عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #81  
قديم 12-28-2015, 05:46 PM
oud
 
دفعـة واحدة للأمام فقطّ و فـرصة ثانية لاستغلالها هاهي تقف الآن أمام ذلك الـباب مستعـدةّ لفعل المستحيل من أجل حماية أعـز ما تملك
مدت يدها لكي تضغط على المقبض بخفة متناهية بعد ذلكّ فتحته اتجهت بخطوات هادئة إلى الداخل كي تصبح وسط الغرفة لقد كانت خالية تماما
من أي كائــن حي مما جعلها تتساءل هل فعلا أتت للغرفة المناسبة ؟ استدارت من حولها لكي ترى شاشات المراقبة بأكملها تعيد بث مختلف الزوايا
و أماكن القصرّ فقطبت حاجبيها بعدم استيعاب أين هم الحراس ؟
نـظرتّ بعينين واسعتين إلى الشاشة لكي ترى نايت برفقة أليكساندر يتحدثان بهدوء عندما عـاد رجل عجوز ربما في منتصف الخمسينيات لكي يقف
بجانبهما و هو يتحدث بنبرةّ ضاحكة حول شيء ما و يمد يده ناحـية نايت لكي يمسكها الأخير دون تردد راسما على شفتيه ابتسامة نادرة ما تغزو
وجهه إن ما كان أبدا قد بدى بطريقة ما سعـيدا ..
الـشاشة الثانية كانت تركز على فـرانسوا و كلير أيضا جونسون قد كان الثـلاثة يتحدثان بلهجة يمكن القول عنها شديدة التهديد و التحذيرّ لم تكن هذه
الكاميرا تبث مجرد الزاوية التي يقف فيها فرانسوا بل تتبعه أوتوماتكيا كأنه يتم تسيرها عن بعدّ ..
الـشاشة الثالثة أوضحتّ الاجتماع الصغير الذيّ يجمع بين ويليام المبتسم بجاذبيةّ و فلورا ذات الدم الحار إلى آرثر ذوّ الـحديث الساخرّ و أوسكار
الذي يراقبّ تـصرفاتهما دون أي ملاحظة جانبيةّ فقطبت ماري حاجبيها و اقتربت أكثر .. لكي تلاحظ أن تواجد إليزابيث في بقعة ما قريبة جدا من نايت
تتناول الحلويات برفقة عـارضة ما فجأة رفعت يدها ملوحـةّ لشخص ما بتحية لا لم تكن مجرد تحية أكثر مما كانت إشارة لفعل شيءّ ما
جالت ماري بعينيها في الشاشات الأخرى و هي تبحث عن ذلك الـشخص الذي لم يكن له ظهور أبداّ لكي تجده أخيرا يقف رفقة عدة رجال أعمال و لم
يكن أحدا سوى كايل المبتسم بلباقة لحد ما من طريقة تحريكه ليديه و تقطيبه لحاجبيه بدى نوعا ما غاضباّ يكتم أعصابه بصبر شديدّ ، ألا يعلم عن
تصرفات إليزابيث الغـريبة ؟ ألا يدرك حتى الآن أنها تخدعه ؟ هي لم تكن أبدا برفقته و لن تكونّ أكثر من مجرد حليفة قـريبةّ شـريكة لديميتري
التزمتّ ماري الصمتّ طوال فترة مراقبتهاّ بعدّ ذلك نـظرتّ إلى تلكّ الخيوط الغـريبة التيّ توجد فيّ زاوية ماّ بـعد ذلك اقتربت من لوحة التحكم لكي تبدأ
بالضغط عشوائيا علىّ الأزرار غير مدركة لما تفعله ، ما دام لا يوجد أحد يتحكم بكاميرات المراقبة هنا فلابد أنه قام بقرصنة الحاسوب الرئيسي لكي
يتحكم بالكاميرات و التسجيلات عن طريقه إذنّ كل ما يجب عليها فعله هو إطفاء هذه الآلة لكي تمنعه من الوصول إلى غرفة التحكم أليس كذلك ؟
تأوهت بألم و هي تحك جبينها بقلة حيلةّ تـبا لم تكن أبدا ضليعة بهذه الآلات لم يكن يجدر بها أن تأمر سوزي بمراقبة ديميتري بل كان يجدر بها إرسالها
لكي تهتم بهذه الخردة لكنّ هي ليست متمكنة أيضا في مراقبة الغيرّ فربما سيشوش ذهنها بطريقة ما و يفلت من قبضتهاّ ،
جلست على الـكرسيّ بضجر بعد ذلك عـادت تنظر لشاشة و هي تضغط على الأزرار بعشوائية ثم أخفضت رأسها للأسفل لكي تبحث عن الخيط المباشر
الذي يصل الحاسوب بالكهرباءّ لكن لم تستطع معرفته على الإطلاقّ ، همست لنفسها بكآبة
