عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 12-02-2015, 12:24 AM
 

5- صدمة الحقيقة

في الصباح، بدت مالون متماسكة مره أخرى/ وان كانت حائرة قليلاً لما أثاره هاريس فيها من مشاعر حين عانقها بحنان ورقة الليلة الماضية .
ستنتبه أكثر في المستقبل ولكن هذا لا يعني أن الامر نفسه سيتكرر، فهي لن تترك غرفتها في منتصف الليل. فلا شيء حتى ولو كابوس سيحملها على ذلك .
اعترفت بأنها تشعر بشيء غريب هذا الصباح . قال لها هاريس انها كانت بحاجة إلى عناق خفيف وبسيط ، لكن قوله لم يحتوي على اي مديح .
أنها تفكر في ذلك الآن ، وهي تجد في قوله وقاحة ! كانت تفضل أن يعانقها لانه لايستطيع مقاومه ذلك ، وليس لرفع معنوياتها.
لذلك قررت أن تتجنبه قدر الإمكان لقد فات وقت الندم لانهالم تذهب إلى الفندق الليلة الماصية ، غذا طلبت الذهاب إلى الفندق الليلة ، فستلفت الانتباه إلى حقيقة مشاعرها.
بعد ان أرتدت ثيابها ، نزلت إلى الطابق الاسفل لتجد أن هاريس قد سبقها و أخذ يجول في انحاء المنزل
نظرت من نافذه المطبخ فرأته يتحدث الى بوب ميلر. لقد جاء بوب مبكراً عن العادة . هل تعمد ذلك عن سابق تصميم أن أن هاريس اتصل به هذا الصباح؟
عاد هاريس إلى المطبخ، وشملها بنظراته وهي مرتدية الجينز الطويل، والقميص المقفل.
- كيف حال وكيلتي المفضلة ؟
قالها بعفوية وهو يتقدم ناظرا في وجهها وكأنه يقيم حالتها، واجابت بمرح :" في أحسن حال".
لم تكن تريده ان يعلم أنه شغل بالها ليلاً:" احضر باز بعض البيض الطازج أمس. اتريدها مسلوقة أم مقلية؟"
تبادلا النظرات، ولكن نظره واحده منها إلى وجهة جعلت قلبها يخفق. وعندما بدأ بيتسم حولت عينيها بعيداًواجاب :" لم آكل بيضاً طازجاً منذ سنوات".
سكبت مالون الشاي وناولت بوب ميلز فنجانه من نافذة المطبخ، ثم انشعلت بسلق البيض لتصرف ذهنها عما تشعر به من توتر و اضطراب.
وأثناء تناولهما الفطور ، سألها:" هل تلقيت رداً حول طلب العمل الذي أرسلته؟".
- وهل تطلب مني الرحيل ؟سألته وهي ترتجف ، فادركت أن توترها يزداد، أكثر مما كانت تظن، وخصوصاً عندما نظر إليها بدهشة :" مالذي جعلك تظنين ذلك؟ الم أقل لتوي أنك وكيلتي المفصلة؟".
أحمر وجهها ارتباكاً:" نعم ، هذا ما فهمته منك ، حسناً ، إنهم لا يريدونني في الوظيفة".
- خسارتهم هي ربح لي. بمناسبة الحديث عن الرحيل ، ربما من الافضل ان تغيبي هذا النهار.
نظرت إليه باتزان :" لكنك لا تطلب مني الرحيل ؟"
- لا ، بكل تأكيد . هناك أكثر من لوح خشب واحد مهترئ على فسحة السلم. وقد رتبت الامر ليغيروا كل الالواح القديمة ، ولا شك أن الضجة ستكون مروعة"
اعتادت مالون على جلبة البناء، لكنها تفهمت وجهة نظره :"شكراً لهذه الفكرة المفيدة".
- يمكنني أن آخذك إلى المدينة بسيارتي ، وبهذا يمكنك أن تتسوقي كما تشائين.
لكن قلقاً اعتراها ولم تفهم سببه، كانت تعلم أن جلوسها بجانبه في السيارة لم يكن جزءا من خطتها في تجنبه قدر امكانها .
- انه يوم جميل ، واظنني سأذهب في نزهة طويلة على الاقدام .
- اتريدين صحبة؟
سألها بحذر .
فأجابت ببط وصدق :" هناك أشياء علي أن اقوم بها بمفردي.
ابتسم هاريس مشجعاً :" يا لوكيلتي الماهرة"
لكنها شعرت بسرور بالغ .
انطلبقت حلما انتهت من غسل الاواني ،
كان اليوم جميلاً، كما قالت لهاريس، وشعرت بالبهجة للخروج،
لم يكن لديها فكرة عن المسافة التي قطعتها إلى أن اكتشفت فجأة انها في منطقة "شروين" وبدا لها المكان جيد لتوقف.
وفيما استدارت متوجهة إلى الدكان ، رات رجلاً يخرج منه نحو سيارته المتوقفة ، كان رولاند فيليبس، وبما انه لم يرها ، يمكنها ان تختفي في الطريق الذي جاءت منه، ثم تبقى متوارية حتى ينطلق في سبيله .
لكنها ترددت كان تفكيرها صائبا، لكنها تذكرت فجأة قول هاريس فادركت ان هربها لن يقضي على مخاوفها الشخصية .
تابعت سيرها، وراها فوقف وقال بلؤم :" حسناً، هاهي رفيقة هاريس الصغيرة ".
واخذ يتفحصها بنظراته، بينما استمرت هي في طريقها دون كلمة ، ويبدو أن الامر بم يعجبه لانه قال لها :"انا ذاهب في اتجاهك ، إذا شئت سأوصلك".
- لا، شكراً.
- هيا ، لا تكوني عيندة.
ووضع يده على ذراعها لمنعها من السير .
شعرت بالاشمئزاز لمسته. وبدلاً من شعورها بالخوف ، احست فجأة بالغضب ، فقالت بحزم :" إرفع يدك عني".
فقال بابتسامة ظنها خلابه :"لا تكوني فظة ".
واذا بغضب مالون يزداد، لانها تركت هذا المخلوق يسبب لها كل تلك الكوابيس المرعبة ،
ازداد غضبها إلى درجة جعلتها تقول :" انت لا تعجبني، انت في نظري كرية للغاية . وفي العادة، أنا لا احط من قدري بالحديث إلى أمثالك ، لكنني أقوم باستثناء هذه المره لاخبرك بانك إذا اقتربت منى مره أخرى، فأنا لن اتردد في أن أتقدم بشكوى ضدك إلى الشرطة".
لم يعجبه كلامها، لكنها لم تهتم، فلم يعد لديها شيء تقوله له . نزعت ذراعها من قبضته ، ثم تابعت طريقها إلى الدكان، ومن هناك سلكت طريق إلى هاركورت هاوس لو انها فكرت مسبقا في احتمال مواجهتها مع رولاند ، لظنت انها ستنفجر باكية ، لكنها شعرت الان بالبهجة .
كلما اقتربت من هاركورت هاوس كلما كانت صورة رولاند تبهت في ذهنها، لتحل مكانها صورة هاريس.
لدى وصولها إلى طريق المنزل، بحثت عيناها عن سيارته. كان معظم العمال قد فرغوا من العمل ، ورأت سيارة بوب وسيارة سيريل إضافة إلى سيارتين أخريين ، ولكن لم تكن أي منهما سيارة هاريس.
دخلت المطبخ ، فتبدد شعورها السابق بالبهجة ، كلياً ، وحل مكانه الكآبه، رغم انها رات أن الارض فرشت بمزيد من السجاد لكتم الضجيج الذي يصم الآذان.
في الساعة الرابعة والنصف ، انهى العمال تغيير الألواح وذهبوا إلى بيوتهم ، فأخرجت مالون المكنسة ونظفت السلم والردهة مزيلة الخطام والغبار عن الباب الخلفي.

عندئذ دخلت سيارة فان تابعة لبائع الادوات الكهربائية ، وقفت تنظر، امله في ان لا يكون السائق قد رأها فدخل ليسألها عن مكان ما ... فباستثناء دكان "شروين" ومنزل "آلمورا لودج" كانت غريبة عن هذه المنطقة .
- الانسة بريتويت؟
هتف السائق باسمها وهو يترجل من السيارة، وقبل ان تجيب، تابع يقول :" احضرت لك تلفزيون" فتحت فمها، لتبتسم ، بانت سيارة هاريس في الطريق ، فعادت بانتباهها إلى الرجل
- من الافضل أن تحضره إلى المطبخ، لا اظنه ضرورياً في غرفة الاستقبال.
- بل هو ضرروي . لقد سبق واتى احدنا اليوم .
ثم ارته المكان، وكانت في المطبخ عندما تبعها هاريس بعد ان توقف ليتحدث قليلاً إلى الرجل.
اقترب منها :" كيف كانت نزهتك".
لم تشأ أن تتحدث عن رولاند
- بخير
بدأ هاريس متوقعا مزيداً من التعليقات فأضافت :" ظننتك عدت الى لندن"
- وهل هذا يعني انك مسرورة أم أسفة؟
ولكنه استدار مبتعداً وهو يقول خارجا من المطبخ :" ذاك هو جهاز تلفزيون".
كانت واثقة من ان الابتسامة تغزو وجهة فتكهنت بانه صعد الى الطابق الاعلى ليتفحص أرض السلم الجديدة.
فكرت في أن تصعد هي أيضا وتغير ملابسها التي ارتدتها طوال النهار ، لكنها فجأة شعرت بالخجل .
ركزت افكارها على العشاء.لقد استرت بعض اللحم المفروم آمله في ان يحب هاريس المعكورنه السباغيتي. وعندما سمعته ينزل السلم ويتجه نحو غرفة الاستقبال تسللت إلى غرفتها لتغير ملابسها.
غسلت يديها ووجهها وارتدت ثوباً قطنياً ثم نزلت فوجدت أن العامل الفني قد ذهب وكان هاريس قادما إلى المطبخ مع صندوقين يحويان بقالة .
- ماذا يحويان؟
- ربما أشياء عديمة النفع.ولكن ، ما دمت ترفضين القدوم معي، فتصوري ماذا بإمكان رجل أن يشتري من سوبر ماركت ؟

ضحكت ، وكانت تبتسم عندما رأت أن عينيه استقرتا على وجهها. وتملكها الذهول فجأة لمنحنى الذي اتخذته أفكارها، ففارقتها الابتسامة وشعرت بالارتباك.
سألته بعد فتره :" هل تحب المعكرونه السباغيتي؟"
ثم انتبهت إلى انه يحدق فيها وكأنه يتساءل عما حدث لها فجأة فساءها الامر. توقعت أنه سيطلب معرفة السبب في تحولها من الابتسام إلى الجمود ، لكنه ترك المر يمر.
- المعكورنه السباغيتي هي أحد الأطباق المفضله لدي.
رد بشيء من الفتور فأدركت أنه لا يحبها وانه يكذب عليها.

لكنها لم تشعر برغبه في الضحك، وغادر هو المطبخ بعد دقائق، وبعد نحو دقيقة سمعت صوت التلفزيون.

أثناء العشاء اخذ يتحدث برقة بالغة وطلاقةن ففارقها التوتر. تملكها اهتمام حقيقي عندما حدثها عن خططه للمنزل، وبدأت تشعر بالاسترخاء والراحة ، إلى درجة أنها تضايقت قليلاً حين تحول الحديث إلى مناقشة الكتب التي قرآها.
لاحقاً ، وقف هاريس يجفف الصحون التي كانت تغسلها فعاد إليها ذلك التوتر المزعج .
- أظن اننا انتهينا.
قالت وهي تنظر حولها لتري إذا نسيا شيئاً، ثم فكرت في ان تذهب قبل ان يلاحظ توترها . شعرت بأنها تعرفه الآن إلى حد انه سيسألها عن سبب توترها. ماذا تول له بينما هي نفسها لا تعرف؟
قال لها مداعباً :" أظنك حظيت بسهرة لطيفة أمام التلفزيون".
نظرت إليه فقفز قلبها بجنون. عندئذ، أدركت أن هذا التوتر والاضطراب اللذان يتملكانها لن يسمحا لها بالجلوس معه صامتين في غرفة الجلوس.
- أنا ... سوف... أصعد إلى غرفتي .
اجابته شاعرة بالذعر لما بدا عليه صوتها من تكلف، واضافت كاذبة :
- وصلت في كتابي إلى قسم مشوق.
نظر إليها، لكن لهجته كانت لينه حين قال، بعد ان تأملها قليلاً
- لن ندير التلفزيون إذا شئت أن تحضري كتابك إلى غرفة الجلوس.
آه هذه فظيع، مالذي جرى لها؟
- أظنني سأنام باكراً
رغبت في إنهاء الحديث، فدارت حوله لتخرج لكنه استدار وتقدمها
- هل حدث شيء، يامالون؟
- لا شيء . صدقني.
- أتعلمين؟ ليس عليك أن تقلقي من شيء. أم تريدينني أن أرحل؟
انحبست أنفاسها .لا.. إنها لا تريده أن يرحل . وأجابته بمثل حدته:
- لا،لا أريدك أن ترحل.
- تعلمين انني ليست مثل فيليبس؟
فهتفت:" طبعاً أعلم! وانا لست قلقة بتاتاً . أريد فقط .. تصبح على خير.
حدق إليها قليلاً ، ثم أفسح لها المجال لتمر وخرجت هي بسرعة .لماذا لايمكنها ان تكون طبيعية معه ؟ لماذا يجعلها مضطربه ومتوترة؟
وصلت
إلى غرفتها ، فتمكلها القلق مره ثانية وهي تشعر بحافز قوي يدفعها إلى العودة إلى الاسفل لتطمئن هاريس إلى انها تثق به كلياً.ولا تشعر للحظة وواحدة بالقلق لجلوسهما معاً تحت سقف واحد . لكنه سيظنها مخبوله إذا ما اصرت على إبلاغة انها غير قلقة .
أخذت كتابها إلى الكرسي قرب النافذة .
كان الهدوء دوماً يتملكها عند تأمل المناظر من نافذتها، لكن اضطرابهامنعها من الهدوء، او النسجام مع كتابها ، فوضعته جانباً شاعرة بالحاجة إلأى القيام بشيء ما.
دخلت الحمام لتغسل وجهها واسنانها، متمنية لو ان الدوش صالح للعمل . جربته مره أخرى ، دون فائدة ، أترى يملك هاريس واحداً صالحاً في غرفته؟ لا .. رفضت الفكرة . ثم تذكرت أن هناك حماما عند فسحة السلم .
بعد ذلك بدقيقة ، فتحت بابها ثم أصغت . كان صوت التلفزيون الخافت صادراً من غرفة الجلوس. أغلقت بابها بخفة، ثم خلعت ملابسها بسرعة ولبست مئزرها القطني، اختطفت صابونه ومنشفة ، وبلمحة البصر، خرجت إلى فسحة السلم، وإذا بها تجد أن باب الحمام يحتاج إلى أكثر من دفعة لينفتح .

دفعته بوركها .. فانفتح أغلقت الباب خلفها و اخذت تختبر الماء لترى إن كانت آمالها خائبة . لكنها وجدت الدوش في حالة جيدة! عقدت شعرها إلى أعلى ثم دخلت الدوش.
وقفت تسكب الماء على كتفيها مدة طويلة قبل أن تستعمل الصابون. ولكن كل الأشياء الجميلة تنتهي، لذا غسلت جسدها من الصابون واقفلت صنبور الماء، ثم لفت نفسها بمنشفة كبيرة ، غطت جسمها كله.
أغلقت شاردة باب الدوش قبلأن تخرج. ولكن عندما داست على ارض الحمام ، التقتت لتتفقد موضع قدميها.. في هذا المنزل المليء بالمخاطر حيث لا يعرف المرء متى يقفز شي ويعضك . . كما سبق واكتشفت .. واذا بها تشهق برعب بالغ وهي ترى هاريس واقفا هناك يتأملها والماء يقطرمن ساقيها.
كان ترتدي قميصاً وبنطلوناً وعلى كتفية منشفة . ويبدو أنه دخل لتوه، وقد استدار بعد أن أغلق الباب خلفه . بدا عليه الافتتان بمظهرها ، وجمدت مالون مكانها، وعندما أصبح اللون القرمزي لون وجهها الوحيد، أطلقت صلرخة ذعر حادة وقفزت راكضة نحو الباب . وعلى الفور، عرف ما تنوية،فخطا إلأى يمينه بسرعة ، مبتعداً عن طريقها. ولسوء الخظ خطت إلى شمالها، فاصطدما. مد يده ليسندها فاحرقتها لمسته، وتسمرت نظراتها على الباب. دفعته عن طريقها ثم اندفعت نحو الباب بقوة ، فوجدته مغلقاً لا يفتح!

