ظللت ادور كالبلهاء حول نفسي في دوائر واغلال الخوف قد تملكت من قلبي لتوثق الحكم عليه غير تاركه اي سبيل للفرار منها،فأذ بيدي تقبض الحكم علي ابواب الزنزانه تاره وتاره يصدر فمي نحيبا يعج المكان بالضوضاء وعقلي تتراكم به الافكار حتي تعجز ان تجد مكانا يحتويها اكثر من ذلك،ولكن كل ذلك حال دون جدوي فلم يسمعني احد ولم يأتي احد الي،لم استطع الاحتمال اكثر من ذالك وجثيت علي ركبتاي وما هي إلا ثواني وقد وجدت نفسي اجهش بالبكاء كالطفله الضائعه ولم اعد اعلم ماذا افعل بعد الان،همساته جائتني علي حين غره حينما كنت منشغله بالصراخ ثم سمعت صوت تأوهه ويصاحبه ضجه اثر تلامس الحديد مع بعضه البعض ليشد انتباهي ويفرغ عقلي من كل ما شوشه،نظرت خلفي بأتجاه السريران المعلقان لأري رجلان نحيلتان ممدتان من علي السرير ووجهه الممتعض وهو ينظر لي وقد وضع احدي يداه علي وجه محاولا التخفيف من صداعه ليتفوه اخيرا قائلا
-تبا ياللازعاج الم يجدوا لي شريكا اكثر هدوئا
لان ذاك الفتي كان جالسا علي السرير العلوي فقد كان الظلام الحالك يغطي وجهه وبالكاد تمكنت من رؤيته،قفز من علي السرير ارضا وقد كان هذا مأتي الغبار الذي احتشد بالغرفه وكان سبب تعسر الرؤيه بغض النظر عن صوت سعالي الذي ملأ الزنزانه،ليخرج اخيرا من بين الغبار فتي في مقتبل العمر
شعره البرتقالي مسترسل علي وجهه وعيناه الزرقاوتان قد ذكرتني بزرقه البحر وزهاء لونه وقد زينت رأسه ريشتان زهريتا اللون قد اعطته منظرا لطيفا جدا،اقترب مني بخطواط ثابته وقال بثقه ممزوجه بشئ من التكبر
-ولكن من انتي بحق الله؟
صمت ولم الفظ بكلمه واحده حتي ارتسمت علي وجهه علامات الدهشه ثم وضع يده علي خصره وقال بلا مبالاه
-ولكن ألم تسمعينني؟
التزمت الصمت مجددا ولكني ما لبثت حتي وضعت يدي فوق رأسي بغايه قياس طولي ثم اعدت وضعها فوق رأسه،دهش من حركتي تلك ولكنني قاطعته عندما سألته بأهتمام وجديه قد امتزجا معا
-اخبرني كم عمرك؟
استمرت علامات الدهشه بكسي وجهه ثم رد علي سؤالي قائلا
-انا في الخامسه عشر من عمري،ولكن لما السؤال؟!
