعلهم يصلون إلى درجة الغليان...
- أردت شكركم لما فعلتموه بشعري... كنت أفكر بقصه ليتماشى مع شخصيتي الجديدة وقد وفرتم علي الوقت لذا الشكر الجزيل لكم..
- اللعنة....
تمتم ناير بغضب وهتف باسم ستيف وكأنه يحثه على التنفيذ فابتسم الأخير ابتسامة جانبية وأخرج سكيناً وكيساً صغيراً به حبوب بيضاء من جيبه وهو يفلتها من يده وهي بدورها حدقت بذلك السكين والحبوب ببرود وأخذت ترجع إلى الخلف بخطوات واثقة وكأنها تعلم ما عليها فعله في مثل هذه المواقف.. مخدرات! وهل يظنون حقاً أنهم يستطيعون اجبارها على تناولها؟ لن يحدث هذا ولا حتى في أحلامهم....

هي ترجع وهو يتقدم منها وتلك الابتسامة الخبيثة لاحت تظهر بوضوح على ملامحه......

- سيكون مملاً أن أُخرج مسدسي وأقتلكِ به مباشرة أليس هذا صحيحاً؟ يجب أن نتسلى أولاً ونجعل منه انتقاماً يشفي غليلنا جميعاً..... وعلى ذكر جميعنا.....

نظر بأطراف عينيه إلى ناير البعيد عنهم عدة أمتار وأكمل بشك:
- أين ذهبت ايزا؟ ألم تكن هنا قبل لحظات؟
وعند سماع ناير لسؤال ستيف، أخذ ينظر لما حوله باحثاً عنها لكنه لم يجدها... حقاً أين ذهبت تلك الفتاة؟
سأل ناير نفسه والشكوك بدأت تنتابه والفرضيات بدأت تطرح نفسها في عقلها....
- اسمع ستيف... سوف أبحث عنها وأنتَ تولى أمر كروس.
قالها وهو يستدير ليبحث عنها خلف بناية المخزن لربما تكون هناك.... الأمر مريب حالياً وبما أنه ناير الذي مر بالكثير من الأحداث المماثلة المنطق يخبره أن هناك مفاجأة مخبأة لهم وهو بنفسه سيبحث عنها قبل أن تصل إليهم...
- مرحباً بالصديق الغالي.
واتسعت حدقتا عينيه بذهول وقبل أن يلتفت إلى الوراء ويرى من كان خلفه... تلقى ضربة قوية جعلته يفقد وعيه مباشرة....
كان بنيتهم الضحك لكنهم لم يستطيعوا ذلك فهم هكذا سوف يفسدون الخطة.... تمكنوا من الامساك بــ ايزا وناير وبقي ذلك الــ ستيف..
- أحسنتم شباب.. هيا بنا لننتقل للمرحلة الثانية.... زاك ودان ستبقيان هنا حتى تصل الشرطة وتأخذ هذين الحقيرين وتأكدا جيداً من ربطهما بشكل جيد...
- لا تقلق أندرو اعتمد علينا واذهب لتنقذ الآنسة بسرعة...
قالها زاك وهو يربط ناير وايزا بالحبال هو ودانيال فابتسم أندرو لهما وقبل أن يركض هو وريك وهنري كل إلى مهمته تمتم أندرو:
- شكراً لكم أصدقائي.

~*~*~*~

تراجعت أكثر وهي تنظر إليه بحذر في كل خطوة يخطوها نحوها.. صحيح أنها تعلم جيداً ما عليها فعله لكن الحذر واجب مع ستيف....
ومن الواضح أن ليس لــ ستيف وقت فهو بدأ يشعر بالريبة بعد اختفاء ايزا ومن ثم ناير وتقدم منها بسرعة الفهد وهي حاولت تفادي هجومه ويمكننا القول أنها استطاعت نسبياً ذلك لأنها لم تسلم من السكين الذي يحمله وقد جرحها في خاصرتها وعندما أراد الانقضاض عليها ركلته بقوة في معدته وأخذت تجري وهي تضغط يدها على جرحها الذي كان ينزف...
لم يزعجها جرحها بمقدار ما أزعجها فشلها في محاولة سرقة مسدسه من جيبه.. حسناً لن تستفيد منه الآن إذا استطاعت الهرب منه.. هذا ما عليها فعله حالياً بما أن مسدسها لم يعد بحوزتها وكذلك هاتفها...
التفتت إلى الوراء لتشعر بالريبة مباشرة... ستيف ليس خلفها إذاً أين هو؟ يستحيل أن يكون تركها وشأنها! بالتأكيد يخبئ لها مفاجأة سارة! عليها الحذر جيداً.. نبهت نفسها على هذا ومباشرة وجدت نفسها تتذكر مع كل خطوة تخطوها ما حدث معها قبل سبع سنوات...

*~*~*

- يا إلهي ماذا أفعل الآن؟

- لا شيء لأنه ومن الأساس لن يكون لكِ أي شيء تفعلينه بعد هذه اللحظة فبكل بساطة هذه هي دقائقكِ الأخيرة عزيزتي كروستا.