تملكها الذعر، فيما راح هاريس يفكر بهدوء. رأي أغراضها حيث تركتها،
فلحق بها وأدركها عند الباب وهو يخفف عنها قائلاً بهدوء:"لا بأس عليك يا مالون. أنت آمنة ، لن يؤذيك أحد".
ورغم ان ذعرها خف قليلاُ ، إلا أنها لم تستطع أن تخفي استياءها فانفجرت قائلة
- كيف تدخل من دون أن تتأكد من خلو الحمام.
واستدارت تواجهة وتحدق إليه، فقال مداعباً :" أسف لتطفلي سيدتي الجميلة .

لم تصدق حين وجدت نفسها تبتسم. وتكهنت بأن هذا ما يريده وقالت :" كنت أريد أن أبلغ السباك عن حمامي لانه كان معطلاً هذا الصباح.
- وكذلك الامر في غرفتي . عندما سمعت تدفق الدوش، رأيت أنها فكرة جيده ، فجئت لأرى إن كان الدوش هنا صالحاً للعمل .
ثم ابتسم وسألها : " هل أنت بخير الأن".
فقال متلعثمة :" نعـ...... نعم "
لقد تجاوزت الصدمة. لكن وجوده قريباً منها إلى هذا الحد جعل إحساسها به يزداد.
فقالت :" سأذهب".
ثم استدارت إلى الباب مستعدة لجذب مقبضة مره أخرى بشكل أعنف أما هاريس فمد يده إلى المقبض في الوقت نفسه وهو يقول :" هذا عمل للنجارين".
ثم أراد أن يزيحها، وإذا به يضع ذراعه، من دون تفكير على مقربة من كتفيها

جعلها الشعور بيده وبذراعه قرب كتفيها تتجمد مره أخرى،لم تكن تتحرك على اي حال . التفتت قليلا نحوه . والتفت هاريس بدوره ، واذا بهما يتواجهان مره أخرى ليحدق إلى عيني بعضهما البعض .
أبعد يده عنها، وسحبت يدها عن مقبض الباب.
- مالون.
تمتم باسمها. ببطء ، احنى رأسه ، وما كانت مالون لتدير رأسها عنه.
عندما عانقها جاء عناقة كما تريد هي، رقيقاً وانتهى بمثل السرعة التي ابتدأ بها .
شدها إليه، و كأنه لم يستطع المقاومة ، فدفن وجهه في عنقها وقال بصوت خافت
- رائحتك رائعة .
وابتدأ قلبها يخفق بجنون، وشعرت بقضبته تشتد على خصرها لثوان ثم ما لبث أن تركها و تراجع إلى الخلف . نظر في عينيها متأملاً ثم سألها
- هل ستسامحينني لاني تصرفت كالرجل ؟
اختفى شعورها بالذعر، ولكن قربها من هاريس أرسل في جسدها كل أنواع
المشاعر:" أظن... علي أن أذهب".

لكن قرارها لم يكن ثابتاً لانها لم تكن ترغب في الذهاب على الاطلاق.
سألها وقد سقطت يداه إلى جانبيه:" ألست خائفة مني؟".
شعرت مالون بكل شيء عدا الخوف ، واجابته باسمة :" على الاطلاق"
ثم أضافت ، بما بصدق أقل قليلاً:" انا لا ... أعني... أعلم انه كان مجرد عناق صغير؟ لكنني لا اريد مزيداً منه".
عناق صغير؟ لقد اطاح بدماغها!
بادلها هاريس ابتسامتها ثم ابتعد ، نصف خطوه، وهو يقول :" مالو بريتويت الصغيرة...."
كانت دوماً تظن نفسها طويله... لكنه تابع قائلا :" ألم تتعرضي للإغراء مره:"
كان بإمكانها أن ترفض الرد على هذا السؤال ، لكنها لم تفعل . وفجأة ، شعرت بالسعادة ، انها تشعر بالسعادة والارتياح معه مره أخرى، وكلذلك بالقدرة على إخبارة بكل شي . فقالت مقرة
- بلى ، منذ شهرين أو نحو ذلك
- ماالذي حدث ؟
من الغريب أن مالون اكتشفت أن لا ضرر في ان تخبره :"قال انه يحبني، وقد تواعدنا معاُ في عطلة الاسبوع. ولكن في أخر لحظة، لم أذهب، فأخذ صدقتي بدلاً مني".
فتمتم :" يا للحبيبة المسكينة".
- حسناً، كانت هي صديقته أيضاً. كنا، نحن الثلاثة ، نعمل معاً.
- هل هذا هوالسبب لتركك عملك؟
كان سؤالاً فطناً، لكنه لم يكن يبتسم . لم يكن يريدها أن تجيب ولكنهٍألها فجأة :" هل كنت تحبينه".
نظرت مالون إليه بنفس الجد الذي يبدو عليه، ثم شهقت بدهشة .لقد خطر لها في اللحظة أمر وقع كالصاعقة عليها فشاع الاضطراب في كيانها لانه فسر السبب الذي جعل مشاعرها مؤخراً، تعتمل في داخلها نحوه.
- لا . لم أكن أحبه
- ولكن ، وفقاً لشخصيتك، لابد أنك كنت مولعة به حتى قبلت الخروج معه.
- كان ذلك منذ وقت طويل.
صرفت عن ذهنها الموضوع بمرح وهي ترى هاريس يتقبل ذلك وكأنه شيء حدث في ماضيها ومات ودفن. ثم تابعت تقول :" من الافضل أن أذهب و أتركك تستحم".
قالت هذا رغماً عنها، فسألها :" هل أستطيع معانقتك قبل ذهابك؟".
ابتسمت مالون له فيما لم يجرحها قوله هذا ، ولن تجد أفضل منه ليعانقها . علاقتها القصيرة مع كيت مورغان لم تعد تؤلمها الآن، وهي سعيدة بذلك.
تقدمت منه فوضع يده على كتفيها ، فشعرت وكأن تياراً كهربائياً مسها . كانا متقاربين يحدقان ببعضهما البعض. فجأة، بدا وكأنهما تحركا معاً، وسرعان ما تعانقا . لم يكن عناقه هذه المره شبيهاً بما اختبرته معه من قبل، حيث كان عناقه رقيقاً حنوناً... وسرعان ما أذعنت مالون لرغبتها في أن تدنو منه أكثر، فطوقت عنه بذراعيها فيما أخذها هو بين ذراعيه ، وعانقها بشعف أكبر.
- مالون الحلوه .
تمتم بذلك، ثم أبعد وجهه لينظر في عينيها، وقال برقه بالغة وكأنه لا يستطيع المقاومة : "يا عزيزتي".
كانت متلهفة إلى عناق آخر، فازداد عناقه هذه المره عنفاً، وعاد يحتضنها مطولاً.
طوقته بذراعيها، فيما جذبها إليه بمزيد من الشدة.
ألقت رأسها على كتفه، وقربه منها يكاد يصيبها بالجنون. عانقها مره أخرى فكاد يخطف أنفاسها.
وابتدأت تغرق في فيض الأحاسيس التي أثارها فيها، وصدرت عنها شهقة مؤثرة .
وصل إلى مسامع هاريس هذا الصوت الخافت فجمد مكانه، ثم تراجع و أخذ ينظر إلى وجهها.
قال يطمئنها بهدوء :" أنت لست في خطر".
- أنا....
كان هذا كل ماستطاعت قوله عندما استقرت عيناه على وجهها . أخذ ينظر متفحصا إلى عينيها المضطربتين ، وكانت هي تجاهد بيأس لكي تجمع شتات نفسها.
قالت كاذبه :"لا اريدك أن تعانقني مره آخرى".
- ما كان لي أن أفكر في هذا السلوك الشائن.
لكنه كان جاداً عندما سمح للضوء بأن يفضل بينهما ن وقال :" أنا أعني ما أقوله يا مالون ... فأنت بأمان".
- أعلم هذا.
أجابته بذلك ثم تحولت عنه . لكنها كانت مضطربه ولم تتمكن من فتح الباب الموصد.
تقدم هاريس إلى نجدتها يفتح لها الباب لتخرج . وقبل ان يتركها، سألها
- هل أنت بخير، يا مالون؟.
كيف يمكنه أن يكون بكل هذا الهدوء بينما هي ثائرة الأعصاب بهذا الشكل ؟ واجابته تطمئنة : " انا بخير، فلا تقلق".
ثم رمت بجانبة متجهة إلى غرفتها .
آمنه ؟ لقد أثار فيها مشاعر و احاسيس صاخبة خارجة عن السيطرة ولكن من الواضح جداث انه يتحكم بمشاعره طوال الوقت وهو يقول لها ( انت في أمان) لقد عانقها، وكانت مشاعرها متدفقة ، لكن عناقهاما لم يؤثر عليه على الاطلاق.. وإلا كيف استطاع أن يتركها بهذه السهولة ؟ أمنه ؟ وما هو الامان وهي تحب رجلاً لا يريد أن يعلم ؟

نهاية الجز ء الخامس
__________________


آللحن ألآخير + زهرة الوآدي! = ألقابي
  #7  
قديم 12-02-2015, 12:27 AM
 

6- هل يخون الجسد؟

منذ اللحظة التي استيقظت فيها مالون صباح الأحد ،شغل هاريس ذهنها ، انها تحبه وهي حقيقة لن تتبدد. الشي الغريب الوحيد هو إدراكها ما يجري داخلها؟ لقد ابتدأ الامر منذ الاسبوع الاول الذي عرفته فيه!
حدثتها بذلك لحظات الخجل تلك ، وانعقاد لسانها . ولكن ، ما اجمل أن تراه. هذا هو السبب الذي يجعلها قلقة أحياناً. هذا هو السبب .. ووجدت نفسها تسترجع عناقه ولمساته.
ما الذي جعلها تظن ان شعورها ذلك نحو كيت مورغان كان حباً؟ لقد جرحها حينذاك، لكن أتراه كان جرحاً لكرامتها فقط ؟ ربما تألمت قليلاً حين تبين لها أنه متقلب المشاعر ومن طينة أمبروز جنكنز و ابنه لي.
ومهما يكن ، باتت تعرف الآن قوة مشاعرها نحو هاريس .. حبها له .. إن ما شعرت به نحو كيت لم يكن حباً.
تركت سريرها لتغسل وجهها وترتدي ثيابها، متسائلة عما إذا كانت، حينذاك، تفتش عن عذر ما كيلا تذهب مع كيت .
لكن كيت كان بعيدا عن ذهنها عندما فتحت باب غرفتها ، فتوقفت قليلاً وجذبت نفساً عميقاً
أدركت من الاصوات الصادرة من الاسفل ، ان هاريش مستيقظ ويجول في الانحاء. ومرت لحظات شعرت فيها باضطراب في مشاعرها ، فهي تريد أن تراه ، ومتلهفة إلى ذلك ، ومع ذلك تشغر بخجل ساحق تعجز معه عن الحركة.
لكنها أدركت انها لا تستطيع ان تقف مترددة خجلى طوال النهار ، جذبت نفسا عميقاً وانطلقت دون فكرة عما ستقوله له. لقد كذبت عليه الليلة الماضية حين أخبرته بأنها لا تريده أن يعانقها مره ثانية.
ولكن ، رباه ، كم كانت تريده أن يعانقها ويستمر في ذلك ...! لقد ايقظ فيها الشوق إلى الحب لو انه رفض ان يصدق كذبتها فهي لا تعرف ما كان سيحدث لم تكن خائفة على الاطلاق... إنها واثقة تماما منه.
إن مأزق مالون، بعد ذلك العناق الحميم الذي جرى بينهما الليلة الماضية ، سرعان ما تبخر عندما دخلت المطبخ خجلى من النظر إليه، واذا بنظراتها تقع على حقيبته التي يعدها لعطلة الاسبوع، على المائدة مع مفاتيح سيارته!!

كاد الخوف يعصف بها كل شي واضح ... هاريس على وشك الرحيل.
اندفعت تقول له دون تفكير :" ليست بحاجة إلى الرحيل بسببي".
حالما صدرت عنها هذه الكلمات ،تمنت لو تسترجعها لكن الوقت فات ، تمنت لو تهرب وتختبئ ، لكن هريس كان يبتسم :"بسببك؟".
لكنها تدرك انه فهم جيداً ما تعنية، رغم ان الاضطراب حال دون ان تعلم ما إذا كان يغيظها . لكن الغزل الذي دار بينهما ليلة أمس جعلها تقول بابتسامة عريضة :" إذا وعدتني بألا تدخل أي غرفة، مره أخرى ، من دون أن تطرق بابها أولاً، أعدك انا بألا اتبختر مره أخرى ، هنا وهناك ".
بادلها الابتسام، ثم تلاشت ابتسامته وهو يسألها بجد بالغ :" هل نمت جيدا؟ دون نتائج سيئة "؟.
لم تنم جيداً، ولكن ليس بسبب القلق أو الخوف . فما كانت خائفة منه الأن هو أن تفضح مشاعرها نحوه.
وعندما تأخرت في الجواب باحثة عن كلمات حيادية ، قال " مالون العزيزة ، يجب أن تنامي جيداً. أنت لم تكوني قط في خطر".
إذكا كان يحاول أن يهدئ من أي مخاوف تملتكها ، فهي لم تشكره لهذا ، وكأنه يقول لها انها لو لم تتوقف عن غزلهما ، لفعل هو، وإما انه يقصد انها لا تتمتع بأي جاذبية .
بكبرياء يائسة وجدت نفسها تقول بابتسامة عريضة ، دون أن تهتم بأنها نزلت من غرفتها فقط لتجعله يعلم بانها لا تهتم مثقال ذرة لمصيره " لا بأس إذن، ما تريدني أن اخبر السباك غداً"
تجرأت على النظر إليه ، فخيل لها أنها راي لمحة إعجاب في عينيه لسلوكها لكنها لم تكن تثق تماما بمخيلتها، فبقيت متمالكة نفسها حين أجاب:" أخبريه فقط بأننا، نتيجة إهماله، كدنا نقع في مشكلة ".
اضطرت مالون إلى الضحك ، وقد ظنت أن هذا ما أراده هاريس منها، ولكن في اللحظة التالية ، فارقتها كل رغبه في الضحك لانه كان يتناول حقيبته ومفاتيح سيارته.
- انتبه أثناء القيادة .
دفعتها كبرياؤها إلىأن تودعه بهذه الكلمات ، فكان جوابه أن عانقها بسرعة، مودعاً، ثم خرج..

لم تعرف مالون كم بقيت واقفه بعد ذهابه ويدها علىقلبها الذي راح يتخبط بين ضلوعها ، ادركت انها وهي التي لم يحدث أن تشوقت لصحبه أحد ما ، شعرت الآن بالوحدة.

تحملت عبء النهار، وصوره هاريس لا تكاد تغيب عن ذهنها . أليس من المفترض أن يكون الحب مصدر بهجة ، افترضت أن هذه الكلام صحيح إذا كان الحب متبادلا .
يوم الاثنين ، اصلح السباك الاعطال في الغرفتين. وأطل يوم الثلاثاء فجاء مهندس ليصل خط الهاتف فشكل ذلك مفاجأه حسنة . لم يكن هاريس .
قد ذكر شيئاً عن تقدمة بطلب من الشركة .
استغلت مالون الهابف تلك الليلة للإتصال بأمها و إعطائها رقم الهاتف مستمتعة بحديث طويل معها. كانت أمها سعيدة للغاية ، فأثلح ذلك قلب مالون للمره الاولى منذ وفاة أبيها.
مرت الايام التالية ، مع حلول الجمعة ، شعرت مالون بمزيج من الاضطراب والتوقع . جاء هاريس يوم الجمعة الماضية ، وربما سيأتي هذا الاسبوع ايضا.
وذهبت إلى سريرها ، تلك الليلة ، شاعره بخيبة أمل ، فهو لم يتصل بها ، وأتي السبت مشرقاً ولازم مالون الشعور نفسه تقريباً. رما يأتي هاريس اليوم !

لكنه لم يأت أيضاً ، ولا في اليوم التالي، وبقي الهاتف صامتاً طوال العطلة ، عانت مالون كثيراً من آلام الشوق لرويته، إذا سكن تفكيرها باستمرار,
استحال الطقس المشمس إلى موجة حرارة ، وابتدأت مالون تتطلع إلى العطلة ، أمله أن يبقى الطقس لدى مجئ هاريس جيداً، وتملها الشلك في قضائة وقتاً طويلاً ، خارج البيت .
عندما خرج العمال يوم ، الاثنين ، أحضرت المكنسة و أخذت تنظف غرفة الاستقبال لتزيل عنها الغبار ، ودخلت غرفة الجلوس باكراً صباح الثلاثاء، لتطمئن إلى مظهر الغرفة ، عندما سمعت رنين الهاتف لأول مره ، فقفزت من مكانها.