لم يكن علي وجهي ايه علامات ولكن لم تمر بضعه ثواني حتي تلون وجهي بالاحمر وتجمعت الدموع بعيناي وانا اضع يدي علي فمي محاوله اخفاء ضحكتي ولكنني فشلت،وإذ بي انفجر ضحكا دون توقف ممسكه معدتي التي ما عادت تتحمل
نظر لي ذاك الفتي نظره اشمئزاز وقال لي
-ولكن هل انتي بلهاء
-اعتذر اعتذر
اعتذرت وانا اوحاول كبت ضحكتي حتي تمكنت من ذالك اخيرا ثم قلت له بأنفاس متقطعه
-انك حقا قصير جدا بالنسبه الي عمرك
اجمر وجهه خجلا ثم قال محاولا ان يغير الموضوع
-ولكن هل انتي بموقف يسمح لك ان تركزي علي طولي
حككت رأسي وانا ابتسم واقول
-معك حق
انزل رأسه الي الاسفل وتلي تلك الحركه وضع يده علي وجهه وهو يقول بأسي
-انتي ميؤوس منك بالفعل
وبينما هو يشكوا لمحت عيناه الكره الزجاجيه التي في جيبي ليوأشر عليها وهو يقول بتساؤل
-ولكن ما هذه؟
نظرت الي مقصده ثم قلت له
-اه اتقصد هذه في الحقيقة
لم اكمل جملتي وأذ بالكره الزجاجيه تقع من جيبي فنزلت مسرعه لألتقطها حتي لا تنكسر واثر فعلتي تلك سقطت العبائه المهترأه من فوق رأسي ليتطاير شعري بالهواء وبنفس اللحظه تتسع عينا ذاك الفتي من الصدمه بينما انا انظر للكره متعجبه انها لم تنكسر،التفت له وانا اقول حامله الكره بيدي
-انظر لقد سقطت ولم تخدش حتي
ولكنه لم يجبني فنظرت الي وجهه وتلك النظرات التي ارتسمت عليه فقلت له بخوف
-ولكن م
لم اكمل جملتي حتي وجدته امسك ببعض خصلات شعري ولكنها ما لبثت حتي سقطت من يديه وعادت لمكانها ليقول اخيرا وتلك الملامح لم تتخلي عنه
-هل هذا لون شعرك الاصلي
قالها وصوته كان مليئا بالقلق تعجبت من هذا ولكنني رددت عليه قائله
-نعم،في الحقيقه لقد تناقلت عائلتي هذا اللون لاجيال
ازدادت عيناه اتساعا وعاد ليقول
-اخبريني كيف كان لون السماء عندما اتيتي الي هنا
لمعت عيناي ثم قلت له
-لقد ذكرتني بزهور الساكورا في لونها لقد كانت جميله جدا
غادرت ملامح الصدمه وجهه وارتسمت علي وجهه ابتسامه ثقه وهو يقول
-اذا فأنتي هي المعنيه
نظرت له بغباء ثم سألته
-ولكن ماذا تقصد؟
قاطع حديثنا ذاك الصراخ الخشن من خلفنا وهو يقول
-حان وقت الغداء
نظرت خلفي بينما ذاك الفتي نظر امامه لنري ذاك الحارس الذي سخر مني يتثائب وهو يضع المفاتيح في باب الزنانه ويقول بصوته المتعب
-ياللعمل المرهق افكر بأن استقيل حقا
قام بفتح باب الزنزانه ليكمل بتملل
-علي اية حال لا تتسببا بالمشاك
لم ينهي جملته حتي رمي كتاب ثقيل علي وجهه وقد اسقطه ارضا مغميا عليه بعدما ضرب رأسه بالحائط
نظرت بتعجب خلفي لأري ذاك الفتي وهو يقول للحارس
-ما رأيك ان اساعدك بأتخاذ قرارك
ثم سبقني وخرج من الزنانه وانا انظر له في دهشه لينظر لي هو بأستغراب قائلا
-ولكن ألن تتحركي
-إلي اين؟!
قلتها بتعجب ليرد علي قائلا
-سأخذك الي ذاك العجوز
واكمل ركضه ولكنني ما لبثت حتي تبعته انا الاخري واثناء ذلك قلت له
-ولكن ماذا تقصد ثم انك لم تخبرني بأسمك حتي الان
رد علي بأنفاس متقطعه امتزجت مع صوت لهاثه
-ستعرفين كل شئ عندما نصل ثم انني ادعي اكيو
-هكذا اذا حسنا وانا ادعي
لم يدعني انطق بأسمي حتي قاطعني قائلا
-اكاني،اعلم بذلك مسبقا
تعجبت من معرفته بأسمي من دون ان اخبره فأسرعت قائله له
-ولكن كيف عرفت ذلك؟!
