11-20-2015, 05:54 PM
|
|
في عيني الحياة كالحبال متشابكة و متعقدة ببعض كلما فرحة بفتح عقده التفت لارى شباك متعاقدة تزداد و اشعر بإن ابتسامتي تزول .. و اجلس بيأس متعبة منتظرة قوة تدفعني لاستمر للامام ...
في احد المدارس
كان هناك شابة ذات شعر اسود تسير دوما تنظر للاسفل حينما تسير لا تريد ان يتم ملاحظتها او رؤيتها
تسير بين ضحكات الطلاب مع اصدقائهم و ابتساماتهم تنظر لهم من بعيد بصمت تحمل في عينيها رغبة الانضمام لهم لكنها تخشى ان تتأذى ...
و يمضي الوقت حتى حان وقت الرحيل
بقيت الفتاة وحدها في الصف فالجميع رحل مع اصدقائهم عداها هيا لم يتم محادثتها او دعوتها بسبب كونها منسية
جلست في كرسيها تنظر للخارج بأعين وحيدة :... للطلبة يتحدثون و يبتسمون
رحلت الشابة حاملة حقيبتها و بطريقها للخروج من الباب كان هناك شبان يضحكون : اهاها احمق كيف تنسى حقيبتك ؟
قال الشاب وهو يدخل : اه توقفوا عن ازعاجي !
مرت الشابة من جواره و كان الشاب : هل مر احدهم ؟ و بسرعة يركض للخارج : اه انتظروني !!
نظرت له الشابة بهدوء فهو لم يلحظها و حزنت :...
الا انها اكملت طريقها للخارج
و سارت في الطرق بهدوء :... و تسير بين الاناس و الجو بارد فالشتاء قد اتى
ثم توقفت تنظر للسماء بتنهد : ااه اليس هناك من يراني ؟
ثم نظرت خلفها و لامامها :.. اليس هذا غريبا الجميع يبتعد عني رغم انهم لا ينتبهون من امامهم الا انهم يعلمون ان هناك احد امامهم .. ( لكن لا احد ينظر الي )
ثم سارت بهدوء و لاحظت الثلج يهطل :.. اه اول ثلج ( قيل ان تمنيت امنية ستتحقق لكن هذا خرافة )
في سيرها المستمر بالجو البارد توقفت الشابة تنظر لشاب جالس بوحده مستند على جدار :...
رأت انه لا يرتدي لباسا ثقيلا بهذا الجو البارد ...
نظرت له و قالت ( انه يذكرني بنفسي وحيدة لا احد يراني ) فأتجهت له الشابة و وقفت امامه :..
نظر لها الشاب الذي يملك شعرا اشقر و عينان بنية قالت الشابة بذهول ( نظراته انها قوية جدا ! ! لكن) فلاحظت كدمة عند فمه و لكنها لم تغير من تعابيرها و اهدته الوشاح :.. الجو بارد
نظر لها الشاب بحدة :...
لكنها لم تغير من تعابيرها الهادئة و قالت بهدوء: انا لا احتاج اليه و ايضا انت تحتاج لشيء يدفئك ..
فتح الشاب عينيه توسعا لقولها الا انه نظر للجهة الاخرى بعناد
و تركته بجواره و رحلت
فلم يقل الشاب شيئا ولكنه بعد رحيلها اخذه و وضعه حوله بهدوء :.. دافيء حقا .
رحلت الشابة لمنزلها و نظرت له :.. لقد عدت ..
لكن الصمت هو فقط من يقابلها
سارت بهدوء لترى ورقة كتب عليها < من ابيك : لن اعود للمنزل لهذا اطلبي من الخارج يا ميليسا .. > و رأت نقود على الطاولة
بهدوء:.. حقا انا لم اعد ارى وجه والدي بتاتا ..
اخذتها و طلبت وجبة من الخارج
فمر اسبوع
و في المدرسة تسير ميليسا في الممرات حاملة صندوق ثقيل بين الطلبة ( تبا سيقع الصندوق !!) فلقد بدأت يداها تتعبان
لكن فجأة رأت يدا تحمله بسهولة و رفعت راسها لتشكر الشخص الذي ساعدها فتفاجأت لترى شابا يلبس نفس رداء مدرستها الاكثر يملك شعرا اشقر و الاكثر قالت ( هذه النظرات القوية!!) و له بهدوء:.. ش شكرا لك امم هلا اعطيتني اياه .
قال الشاب بهدوء :.. اين تريدين اخذه سأساعدك ..
قالت بتفاجأ : ايه؟ و بهدوء : للمسرح ..
و سار بهدوء:.. و لحقت به ميليسا بصمت كالعادة تنظر للاسفل
ثم في المسرح قالت له : اه ش شكرا لمساعدتك .. ( لم اتوقع ان اراه الشخص الذي ساعدته هنا هل يا ترى يتذكرني ؟)
قال الشاب بهدوء : هي لماذا تنظرين للاسفل
قالت ميليسا : ايه ؟ بتوتر : ل لا اعلم انها عادة لي ( لماذا يسألني و ايضا نبرته بدت مخيفة ؟)
قال الشاب بحدة :.. يجب ان تتخلصي من هذه العادة !!