التفتت كروس بسرعة لترى سيران تقف على بعد أمتار منها وهي تصوب مسدسها ناحيتها وتسارعت أنفاسها في قلق عندما لاحظت حقاً أن سيران والتي كانت تعتبرها صديقة لها تكاد تضغط على الزناد تريد اطلاق النار عليها!

وتذكرت سريعاً أن مسدس ستيف ما زال بيدها بعد أن ضربته به وتمكنت من الفرار.... وبحركة خارجة عن إرادتها رفعت المسدس بيدين مرتجفتين وأغمضت عينيها وهي تطلق تلك الرصاصة لتسابق الريح وتخترق جسد سيران في حين أن رصاصتها التي أطلقتها في نفس الوقت لم تصب كروس بأي خدش.....

وبعد أن استوعبت ما حصل، ألقت المسدس على الأرض وركضت باتجاه جسد سيران الملقى على الأرض وأخذت تهزها وهي تصرخ:

- سيران... أجيبيني أرجوكِ.... سيران... سيــــــراااان.

لا مجيب! لقد قتلتها؟!
ورفعت يدها باتجاه فمها لتمنع شهقاتها من الخروج بينما دموعها شقت طريقها على وجنتيها....
- أصبحت قاتلة... أنا أصبحت قاتلة.
بقيت تردد تلك الكلمات وهي تقف على رجليها وتحدق بجثة صديقتها لدقائق إلا أنها مسحتها سريعاً عندما تذكرت ستيف.... ما زال هنا وسيستعيد وعيه في أي لحظة، عليها الهرب قبل وصوله إلى هنا ورؤية شقيقته على الأرض...
وأخذت تركض بسرعة لوجهة لا تعلمها وأخرجت الهاتف الذي سرقته من ستيف حاله كحال المسدس وضغطت على بعض الأرقام وانتظرت الرد عليه:

- يولاند؟ يولاند أنا كروستا.

- عزيزتي كروستا! ماذا حدث لكِ؟ نحن نبحث عنك منذ أيام.. أخبريني أين أنتِ؟

- لقد قتلتها.

تمتمت بقهر فرد عيها يولاند بقلق:

- من؟! كروستا أجيبيني أين أنت؟ ماذا حدث؟!

وعندما لم يسمع ردها صرخ بقوة باسمها فاستعادت نفسها وأجابت بصوت مرتجف:

- لا أعلم أين أنا... سيران وستيف قاما باختطافي.

- سيران وستيف!

سأل مستغرباً فردت عليه برجاء:
- أرجوك يولاند تعال وخذني من هنا سيجدني ستيف في أي لحظة أرجوك.
سمع رجاءها وبكاءها فلم يتحمل ذلك... فكرة أن تكون كروس في خطر وفي تلك الحالة جعلته يخرج عن طوره وخاطبها بانفعال:

- صفي لي المكان بسرعة كروستا.

- أنا على تلة على ما يبدو.

أجابته وهي تركض وتنظر إلى خلفها بين الحين والآخر للتأكد إن كان ستيف يلاحقها أم لا....

- ماذا ترين أمامك؟

- لا شيء سوى الأشجار.

- انظري ابحثي عن أي شيء آخر مميز في ذلك المكان الذي أنتِ به؟

ركضت بسرعة تبحث عن شيء ملفت للنظر فتوقفت أمام تلك الصخرة الكبيرة غريبة الشكل وتكلمت بأنفاس متقطعة وهي تتلفت حولها:

- هناك صخرة كبيرة وغريبة نوعاً ما أمامي وأيضاً رأيت نهراً قريباً.

- ممتاز... أنا قريب منكِ كثيراً عزيزتي.. لا تخافي وابقي قرب هذه الصخرة ولا تتحركي... حسناً؟

- لا تتأخر أرجوك.

وأغلقت الهاتف بسرعة وبقيت تقف مكانها تنتظر قدومه...

ربما الجميع مستغرب من الموضوع لما من بين الجميع اتصلت على يولاند؟ لما لم تتصل بــ غيلبيرت؟ ببساطة لأنه كان مسافراً إلى موسكو.. ولم تتصل بوالديها لأن رقم يولاند هو الرقم الوحيد الذي خطر ببالها أولاً ومن الجيد أنها اتصلت به بما أنه قريب منها....

شكرت الله كثيراً لأنها ستتخلص من هذا الكابوس قريباً... هذا ما اعتقدته قبل أن يظهر لها ذلك الصوت من خلفها:

- ظننتك قطة أليفة ولكن تبين لي أنكِ على العكس تماماً تحتاجين للترويض.

بقيت جامدة مكانها لم تتحرك ولم تلتفت إلى الخلف... ليس لأنها لم ترد ذلك بل لأنها لم تستطع... أدركت أن نهايتها ستكون على يد ستيف وفي هذه اللحظة بالذات.