-من لون شعرك
وقبل ان استفسره اسرع بسحبي من يدي بعدما اختبأنا وراء احد الجدران فقد كان هناك حارسان يمران بينما يتبادلان اطراف الحديث ويشتكيان من عملهما وما ان اختفيا من مرمي ابصارنا حتي اكملنا الركض،توقفنا اخيرا عند احدي الزنازن ولكنها لم تكن كسابقاتها فقد كانت اكثر اهترائا ورائحتها السيئه تستطيع شمها من علي بعد اميال ولم يكن هناك سرائر معلقه وإنما اصفاد ملقيه هنا وهناك في ارجاء الغرفه حتي ان منظر الغرفه لا يوحي بأنها زنازنه لبشري وإنما مسكن للحشرات التي لم تجد ملجأ لها ومن بين ذاك المنظر فقد كان هناك شئ لم الحظه إلا توا ففي نهايه الزنزانه المظلمه كانت الاصفاد تتجمع هناك وبعدما امعنت النظر بالكاد استطعت ان اري ملامح رجل كان هو مسعي كل تلك الاصفاد ،معلقا علي الحائط بلا حول له ولا قوه حتي كبر سنه فلحيته وحدها استطاعت ان تغطي نصف الاصفاد الملقاه علي الارض والتجاعيد علي وجهه من تعددها استطعت رؤيتها بذلك الظلام الذي خيم علي المكان،لم يأبه اكيو بأي من هذا حقا فقد بدي وكأنه قد اعتاد علي رؤيه هذا المنظر ولكن ابتسامه بارده شقت وجهه وهو يقول
-ألم تمت بعد ايها العجوز
رفع ذاك العجوز رأسه بالكاد وهو ينظر الي اكيو ويقول
-هل هذا انت اكيو
-ومن غيري
قالها اكيو بثقه ولكن العجوز ما لبث حتي اردف قائلا
-أذا ما سبب هذه الزياره المفاجأه،الم تخبرني في اخر مره انك تشمئز عندما تراني
-هذا صحيح ولكن ما معي يستحق ان اكسر الوعد الذي قطعته لك
وقد ارتسمت ابتسامه ثقه علي وجه اكيو بعدما انهي جملته ولكنه سارع بعدها بنزع العبائه من علي رأسي فقد اخبرني ان اعيد وضعها ونحن نركض بعدما وقعت داخل الزنزانه،وبعدما عاد شعري ليتطاير في الهواء فقد رأيت نفس التعابير التي رأيتها علي وجه اكيو مرسومه علي وجه ذاك العجوز،وما لبث حتي عاد اكيو وهو يقول
-اخبرتك انه امر مهم صحيح
ابتسم العجوز وهو يقول
-اذ فقد صرت ذا فائده اخيرا
العديد من التساؤلات كانت تدور في ذهني منذ ان رأيت الصدمه علي وجه اكيو والان لم اعد احتمل لاصرخ قائله
-ولكن الن يخبرني احد بما يحدث هنا
نظرا الاثنان لي ليردف بعدها العجوز قائلا
-ولكن الم تخبرها
نظر له اكيو بتأنيب ثم قال
-ولما تظن انني احضرتها إليك فأنت لم تخبرني بكل شئ عن الاسطوره وقتها
-هكذا اذا حسنا ايتها الفتاه الشابه ستجدين الحل عن كل اسألتك بعدما تسمعين الاسطوره
-ولكن اي اسطوره؟!
