11-24-2015, 01:54 AM
|
|
5 - الإخبار القرآني والنبوي : 5 - الإخبار القرآني والنبوي : بلا أدنى شك أننا كمسلمين موحدين مؤمنين مصدقين كلام الحق سبحانه وكلام نبييه المجتبى صلى الله عليه وسلم ؛ فإن هنالك إخباراً قرآنياً ونبوياً غيبياً عن أمور حدثت وستحدث - حتى لو لم نفهم أو نتوقع كيفية حدوثها - عن اليهود ودولتهم ، وهي كالتالي : قال الله في سورة الإسراء ( وتسمى أيضاً سورة بني إسرائيل ) : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {1} " التفسير ( منقول مع التعديل والترتيب ) : قال أكثر المفسرين في قوله تعالى: " المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " أن البركة تشمل بلاد الشام بأكملها. قال زهير بن محمد التميمي: " إن الله تبارك و تعالى، بارك ما بين العريش و الفرات و فلسطين، و خَصّ فلسطين بالتقديس " . وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة المتواترة بمجموعها أن أرض الشام هي مقر الطائفة المنصورة المجاهدة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ. يَرْفَعُ اللَّهُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَ يَرْزُقُهُمُ اللهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَ هُمْ عَلَى ذَلِكَ. أَلا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ وَ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". وعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت: "يا نبي الله. افتنا في بيت المقدس " ، فقال : " أرض المحشر و المنشر ". وقال كذلك : " الشام أرض المحشر و المنشر ". وقد يخطئ بعض الناس في فهم البركة فيما حول المسجد الأقصى. فيقصرها على البركة الزراعية فهي الأرض التي تدر زيتوناً و عنباً. صحيح أن هذه البركة موجودة لكنها بركة من بركات كثيرة، و مظهر من مظاهر البركة العديدة، فهي مباركة بركة إيمانية، فللإيمان فيها وجود راسخ ثابت أصيل، قبل إبراهيم عليه السلام و بعده، و هي بلاد نبوات و رسالات، و هي مباركة بركة إيمانية قديمة و معاصرة و مستقبلية.
فتاريخها الأصيل هو تاريخ للإسلام و الإيمان و العبودية لله، و هي مباركة بركة جهادية حضارية حركية، فعليها كان يسجل التاريخ الإيماني منعطفاته الخطيرة و أحداثه العظيمة.
وعليها كان يسجل التاريخ الجاهلي هزائمه و نكساته و زواله.
التاريخ عليها حي فاعل متحرك لا يتوقف، و تُقدم أعوامه و شهوره و أيامه مفاجآت عجيبة و أحداثاً خطيرة و معارك فاصلة، و زوال دول و أنظمة و ولادة أخرى. عليها قُصِم الرّومان و الفرس و الصليبيون و التتار، و عليها سيقصم الله اليهود و يدمر كيانهم، و عليها سيقتل الله المسيخ الدجال و عليها سيبيد الله جحافل يأجوج و مأجوج.
وهي مباركة بركة سياسية، فهي أرض الابتلاء و الامتحان، و هي أرض الكشف و الفضح، هي التي تكشف الخونة، و تفضح العملاء و الرايات و الشعارات و الدعوات. " وقضينا إلى بني إسرائيل" [ إسرائيل : هو يعقوب عليه السلام ]. وأبناء إسرائيل هم الأسباط الإثنا عشر، و ما توالد منهم. لكن يُقرُّ اليهود بأنّ هناك عشرة أسباط ضائعة بسبب أنها اختلطت بالشعوب الأخرى لمّا نفاهم الآشوريون من فلسطين.
