عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree163Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 12-24-2015, 12:15 AM
 
المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثانِي)

[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



غابت الشمس وسحبت أشعتها الملونة ليسود الغابة ظلام دامس, سار ضوء القمر الشاحب على أشجار متشابكة الأغصان وكأنّها ظلّ أيادي مخيفة, تبدو الغابة موحشة في مثل هذهِ الساعة, الهدوء يخيّم على المكان, و لعلّ سماع صوت جريان النهر يسلي الصمت, أشواق تسير بخطى هادئة صغيرة بمحاذاة النهر ويبدو عليها الخوف فهي تحلّق ببصرها حولها خشية أن تفاجئ بشيء ما, وترفع يديها إلى صدرها وهي تقبضها بقوة وتوتر, مازالت تشعر ببعض البرد فملابسها لم تجف تماماً, فكّرت وهي تقطّب حاجبيها: الرؤية تبدو أصعب الآن, ولكن يجب ان أواصل السير حتى أصل إليهم, لابد أنهم قلقون الآن

داست على أحد الأغضان الصغيرة الملقاة أرضاً, مما أثار صوت تكسّرها الرعب على الطيور التي كانت على الأشجار فطارت بسرعة, سمعت أشواق حركتها فشهقت وولت مسرعة تجري نحو الغابة بدون دراية حتى تنبّهت لنفسها حيث وقفت تلهث مسندة بجسدها على أحد الأشجار, لقد كانت ترتجف خائفة كما بدا من اهتزاز جسدها, رفعت برأسها إلى الأعلى حيث القمر يختبئ خلف سحب كثيفة في سماء الليل المسودّ, مجرجراً بأذياله من أرض متعطشة لضوءه, ففكّرت بقلق: هذا مخيف, يجب أن أعود على الأقل إلى النهر

فجأة سمعت صوتاً غريباً من الحشائش, حوّلت بعينيها نحوها فإذا بها تهتزّ وكأنّ هناك أحداً ما خلفها, شعرت بالخوف فتراجعت بضع خطوات إلى الخلف وعيناها لاتفارق النظر هناك, فرأت ثلاثة أزواج من العيون الحمراء تبرز ثم ظهر صوت وحشيّ, تسارع نفسها ودقات قلبها فتراجعت إلى الخلف ببطء, فظهروا ثلاثة ذئاب مسعورة ذات أنياب طويلة ولديها ذيول كالسهام ومخالب حادة ذات فرو أحمر مرعب, كانت أشواق ترتجف بشدّة وهي تتراجع.

ثم فجأة استدارت وبدأت تركض بدون هوادة, وبالتأكيد فقد تبعهتها الذئاب, جرت أشواق بسرعة من بين الحشائش والأشجار في الظلمة الحالكة, وهي تشعر بنهايتها المحتومة وتسمع ضربات قلبها المرتجف, ومستوى الأدرينالين في جسدها في تزايد, لقد تمزّق جزء من فستانها من الأسفل بعد أن اشتبك بالحشائش وهي تركض, لم تبالي لذلك بل لم تنتبه وهي تركض فقد كانت تتخبّط في الظلام بعشوائيّة بين الحشائش والأشجار وبالكاد يمكنها رؤية طريقها بدون وعي وبدون إدراك أين ستخطو قدماها, وهي تسمع أصوات الذئاب يركضون شرهين خلفها, فهي بين حين وآخر توازن نفسها حيث كادت أن تقع بضع مرات وهي تمرّ تلك الهضبة نزولاً, حتى سقطت أرضاً وهي تصرخ حيث لم تستطع منع تعرقلها, وما إن ارتطمت بالأرض حتى سقط شيء من جيبها, وظهر ضوء ساطع جعل من الذئاب أن يتوقّفوا أماكنهم وهم يغلقون بأعينهم.

أدارت أشواق برأسها إلى الخلف لتراهم على حالهم مغمضي أعينهم لثوانٍ, فانتهزت الفرصة للهرب وأسرعت بالركض أمامه, أدارت برأسها فإذا بالذئاب في عاودت الركض نحوها مجدداً, جرت مسرعة مرعوبة والخوف يملأها حتى شعرت بظلّ ما يمرّ بقربها قد قفز من الأعلى, توقّفت مكانها وهي تستدير لتنظر إليه فقد وقف بينهما وبين الذئاب التي تطاردها, فقال بحزم: اهربي!