- أخبريني ممن طلبتِ النجدة يا كروستا؟ من والدك؟ أود أن أخبركِ أنكِ لن تري وجه أي إنسان غيري عند موتك..
وشعرت به يقترب منها أكثر وبدأ عقلها ينبهها بضرورة الالتفات ومواجهته ففعلت بسرعة ونظرت إليه بخوف دون أن تتفوه بحرف... نظرها معلق بالمسدس الذي كان يحمله بيده اليمنى ويده اليسرى يكورها بقوة وليست محتاجة لأي اثبات ليؤكد لها أنه في قمة غضبه...
لعنت نفسها على غبائها... لماذا تركت مسدسه ومسدس سيران على الأرض هناك؟! لماذا لم تفكر بأخذهما؟!
وها هي النتيجة لعدم تفكيرها؟ تستحق ما سيحصل معها لأنها لم تفكر بشكل جيد..

- تجرأتِ وقتلتِ شقيقتي إذاً... صدقيني لن أترككِ على قيد الحياة أيتها الصغيرة.

تقدم منها خطوة واحدة ومسدسه ما زال يشهره في وجهها وهي قابلت خطوته ناحيتها بعدة خطوات إلى الخلف... وبينما هو يقترب شعر بيد أحدهم تستقر على كتفه من الخلف وعندما التفت استقبلته لكمة قوية جعلته يسقط على الأرض والدماء تسيل من فمه وأنفه وقبل أن يستطيع تمييز الفاعل تلقى ركلات قوية في معدته وفي ظهره وفي كل أنحاء جسده حتى فقد الوعي دون حتى أن يسدد لكمة بسيطة للآخر...
وتجمعت الدموع في عينيها واندفعت بسرعة إلى ابن عمها الذي كان يبتسم ابتسامة مطمئنة وأخذ يمسح دموعها وهو يطمئنها ويهدئها بأن كل شيء على ما يرام وستكون بخير الآن لأنه معها....

*~*~*

قطعت تلك الذكريات وهي تقف أمام هذه السيارة السوداء والشكوك بدأت تروح وتجيء بها... هل هذه خطة ستيف؟ تجد السيارة وتهرب بها ويكون هناك خلل ما وتتعرض لحادث؟

لكن مهلاً لقد رأت هذه السيارة في السابق إنها سيارة أندرو! هل أندرو هنا؟

سألت نفسها بينما هي تدور حولها وتوقفت أمام الباب المجاور لكرسي السائق وفتحته بكل سهولة! لا والغريب أن المفتاح موجود بها والأغرب من كل هذا!!

جلست على الكرسي والتقطت الرسالة الموضوعة على الكرسي المجاور وقرأت:

- آنستي.. هذا أنا أندرو وبما أننا لا نمتلك الكثير من الوقت عليك المغادرة سريعاً، أنا هنا برفقة أصدقائي تعرفين من هم، عندما تكونين هنا فهذا يعني أننا تمكنا من الامساك بتلك الآنسة والحقير ناير ولم يتبقى غير ذلك المدعو ستيف.

