12-22-2015, 01:41 AM
|
|
##
.
.
الفصل الثاني#
مازلت أتذكر ذلك اليوم ، أتصلت بي [رؤي] وكانت مُنهارة ، قالت أن طائِرة والديها سقطت وطلبوا منها الحضور للتعرُف علي الجُثتان !
كانت خائِفة ، لم تستطع القيادة وذهبت لأخذها من المطار !
كيف تمكن الدائنون من طردها بملابسها السوداء؟! هذا الأمر مازال غامضًا لي ! لم أكن قد وصلت !! كل ما أعلمه أنها أشارت لي بالابتعاد ثم قُدنا لتوكيل السيارات لأتفاجيء بها تبيع سيارتها !!
رفضت البقاء معي لأكثر من أسبوعين ، نِصف مُرتبها لكل شهر يذهب هباءً ! لكنه ليس مُرتبًا صغيرًا !! فقط بأي قدر من المال كانا مدينان؟!
المنزل ، السيارة ، ذهبها ! والمُرتب !!
لسببٍ ما رفضت رؤي التفريط بقصر جدها ، لم تزُره قط ! لطالما قالت أنه مسكون بالجن !!
ماالذي أكسبه تلك المكانة لديها إذن؟! أجهل ذلك الأمر !!
___
لم أُرد الإثقال علي [هَنا] !! ، أعلم أنها ستقول أني لست ثقيلة وأننا أخوات لكن ..!
شكل القصر صباحًا ؛ تلك الإشراقة العجيبة ! كُنت أُفكر باستبداله بفيلا أبوي لكني تراجعت فاللحظة الأخيرة !!
ذلك القصر كل ما تبقي من إرثي !!
والديّ أرادا الحِفاظ عليه وهذا ما سأفعله !!
عن كمية الغُبار ؛ حَدِث ولا حَرَج !!
أنا التي لم تُنَظِف يومًا قضت يومها بين أدوات التنظيف مُحاوِلة معرفة أي الماركات أفضل ومُناسبة أكثر !!
ما أن وضعت رأسي علي الوسادة حتي انتقلت لبرزخ الأرواح ! ، قابلتهم هُناك !!
ابتسما لي !! ، ثم ظهر جدي فجأة من خلفهما !! لم أره قط إلا فاللوحات التي بالقصر ..
لا بُدّ أن قضاء ساعات بين تلك اللوح كان له أثَر غريب علي عقلي الباطِن !!
أشار لي بالاقتراب ! ففعلت ! أخبرني أنّ بالسردابِ يقبع كنزي مُنتظِرًا مني الحصول عليه .!
لقد بكيت في ذلك المنام أمام جدي الذي لا أعرفه !
أخبرته عن الوِحدة التي أُجبِرت عليها فجأة وكيف أن التظاهُر بالقوة يُهشِمني من الداخل إلي قِطَع أصغر من أن تُجمع مرة أُخري !!
قال جُملة ترددت في رأسي حتي بعد أن استيقظت "بالسِردابِ سَيف ، أنهُ لكِ!"
ظللت في مكاني بعد أن استيقظت علي "الصلاة خَير من النَوم" .. !
لكني لم أجِد فائِدة من جِلوسي برُعب مُستَمِعة للأصوات الغريبة التي تصدُر من شيء بالأسفل !!
ربتت علي صدر نفسي مُطمئنة "اللهم أجعله خير" ونهضت !! فما يُقلقني الآن أمر أكبر من ذلك المنام !!
تلك الأصوات !! أهو لِص؟! أم هُم الجِن؟!
لم يكُن ينقُصني في تلك اللحظة إلا انقطاع الكهرباء !!
حَمَلت مِقَشِة الكَنس بيد وهاتفي بالأُخري كـ كشاف !
كُلما أضئت أحد الشمعدانات القديمة وأتجهت لأضاءة أخر انطفأ الأول !!
كانت بداية الشِتاء ولم أهتم بتدفئة شيء سِوي الغُرفة التي أدعوها الآن غُرفتي !!
أخيرًا !! وجدت النافذة الزُجاجية الكبيرة مفتوحة ؛ هيّ ما سَرَب تلك الرياح بالتأكيد !