كان صوتاً ذكوريّاً لذلك الشخص الذي لم تتمكّن من رؤية ملامحه فقد كانت تقف خلفه, وبسبب الظلام فقد كانت ترى هيئته الخلفية فقط وقد كان شاباً أطول منها, طالت اللحظة والذئاب تقترب, فقال بحزم بنبرة أكثر حدة: اهربي الآن!

أشواق بتردد وقلق: وــ ولكن..

ردّ بحزم: بسرعة!

استدارت لتركض هاربة مكملة طريقها, أدارت برأسها لتنظر إليه فإذا بشيء ما يحمله يلمع , أدركت لاحقاً بأنه سيف كان سليله يتردد في الأجواء مع احتكاكه بمخالب الذئاب, ركضت وهي تسابق قطرات دموعها مبتعدة والخوف يملأها تاركة ذلك الهجوم خلفها, ركضت بسرعة بأقصى قوتها وهي تتخبّط حتى وصلت إلى نهاية طريقها, فقد كانت هناك بحيرة صغيرة أمامها وحولها أرض عشبيّة, توقّفت وعينيها تهتزّان قلقاً وأنفاسها تتسارع, ودقات قلبها لاتزال تنبض بقوة وسرعة, أدارت برأسها إلى الخلف حيث لا أحد, ثم بكت وجسدها يرتجف ووقعت على الأرض هابطة وهي تضع يديها على وجهها,حيث بدت تبكي كطفلة صغيرة خائفة لامأوى لها تأمن فيه ولارفاق يخففون وحدتها.







وبعيداً بجانب بحيرة أكبر, وبالقرب كانت النار تشتعل وهي تأكل بعض الخشب وأوراق الشجر التي تحوّلت إلى رماد, كانا أيهم وأمل يجلسان حولها, حينما كانت الأخيرة تتفحّص سلاحها بعينيها وقد كانت فيه بضع أزرار وسحابات, وأيهم بجانبها يرسم على الأرض بعود صغير وهو يقول بهدوء: إذاً فقد حصلت أنتِ أيضاً على السلاح في تلك المنطقة الفاصلة

أجابت أمل وهي تتفحص سلاحها: أجل, إنه لايبدو سلاحاً على كل حال, ولكنه أقوى من سلاحك

ترك أيهم العود ورد بانفعال: ماذا؟ هذا ليسَ صحيحاً!

أمل بابتسامة ساخرة: بلى, إنه أسرع وأدق وذو تأثير متواصل

أيهم بابتسامة ساخرة: ولكنّ النار أقوى مادة في الوجود

أغمض عينيه بثقة وقال: كما أنّ سلاحك يصيب نقطة محددة وليس كسلاحي الناريّ

أمل بغيظ: تشه, سلاحك بدائيّ وليس فيه أي مميزات متطورة

أيهم بغيظ: أنتِ تقولين ذلك لأنّكِ تعرفين بأنّ سلاحي أفضل

أمل بانفعال: إنها الحقيقة, كما أنّ تأثير الليزر أقوى من النار

أيهم بانفعال: هاه!

صوت عواء طويل تردد في الأرجاء, فاتسعت عينيّ أمل وأيهم وقد تجمّدا مكانيهما, نهضا وتلفتا حولها وأيهم يقول بحزم: يبدو أننا على وشك الدخول في معركة جديدة

أشهر أيهم بسلاحه نحو الحشائش, وكذلك فعلت أمل وهي تقول بابتسامة واثقة: الآن سنرَ أي سلاحينا هو الأقوى