ـ لماذا يبدوا الأمر سهلا في الأفلام ؟
نـظرتّ من حولهاّ مجددا ثمّ رفعتّ هاتفهاّ لكي تتصلّ بسوزي من أجل الاستعانةّ بمعلومتهاّ لما لاحظتّ تـحرك أليكساندر من جانب نايتّ لكي يغادر مسرعاّ
القاعةّ رفعت حاجبهاّ باستنكار ما الذي يفعله ؟ ألم تخبره أن يبقى رفقة نايت لأنه سيكون محط أنظار الكل إذن أين هو متجه ؟ و تبا لما الكاميرات تقوم
بتتبعه ؟ بعد فتـرةّ كان يسير في الـرواق بسرعةّ سرعان ما تحولت تلكّ الخطوات إلى ركضّ ، همست مجددا محدثةّ نفسهاّ بإستياء
ـ لكن ما الذي يفعله ؟
وقفتّ هي الأخرى و اتجهت ناحية البابّ حالما فتحته رأته يقف أمامهاّ يتنفس بقوة و هو يضغط على ركبتيهّ نـظرتّ خلفه لكي تجدّ حـراس نايت معه لكن
أين كان هؤلاء ؟ لم تلاحظهم من خلال الكاميرا ؟ سرعان ما استعادت أفكارها المشوشة و هي تقوم بضربه بخفة على رأسه قائلة بنبرة بأسى
ـ لكن لما لا تنفذ أبدا ما أطلبه أليكساندر ؟ ماذا إذ قام رجال ديميتري بتتبعك ها ؟
ابتسمّ لها بخفة دونّ أن يقول شيئا فتنهدتّ ماري و هي تفسح لهم المجال لدخولّ الآن عـرفت حول ماذا كان يدور حديث أليكس و نايت لابد أنه أخبره
بأن يذهب إليهاّ أجل بالتأكيد فهو لا يثق بهاّ ، قطبت حاجبيها عندما تحدث بنبرته المرحة
ـ لقد أمرني السيد نايت بالتوجه إليك فورا حالما علم بأمر ذهابك لوحدكّ و أرسل هذه الفرقة أيضا لحمايتك لذلك لا داعي للقلق ماري لن يقوم ديميتري
بأي خطوة و هؤلاء يحموننا
كشرت عن أسنانها بغير رضى لماذا دوما ما يقوم بإرسال الغير لحمايتها ؟ هي تستطيع تولي الأمور بنفسها دون الحاجة لأي مساعدةّ ألم يكن ذهابها
لوحدها واضحا في عدم رغبتها في الحصول على مساعدة أو حماية ؟ نايت و أوامره اللا متناهيةّ ، زفرتّ بقوة و قد استاءت فعلا من تصرفه إذ لم يكن
هناك داعي على الإطلاقّ فزمت شفتيها بعبوس واضح و هي تضم ذراعيها لصدرها بحركة احتجاجية قائلة بعبوس
ـ أنا أستطيع الاعتـناء بالأمر جيدا ، لم يكن هناك داعي لإرسالك أليكس أيضا حمايتك هي الأولوية القصوى الآن .. لا تتهور مجددا مفهوم ؟
و لا تنصت لنايت
اتجهت إلى لـوحة المفاتيح الطـويلة تلك ثم بقيت تنظر إليها بتفكير عندها اتجه أليكساندر ناحيتها و هو يتنهد بأسى طريقة تحريك أصابعها على أزرار
توحي بعدم خبرتها في هذا المجال نهيك عن تقطيبها المستمر لحاجبيها دلالة على عدم معرفتهاّ لما تفعله فأخذ أليكساندر الكرسي ليجلس عليه
و تقدم للأمام قـائلا
ـ دعيني أتولى الأمر ماري .. أنت فقط ابقي هناك
أشار على زاوية بعيـدّة كأنه يطردها فزمت ماري شفتيها و هي تقترب أكثر منه لكي تأخذ كرسيا أخر و تجلس بجانبه حينها رمقها أليكساندر بـتوتر بعد
ذلك تنهد مجددا لكي تتحدث ماري بفضول
ـ أتعـرف كيف تتولى أمر الالكترونيات هذه ؟
أومأ أليكساندر بالإيجاب و هوّ يبدأ عـمله بخفة متناهيةّ قد كانت أنامله تتحرك بسرعة دلالة على اعتياده لمثل هذه الأعمالّ عينيه تـركزان في الشاشات
التي أمامه و التي بأكملها صـارت سوداء تظهر في كل ثانية العديد من البياناتّ ، تـحدث أليكس بنبرة هادئة
ـ إن ديميتري يكلف شخصا ما بالتحكم عن بعد بكل الكاميرات و جميع التسجيلات هـذا تفاديا لظهوره في أي فيديو و لمسح وجوده كليا لذلك كل ما علينا
فعله الآن هو إرسال ملف خاطئ إلى هـذا الشخص و قـرصنته من الداخل ..
