عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree10Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #136  
قديم 01-13-2008, 04:10 PM
 
رد: قصة رومنسيه رووووووعه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عضوه متميزه مشاهدة المشاركة
وانا تاني وحدة ارد على الجزأين
عنجد يسلمو ايديكي عليهم
ويارب طارق يتزوج وعد
(لانو الشي ما بيجي بالغصب)
ويلا عشان نعرف بدنا تنزلو الاجزاء بسرعة
أهلا حبيبتي و ممكن تكوني الأخيرة بالرد بس انا عارفة أنك لا يمكن تبخلي علينا بردك الحلو ويارب طارق يتزوج وعد زي ما قلتي
  #137  
قديم 01-13-2008, 04:11 PM
 
رد: قصة رومنسيه رووووووعه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adjreveur2006 مشاهدة المشاركة
وانا التالتة مشكووووووووووووووووووووورة حبيبتي عالجزئين
عفوا و مشكووووووووووووورة على الرد
  #138  
قديم 01-13-2008, 04:12 PM
 
رد: قصة رومنسيه رووووووعه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دوووودوووو مشاهدة المشاركة
رووووووووووووووعه

يالاااااااااااااااااااااا مستنيين الباقي
بسرررررررررررررررررعه
مشكوووووورة و استني شوي على أيش مستعجلة القصة ما راح تطير
  #139  
قديم 01-13-2008, 04:46 PM
 
رد: قصة رومنسيه رووووووعه

لا. لا. لا ...حبيبتي بطيخات ليش بتدعي إنو طارق يتزوج وعد ..أنا بدي وعد تتزوج هشام ..( حراااام عليكم والله هشام أحسن من طارق بألف مرة )
  #140  
قديم 01-13-2008, 05:01 PM
 
رد: قصة رومنسيه رووووووعه

اهلا بأعضائنا الحلويين و ردودهم الحلوة بس أنا عتبانة عليكم كتيييييييييير هيك ما حدا بحكي شي لكاتي بعد الحكي الحلو اللي قالته على كل حال أنتوا حرين وهلا تفضلوا الجزئين

* الجزء التاسع عشر*
(ماذا تعني بكلماتها؟)


دلفت وعد الى القسم وهي تتنهد.. وتوجهت لتجلس خلف مكتبهابهدوء.. فتسائل أحمد قائلا:لم استدعاك المدير؟..
التفتت له وعد وقالت: لقد تحدث الي بشأن موضوعي وانه ربما يحدث بعض المشكلات.. واخبرني انه سيوافق عليه على ان اتحمل انا تلك المشكلات..
سألها طارق في هذه المرة قائلا: وبماذا اجبته؟..
هزت وعد كتفيها وقالت: بالتأكيد وافقت..هل ارفض فرصة نشر موضوع كهذا من اجل بضع مشكلات..
ابتسم طارق بهدوء وقال: جيد انك لم ترفضي..
وظل يتأملها لوهلة قبل ان يلتفت عنها ويعود لممارسة عمله وكلمات خاطرتها لا تكاد تبارح ذهنه.. (" برودك يغيظني..تجاهلك يثير حيرتي..أخبرني اي شخص هو أنت ..لا ..بل من أنت؟..لم اشعر بكل هذا الاهتمام؟ ..وأنت لا ترفع رأسك وتنظر الى الأمام ..إلي..انظر إلي ..حقاً أريد أن أراك..أريد أن اعلم أي شخص هو أنت ..برود وصمت..ام اهتمام خلف قناع من ثلج؟..أحقا تشعر كباقي البشر..أم بت صلبا كالصخر..بالله عليك كرهت هذا الصمت..تحدث واخبرني ...من أنت؟..")
كل كلمة من هذه الكلمات تعود لتدوي في ذهنه.. لتمنعه من مواصلة عمله.. ورمى بالقلم بهدوء ليتأمل ملامحها الجميلة ويهمس لنفسه قائلا: (ماذا فعلت بي يا وعد؟.. مجرد كلمات اجبرتني على التفكير بك طوال الوقت.. على ان تظل صورتك محفورة في ذهني..لقد بدأت اعتاد حياتي هذه ..فلم جئت الآن؟..لا اريد ان يعود قلبي للنبض مرة اخرى..لقد احطت مشاعري منذ سنين بجبال من الجليد.. فكيف في ايام فقط استطعت ان تذيبي منها الكثير.. اشعر اني قد بدأت اعود الى شخصي الاول..الى طارق الذي فارقته منذ ثمان سنين..طارق المتفاؤل.. المرح.. الذي ينظر الى الحياة بنظرة سعيدة..الذي كان يمنح الحياة كل شي دون ان يطلب منها سوى سعادته.. لم يرغب في حياته بشيء غير ان يشعر بأن احلامه ستتحقق في يوم.. احلامه التي عاش سنتين لأجلها.. ولكن ...
وكأن الحياة تبخل عليه مجرد الشعور بالسعادة.. حطمت احلامه.. قتلت أمنياته.. جرعته كأس المرارة لسنين طويلة..وكأن ليس من حقه ان يبتسم فقد ابتسم بما فيه الكفاية..
وعاد ليتطلع لوعد ويهمس لنفسه من جديد قائلا: ( ولكن هاهي ذي وعد أمامي..ربما ارسلها لي القدر لتعود السعادة الى حياتي الآن..لأطوي صفحة الآلام الى الابد.. وابدأ من جديد..ترى هل انا محق؟.. هل اترك قلبي لوعد؟.. ام اتجاهل مشاعري واقبل بالحياة التي اعتدت عليها منذ سنين.. لماذا دخلت الى حياتي الآن يا وعد؟.. ألتبعثي في نفسي كل هذه الحيرة وتعيدي الي آلام الماضي..ام لكي تمنحيني بصيص امل اكمل به طريقي.. لو تعلمين يا وعد..فقط لو تعلمين انني لم اعد استطيع الابتعاد عنك مطلقا.. ربما تندهشين.. تستغربين.. ولكنها الحقيقة.. لقد بات قلبي ينبض لأجلك.. اجل لأجلك انت.. هل بت تشعرين بي؟.. وب....
جاءه صوت وعد لتنتشله من افكاره وهي تقول: واخيرا حانت نصف ساعة الاستراحة..
رفع طارق حاجبيه للحظة وغمغم لنفسه قائلا: (هل غرقت في التفكير لكل هذا الوقت؟)
ووجد وعد تلتفت اليه وتقول بابتسامة عذبة: ألن ننهض؟..
أومأ لها طارق برأسه بهدوء وهو يقول : بلى..
نهضت من خلف مكتبها وقالت بحماس: لا زلت متشوقة لمغرفة تتمة حكايتك مع مايا..
قال طارق بهدوء: سأكملها لك اليوم اذا حصلت على الوقت الكافي..
وسارت برفقته الى حيث الكافتيريا .. وقال طارق بهدوء: اريد ان اخبرك انك ستواجهين الكثير من المصاعب في عملك هذا.. وخصوصا اذا كان الموضوع يتعلق بشخص ما مسئول في الدولة.. والصحفي الحقيقي فقط هو الذي يمكنه مواجهة مثل هذه الامور..
واردف وهو يلتفت لها: لا تستغربي ان قلت لك انه ربما تتعرضين للفصل من العمل بسبب مجرد موضوع قمت بكتابته .. او ربما يتم ايقافك عن العمل لمدة معينة.. هذا بالاضافة الى الخصم من الراتب.. ما اريده منك يا وعد.. ان لا تلتفتي لكل هذا.. مادمت تؤمنين بصدق ما تكتبين وبأثره على اصلاح وتقدم المجتمع.. تحلي بالجرأة والشجاعة .. وواجهي الجميع لتثبتي وتبيني لهم انك على حق.. وهم على باطل.. مادمت تعملين من اجل هدف نبيل..
تطلعت اليه وعد باعجاب ومن ثم سألته قائلة: أخبرني.. هل تعرضت انت لمثل هذا؟..
قا لطارق بهدوء: كثيرا.. فكثيرا ما تم الخصم من راتبي.. وكثيرا ما اوقفت عن العمل لفترة..
تطلعت اليه بحيرة: ولا زلت مستمرا فيما تكتب من موضوعات تنتقد المسئولين..
قال طارق بحزم: واكثر من هذا.. مادمت ارى الخطأ امام عيني.. فلم اصمت؟..هل انا اصم ام اخرس.. لم جئت للعمل في مجال الصحافة اذا.. ان كنت سأصمت عن الخطأ؟..

