|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 8 المسألة التاسعة : اختلفوا ، في أنَّها : هلْ قالتْ معهم : { إِنّى نَذَرْتُ للرحمن صَوْماً }؟؟؟. فقالَ قومٌ : إنِّها ما تكلمتْ معهم بذلكَ ـــــ لأنَّها كانتْ مأمورةٌ بأنْ تأتي بهذا النذرِ عندَ رؤيتِها ، فإذا أتتْ بهذا النذرِ ، فلو تكلمتْ معهم ، بعدَ ذلكَ لوقعتْ في المناقضةِ ، ولكنَّها أمسكتْ وأومأتْ برأسِها . وقال آخرونَ : إنِّها ما نذرتْ في الحالِ : بلْ صبرتْ ، حتى أتاها القومُ فذكرتْ لهم : { إِنّي نَذَرْتُ للرحمن صَوْماً فَلَنْ أُكَلّمَ اليوم إِنسِيّاً } وهذهِ الصيغةِ ، وإنْ كانتْ عامة ، إلا أنَّها صارتْ بالقرينةِ مخصوصة ، في حقِّ هذا الكلامِ . {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) } وفيهِ مسائلٌ : المسألة الأولى : اختلفوا : في أنَّها كيفَ أتتَ بالولدِ على أقوالٍ : الأول : ما رويَ : عنْ وهبٍ ، قالَ : أنساها كربُ الولادةِ ، و ما سمعتهُ مِنْ الناسِ ، ما كانَ مِنْ كلامِ الملائكةِ ، مِنْ البشارةِ : بعيسى عليهِ السَّلام !!! ، فلمَّا كلمَّها : جاءَها مصداقُ ذلكَ ، فاحتملتهُ وأقبلتْ بهِ إلى قومِها . الثاني : ما رويَ : عنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما : أنَّ " يوسفَ " انتهى بمريم إلى غارٍ ، فأدخلًها فيهِ : أربعينَ يوماً ، حتى طَهُرتْ مِنْ النفاسِ ثمَّ أتتَ بهِ قومها تحملهُ ، فكلمَّها عيسى في الطريقِ ، فقالَ : يا أُمَّاهُ : أبشري : فإنِّي عبد اللهِ ومسيحه !!؟؟. وهذانِ الوجهانِ : مُحتملانِ ، وليسَ في القرآنِ ما يدلّ على التعيينِ . المسألة الثانية : { ... فَرِيًّا ... } : ( الفريء ) ، البديع ، وهو مِنْ فري الجلد . يُروى : أنَّهم لمَّا رأوها و معها عيسى عليهِ السَّلام قالوا لها : { لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً } فَيُحتمل أنْ يكونَ المراد شيئاً عجيباً خارجاً عنْ العادةِ ، مِنْ غيرِ تعييرٍ وذمٍّ ، ويُحتمل أنْ يكونَ مُرادهم شيئاً عظيماً مُنكراً ، فيكونَ ذلكَ منهم ، على وجهِ الذمِّ ، وهذا أظهر لقولهِم بعدهِ : { يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا } لأنَّ هذا القول ظاهرهُ التوبيخ ، وأمَّا هرون ففيهِ أربعةِ أقوالٍ : الأول : أنَّهُ رجلٌ صالحٌ مِنْ بني إسرائيلَ : يُنسبُ إليهِ كلّ مَنْ عُرفَ بالصلاحِ ، والمراد : أنَّكِ كنتِ في الزُّهدِ : كهرون ، فكيفَ صرتِ هكذا ؟؟؟. وهوَ قولُ قتادة و كعب و ابن زيد و المغيرة بن شعبة : ذُكِرَ أنَّ هرونَ الصالح تبعَ جنازته أربعونَ ألفاً كلّهم يُسمَّونَ هرونَ : تبرُّكاً بهِ وباسمهِ . الثاني : أنَّهُ أخو موسى عليهِما السَّلام ، وعنْ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّما عنوا هرونَ النَّبيّ ، وكانتْ مِنْ أعقابهِ ، وإنِّما قيلَ : أُخت هرون ، كما يُقالُ : يا أخا همدان : أي يا واحداً منهم . والثالث : كانَ رجلاً مُعلِناً بالفسقِ : فنُسبتِ إليهِ : بمعنى