ذهبت لتجيب وقلبها يخفق، رغم أنها حدثت نفسها بأن المتصل قد يكون أمها.
أجابت بصوت هادئ، فأخذ قلبها يخفق بعنف حين عرفت صوت المتكلم .
سألها هاريس بهدوء - هل تسير الامور كما يجب؟.
- لم يحصل مشاكل .
أجابت باسمة .. لم تستطع أن تمنع نفسها من ذلك .
- هذا حسن .
و أحست أنه على وشك إنهاء المكالمة ، فتلهفت إلى معرفة ما إذا كان سيحضر في العطلة القادمة، لكنها لم تستطع .
- كيف حال الطقس عندك ؟
- أظنكم تعانون من موجه الحر التي نعاني منها هنا.
تكلفت المرح وهي تخبره:" أنجز النجارون عملهم بشكل جميل جداً، اتريد أن تتحدث إلى بوب؟ أظنه قريباً من هنا ، يمكنني أن أذهب واخبره........."
- لا حاجة لذلك، ما دمت تنفين وجود مشاكل و انا واثق من ان هذا هو الواقع.
أجاب بذلك ثم أقفل الخط ، وضعت مالون السماعة وقد اعترتها المشاعر المربكة إلى حد انها شعرت، بان عليها أن تكون وحدها ، فصعدت إلى غرفتها و اغلقت الباب خلفها.
عندما استعادت تمالكها لنفسها ، خرجت من المنزل لتتمشى ، شاعره بأن حبها لهاريس جعلها ضعيفة . انها ضعيفة ولكن كرامتها منعتها من اظها ر اي دليل على شعورها نحوه ولا ومضة سرور حتى ،
عادت إلى المنزل ، كانت تأم ل في ان يحسن التنزه مزاجها ، لكنه لم يفعل ولكن عندما نظرت من نافذة المطبخ وقت الغداء ورأت سيارة هاريس تتوقف لتوها، ارتغعت معنوياتها.
احمر وجهها لفيض مشاعرها ، وشعرت بالسرور لان وصوله إلى المطبخ سيستغرق دقيقة أو اثنتين يمكنها، في اثناءهما ، ان تتمالك نفسها.
كيف ستحييه ؟ مرحباً أيها الغريب؟ لا. اليوم ليس الجمعة أو السبت ، أليس كذلك؟ لا.
تبددت أفكارها في الهواء عندما دخل هاريس حاملاً سترته بيده ، فسألته وقلبها يخفق بقوة لشده ما تحبه :"هذا تفعل هنا؟ لا أقول إنه لا يمكنك الحضور فأنت صاحب البيت ".
قالتها بمرح واطلقت ضحكة صغيرة .
لم يضحك هاريس، ولا ابتسم جتى وهو يقول :" لدي مشكلة أود أن اناقشها معك".
تملكها الحذر على الفور،لقد ادركت أنه سيطلب منها الرحيل ، لكنها لا تريد أن ترحل ، ليس الآن ، ليس وهي تعلم انها تحبه . هل هذا هو الامر؟ هل أحس بحبها له ؟ وهل لهذا قدم شخصياً ليطلب منها الرحيل ؟ وسرعان ما استجعمت كبرياءها، ربما يظن أنها تحبه، لكنها ستحرص على أن تجعله يشك تماماً في ذلك.
- كنت على وشك أن أعد لنفسي شطيرة وفنجان القهوة، هل أنت مستعجل ؟
إنها هنا لأداء وظيفة مؤقته على كل حال . ستخبره بذلك . هل ينبغي أن تخبره أولاً انها راحلة قبل أن يطلب منها الرحيل ؟ ربما عليها أن تفعل ذلك .
- لا بأس بشطيرة .
أجابها بإتزان ، فأخرجت الخبر والزبده و الجبن واللحم .. ثم أعادت التفكير. أنها غارقة في حبه. ولهذا، عليها ألا تتعجل ... ربما لم يأب ليأمرها بالرحيل
ربما ....... ولكن لماذا........؟
أعدت طبقاً من الشطائر لهما ، لكنها سرعان ما فقدت شهيتها .
عندما جلسا إلى المائدة ، سألته :" و الآن ، ماهي المشكلة .؟ أرجوا ألا تكون خطيرة".
وضع شطيرة في صحنه ثم نظر إليها :" إنها تتعلق بأختي فاي".
تملكها الارتياح، لا يبدو أن هاريس سيطلب منها الرحيل. فردت بصوت هادئ
:" أختك ".
- اتصلت بي فاي بعد أن اتصلت بك بقليل. وبعد ذلك ، خطر في بالي أنها قد تزورك إذا حدث ومرت بالجوار.
لم تفهم مالون ما يعنيه. من الواضح أن فاي ستتجه إلى بيتها "ألمورالودج" ولكن هل يعني كلامه أنه لا يريد ان تعلم أخته بوجود مالون في " هاركورت هاوس"؟ أتراه ، فعلاً يطلب منها الرحيل؟
جعلها عدم شعورها بالأمان تهاجمه بقولها:" أما كان بإمكانك أن تعود فتتصل بي وتحدثني بالأمر؟".
فنظر إليها بجد :" الامر ليس بهذه البساطة".
- ولماذا تأتي أختك إلى هنا لتراني؟
وتملكها الانزعاج فجأة فهتفت بسخط شديد :" تريدني ان أخبرها أي فاسق هو زوجها ، هذا هو الأمر، أليس كذلك؟ حسناُ ، طبعاً لن أفعل ! وشكراً لفكرتك السامية عني".
وإذا بشاعرها تهمد وهو يجيب :" ولأن فكرتي سامية للغاية فضلت أن اترك عملي وآتي إليك بنفسي بدلاً من الاتصال بك ".
أواه هاريس! إن فكرته عنها سامية للغاية !
- إذن... ما .. ما هي ... المشكلة ؟
- المشكلة هي أن اختي ، رغم ذكائها ، مازالت مغرمة بذلك ال**************** الذي تزوجته . حاولت أن اجعلها ترى الحقيقة ، لكن الامر أفلح فقط في غرس بذور العداوة بيننا. لذا ، اضطررت حالياً إلى اتخاذ موقف المتفرج، العاجز عن القيام بشئ سوى أن أساعدها عندما تكون بحاجة إلى ذلك .
- وهل ... تشعر انها بحاجة إلى المساعدة الآن ؟
- المشكلة هي أن فاي، التي تأمل في إنقاذ زواجها ، سمعت بأن لدى زوجها خليلة . وكانت على وشك الانهيار عندما اتصلت بي هذا الصباح وهي تريد أن تعلم لما خذلتها أنا بوضعي خليلة زوجها في بيتي..........
وسكت فجأة ، لكنه كان ينظر مباشرة في عيني مالون الجادتين وهو ينهي كلامه :"هنا"
فهتفت مالون وهي تفتح فمها ذاهلة :" أنا؟ هل أخبرها هو... أنني كنت خليلته؟"
- أمر لا يصدق، أليس كذلك؟
فشهقت :" له من حيوان".
ثم تذكرت أخر مره رأته فيها فانفجرت تقول :" إنه ذنبي".
- أنت فعلت ذلك ؟
فاندفعت تقول :" إنه ينتقم مني. لقد رأيته...."
فقاطعها بحدة بالغة:" متى ؟ متى رأيته؟ هل جاء إلىهنا مره آخرى؟"
- لا ... كان ذلك ... السبت الماضي.
- بعد أن قلت له بألا يأتي إلى هنا مره أخرى؟
فأومأت :" كنت أتمشى، وتحديته لأثبت لنفسي أنني لست خائفة".
كان صوته أهدأ ، حين سألها بلطف :" بماذا شعرت حين رأيته؟"
ابتسمت وردت :"لم أخف بل غضبت ، وقل له إنه بغيض ، وأنه اذا اقترب مني مره أخرى سأشكوه إلى الشرطة ، وإنني لا انزل من قدري بالحديث إلى أمثاله .
- هل قلت ذلك ؟ وكيف كان نومك؟
بما أن هاريس يحتل دائما ذهنها لانها تحبه كان جوابها:" منذ ذلك الحين ، لم يعاودني أي كابوس . لكن لنعد إلى الموضوع الاساسي،إذا زارتني أختك ، فسأخبرها أنني لست خليلة زوجها........"
فقاطعها :" ليست مضطرة لذلك ".
ولكن الغريب أنه سكت لحظة ثم عاد يقول:" لقد سبق وأقنعتها بذلك ".
سألته "و.... هل صدقتك ؟ هكذا بكل بساطة ؟"
كانا يتحدثان عن أمراة مغرمة بزوجها . هل ستصدقه فاي من دون برهان، خصوصا و ان تلك الخليلة المزعومة تسكن على بعد أميال قليلة منه؟
وسألته :" كيف؟ كيف أقنعتها؟"
أدركت بالغريزة أن جوابه لن يعجبها. وكان إحساسها صادقاً ، رغم تمهيده له بقوله :" كما سبق وقلت ، كانت فاي على وشك الاصابه بنوبه هستيرية . الطريقة الوحيدة التي استطعت التفكير قيها لتهدئتها هو أن أقول لها إنك لست عشيقته ... بل عشيقتي أنا".
حدقت مالون في مذهوله :" عشيقة ؟"
ثم انفجرت به :" هل قلت عشيقة ؟ هل أخبرت أختك أنني........."
لم تستطع أن تصدق ذلك عادت تسأله والشرر يتطاير من عينيها:
- بماذا حدثتها لكي تصدق؟
قابل هاريس نظراتها بجمود، لكنه أجاب:" حاولت أن ألتزم بالحقيقة قدر الامكان"
فانفجرت بعداء :" آه ، هذا واضح".
- كنت مخطئاً وانا أعلم ، لكنها كانت مجروحة ، وقد اعتدت أنا على التخفيف من آلامها لأجعلها تشعر بتحسن عندما تكون على شفير الانهيار. أظنها عادة متأصلة في نفسي.
شعرت مالون بأنها ابتدأت تلين ، فقوت نفسها ، انه فاحش، قما أخبر به أخته هو فحش وشناعة فسألته بحده "وهكذا"؟
- أخبرتها أنك عملت مع فيليبس بضعة أسابيع عندما كان خارج البلاد معظم الوقت ت، وانك تركته عندما عاد إلى البيت وحاول أن يغريك .
- حسناً تابع كلامك .
تكلمت بجفاء فتابع :" قلت لها إنني كنت ماراً بسيارتي ، وعندما وجدتك عرضت أن أوصلك إلى المحطة ، ولكن قبل أن نصل إلى هناك عرضت عليك العمل عندي هنا .. وهكذا .. سارت الأمور بيننا".
- وكانني مومس أخرج مع أي كان...
فقاطعها بحدة : لست كذلك!.
- ليس تماماً!
صرخت به ثم منعها الغليان من أن تحتفظ على هدوئها ، فاندفعت واقفة .. وكذلك هو . وعندما تواجها ، انفجرت قائلة :" إذن ، أدركت ، بعد اتصالك بي ، أن اختك قد تأتي إلى المنطقة لكي تتوصل إلى حل مع زوجها ، وقد يخطر في بالها أن تزورني . وبما أنك لن تستطيع احتمال الامر، سارعت الى المجئ......."
- أردت أن اخبرك بالأمر شخصياً
- وفعلت.
قالت هذا بحده ، ومنعها الغضب من متابعة الحديث، فأعلنت غاضبة
- أنا ذاهبة لأتمشى.
وعند الباب نظرت إليه من فوق كتفها :
- إذا كان لديك أدنى لياقة، فآمل ألا تكون موجوداً عندما أعود.
واخذت تسير بسرعة ، ولكن حرارة الجو أرغمتها بعد خمس دقائق على التمهل . لا تزال غاضبة من هاريس ، لماذا لم يخبر أخته بالحقيقة ؟
إن التفكير في ألم فاي أضعف عزيمة مالون ، مسكينة فاي ، كانت تأمل ان تتصالح مع زوجها .. نبذت مالون هذا الضعف من نفسها، أرادت ان تبقى غاضبة فحتى لو كان هاريس يهتم بأخته إلى أن هذا لا يعطية الحق في ان يقول بها أمورا مماثلة لمجرد تهدئتها وليشعرها بالتحسن .