توقفت عن القراءة وهي تتذكر كلام ناير حول موضوع اختفاء ايزا ولم يلبث حتى اختفى هو الآخر.... أجل هذا خط أندرو...
- ذلك الفتى! في كل مرة يذهلني بتصرفاته.
تمتمت وابتسامة هادئة ظهرت على محياها وأكملت القراءة:
- يوجد هاتف بداخل العلبة أسفل الكرسي الذي وجدت عليه الرسالة، اتصلي بي فوراً لأطمئن عليكِ واحذري جيداً.
وعندما حاولت التقاط العلبة من مكانها كتمت تأوهاتها عندما شعرت بألم مكان جرحها لكنها كما استطاعت تحمله وهي تركض ستستطيع تحمله الآن... أخذت نفساً عميقاً وأخرجت العلبة وأخرجت الهاتف منها ومباشرة اتصلت على رقمه المدون وهي تهم بتشغيل السيارة والانطلاق بها....
- آنستي؟
أتاها صوت أندرو المرتاب فأجابته لتطمئنه:
- هذه أنا أندرو.
- كروس.. أقصد آنسة كروس هل أنتِ بخير؟
ابتسمت بهدوء وهي تجيب:
- أجل أنا بخير لكن أين أنت؟ وكيف حدث هذا؟
- المهم سلامتكِ آنستي وكيف حدث هذا فانسي الأمر فليس هناك متسع من الوقت.... هل غادرتِ بالسيارة؟
- أجل.
- جيد... على كلٍ أنتِ لستِ وحدك بالسيارة فصديقي ريك برفقتك وهو يجلس بالخلف لذا عندما تسمعين صوتاً في الخلف فلا تفزعي رغم أنه سيثبت لكِ أنه كالأشباح لن تشعري بوجوده.
وبينما هي تستمع لكلامه أرادت تمرير نظرة سريعة إلى الخلف لكن قيادتها للسيارة تحتم عليها التنبه بما أن الظلام مسيطر وهم في طريق مهجورة تماماً واحتمال أن يلاحقها أحدهم هو أمر وارد بما أن ستيف ما زال حراً...
- اعتني بنفسكِ آنستي إلى اللقاء.
- إلى اللقاء عزيزي أندرو.
وأغلقت الهاتف ووضعته بجوار مشغل الموسيقى أمامها وتكلمت بهدوء:
- مرحباً ريك.
ومررت إليه نظرة خاطفة لتجده جالساً واضعاً رجلاً على الأخرى عاقداً ذراعيه أمام صدره وأعادت نظرها إلى الأمام لتركز على القيادة وفي بالها مكان معين تريد التوجه إليه... المكان الذي أرادت الذهاب إليه قبل اعتراض ايزا طريقها..
- من فعل هذا بشعركِ آنستي؟
وأجابته بنفس هدوئه:
- ليس مهماً.
- هل هو المدعو ستيف؟
- أجل.
أجابت باختصار وهي توقف السيارة جانباً وطلبت منه الجلوس في المقعد المجاور لها ففعل هذا بصمت وأعادت تشغيل سيارتها مرة أخرى وانطلقت بها...
- أخبرني ريك... كيف علمتم بكل شيء؟ أطلب منكَ توضيحاً..
وسمعته يتنهد قبل أن يجيبها:
- لايتو عم دانيال صديقنا يعمل محققاً في قسم الشرطة ومنذ اختفاء ناير وحتى هذه اللحظة كان يلاحقه بصمت، وكان ينتظر اللحظة المناسبة للامساك به فهو كان متأكداً أن هناك شركاء له وأراد الامساك بهم دفعة واحدة واستطاع الامساك بهم جميعاً لكنه لم يمسك بــ ناير لأنه علم بأنه يخطط مع أحدهم ليقتلوكِ وبقي يراقبه حتى تعرف عليهم ونحن علمنا من دانيال عندما أخبره عمه بخطتهم اليوم صباحاً وحاولنا بكل جهدنا الوصول لــ أندرو لكنه لم يكن يستجيب لأحد وكاد يجن لأنه لم يعثر عليكِ في أي مكان.... قلق بشدة وأصبح عصبياً زيادة عن اللزوم خاصة بعدما قرأ ما يحتويه دفترك الأزرق.
واتسعت حدقتا عينيها بصدمة والتفتت إلى ريك بسرعة وسألت:
- هل دفتري كان بحوزة أندرو؟
- أجل آنستي.... في ذلك اليوم عندما كان يبكي في الجامعة كان بسبب ما قرأه على حسب تخميني وعندما رأيتكِ من بعيد جمعت كتبه وخبأت دفتركِ بينها لكي لا تريه....
- هل... قرأ كل شيء؟
سألت بألم فتكلم ريك وهو يعقد حاجبيه:
- أظن ذلك ففضول أندرو لا يتجاوزه أي فضول على وجه الأرض بخصوص تلك الأشياء، هل هناك شيء آنستي؟
- أكمل من فضلك.
- حسناً.... قمنا باختطاف شقيقه نارو إلى مكان قريب من المكان الذي اختطفوكِ إليه لكي نكسب الوقت ولكي نكون بالقرب إذا لم تصل الشرطة في الوقت المناسب رغم أنه من المفترض أن يكونوا هنا بما أنه كان لديهم علماً مسبقاً.... لكن تخميني هو أن ناير اتبع حيلة ما وذكر أسماء عدة أماكن ليستطيع تمويه أي شخص يراقبه... أظن أنه شعر بوجود شخصاً يراقبه بما أن جميع من يلتقي بهم يختفون فجأة.... على كلٍ اتصلنا بــ أندرو من هاتف نارو وأجاد الفتى التمثيل جيداً وأتى أندرو إلينا بسرعة وأخبرناه بكل شيء وخططنا لكل شيء معاً..
- ما فهمته من كلامك هو أن هناك عدة أماكن مشكوك بها فلماذا اخترتم هذا المكان بالذات ولم تأتي الشرطة إلى هنا من بين جميع الأماكن؟ تمتلك تفسيراً صحيح؟
وضحك بقوة لسؤالها وأجاب:
- شديدة الملاحظة آنستي... أجل لقد جمعنا أسماء الأماكن واستطعنا حل لغز ناير وتبين لنا أن هذا هو المكان المقصود وليس ما تكلم به ناير..
- إذاً كل ما قلته بشأن تخميناتك هي في الأصل استنتاجاتك..