ابتسم أيهم بثقة وقال بابتسامة: قبلتُ التحدي

تلفتا حولهما بترقّب نحو الحشائش, حتى اهتزّت فاحتدت عينيّ أيهم وقفز من هناك ذئب مسعور أحمر الفرو باتجاهه, وهو يفتح فاه بشرهة, أطلق أيهم النار فأصابت الأرض حيث تفاداها, وتقدّم الذئب نحوهما وهو يقفز باتجاههما, تفاداه أيهم وهو يبتعد عنه, في حين كانت أمل مشغولة بإطلاق الليزر على آخرين قد ظهرا لللتوّ, أصابت ساق أحدهما فتوقّف لكن الآخر يتقدّم نحوها, فتفادته وهي تنحني إلى الجانب حينما قفز, فأصبح خمسة من الذئاب يحاصرونهم بينما أصبحا أمل وأيهم يقفان ظهراً لظهر, أيهم بحزم: الفائز بيننا من يقضي على ثلاثة أو أكثر

أمل بابتسامة واثقة: هه لاتتحدث بكل هذهِ الثقة, يمكنني إصابتهم جميعاً وحدي

أيهم بحزم: تشه! أنتِ مغرورة جداً, احذري ألا تُصابي فحسب, لا أريد التورط معكِ لاحقاً

أمل بحزم: احذر أنت أيها المتعالي

كانت أصوات الذئاب تنبئ بجوعهم الشديد, بمظهرهم الأحمر وعيونهم الحمراء يبدون مرعبين, بينما كانا أمل وأيهم يحاولان إخفاء قلقهما, فقفز أوسطهم نحوهما فجعلهما يتفرّقان أمل إلى اليمين وأيهم إلى اليسار, اختار الذئب الانقضاض على أيهم وهو يستدير نحوه, خطف أيهم نظره خلفه فإذا بذئبان آخران يتقدّمان نحوه بحذر.

في حين قفز أحد الذئاب نحو أمل فأطلقت عليه الليزر, لكنّ عينيها اتسعت وشهقت بدهشة حينما لاحظته يسير بطريقة غير مستقيمة, حيث أصاب الليزر الأرض وانقضّ عليها ومخالبه نحوها وهو يفتح فمه والأنياب بارزة, لم تستطع أمل الهروب في لحظة, وحالما لامسها حتى فتته الليزر لجزيئات مالبثت إلا أن تلاشت في الهواء بسرعة, ووقعت أمل على الأرض على ظهرها وهي تشهق متألّمة, لاحظ أيهم ماحدث بالرغم من أنه لايزال محاصراً من قبل ثلاثة, فجعل الوحيد على يساره و الباقيان على يمينه, وهمس بحزم: حسناً, من يريد أن يموت أوّلاً؟

قفز الاثنان باتجاهها بسرعة وهما ينقضّان عليه معاً, فأطلق أيهم الكرات الناريّة التي اندفعت بسرعة على أحدهما, فأصابته وتلاشى في الهواء بينما أكمل الآخر هجومه, فتفاداه أيهم وهم ينحني إلى الجهة الأخرى مبتعداً, حتى أصبح الذئب بجوار الآخر خلف أيهم, وبينما كانت أمل لاتزال على الأرض حيث سقطت للتوّ إذ وجدَ الذئب الجريح أنّ الفرصة سانحة للهجوم, فبينما كانت تنهض إذ انقضّ عليها فأخذت أمل قبضة من التراب بيدها وألقتها عليه, فوقع الذئب على قوائمه مغمضاً عينيه, فابتسمت أمل بثقة وهي تقول: عذراً, لا أحب أن أضيّع فرصي!

أطلقت عليه الليزر فتحوّل لجزيئات صغيرة تلاشت في الهواء, أدارت برأسها بسرعة نحو الذئبين الأخيران اللذان انطلقا معاً نحو أيهم, فأطلق أيهم النار على أحدهما فتلاشى في الهواء, وبينما كان الآخر في الهواء وهو يقفز قفزته الأخيرة نحو أيهم, كان أيهم مشهراً بسلاحه نحو وجاهزاً للضغط على الزناد, وهو يفكّر: الثالث!

ولكن قبل أن يطلق تحوّل الذئب الأخيرة لجزيئات تلاشت في الهواء, اتسعت عينيّ أيهم متفاجئاً ولكن مالبث أن اختفى الذئب تماماً, حتى وجد أمل من خلفه مشهرة سلاحها وقد قضت عليه, فقال أيهم بغضب: ماذا تفعلين؟ لقد كان لي!