أصدرت ماري آهة تدل على فهمها لما كان يقوله توا ثم عـادت تنظر إلى الشاشة بينما كان أليكساندر يعلم بـسرعة كبيرةّ لم يكن الأمر صعبا عليه على
الإطلاق فهذا كل ما تعلمه من البقاء برفقة ديميتري ، قـراءة تفكيره تقنيتهّ لكنه حتى الآن ليس بارعا في معـرفة تحركاته المفاجئةّ ، بـعدّ فترة ضغط
أليكساندر على زر ما لكي تبدأ ملفات عديدة في الإرسال إلى جهة مـاّ يبدوا أنه استطاع التسلل إلى حاسوب هذا الشخصّ ..
فجأة رفع حاجبيه بدّهشة واضـحةّ لكي تنظر إليه ماري مستغـربة ثم إلى شاشة لقدّ عـاد كل شيء إلى طبيعتهّ قد أظهرت الشـاشات بأكملهاّ كل إنش و
كل زاوية في القصر بأكمله و القـاعة الرئيسية أيضاّ حينها تحدث أليكساندر بنبرةّ مستغربة
ـ هـذا غريب
رمشت ماري عدةّ مرات غير قـادرة على معرفة الأمر الغريب الذي يتحدث أنه أليكساندر لكنها ابتسمت بّحماس غـير آبهة و هي تضربّه على كتفه بخفةّ
قـائلة بسعادة
ـ أنت عبقري أليكس لقد نجحت
هز رأسه نفياّ قد ظهرت علامات الصدمة على وجههّ هـذا غـريبّ فعلا لماذاّ الأمر شديد السهولةّ ؟ إن ديميتري يستسلم طواعيةّ لا بل حتى أنه لا يبدي
أي حركةّ مقاومةّ ما الذي ينتظره ؟ و هل نجحا فعلا في استعادة كل البياناتّ أم أنها مجرد خدعة ؟ تمتم أليكساندر
ـ لا إن هذا الهدوء غريب جداّ ، ديميتري لا يبدي أي رغبة فيّ المقاومة لا أعتقد أننا نجحنا ماري ..
شحبّ وجه ماري كلياّ و هي ترى مدى الرعب الذي تملك أليكساندر إنه يعلم تماما إلى أي حد سيصل إليه ديميتري يـعـرفه جيدا لذلكّ هو يقول أن أمر
عدم تحركه غريبّ لكنّ نـظرت إلى الشاشات التي تبحث ما يحدث في الحفلة ثم قـالت له بابتسامة
ـ المهم أنك نجحت أليكس ، أعلم أن ما تقوله صحيحّ و أعلم أيضاّ أنه من المستحيل أن لا يفعل ديميتري شيئاّ بهذا الصدد أيضاّ لكن مهما سيفعل فنحن
سنقف بوجههّ .. لن أدعه يأخذكّ
حركتّ خصلات شعره الأشقرّ بعشوائية و هي تضحك بّخفة لكي يبتسم أليكساندر بهدوء أليست تأخذ كل شيء بسهولة ؟ بينما وقفت ماري تعـدل فستانها
الحريري متمتمة ببضعة كلماتّ تعرب فيها عن انزعاجها الشديد ثـم مدت يدها ناحية أليكساندر لكي يمسكها الأخير و يتجه الاثنين مجددا نـاحية القاعة
الرئيسية بعدما تركوا خمـسة رجال في غـرفة المراقبة يتولونّ استعادة كل تلك البيانات و الحرص على تغيير كل كلمات السر أيضاّ تغيير ما يلزم تغييره
قد اصطحبهما حارس واحد فقط إلى الـحفلةّ ،
إذّ كان السيد فلادمير صديق السيد بيتر لبير هوّ أكبر حليف لديميتري و هو السببّ أيضاّ فيّ تسبب بتلك الحفلة الكارثيةّ التي راحّ ضحيتها عدةّ أناسّ
و يبدوا أن إليزابيثّ قررت كشف غطائها أخيراّ لهم اجتماعهم كلهمّ هنا و الآن لا ينذر بالخير على الإطلاقّ يجدر بهمّ الحذر أكثرّ و أكثرّ خصوصا نايت
فالكل هنا يستهدفهّ ، أيضاّ يبدوا أن كايل لا يعلم أبدا بما تخطط له زوجته و هو كبقية الحاضرين يظن أنها مجرد حفـلةّ لكسب حلفاء جددّ أوّ ربما لشيء
آخر ؟ كتمت ماري أنفاسهاّ بغيض تبا كل هـذه الأحداث كل هذه الاحتمالات لا تجعلها قادرة على التفكير بشكل سليم ، فجأة توقفت قد اتسعت عينيهاّ
بصدمة ماذا إن كان ينوي ديميتري إعادة إحياء ذكرى حفلة المـوتّ تلك ؟ هذه المرة أتى من أجل قتل نايت ؟ لا يمكنها أن تدعه يفعل ذلكّ هذا مستحيلّ ..