قالت وعد وهي تغمز بعينها: اخشى ان يتحول عملك يوما في الصحيفة الى عمل تطوعي اذا استمر الخصم من راتبك..
قال طارق مبتسما: لا تقلقي.. هناك حد معين لا يمكنه الخصم بما يفوقه..
قالت وعد وهي تتطلع الى طارق باعجاب: ولكنك على حق..فلا يهمني ان تم طردي من هذه الصحيفة يوما.. ما يهمني هو ان اعبر برأيي بكل حرية في هذا المجتمع وان استطيع توصيل هذه الاخطاء للناس..
قال طارق بابتسامة: تعجبني جرأتك..
خفق قلب وعد لاطراءه لها وابتسمت بدورها وقالت: وتعجبني انا طريقة تفكيرك..
واردفت بمرح: ولكن ليس دائما..
اتسعت ابتسامة طارق وهو يدلف برفقتها الى الكافتيريا ويذهب لشراء بعض الاعطمة له ولها.. قبل ان يعود ليجلس برفق وعد حول احدى الطاولات.. وقالت هي وهي ترتشف قليلا من كوب الشاي: هيا انا بشوق لسماعك ..كلي آذان صاغية..
صمت طارق قليلا ومن ثم قال: اظن انك لا تزالين تذكرين ان آخر ما رويته لك كان بخصوص تدريبها على ركوب الخيل .. اليس كذلك؟...
أومأت وعد برأسها ايجابيا فأردف طارق قائلا: حسنا.. لقد صعدت مايا آنذاك على ظهر الحصان وهي تشعر بالخوف والتوتر وتطلعت الي لفترة قبل ان تزدرد لعابها وتقول: ولكني اشعر بالخوف قليلا..
تطلعت اليها وقالت وانا امسك اللجام: لا تخشي شيئا وانا معك..
عادت لتزدرد لعابها وتقول: انها اول مرة اركب فيها حصانا.. اشعر انني ارتجف..
قلت بهدوء وانا التفت لها: لا تتوتري والا شعر الحصان بذلك..ورفض التحرك وربما تمرد ايضا..
قالت مايا بصوت مرتبك: انت تخيفني هكذا اكثر..
قلت وانا اشير بسبابتي: بل احاول تنبيهك الى بعض الامور قبل ان نبدأ..
وابتسمت لاقول مردفا: هل انت جاهزة الآن؟..
أومأت برأسها بتوتر..فأخذت أحرك الحصان بخطوات بطيئة.. واتطلع اليها بين الفينة والاخرى..والى القلق الذي يكتسي ملامحها ومن ثم قلت مبتسما وانا اسلمها اللجام: والآن حاولي قيادته وحدك..
تطلعت الي بدهشة وهتفت قائلة: ماذا تقول؟..هل تظنني قد جننت حتى اقود حصان لوحدي؟..
غمزت بعيني لها وقلت: هذا لايسمى جنونا بل تدريبا على ركوب الخيل..
واردفت بابتسامة مشجعة وانا اقدم لها اللجام: هيا حاولي لوحدك.. ستجدين الامر سهلا صدقيني..
ترددت وقالت بخوف: ولكن...
جذبت احدى كفيها لاناولها اللجام وقلت بابتسامة حانية: ستفعلينها يا مايا .. صدقيني.. انت قادرة على ذلك..
رأيت الارتباك يبدوا واضحا من ملامحها من مسكة يدي لكفها.. فتركت كفها وقلت: هيا يا مايا..
أومأ برأسها..والتقطت نفسا عميقا..قبل ان تحاول تحريك الحصان.. فقلت لها: اضربيه بحذائك بخفة..
قالت بشحوب: لن يتحرك.. فالأهبط من على ظهره افضل لي..
- بل ستكملين..هيا لا تستسلمي بهذه السرعة..
فعلت كما طلبت منها ولكن الحصان لم يتحرك فطلبت منها ان تفعل ذلك بقوة اكبر.. وهنا تحرك الجواد.. وشاهدتها تبتسم ابتسامة متوترة وتقول: لقد تحرك حقا..
اومأت برأسي وقلت مشجعا: هيا اكملي..
قالت بسعادة: لأول مرة اشعر بأناحدى امنياتي قد تحققت بالفعل .. اشعر ببشيء غريب وانا ارى فسي امتطي جوادا كما تمنيت دوما..انه لشعور رائع يا طارق.. اشعر وكأنني احلق بالهواء و....
وتوقفت بغتة عن مواصلة الحديث ..لا اعلم ما الذي اوقفها عن مواصلة كلماتها السعيدة المفعمة بالحياة والامل..والتفت لها لأعرف السبب.. وهنا فقط شاهدت الشحوب يكتسي وجهها فاسرعت اوقف الجواد وانا اسألها قائلا: ماذا بك؟؟..
عضت على شفتيها بألم وقالت مكابرة: لا شيء.. انا بخير..
قلت وانا اعقد حاجبي: اخبريني الصدق يا مايا..ما الذي حدث لك فجأة؟..
ازدادت علامات الألم على وجهها وقالت بصوت خفيض بالرغم منها: اريد ان اهبط من على ظهر الجواد..
تملكني الخوف بغتة.. انها اول مرة اراها فيها على مثل هذه الحالة من الشحوب والالم هل تعاني من شيء ما.. او من مرض ما.. او انه شعورها بالخوف ؟.. واتجهت اليها في سرعة لامد لها يدي واقول: سأساعدك..هيا اهبطي..
لم تعترض وهذا ما ادهشني.. هذا يعني انها لا تستطيع حتى الاعتراض.. امسكت بكفي وهبطت بمعاونتي من على ظهر الجواد.. ولمحت بوضوح اكبر في تلك اللحظة ملامح الالم البادية على وجهها فقلت بقلق وتوتر: مايا اخبريني ماذا بك؟؟
التقطت مايا نفسا عميقا.. شعرت معه انها تحاول ملء رئتيها بالهواء الذي اخذ ينفذ من رئتيها..وهذا يعني انها تشعر بالاختناق في هذه اللحظة او بالالم الشديد.. وقالت بصوت ضعيف: لا شيء يا طارق...لا شيء..
امسكت بكتفيها وصحت بحدة: لا تكذبي.. اخبريني الصدق.. انت تكادين تصيبيني بالجنون باخفائك مثل هذا الامر عني..
تطلعت الي بنظرة لم افهم معناها.. ومن ثم قالت بصوت خافت للغاية حتى انني بالكاد كنت اسمعه: طارق..دعك مني..انا لن احيا...طويلا..
اردت ان اسألها عن معنى ما قالته.. عن معنى هذه القنبلة التي فجرتها في وجهي بكلماتها.. عن معنى هذا الكلام الاحمق الذي نطقت به منذ ثوان.. ولكني لم استطع فلقد تهاوت بين ذراعي فاقدة للوعي....
لم اعلم ماذا افعل فقد تملكني الرعب والفزع الشديدين وشلاّ اطرافي وتفكيري.. مانعاني من فعل أي شيء للسيطرة على مثل هذا الموقف وانا أكاد اسمع ضربات قلبي التي أخذت تنبض بسرعة وخوف..ولكني وجدت نفسي اصرخ طالبا النجدة .. ووجدت عدد من زملاء النادي جاؤوا لمعاونتي..لا اعلم ماذا حدث لحظتها.. لقد كنت مشتت العقل تماما..لم أكن ارى أمامي سوى ضباب كثيف أخذ يحجب عني الرؤية تدريجيا ..وأخيرا تم نقل مايا الى قسم صغير للطوارئ بالنادي..