أبعدت أمل سلاحها وقالت بابتسامة ساخرة: حقاً! لم يكن التحديّ ينصّ على هذا, لقد اتفقنا أنّ من يقضِ على ثلاثة هو الفائز وليسَ من يحاصره ثلاثة

أيهم بغضب: لقد كنتُ على وشك القضاء عليه ولكنكِ سرقتهِ منّي

أغمضت أمل عينيها وقالت بافتخار: لقد أنقذتك ياعديم الامتنان

فتحت عينيها وقالت بنبرة مغرورة: الآن عليكَ الاعتراف بقوة سلاحي وأنني أفضل منك

أيهم بغضب: هاه! لقد غششتِ!

أمل وهي ترفع حاجباً: لم أغشّ, لكنني كنتُ أسرع وأمهر منك

أيهم بغيظ: تشه! لو أنّهم لم يحاصروني لقضيتُ عليهم بأسرع من ذلك

أمل بابتسامة ساخرة: هذا شيء والواقع شيء آخر, هيا اعترف بما لديك لقوله

كان أيهم ينظر إليها بغيظ بينما كانت تنظر إليه بابتسامة واثقة, وفجأة وبدون صوت أو مقدّمات قفز ذلك الذئب من بين الحشائش منقضّاً عليهما من خلف أمل حينما كانت قريبة منه, وبينما أدارت أمل برأسها إلى الخلف إذ أشهر أيهم سلاحه وأطلق عليه النار ليصيبه, فتلاشى في الهواء بسرعة قبل أن يسع أمل فعل شيء, ظلّت أمل صامتة لوهلة, فقال أيهم بثقة: لقد أصبحنا متعادلين, ولو أنه من المفترض أن يكون الفائز أنا

أدارت أمل برأسها نحوه بسرعة وهي تقول بانفعال: هيه! هذا الذئب لايُحتسب, لم يكن مضموناً ضمن التحديّ

أيهم بابتسامة ساخرة: هذا شيء, والواقع شيء آخر

ضحك أيهم فرفعت أمل حاجباً وبرز عصب على جبينها, فقال أيهم بابتسامة واثقة: أو.. يمكننا إعادة التحدي ولنرَ من سيكون الفائز, إلاّ كنتِ غير واثقة بفوزك في المرة القادمة

أمل بحزم: حسناً إذاً اتفقنا فعل كل حال ستعترف بأنني أقوى

ظلاّ الاثنان ينظران نحو أحدهما الآخر بتحدٍ و النار لاتزال تأكل الحطب بجوارهما.

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12-24-2015, 12:26 AM
 
المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثانِي) .. تابع

[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.
.


كان لايزال مغمى عليه وهو يستلقِ على سرير أبيض مائل للصفرة, فتح سامي عينيه ببطء وهدوء, إنه لايزال يشعر بألم طفيف في رأسه, بدا السرير بقمة النعومة, حاول سامي أن يتذكر ماجرى سابقاً, ظهور تلك البوابة الغريبة ومن ثم الحشرة الحمراء والأقزام التي ترمي بعصيّها, ثم افتراقه عن رفاقه في الغابة وسقوطه أخيراً حتى فقد وعيه.

نهض جالساً وهو يلتف حوله حتى بدأ يستوعب المكان الذي هو فيه, حجرة ضيقّة ذات سقف منخفض جدرانها بيضاء بلون السرير ذات نقط صغيرة سوداء, حدّق بالجدران قليلاً فإذا بها تهتز بعض الشيء, اتسعت عينه وهو يشهق حينما أدرك بأنّ الحيطان عبارة عن كائنات بيضاء صغيرة اللون ذات عيون سوداء تحدّق به, صرخ وهو يتحرّك عن السرير بعشوائيّة, لقد تحرّك السرير أيضاً حيث فقد توازنه ووقع على الأرض, أصيب سامي بالصدمة فالسرير أيضاً عبارة عن تلك الكائنات الصغيرة التي لاتتجاوز العشرين سنتيمتراً مجتمعة فوق بعضها البعض وقد تفرّقت الآن وهي تتحرّك كقطع قطنيّة منفوشة, تراجع إلى الخلف وهو يهمس بهلع: مـ مالذي.. يجري؟