- أجل... ولكننا أخبرنا الشرطة بهذا بعد أن تأكدنا لأنها تبقى محض افتراضات ويمكن أن تكون خاطئة وأنني أفكر بتعقيد مبالغ فيه...
وساد الصمت بينهما طوال الطريق.... لم يفكر ريك بسؤالها عن المكان الذي تود الذهاب إليه فمهمته هنا هي حمايتها فقط....
وبعد نصف ساعة....
أوقفت السيارة قرب الجسر الذي باتت تعشقه بجنون وترجلت في صمت وتبعها ريك كظلها لكنه وقف بعيداً عنها قليلاً عندما وجدها تقف عند حافة الجسر واستندت بذراعيها عليه....
علم أنها تفكر بعمق كبير ليس من شأنه التدخل به ولكنه خمن أنها تفكر بدفترها وبما قرأه أندرو فيه فصدمتُها فور معرفتها أن أندرو قد قرأه دفعته للتفكير بهذا......
تنهد بهدوء وهو يخرج هاتفه من جيبه ويجيب على أندرو:
- هل هناك شيء؟
- وصلت الشرطة في الوقت المناسب وألقوا القبض على الثلاثة... أين أنتما الآن؟
- على الجسر..
وأكمل وهو يمرر إليها نظرة خاطفة:
- لكن أندرو.... ما الشيء الذي قرأته بدفترها؟
- أي دفتر؟
- لا تتظاهر بالغباء أندرو أعلم أنكَ سرقت دفترها وأنا بيدي خبأته بين كتبك.
- هل.. عَلِمت؟
سأل بتردد فأجابه ريك بهدوء:
- أجل.
- سحقاً.. على كلٍ أنا قريب منكم سآتي حالاً.
وأغلق الخط في وجهه فتنهد ريك وهو يعيد هاتفه إلى جيبه وعندما أعاد نظره إليها....
شهق بصدمة عندما رآها تقف على حافة الجسر وتعطي النهر من خلفها ظهرها ونظرها معلق عليه وفكرة واحدة قفزت في ذهنه... ما الذي عليه فعله؟ كيف يتصرف؟
أراد التقدم لكنها صرخت به بأن لا يفعل وإلا نفذت ما في ذهنها.....
- لا تقترب ريك وإلا قفزت الآن.... متى يأتي أندرو؟
لم يجبها وحاول الاقتراب مرة أخرى لكنها صرخت به:
- لا تقترب.... أقسم إن اقتربت يا ريك سوف ألقي بنفسي الآن.... أجبني بسرعة متى يأتي أندرو؟
- أنا هنا آنستي...
والتفتت لتراه يقترب منها لكنه توقف بعيداً وكأنه فهم ما تريد قوله له.. علم أنها ستقدم على فعل شيء مجنون بما أنها علمت بقصة دفترها.... لكن عندما رأى شعرها جن جنونه ولعن نفسه مئة مرة لأنه لم يصل سريعاً.....
وبنظرات خالية من أي تعبير حدقت به وبصوت خالي من أي ذرة مشاعر سألت:
- هل أعطيته إياه؟
لم يجبها... وكيف له أن يجيبها؟! هل يخبرها أجل لقد أعطيته لعديم الاحساس ذاك؟ أم يخبرها أنه اكتشف سرها الصغير؟! ماذا يخبرها؟
- أجبني أندرو؟
- أجل.
ولعن نفسه مرة أخرى لإجابته الحمقاء... لما لم يكذب عليها بهذا الشأن؟ وأنزل رأسه نادماً على فعلته وعندما سمعها تتمتم بكلمة.. فهمت.. رفع رأسه سريعاً ليجدها تغمض عينيها.... سوف تقفز... سوف تقتل نفسها بسببه...
- أشكركم لمساعدتي.... وداعاً.
وصرخ باسمها وهو يركض ناحيتها لكن جسداً قد اعترض طريقه وأخذ يضربه بشكل هستيري يريد الوصول إليها بأي شكل... لن يسمح لها بأن تفعل هذا بنفسها.... يستحيل...
وضرب وضرب بلا أدنى فائدة... ظن للحظة أن ريك هو المعترض لكنه ليس هو.... بدا له هذا الجسد أضخم بثلاث أضعاف من جسد ريك....
ولم يشعر سوى بتلك الضربة التي تلقاها بقوة لتجعله يغيب عن وعيه وهو ما زال يردد اسمها ويقول ....سامحيني....
وفي نفس الوقت.......
علم بكل شيء... علم بكل ما تكنه له من مشاعر... كيف لها أن تعيش بعد هذا؟ تفضل الموت مئة مرة على العيش بهذا العذاب.... علم بحبها له ولكنه لم يحرك ساكناً ولم يفكر بمساعدتها وكلها يقين أنه يعرف كل شيء! وهل تحتاج إلى دليل أقوى لكي تقنع به نفسها أنه لا يهتم بها قيد أنملة؟!
أقنعت نفسها أن هذه هي النهاية واستسلمت لفقدان توازنها واستعدت لاحتضان النهر خلفها بصدر رحب.....
كانت لتكون النهاية لكنها لم تكن كذلك! هناك شخص لم يرد لها أن تموت بتلك الطريقة وشعرت بيديه تحيطانها وتسحبانها إلى بر الأمان!
لا تريد فتح عينيها ولا تريد معرفة من هو ذلك الشخص إلا أن عقلها أخبرها بهويته... هل ما زال عقلها يعمل جيداً؟! لا تتمنى هذا اطلاقاً تريد نسيان كل شيء، تريد الاختفاء من هذا العالم بشكل نهائي، لكن لماذا ظهر الآن؟
وأرادت نطق اسمه إلا أن لسانها خانها، وفقدت شعورها بأطرافها وتمنت أمنية واحدة فقط.... أن تكون هذه هي نهايتها وحسب... تنتهي قصتها عند هذه اللحظة.. لكن كيف وقد ضاعت الفرصة منها؟!
وفقدت احساسها بالعالم وما عادت تشعر بما يدور حولها فقط ما تعرفه قبل غيابها عن العالم هو كونها بين ذراعيه هو وباتت متيقنة أشد اليقين أنه هو ولا أحد غيره.. الشخص الذي لن يسمح بتلك النهاية البشعة لقصتها!