تستطعين القول ان هذا اصعب موقف مررت به في حياتي.. وأنا ارى مايا فاقدة الوعي تماما وبصعوبة اراها تتنفس..والتف حول فراشها في تلك الغرفة الصغيرة التي تم نقلها اليها بالقسم الطبي..عدد بسيط من الاطباء لا يتعدون ثلاثة..وعدد من الممرضات.. ومنعا الجميع من الدخول.. ووجدت نفسي اهتف بانفعال في وجه احدى الممرضات: ابتعدي عن طريقي اريد ان اراها..ليس من حقك منعي..
قالت الممرضة بحزم: ارجوك يا سيد..هذه هي اوامر الاطباء.. سيتم فحصها وبعدها يمكنك الدخول..
قلت بعصبية: فلتذهب اوامرهم الى الجحيم اتفهمين.. اريد رؤيتها الآن..
قالت الممرضة بهدوء: سيدي انك تعطلنا عن عملنا هكذا.. ارجوك انتظر قليلا..
كدت ان استمر في انفعالي لولا ان شعرت بأحد الزملاء يقترب مني ويقول وهو يضع كفه على كتفي: اهدئ يا طارق قليلا.. ودعهم يمارسون عملهم.. مايا عزيزة علينا جميعا .. والجميع يرغب في رؤيتها.. ولكن من أجلها سننتظر.. أليس كذلك يا طارق؟..
التفت نحوه وقلت بحدة: لن انتظر لحظة واحدة اكثر من هذا.. اعصابي تكاد تتحطم وأنا لا اعرف ماذا بها.. وما الذي اصابها فجأة.. لا افهم معنى تلك الكلمات الحمقاء التي نطقتها قبل ان تفقد الوعي..
تطلع الي زميلي بحيرة وقال: أي كلمات؟..
كدت ان أخبره.. لكن لساني ظل عاجزا عن اعادة نطقها .. وكأن قولها قد يصيب شيء من الحقيقة.. وهذا ما أخشاه ..وارفض تصديقه.. ووجدت نفسي ابتعد بخطوات بسيطة عن غرفتها.. وارمي نفسي على أحد المقاعد بانهيار.. ان ما يصيبني الآن اكبر من ان أتحمله.. ان اعصابي تكاد تتلف وانا انتظر في لهفة وقلق خروج أحد الاطباء ليخبرنا بما حدث لمايا...
توقف طارق عن السرد للحظة.. وبدا عليه ان عاد لتلك اللحظة وانه يراها الآن امام عينيه..والتقط نفسا عميقا محاولا السيطرة على مشاعره ومن ثم قال: وأخيرا خرج أحد الاطباء من تلك الغرفة.. ولم اكد المحه حتى اسرعت اليه وقلت بتوتر: طمئنا على مايا يا ايها الطبيب..
قال الطبيب بهدوء: هذه اعراض طبيعية واظن انه لا داعي لكل هذا الخوف.. فمرضى القلب يعانون من هذه الحالات بين فترة واخرى عند شعورهم بالخوف او التوتر الشديد واظن...
قاطعته كالمصعوق : مرضى القلب؟؟..اي هراء تتفوه به يا هذا.. ان مايا بخير وليست مصابة بأي شيء..
قال الطبيب بهدوء من اعتاد مثل هذه الأمور: انه مرض وراثي لديها على ما اظن.. وهي تتعالج منه منذ فترة.. واظن انها تدرك مثل هذه الاعراض التي تصيبها اثر مرض قلبها..
اتسعت عيناي عن آخرهما وانا احاول استيعاب أي كلمة مما نطق.. وانا احاول ان اقنع نفسي ان هذا ليس سوى كابوسا سأستيقظ منه بعد قليل.. اذا هذا ما كانت تعنيه بكلماتها .. انها مريضة بالقلب.. وشبح الموت سيظل يطاردها الى الابد .. سيكون الخوف من هذا المصير هو صاحبها في كل لحظة..
لم اشعر بنفسي الا وانا اندفع الى داخل غرفتها واسرع الى جوار فراشها لاتطلع اليها.. كانت تبدوا كالملاك وهي مغمضة العينين..بريئة الملامح.. ساكنة الاطراف..وشعرت بغصة مريرة تملأ حلقي .. وأنا اتخيل ان تكون مثل هذه الانسانة الرائعة مريضة بالقلب.. كيف يستطيع المرء تصديق ان هذا الجمال النائم سينتهي يوما ما..
حاولت تمالك نفسي لكن قدماي لم تعودا قادرتان على حملي فتهاويت على أحد المقاعد وأنا اتطلع الى وجهها بيأس كبير ..لماذا القدر لا يمنحني السعادة الذي تمنيت؟..اليس من حقي ان اكون سعيدا مثل بقية الناس؟.. هل عندما احببت وتملكت فتاة قلبي ارى هذا المصير المرعب ينتظرنا سويا.. ماذا فعلت لأشعر بكل هذا؟.. هل اخطأت عندما أحببت فتاة ما وتمنيتها لتكون شريكة لحياتي؟.. هل هذه جريمة ارتكبتها؟.. ام ان...
وتوقف عقلي عن التفكير.. لم استطع ان اتحمل المزيدمن هذه الآلام والا سأنهار..ان لم يكن الانهيار قد اصابني وقتها بالفعل .. رأيت عددا من الزملاءوالزميلات يدلفون الى الداخل ويتطلعون الى مايا بهدوء..يخفي احاسيسهم..ان الجميع يدفن بداخله حزن عميق لهذه الانسانة الرائعة التي كانت ولا تزال احدى اروع فتيات جامعتنا.. اسرت الجميع بطيبتها.. بمرحها ..باخلاقها.. برقتها وبغرورها احيانا.. اسرت قلبي ببرائتها..بشخصيتها وبأحلامها البسيطة.. وفي تلك اللحظة شاهدت احدى الزميلات تخفي فمها بكفها وهي تطلع الى مايا .. ولم تستطع الاحتمال اكثر.. فسالت دموعها على وجنتيها في الم وهي تحاول التماسك دون فائدة.. وقال احد الزملاء متحدثا لها: لا داعي للبكاء.. ان مايا بخير..
قالت وهي تتطلع اليه بعينان مغرورقتان بالدموع: لماذا لم تخبرنا مايا بهذا الامر؟..لماذا اخفته عنا؟..اريد ان اعلم..هل تظن انها لن تبقى عزيزة علينا لو اخبرتنا بحقيقة مرضها؟..
اجابها زميل آخر بهدوء: ان الامر اصعب مما تتصورين.. من الصعب على شخص ما ان يعبر عن مثل هذه الحقيقة للآخرين.. سيشعر وانهم سينظرون اليه دائما بشفقة وعطف.. وانه لا يربطه بهم سوى الشفقة لحاله لا شخصه هو..
لم تتوقف الدموع عن الانهمار من عيني تلك الزميلة.. وتبعتها زميلة اخرى .. وقال احد الزملاء لتدارك الموقف: انتن تزعجونها هكذا.. اما ان تصمتن او نخرجكن من الغرفة..
قالها بمرح مفتعل..في حين قالت احداهن: حتى التعبير عن المشاعر اصبح ممنوعا هذه الايام..
قال مبتسما بشحوب: اسمعوني جيدا.. سوف نبقى قليلا هنا ومن ثم نغادر جميعنا لندعها ترتاح.. اتفقنا..
كنت معهم بنصف عقل.. بنصف تفكير.. لم اكن استمع الى ما كانوا يقولونه بعدها الا لكلمات متفرقة.. لقد كانت انظاري معلقة بمايا طوال الوقت.. وجسدي هو الموجود بينهم فقط.. فعقلي وقلبي كانا مع مايا.. يرافقناها في كل لحظة في عالم احلامها.. تمنيت ان أخترق احلامها لأعلم بمن تفكر.. بمن تحلم في هذه اللحظة..