بتفاجأ: ايه ؟ قال لها وهو يمسك ذقنها رافعه : انظري للاعلى !! و ليس للاسفل !
تفاجات ميليسا و نظرت له لعينيه البنية الحادة : !! و بجدية يقول لها : ان ضللت تنظرين للاسفل لن تري ما امامك !
ثم نظرا لبعض لثواني بصمت :.. و الشاب تركها اعطاها ظهرها قائلا: اه احم ما احاول قوله انا سأساعدك ردا لجميلك بإهداء الوشاح ..
قالت ميليسا بتفاجأ: اه اذا انت هو ذاك الشاب من المفاجيء ان تذكرني ..
قال بهدوء وهو يلتفت : لماذا مفاجيء ؟ انت الوحيدة التي رأتني هناك جالس بهذا الجو البارد برداء خفيف طبعا ساتذكرك
تفاجأت ميليسا من قوله هذا و قالت بهدوء:.. حسنا سأرحل الان ..
قال بحدة : لحظة لم اعرف بنفسي !
الا ميليسا هربت وهيا تقول بنفسها ( لقد لاحظته لانه ذكرني بنفسي ذاك اليوم وحيدة لا ترى شعرت بالالم لاني رايت نفسي تلك اللحظة به !!)
في الفسحة سارت ميليسا وهيا عند ماكينة بيع العصائر:.. فجأة امسك بها احدهم مع رقبتها : اوي ! كيف تتركيني قبل ان اكمل كلامي ؟
تفاجأت ميليسا لترى الشاب نفسه ( ماذا يريد مني ؟ )
قال لها وهو ينظر لها تنظر للاسفل بقلق : اه الم اقل لك انظري للامام ! و ليس للاسفل !
فرفع رأسها بغضب : ايجب ان اركب شيئا يثبت رأسك ؟
قالت بألم : ااه فهمت توقف !!
ثم تركها و هيا ( تبا ما باله ؟ انه يزعجني ! هل كان جادا بشأن ابعاد عادتي هذه ؟)
قال الشاب بتنهد وهو يضع يديه على بعض فلقد كانت ميليسا تنظر للاسفل بتوتر : اه يبدوا ان علي العمل بجهد اكبر ..
نظرت له ميليسا بقلق : م ماذا تريد بالضبط مني ؟ انا حقا لا احتاج لمساعدتك .. نحن غرباء
قال بحدة : انا ادعى ب ميك ! و لهذا نحن الان صديقان !
قالت ميليسا بصدمة ( انه يقول ما يحلو له ) و له : لا داعي لان ترد جميلك ..
قررت ميليسا الرحيل ..
نظر لها ميك بهدوء:..
في المنزل كالعادة لا احد به
في اليوم التالي
جلست في الصف بكرسيها تاكل وحدها في وقت الفسحة :...
لكن فجأة رأت احدهم يجلس امامها :؟!؟!
نظرت لمن و بتعبير منزعج ( انه هنا !!)
فلقد كان ميك ومعه خبزه و عصيره :.. ااه حقا لقد كنت ابحث عنك و انت هنا وحدك تأكلين الهي انت حقا وحيدة !
منعزلة
قالت ميليسا بعد ان تلقت سهامه بهدوء: ل لا شأن لك ..
افضل البقاء وحدي ..
نظر لها تعود لتأكل ( انها لا تبدوا مهتمة لما حولها هل حقا تحب البقاء وحدها ؟) :... ثم رفع يده و اخذ قطعة طماطم
قالت له بحدة : هي هذه وجبتي ! الا انه قال ببرود : انا جائع .. الخبز وحده لن يفيد فتى في سن البلوغ !
قالت له ميليسا : اذا اطلب من والدتك ان تعد وجبتك لك !
تغير الجو فجأة و قال بهدوء : لقد توفت قبل سنة ..
صدمت ميليسا ( تبا ماذا اقول ؟ انا لهذا لا احب ان اختلط مع الاخرين ! انا سيئة في التواصل معهم !) بتوتر صمتت :..
نظر لها ميك بهدوء:.. لا تقلقي لقد كان هذا مقدرا لها فلقد كانت مريضة بالسرطان لهذا ايامها كانت معدودة ..
نظرت له ميليسا يقول هذا بهدوء الا ان نظراته كانت وحيدة و باردة :..
في المنزل
جالسة ميليسا تشاهد التلفاز :... الا انها تذكرت محادثتها مع ميك ( هو لا يملك اما اذا لقد بدا وحيدا جدا رغم تصرفه كأن هذا الامر طبيعي )
بهدوء :.. انا رغم ان والدتي حية افتقدها بسبب طلاقها من ابي فكيف هو لن يراها ابدا ..