مرحبا أعضاء وزوار المنتدى

يمكننا القول أن الجزء الأول من الرواية انتهى هنا
بتمنى يكون عجبكم الفصل تأخرت بكتابته بتمنى تسامحوني cute3cute3
وإذا سامحتوني جاوبوا على الأسئلة حب5
والآن نيجي للأسئلة:
1. بتعرفو السؤال.. ما رأيكم بالفصل؟
2. انتقاداتكم؟
3. رأيكم بالأحداث والشخصيات؟
4. تخمينكم لما يخبؤه جيو؟
5. توقعاتكم لما سيحدث لبطلتنا منذ هذه اللحظة؟
6. من أنقذها في آخر لحظة؟
وبث خ
وشكراً لتواجدكم معي





__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #202  
قديم 07-09-2016, 10:32 PM
 
مرحبا

بارت نهائي خارق الإبداع...هذا هو المتوقع منكي غلا...:مصدوم:


ذهلت حقا للأحداث و لبرود جيو الأخرقخير5

للأسف لا أملك مسدسا لأطلق عليه ، bla1

...لكن لابأس ، لقد كفر عن ذنبه..ههههه

لايتوا ، ظهوره قوي أم خفي..!cool1

و حقا أندروا له أصدقاء لهم الوفاء علامة..ليت لي مثلهم..معجبة..خخخخ


الإستدراج الرهيب خير علامة، الظن جرني لأحسب كونهم مع يولاند أو ايزا...:heee:

أه، المفاجآت لم تتركني ..ظهور ستيف الواضح و كونه شريك بارين!x.x1

و عودة ظهور ناير..توقعت أن يظهر لكن..هكذا..لم يخطر بالبال..هههه

صح..الأجوبة..لأبدأ
مرحبا أعضاء وزوار المنتدى

يمكننا القول أن الجزء الأول من الرواية انتهى هنا
بتمنى يكون عجبكم الفصل تأخرت بكتابته بتمنى تسامحوني
وإذا سامحتوني جاوبوا على الأسئلة

والآن نيجي للأسئلة:
1. بتعرفو السؤال.. ما رأيكم بالفصل؟
متألق
كالماس يتلئلئ


2.؟
ماله داعيح8

3. رأيكم بالأحداث والشخصيات؟

كنت أبتسم كالبلهاء وأرتعش حماسا ،أثر قوي


6.توقعاتكم لما يخبؤه جيو؟
لن افكر في هذا الاحمقا الذي لم يأبه بإنقاد من أحبته..أقصد أحبها

5. توقعاتكم لما سيحدث لبطلتنا منذ هذه اللحظة؟

سيحدث الجيد والسيئ، لكن ستثبت حياتها..

6. من أنقذها في آخر لحظة؟

بئر الأمان...من غيروا القلب جيو..

بث
الحمدلله
وشكراً
جزيل الشكر لك

على الإبداع

Krustavia and برسيم like this.

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 07-09-2016 الساعة 11:00 PM
رد مع اقتباس
  #203  
قديم 07-11-2016, 11:44 PM
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك كروستا؟

أخبارك؟

إن شاء الله تمام و ما تشكين من شي

ما هااازااااااا أيتها الفتاة؟<فقدت القدرة على النطق السليم

ي جمآااال فصلك يا بنت

انتظري لحظة! دى آخر فصل في الجزء الأول؟

بدك تجلطيني يعني

إذا كانت كل دي الفصول في الجزء الأول لكان في الجزء الثاني كم؟

ما عم أقصد أني مليت من روايتك،بالعكس أنا أحبها كتير بس تعرفين المدارس و ما تفعله

يمكن لما أرجع للثانوية ما أقدر أدخل و أكمل متابعتها

المهم خلينا من مشاكلي

أحداث فصلك جميلة جدا

شعرت أنك وضعته لشرح كل الغموض السابق

جيو .... ألا يوجد هنا أي مسدس أفرغه في رأسه؟

ذلك الباكا الأحمق،حتى أنه يبادل كروس المشاعر لكنه يفضل النسيان

أخبريه بأنه باكا

و أخيرااااااااااااااااااااااااا أحد توقعاتي تنجح،من الأول عم أقلكم كروس و جيو يحبو بعض