وايقظني من افكاري صوت أحد الزملاء وهو يقول لي: هيا يا طارق فلنغادر وندعها ترتاح.. سوف نأتي مرة اخرى لرؤيتها فيما بعد..
هززت رأسي نفيا وقلت: سأبقى معها ولن اغادر..
- وماذا سيفيد بقاءك معها؟..
- اريد ان اظل الى جوارها..
واردفت مبررا: فماذا لو نهضت ولم تجد أحد معها..ربما تحتاج الى شيء ما حينها ..
قال زميلي بهدوء: انها ليست طفلة.. ولابد انها قد اعتادت مثل هذه الامور..وكيف تتصرف لوحدها بالمشفى و..
رمقته بنظرة صارمة.. اصمتته وارغمته على عدم مواصلة حديثه.. فقال بارتباك: معذرة لم اقصد ما فهمته.. اعني انها تعرف كيف تتصرف لوحدها.. دعها لترتاح يا طارق وسنأتي جميعا لرؤيتها بعد قليل..
قال طارق باصرار: قلت لا.. ان كنتم تريدون المغادرة فغادروا لن امنع احدكم..
- لكن يا طارق س...
قاطعه زميل آخر قائلا: دعه وشأنه..ان كان يريد البقاء فليبقى معها..
واردف بخبث: فيبدوا انها غالية عليه بأكثر مما كنا نتصور..
تطلعت الى زميلي بصمت دون ان اعقب بشيء..لم اعترض؟.. لم ابرر؟.. لم افعل هذا؟..انني احب مايا حقا..احبها بكل مشاعري.. فهل افعل ما هو خطأ؟.. لست اخدعها او اكذب عليها .. انني مستعد للزواج بها اليوم قبل الغد ..لكن هل ستوافق هي؟.. هل ستوافق ان علمت انني قد علمت بأمر مرضها هذا؟.. ستظن انها شفقة او عطف مني.. لكن لا.. لن اسمح لها بأن تظن بي مثل هذا الظن.. انا احبها .. احبها ..ومستعد لفعل أي شيء لأجلها..لتعلم كم هي غالية بالنسبة لي..
لم اشعر بزملائي وهم يغادرون المكان..بصراحة لم اكن اشعر بشيء مما حولي مطلقا.. كانت ابصاري معلقة بمايا وهي ممدة على الفراش وشعرها الاسود الطويل يجيط بوجهها بنعومة.. بعكس بشرتها البيضاء الناصعة..ليخلق مشهد اجمل فتاة رأيتها في حياتي.. اكاد اسمع صوت ضربات قلبها.. والغرفة تخلوا من أي صوت أخر سوى صوت جهاز ضربات القلب الذي يستمر بالرنين في كل ثانية.. وانفاسها الهادئة تدل على نومها العميق..
وابتسمت بمرارة بالرغم مني.. كيف لي ان احتمل مثل هذه الفكرة .. ان مايا مريضة بالقلب.. وانها...
لكن لم اليأس.. لم؟..ان الله عز وجل قادر على كل شيء.. وقلت هامسا لتفسي: ( يا رب.. ابقي مايا لنا يا رب.. اشفها من مرضها..اسألك يارب العالمين.. اسألك وانت لا ترد سؤال الداعي اذا دعاك..ارحمنا برحمتك يا رب العالمين)..
لم اعلم كم مر من الوقت بعدها.. ساعة .. يوم.. اسبوع.. عام..لست اعلم.. كنت اشعر بكل ثانية تمر.. اشبه بالساعة.. لهذا لست اعلم كم قظيت في تلك الغرفة من الوقت..وتوقفت عقارب الساعة كلها فجأة .. اظن ان هذا ما حدث وقتها..وانا اسمع ذلك الصوت الخافت الذي همس: طارق..
تطلعت اليها بدهشة ومن ثم لم البث ان ابتسمت بحنان وانا اقترب منها قائلا: حمدلله على السلامة..
قالت بشحوب: اين انا؟..
جذبت مقعدا لي وجلست عليه وانا اقول: بقسم للرعاية الطبية بالنادي..
رأيت عيناها تتسعان بغتة.. وتمتمت بصوت مرتجف: اذا فقد عرفت..
امسكت بكفها لأقول بحب: عرفت ماذا؟..
تطلعت الى كفي الممسكة بكفها للحظة قبل ان تقول بمرارة: انني مريضة ولن احيا طويلا..
قلت مبتسما: وما ادراك؟.. هل تعرفين الغيب؟..
قالت وهي تشيح بوجهها بألم: لا.. ولكنه الواقع الذي علي ان اتقبله.. اعرف ان مرضي هذا لا شفاء منه.. وان نهايته هي الموت..
قلت محاولا تهدئتها: لا تقولي هذا .. من يدري .. هناك اشخاص اصحاء لا يعيشون لأكثر من عشرون عاما.. بينما يعيش اشخاص فقدوا الامل بالحياة لأكثر من ستون عاما..
لمحت الدموع تترقرق في عينيها وقالت: اتحاول ان تمنحني بعض الامل.. أعلم انني سأموت قريبا..
عقدت حاجبي وقلت: من يدري ربما اموت انا بعد لحظات من الآن..
قالت مايا باستنكار: لا تقل هذا..
قلت وانا اتطلع اليها بحنان: وانت ايضا لا تقولي مثل هذا الكلام التافه مرة اخرى.. لا تفقدي الامل يا مايا.. اتعدينني؟..
اومأت برأسها ومن ثم ضغطت على كفي الممسكة بكفها بحنان وقالت بصوت هامس ودافئ: اعدك..
************
تطلع عماد بابتسامة واسعة الى ليلى التي انتهت من عملها أخيرا.. وقال: وأخيرا.. لقد كدت ان انام..
قالت ليلى مبتسمة: لم يطلب احد منك انتظاري.. انت من فعل..
- الا ترين انه من الواجب عليك شكري بعد ساعة كاملة من الانتظار..
قالت ليلى مداعبة: ربما كان من الواجب علي لو انني انا من طلبت منك الانتظار معي..
قال عماد وهو ينهض من على مقعده: حسنا لا بأس في المرة القادمة انت من سيطلب بقائي معك..
قالت ليلى مبتسمة: من قال هذا؟..
غمز لها عماد بعينه وقال: سنرى.. والايام بيننا..
واردف بهدوء: هيا لنغادر الآن..
اومأت ليلى برأسها وهي تنهض من خلف مكتبها وتسير الى جواره.. الى ان وصلا الى مواقف السيارات.. وهناك سألته ليلى قائلة:الى أي مطعم سنذهب؟..
قال عماد مبتسما: انها مفاجآة ..
قالت ليلى بحيرة : ولكن هكذا لن استطيع ان اتبعك بسيارتي..
قال عماد وهو يفتح باب السيارة المجاور له: هل تسمحين اذا ان اوصلك انا الى هناك؟..
ظهر التردد جليا على وجهها فقال عماد بابتسامة حانية: الا تثقين بي؟..
تطلعت له ليلى ومن ثم قالت وهي تلمح ابتسامته الحانية: على العكس.. انت اكثر الشباب نبلا على وجه الارض بالنسبة لي..
ابتسم عماد وقال: اشكرك.. ان كلماتك هذه تسعدني..
ابتسمت ليلى واقتربت من سيارته بهدوء لتدلف اليها .. ويدلف عماد بدوره على مقعد القيادة وينطلق بالسيارة ...
************