أغلقتها مُتثاءبة : أنا فقط مُتعبة سأصلي وأنام !
ذكرت نفسي أن لديّ عمل بالغد مُبَكِرًا بالجريدة ولا أستطيع أن أتقاعس الآن وأنا بأمس الحاجة إلي المال .!
مرة أُخري تلك الأصوات !! ، تجاهلتها : إنها فقط الرياح ..!
حتي أني لم أخلع الإيسدال وكأنه سيوفر لي حماية ما ..!
أو رُبما أشعُر بالتعب؟ لقد تعبت كثيرًا اليوم !!
الكَسَل رُبما؟!
-لا أنا لن أنهض مُجددًا !! لست بذلك الجُبن !!
نهضت فالنهاية ! : ياللملل الذي أعيش فيه !! بجدية ؛ ما خطبي؟!
وجدت قدماي تتجهان وحدهما لذلك السِرداب ، أنه الفضول بشأن ما رأيت !!
من المُحتَمَل أن الأمر لا يتعدي خيالي الخِصب وغِطاء لم أرفعهُ جيدًا علي جسدي النائِم !! ياللبلاهة المُفرِطة !!
توقفت لثانية عن التفكير مُدرِكة مدي القسوة التي أحكُم بِها علي نفسي مؤخرًا والنعوت التي أرفقتها باسمي ، خسارة نفسي ليست وارِدة في جدول أعمالي لهذا اليوم لذا شُكرًا !!
انطفأ الهاتف مُعلنًا أن البطارية نَفِد شَحنَها ! لكني كنت قد وصلت لمُبتغاي ورأيت كل شيء في ذلك المكان !!
كان هُناك مكتب قديم وعليه دفتر غريب ، سرير بأحد الأركان !!
وكأن أحدًا عاشَ هُنا !!
لم أتذمر حقًا لكن : هل هذا الكنز يا جدي؟! شُكرًا لسُخريتَك مني !!
كان الوقت مُتأخرًا علي تذكير نفسي باحترام الأموات !!
لطالما رأيت الأموات بالمنام !! عَلِمت أن نَحسًا ما سيتبعني بسبب ذلك الأمر لكني تجاهلت حَدسي كل مرة حتي ظهرت تلك الحُفرة التي يبدو أني لن أستطيع الخروج منها بسهولة تلك المرة !!
عادَت الكهرباء بعدما صعدت لغُرفتي وكم كُنت مُمتَنة لكن هذا شجعني أكثر علي فتح الدفتر الآن !!
زادَت سُرعة نبض قلبي واعتدلت بمكاني عندما رأيت ذلك الاسم !! [حُسَام] نفس معني [سَيف] !!
أيُمكن أن يكون جدي صادِقًا؟!
___
22 ديسمبر 1914 |
كيف وصلت بي الحال إلي المُشاركة فالحرب؟!
لم أعُد أسأل نفسي هذا السؤال ! ولم أعُد أهتم بكل ما يخُصها ولا تذكُرها أمامي !!
لقد عُدت !! لقد نَجوت !!
آماني تنتظر، أمي وكذلك شقيقتيّ !! أُريد رؤيتهم جميعًا !!
لكن .. السُل !!
أسبق وقابلت شخصًا نجا من الحرب وماتَ بالسُل؟! ليتني ما نجوتُ وليتني ما عُدتُ !!
لن أعودَ !!
كان يومًا مُمطِرًا ، طرقت باب أحد القِصور في منطقة شِبه مقطوعة !
مكثتُ حتي أنقطع المَطَر بل وأكثر !!
لماذا سُمِحَ لي؟! لم أجِد مفرًا فالنهاية من إخبار العجوز بخطتي !!
أنوي الموت بصمت ، لا فائِدة من عودتي الآن !!
لم يتفق معي ، أعطاني مُهلة لتهدأ أعصابي ثم أفكر مرة أُخري ، من يُريد الموت وحيدًا؟!
أنا أُريد .!
-
- التصنيف : غموض -
المقدمة تصنيفها : كوميدي x'D |
التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 12-22-2015 الساعة 08:45 PM |