ضممت الوسادة التي بجانبها بحزن :.. علي ان اعتذر لتذكيره بألمه .. ( لكن كيف ؟) فتذكرت شيئا
ثم وقفت بسرعة بحماس : ص صحيح ! و ذهبت للمطبخ : ان اعددت له الطعام قد يعود نشيطا !!
فبدأت ميليسا تخرج الاغراض لصنع وجبة له
في اليوم التالي بالمدرسة
بالصباح الباكر و هيا مرتدية قبعة بسبب البرد الشديد ( اه حقا ان الجو يصبح ابرد )
ثم اتجهت ناحية احد الصفوف [1/2]
قالت بتوتر: هل اضعه في درجه ؟ لكن ( لا اعرف اين يجلس اصلا !!) بتوتر وقفت ميليسا امام الصف الفارغ فلقد اتت باكرا
ثم قررت ان تغير الاستراتيجية بأن تعطيه اياه ان اتى لزيارتها بالفسحة هذ المرة
فحدث هذا في الفسحة
قال ميك بهدوء: لماذا اردت ان تجلسي بالخارج بهذا الجو البارد؟
قالت ميليسا ( انا لا اعلم لكن سأشعر بالاحراج ان قدمتها له بالصف !) و له بهدوء: ت تفضل !
نظر ميك امامه ليرى صندوق اوبينتوا : اه اهذا لي ؟
اجابت ميليسا بهدوء: ا اه اجل لقد قلت انك تشعر بالجوع و الخبز لا يكفيك فبعد كل شيء انت تكبر ..
نظر لها بهدوء:.. و بإبتسامة : اه حسنا فلنجلس هنا بهذا الجو البارد سيدفئني ما صنعته !
نظرت له يبدوا مستمتعا وفرحا ( لماذا هو فرح فقط بسبب صنعي صندوق طعام ؟ انه حقا غريب !) و جلست معه و بدأ يأكلان
قال ميك بجدية : انت مذهلة ! ان الطعام لذيذ!! نظرت له ميليسا لعينيه اللتان تلمعان بريقا
و قالت بهدوء: الا تعتقد انك تبالغ ؟؟
اجاب بجدية : كلا انه مذهل طعامك !! انه لذيذ جدا !
نظرت له بذهول من تعبيره كالطفل ( لماذا اشعر بالفرح من مديحه ؟) و له ابتسمت: هههه شكرا لك اخجلتني !
نظر لها ميك ( لقد ابتسمت !) و لها بإبتسامة : اخيرا فعلتها ..
قالت ميليسا : ايه؟ فعلت ماذا؟ اجاب وهو ينظر لها لعينيها مبتسما : لقد جعلتك تبتسمين ..
تفاجأت ميليسا من ابتسامته و كلماته و بسرعة خجلت : ع عماذا تتحدث ا؟ هل من الغريب ان ابتسم؟
قال مجيبا بجدية وهو يأكل : كلا لكنك نادرا ما تبتسمين لهذا انا سعيد ..
نظرت له ميليسا يكمل اكله بذهول من كلماته ( انه سعيد لانه رأني ابتسم ؟) :.. < بادم >
فمر شهر وميليسا و ميك يتشاجران بسبب محاولة ميك جعلها تكسر عادتها و لكن ميليسا لم تكره هذا بل بدأت تفرح بوجود ميك بجوارها
و رحل الشتاء و اتى الربيع قالت ميليسا وهيا تسير للمدرسة تنظر لاشجار الساكورا : جميلة جدا ..
في نفس الوقت كان ميك يسير بتثاؤب ( اه لم انم جيدا ) فلاحظ ميليسا واقفة : اوه انها تنظر للاعلى !!
ثم فتح عينيه بتوسع فلقد رأها تبتسم و الريح تداعب شعرها و البتلات تتطاير حولها < بادم > فصمت محمرا :..
و اتجه ناحيتها قائلا لها بهدوء: صباح الخير ..
نظرت له ميليسا بهدوء التي بدأت لا تنظر للاسفل كثيرا : اه صباح الخير..
و بدءا يسير امامها و هيا تنظر له من الخلف لظهره بصمت :..( حقا لقد بدأت عيناي تلاحقه )
و سارت بجانبه قائلة ( منذ التقائي به تغيرت حياتي لم اعد اشعر بالوحدة و بدأت اثق بنفسي اكثر لهذا سأبذل جهدي لاقطع الخيوط المتشابكة التي امامي و اجد الخيط الذي و الحبل الذي يصلني اليه لاكمل طريقي حتى اصبح بجواره !)
ابتسمت بفرح مفكرة ( قدري سأجعله مرتبط بك فلقد رأيتني من بين جميع الناس)
~~~~~~~
النهاية
~~~~~~~
|
التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-03-2015 الساعة 12:51 AM |