التشبيهِ لا بمعنى النسبةِ . الرابع : كانَ لها أخٌ : يُسمَّى هرون ، مِنْ صلحاءِ بني إسرائيلَ ، فَعُيرتْ بهِ ، وهذا هو الأقرب لوجهينِ : الأول : أنَّ الأصلَ في الكلامِ الحقيقةِ ، وإنِّما يكونُ ظاهر الآيةِ محمولاً ، على حقيقتِها ، لو كانَ لها أخٌ مُسمَّى بهرونَ . الثاني : أنَّها أُضيفتْ إليهِ ، ووصفَ أبواها بالصلاحِ ، وحينئذٍ يصيرُ التوبيخ أشدّ ، لأنَّ مَنْ كانَ حالُ أبويهِ وأخيهِ هذهِ الحالةِ ، يكون صدور الذنبِ عنهُ أفحش . المسألة الثالثة : القراءةُ المشهورة : { .. مَا كَانَ أَبُوكِامرأَ سَوْءٍ ..} وقرأَ عمرو بن رجاء التميمي : { ما كانَ أباكِامرؤ سَوْء } . المسألة الرابعة : أنَّهم لمَّا بالغوا في توبيخِها : سكتتْ وأشارتْ إليهِ : أي إلى عيسى عليهِ السَّلام : أي هو الذي يُجيبكم ، إذا ناطقتموهُ. وعنْ السدي : لمَّا أشارتْ إليهِ : غضبوا غضباً شديداً !!! وقالوا : لَسخريتها بنا أشدّ مِنْ زناها . رويَ : أنَّهُ كانَ يرضعُ ، فلمَّا سمعَ ذلكَ : تركَ الرِّضاع , وأقبلَ عليهم بوجههِ ، واتكأَ على يسارهِ وأشارَ بسبابتهِ ، وقيلَ : كلَّمهم بذلكَ ، ثمَّ لمْ يتكلَّم ، حتى بلغَ مبلغاً يتكلَّمُ فيهِ الصبيانُ . وقيلَ إنَّ زكرياءَ عليهِ السَّلام : أتاها عندَ مُناظرةِ اليهودِ إياها ، فقالَ لعيسى عليهِ السَّلام انطقْ بحُجتكَ إنْ كنتَ أُمرتَ بها ، فقالَ عيسى عليهِ السَّلام عندَ ذلكَ : { إِنّي عَبْدُ اللهِ ...} ( مريم : 30 ). فإنْ قيلَ : كيفَ عرفتْ مريم مِنْ حالِ عيسى عليهِ السَّلام ، أنَّهُ يتكلَّم ؟ قلنا : إنَّ جبريلَ عليهِ السَّلام أو عيسى عليهِ السَّلام : ناداها مِنْ تحتها : أنْ لا تحزني وأمرَها عندَ رؤيةِ الناسِ بالسكوتِ ، فصارَ ذلكَ : كالتنبيهِ لها ، على أنَّ المُجيبَ هو عيسى عليهِ السلام أو لعلَّها عرفتْ ذلكَ بالوحي إلى زكرياء أو لعلَّها عرفتِ بالوحي إليها ، على سبيلِ الكرامةِ . بقيَ ههنا بحثانِ : البحث الأول : قولهُ : { ... كَيْفَ نُكَلّمُ مَن كَانَ فِى المهد صَبِيّاً } أي حصلَ في المهدِ ، فـ ( كانَ ) ههنا : بمعنى حصلَ ووجدَ ، وهذا هو الأقربُ في تأويلِ هذا اللفظِ ، وإنْ كانَ الناسُ قدْ ذكروا وجوهاً أُخر . البحث الثاني : اختلفوا : في المهدِ ، فقيلَ هو حجرُها ، لما روى : أنَّها أخذتهُ في خرقةٍ فأتتْ بهِ قومها ، فلمَّا رأوها ، قالوا لها ما قالوا ، فأشارتْ إليهِ ، وهو في حجرِها ، ولم يكنْ لها منزلٌ مُعدٌّ ، حتى يُعدُّ لها المهد أو المعنى : كيفُ نُكلَّمُ صبياً سبيلهُ أنْ ينامَ في المهدِ . { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)} اعلمْ أنَّهُ : وصفَ نفسهُ بصفاتٍ تسع : الصفة الأولى : قولهُ : { إِنّى عَبْدُ اللهِ } وفيهِ فوائد : الفائدة الأولى : أنَّ الكلامَ منهُ ، في ذلكَ الوقتِ : كانَ سبباً للوهمِ ، الذي ذهبتَ إليهِ النصارى ، فلا جرمَ : أول ما تكلَّمَ إنِّما تكلَّمَ ، بما يرفعُ ذلكَ الوهمِ ، فقالَ : { إِنّى عَبْدُ اللهِ } وكانَ ذلكَ الكلام ، وإنْ كانَ موهماً ، مِنْ حيث : إنَّهُ صدرَ عنهُ في تلكَ الحالةِ ، ولكنَّ ذلكَ الوهم : يزولُ ولا يبقى ، مِنْ حيث : إنَّهُ تنصيصٌ على العبوديةِ . الفائدة الثانية : أنَّهُ لمَّا أقرَ بالعبوديةِ ، فإنْ كانَ صادقاً ، في مقالهِ ، فقدْ حصلَ الغرضُ ، وإنْ كانَ كاذباً : لم تكنِ القوَّة قوَّة إلهية ، بلْ قوَّة شيطانية ، فعلى التقديرينِ : يبطل كونهُ إلهاً . الفائدة الثالثة : أنَّ الذي اشتدتْ الحاجةُ إليهِ ، في ذلكَ الوقتِ : إنَّما هو نفي تُهمة الزِّنا عنْ مريم عليِها السَّلام : ثمَّ إنَّ عيسى عليهِ السَّلام ، لم ينصُّ على ذلكَ ، وإنَّما نصَّ على إثباتِ عبوديةِ نفسه : كأنَّهُ جعلَ إزالة التهمةِ عنْ اللهِ تعالى أولى ، مِنْ إزالةِ التهمةِ عنْ الأمِّ ، فلهذا أولُ ما تكلَّمَ إنَّما تكلَّم بها . الفائدة الرابعة : وهي : أنَّ التكلَّمَ بإزالةِ هذهِ التهمةِ ، عنْ اللهِ تعالى : يفيد إزالةَ التهمةِ عنْ الأُمِّ : لأنَّ اللهَ سُبحانهُ لا يخصّ الفاجرة بولدٍ في هذهِ الدرجةِ العاليةِ والمرتبةِ العظيمةِ . وأمَّا التكلَّم بإزالةِ التهمةِ عنْ الأُمِّ : لا يفيد إزالةَ التهمةِ ، عنْ اللهِ تعالى ، فكانَ الاشتغالُ بذلكَ أولى ، فهذا مجموع ، ما في هذا اللفظِ مِنْ الفوائدِ . واعلمْ أنَّ : مذهبَ النصارى مُتخبطٌ جداً ، وقدْ اتفقوا : على أنَّهُ سُبحانهُ ليسَ بجسمٍ ولا مُتحيزٍ ، ومعَ ذلكَ : فإنَّا نذكرُ تقسيماً حاصراً ، يبطلُ مذهبهم على جميعِ الوجوهِ ، فنقولُ : إمِّا أنْ يعتقدوا : كونهُ مُتحيزاً أو لا ؟؟؟ . فإنْ اعتقدوا : كونهُ مُتحيزاً ـ أبطلنا قولهم بإقامةِ الدلالةِ ، على حدوثِ الأجسامِ ، وحينئذٍ يبطل كلّ ما فرعوا عليهِ . وإنْ اعتقدوا : أنَّهُ ليسَ بمُتحيزٍ : يبطلُ ما يقولهُ بعضهم ، مِنْ أنَّ الكلمةَ : اختلطتْ بالناسوتِ ، اختلاط الماءِ بالخمرِ وامتزاج النارِ بالفحمِ ، لأنَّ ذلكَ لا يعقلُ إلا في الأجسامِ ، فإذا لم يكنْ جسماً استحالَ ذلكَ ، ثمَّ نقولُ للناسِ قولانِ في الإنسانِ : منهم مَنْ قالَ : إنَّهُ هو هذهِ البنية أو جسم موجود في داخلِها ، ومنهم مَنْ يقول : إنَّهُ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 6 | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 10 | 10-24-2015 05:21 PM |
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 7 | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 4 | 10-23-2015 11:01 AM |
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 3 | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 6 | 09-02-2015 05:43 PM |
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 1 | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 5 | 08-24-2015 09:36 PM |
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 2 | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 0 | 08-18-2015 02:15 PM |