كانت تـسيرّ بخطوات متعـثرةّ مرتبكةّ وّ شاردة لم تكن قادرة على إيجاد حلّ لما يحدثّ عندما ارتطمتّ به كادت أن تسقطّ لولا أن يده كانت أسرع لإمساكها
جذّبها بـهدوء لكي تستعيدّ توازنها ثمّ أفلت يده حينماّ فتحتّ ماري عينيهاّ لكي تجدّ نايت يقف أمامهاّ ينـظرّ ناحيتهماّ ابتسمتّ ماري حينها و رفعت أناملها
دلالة على الانتصارّ قائلة بحماس
ـ لقدّ تم استعادة السيطرة على القاعدة سيديّ ..
نـظرّ إليها قدّ رسم ابتسامة خفيفةّ بسيطةّ على شفتيه لا تكادّ تظهرّ ثـم استدارّ عـائداّ للحفلة لكي تمسكّ ماري بذراعهّ و بجانبهاّ أليكساندرّ قد عـاد ذلكّ
الحارس أدراجه بعد إشارة سريعة من قبل سيدهّ ، قـال بنبرةّ هادئة مبحوحـةّ
ـ تـوخوا الحذر القصر لم يعد آمنا بعد الآنّ.. و ماري افتحيّ عينيكّ جيداّ لا تتصرفي ببلاهةّ
أنهى كلامه بنظرةّ صارمةّ حادةّ جعـلتها تقطب حاجبيهّا بغير رضى قدّ زمت شفتيهاّ بعبوسّ تـاركةّ ذراعه و هي تتقدمّ للأمام مغـلقةّ عينيها إذ أنها تحاول
فعل عكس ما قالّ و بخـطواتّ سريعةّ تخطتهمّ فيّ حين ابتسم أليكساندر بّخفة لما قـالت ماري بنبرةّ غاضبة نوعّا ما
ـ شكرا لنصيحةّ لكن أستطيع أن اعتني بنفسيّ بشكلّ ممتازّ جداّ
نـظر إليها الاثنينّ بـبرودّ إذ و قبل أن تكمل جملتهاّ ارتطمتّ ببابّ القـاعة الـرئيسيةّ تأوهت بألم و هي تمسكّ أنفهاّ عـائدةّ للخلفّ لكيّ تلاحظّ إشـارةّ
نايت التي يرفعها للحراسّ الذيّن أمام القـاعةّ إذ و بإشارةّ منه لم يفتحاّ البابّ لهاّ فـرمقتهّ بغيضّ و وقفتّ على أطرافّ حذائهاّ تـقومّ بضربّ جبينّ نايتّ
بحركة استفزازية و هي تبتسمّ بكلّ حقدّ قـائلةّ
ـ هل من الممتع أنّ تجعلني أظهر دوماّ بمظهر الفتاة البلهاء ؟ هـا ؟ أخبرنيّ لأنه لا يبدوا بّذلك الأمر المرفه بالنسبةّ لي ..
أمسكّ أناملها بخفـةّ كيّ يجـذبّها نحوه بسرعةّ قد جفلت من حركتهّ الغـريبةّ إذ لمّ يفصل بينهماّ شيءّ قد كانت أنفاسهماّ قـريبة جداّ من بعضهاّ البعضّ
فتحتّ ماري عينيها على وسعهماّ قد احمرت وجنتيهاّ لا إرادياّ بينماّ كتم أليكساندر ضحكتـّه هو يرى ابتسامةّ نايت السّاخرة قد أجابها بنبرتهّ
المبحوحةّ المتهكمةّ
ـ أجل كـثيرا ..
زمتّ شفتيها بعبوسّ قدّ دوى صوتّ ضحكات أليكساندر عـالياّ بينما اكتفى نايت بإبتسامةّ خفيفةّ حينماّ فتح بـاب القـاعة على وسعهّ لف ذراعهاّ حولّ
ذراعه كي يضع يده في جيب سـرواله بينماّ أمسك أليكساندر بكمّ قـميصه قد بدت عليه علاماتّ التـرقبّ فيّ حين وضـعّ نايت صفة البرودّ مجددا على
وجههّ قدّ تـحدث بنبرته المبحوحةّ قبل أن يـخطوا خـطواتهمّ أكثرّ نحو الحـفلة
ـ مـاري .. توخي الحذر من فضلك
استدارتّ إليه بسـرعةّ ما الذي قـاله ؟ لماذا يستمر بإخبارها ذلكّ ؟ لكن كلّ تساؤلاتها ذهبت جانباّ و هي تلاحـظّ نـظراتّ ديميتري المسلطةّ عليهمّ ثـلاثتهم
قدّ بدى غـاضبا جداّ بقربه كانتّ تقف إليزابيثّ مبتسمةّ بهدوء بين يديهاّ كأس نبيذّ أحمر و هي تتحدث مع السيد فلادمير حينها أحكمّ نايت الشد حول قبضتهّ
قد بدت ملامحـهّ أشد قـسوةّ و أكثرّ حدةّ ، لن يسمحّ بمثل هذه التصرفات أن تستمرّ ..