*الجزء العشرون*
(هل هي النهاية؟)


قال طارق وهو يكمل سرده للحكاية: تستطيعين ان تقولي ان ماحدث بعدها اشياء عادية جدا.. لم يؤثر مرضها كثيرا على علاقتها بي او بالآخرين.. ولكني شعرت بأنها تحبني بحق ..لأول مرة اعلم بحقيقة مشاعرها وانها قد بادلتني المشاعر أخيرا.. لابد وانك تتسائلين كيف عرفت بحبها لي.. لقد بدأت اشعر باهتمامها الكبير تحوي.. بحنانها.. بلهفتها وشوقها كلما رأتني.. لم يكن هناك ما يفسر تصرفاتها.. الا انها قد بادلتني المشاعر أخيرا...
وجاء ذلك اليوم..كان يوما عاديا كأي يوم قد مر علينا جميعا.. نهضت صباحا لأذهب الى الجامعة ولم انس ان اتوجه الى زملائي لالقي التحية عليهم.. وعلى مايا خصوصا ..ورأيتهم جميعا جالسين حول احدى الطاولات بالكافتيرا ..فقلت بابتسامة مرحة: صباح الخير جميعا.. الا تكفون عن تناول الطعام ابدا؟..
قال أحدهم بخبث: ليس نحن.. انها مايا من اقترحت هذه الفكرة..
اشارت مايا الى نفسها وقالت باستنكار: انا؟؟..
اما انا فقلت: هذا يثبت لي انك انت صاحب هذه الفكرة..
ضحكنا جميعا في مرح..هذه هي حياتنا اليومية.. ابتسامة .. وفرح.. والم نخفيه في اعماقنا بعيدا عن انظار مايا..لم نستطع ان نتعايش مع مرضها بهذه البساطة ولكن مع هذا لم نحاول تغيير أي شيء.. على العكس لقد ازدادت لقاءاتنا.. وظننا اننا سنودع هذا المرض اللعين الى الابد.. وانه لا مكان له وسط كل هذه السعادة التي تعلوا وجوهنا..
ولكن..الواقع المرير كان اقوى منا جميعا.. ولا احد يستطيع منع القدر.. فبعد ان انتهت محاضرتي في ذلك اليوم رأيت احد الزملاء يسرع نحوي وهو يقول لي بصوت لاهث: طارق.. مايا..فقدت الوعي..
اتسعت عيناي برعب وقلت وقد سيطر التوتر على كياني بأكمله: وأين هي الآن؟..
- بالقسم الطبي..
اسرعت الى جواره هابطين السلالم الى الطابق الاول حيث القسم الطبي بالجامعة.. وسمعته يقول لي حينها: لقد اخبرتني احدى زميلاتها.. بأنها كانت تشعر بتعب بسيط ورفضت الذهاب الى القسم الطبي في حينها..وأصرت على مواصلة بقية المحاضرة.. الى ان شعرت بألم فجأة ليجدوها قد أخذت تأن معبرة عن الامها.. وتفقد الوعي بعدها مياشرة..
ازدردت لعابي محاولا السيطرة على خوفي..ان هذا يعني ان آلامها اكبر من ان تتحملها..يا الهي.. ابقي لي مايا ارجوك.. هذا ما اخذت اتمتم به طوال الطريق الى ان وصلت الى القسم الطبي وكدت ان افتح الباب لولا ان خرجت احدى زميلاتي من الداخل بغتة ودموعها تسيل على وجنتيها.. لم احتمل اكثر فهتفت بها في انفعال: ماذاحدث لمايا؟..ماذا حدث لها؟..
شهقت بألم ومن ثم قالت بصوت متحشرج: انها تطلب رؤيتك..وقد طلبت مني قائلة: استدعي لي طارق على الفور فهذه آخر مرة اراه فيها..
قلت وقلبي يخفق بعنف: أي هراء تتفوه به؟..
قالت زميلتي برجاء: اذهب لها ارجوك.. انني اشعر بأنها تعني ما تقول..
ابعدتها عن طريقي يخشونة وقلت: لا تتفوهي بمثل هذه الكلام مرة أخرى.. لا اريد سماعه مطلقا.. اتفهمين؟..
وتوجهت الى حيث ترقد مايا على ذلك الفراش الابيض.. ورأيتها تبتسم.. وهذا ما اذهلني.. كانت تجمع قواها كلها في هذه الابتسامة الشاحبة وتقول: وأخيرا حضرت يا طارق .. كنت انتظرك قبل ان ارحل ولا اراك مرة أخرى..
قلت وانا اجثوا على ركبتي بجوارها: ارجوك لا تتفوهي بمثل هذا.. انت ستعيشين وسنحقق امنياتنا معا..
قالت بشرود: وسوف تدربني مرة اخرى على ركوب الخيل.. اليس كذلك؟..