اصطدم بشيء خلفه, أدار برأسه فإذا به حائط من تلك الكائنات, فصرخ فإذا بالكائنات الصغيرة تفرّقت بسرعة, وتجمّعت حول بعضها أمامه وهو تتحوّل إلى اللون الأسود, فاختفى الحائط, ليجد سامي نفسه وسط الغابة الموحشة حيث تلتفت حوله وأظلم المكان, فابتلع ريقه وقال بتردد وقلق محاولاً إخفاء خوفه: من.. من أنتم؟

تلوّنت الكائنات تدريجيّاً إلى اللون الرمادي وهي تتجه نحوه بهدوء واحداً تلو الأخر, راقبهم سامي بعينيه محاولاً أن يحتفظ بهدوئه حتى اصبحوا قريبين منه, فقال بقلق: هل.. هل أنقذتموني؟

قفزت الكائنات عشر سنتيميترات وهو تصدر صوت كتكتة وتتلوّن بالأبيض وبعض الضوء يصدر منهم, لقد بدا مظهرها لطيفاً بحيث لم يرعب سامي لكنه كان لايزال يشعر بالقلق نحوهم, لقد شعر بالألم في رأسه للتوّ, فتذكّر بأنه أثر الصدمة التي تلقاها حين سقط من الجرف.

وضع يده على جبينه, على تلك العصبة التي يرتديها فدُهش حينما شعر بشيء ما تحت العصبة, خلعها عن رأسه فوجد قطعة قطنية ملطّخة بالدماء, فأدرك بأنه دمه حينما لامس الجرح على جبينه وهو يغمض إحدى عينيه حيث تألّم, ففكّر بذهول: حتى أنّهم قد طببوني

حوّل بنظره نحوهم حيث كانوا لايزالون قفزون بسعادة, فأعاد القطعة القطنيّة لئلا ينزف أكثر ووضع العصبة عليها, ثم أقبل أحدهم مقترباً نحو سامي بهدوء حيث ظلّ ينظر إليه حتى توقّف عند قدميه وابتعد بهدوء, بعد أن وضع شيئاً ما عند قدميه, انحنى سامي والتقطه وهو يفكّر: هذا الشيء!

لقد كان الشيء أشبه بترس معدنيّ بحجم اليد, مثبّتاً على حامل معدنيّ قد غطّى ثلاثة أرباع الترس, فتذكّر سامي بأن هذا قد التقطه حينما كان في المكان الفاصل بين عالمهم وهذا العالم, وفور أن أمسك به حتى سقط أرضاً عابراً البوابة, فأدخله في جيبه ونسيه.

فكّر سامي بأنه من الممكن أن يكون في وقع منه حينما فقد وعيه, وكان هذا ماحدث حيث وجدته هذهِ الكائنات وحمته حتى استيقظ, حوّل سامي بعينيه نحو الكائنات التي تبدو أشبه بكرات قطن حيّة , وفكّر وهو ينظر إليها باهتمام: هذهِ الكائنات لاتبدو عدائيّة مثل تلك الأقزام

كانت الكائنات تنظر إليه وهي تقف حوله, فابتسم سامي بلطف نحوها, فجأة أقبل أحدهم بصوتٍ وحشيّ وهو يقول: إذاً, أنتم وصلتم فعلاً!

أدار سامي برأسه نحوه بسرعة وهو يشهق بدهشة واتسعت عينيه حيث كان يقف على يسراه, ذلك الجسد البنيّ ذو قوائم الحصان و جذع بشريّ, وشعر طويل أشقر مسرّح كذيله الحصانيّ, حملق سامي نحوه بدهشة فقد بدا مظهره مرعباً حيث كان ضخم الجثة, وهو يحمل بأحدى يديه البشريّة سلاح ضخم ذو أربعة فتحات, مغطّياً وجهه كله بمعدن حديديّ لايظهر عينيه, وكذلك فهو يرتدي درعاً حديديه على صدره, ظلّ سامي ينظر نحوه بخوف حيث اهتزّت أطرافه, وكذلك فقد اتخذت كرات القطن لوناً رماديّاً وهي تتجمّع حول بعضها, فوضع ذلك الكائن سلاحه على كتفه وقال بهدوء: لقد صدقت الشائعات إذاً, على الرغم من أنّهم قالوا بأنّهم أربعة ولكني لم أجد سوى واحداً, قل لي أيها الصبي, أين بقيّة رفاقك؟

سامي بتردد وقلق: هـ هاه!