رفعّ هـاتفه ثمّ أرسل رسـالةّ نصية قصيرةّ إلى فـرانسواّ الذيّ حالما تلقاهاّ ألقى نـظرةّ سريعةّ على نايتّ بـعدّ ذلكّ أومأ بهدوءّ قـبلّ أن يعـيد النظر لهاتفه و
هوّ يقوم باتصال آخرّ حينما اقتربت إليزابيث من منصةّ قدّ استلمتّ المايكروفون ابتسمتّ بخفةّ قـائلة بنبرتهاّ الـرقيقةّ
ـ أيها السـادةّ أيتها السيداتّ ..
بعدّ جملتها تـلكّ لفتت أنظار المدعوينّ بأكملهم لكيّ يستديروا ناحيتهاّ و همّ يصفقون لهاّ بلباقةّ بينما اكتفت إليزابيثّ برفع يديهاّ دلالة على تحيةّ في حينّ
ابتسم كايلّ بهدوءّ بينما تـقدمّ الجميعّ للأمامّ كي يقف ويليام و فـلوراّ إلى جانب نايت و ماريّ كذلك أليكساندر و كليرّ فيّ حين و بالجـهة الأخرى كانّ يقف
كلّ من أوسكار و آرثر أيضّا ديميتري و السيد فلادميرّ الذيّ يبدوا بطريقة ما واثقاّ للغـاية من نفسهّ ، سحبت ماري كمّ قميص نايتّ كي تشير لي بأن
ينخفضّ قليلاّ قد فعل ذلكّ فهمست له بنبرةّ قلقة
ـ نايت هل ستدعها تعـلنّ عن أيّ كان ما تـريده ؟
أمسكّ برأسها و أدارّه للأمامّ متجاهلا سؤالهاّ فيّ حين ابتسمت إليزابيثّ بهدوء و هي تنـظرّ إليهّ بعدّ ذلكّ عـادت تتحدثّ بّثـقةّ مـطلقةّ
ـ كمـاّ تعـلمونّ إن هـذّه الحفلةّ قد أقيمتّ من أجل نجاحيّ لكن ليس مجرد نجاح فقطّ بل لسلوكيّ طريقاّ مخـتلفاّ أيهـاّ السـادةّ أريد منكمّ أن تـصفقواّ
بـحرارةّ ، أريدكم أن ترفعوا كؤوسكم عـالياّ لهذه المناسبةّ .. بـمناسبةّ افتتاحيّ لهذاّ المشروع الجديد بشـراكةّ مع السيدّ فلادميرّ أرجوك تفضلّ ..
نـظر إليها كايلّ بصدمةّ و هو يرى السيدّ فلادميرّ يصعدّ ناحيةّ الـمنصةّ حيثما كانتّ تقف زوجتهّ قدّ سقطّت ذراعيه إلى جانبهّ لم تعدّ ركبتيه قادرتان
على حملهّ بعدّ الآن ما الذي فعلتهّ ؟ إن أمواله كلهاّ في تلكّ الـشركةّ ما الذيّ تـقوله ؟ إن أسهمه كلهاّ بتلك الشركةّ أو لم يكن من المفترضّ أن
يعلنوا عن ذلكّ بعدّ اختياره كوريث لجده ؟ يـا إلهي بعد فعلتها هذّه سوف تقل نسبة انتخابهّ لتجابه الصفرّ لن يقبلوا أبدا بتعيينه ليس و قد اختلسّ
أموال من شـركة لبيرّ لأجل بناء هذّا المشروعّ تـبّا ، أهي تنسبه الآن لسيد فلادمير أكبرّ عـدوّ و في آن واحدّ صديق لسيد بيتر ؟ أكملت إليزابيث
كلامها و هي تضع يدها على كتف السيد فلادمير
ـ أيهاّ السادة الكرام إنها هـذاّ المشـروع سيغير من حياتكم بأكملها.. سيكون وجهة جديدة لنا جميعاّ بمشـاركةّ كبيرة من قبلّ السيد فلادميرّ سنكون
قـادرين أيها الأعزاء على تغيير الاقتصاد بأكملهّ
بينماّ لم تـبد علاماتّ الدهشة على نايتّ إطلاقاّ إذ كان أول من يصفقّ لهذاّ الانجازّ قد رسم على شفتيه ابتسـامةّ بـاردةّ هادئةّ لقدّ كان متوقعا منها أن
تتخلى عن كايلّ فّكل ما كانت تريده منه حتى الآن هو نصيبه فيّ شـركةّ لبيرّ و منصبهّ الآن بعد أن كسبتّ كل تلكّ الأموال و الأسهم بعدّ أن قلت نسبةّ
نجاحهّ قررتّ التخليّ عنهّ أو ربماّ أن ترميه فيّ السجنّ ، خصوصاّ بعدّ عـملية اختلاس كبيرة مثلّ هذّه صحيحّ أن كايلّ ليسّ هو فعلا منّ اختلس الشركةّ
لكنّه أعطى إليزابيثّ توقيعهّ لذا سيبدو كالمجرمّ في أعين الكلّ ، نـظرّ إلى كايلّ ثمّ هز رأسه نفيا باستياءّ بعد ذلكّ رفع هاتفه قـائلا بنبرة هادئةّ مبحوحةّ
ـ الآن فـرانسوا قم بكشف كل شيء ..