امسكت بكفها بحنان وقلت بصوت مختنق: بالتأكيد.. وسنظل معا الى الابد..
تطلعت الي وقالت بهمس: لا اعلم كيف اشكرك.. انت انسان رائع يا طارق واروع مما كنت اتصور..
قلت بشحوب: بل انت الرائعة يا مايا..انت كالملاك الرقيق في تصرفاته.. في كلماته.. انت كل شيء لي يا مايا ..كل شيء ..
قالت وهي تتطلع الى نقطة مبهمة في السقف: اتعلم؟.. لم اكن اتصور يوما ان يخفق قلبي لشخص ما.. او انني اشعر بالحب.. لقد كنت اظن ان هذه الامور لا توجد الا في الروايات ولا وجود لها على ارض الواقع..
واردفت وهي تتطلع الي بنظرة حالمة: ولكن ها انذا اشعر بها.. كل خلية من جسمي تشهد بهذا الحب الذي اخذ يسري في عروقي.. لقد نبض قلبي المريض يا طارق بالحب.. نبض لك انت..
شعرت بغصة مريرة تملأ حلقي.. وحاولت النطق بأي حرف.. فهذه الكلمات التي اردت سماعهامنها يوما..تنطقها في اصعب موقف تمر به.. تعترف بحبها لي.. وهي تكاد ترى شبح الموت امام ناظريها ينتظرها ليسلبها الروح.. وقلت بصوت مختنق طهرت منه الكلمات بصعوبة: مايا..هل تدركين؟..انني احببت انا ايضا..احببت فتاة رائعة.. جميلة ..بريئة.. رقيقة..كالملاك في اخلاقها وتصرفاتها..فتاة لا اتخيلها الا ان تكون شريكة حياتي الابدية.. انها فتاتي الرائعة... انها أنت يا مايا..احبك بكل قطرة في دمي.. واتمنى ان اكون قد استطعت منخك من الحب والامان والحنان ما يوفي حقك..
عادت مايا لتبتسم بشحوب وتقول بصوت متعب:كلماتك هذه تكفيني.. تشعني بأني في امان دائما ما دمت معي بقلبك وبروحك .. ستظل دائما معي يا طارق حتى ولو انتقلت الى العالم الآخر..
ترقرقت الدموع في عيني بالرغم مني..لم استطع الا ان ازدرد لعابي لامنعها من الهبوط على وجنتي.. وقلت لحظتها وانا امسح على شعرها الاسود الناعم بحب وحنان: انت دائما وابدا في قلبي يا مايا.. سنكون معا.. وسنتخرج سويا من الجامعة لنعمل في احدى الصحف ونكون افضل صحفيين في هذه الدولة دون منازع كما تمنيا دوما.. سنكون اروع ثنائي يا مايا.. سنحقق حلمنا هذا معا..
التفتت عني مايا وقالت بصوت هامس: اعذرني يا طارق فلن استطيع ان اكون معك.. ستواصل طريقك وحدك.. عدني بأن تكون صحفي لامع وذا قلم متميز ذات يوم..عدني بذلك..
قلت بخفوت وحنان: اعدك يا مايا.. اعدك يا مالكة قلبي وكياني..
ارتسمت ابتسامة على شفتيها وقالت: اذا فسأرحل عن هذه الدنيا وانا مطمأنة ان حلمي وحلمك ستحققهما بكل اصرار..
قلت في سرعة وخوف: لا تقولي مثل هذا الكلام.. اتوسل اليك.. مايا انك نبض قلبي.. مالكة مشاعري.. كيف ستذهبين وتتركيني.. لن استطيع الحياة من بعدك يا مايا.. لن استطيع..
ضغطت على كفي بخفوت وقالت وهي تغمض عينيها: بل ستواصل حياتك..ستصبح صحفي لامع بجريدة ما.. وستتزوج.. وتبدأ حياة جديدة..مليئة بالفرح.. دوني..
قلت وانا امسك بكفها الرقيقة بين اناملي واضغط عليها: مايا.. انت من احب انت من ستواصلين الحياة معي .. انت فقط.. لن اكون صحفي معروف حتى من دونك.. انت من سيمنحني القوة على المواصلة..انت من ستكونين برفقتي.. ستشجعيني دائما.. وسنكون معا دائما.. اليس كذلك يا مايا؟ ..اليس كذلك؟..
ولما لم اجد الرد منها.. التفتت بخوف الى جهاز ضربات القلب وهنا فقط سمحت لدمعتي بالهبوط من على وجنتي وانا اصرخ هاتفا باسمها الذي ظل دائما وابدا محفورا بذهني وقلبي: مايا....
وتردد صوت ندائي بالممكان بأكمله دون ادنى جواب...