سارت مالون مسافة ميل حينادركت انها اخذت تشعر بالهدوء.أخذت تتساءل عما جعلها تغلي غضباً بهذا الشكل ؟ صحيح انها لاتريد أن تكون خليلته ، لكن هذا التدبير سيكون رسمياً، فهي تعلم انها ليس كذلك.وهو يعمل ذلك أيضاُ ولكنها قالت له أنها تأمل عند عوتها أن يكون قد رحل .
استدارت عادة إلى المنزل وهي غاضبة منه قليلاً.رما لا تشعر نحوه بأي مودة حالياً
إلا انها تحب ذلك الرجل القاسي ، إذا رحل ، فالله وحده يعلم متى يعود.
كانت في طريقها إلى البيت عندما تجاوزتها سارة لم تعرفها مالون وعندما وصلت إلى هاركورت هاوس، لم تهتم بها كثيراً ،فهناك دوماً سيارات باعة تتوقف في هذه الانحاء، على اي حال ، سيارة واحدة يهمها أن تراها وهي موجوده في الباحة .
تنفست الصعداء . . لابد أن هاريس سمعها قادمة فخرج فجأة من غرفة الاستقبال .
كانت تنوي أن تذهب إلى المطبخ دون أي كلمة ، عندما نادها هاريس .
- مسرور لعودتك ، فلدينا زائرة.
توقفت مالون عن السير. تلك السيارة الجميلة المتوقفة في طريق المنزل، جدالها مع هاريس هاريس إضافة إلى الزائرة . . ابتدأ كل ذلك يعني لها شيئاً.
- ماأجمل هذا!!
قالت بهلجة ساخرة ، غير واثقة من مكان فاي
وجدت إمراة طويلة سمراء تصغر هاريس بنحو عشر سنوات، تنظر إلى الباب عندما دخلا
- لابد انك مالون.
ورغم أنها حيتها باسمة ، إلا أن مالون رأتها حزينة ضعيفة ، مالم تكن مخطئة فإن الاحمرار في عينيها يشير إلى انها كانت تبكي.
قدمهما هاريس إلى بعضهما البعض، فابتسمت لها مالون ببشاشة ، قائلة
- مرحباً . أشفة لانني لم أكن هنا لحظة وصولك . كنت أتنزه قليلاً".
فقال هاريس :" بينما كنت أنا اتفقد المبنى".
- كان علي أن أخبرك بأنني سأمر
قالت فاي معتذرة لمالون ... وترددت قليلاً ثم أضافت
- ربما تكهنت بانني كنت ذهبة لأري زوجي"
- هذا ما ظننته
لم تجد مالون فائدة في الادعاء، لكنها لم تشأ ان تستمر أخت هاريس في الكلام عما كان مؤلماً لها للغاية . فسألتها
- هل أكلت شئيا؟ يمكنني أن أحضر لك ......"
فابتسمت فاي :" لا استطيع أن آكل شيئاً"
- ولكن يجب ألا تتعجلي بالذهاب ، ارجوك
رأت مالون المرأة بحاجة ماسة إلى جرعة مهدئ للأعصاب
- آه ، هذا لطف منك . المكان يوحس بالسكينة والسلام .
فقال هاريس :" يجب أن تمكثي هنا قدر ما تشائين".
- هل أنت واثق؟
والتفتتإلى مالون :" في الواقع، أشعر وكانني شبه محطمة ، لدي أجتماع في لندن غداً صباحاً إلا أنني لا أمانع في أن أرتاح ليلة هنا . هل يناسبك ، يا مالون؟ لقد قال هاريس أنه جهز غرفتين صالحتين للسكن رغم قلة أثاثهما وحاجتهما إلى الدهان".
أخذت مالون تفكر بسرعة في إعطائها غرفة هاريس ، عندما أجاب عن سؤال أخته
- طبعاً لم لا تبقي . ستتمكنان، بذلك ، من التعرف إلى بعضكما . أليس كذلك يا مالون؟
- يسرني جداً أن أنعم بصحبتك.
طمأنتها مالون ، مدركة أن لا خيار لها ما دامت فاي تعلم بعملها السابق مع زوجها فيليبس، وعلاقتها بهاريس ، ونظر هاريس إلى ساعته ثم قال
- علي أن أعود إلى لندن
فهتفت أخته معترضة :" آه ، لا يمكنك".
سألها مداعباً :" لا يمكنني؟"
- لقد جشت لتكون مع مالون، سأشعر بالكدر إذا ما عدت إلى لندن بسببي. يمكنني أن أنام في الغرفة الآخري، أليس كذلك يا مالون؟ ثم ...
وسكتت ، بدت المرأة على وشك البكاء مره أخرى فلم تحتمل مالون الوضع لانها رأت أن فاي أحضرت معها حقيبة صغيرة لقضاء ليلة واحدة في آلموزالودج فقالت ببشاشة
- يمكنك بكل تأكيد.
ونظرت إلىهاريس ، متوقعة منه أن يلح برفق، على ان لديه عملاً في لندن لا يحتمل الإرجاء
لكنها ذهلت حين قال :" لا يمكننا أن ندع فاي يتملكها هذا الشعور، أليس كذلك يا مالون؟ على الامور المالية في لندن ان تنتظر"
كانت مالون تحق فيه دون ان تفهم ، عندما قالت فاي إن الغرفة لا بد غير جاهزة ما داما يجهلان أنها قادمة ، وأخذت تصر على أن ترتب السرير بنفسها عندئذ فقط ، تبينت مالون ان الغرف الاخرى في المنزل مازالت غير صالحة للسكن .
كادت تلح على فاي بأن تنام في غرفة الضيوف اي غرفتها ، واذا بها تدرك ،مجفة ، ان هناك سريراً واحداً في البيت
التقت عيناها بعيني هاريس، وادركت من الطريقة التي بادرها بها النظر ، أنه هو ايضا لم يحسب حساب تقسيم سريرين على ثلاثة أشخاص
فقالت - لايمكن أن أجعلك تقومين بذلك
وجدت نفسها تجيب بذلك على إصرار فاي على ترتيب سريرها بنفسها، وهي تدرك تماما أن فاي تظن انهما ينامان في غرفة واحدة . انتظرت من هاريس أن يتدخل ، وعندما لم يفعل، بدأت تغضب . لكن مالون كانت تعلم أن افضل طريقة لإقناع فاي بأنها لست خليلة زوجها ، هي بجعلها تعتقد أنهما، هي وهاريس ينامان في سرير واحد، لذا جاهدت لتكبت غضبها وتقول:"بما أنني أتصبب عرقاً لانني كنت أتنزه ، فلا أمانع إذا ذهب أحدكما غلى السوق بدلاً مني".
ردت فاي على الفور :" أنا سأذهب".
ولكن ، قبل أن تفكر مالون في ما ستقوله لهاريس عندما يصبحان بمفردهما بادر هو إلى الذهاب مع أخته إلى المدينة ، قائلا لمالون
- من الافضل أن تعطيني قائمة المشريات.
يجب أن تعطيه ضربة على رأسه ! كتبت القائمة ثم ناولته إياها . قرأ البند الاول ولوى شفتيه، لانه كان يتضمن عباة ( أكرهك).
وعندما توجهت فاي نحو الباب، تقدم هاريس من مالون وهمس في أذنها
- أتعدينني بأن تكوني هنا عندما نعود؟
ارتجفت في داخلها لقضبه يديه القوية وانفاسة الحارة على خدها ، لكنها صرت على اسنانها وهي تقول له بصوت خافت
- لا تحاول إغرائي بالذهاب.
وعندما تراجع ، ابتسمت لفاي تودعها .
بعد ذهابهما ، وقفت للحظة واعترفت بأن الامر يغريها بالرحيل ، لان ذلك الغول الرهيب كويليان يستحق ذلك . ولكن ليس لدها مكان آخر تذهب إليه إلا إذا ارادت اللجوء إلى امها وزوجها ، كما انها تحب ذلك الغول الرهيب.
نقلت مالون ادوات زينتها، مع اشيائها الأخري، من حمامها وغرفتها إلى حمام وغرفة هاريس، تاركة أشياء في الخزانه و الادراج يمكن تفسير وجودها بانها وضعتها مؤقتاً بانتظار إتمام تجهيز الغرفتين .
فرشت السريرين لملاءات نظيفة، بينما ازدادت ثقتها بأن هاريس سيتمكن من إعطاء تفسير وجيه لفاي وهما في الخارج ، فيمكنه أن يفرش غطاء السرير على الارض لينام عليه.
ولكنها سرعان ما نبذت هذه الفكرة ، فلن يصل الامرإلى هذا الحد بالرغم من أن فاي تعيسة وأن هاريس يبذل جهده في مراعاتها والاهتمام بها، إلا ان مالون كانت تزداد ثقة بأنه سيخبرها الحقيقة .
ربما سيضحكون جميعاً للأمر قبل أن يعود إلأى لندن . أخذت مالون تفكر في ذلك وهي تستحم في حمام هاريس، اقفلت الباب عليها . وابتسمت لنفسها لعلمها ان لا ضروره لقلقها منه .
وعندما انتهت من ارتداء ملابس نظيفة ، تذكرت ان كييفين تعود ان ياتي إلى المطبخ في مثل هذا الوقت لشرب الشاي.نزلت إلى المطبخ لتحضر له الشاي.
كان الشاي قد جهز للتو عندما مرت سيارة هاريس أمام نافذة المطبخ، فأعلن كيفين
- ها قد جاء الرئيس. سآخذ الشاي إلى الخارج ثم اذهب لتفقد الجياد، اتريدين ان لحظر لك شيئاً معي؟.
- ليس اليوم.
أجابته بابتسامه ، وكانت تصب الشاي له عندما دخل هاريس واخته حاملين أكياس التسوق.
نظرت مالون إلى هاريس وفاي، فلم يبد عليهما أن الحقيقة انكشفت الآن.. وانتظرت
قالت لها فاي بابتسامة مصطنعة وهي تناولها باقة جميلة من الازهار الصفراء
- قال هاريس أنك تحبين الازهار".
- شكراً ، ما اجملها.
هتفت مالون وهي تأخذها منها، وانتظرت .... لا شي بعد
- حضرت الشاي
- هل أحضر حقيبتي أولاً؟
بدا لمالون أن المرأة المسكينة كانت مترددة بشأن قضائها الليل مع زوجها في " آلموزا لودج"
وعندما خرجت فاي، سألت مالون هاريس :" هل أخبرتها؟"
- أخبرتها بماذا؟
- بالحقيقة عن ......؟
- عن فيليبس؟ عن أن زوجها ، الذي سلب عقلها حاول اغتصابك ، والله وحده يعلم ما كان سيحصل لو انك لم تهربي؟ أنت ترين حالتها الآن. ماذا سيحصل لها برأيك لو عرفت ؟
تبدد غضب مالون وسألت هاريس رافضة الهزيمة:" ألا تظن أن لديها فكرة عما يمكنه أن يفعل؟".
- أشك في ذلك . لكنها سمعت عنه مؤخراً ما في الكفاية . وقد فعلت انا ما بوسعي.. وعليها الآن ان تغربل كل شي على مهل ..
- وهل ستفعل ذلك ؟
- ستفعل . لديها عقل راجح، وستدرك أنها كانت عمياء بالنسبة إلى فيليبس.
نظر هاريس إلى مالون بجد، ثم تابع قائلاً:"كدنا، انا وفاي، نصبح عدوين. لم تستمع إلي عندما أخبرتها ببعض الحقائق عنه ، ومنذ ذلك الحين ، اضطررت إلى كبح شعوري إزاه لأن........"
- لانك تريدها ان تعلم بأنك موجود لمساندتها عندما تدرك اخيراً الحقيقة .
- آه يامالون .... انت متفهمة .
تمتم بذلك ، فنسيت تماما لماذا كانت غائبة منه ، وانها كانت غاضبة منه أصلاً واضاف برقة
- في الواقع ، بقدر ماتتمتعين خارجياً بجمال رائع ، لديك جمال داخلي يقتلني مره بعد آخرى"
حدقت مالون فيه وقلبها يخفق بسرعة. هل يظنها كذلك حقاً؟ شعرت بركبتيها واهنتين ، لكنها سرعان ما ادركت ان فكرة حبه لها لا تزال بعيدة عنها أميالاً
إذا كانت لا تريده أن يعلم وقع كلماته عليها ، فعيها ان تتظاهر بالحدة
- واين ستنام الليلة إذن ؟
نظر إليها ما زاد في غيظها ، وبدلا من ان يبدو عليه الهمود لاح في عينيه الهزل وهو يقول
- مالون... انت لا تريدينني أن انام في سيارتي، أليس كذلك ؟
فقالت بأحلى ابتسامة لديها واعذب صورت :" طبعاً لا ".
ثم تبددت تلك الحلاوة وقالت بحدة :" لانني أفضل أن تنام في المجاري"
انفجر ضاحكاً ، في هذه اللحظة دخلت اخته ، نقلت مالون اهتمامها إلى فاي
- غرفتك جاهزة ، وسأصعد معك ، إذا شئت ، بينما يفرغ هاريس أكياس المشتريات.
رغم كل ما حدث، كان العشاء تلك الليلة لذيذاً. وجدت مالون أن فترة العشاء مرت من دون توتر لانهم، هم الثلاثة ، حرصوا على تجنب ذلك .
كانت تعلم انها تقوم بجهد ، فتعاطفها مع فاي جعلها تكبت قلقها لاضرارها إلى تقاسم غرفة هاريس.
لقد فتشت عبثا عن بديل ووجدت في الواقع الكثير ، كأريكة الاستقبال ، مفرس السرير أو إحدى الغرف. حتى فكرت في وضع الغطاء على أرض الحمام.. ونظراً لطول هاريس، لم تستطع احتمال ان تجعله يعاني من ذلك .
كانت فاي أيضاً تبذل جهدها ، فثرثرت ببشاشة ، متجاوبه ، بوجه مشرق، مع حديث هاريس الحيوي. وإذا غامت عيناها أحيانا في لحظة شرود ، وبان عليها تحطم القلب والضعف ، فسرعان ما كانت تعود لتمالك نفسها وللتنبه إلى مكانها فتعود إلى بشاشتها وتألقها السابقين .بعدالعشاء انتقل الثلاثة إلى غرفة الاستقبال لمشاهدة برامج التلفزيون ، ولكن بدا أن ذهن فاي مشغول عن الشاشة الصغيرة ، فقالت وهي تقف
- سأخلد إلى النوم مالم يكن لديكما مانع، علي أن استيقظ باكرا في الصباح
فسألتها مالون : " اتريدين شراباً ساخناً تأخذينه معك ؟"
- لا شكرك لذلك .
واغتصبت فاي ابتسامة :" ما دمت سأستيقظ باكراً، سأحضر لكما فنجاني قهوة إلى غرفتكما قبل أن أذهب.
وبينما نوت مالون أن تستيقظ قبل الطيور عند الصباح ، تمنت فاي لهما ليلة سعيدة ثم خرجت صاعدة إلى غرفتها .
كانت مالون تعلم انها لن تستطيع الاستمرار في مراقبه التلفزيون . وبعد خمسة دقائق تخلت عن التظاهر بالتركيز على البرنامج ، والتفتت إلى هاريس، وإذا بها تجده يراقبها هي وليس التلفزيون
وقف بصمت ثم أطفأ الجهاز و راح ينظر إليها
- ستكونين بخير معين، يا مالون.
لقد كشف عن قلقها الذي يغلي في داخلها، فانفجرت تقول
- وهل أن مضطرة إلى ذلك؟أعني ، هل من الضروري أن .... أن تشاركني غرفتي ؟
- هل لديك بديل أخر؟
أجابها متجاهلاً واقع انها هي التي تشاركه غرفته التي يشغلها كلما جاء إلى بيته.
- يبدو أنك لا تملك حلاً.
أجابته ، مدركة أنه بحث مثلها في كل الاحتمالات للعثور على حل لا يكدر اخته التي عانت بما في الكفاية، وقال بحرارة
- كنت مفعمة بالطيبة ويبدو أن اضطرارك لمشاركتي السرير هو المشكلة و.....
فهبت واقفة :" كفى يا هاريس، من قال إنني سأشاركك سريرك ؟ يمكنك ان تأخذ غطاء السرير، فقد يساعدك على التخفيف من صلابة الارض".
شعرت بسرور وهي تقول له هذا الكلام. لكن شعورها الضئيل بالانتصار لم ير النور أقل ما كانت تنتظره منه هو تكشيرة ن ولكن ما حصلت عليه هو ضحكة
- ياللفتاة ، انت قاسية القلب.
ولكن ، عندما اقترب منها ونظر في عينيها الجميلتين لم يكن يبتسم وهو يطمئنها جاداً
- انت في أمان معي ، يا مالون، أنا لست مثل فيليبس ، او صديقك السابق، أو أي رجل آخر من معارفك .
كانت تعلم ذلك ولكنها قالت بحدة
- مازال عليك أن تنام على الارض
ثم رأن انه من الافضل أن تتبع فاي وتصعد الى غرفتها ، فألقت عليه تحية المساء ثم خرجت بسرعة من دون أن تسمع اجوابه .

في غرفته، التي كانت هذه الليلة غرفتها، استحمت بسرعة وارتدت قميص النوم . ألقت بغطاء السرير على الارض ، ولما رأت انه تكوم بغير انتظام، حثها ضميرها على ان تتقدم وتبسطة على الارض فمسدته بيديها . كانت الارض بصلابة الصخر! حتى عندما وضعت تحته بساطاً، لم يتغير الوضع كثيراً. قست قبلها الرقيق فهو لن ينام معها في السرير نفسه .
بعد أن وضعت وسادة على الارض، صعدت إلى السرير، لتتغطي بملاءة واحدة في تلك الليلة الحارة . في الواحدة صباحاً كانت مستيقظة لتتأكد من أن هاريس لن يشاركها السرير ، ولكنه لم يكن قد حضر .
عندما ابتدأت تعتقد أنه قرر ان ينام على الاريكة في غرفة الاستقبال، ليخبر فاي بعدها انهما تخاصما أو ماشابه ... تناهى إليها صوت هاريس في الغرفة .
كان ضوء القمر يتألق في الغرفة ، ومع هذا ، أغمضت مالون عينيها مركزة على أن يبدو تنفسها منتظماً، كانت شديدة الإحساس بتحركاته الرشيقة في انحاء الغرفة ، وسرت عندما تبينت أنه رأى ( فراشه الارضي) دون أن يصطدم بشيء
- تصبحين على خير.
قال هذا ليعلمها انه يدرك انها مستيقظة ، فلم تجب ، لكنها نامت والابتسامة على وجهها
استيقظت شاعرة بالبرد، نظرت إلى الساعة فرأت انها الثالثة وعشر دقائق، نظرت إلى مكان هاريس . كانت تشعر بالبرد.. وهو لديه الغطاء. سمعته يتململ ، وتكهنت بأن الارض أصبحت أكثر صلابة .
بعد ذلك بعشر دقائق، راح يتململ ، فأدركت أنه لم يكن نائماً . باتت قريبة من التجمد . وتسألت إن كان هو أيضاً يشعر بالبرد .
- أعطني وسادتك .
تكلمت بهدوء خوفاً من أن يكون نائماً . ولكن ، بعد لحظة استقرت وسادته قربها . نزلت من السرير ثم وضعت الوسادة في الناحية السفلى من السرير، ونامت تحت الملاءة.
ابتلعت ريقها، لقد خانتها شجاعتها ، ثم ارتجفت وقرر عقلها أن الامر كله زيف وكذب .. فهي تثق به تماماً . وقالت بصورت منخفض كيلا توقظ فاي المسكينة التي قد تكون نائمة :" ضع وسادتك في اسفل السرير إذا شئت أن نتشارك الغطاء".
سمعته يتحرك، ثم وضع الغطاء فوقها ، وعندما أوشكت أن تغير رأيها ، حذرها هاريس بصوت متوعد :" إذا وضعت علي إصعباً واحداً ، يا مالون، فسأقيم البيت واقعده بالصراخ".
ماذا يمكنها أن تفعل؟ خنقت ضحكتها وقالت بصوت كالفحيح
- فوق الملاءة
- أعتذر لسيادتك .
وامتثل مطيعاً
إنها تحبه . اخذ سعورها بالبرد يخف ، فنامت . واستيقظت مجفلة لتجد أن الفجر قد بزغ وان شيئين متزامنين قد ايقظاها، الاول هو صوت قرقعة فناجين والثاني شعوها بهاريس يدخل تحت الملاءة ... وليس أسفل السرير حيث ينبغي أن يكون.
- إنزل ....
وسرعان ما غطت يده فمها لتسكتها. أخذت تتلوى بعنف لتبتعد عنه ، وهمس بسرعة
- فاي عند الباب ومعها صينية الشاي.
تأوهت ساخطة بعجز بينما أبعد يده . لكنها، لم تعتد ان يراها أحد في الفراش مع رجل ، لذا دست رأسها تحت الغطاء عندما دقت فاي الباب بلطف ودخلت .
- أنا نادلة سيئة
قالت فاي ضاحكة تعتذر، لكن مالون لم تسمع جوابه .. فقد تحول انتباها فجأة إلى مكان آخر عندما وضعت يدها على صدره وكأنها تدفعة عنها.
- هل ستكونين على مايرام؟
سمعته يسأل أخته، لكن مالون لم تسمع رد فاي هذه المره. ولسبب ما وجدت أصابعها تحتك بصدره، وإذا بها تشعر برغبة عنيفة في أن تدنو منه لياخذها بين ذراعيه . لكنها لن تفعل هذا خصوصاً أن فاي في الغرفة .
بدا الامر وكأن فكرة شيطانية قد استحوذت على مالون. على كل حال ، لم يكن لها يد في هذا الوضع .
كانت مستغرقة في أحلامها فصدرت عنها شهقة عندما انكشف الغطاء عن راسها فجأة ، وسمعت صوت هاريس يقول بهدوء
- ما ذا تفعلين؟
وانتفى ذلك الشعور الشيطاني الذي تملكها ، فسألته وهي ترتعش
- أين ... أي فاي؟
- أصبحت الان في طريقها إلى لندن
- آه ، آ......أسفة
كان هاريس مستلقيا يحدق إليها فقال وكأنه قرأ أفكارها
- وما هو شعورك لو تحرشت أن بك ؟
وعندما التهب وجهها واخذ نبضها يتسارع ، قال معتذراً
- آسف، لم استطع مقاومة ذلك، من الافضل أن ينهض أحدنا.
قفز الاثنان من السرير في الوقت نفسه .. فاصطدما ببعضهما
صرخت لكنها لم تكن صرخة الذعر، رغم انها افترضت انه حسب ذلك لا ن هاريس اخذ يهدئها قائلا :" هششش. .... انت بخير".
أخذ يبتعد عنها فرفعت مالون نظرها إليه واذا بشعور غريب يتملكها
فقالت له صادقة :" انا لست قلقة ".
- أنت رائعة .
قالها باسماً ثم تراجع قليلاً. وعندما نوت التراجع هي أيضاً، كان الاوان قد فات .
كان عناقا مختصراً . وتراجع الاثنان ، وهما يحدقان في بعضهما البعض .ولم تشعر بنفسها إلا وهي تتقدم نحوه ، وإذا بها بين ذراعيه حيث لطالما تمنت أن تكون. لم تستطع أن تمنع نفسها من أن تحيطه بذراعيها، وعندما احتضنها، ، ازدادت اقترابا منه ، وشعرت به يدفن رأسه في عنقها ، وشعرها كانت تحبه ، والحب يملأها بالأشواق وهي تلامس بيديها الرقيقتين، كتفيه العريضتين . عانقها مره آخرى ، وهو يتمتم :" أنت رقيقة للغاية ".
تملكتها البهجة لكلماته ولقربه منها .
وعندما تراجع لينظر في عينيها ، لم تستطع إلى ان تبتسم .
آه يا حبيبي ... فكرت في ذلك والبهجة تغمرها
عندما قبل دعوتها الصامته وانحنى ليعانقها مره أخرى، شعرت بيدية تضمانها بقوة .
تأوهت مبتهجه ، وعانقته وجذبته إليها . بات عناقه أكثر عنفاً . شعرت بيديه تلامسان شعرها فابتسمت وقلبها يخفق ... إنها تحبه وهذا كل مايهم .
عندئذ ، شدها إلى صدره وهو يتمتم، ملامساً ملامح وجهها :" يا حلوتي مالون".