حالماّ قـالّ أمره عـلتّ أصوت الموسيقى فيّ القاعةّ من كل مكبرات الصوتّ الموجودة لكي يجذب نايت كل من ماري و أليكس ناحيتهّ بينماّ أبعد ويليام
كل من فلورا و كلير خلفهّ حينّ دوى صوت انفجار كبير قبلّ أن يمتلك الحضور فرصة لمعرفة ما يجريّ أغلقتّ الأبوابّ بأكملهاّ كـذلكّ النوافذّ و جميعّ
المخارجّ قدّ إزداد صوتّ استهجان جميعّ المدعوينّ إذ أخذّ الكلّ يسترجع أحداث حفلة فلادمير المشئومة و أن هـذاّ ربما مجردّ فخ لاستقطابهمّ الـطبقةّ
البرجوازية إلى الأنظارّ من أجلّ القضاء عليهم فأخذ الكل يحاول الخروجّ بينماّ شحب وجه ماري كلياّ كيف لا و هذه الأحداث تعيد لها مأساتها التي لا تزال
حتى الآن تعانيهاّ فتمسكتّ جيداّ بقميصّ نايت محاولة أن تستعيد رباطة جأشها لما تحدث هو بنبرته المبحوحةّ
ـ ماري خذي أليكساندر و أذهبي لويليام أبقي معه لدي بضعة أمور لأفعلها ..
همسّ بأمره مبعدا كلاهما عنه بعدّ ذلك ابتسم بخفة قدّ حرك خصلات شعرهاّ البني بعشوائية ليغـادر المكان مسرعاّ مختفيا بين المدعوين قد علا صوت
انفجار آخر في المكان حينهاّ اتسعت عينيهاّ بصدمةّ و هي تـراه يتجه إلى حيثما كان كايل جالسا على ركبتهّ مصدوما للغـاية من تخلي إليزابيث له عندما
لمحت من طرف عينيها جونسون الذيّ رفـع مسدسا صغيراّ و وجه فوهته إلى نايت قد بدت عليه علاماتّ الغضب لا بل الحقدّ الشديد البغض الغيض الكرهّ
المقتّ كل شيء انعكس على ملامح وجهه ، صـاحتّ بذعـر و هي تضع يديها على وجههاّ ..
ـ نــــــــايت


آنتهى ـ
__________________
  #82  
قديم 12-28-2015, 05:47 PM
oud
 
جزء السادس و الأربعينّ

1 ~ ثأر طبق من الأفضل أن يقدم باردا ~ 1

صيحات الألم المتكررةّ ترجياته المستمرّة مرفقة بدموعه المنهمرة على خديهّ بينماّ عينيه لمّ تكونا تعكسان سوىّ الحقدّ بغضّ
المقتّ كيفّ لا و هـذا ّالرجلّ لا الشيطانّ الذيّ يقف أمامه قدّ سلبه جميع ممتلكاتهّ بدافع الانتقامّ بدافع أنه خدّعه ؟ جعـلّ والده يدخل
غـيبوبةّ دائمةّ صديقته تركته كذلكّ أحلامه هاهو الآن هنا مقيدّ على هذا الكرسيّ الخشبيّ يـرمقه حارسّ ذلك الرجل بنظراته
الباردةّ المتعطشةّ لدمائهّ يرفقّ مقبضاّ حديديا طويلاّ كان قدّ ضربه تواّ به على فخدهّ ، تقدم منه رجلّ ذو شعر أسودّ حريري تساقط
على جبينه بعشوائيةّ ثم أمسكه منّ ذقنه لكي يرفع رأسه ناحيته قد التقت عينيهما ببعضهما البعضّ لم يسبق له أن رأى رجلاّ يملك هذا
الكم من الجمودّ البرود و اللا مبالاةّ لكي يعيد سّؤاله بنبرته الباردةّ المبحوحةّ و الخافتةّ
ـ أقلت أن ديميتري من أرسلك ؟ أهو خلفّ معاملاتك المزورة ؟ ..
