10-22-2015, 05:57 PM
|
|
خصلة من كتاب" المفكرة الريفية"
justify]
ألف رغيف يدخل فرن الضيعة، وألف رغيف يخرج منه، يا حبيبة، فلا والله ما رأت عيني رغيفاً قد إحمر كخدك، ولا رأت عيني رغيفاً قد احترق كقلبي
الفراشة البيضاء
تحط وتنهض، ولا حطت ولا نهضت! بل جاءت في سياق الهواء، تلتمس بطرف جناحها ورقة النبتة، فلما أحست النداوة من قريب أقلعت بالجناح. ويا لطف مقامها بين ورقتين! تسأل، حينئذ نفسك: أخضراء أو بيضاء! ونبات بروح، أو روح بنبات؟!...
خيمة البركة
في الريف ظلان يحلو لظهر الأرض حملهما: ظل الشجرة، وظل الفلاح! يدل الأول على أن التربة جيدة، ويدل الآخر على أنها تعطي، فلا ينبغي أن تترك. فكأن ظل الشجرة وفاء من الأرض للفلاح، وكأن ظل الفلاح وفاء منه للأرض!
والشجرة في الغابة كالرجل في الشارع: لها ألف نظير. فأما حين تنفرد في حقل، أو على رابية، أو عند منعطف طريق، فهي ملعب الريح، وملتقى الطير، ومائدته، ومرقص مناقيره بين الورق والثمر...
فيا خيمة البركة: هنيئا ً لك بانفرادك
دواة في الريف
الحبر، ويحك، نور أسود وكنز سائل! وهو عطر الدفاتر، وشبع الفراغ، وري البياض، وغيث الورق. بل هو نقش الهوى، ولون العقول في القرطاس، فما لك تخشى على أطراف أصابعك أن تشاب بسواده؟!
وليس من شيء هو ألذ في الشم، ولا أضوع، ولا أقرب الى مرتبة التشهي، من حبر جديد، في كتاب جديد - تمر يدك عليه، فكأنك تمس حركات الخواطر برؤوس أناملك... بل ان هذا النسيم، الذي تؤديه أفواه الدويات، لأطيب من فم الحبيب، ومن نفسه، ومن "زمان الوصل بالأندلس"...
وخير المداد: الأسود- فهو خبز الجميع! أما ما كان منه أحمر باحرا ً، أو أصفر وارسا ً، أو أخضر حانئا ً، فبحسبك من الكلفة فيه، معرفة هذه النعوت التي له! وخير ما يغط في حق الذوق ومدهنة الرأي: قصبة نبتت في بسيط أفيح، وعاشت على طلاقة، وضياء، وماء، تلعب بين الرياح بلا معارض، ثم بريت على هواك، وشقت على خطتك في تحريك القلم.
وبعد، فيا عجبا ً لهذه الدواة، في هذه الزاوية من الريف، كيف نسيت بلا ختم! أفلا يخشى الذي ترك هذا القمقم السحري بلا سداد أن تهيج رائحته وتطير الى أنوف الفلاحين؟!.
امين نخلة
المفكرة الريفية |
[/justify]
|