أشهر سلاحه نحو سامي وهو يعيد سؤاله بنبرة أكثر حدة: أين هم رفاقك؟

شهق سامي بدهشة ثم قال بهلع وهو يرفع يديه مستسلماً: لا.. لا أدري!!

قال الكائن الأشبه بالحصان بنبرة أحدّ: لقد دخلتم أربعة عبر البوابة, أخبرني أين البقيّة!

سامي بهلع: أقسم بأنني لا أعلم, لـ لقد تفرّقنا, لقد هاجمتنا تلك الأقزام و حينما هربتُ منهم سقطت إلى هنا

صمت الكائن الغريب لوهلة فقال سامي بتردد وقلق محاولاً الاحتفاظ بشجاعته: و ولكننا سنعود من حيث أتينا, نحن لن نزعجكم, لن نأتِ إلى هنا مجـ...

ولم يكمل كلمته حتى قال الكائن بنبرة أكثر حدة: لا بأس, سأقتلك الآن ثم أجد البقيّة بنفسي!

شهق سامي واتسعت عينيه بشكل أكبر وهو يكزّ بأسنانه, فانطلقت تلك الكرات القطنية الرماديّة متجمعة أمامي سامي بينه وبين ذلك الكائن المريب, وهو تصعد فوق بعضها البعض تكتكت والاثنان يراقبان بذهول حتى كونوا حائطاً بينهما, ظلّ سامي ينظر بذهول وهو يفكّر: إنهم.. يحاولون حمايتي!

ضحك ذلك الكائن بغطرسة وهو لايزال يشهر سلاحه فقال بثقة: ابتعدوا من هنا! جئت لأقضي على هذا الدخيل, لاتتدخلوا في عملي!

لم تتزحزح كرات القطن من مكانها, فضغط ذلك الكائن على الزناد فانطلقت قوة نحو كرات القطن وأصابتهم لينهار الجدار, وسامي يقف مذهولاً حيث سقطوا فوق بعضهم البعض, وتحوّل بعضهم إلى جزيئات تلاشت في الهواء, ازداد قلق سامي وهو يراقب مايحدث, فضحك الكائن وهو يقول بغطرسة: قلت لكم أن تبتعدوا من طريقي!

تجمّعت كرات القطن مجدداً وهي تصنع حائطاً آخر وسامي يراقب, فقال الكائن وهو يضحك ساخراً: يالكم من حمقى! أتريدونني أن أقضي عليكم جميعاً؟

أطلق مجدداً وأصاب الجدار وسامي يقف عاجزاً عن فعل أي شيء سوى المراقبة, وجسده يرتجف خائفاً ومندهشاً من فعل كرات القطن وهي تحاول حمايته, ففكّر: إنهم.. يحاولون حمايتي فعلاً, لو أنني أستطيع فعل شيء ما, أو ان أملك سلاح ما

اتسعت عينيه فجأة حينما تذكر كلمات أيهم "لقد وجدتُ مسدّساً أثناء مروري تلك المنطقة", ثم تذكّر حوار أيهم وأمل وهما يقاتلان الحشرة الحمراء حيث سألها أيهم:"أنتِ أيضاً تملكين سلاحاً؟", فأجابت أمل بحزم:"ماذا؟ هل اقتصر ذلك عليك وحدك؟", حوّل سامي بعينيه نحو ذلك الشيء الذي التقطه من المنطقة الفاصلة, والذي أصبح ملقى على الأرض الآن, حدّق نحوه بحيرة وعينيه تهتزّان قلقاً, وحينما أطلق الكائن نحو كرات القطن للمرة الثالثة حيث تساقطت وقضى البعض نحبهم, قال بغطرسة وهو يضحك: لايهمني لو قضيتُ عليكم جميعاً الآن .. هاه!