استعادّ جونسون وعيهّ و هوّ ينظر ناحيةّ ذلك الـرجلّ الذيّ سلبه كل ما يملكه كرامتهّ عزة نفسه حتى عائلته كلها أمام عينيهّ لمّ يكن
أحدا سوى نايت نفسهّ فـرفع مسدسهّ ناحيتهّ هذه اللحظةّ هذه النشوةّ إنها كل شيء ما هو بحاجته الآنّ فقطّ أن يضغط على الزناد و سوف
يتخلص من معاناتهّ سيستعيدّ ما فقده لن يهتم بأوامر ديميتريّ لن ينصاع له فكل ما يحتاجه هو مسدس و ضغطة واحدّة ناحية قلبه بعدها
لن يمانعّ الموتّ ، حينّ دوت صرخـةّ ماري العـاليةّ المناديةّ لنايتّ جعلته يجفلّ من الصدمةّ استطاعت أن تلمحهّ بالرغم من حرصه على عدم
كشفّ موقعهّ ارتبك أكثرّ تـباّ إذا علم ديميتري بّأنه يتصرف لوحده سوفّ يقوم بسحقه كما لو كأنه حشرةّ ..
ارتجف جسده كلياّ حينما أخذت ماري تـركض ناحية نايت و هي تصرخّ باسمه إذ لم يستطع سماعها لشدة الضوضاءّ فتشوش ذهنهّ لم يعد قادرا على
التفكيرّ بعقل سليم لكي يسددّ فوهة المسدسّ إليهّا ثمّ عاد يصوبّ ناحيةّ نايتّ تباّ ما الذي عليه فعله ؟ هكذا لن ينجحّ ارتبكّ أكثرّ و سقطّ المسدسّ من
بين يديّه مصدراّ ضجيجاّ فجلس مسرعا محاولا التقاطهّ و هو يتبعه لما لاحظ أنه ارتبط بحذاء شخصّ ما فرفع عينيه بخوفّ للأعلى لكي يرى إليزابيثّ
قد نزلت لمستواه و أمسكت المسدسّ بطرف أناملها همست له بنبرةّ هادئةّ
ـ ما الأمر جونسون ؟ هلّ تصويب على نايت مخيف إلى تلك الدرجة ؟
أزاحت خصلات شعرهاّ الأسود من جانبها و هي تنتظر إجابته تلعب بحافة فوهة المسدسّ عندما جلس جونسون على ركبته قدّ ارتعب بأكمله خوفاّ
منهاّ لم يدرك ما الذي عليه فعله بعدّ الآن فأخفض رأسه مرتجفاّ قـائلا بّنبرة مضطربة
ـ أرجوك لا تخبري ديميتري .. سوف يقتلني
حينهاّ ابتسمت إليزابيث ببرودّ أن لا تخبر ديميتري ؟ ألا يدرك في حضرة من هو الآن ؟ إليزابيث نفسهاّ لا لن تسمحّ له بالفرار بفعلتهّ لن يلمس
أحد نايت غيرهاّ و لنّ يقتله أحدّ فنابت ملكها هيّ و هي فقطّ رفعت المسدسّ ناحية جونسون و ابتسمت بخفةّ لكي تمده أكثر ناحيةّ صدره قـائلة بّخفة
ـ لا تقلقّ جونسون لن أسمح لديميتري بقتلك لأنني أنا من سيفعل ذلكّ
مع انفجار آخر ضغطتّ على زناد لكيّ تتسع عيناي جونسون صدمةّ قد شحب وجهه بأكمله فنظر ببطء ناحية صدره لكي يلاحظّ تلك الدماءّ التي
تملأ قميصهّ فعـاد ينظر إليها مصدوماّ لماذا ؟ كل ما أراده هو الانتقامّ لنفسه استعادة كبرياءه و العودة لبلدهّ أن يعود كل شيء إلى ما كان سابقاّ فأين
الخطأ فيّ ذلك ؟ لما ؟ سقطّ أرضاّ فمسحت إليزابيث فوهة المسدس فيّ سترته بشيء من الاشمئزاز بعد ذلك سارعت بالوقوفّ مبتعدةّ حينماّ ارتطمت
بجسد ديميتري الذيّ خلفهاّ ، رمقها بنظرات باردةّ لكي يتحدث ببرود
ـ أيتها الحمقاءّ .. يجب علي أن أنظف قذارتك مجدداّ، كم مرة أخبرتك أن تتمالكي نفسكّ ؟
أخفضتّ رأسهاّ للأسفلّ بإحراجّ نادمة على تهورهاّ بينماّ تنهد ديميتريّ بضجرّ ثمّ كاد أن يغادر عندماّ فجأة أمسكه جونسون منّ قدمه بآخر جهدّ
يملكه و نـظر إليهّ عينيهّ قد غـادرتهماّ الحياةّ لم يكنّ يبالي بحياتهّ غيرّ أن تلكّ الـرابطةّ ذلكّ الشيءّ .. يمنعهّ من مغادرةّ هذاّ العالمّ فتحدتّ بنبرةّ
متألمة مرهقة
ـ أرجوك أنا .. لم أنتقم منه بعدّ امنحني فـر ..