ما قاله ذاك العجوز زاد الاسئله التي دارت بعقلي،اختفت الابتسامه من علي وجهه لتكسيه بدلا منها تلك الملامح الجاده ليتفوه اخيرا قائلا
-الارض،الماء،الثلج،الهواء،واخيرا النار تلك هي العناصر التي تحافظ علي توازن عالمنا وقد تم تعيين حكام لكل مملكه حسب من يمتلك تلك القوه وقد عشنا في سلام لقرون حتي ولد الظلام بيننا فبعد موت احد الحكام واقواهم بما انه كان هو من يمتلك قوه النار فقد تولي ابنه الحكم ولكن الكراهيه والحقد قد تولدت بقلب شقيقه الاكبر فبالرغم من انه الاكبر سنا إلا ان وصيه والدهما كانت تعطي حكم المملكه الي الاخ الاصغر وبعد موته سيتولي ابنائه الحكم وقد استمرينا بالعيش في سلام تحت غطاء الشقيق الصغير اثناء حكمه ولكن وفي احدي الليالي عندما ما عاد قلب الشقيق الاكبر سنا يحتمل الكراهيه التي يملكها لاخوه الاصغر وان يكون هو مجرد يده اليمني فقد غدر بالمملكه وبأخيه وبوصيه ابيه كذلك عندما قام بحرق القصر الذي كانت تعيش فيه العائله المالكه حتي لم يتبقي إلا الغبار فقط وذكريات قد تلاشت مع منظر اللهب الخارج من القصر وبهذا فقد تم تعيينه الملك بعد موت اخيه وابنائه ولكن الملوك الاربعه الباقيين بدأوا بالشك في القصه التي لفقها الشقيق الاكبر والتي استعملها لينجوا بفعلته ومع مرور الايام اكتشفوا فعلته وغدره بالجميع
وما ان وقفوا بوجهه للانتقام لفعلته النكراء فقد اتهمهم بالخيانه وامر بعزلهم عن البلاد وقام بتعيين ملوك ضعفاء لا يشغل بالهم إلا انفسهم فقط وبهذا فقد نجي بفعلته ولكن قبل رحيل الحكماء الاربعه فقد اخبرونا بشئ وأمرونا بحفره في اذهاننا"ملك النار سيعود وسيعيد لم شملنا مجددا وعندما يحدث هذا فسننتقم لكم لذا انتظروننا"كانت هذه اخر كلماتهم وبعدها لم يرهم احد
-ولكنني لا ازال لا افهم ما علاقه هذا بي
قلت هذا وانا مرتبكه ليعود ذاك العجوز ويقول
-بعدما ماتت عائله ملك النار فلم يعد هناك احد يملك دماء تلك العائله بعالمنا ولهذا فقد تم استدعائك فعائلتك هي العائله التي توارثت دماء عائله النار بعالمكي وانا متأكد ان معكي الدليل الذي سيجمع قواكي مع بقيه الملوك ويدلك عليهم
خلي وجهي من ايه تعابير فلم اعلم إن كان يجدر بي الضحك ام البكاء ام الصراخ ام الدهشه فقد حاولت ان استوعب ما قاله ذلك العجوز للتو،تمالكت نفسي ثم صرخت وانا اقول لهذا العجوز
-ولكن لما انا تحديدا بينما توراثت عائلتي كلها تلك الدماء
رد علي ذاك العجوز بهدوء قائلا
-لان قوتكي هي اقرب قوه للملك الذي تم قتله بكلمه اخري انتي اكثر شخص يمتلك قوه النار التي في دماء العائله المالكه
لم اعرف حقا ما الذي يتوجب علي قوله بعدها فأن يأتي هذا العدد من الصدمات تباعا لهو امر لا يصدق
-انهم قادمون
قال تلك الجمله اكيو وقد كسي وجهه علامات القلق،نظرت له وانا اقول له بخوف
-ولكن من تقصد؟
-انهم الحراس يبدوا ان ذلك الحارس الكسول قد استيقظ اخيرا من اغمائه
تملكني الخوف والقلق وبالكاد استطعت التكلم وانا اقول لأكيو بصوتي المرتجف
-ولكن ماذا سنفعل الان
ارتسمت علي وجهه علامات الثقه وهو يقول
-بالتأكيد سنهرب من هذا المكان
"ومن هنا بدأت رحلتي"
-ما علاقه ذالك العجوز بأكيو
-هل سيستطيعون الهربز4
-ما دخل اسم اكاني بلون شعرها عندما عرفه اكيو
-هل اكاني حقا تحمل دماء ملك النار>.<3
-هل حقا ستعيد اكاني لم شمل الملوك مجددا
-انتقاداتكم ورأيكم بتسلسل الاحداث
-رأيكم بالشخصيات حتي الان
هونتوني جومينيه علي التأخير بس كنت انتظر عدد الردود والمتابعين قبل انزال البارت الثاني+ستبدأ الامتحانات الشهريه الاسبوع القادم ولهذا فقد اتأخر بتنزيل البارت القادم>.<3
وما تنسون ما ابي ردود سطحيه مطلقا رجائا
ملاحظه:تم تعديل البارت الاول لاني كنت مستعجله