طلعت عبقرينو،هاد يلي يطلع من العظماء أمثالي

أندرو أنت رائع يا رجل

خطته و أصدقائه رائعة جدا

لولاه ما كانت كروس لتنجو

المسكينة كروس فقدت شعرها،أتمنى تكون ما صارت بشعة خخخ

كياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا آخر للقطة من الفصل

أكيد تريدين قتلنا يا فتاة

أظن أن المنقذ جيو ،لا بالتأكيد هو و إن لم يكن هو سأقتلك

دى هو السؤال الوحيد يلي رح جاوب عنو

معظم الأسئلة أجب عنها قبل و سؤالين ما عرفت أجاوب عنهم خخخ

المهم يا بنت لا تتأخري كتير في الفصول

لا تنسي أن هناك بشرا في انتظارك

جاااانا
__________________




رد مع اقتباس
  #204  
قديم 07-12-2016, 11:54 PM
 
[center][center]اولا حبيت اقولك البارت جمييل وانا متابعه للرواية من يومين وراويتك تجنننننن روووعه
و شسمه ذا ا انا متحمسه بششكككل للبارت الجاي وفيني خوف منه انه يمون اللي ساعدها جيو يا كرهي له
غثييييث ما ادري كيف حبته ما يستاهل والله لو انا مكانها ما احب واحد حاول يقتلني كذا مرا ولا وقح معي بعد ويده طوسلة بس يمد يده عليها كل شوي
والآن نيجي للأسئلة:
1. بتعرفو السؤال.. ما رأيكم بالفصل؟
جميييييييل
2. انتقاداتكم؟
اممم يولاند ماله دور بالبارت وغير انه فجأة طلع ان كروس تكتب بمذكرات و اندرو اخذه معاه
يعني ماكان فيه ايحائات للمذكرة قبل اقل شي لو وضحتي بالفصول اللي قبل انها كانت تكتب في مذكرة
مع ذلك مبدعه ماشاء الله وانا ما انتقدت الا لأني اتمنى لك الافضل والتطور
3. رأيكم بالأحداث والشخصيات؟
الاحداث حلوة لولا تهميش يولاند
كروس شخصيه جميلة بس تنرفز احسها ضعيييفة و متصنعه للقوة بشكل مبالغ
جيو كرييييييييييه وععععع منه بغيض ما ينحب
اندرو شخصيه جميييلة و تحمل عواطف جياشه
يولاند احبه الكلب مع انه هو اللي قتل ام كروس وقد يكون سوء فهم وهذا اللي اتمناه
مناسا شخصيه ذكيه ومرحة
ستيف وعععع منه
امم من باقي جويس احسه ضعيف شخصية

4. تخمينكم لما يخبؤه جيو؟
يمكن فيه مرض فصام الشخصية ما ادري بس يحبها المريض وبنفس الوقت يأذيها
شخصيته بغيضة ومعقدة نفسيا
5. توقعاتكم لما سيحدث لبطلتنا منذ هذه اللحظة؟
راح تعيش
6. من أنقذها في آخر لحظة؟
يمكن يولاند لانه سبق ودقت عليه وهو واااضح انه يحبها وغير انه كان مختفي طول البارت
بس اللي انا مستغربته من اللي ضرب اندرو لا يكون يولاند ! منوقع منه صراحة اتمنى يكون يولاند موب لازم يكون البطل بالروايه احلا شيء الاحداث الغير متوقعه
وبث
وشكراً لتواجدكم معي
العفو وشكرا عجهدك
Krustavia likes this.
رد مع اقتباس
  #205  
قديم 07-19-2016, 02:47 AM
 
السلآم عليكم ..
كيف حالك كروس ؟
بخيرٍ والحمدلله

لأكُن صادقة ، لقد تأخرتُ كثيراً بالردّ مع أنني
كنتُ متشوقةً لذلك ! :heee:
على كل حال .. عُذراً أُخيّة !

*~

الفصلُ الأخيرُ من الجزء الأول .. ما زلتُ أشعرُ بأنهُ بدايةُ
جديدة لا نهاية جزء !

-
صدقتِ تماماً ، قد يقولون ان العقلَ هو مركزُ القرارات الصائبة
لكنني أرى إن لم يتدخلِ القلبُ بها فلا طائل منها !
-
بالنسبةِ لكروستا فقد بدأت تكفُّ قليلاً عن استخدام عقلها كلياًّ .. وباتت
المشاعرُ تسيطرُعليها حالياً ..
لكنها مُخطئةٌ فعلاً ! قررت بغباءٍ الابتعادَ وتركَ حُبها الوليد مقتولاً
في مهدهِ قبلَ أن يرى النور حتى !
لكنها لا تعلمُ جيداً ، أن الابتعادَ يزيدُ الهوس بالمحبوب ، ولا يُغذي النسيانَ !
x.x1
-
يولاند الوغد ! يراقِبُها طوال الوقتِ لماذا ؟ هل هو فقط مجردُ اختبارٍ لحرق الاعصاب ؟
المسكينة ! لا تكادُ تخرجُ من وحلٍ إلا وتسقطُ في مستنقعٍ أقذر من سابقه ! >.<2
ثمّ .. أين كان عندما تمّ اختطافها ؟
ألا يجيدُ ملاحقتها إلا فارغةَ البالِ ؟ ألم يدّعي حبهُ لها ؟ إذاً
أين غابَ عنها ؟!
-
أندرُو العزيز ! خ