شعرت ببهجه فائقة وتسارعت خفقات قلبها. أرادت أن تعبر عن حبها ، فهي تحبه كثيراً وقد ازداد حبها له مع الايام .
- هريس.
نطقت باسمه بصوت أجش، شاعرة بالخجل فجأة
- مالون؟
استجاب لسؤال الصامت قي صوتها
- أنا...
ثم ابتسمت وهي تقول :" أظنني بحاجة إلى بعض الوقت".
وعلى الفور ، تمنت لو انها لم تقل هذا . لان هاريس نظر في عينيها ، وإلى شعرها الاشقر وخصلاته الكثة المحيطة بوجهها ، واذا به يجمد فجأة ، ويحول نظراته عنها ، متأوها بلهجة معذبة
سألته بارتباك بالغ :" مالذي قلته لك ؟"لكن هاريس تركها ، دافناً وجهه بين يديه ، وهو يتأوه :" قلت أنك ستكونين معي أمنه".
لكنها لم تشأ الامان :" هذا ...."
- مالون ، لا تتكلمي .... فقط ادي لي خدمة ، وابتعدي عني ... الآن.
قال بصوت منخفض وهو يصر على أسنانه
- اتريدني أن أخرج..
- الآن !
كرر ذلك بإلحاح ، لكنها لم تشأ أن تخرج .
واتضحت لها الحقيقة ... الحقيقة الباردة ، التي لم تشأ أن تواجهها .. فهاريس لا يحبها ، وهو لم يتظاهر قط بحبها، لان كل الحب كان من جهتها !
عاد يتوسل إليها :" أرجوك ، يا مالون، اذهبي الان!"
جذبت مالون نفساً مرتجفاً فهي لا تريد أن تذهب ، لكن هاريس يريدها أن تذهب . انه لا يحبها. جرت نفسها بعدياً عنه وهي تقول بصوت أبح
- أعتبر الامر قد انتهى.
ثم هربت ،دخلت غرفتها و رأسها يدور ، كانت تعلم أن بإمكانها أن تثق به ، ولكن ما هزها في الاعماق ، ان احداً لم يخبرها أن عليها ألا تثق بنفسها

نهاية الجزء السادس
__________________


آللحن ألآخير + زهرة الوآدي! = ألقابي
  #8  
قديم 12-02-2015, 12:28 AM
 
7- العذاب إذا ابتسم

كانت تلك الجملة تهز كيانها وهي تستحم، محاوله أن تتمالك اتزانها ( بإمكانها أن تثق به ولكن ليس بإمكانها ان تثق بنفسها) آه يا هاريس........ هاريس ماذا فعلت؟
كانت مالون تحاول ان تتماسك، بعد أن انهت حمامها و ارتدت ثيابها وأصبح عليها أن تواجه الحقيقة البعيضة .. لقد حان وقت الرحيل ، ولكنها لم تعد تريد أن ترحل .
كانت تعلم انها كانت في حالة سيئة، لدى قدومها إلى هذا المنزل ..... ويبدو ان رولاند تعود تحطيم النساء .. لكنها بخير الان، وعليها ان تشكر هاريس لذلك لقد اخترع عملا لتلك التعيسة الممرغة بالاوحال التي رآها تسير تحت المطر المنهمر،وابتدأت معه رحلة علاجها.
حسنا لد جعلت هاركورت هاوس مكانا صالحا للعيش فيه، لكن بقاءها هنا ليس ضرورياً ، فإذا حضر الاثاث أو أي شي آخر ، هناك دوما العمال الذين يمكنهم أن يتسلموا المهمة ز غادرت مالون غرفتها بقلب حزين بعد ان تاخرت فيها قدر الامكان تملكتها الكثير من المشاعر بالنسبة إلى لقاء هاريس مره اخرى، وبعد ذلك يمكنها ان ترحل فلا تراه ثانية ، لكنها متلهفة إلى رؤيته الآن ولو مره واحدة .
تملكها الذعر من ان يكون هاريس قد رحل ، غير انها لم تسمع سيارته فأسرعت تهبط السلم إلى المطبخ ، كانت سيارته في الخارج .. وكذلك هو رباه،مازال الوقت مبكراً لكنه على وشك الرحيل.
ازدردت مالون ريقها بصعوبه، انها متلهفة إلى الخروج لرؤيته.. بإمكانها أن تخبره أنها راحلة لكنها شعرت فجأة بأنها مشلولة لأنه كان عائداً إلى الداخل
شعرت بلهفة إلى الاختفاء ولكنهاتتوق للإتصال به . عندما دخل المطبخ كانت ملامحه رزينه وعندما نظر إليها ، ابتسم فجأة وسألها:" هل انت على مايرام يامالون؟"
فكرت بأنها محطمة تماما ، لكنها أجابت ببشاشة
- بأتم خير
واعترها اضطراب بالغ، حتى قبل أن يتابع هاريس حديثه :" انت تعلمين أن ...... ترتيب البارحة لم يكن مفروضاً به أن ينتهي على هذا الشكل....."
وسكت فجأة ، وبدا لها أن هاريس الواثق عادة من كل شيء، بات مضطراً للتفتيش عن الكلمات المناسبة ثم قال فجأة وقد تلاشت ابتسامته
- هل أذيتك؟
أواه ، يا هاريس ! رق قلبها لحساسيته المفرطة ، ثم قالت تطمئنه :" ولا مثقال ذرة ! عدا......"
واخذت عيناه تتفحصان وجهها بسرعة
- عدا عن انك اعدت إيماني بالرجال
قالت هذا شاعرة بأنها مدينة له فهتف بدهشة
- أنا فعلت هذا ؟
تنفست بعمق لتشجع نفسها ثم قالت بصراحة :
- انت علمتني هذا الصباح ان الرجال ليسوا مثل زوج أمي وابنه أو حتى كيت مورغان أو رولاند فيلبيس و .....
- آه يامالون ، هل يعني ذلك أنك تثقين بي حقاً؟
- طبعاً.
أجابت دون تردد ثم ابتسمت ، ولكن رغم صراحتها معه ، لم تخبره بالحقيقة التي اكتشفتها.... وهي انها لم تعد تثق بنفسها . ثم قالت مقرة
- الذنب ذنبي رغم انني كنت أنوي أن استيقظ منتعشة باكراً
- وكذلك أنا. يقع اللوم إذن علي الساعات الارقة التي سبقت ذلك، فلولا قرقعة فناجين الشاي ،لكنت نائماً حتى الآن لذا لا يمكنني أن أعبر لك عن مبلغ ندمي لأنني .... تجاوزت الحد.
أرادت أن تقول شيئاً مرحاً ، ولكن الكلمات التصقت في حلقها ، وهكذا جذبت نفساً عميقاً لتخبره بما تريده :" هاريس ، أنا......."
لم تقل أكثر من ذلك لانه ، كما لو انه تكهن بما تحاول أن تقول ، قاطعها
- وهل هذا يهم ؟
- يهم ؟
- أن تفكري في أن تتركيني؟
آه يا هاريس! كانت تعلم انها ضعيفة . حتى وهي تعلم انه لم يكن يسأل عن هجرها له بل عن تركها الخدمة كانت مالون تصغي إلى قلبها وليس الى عقلها
فاجابته بمرح :" أي نوع من الفتيات تعتبرني؟
- هل ستبقين
- طبعاً
بداعليه الارتياح :" جيد".
بدا وكانه سيتقدم ليقبل وجنتها، لكنه غير رأيه وقال :" من الافضل أن انصرف".
ومنحها ابتسامة حارة ثم استدار .
وعندما خرج ، تهالكت على كرسي المطبخ . كانت ضعيفة حزينة ، كان عليها أن تخبره بأنها لن تبقى هنا ، لكنها تحبه.......
وامضت مالون اليومين التاليين مدركة أن هاريس يحتل أفكارها طوال الوقت ، وهو أول ما تفكر فيه عندما تستيقظ صباحاً، وآخر ما تفكر فيه ليلاً
كان هاريس يحتل ذهنها ، حتى وهي تتحدث مع العمال.

تساءت عما إذا سيحضر في العطلة القادمة ، وتدربت على تأدية دور الموده معه عندما تراه مره أخرى . يجب ألا يعانقها مره أخرى و إلا ستضيع . ولكنه لم يظهر لهفة إلأى ذلك قبل أن يرحل نهار الاربعاء الماضي .
نهضت من سريرها يوم السبت ، مصممة على ألا تجهد نفسها في الانصات على هدير سيارته كما فعلت أمس . وفي العاشرة ، خرجت لتتمشى ز ولكنها سرعان ما عادت .. قد يصل هاريس وهي خارج البيت! لم يكن قد وصل بعد ... في الواقع لم يحضر أبداً . أوت إلى سريرها في تلك الليلة بعد أن عنفت نفسها بحدة .
استيقظت مالون في الصباح فاستحمت وارتدت ثيابها ثم هبطت السلم إلى الاسفل لتبدأ نهارها ، نابذة هاريس كويليان بحزم من أفكارها. لديها عمل أفضل من ان تدور في أرجاء المكان تفكر برجل لا يزعج نفسة بالاتصال ليخبرها انه لن يحضر.
ثم خرجت لتتمشى مره أخرى..
قررت أنها لن تسرع اليوم في العودة ، كما فعلت أمس ، وتجاهلت السير في الطريق، مصممة على التنزة في الحقول .
وبعد ساعتين ، عادت إلى البيت متمهلة ، لقد سرها خروجها من البيت ، فقد جمعت ملء ذراعيها من الازهار البرية والاعشاب وهي تفكر في التألق الذي ستضيفه على غرفة الاستقبال.
فتحت الباب الامامي شاعرة انها لم تفكر في هاريس مره واحدة على مدى عشر دقائق كاملة ، وتوجهت إلى المطبخ لتحضر زهرية تنسق فيها الازهار لم تكد تتجاوز الباب حتى سمعت أصواتا قادمة من غرفة الجلوس .
توقفت ، وخطر لها أن تدخل باسمة ... فقد جاء هاريس. ولكن يجب أن تمحو ابتسامتها عن شفتيها واذا كان هاريس قد احضر اخته لتنام الليلة هنا... فلا سبيل للمشاركة مره آخرى ، شعرت فجأة بالخجل ، رغم انها كانت تجاهد لتسبغ حولها جواً من الحياد سارت وفي نيتها ان تطل برأسها من الباب محيية ، واذا بهاريس يخرج من غرفة الجلوس
إحمر وجهها ، ورأته ينظر إلى وجهها الوردي ، ثم قالت برقة
- هاريس ، لم أتوقع مجيئك اليوم .
- هل الامر يزعج ؟
سألها وفي عينية دعابه ، فأجابت :" أبداً ، هل فاي معك ؟
هز رأسه نفياً وعندما نطق بكلمته التالية انهار عالم مالون
- لقد أحضرت فيفيان .. أدخلي وتعرفي عليها.
فيفيان !! لم تعرف مالون كيف استطاعت أن تخفي صدمتها . لم يسبق أن قال إن لديه صديقة، ولم يخطر في بالها قط أنه سيحضر معه امرأة إلى هنا
ابتسمت ورافقته إلى غرفة الجلوس، لم تكن تريد ان تتعرف إلى فيفيان .

كما توقعت مالون ، كانت صديقة هاريس أنيقة لا يشوبها عيب. فهي سمراء تناهز الثلاثين.. من النوع الذي لا يعترف بسوى أزهار الاوركيديا ، ترى كيف تبدو مالون ، وهي تحتضن ازهاراً برية ؟
قدم هاريس احداهما إلى الاخرى بسهولة وظرف وهو يضيف
- لقد جعلت مالون المنزل بيتا حقيقياً بلمساتها الانثوية .
ونظرت مالون إلى أرجاء الغرفة بأرضها الخشبية العارية إلى من قطع السجاد ، فودت لو تضربه.
ردت باسمة :" من الافضل أن أضع الازهار في الماء".
كان شعر فيفيان مسرحا بعناية بينما كانت مالون قد تسلقت السياج ودارت في الحقول لتجمع الازهار والاعشاب ارادت ان تخرج من هنا بأقصى سرعة فقالت
- أتريدان قهوة؟
اجاب هاريس
-حسن جداً ، سأرافق فيفيان لأريها بقية المنزل.
لم تستطع مالون بلوغ المطبخ بسرعة كافية
بحركة ألية ، أخرجت المزهرية وملاتها بالماء بينما كانت الغيرة تنهشها بسهامها الحاقدة . مالذي جعله يحضر تلك المرأة إلى هنا ؟ رباه ، اه يريها البيت ، كيف يمكنه ذلك ؟
اعترفت مالون في سرها أن لدى هاريس كل الحق بإحضار من يريد إلى بيته وهو شي لا علاقة لها به.
كانت تصب القهوة عندما سمعت وقع خطاهما على خشب الارضية العاري في الطابق الاعلى ، مالذي يفعلانه هناك كل ذلك الوقت؟

واخيراً نزل هاريس ورفيقته السلم واحضرها إلى المطبخ ، صبت مالون ثلاثة فناجين ، وعندما جلسوا يحتسون القهوة ، سأل هاريس فيفيان رايها بالمطبخ قائلاً
- معظمة من تصميم فاي.
وبشكل ما، استطاعت مالونان تبقي ملامحها هادئ، يبدو ان فيفيان تعرف فاي، هل يعني ذلك ان فيفيان هي حيبية هاريس منذ مده طويلة ؟
رأت مالون أ هذا الحل هوالارجح ربما كانت فيفيان هي التي يمضي معها هاريس العطل الاسبوعية التي لا ياتي فيها الى "هاركورت هاوس"
وبما أن فاي تعتقد أن مالون خليلته ، فلابد انها تعرف فيفيان بشكل سطحي وليس لديها فكرة عن جدية العلاقة بينهما ، ولكن...
- ومارأيك يا مالون؟
نظرت مالون إلى فيفيان وأدركت أن المرأة تسألها رأيها في المطبخ .
- أظن أن عمل فاي كان رائعاً.
أجابت مالون بذلك ، ثم اكتشفت، عندما اشارت فيفيان إلى واحد أو اثنين من أجهزة المطبخ التي يمكن استبدالها ، ان المرأة مستعدة للإنتقال إلى هذا البيت في أي لحظة .
عندما اشركتها فيفيان بالحديث مع هاريس، وجدت انها كانت لتحبها في ظروف أخرى لكن هذا لا يعني انها ستبقى هنا إذا صممت فيفيان على البقاء الليلة .