بدأ أنه قد دُهِش حينما رأى سامي من خلف الحائط يشهر بسلاحه نحوه, وهو ينظر نحوه مباشرة, لكنه حينما لاحظه يرتجف و ظل لوهلة على وضعيته حيث بدا متردداً, ضحك الكائن وقال بكبرياء: هل تريد قتالي الآن أيها الصبي؟

اهتزّت أطراف سامي وهو يشهر سلاحه حيث كان تثبيته صعباً, لم تكن كرات القطن اللحظة قادرة على تكوين الحائط فقد قلّ عددها وأصبحوا جرحى, ولكن بالرغم من ذلك كانوا يحاولون التجمّع أمام سامي محاولين حمايته وهم يتحرّكون ببطء, فقال سامي محاولاً تصنّع الشجاعة: كـ كلا! ابتعدوا!

نظرت كرات القطن إليه فقال سامي: يكفي مافعلتموه لأجلي حتى هذا الوقت, إنه.. يجب عليّ أن أقاتله بنفسي

تذكّر كلمات أمل حينما بدأ الأقزام بمهاجمتهم "فلنقضِ عليهم جميعاً من الواضح أنّهم ليسوا كائنات حقيقيّة", ابتلع سامي ريقه محاولاً تحديد هدفه حيث صدر الكائن, لعلّها الأمرة الأولى في حياته أن يقف ضد من يعاديه وجهاً لوجه بهذا الشكل, فلطالما كان يسمح للآخرين بإذائه مقاوماً آلامه دون أن يدافع عن حقوقه, إنه لم يتجرأ يوماً للوقوف حتى لأخذ حقه, شعر بالرهبة أمامه ولكنه ظلّ واقفاً مواجهاً لهذا الكائن الغريب الذي قال بغطرسة: لايمكنكَ إصابتي أو حتى الإطلاق وأنت ترتجف هكذا, سأقضي عليكَ الآن!

أشهر بسلاحه الضخم نحو سامي, فقرر الأخير أن يطلق حيث ضغط على زر ما, التمع السلاح بشكل خافت ثم انطلق الترس من حامله بسرعة البرق, متجهاً نحو جسد هذا الكائن الذي اتسعت عينيه ولكنه لم يتمكّن من تفايديه حيث ظلّ مكانه واقفاً, ولكن في لحظة صادمة فهو لم يصيب جسده بل مرّ بجواره وانطلق بعيداً حيث أخطا سامي في التصويب, فشهق واتسعت عينيه حيث شعر بأنّ فرصته في تلاشت, كان الكائن قد أصيب بالرعب لوهلة ولكن حالما أخطأه الترس حتى ارتاح, فضحك وقال بغطرسة: لقد كدت أن تصيبني فعلاً, ولكنّك حقاً ليسَ قوياً كما يبدو, والآن .. حانت لحظة نهايتك أيها الأسطورة!

ظلّ سامي ينظر إليه بخوف يرتجف حيث لم تستطع ساقيه أن تبعده عن المكان, بل إنها لم تستطع أن تجعله واقفاً اللحظة فقد خرّ على الأرض مرتعباً وهو يشعر بنهايته, وكرات القطن لايمكنها فعل شيء الآن متحوّلة إلى اللون الأسود, ووقع حامل المسنن على الأرض وقد نُقرَ زر ما عليه جعله يومض مرتين بشكل لم ينتبه إليه أحد, وكذلك فقد ومضت نقطة ما في المسنن نفسه وهو يطير في الأعلى, فاستدار وعاد أدراجه إلى الغابة حيث وصل إلى نقطة بعيدة في السماء, وحينما أوشك الحصان على إطلاق النار وشارف على ضغط الزناد, إذ شهق وخرج المسنن من صدره فتحوّل إلى جزيئات طارت متلاشية في الهواء, شهق سامي متفاجأ حيث أكمل المسنن انطلاقه حتى استقرّ إلى حامله يدخل إليه.