ويقول علماء الأجناس إنّ 90% من يهود العالم هم من الأمم التي تهوّدت و لا يرجعون في أصولهم إلي بني إسرائيل. على ضوء ذلك كيف نقول إنّ يهود اليوم هم أبناء إسرائيل؟ نلخّص الإجابة بما يلي: 1. أصرّ اليهود على تسمية الدولة الأخيرة هذه (إسرائيل)، فأصبحت البُنُوّة هي بُنُوّة انتماءٍ للدولة. فلا شكّ أنّهم اليوم أبناء إسرائيل. 2. إنّ الحكم على النّاس في دين الله لا يكون على أساس العرق و الجنس، بل على أساس العقيدة و السلوك. و قد آمن بنو إسرائيل باليهوديّة على صورة منحرفة، فيُلحقُ بهم كل من يشاركهم في عقيدتهم و شرعهم. 3. الانتماء الحقيقي هو انتماء الولاء، كما يقول الله تعالى: " وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" . " لتفسدن في الأرض مرتين و لتَعلُن علواً كبيراً " : اللام تفيد أنّ الكلام هو إخبار بالمستقبل. و الإفساد قد يكون عن ضعف و ذِلّة، لكنه هنا علوٍّ و تجبّر. " فإذا جاء وعد أولاهما... " " إذا " ظرف لما يستقبل من الزمان، أي أن المجيء يأتي بعد نزول آيات الإسراء المكية، و بالتالي فإن عباد الله الربانيين سيكونون أيضاً بعدها. " بعثنا عليكم " كلمة "بعثنا" توحي أن مجيء هؤلاء الربانيين لم يكن متوقعاً . ومن يتوقع اليوم أن يحرر المسلمين القدس بعد بضع سنين؟! " عباداً لنا " هذه الجملة لا تنطبق إلا على المسلمين لأن الله سماهم "عباداً" و أضافهم إليهم "لنا". فكلمة "عباد" لا تنطبق على الكافرين السابقين الذين نسب لهم المؤرخون إزالة الإفسادين مثل بختنصر و غيره. و هناك فرق بين كلمتي عباد و عبيد لأنه لا ترادف في كلمات القرآن، فكلمة "عبيد" ذُكرت في القرآن الكريم خمس مرات في الكلام عن الكفار و معظمها بصيغة " وما ربك بظلام للعبيد " أن الله يحاسب الكفار بعدله. أما كلمة "عباد" فهي مذكورة أكثر من تسعين مرة عن المؤمنين. إن الألف في هذه الكلمة توحي بالعزة و الكرامة و هي صفات المسلم. " أولي بأس شديد " و هذه صفة المؤمنين المجاهدين الصابرين. و لن يهزم إسرائيل اليوم و الدجال غداً إلا هؤلاء. و إذا علمنا أن إفساد اليهود الثاني سيكون بقيادة الأعور الدجال و سيقضي عليه المسلمين بقيادة المسيح بن مريم عليه السلام –كما ورد في الحديث الصحيح- فهذا دلالة قطعية على أن المسلمين هم الذين سيقضون على الإفساد الأول. " فجاسوْ خلال الديار " الجوس هو التردد ذهاباً و إياباً. و هذا كناية عن القوة و البطش عند الغزاة المسلمين. " وأمددناكم بأموال و بنين " أي أن قوة اليهود ليست ذاتية بل خارجية، أمدهم الله بها ليقضي عليهم، و يتم بوسيلتين هما الأموال و البنين، و هذا ما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة من كثرة عدد أنصار الأعور الدجال (ملك اليهود المنتظر) و قوة أسلحتهم و مددهم. و هذا من عظيم فتنة الدجال. " وجعلناكم أكثر نفيراً " أي أن الله عز وجل سيجعل لليهود أعواناً و مؤيدين كما لم يجعل لأحد في التاريخ، إذ لن تبقى أمة كافرة إلا و تتبع الدجال ملك اليهود. فأي نفير أكبر من هذا؟ " إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها " هذا رد على زعم تفرد اليهود على البشرية، و تفضيلهم على باقي الناس، فهي أوهام اخترعوها و لا أساس لها. هذا هو الإفساد الأخير لليهود. تحدث القرآن عن الإفساد الثاني لليهود بقوله : " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءو وجوهكم " وبقوله : " فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً ". فكلمة "الآخرة" لا يراد بها يوم القيامةا، و إنما الآخرة هنا هي المقابلة للأولى، الأولى في قوله : " فإذا جاء وعد أولاهما " أي المرة الأولى، والآخرة " فإذا جاء وعد الآخرة " أي المرة الثانية في الإفساد، و تدل على أنه سيكون الإفساد الأخير. " جئنا بكم لفيفاً " لقد مضى على اليهود أكثر من قرن و هم يأتون ملتفين في هجرات متتابعة إلى فلسطين، و لن يتوقف ذلك حتى يتم تجميع كل اليهود في هذه المنطقة تمهيداً للقضاء عليهم. و قد جاء في الإسرائيليات أن الأعور الدجال لن يظهر حتى يتجمع اليهود من كل أنحاء العالم في فلسطين و يعاديهم العالم كله فيأتي