سألتهما ، أولاً، لانها ابتدت تشعر بموده نحو المرأة ، وثانياً ، بدافع التهذيب إن كانا سيبقيان لتناول الغداء، حدقت فيها تلك العينان الدافئتان الرماديتان، وعندما أخذ قلبها يدق حول نظراته عنها بسرعة، لتستقر على فيفيان،وفي لحظة جنونية ، خيل إلى مالون أنه نسي وجود فيفيان هولمز و لإثبات جنون فكرتها ، ابتسم لفيفيان واجاب عنهما معاً
- لا أظن ذلك ، أظننا سنذهب الآن، هل رأيت ما يكفي يافيفيان؟.
كان جوابه ، يوضح كل شي . عندما ينتهي العمل في المنزل ، ستنتقل فيفيان معه إلأى هاركورت هاوس.
كانت مسرورة لذهابهما إلى حد انها ابتسمت وهي تودعهما ، لم يكن هاريس يفكر في مالون عندما طردها بقوله ( أرجوك يا مالون، اذهبي الآن) بل كان يفكر بحبيبته فيفيان.
لم تقاول إلقاء نظرة على هاريس وهو يمر بجانب نافذة المطبخ ثم سارعت إلى إدارة ظهرها ، فلو حدث ونظر ، سيرى أنها قد نبذتهما من ذهنها ، وان انتباهها كان موجها إلى خزانه المطبخ لتبحث عن شي ما .
صحيح أن مالون لم تكن نتظر من النافذه إلا ان اذنيها كانتا مرهفتين تصغيان إلى هدير السيارة الذي ينبئ بابتعادها ، عندئذ فقط ، يمكنها أن تتخلى عن حذرها.

رغم إصغائها وفروغ صبرها لرؤيتهما يذهبان إلى انها لم تسمع هدير محرك سيارة ، بل سمعت وقع خطوات .. فجمدت مكانها إنهما عائدان ..
استدارت تواجه باب المطبخ ، شاعرة بالخوف لانه لم يبق لديها ابتسامة تمنحها لهما ولكن ، لا . لا بد أن فيفيان تنتظر في السيارة ، لان هاريس كان قادماً وحده نحوها .
دخل واقترب منها حتى لم يبق بينه وبينها سوى مسافة قدمين ، ثم توقف . جمدا بصمت يحدقان ببعضهما . سمر هاريس نظراته عليها ، بينما شعرت مالون بجو من التوتر بينهما ، وانها لم تتخيل ذلك وجاهدت في كسر هذا الصمت .. لكن حلقها أصبح فجأة جافاً فخرج صوتها مبحوحاً وكانه يختنق
- هل .. هل نسيت شيئاً؟
نظر هاريس في عينيها العميقتي الزرقة ، وقال بهدوء
- يبدو انك في مزاج سيء.
أدركت مالون أن هذا الرجل لم يتكهن سبب انحراف مزاجها ، لذا ينبغي أن تبدي البهجة . واستطاعت ان ترسم ابتسامة أخرى "من ؟ أنا؟"
خشيت أن يكون أدهى من أن يخدع ، فتابعت تقول
- ما هو شعورك إذا دخلت البيت متمرغاً بالاوحال وكان عليك أن تصافح ضيفة تمثل آخر صيحة في الاناقة ؟.
ابتسم ببطء :" هل أزعجك الامر؟ فيفيان هي ......"
لكنها لم تشأ أن تسمع ما يريد قوله عن فيفيان فضحكت بمرح وهي تقول
- أنه شأنك
ومره أخرى ، راح يتفحصها ثم قال بالحاح
- هل هذا كل شيء؟ ألست قلقة بالنسبة لأي شيء ؟
- لا ، أبداً
- هل تنامين جيداًهل يصيبك الارق أو الكوابيس لأنني فقدت رشدي قليلاً في آخر....
فقاطعته " لا ، طبعاً"
لم تكن تريده أن يسترجع ذكرى تلك الليلة وتابعت :" كما انني لست زهرة مستنبته في بيت زجاجي و ....."
وسكتت فجأة ،تذكر الزهرة المستنبته بأزها الاوركيديا ... اي فيفيان
- ألا ينبغي أن تتابع طريقك إلى حيث أنت ذاهب؟
وتمنت من أعماقها أن لا يخبرها إلى أين، لانها لا تريد أن تعلم
لم تكن تريده أن يتقدم نحوها خطوة ليمسك بيدها ، فقد تذوب تحت وطأة لمسته .. ومع ذلك كانت من الضعف والحاجة إليه بحيث لم يعد لديها القوة لتفعل ما ينبغي لها فعله ، وهو أن تسحب يدها من يده.
- هل أنت واثقة من انك على مايرام ؟
لم هو هنا يمسك بيدها بينما حبيبته الرشيقة تنتظره في السيارة ؟
واجابت :" تماماً"
واخيراً تغلبت عليها كرامتها ، فسحبت يدها من يده وتراجعت خطوة
- هل ستخبرينني؟
وتمكنت من الضحك بمرح :" أرى يا هاريس، أنت تريد أن تنصب نفسك طبيبي، ولكن المشكلة انتهت بعد ان تفهمت وجود حوافز طبيعية معينة ... ينبغي أن تكبح".
فارقت الابتسامة ملامح هاريس ، ورأته لم يهتم كثيراً بقولها ولكنه مع ذلك بقي يسألها :" هل أفهم أنك صفحت عني لعدم كبحي مشاعري؟"
هذه المره ، كانت ابتسامتها حقيقية ، محملة بمسحة من الارتياح ، لانها لم تكن تفكر في مشاعره بل في مشاعرها .
- أنه ليس موضوعا هاما ، صدقني يا هاريس
قالت هذا ثم تقدمت نحوه بحذر. تناست تماما أن حبيبته تنتظره في السيارة وكانت تلك غلطة ، لانها ادركت حالما تعانقا أن صدمة كهربائية سرت في كيانها، عندما همت بالابتعاد عنه ، قبضت على ذراعيها يدان حازمتان ، فاخذت ، مره أخرى تحدق في عينية الرماديتين الدافئتين
همست مالون وهي تشهق:" ها أنذا صفحت عنك تماما . هل أنت راض؟
لكنه استمر في القبض على ذراعيها .. بعد لحظات أردف بصوت أجش :
- علي أن أذهب
ثم خرج


في الاربع وعشرين ساعة التالية ، استعادت مالون في ذهنها زيارة هاريس مره تلو الآخرى . كيف يجرو على إحضار امرأة إلى البيت الذي تسكن فيه؟ وتملكها الغضب في لحظة فبدت غير عقلانية ، ولكن لم عليها أن تلتزم بالمنطق إذا شاءت هي العكس؟ لم عليها أن تكون عقلانية؟ انها تحب ذلك السافل
لكنه لا يدري انها تحبه .. ولن يعلم ! فهي تعرف مقدار حساسيته ، ولهذا ستموت إذا ما شعر بالشفقة عليها ، لن تسمح له بذلك
اختفت كبرياؤها وهي تتذكر كيف ترك فيفيان في السيارة ليعود إليها تنهدت بعجز وهي تفكر في انه تمكن ، بحساسيته المرهفة ، من التنبه إلى انها ، رغم ادعائها ، لم تكن مرتاحة .
هل هذا يعني أن امرها يهمه؟ ولو قليل؟ حدثت نفسها : دعي عنك يا مالون، هل يبدون و كانه حقا يهتم بك ، هل نسيت فيفيان هولمز؟ قال ها ( سأري فيفيان بقية المنزل) فيفيان التي تتمتع بدقة الملاحظة وهي تقترح تغييرات في المطبخ، فيفيان التي سألتها( هل رأيت ما يكفي يا فيفيان؟)
حسنا إذا لم تر فيفيان ما يكفي، فقد اكتفت مالون خصوصا وهي تتصور أن فيفيان ستنتقل إلى هنا .
استيقظت مالون صباح الثلاثاء وهي تعلم انها أدركت النهاية ، نظرت إلى الجدار الذي يفصل بين غرفتها وغرفة هاريس و أدركت أنها لن تستطيع أن تحتمل إذا جاء هاريس وفيفيان يوم السبت وباتا الليلة في ...... في غرفته.
تركت مالون سريها ، مصممة بحزم على حزم أمتعتها قبل أن تأي فيفيان إلى هنا.
ثم اتصلت هاتفياً بمحطة القطار لتعرف مواعيد القطار.
هناك قطار يغادر في الثانية عشر وربع إلى محطة القطار الكائنة قرب منزل امها.
كان الوقت مبكراً للإتصال بها ، لكنه ليس كذلك بالنسبة إلى متاعها ، حاولت مالون أن تكون عملية وهي تجمع أمتعتها وتنبذ افكارها غير المرغوبه.
اتصلت بامها وهي تحس بتعاسة لم تعهدها من قبل
- مرحبا يا حبيبتي .
كان جواب امها حاءا مشوبا بالحنان إلى حد اوشكت مالون على البكاء
- هل استطيع المجئ إليكم ؟
فسألتها أمها بلهفة
- هل تبكين ؟
نعم .. انها تبكي ، وتنزف من الداخل
- هل يمكنني المجئ؟
- طبعا يمكنك ، انت تعلمين ذلك
وادهشت مالون بسؤالها التالي:" كيف ستحضرين إلى هنا ؟ اتريديننا أن نأتي أنا وجون لنأخذك ؟
- لا ، لا . أنا بخير ، سأستقل قطار الثانية عشرة والربع ... كان أنني لا ابكي "
بعد ذلك ، ذهبت تبحث عن كيفين الذي وافق على ايصالها ، عندما اخبرته أن عليها أن تكون في المدينة عند الظهر .
اخبرت بوب ميلر أنها ستغادر هاركورت هاوس ستترك مفاتيح المنزل . بدأ الفضول على وجهة ،
- اتعنين أنك سترحلين لتتركيني أعد الشاي بنفسي؟
- لن يقتلك الامر
اجابته بذلك وبعد ان اتفقا على أن تسلم المفاتيح إلى كيفين ، عادت الى البيت .
لم تقرر ما ستفعله بالنسبة إلى هاريس لانه فقد وكيلته ، ارادت أن تتصل به ولكنه قد لا يكون موجودا ، او قد يكون لديه إجتماع ، لقد كان طيبا للغاية معها ، فقد آواها في بيته وأعطاها عملا، وأقل ما عليها فعله هو التحدث إليه شخصياً ، رغم انها لا تعرف سببا تقدمه لرحليها.
واخيرا ، اخذت دفتر الرسائل، وهي تدرك ان السبب الوحيد الذي يدفعها إلى الإتصال به هو انها تبحث عن عذر، كانت متلهفة لسماع صوته ، وهو أمر يثير الرثاء إذ يجب أن تكون قويه .
عندما كتبت أخيرا ما تريد ه ، لم يعد لديها وقت لتضيعه ، شكرت هاريس لشهامته، لكنها قالت انها تشعر بأن الوقت حان لترحل .
وعندما جاء كيفين إلى المطبخ ورأى أمتعتها سألها
- أتريدين وضع هذه في الشاحنة ؟
- سأحمل أنا واحده منها .
عندئذ رن جرس الهاتف ، فقال كيفين
- ما من مشكلة ، سأحمل الامتعة بينما تجيبين انت.
وتوارى قبل أن تقرر مالون ما إذا كان ينبغي عليها الرد ، ولكن من تراه المتصل ؟ كانت تغلي من الداخل أنما ذهبت لتجيب
كانت واثقة من انها امها ، فلماذا إذن تشعر بهذا الارتجاف؟ ورفعت السماعة
- آلو؟
- كيف هي الحياة عندكم في هذا الطقس المشمس؟
جاءها صوت هاريس، فنهارت على كرسي بدا صوته دافئا ومزاجه مرحا
- بأحسن حال في الواقع......
ولم تستطع ان تنطق بكلمة
- في الواقع ؟
القى عليها السؤال ثم تغيرت لهجته :" ماذا حدث؟"
- لا ..... لا شيء
- ما الذي يحدث .... معك ؟
الح عليها ، كانت تعلم أنها تتخيل ذلك ، لكن صوته بدا جديا وكأن الارض ستنهار
انها مجرد امنيات! كانت تعلم ان عليها ان تخبره وقالت
- أنا راحلة
- راحـ......
وسكت ، يبدو انه كان يبحث بنفسه عن سبب:" هل جاء فيليبس مره أخرى؟ أعرف انه هذا الاسبوع يعمل في البيت . إذا كان......."
- لا . لم يقترب من هنا.
أجابت بسرعة
- ماذا إذن؟
- فكرت فقط في أن أوان الرحيل قد حان . هذا كل شيء.
تمنت، وهي تحبه ، لو انه يطلب منها البقاء
- هل أنت خائفة؟ هل كدرك شيء ما ؟ هل هو أنا؟ إذا......
ردت بسرعة :" لست أنت ".
كيف يمكنها أن تكذب عليه ، وكيف يمكنها العكس؟ وأضافت
- كما انني لست متكدرة .
- بل أنت كذلك!
- أنا افكر فقط .. بأنني أريد أن ارحل
ساد صمت قصير قال بعده :" سنناقش هذا اثناء العطلة . سأحضر يوم الجمعة ..."
وحده؟ فقاطعته : " أنا راحلة ... الآن "
زمجر قائلاً :" لا يمكنك".
واغرورقت عيناها بالدموع وهي تضع السماعة مكانها بهدوء، أخذ الهاتف يرن مره آخرى، ولكنها هذه المره فعلت ما كان ينبغي أن تفعله ، فتجاهلته.
ذهبت إلى المطبخ ومزقت الورقة التي كتبتها له ، فلم تعد ضرورية .
بعد ان اقفلت الابواب، مشتثنية ما يحتج إليه العمال للدخول والخروج خرجت إلى الشاحنه وزنين الهاتف في أذنيها.
سألها كيفين بحيويه :" هل ستعودين".
- ربما أعودز
شكرته وودعته وهي تعلم انها نطقت لتوها بأكبر كذبه فهي لن تعود ، لقد غادرت هاركورت هاوس إلى الابد ،.وجدت امها وزوجها في المحطة وكان القلق باديا على امها ولكن مالون لم تستطع ان تنغص سعادة امها ،
فعانقتها وقبلت جون وهي تقول ببشاشة
- من الجميل أن أعود إليكما ولكنني لن أقيم طويلاً.
رد جون :" تعلمين أننا نرحب بإقامتك هنا قدر ما تشائين ، انه بيتك الآن ".
فابتسمت له مالون، لكنها كانت تعلم انها ستءسس بيتها في مكان آخر
عندما وصلا إلى البيت ، حمل جون حقائبها إلى الغرفة التي أعدتها أمها لها، وقال لها باسماً
- سأتركك لترتاحي.
خرج فيما بقيت أمها لتسألها :" مالذي حدث يا مالون؟"
لانها كانت سعيدة ، لاحظت الام فورا أن ابنتها غير سعيدة في أعماقها رغم بشاشتها .
نظرت مالون إلى المرأة الغالية على قلبها والتي أصبحت أكثر ثقة بنفسها ولم تعد بحاجة إلى حماية من ابنتها . حاولت أن تتملص من الجواب ، ولكن نظرة الى امها انباتها باستحالة ان تكذب عليها :" لقد احببته"
- هاريس كويليان؟ وهل أحبك هو؟
- لديه صديقة يحبها، فرأيت أن من الافضل أن أتركه
- أوه يا حبيبتي.
هتفت الام وهي تحتضنها.
أمضت مالون النهار متلبدة الحواس ، وعند المساء كانت تساعد في إعداد العشاء ، عندما دخلت امها قائلة سيتناولون العشاء باكراً لان..
وسكتت ، فسألتها ابنتها :" ماذا؟"
وابتسمت إزاء نظرة امها المذنبة، لكنها فهمت أخيراً ان امها وزوجها كانا قد قررا الذهاب إلى المسرح ذلك المساء.
فقالت مالون مازحة ، مدركة تماما انهما ألغيا امسيتهما من اجلها
- لا اريد أن اسمع انكما لن تذهبا
- و لكنك .. متكدرة .
- لا، ليست متكدرة، كنت كذلك لكنني بخير الان .
كان المنزل هادئاً بعد خروج أمها وزوجها ، و أدركت أن عليها أن تشعر بالسرور لهذا الجو من الهدوء والسلام ، رغم ان البنائين يغادورون عادة في مثل هذا الوقت، إلى انها اعتادت الجلبة في ارجاء المكان ، وتمنت لو تعود الى هناك بعد لحظة ، اعترفت لنفسها بأنها لا تشتاق إلى جلبه البنائين بل .. إلى المنزل فقط، لتتوقع في كل لحظة اتصال هاريس او مجيئة إلى البيت، وتمنت أنها لم تغادر المنزل، لكنها كانت تعلم ان البديل لذلك ان تبقى وتراقب علاقته مع فيفيان هولمز سيكون الامر لا يطاق.
كانت مصيبة في الرحيل تصلب ظهرها بتصميم ، لكن ذلك لم يخفف من ألمها، لقد فصلت هاريس عن حياتها.. تركته من دون أن تترك له عنواناً .
سيخمن انها ذهبت إلى امها ولكنه لا يعلم بمكانها ، ولا يعرف حتى اسم والدتها بعد زواجها، عضت شفتها بقوة لسخرية الاقدار منها.. هل يحتمل أن يأتي هاريس بحثا عنها .؟؟
صعدت إلى غرفتها لتحضر كتابا ثم قرأت منه فقرة واحده قبل أن تتحول افكارها إلىهاريس الذي عارض رحليها ذاب قلبها رقة وهي تتذكر قوله
- سنتحدث في الامر اثناء العطلة ، فانا قادم يوم الجمعة.
شعرت بأن اليأس يحيط بها كسحابة مظلمة ، فنبذت هاريس من ذهنها ، ونهرت نفسها فعليها ان تنطلق في حياة جديدة.
ورن جرس الباب ، لم تذكر أمها ان أحداً سيزورهم ، ذهبت إلى الباب تفتحته وإذا بها تتلقى أكبر صدمه في حياتها
توهج وجهها أحمراراً، ثم شحب مجدداُ لم يكن الطارق يريد أمها أو زوج امها ، لكنه كان ذا عينين رماديتين لا تبدو فيهما المودة على الاطلاق. رأت الرجل الذي كانت تفكر فيه لتوها بأنه لا يعرف المكان الذي رحلت إليه
وشهقت :" كيف... كيف عثرت علي؟"
عاد لونها إليها ، لكن ذهنها لم يعد يستطيع التفكير أكثر من ذلك . حدق هاريس إليها متصلباً :" بكل صعوبه ، مضحياً بما تبقى لي من كرامة ".
واخذت نظراته تتفحص وجهها، من دون ان تعلم عما يبحث :" أريد أن اتحدث إليك وحدنا . سنتحدث في سيارتي".
وبان التوتر في صوته .