كل ذلك جعل سامي في صدمة وهو يراقب كل شيء, مرّت لحظة من الصمت خرساء حتى زفر سامي بإنهاك ووضع يده على صدره وقال بملامح مذهولة: ياإلهي! لقد كاد أن يتوقف قلبي فعلاً

بدأت طرات القطن تتحوّل إلى اللون الأبيض, وهي تقفز بسعادة حوله مصدرة صوتاً كتكوتيّ ظريف, نظر سامي إليها فمالت ابتسامته تدريجيّاً وحوّل بعينيه نحو سلاحه, أحاطت به كرات القطن حيث كوّنت نفسها كحجرة صغيرة أمست مأوى لسامي متلوّنة بالأسود من الخارج وكأنهم غير موجودين في هذا الليل.

وبالنسبة لأمل وأيهم فقد قررا أن يقضيا الليلة بجانب البحيرة حول النار, حيث استلقى أيهم على الأرض مغطّياً وجهه بمقار قبعته, بينما كانت أمل لاتزال مستيقظة وهي تجلس بمحاذاة إحدى الأشجار وتنظر بشرود نحو النار المشعلة.

أما أشواق فقد سرقها النوم حيث لاتزال دموعها لم تجف عن خدّيها حتى وقت متأخر من الليل, فبعت أن بكت مطوّلاً نامت على الأرض أمام تلك البحيرة الهادئة, ونسيم الليل يحرّك أوراق الشجر والحشائش, اهتزّت الحشائش بشكل يوحي بأنّ أحداً يختبئ خلفها, حتى ظهر أحدهم قادماً من الغابة متجهاً بهدوء نحو أشواق, خطوة تلو خطوة وأشواق لاتزال نائمة.

انسلّ سيف من غمده بهدوء, ترنّح السائر في مشيته حتى انعكس ظلّه بسبب ضوء القمر على أشواق حيث اقترب منها, وقد بدا ضخم الجثّة وهو يرفع صخرة كبيرة بين يديه وهو عينيه تلمعان شرّاً وهو ينظر نحو أشواق, فجأة, طارت بعض الطيور هاربة بعد سماع صوت مدوي تعالى في أنحاء المكان.






وهكـذا أنهينـآ الفصل الثاني من المغامرة الأولى
لعلّهُ من أقصر الفصول ولكن أرجو أن يكون قد أعجبكم

ليست لديّ أسئلة معينّة فالساحة حرّة لديكم الآن
ولكن هو سؤال واحد غير خآص بالأحداث..

ما رأيكم باللون الأبيض للكتابة مع الخلفيّة الغامقة؟
هل هي مريحة للعين كـ بآرت ..؟


انتظر آرائكم وانتقاداتكم وكل مايجول ببآلكم





[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 12-24-2015, 11:24 AM
 
رائعة جدا و تستحق المتابعة اسلوبك راق و جميل اتمنى لك توفيق و اكمال الرواية
ام بطن and Mulo chan like this.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 12-24-2015, 11:07 PM
 
حجز
ام بطن and Mulo chan like this.
__________________




رد مع اقتباس
  #20  
قديم 12-26-2015, 06:32 PM
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك غاليتي؟
أخبارك؟

إن شاء الله بخير

غومين على التأخير في الرد بس بجد كنت مشغولة

الفصل الثاني رائع حقا،لا يقل روعة عن الأول

أسلوبك يزداد روعة يوما بعد يوم

الأحداث تزداد حماسة

فما سبب مساعدة الكائنات القطنية لسامي؟

من الشخص المنقذ لأشواق؟ و لو أنني متأكدة أنه أحد أفراد الأسطورة

الجميع حصلوا على أسلحة هل لأشواق مثله؟

متى سيلتقي الجميع مرة أخرى؟

أيضا توقفك في تلك اللحظة الحاسمة،الشخص الذي اقترب من أشواق و الصوت المدوي

كلها جعلتني متشوقة للفصل القادم

بالنسبة للون الكتابة فهو رائع بالفعل و مريح لي

تسلمي على الفصل الرائع غلاتي

تقبلي مروري
ام بطن and Mulo chan like this.
__________________




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قرعه دورى أبطال أوروبا لتحديد المجموعات + جائزه أفضل لاعب فى دورى أبطال أوروبا gharib86 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 10-24-2011 02:08 PM
صور أبطال القناص المشتاق إلى الجنة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 25 04-08-2011 03:13 PM
أبطال الكاندام فتاة الحلم أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 52 06-15-2010 11:02 PM


الساعة الآن 03:29 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011