الدجال لينصرهم. اليهود و المسيح الدجال : سيظهر الدجال –و هو يهودي- في آخر الزمان مِنْ خَلَّةٍ بين الشام و العراق فيتجه لإيران فيخرج له من أصفهان وحدها سبعون ألف يهودي. و يُجري الله على يديه الكثير من الأمور الخارقة ليزيد من فتنته، فيجتمع وراءه خلقٌ عظيمٌ كثيرٌ عامته من اليهود و النساء و الأعراب. أما العرب يومئذٍ فهم قليلٌ بسبب أنهم خارجين من ملاحم و حروب شديدة مع الروم، و إمامهم هو محمد بن عبد الله من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب. فينزل عليهم عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلف المهدي ثم يكسر الصليب و يقتل الخنزير و يدعو للإسلام أو الحرب. ثم إنه يقتل الدجال عند باب اللُّدِّ الشرقي، فيهزمُ الله اليهود. وسيقضي المسلمون على كل يهودي تحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : « لاَ تَقُومُ السّاعَةُ حَتّىَ يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ. فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ. حَتّىَ يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَ الشّجَرِ. فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشّجَرُ: "يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللّهِ! هَذَا يَهُودِيّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ". إِلاّ الْغَرْقَدَ ، فَإِنّهُ مِنْ شَجَرِهم » . " وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة " يعود الضمير الفاعل في " ليدخلوا " على الضمير الفاعل في " ليسوءوا ". فالذين يسوءون وجوه اليهود هم الذين يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة، و المراد بالمسجد هنا المسجد الأقصى، وهم المسلمون الذين دخلوه فاتحين أول مرة عندما حرروه من الرومان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و تم لهم فتح الشام و نشر الإسلام فيه. فالمعركة عند الإفساد الثاني بين اليهود و المسلمين ستكون معركة إسلامية إيمانية، و ليست معركة قومية أو يسارية أو إقليمية و ليست معركة فلسطينية أو عربية أو غير ذلك. الحجر والشجر يقول : يا مسلم! يا عبد الله! ، ولا يقول ياعربي !! .
ففلسطين لن تحرر تماماً ، لا في المرة الأولى و لا في الثانية حتى تصبح راية الجهاد إسلامية خالصة، و تكون العصبية الإسلامية هي المسيطرة تماماً على قلوب العِباد الفاتحين. " وليتبّروْ ما علَوْ تتبيرا " أي يدمّرون، و يهلكون، و يُفتّتُونَ كل ما يسيطرون عليه، إهلاكاً، و تدميراً، و تفتيتاً. وذلك يوحي بأن المقاومة ستكون شديدة تؤدّي إلى رد فعل أشد. و "ما" تدلّ على العموم و هي بمعنى "كل" و الضمير في "عَلَو" يرجع إلى المسلمين. " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَ يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) وَ أَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " فهي بشرى قرآنية للمؤمنين. وإنذار لبني إسرائيل الذين يؤمنون بالله بوجه من الوجوه، و لكنهم لا يؤمنون بالآخرة.
فالعهد القديم اليهودي يزيد عن الألف صفحة، و مع ذلك لا تجد فيه نصّاً صريحاً بذكر اليوم الآخر. والنبوءة قد تورث الكسل و التقاعس لضعيف الإيمان. أما المؤمن الحقيقي فالنبوءة ترفع همته و لا تزيده إلا تصميماً على العمل. فعندما حاصرت أحزاب الشرك المدينة. أشاع المنافقون أن المدينة ستسقط و صارو يحبطون العزائم، حتى بلغت القلوب الحناجر، و حتى ظن الصّحابة بالله الظنون، فجاءتهم البشرى من الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "اللهُ أكبر! أُعطيتُ مفاتح كِسْرى. الله أكبر! أُعطيتُ مفاتح قيصر"، فاجتثت اليأس من قلوبهم و دفعتهم للعمل. و لم نسمع عن واحد منهم جلس في بيته و تقاعس عن الجهاد حتى يأتي نصر الله. فالإنسان يجب أن يتحرك بين قطبي الخوف و الرجاء. فلا هو باليائس " إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ "، و لا هو بالآمن: " فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ " . =================== تم الموضوع بحمد الله وعونه وتوفيقه |
|