اسمح لي بأن أصفَكَ بالشهمِ من الرجال ! cool1
هكذا تكون القوةُ والشهامةُ يا فتى المَصائِب !
ولا أنسى الحميةَ أيضاً ، تلكَ التي تجري منك مجرى الدمِ !
اعتبارُك كروستا كأنها أختُك أو أكثَر ، كانَ شيئاً موثراً
الأمرُ صعبٌ عليكَ تفهمتُ ذلك ..
لكن ما كانَ عليكَ رفعُ ضغطكَ على بلادةِ جيو :heee:
ثِقْ أن كروستا ستحررهُ من هذه البلادةِ

-
كروس وغباءهاا ! أيسيرُ الانسانُ إلى مقتلهِ بقدميه ؟ >.<2
يا لها من بلهاء !
بصرااحةٍ الأمرُ مستغربٌ قليلاً .. خ
كيفَ لكروس أن يكون لها هذا الكمّ الهائل من الحاقدين ؟ :heee:
ما يسبب ليَ الغثيانَ هو أسبابهمُ التافهه x.x1
هذا الفصلُ مليءٌ بالـأكشنِ يا فتآهٌ !
-
جيوووو
ما أشدّ تفاهتكَ انت الآخر !
لم تصرّانِ على النسيانِ والذكرى الجميلة
سُحقاً لغباءكما المُعدي !
تُحبها ؟ افعل شيئاً تذكركَ فيه
أما جلوسكَ هكذا معتمداً على من لا يُعتمدُ عليه في حمايتها -يولاند- ، فلن ينفعك !
-
أجدتِ وصف المواقفِ الأكشنية ، لكنها ما زالت بحاجةٍ
إلى الشعور ، تعرفين قصدي !
لم تشعرني بالحماسةِ ! كأنني كنتُ أقرأُ موقفاً عابراً ..
لذلكَ ركزي على الجملِ الحركية ، والتي توحي لمخيلةِ
القارئِ ما توحيه مخيلتكِ لكِ !
أقصدُ أن تترجمي مشاعكِ وافكاركِ بلا تكلّفٍ ، وكوني على سجيّتكِ وحاولي التركيز
اياكِ والتسرع !
-
دعابةٌ جيدة يا نارو أنت وحثالةٌ معك :haa:
كان بإمكانكم شرح ما يحدث ببساطةٍ دون ترهيبٍ لقلبِ اندرو المرهف !
x.x1خي
لكنكم في النهايةِ أنقذتموها بشجاعتكم
-
واسفاه على شعركِ الطويل ز4
ثم ما هذا المظهرُ الجديد ؟ المظهرُ الصبيانيُّ الذي لا يستحسنُ ؟
كيف سيحافظُ جيو على حبه لكِ ما دمتِ قد انتزعتِ أنوثتكِ و
حياتكِ بيدكِ ؟
بلهاءٌ أنتِ !
تُغرقين نفسكِ لأن جيو عرف بأمرِ حُبك ؟ لا
بأس عزيزتي فهو يبادلكِ بالمثل !
ما كان من داعٍ للانتحار :heee:
لكنه أنقذكِ !
حبيبُ القلبِ لم يَهنُ عليهِ موتكِ !
يريدُ خوضَ معركةٍ جديده لكسبِ ثقتكِ ، فاستعدي !cool1
-
كان فصلاً يبدأ بنا بمرحلةٍ جديده ، معركةٍ محتدمه ..
أتمنى من كل قلبي ألا يطولَ الغياب ُ ح8

أستودعكِ الله
Krustavia and Nor*! like this.
__________________



.
.

" لَسْتُ مَلآكَاً أَو شَيْطَانَآً ! أَنَاْ فَقَطْ .. إِنْسَانٌ ! "
.
.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حط صورة الانمي اللي تحبه وصف اللي تحبه فيه واكثر شخصيه تحبها فيه LAVANIT أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 01-21-2012 01:21 PM
انا اقول ان النار لا تخلف رماد ..انت ماذا تقول ..شاركني برايك لـواء حوارات و نقاشات جاده 4 08-07-2010 12:41 AM
المؤثرات البشريه حيث تختبئ الحقيقة المره *sousou* نور الإسلام - 0 07-02-2010 12:33 PM
رماد من تحته جمر مشتعل Mindhacker خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 1 06-09-2008 02:08 PM


الساعة الآن 06:21 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011