التقط طارق نفسا عميقا وهو يتوقف عن السرد ويحاول ان يبعد ذلك المشهد الذي عاش لحظاته المؤلمة وشديدة الحزن ذات يوم .. وتنهد بمرارة وكاد ان يهم بنطق شيء ما وهو يلتفت الى وعد الجالسة امامه.. ولكنه رفع حاجبيه بغتة باشفاق وحنان شديدين وهو يقول: اتبكين يا وعد؟..
رفعت اليه وعد عينيها الدامعتين وقالت وهي تحاول السيطرة على انفعالاتها: معذرة.. ولكن دموعي قد سقطت بالرغم مني..
قال طارق بابتسامة هادئة وهو يناولها منديلا: خذي.. امسحي دموعك..
التقطت المنديل من كفه واسرعت تمسح دموعها .. في حين أخذ يراقبها هو بهدوء.. وتنهدت وعد بصمت قبل ان تتطلع الى طارق بنظرة طويلة.. اكان يعاني كل هذا؟.. ولم يشعر به أحد..أيدفن كل هذا الحزن بداخله حقا؟.. هل استطاع ان يتحمل ان يرى فتاته تغادر الدنيا امام نا ظريه؟..
وقاطع طارق افكارها وهو يلامس كفها بأنامله ويضغط عليها قائلا بابتسامة حانية: معذرة ان كنت قد تسببت في حزنك و بكاءك..
ارتجفت كف وعد بالرغم منها وهي تشعر بأنامل طارق وهي تمس كفها بحنان غريب.. تراه يوجهه لها لأول مرة منذ ان التقيا..وقالت بارتباك وخجل وهي تجذب كفها من بين انامله: دعك مني.. فأن حزني لا يساوي قطرة من بحر حزنك عليها..
زفر طارق زفرة حمل معها آلامه وقال: انت محقة تقريبا في هذا.. فحزني وقتها لم يكن يضاهيه أي حزن بالعالم.. وانا افقدها امام عيني .. وتحولت بعدها من طارق المرح والممتلئ بالحيوية والنشاط.. الى طارق الذي تعرفين الآن.. ولكن مع هذا اصررت ان احقق حلمها وان اصبح صحفي مشهور او لامع باحدى الجرائد.. وها انذا قد حققت حلمها أخيرا وانا ارى نفسي صحفي الكل يعترف بقدرته ومهارته..
قالت وعد متسائلة بتردد: اريد ان اسألك..بعد ثمان سنوات من فقدانك لمايا.. لم يتغير شيء..وهي لا تزال تحتل قلبك ..اليس كذلك؟..
اجابها طارق وهو يهز كتفيه: لا اسطيع انكار هذا.. فمايا لم تكن مجرد فتاة دخلت الى حياتي ومن ثم رحلت منها دون ان تترك أي أثر فيها.. لقد كانت الفتاة التي أحب.. ولقد وعدت نفسي يومها انني سأحيط قلبي باسوار من الجليد.. لاجعله بارد المشاعر..لا ينبض الا بحب مايا..
واردف وهو يبتسم ويتطلع لها : ولكن كان هذا قبل ان التقي بالصحفية التي اقتحمت مكتبي ذات يوم لتقول:من فضلك يا سيد.. لقد وظفت حديثا هنا وأريد أن أسأل اين هو المكتب الذي سأجلس عليه..
ابتسمت وعد ابتسامة واسعة وقالت: وانت اجبتني يومها قائلا: وما شأني أنا..
ضحك طارق ضحكة قصيرة ومن ثم قال: الا زلت تذكرين؟..
ابتسمت وقالت: لقد اغضبني ردك هذا يومها.. وكنت انعتك دوما بالمغرور في سري..
قال طارق مبتسما: وما رأيك الآن..هل انا مغرور كما ظننت؟..
قالت مصطنعة التفكير وهي تضع سبابتها اسفل ذقنها: ليس كثيرا..
قال طارق بسخرية: حقا؟..
صمتت وعد للحظات ومن ثم قالت وهي تتطلع اليه: اتعلم يا طارق انها المرة التي اراك فيها تضحك..
رفع طارق حاجبيه للحظة وكأنه انتبه لهذا الامر توا ومن ثم قال: الم اقل لك انك قد غيرت حياتي؟..
قالت وعد بدهشة: انا؟؟..
- اجل انت..وهل يوجد غيرك هنا؟..
ابتسمت بهدوء.. وشاهدته في تلك اللحظة يميل قليلا نحوها ومن ثم يقول: وهل تعلمين يا وعد..انها المرة الاولى التي اسمعك تناديني باسمي مجردا من دون (استاذ)..
قالت وعد بدهشة: هل فعلت؟.. لم اكن اقصد.. لقد كانت زلة لسان لا اكث...
قاطعها طارق قائلا بابتسامة جذابة: ماذا تقولين؟..على العكس لقد سعدت بهذا.. فهذا يعني على الاقل انك بت تعتبريني شخصا قريبا منك..
اعتلت حمرة الخجل خديها ومن ثم قالت بارتباك محاولة تغيير دفة الحديث: لم تخبرني الى الآن.. لم اخبرتني انا بالذات بحكايتك مع مايا..
اجابها قائلا: لانك قد سألتني ذات مرة عن سبب برودي معك وسبب تصرفاتي اللامبالية.. واردت ان اجيبك على سؤالك..
- هل منحتني ثقتك من اجل هذا السبب فقط؟؟
هز طارق رأسه نفيا ومن ثم قال: لا.. هناك سبب آخر بالتأكيد..
- وما هو؟..
قال وهو يبتسم بغموض: سأخبرك به في الوقت المناسب.. اعدك بهذا..
*********
توقفت سيارة عماد امام احد المطاعم الفخمة بالمنطقة.. وظهرت الدهشة جلية على ملامح ليلى التي ترافقه وهي تقول: انه افخم المناطق واغلاها تقريبا بهذه المدينة.. هل اخطأت الطريق باصطحابي الى هنا ام ماذا؟..
قال عماد مبتسما: لا لم اخطئ الطريق.. فما المشكلة ان نتناولنا طعام الغداء هنا؟..
التفتت له وقالت بحيرة: اتعلم ان وجباته مرتفعة الثمن؟..
هز كتفيه وقال : اعلم.. ثم انه يوم واحد فحسب.. دعينا نستمتع قليلا..
- اظن انه يتوجب عليك البحث عن مطعم آخر والا اشهرت افلاسك بسببي..
قال مبتسما وهو يغادر سيارته: فليكن وانا اقبل.. والآن هلاّ هبطتِ من السيارة لتناول غدائنا..فأنا اشعر بالجوع صراحة..
قالت ليلى بضيق وهي تهبط من السيارة: ما زلت ارى انه لم يكن هناك أي داع للذهاب الى مطعم كهذا..
هز كتفيه ودلف الى ذلك المطعم الراقي وتبعته ليلى لتسير الى جواره..واستوقفهم النادل ليقول: طاولة لشخصين؟..
اومأ طارق برأسه ايجابيا.. فصحبهما النادل الى احدى الطاولات المستديرة الشكل التي تجاور النافذة التي تحتل الجدار تقريبا.. وقال وهو يشير لهما بالجلوس: تفضلا..
ابتسم عماد بهدوء وهو يجلس على احد المقاعد في حين احتلت ليلى المقعد المواجه له..وقال النادل في تلك اللحظة: أي خدمة استطيع تقدميها لكما..
التفت له عماد وقال: غداء لشخصين من فضلك..
قالها ومن ثم املى عليه ما يتوجب عليه احضاره من انواع الوجبات والمشروبات المختلفة .. فقال النادل بهدوء: دقائق ويكون جاهزا..
وما ان انصرف النادل حتى قال عماد وهو يتطلع الى ليلى: اخبريني في أي مطعم غير هذا ستجدين هذه الخدمة الممتازة ..والوجبات الغاية في اللذة..
قالت ليلى متسائلة: وما ادراك ان وجباتهم على النحو الذي تصف؟.. هل حضرت الى هنا من قبل؟..
أومأ عماد برأسه ومن ثم قال: اجل مع والدي وعدد من...