نهاية الفصل السابع

__________________


آللحن ألآخير + زهرة الوآدي! = ألقابي
  #9  
قديم 12-02-2015, 12:30 AM
 

8- سيدة القصر

بقيت مالون تحدق بذهول حتى عندما تراجع خطوة، متوقعاً منها ان تتبعه إلى سيارته.
سألته مترددة وهي تشعر بدوار
هل......... هل تريد ان تتحدث إلي؟"
وعاد ذهنها يعمل ، وأخذت الافكار تتلاحق، كيف وجدها إنه لا يعرف عنوان امها الجديد، حتى ولا عنوانها القديم.لما أزعج نفسه بالبحث عنها؟ ثم .... ماذا بقى ليتحدثا عنه؟
واجابها عابساً "نعم . ووحدنا".
وحدنا ؟ من دون وجود أمها وزوجها؟
فتحت فمها لتخبره ان يذهب إلى الجحيم، ولكنها اعترفت بضعفها أمامه ولم تشأ أن تدعه يذهب مره أخرى ... ليس الأن، وهو لن يلبث ان يبتعد عن حياتها إلى الابد
- تفضل بالدخول.
- قلت وحدنا.
- إمي وزوجها غائبان، ويمكنك ان تدخل إلا إذا كنت تنوي قتلي.
تقدم خطوة إلى الامام فأمسكت له الباب فيما اجتاز العتبة فتبعته ثم تقدمته إلى غرفة الجلوس وقلبها يخفق لرؤيتها غير المتوقعه له

وفي غرفة الجلوس ، استدارت لتسأله عما جعله يبحث عنها وقعت عيناها على وجهه، الذي كان عابساً وعدائياً ، فرأته ، رغم ذلك ، حبيباً
لكنه وجدت نفسها تسأله، وهي ترى من لباسه أنه جاء مباشرة من مكتبه
- هل تعشيت ؟
- ومن يريد الطعام ؟
رفض دعوتها بازدراء وقلة تهذيب ، وفكرت في أن تدعوه إلى الجلوس، لكنه لن يمكث طويلاً
سألها فجأة :" لماذا رحلت؟"
كان يريد تفسيراً لم تكن تملكه . عاد ذهنها إلى التوقف عن التفكير . وقالت
- منذ البداية لم اكن أنوي البقاء، وانت تعلم أن عملي مؤقت .
نظر إليها بغيظ ، وعندما نظر فجأة في عينيها ، لانت لهجته وهو يقول
- فكرت في أن نتحدث .. نحن الاثنين.
أواه ، يا هاريس ! انها تريد أن تكون فظة معه وهو يصعب الامر
- يمكننا ذلك . لقد سبف وتحدثت معك ، و اخبرتك بأشياء لم اخبرها لاحد. ولكن.....
وسكتت متخازلة ، شاعرة بانها قالت الكثير، فقد سبق وقالت الكثير

- ما الذي حدث إذن؟ ماذا حدث لتلك الثقة التي وضعتها بي لتهربي حتى دون أن تحدثيني أولاً؟
كانت نظراته مسمرة على وجهها بثبات قبل أن يتهمها قائلاً
- لو اني لم اتصل بك هاتفياً لما كنت أخبرتني عن قرارك .
فاندفعت تقول :
- هل لك بالجلوس ؟ اتريد شراباً؟ ما دمت لا تريد ان تأكل؟.
لم يعجبها أن يامرها بخشونه
-لا تثوري في وجهي، يامالون، انا لا احب ذلك . خصوصاً وانك تعلمين أنني لن أؤذيك أبداً.
ليت كلامه صحيح ! فهي تتألم بسببه . سارت إلى كرسيمريخ فجر كرسياً قربها وجلس عليه
كانت تفصل بينهما خطوات فحاولت تبرئة نفسها من دون ان تفضح مشاعرها ، فظنت أن باستطاعتها تفسير الامر
- لقد كتبت لك ورقة .
- لم أجدها.
لقد ذهب إلى منزله إذن :" هل ذهبت إلى هناك؟ بعد اتصالك بي لم يبق للورقة أي فائدة ، فمزقتها . إذن.. ذهبت إلى هاركورت هاوس"؟
- طبعا كنت هناك.
تكلم بخشونه ثم تابع يقول ما ادهشها تماماً
- كنت في منتصف الطريق عندما اتصل بي بوب ميلر ليقول أنك رحلت . بدا لي......
- لم يكن بوب موجودا ً حين رحلت .
- أعلم ذلك
وخطرت لها فكرة فجأة فسألته مذهوله :
- لا اظنك تركت مكتبك وجئت إلى "أبرماسي" فقط لانني......
وسكتت، هو طبعا لم يفعل ذلك لا بد ان الحب اعمى ذهنها :" أسفة ، انه سؤال غبي مني".
بين يديه معاملات بملايين الجنيهات، فكيف يخطر ببالها انه سيترك عمله فقط لانها ابلغته برحيلها ! لكنها رأته يومئ بوضوح فتساعت دقات قلبها ، واحمر وجهها وهو يضيف
- تأخرت فقط لاتصل ببوب ميلر ، ثم أنطلقت .
- أنت .... انت
وخانتها الكلمات كانت تفترض انها وكيلة كفؤة ، ولكن إلى اي حد؟ ليترك هاريس عمله وياتي إلى منطقة أبرماسي أو ليطلب منها ان تعيد النظر
- انت .. قلت أنك اتصلت ببوب ميلر؟
- اتصلت بالخلوي . لم يكن في المنزل إذ كان منغمساً في احد أعماله الأخرى التي تبعد حوالي عشرة أميال ، قال أنك تحدثت معه عن إعطائه المفاتيح ليحتفظ بها .
توقف هاريس ثم اردف :" لم اهتم مطلقا ً بحسمك للموضوع ، بل أخبرته بان يعود الى هاركورت هاوس ويمنعك من الرحيل .
اتسعت عيناها الجميلتان وهي تشهق :" يمنعني من الرحيل؟"
- وعندما وصل إلى هناك ، كنت قد رحلت .
فتحت فمها مذهوله رغم انها لا تصدق اهتمام هاريس بها . لاشك ان هذه الفكرة صدمتها نوعا ما .
- أنت .....
لم تستطع ان تنطق بغير ذلك ثم عاد ذهنها إلى التحليل:" وقررت متابعة طريقك إلى هاركورت هاوس على كل حال؟"
- كان خياري الوحيد ، عندما أدركت انني لا اعرف في اي طريق ذهبت ، وانني لا املك أي عنوان لك ... إلى إذا ذهبت إلى بيت إمك الجديد.. تملكني الامل في أن اعثر في غرفتك أو في أي مكان أخر في المنزل على ما قد يدلنا على مكانك ".
- هل فتشت غرفتي ؟
سألته بضعف ، وهي تحاول جاهدة ألا ترى أي خطأ في عمل هاريس
- فتشت في كل مكان.
- ولم تجد شيئاً؟
- ولا اثر يرسدني إليك؟
رباه ، يبدو وكأنه حريص على العثور عليها.
ابتسمت متظاهرة بالهدوء :" و.... ولكنك وجدتني . انت هنا الان. كيف عثرت علي؟"
اجاب بشبة ابتسامة :" كما سبق و ذكرت ، أهدرت ما بقي من كرامتي، إلا أن العثور عليك يستحق هذا العناء".
رفض قلبها بجنون ان يقبل المنطق المتزن.. لا يمكن أن يعني ما تظنه ، هل يهتم هاريس بها؟
- عنواني ؟
- نعم . عنوانك . كنت في غرفة الجلوس ، وتلك الازهار البرية التي قطفتها الاحد الماضي مازالت يانعة في إنائها ، وحاولت ألا أستسلم لليأس.
لو انه لم يشر إلى زيارته لها نهار الاحد بنفس اللهجة التي ذكر فيها يأسه من احتما ل العثور عليها، كان قلبها ليقفز من صدرها.
- لا بد انني تركت أثراً ما، على كل حال.
قالت بجفاء وفتور، فرأت هاريس يقطب جبينه لتغيير الذي أصابها ، لكنه تمسك بهدفه بحزم، وقال :" كنت أحاول بلفهة أن اتذكر أي شي قلته ، قد يرشدني إليك . وهكذا عدت إلى نقطة البداية ، حيث تقابلنا عندما كنت هاربة من صهري، ولكنني لم احد دليلاً إلى أن تذكرت انك كتبت إلأى رولاند فيليبس بشأن الوظيفة ، وادركت أن فيليبس يملك عنوانك القديم ، فذهبت لرؤيته".
- أواه ، يا هاريس
تمتمت بشكل تلقائي وقد أدركت ما يعنية بقوله ( إهدار كرامته) فقدكان إذلالاً كبيراً له أن يطلب خدمة من فيليبس .
- لا بد أنك كنت متلهفاً للحصول على عنواني.
نظر إليها مطولاً دون ابتسام ، ثم قا ل ببساطة :" هذا صحيح".
فقالت فيما جف حلقها " هل ... هل أعطاك إياه دون ... دون جدال؟"
عندئذ ابتسم وقال : " لا يمكنني القول ان ذلك تم دون جدال ، في البداية قال انه لا يعرف مكان رسالتك ، وعندما قلت له انك كنت تنظمين ملفاته في المكتب..."
- هل تذكرت انني قلت لك انني نظمت مكتبه.
- ألم أقل لك انني استرجعت كل ما قتله لي ، لأعثر على دليل؟ ذكرت له باقتضاب مصير وظيفته عندما يسمع رؤساؤة بتصرفاته.
- هل وجدت رسالتي في ملف كتب عليه (مراسلات عامة )؟
فأوما :" ثم كان علي أن أقف حوالي ساعتين ، منتظراً الساكن الجديد ليعود، آملاً في ان يكون لديه عنوان امك الجديد"
حدقت مالون إليه وعلا أذنيها طنين . لا تستطيع ان تنكر ما انباها به كلامه.
سألته بصوت أبح :" هل عانيت كل ذلك ؟"
- كان الامر مهماً لي .
تركزت عيناها عليه عندما اضاف بعناية :" انت مهمة بالنسبة لي، يا مالون"
عندئذ ، عمرها شعور لم تستطع أن تبقى معه جامدة ، فانتصبت واقفة وابتعدت عنه ، توليه ظهرها لئلا يرى فيض المشاعر على وجهها.
سمعته يتحرك ثم وقف خلفها يهدئها بقوله :" لا تفزعي ، انا اعلم انني تجاوزت الحد معك منذ اسبوع، وإذا كان تصرفي أخافك مني وجعلك تهربين ، فسنأخذ الامور بشكل ......"
استدارت مالون تواجهة، بدا قلقاً مرهقاً فلم تستطع احتمال ذلك . إذا كانت هي من سيمرغ كرامته في التراب ، فليكن ، رغم انها مازالت صعوبه في تصديق انه اندفع إلى منزله ، متغلباً على كبريائه و ذهب ليطلب خدمه من صهره ثم جاء يبحث عنها ..كيف تدع هاريس يظن نفسه مذنباً أو انانياً؟
أردفت برقه :" يا هاريس، ما أسوأ ذاكرتك "
حدق إليها ، وكان الارهاق باديا عليه، وسألها :" هل كدت أرعبك؟"
فهزت رأسها، حتى أنها استطاعت ان تبتسم
- لا بأس ، علي أن اعترف بأنني ماهرة للغاية ، وهناك الكثير لاتعلمه ، ولكن أذكر أنك أمرتني بترك الغرفة وليس العكس ".
بدأ وكأن الارهاق فارقة، لكنه سألها :" ألم يحدث ما ازعجك وجعلك قلقه متضايقة مني ......؟"
- الشيء الوحيد الذي أزعجني هو اعتقادي أن بإمكان الوثوق بك ، وإذا بي أكتشفت ..
وترددت ، لانه كان يتألم كما يبدو .. هي تحبه إلى حد لا تريد له الالم
وتابعت :" اكتشفت انني ... لا استطيع أن أثق ... بنفسي"
حدق هاريس بها لحظة بدت لها دهراً ثم قال برقة
- ياعزيزتي، اتعنين انني لو لم اطلب منك المغادرة ، كنت لــ....؟
- ما كنت لأستطيع أن أمنع نفسي ..
- آه يا حبيبتي
تمتم بذلك وهو يمد ذراعيه لها ، خفق قلبها وهي تلقي بنفسها بين ذراعيه ، تملكتها البهجة وهي تشعر بدفئة فسألها
- ألهذا السبب هربت ؟ ألأنك لم تثقي بنفسك وانت معي تحت سقف واحد؟.