بتر عبارته فجأة.. وتوقف عن مواصلة الكلام.. لقد كاد ان يشر الى ابيه وشركاءه بالشركة.. وهو لا يرغب بالاشارة ابدا الى انه ابن صاحب هذه الشركة.. لا يريد ان تبتعد المسافة بينه وبينها اكثر من ذلك؟.. لقد كانت تتجنب لقاءه في بادئ الامر لمجرد انها كانت تظن انه مدير للشركة.. فكيف اذا علمت انه صاحبها تقريبا.. ستبتعد عنه نهائيا.. او ستظل تنظر اليه من من خلال منظور الطبقات الاجتماعية..وهذا هو اكثر ما يبغضه..ان يراه شخص ما انه سيده وانه اعلى منه شئنا.. فكيف بليلى..تلك الفتاة الرقيقة التي استطاعت ان تحرك مشاعره..استطاعت ان تستحوذ على تفكيره.. كيف يبعدها عنه الآن بد ان وصل الى هذه المرحلة معها من العلاقة..كلا سيصمت ولن يخبرها بأي شيء.. لن يفعل.. اجل هذا ما يجب ان يفعله و...
قاطعت ليلى تفكيره وهي تقول: لم تخبرني مع من جئت؟..
قال بابتسامة: مع اسرتي وقد كانت مرة واحدة فقط لا غير..
كان يكذب.. فقد جاء الى هذا المطعم لمرات عديدة قبل الآن.. مع والده وشركائه وبعض رجال الاعمال للتناقش في الصفقات التجارية المختلفة.. ولكنه فضل الكذب على ان تتباعد المسافة بينه وبين ليلى..
قالت مايا لحظتها وهي تنزع النظارة الشمسية من على شعرها وتضعها امامها على الطاولة وهي تقول: اما انا..فهذه هي المرة الاولى التي آتي فيها الى هنا..
قال عماد مبتسما: واعدك انها لن تكون الأخيرة..
قالت ليلى بحيرة: هل تفضل تبذير اموالك هكذا دائمافي اشياء غير مهمة على هذا النحو؟..
صمت عماد ومن ثم قال: لا اعد هذا تبذيرا.. يمكنك ان تقولي انني احاول ان جرب كل شيء تقريبا..
زفرت ليلى وقالت: ولكن ليس على هذا النحو..
قال عماد مبتسما وهو يميل نحوها: هل انت مهتمة بميزانيتي الى هذه الدرجة..
قالت ليلى بارتباك: لا ولكني اقدم النصح لك لا اكثر..
قال وهو يعقد ذراعيه: ما رأيك ان نتحدث عن شيء غير هذا..
تسائلت قائلة: مثل ماذا؟..
فكر قليلا ومن ثم قال: طموحاتك في الحياة مثلا او امنياتك؟..
قالت بابتسامة باهتة: لست اتمنى سوى شيئا واحدا..ان يعود والدي الى والدتي..
قال عماد باهتمام: هل هما منفصلان؟..
اومأت ليلى برأسها وقالت: اجل.. لقد انفصلا قبل ما يقارب العشر سنوات؟..
سألها قائلا: واتعلمين ما هي الاسباب التي دعت الى ذلك؟..
- اتذكر ان المشاكل لم تكن لتختفي من حياتهما يوما واحدا فحسب.. كان دائمي الشجار لاتفه الاسباب.. حتى جاء اليوم الذي وجدت فيه والدتي تغادرنا..
قال عماد وهو يعقد حاجبيه: الم تذهبي معها حينها؟..
قالت ليلى بهدوء: بلى لقد ذهبت معها حينها.. ولا ازال احيا معها الى الآن.. ولكن لا ازال امتلك امل ان يعود والدي الى والدتي ذات يوم.. فأنا على اتصال بأبي وهو شخص ابيض القلب ولطيف للغاية.. وربما سلبيته الوحيدة انه عصبي جدا.. وربما كان هذا احد اسباب الانفصال..
صمت عماد للحظة ومن ثم قال متسائلا: بم شعرت يومها وانت ترين نفسك مشتتة بين اباك وامك؟..
- شعور اقرب الى الضياع.. ولم يكن يخفف عني هذا العبأ سوى انني كنت ارى والدي يوما واحدا بالاسبوع اقضيه معه كيفما اشاء..
قال عماد وهو يتطلع لها: بصراحة احزنني سماع مثل هذا.. ففتاة كانت في مرحلة المراهقة في ذلك الوقت..كانت في اشد الحاجة الى وجود والديها من حولها..
- معك حق ولكني ها انذا امامك لم يتغير شيء في حياتي سوى انني ازددت طموحا على ان احقق كل ما حلمت به..
قال عماد مبتسما: من يراك تتحدثين هكذا يعتقد بأنك صلبة الى ابعد الحدود.. على الرغم من رقتك ومشاعرك الصادقة والشفافة التي تصل الى أي شخص يعرفك جيدا..
قالت بابتسامة باهتة: معذرة ان كنت قد ازعجتك بمشاكلي..
اتسعت ابتسامته وقال: على العكس يسعدني مشاركتي لك مشاكلك..
تطلعت اليه للحظة بحيرة ومن ثم قالت: هل لي بسؤال؟..
اومأ عماد برأسه وقال : بالتأكيد.. سلي ما يحلوا لك..
قالت بتردد: لم تبدي كل هذا الاهتمام نحوي.. انا بالذات؟؟..
صمت عماد للحظات..وليلى تترقب ان ينطق بشيء يرضي مشاعرها نحوه وحبها له.. وتجعلها تتأكد من مشاعره نحوها وتعلم كونها على الاقل.. فهي لم تخبره بمشكلتها الا ليكون على علم بكل ظروفها.. فهي تكره ان تخفي عنه شيئا.. او ان يخفي عنها هو شيئا ما.. تشعر بأن ذلك سيكون خداعا له لو لم تخبره بالحقيقة كاملة..وانتظرت وهي تتطلع اليه حتى وجدته يقول اخيرا: اظن انني اجبت عن هذا السؤال من قبل..
ارتفعا حاجبا ليلى في دهشة فهي لا تذكر ابدا انها قد سألته مثل هذا السؤال قبل الآن .. ووجدته يقول وفي عينيه نظرة لم تتمكن من تفسيرها: الا تذكرين؟.. في تلك الرسالة.. لقد اخبرتك ان كل ما يهمني هو انك انت يا ليلى..انت ولست أي شخص آخر..
تطلعت اليه وقالت بلهفة وحيرة: ماذا تعني؟..
كانت تنتظر سماع كلمة منه تطفئ نار عذابها بحبها له والذي لا تعلم الى الآن ان كان يبادلها حبا بآخر ام لا.. تشعر انه مهتم لأمرها ولكن هل وصل هذا الاهتمام الى مرحلة الحب؟؟..
كاد عماد ان ينطق بقول شيء ما.. عندما جاء النادل ليقطع عليهما حديثهما ويبدد امنية ليلى في ان تسمع منه كلمة واحدة تشير الى انه يبادلها مشاعرها تلك.. ووضع امامهما اطباق الطعام.. قبل ان يقول : هل تأمران بأي خدمة اخرى؟..
قال عماد نافيا: لا شكرا لك..
وما ان غادر النادل حتى التفت عماد الى ليلى وقال: ماذا كنا نقول؟..
ابتسمت بمرارة ..هل غاب الامر عن ذهنه بهذه السرعة؟.. اهذا يعني انه يريد ان يتهرب من الموضوع؟.. وقالت بهدوء: دعك مما كنا نقوله.. ولنتناول طعام الغداء..
قال عماد مبتسما: ولم ترفضين القول؟.. الا تريدين معرفة اجابة سؤالك؟..
رفعت اليه رأسها في لهفة وتتطلعت اليه بعينان تشعان شوقا لسماع ما سيقوله.. فبهذا تستطيع ان تحدد ان كان عماد يبادلها حبها هذا .. ام انه اعجاب لا اكثر ولا اقل...
**********

sakura-lover likes this.
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فندق الحب(صور رومنسيه) الدلوعه@@@ موسوعة الصور 88 01-01-2011 08:07 PM
بطاقات رومنسيه واتمنى تعجبكم الدلوعه@@@ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 27 10-03-2007 03:46 AM
تورتات رومنسيه ........ لا تفوتكم !! أشجان الأزهار أطباق شهية 5 09-13-2006 02:41 PM


الساعة الآن 11:34 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011