- ليس تماماً
- هل هربت لسبب آخر؟
سألها بنفس الحدة التي تعرفها عنه ، وشعرت عندئذ أن من الافضل ألا تقول له شئيا على الاطلاق . انها إذا قالت الحقيقة ، فسيفهم انها تحبه ، صحيح أنه يهتم بها قليلا، إلا أن مشاعره بعيدة جدا عن الحب الحقيقي الذي تشعر به نحوه
وسألها برفق:"ألا تريدين أن تخبريني؟ حتى عندما يتسنى لنا أن نتحدث معاً؟
ضحكت بخفة وهي لا تدري متى التفت ذراعاها حول خصره ، كان مجرد وقوفهما معا بهذا الشكل يملأها بهجة ومتعة
قالت باسمة
- هناك أمور لا تحب الفتاة أن تخبرها حتى لأعز صديق لديها.
ابتسم هو ايضا وانحنى ليعانقها ثم قال وهو يقف منتصبا وعيناه في عينيها
- رغم انك تعلمين أنني واقع في غرامك إلى أقصى حد؟
حملت فيه بشكل لا إرادي وجف حلقها .. هاريس ، هاريس مالذي يعنيه بالضبط بكلامه ؟
سألته وهي تلملم شتات نفسها :" هل لك أن ... توضح كلامك ؟"
لكنه بدا بنفس الحذر وهو يقول
- حسب علمي ، ماكنت لتتفوهي بذلك إلا اذا كنت تشعرين نحوي بشء ما
ها هو ذا يقترب من الحقيقة وترددت ، حاولت ان تقول
- أنا ... هذا ...
وتلعثمت، ثم أدركت أنها ، وهي تقول تلك الكلمات المتقطعة اعترفت بانها تشعر نحوه بشي ما
أدرك ذلك هو أيضاً، فاشتدت قبضته عليها قبل أن يمنحها ابتسامة صغيرة ويقول
:" ابتدأ ذلك ذات يوم ممطر عندما توقفت بسيارتي لاعرض عليك توصيلك . رفضت في البداية ..."
- لكنك قمت بجوله ثم عدت مرة ثانية
أكملت كلمة هامسة فقال :"حدثت نفسي بأنني تصرفت بغباء.. وأن شخصاً أخر سيمر وستقبلين منه أن يوصلك . ولكن هل ما كان على وجهك مطر أم ... دموع؟"
فقالت برقة :" أخذتني بسيارتك . لم توصلني فقطن بل منحتني عملاً"
- ولماذا لا امنحك؟
سألها عابساً ثم تابع يقول :" فيليبس ، مع الاسف، هو نسيب لاسرتنا.. وقد حاول الاعتداء عليك ".
- كنت شهماً
وابتسمت له ، لانها لم تكن تريده ان يعبس ومالت إلى الامام ثم عانقته برقة .
- آه ، مالون ،مالون
تمتم بذلك وقد تلاشى عبوسه وبدا على ملامحه شبه ابتسامة وهو يتابع
- لا ادري ما إذا كنت شهماً ، كل ما فكرت فيه ، حينذاك ، هوانني أساهم بإعادتك إلى اتزانك بعد التجربه المحزنه التي عانيتها ، أما ما لم اتوقعه فهو أن امضي الاسبوع الذي تلاه وخيالك لا يبارحني".
حدقت مالون إليه مسروره :" هل فكرت بي أحياناً؟"
- بل غالبا. حين جئت إلى البيت ، لم استطع أن اتقبل فكرة انني في البيت وانت في الفندق.
وابتسم ثم اضاف:" كنت أعلم انني لن استطيع الاستقرار قبل أن اذهب إلى الفندق صباحاً لاحضرك . واذا بالغيظ يتملكني عندما علمت انني كنت افكر فيك ، وانت تمضين الوقت مع رجل اسمه ويلسن !"
فسألته :" ويلسن؟ توني ويلسن !"
- كيف أمكنك القيام بذلك ؟
- القيام بماذا؟
- يزداد كل يوم حنقي على الرجل ،بينما انت لا تكادين تتذكرينه
- أنت ... خانق على .....؟
- أظن أن شعوري يسمى (غيرة).
اجابها و في عينيه حنان، فخفق قلبها بعنف وسألته غير مصدقة
- هل كنت غيوراً؟ لكننا بالكاد كنا نعرف بعضنا حينذاك .
فقال برقة :" يا عزيزتي . ما أشعر به نحوك غير منطقي على الاطلاق ، لقد سررت لعدم وجود هاتف في منزلي كيلا يتصل بك ويلسن . لكنني لم أركب الهاتف إلى لأمنع مجيء فيليبس إليك حاملاً رسالة من امك ، شعرت حينذاك بالغيرة ثم الغضب ، إنما ادركت انني أحب أن اجدك في بيتي فلم تعجبني على الاطلاق مسألة حزمك حقيبتك لتمضي العطلة الاسبوعية في فندق كيلفتون".
فقالت متذكرة :" انت طلبت مني البقاء."
- عندما لم استطع مقاومة رغبتي بك ، كان علي ان ادعي انها رغبتك أنت
- انت سافل
- أتحبينني؟
تجاهلت السؤال:" ماذا كنت تقول ؟"
عانقها هاريس برقة ، متمهلاً، ثم شد قبضته عليها وهو يرتد إلى الخلف
وقال بأسف
- ماكان لي أن أفعل ذلك ، كما لم يكن لي أن أعانقك السبت الماضي.
- أتذكر ذلك
وابتسمت ، وهل يمكنها أن تنسى؟ففي تلك الليلة أدركت انها تحبه.
- تلك الليلة أخبرتك بأنك لست في خطر ، لكنني لم أفكر في ان اقول .. انني انا من كان في خطر ..
- انت في خطر .؟
- خطر الوقوع في غرامك، يا عزيزتي .
تمتم بذلك بحنان بالغ ، فشهقت
- لم اعترف بذلك لنفسي .. حينذاك .
- طبعاً لا
اتراه قال حقاً انه كان في خطر الوقوع في حبها ؟
- لكنني لم اعرف مثل ذلك الشعور من قبل.. وكانني فقدت سيطرتي على نفسي ، أدركت ان علي الرحيل وذلك لاختبر نفسي واحلل مشاعري نحوك .
- وهل قمت بذلك؟ هل حللت مشاعرك ؟
- ليس حينذاك كل ما علمته انني في اللحظة التي افترقت فيها عنك، شعرت بأنني أريد أن أعود. كانت الرغبه دوماً تتملكني للعودة إلى البيت ولكنني كنت أقاومها باستمرار ، عندما أدركت حقيقة شعوري فهمت ان منظرك الرائع يهدد تحكمي بنفسي ، ولكن لم يكن جمالك فقط هو الذي اغرمت به. انت تتمتعين بجمال داخلي.
فسألته بخجل :" وهل أنت ... مغرم بي ؟"
نظر إلى وجهها ، ثم قال بحنان
- عزيزتي مالون بريتويت . حبيبتي مالون بريتويت، ماذا احاول أن اخبرك منذ عشر دقائق غير انني احبك إلى أقصى حد ؟
فتاوهت :" أواه، يا هاريس".
- هل لديك مانع ؟
فأجابت لا هثة :" لا ، ابداً"
- وهل تظنين ان بامكانك ان تبادليني الحب ؟
سالها بحذر، ثم أسرع يقول هو يرى أن خجلها يمنعها من الجواب:
- أنا أعلم أنك تعرضت للأذى في الماضي، لكنني لن أؤذيك أبداً، انت تعلمين ....
شعرت مالون بالنشاط والخفة وعصفت في ذهنها فجأة ذكرى ما سببته لها زياته منذ يومين من أذى والم . عندئذ، اختفت كل حرارة نحوه ، فسألها هاريس على الفور
- مالذي حدث ؟ أخبرني .....
- ماهي علاقتك بفيفيان هولمز ؟
انفجزت به وقد ثارت مشاعرها نحوه بشكل مؤلم .
فقال من دون تفكير مسبق
- لا علاقة لي بها
- ولم أحضرتها إذن إلى بيتك الاحد الماضي؟ ولم تجولت معها لتريها البيت ، وسألتها عما إذا كانت رات مايكفي، ثم ..
هذا المره ، انفجر هاريس قائلاً " فيفيان هولمز امرأة موهوبه في تصميم الديكور"
فتحت مالون فاها :" ولكن ........"
وعندما أخذت تستعيد أحداث الاحد الماضي بدقة ، وجدت أن كلام هاريس يبدون معقولا جدا فقالت وقد تمالكت نفسها قليلاً
- لكنك لم تذكر ذلك ، كان يجدر بك أن تذكر الامر حين .....
- الحق معك طبعاً.
وبدت على فمه ابتسامه استخفاف ، وهو يتابع
- كان يجب أن أقدمها لك بصفتها مصممة ديكور جاءت لتلقي نظرة على البيت ،لكنك جعلتني مضطرباً يا مالون "
- اانا ... جعلتك كذلك ؟
- صدقيني يا حبيبتي ، كنت متلهفا لرؤيتك ، لكنني كنت أعلم ان علي البقاء بعيداً .اضطرت للقدوم لرؤيتك لانني لم استطع ان ابقى بعيداً ،لاول مره في حياتي ، شعرت بالضعف ومرت أوقات كنت متلهفاً فيها إلى احتضانك . وبعد ما حصل بيننا منذ اسبوع بدأت اشعر بأنني لم اعد أثق بنفسي حين أكون معك ، وازداد خوفي من أن ترحلي إذا تكرر الأمر. ثم ما الذي يضمن لي اننا نواجه وضعاً مماثلاُ في ذلك البيت الملئ بالافخاخ والعقبات .
حدقت مالون إليه مصعوقة :" هل احضرت فيفيان هولمز إلى البيت لانك ..."
- لأنني لم استطع الابتعاد عنك اكثر من ذلك ، رغم ان فاي هي التي اتصلت بها اولاً، إلا انني شعرت بأن ليس بإمكاني المجازفة بالبقاء معك وحدنا . كنت في حالة سيئة تماماً، ولكني لم الحق بك أي ضرر ، يا حبيبتي .
وابتسم . تملك مالون شعور بأنه لو استمر هاريس بهذا الشكل مده أطول لفقدت توازنها وثباتها.
- لكن فاي لم تقبل المجئ؟
- كانت مشغولة ...
فقاطعته باسمة :" طبعاً . ولهذا اتصلت هي بفيفيان ......"
وسكتت ، بينما هز راسه :
- كانت لهفتي تزداد لرؤيتك ، وتساءلت عما إذا كنت اجازف بالذهاب إلى البيت ، على كل حال اتصلت بي فاي لتقول إن صديقتها فيفيان تتشوق لرؤية المنزل بعد ان حدثتها فاي عنه وعن شغفها به ".
- وعند ذلك اتصلت انت بفيفيان ؟
لامس هاريس خد مالون بحنان:" عندئذ، اتصلت بها ، اخبرتها ان لدي تصوري الخاص بالنسبة إلى البيت، لكنني ارحب بتلقي أي اقتراحات تحب أن تقدمها .. وهكذا.."
وبدا الاسف في نظراته :" جئت ورأيتك ، فشعرت بخفقان في صدري بدوت رائعة وانت تحتضنين الازهار البرية ، فتمنيت لو ان فيفيان على بعد مئة ميل من هنا."
ابتسم وهو يضيف :" أردتك كلك لي وحدي ، يا مالون"
فقالت بنعومة :" ثم عدت تاركا فيفيان في السيارة "
- كنت بحاجة إلى قضاء بعض الوقت معك ، أردت أن اعانقك ، لقد شعرت حينذاك بضعف لم اشعر بمثلة من قبل .
- هل كنت ... كذلك حقاً
- نعم عدت إلى لندن رغم ارادتي وصممت على العودة في عطلة الاسبوع ، ولاذهاب إلى فندق كليفتون باكرا لاحضرك إلى البيت ، هذا أذا كنت لا تريدين النوم تحت السقف نفسه معي .
- وماذا ؟
سألته ورأسها يدور فيما قلبها يخفق
عانقها مره أخرى ، وشد قليلاً اثناء احتضانها
- لم استطع الانتظار حتى الجمعة لاسمع صوتك.
فهمست :" وهكذا اتصلت بي ذلك الصباح ".
- وادركت ، حالما قلت انك راحلة ، انني لا استطيع ان ادعك تذهبي وانني احبك بكل عصب من جسدي
وسكت للحظة قبل أن يتابع
- عندما ادركت انني لا املك دليلاً اتعقبك به ، أخذ العرق البارد يتصبب مني ، كان علي أن اعثر عليك فالحياة من دونك يا حبيبتي ، لاتحتمل ".
فتنهت :" آن ، ياهاريس "
- هل يعني كلامك انك .. مسرورة لوجودي ؟
فضحكت بمرح :" انت تعلم ذلك "
- وهل تحبينني قليلاً ؟
انها تحبه ، تحبه ، تحبه :" بل ... أحبك كثير"
- يا حبيبتي
فقد سيطرته على نفسه وجذبها إلى صدره حيث ابقاها طويلا ثم سألها بلهفة وهو ينظر في عينيها :
- هل أنت واثقة ؟
- اجل ، ومنذ تلك الليلة التي تصادمنها ميها في الحمام .
فسألها مذهولاً :" علمت حينذاك ؟"
- كان هناك دلائل من قبل ، لكنني، حينذاك ، تأكدت من الامر
- حبيبتي الحلوه .
قال هذا بصوت خافت ، وعانقها ، ثم عاود الكره ، توقف اخيراً وذراعاه حولها ، ثم قادها إلى الاريكة حيث جلسا متلاصقين ، عانقها وهو يهمس لها بتلك الكلمات السحرية التي تحب سماعها
- مالون ، مالون ، كم احبك
وعندما غاصت في وهح حبه ، وعجزت عن الكلام سألها
- وانت ؟
ابتسمت ثم اضافت :" وانا احبك كثيراً جداً"
- الحمد لله
بقي يحتضنها دقائق طويلة ثم قال
- لم أكن أعلم ما اذا كان علي ان آتي إلى هنا ليلاً ام في الصباح الباكر ، لكنني عانيت الامرين ، ولم استطع ان انتظر حتى الغد .. لم أكن واثقاً من طبيعة استقبالك لي .
نظر إليها بابتسامة عريضة ، فابتسمت له بحب ، ثم تابع يقول
- وقفت علند العتبه حين فتحت لي الباب، متلهفاُ لاستشف من ملامحك شيئاً.
- آه يا هاريس ، شكرا لمجيئك
لم تكن تتصور انه قد يتردد إلى هذا الحد وتابعت تقول من كل قلبها
- أنا ايضا كنت اتعذب
- أه ، انا أسف .
عانقها وكانه يمحو ما عانته من عذاب . وعندما نظر في عينيها، اصبحت عيناه رزينتين وسألها
- لماذا حاولت ان تتركيني ؟ عليك ان تخبريني.
تورد وجهها وهي تعترف
- ظننت انك ستحضر معك فيفيان هولمز إذا جئت في العطلة ، انا اسفة هاريس، لكن مجرد التفكير في انكما معا بجانبي لا يمكنني أن اتحمله .
ضمها بقوة وقال :" آه يا حبيبتي
ثم ابعدها عنه ونظر في عينيها
- هل تغارين ؟
- تبدو عليك الدهشة
فضحك :" لم تخطر هذه الفكرة ببالي قط "
عانقته لانها تحبه ، فهي لا تكاد تصدق ما يحدث. ارتدت إلى الوراء لترى وجهة وإذا بها تسمع هدير سيارة تقترب
- يبدو أن امي وجون عادا باكرا ً، أنا..
- انت ماذا؟
- حسناً ، أرادت أمي أن تعلم مالذي حدث ليجعلني احضر إلىهنا لقد اخبرتها بانني احبك .
ابتسامة هاريس المفاجئة جعلتها تسكت لكنها شعرت بأن عليها ان تخبره بالبقية قبل ان تدخل امها
- كما انني اخبرتها بأن لديك صديقة .
- تعنين بذلك فيفيان ؟
أومات ، فابتسم وقال
- إذن يا حبيبتي ، علي ان اخبرها الحقيقة .. ومن الافضل ان افعل ذلك قبل أن أسألها .
- تسألها ماذا؟
- حسناً من المفروض أن اطلب من امك أو من زوجها ألا تعلمين؟
- ماذا تطلب؟
سألته وهي تشعر بالارتباك
- أظن أن العادات تقضي بأن أطلب يدك من أمك . أنا لم افعل هذا من قبل، لكنني أود القيام بذلك وفقاً للأصول .
- تطلب يدي؟
- نحن سنتزوج ، أليس كذلك
سألها وقد تحولت ملامحه إلى الرزانه . ازدردت مالون بريقها بصعوبه .
وقلبها يخفق بعنف لم تكن تظن انها
- هل تتزوجيني ؟ لن استعجلك .
- يسعدني أن اتزوجك
تنفس الصعداء :" شكرا يا حبي "
تمتم بذلك وهو يرفع يدها إلى شفتيه
- عندما نعود الى بيتنا بعد شعر عسل طويل ، قد يكون هاركورت هاوس جاهزا لاستقبال سيدته .
وشهقت مالون بعجت :" أنا؟"
- انت فقط .
وعانقها بحنان
- آه يا هاريس .
هتفت بذلك . ستكون سيدة " هاركورت هاوس" وزوجة السيد ! ما اروع الحياة

تـــــــــــمـــــــــــــت والحمد لله
__________________


آللحن ألآخير + زهرة الوآدي! = ألقابي
  #10  
قديم 12-02-2015, 03:07 PM
 
تُثبت لمدة ثلاثة أيام تكريمًا لتعب من نفلت الرواية ثم تنقل بعدها لقسم روايات كامله \ مكتمله
__________________








توأمتي الجميلة حب0

http://www.al-3in.com/2minutes.htm
امحي ذنوبك كلها فى دقيقتين !!

كلارا
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية " بكاء تحت المطر " للكاتبة قماشة العليان azoz azoz روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 68 02-04-2017 11:33 PM
رواية ارادة رجل كاملة rawane أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 39 03-02-2015 09:31 PM
رواية حب تحت المطر للكاتبة *جيسيكا ستيل * آمنه حيدر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 39 02-18-2014 01:27 AM
رواية درر أحمد كاملة سهم دروع المحبة روايات و قصص بالعاميه 15 07-04-2013 05:55 PM
رواية المطر الاصفر ~FLORIDA~ تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 1 04-29-2013 09:32 PM


الساعة الآن 12:12 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011