قبل أن يكمل كلامه وضعّ ديميتري قدمه على رأسه لكي يدفعه للأرضّ بقوة كيّ يصمتّ جونسون للأبد قدّ ضجر فـعلا منهّ فبعدّ أن قرر التصرفّ
دون مشورته كان حكم على نفسه بالإعدامّ أكمل طـريقّه محاولا الخروجّ من هذّه القاعةّ برفقةّ إليزابيثّ لماّ لاحظّ ماريّ التيّ توقفتّ عن الركضّ
من مسافةّ بعيدةّ قليلاّ عنهماّ و هي تنـظرّ إليهما بصدمـةّ قد شحب وجهها كلياّ ما الذي فعلاه ؟ ألم يكون جونسون حليفا لهما ؟ مهما كان تصرفه
أي كان دافعهّ فمن هم ليأخذوا حياته منه ؟
أحكمت الإمساك بقبضتهاّ أي صنف من البشرّ هؤلاء ؟ عضتّ شفتها السفلىّ بغـضبّ مرفق بالأسىّ ثم استدارتّ كيّ تكمل طريقهاّ غيرّ أنها توقفتّ
فجأةّ ما الذي تفعله ؟ لقد كان أمر نايت واضحاّ للغايةّ لم يعدّ يوجد سببّ لكي تـلحقهّ حياتهّ لم تعدّ فيّ خطرّ قد أنقذته إليزابيثّ ، وضعت يدّ فجأة
على كتفها لكيّ تجفل ماريّ بقوة و هي تستديرّ ناحية الشخصّ الذيّ خلفهاّ
ـ ماري ما الذي تفعلينه ؟ تعالي معناّ ..
أمسكتهاّ فلورا من يدّها ثمّ سحبتهاّ إلى حيثما اتجه ويليامّ و كليرّ سابقاّ قد كانت مصدومةّ للغـايةّ مما حدثّ تواّ إليزابيثّ تنقذ نايت لأيّ سبب ؟
ديميتريّ يظهر أخيراّ للعيـان هاهو جانب إلى جانب معّ إليزابيثّ أيضا السيد فلادميرّ قد قتلا توا تابعا لهم عادت تنظر للخلفّ كي ترى ديميتري يتجه
بخطوات مسرعة إلى المخرجّ عندماّ أتى أوسكار راكضاّ نحوه و هو يحمل هاتفه بين يديهّ قد بدى عليه الذعر الشديدّ ماّ الذي تفعله ؟ إنها تهربّ
مجدداّ حينها نـزعتّ يدها بّقوة من بينّ أنامل فلورا المحكمة عليهاّ قدّ أدركتّ شيئاّ أكثر أهميةّ نـظرتّ من حولهاّ ألم تأمر أليكساندر بالذهاب مع ويليام ؟
لكنها لا تراه معهمّ ، لقدّ وعدته بحمايتهّ أين هو ؟ قبل أن تدرك اتجـهتّ راكضةّ قدّ لمحت من طرفّ عينها سوزيّ متجاهلةّ نداءّ فلورا نحوهاّ
فيّ الجـهةّ الأخرىّ كان كايل جالسا على الأرضّ مسندا رأسه على ركبته غير مبالياّ لما يحدث حوله عينيهّ كانتا فارغتينّ هادئتينّ ملامحـّه المصدومة
وّ ابتسامته الساخرةّ التي علت وجههّ لقدّ فشل فيّ كل شيء حاول فعلهّ لطالماّ كان و سيبقى مهما حاول و مهما فعلّ الرجل الثانيّ في حياةّ الكلّّ بدأ
من إليزابيث إلى جدهّ لن يعترف أحد بأفعالهّ إنه فقطّ .. بدأت دموعه بالسقوطّ عندّما لاحظ وجود شخص ما أمامهّ فرفع عينيهّ إليهّ لم يكن أحد سوى
منـافسهّ صديقهّ القديمّ و الرجلّ الأول نايتّ الذيّ التزم الصمتّ قبل أن يمد يده له
أشاح كايل وجهه بعيداّ رافضاّ أن يراه نايت بهذّه الحالة المزريةّ فقطب نايت حاجبيهّ و بحركةّ سريعة منه سددّ لكـمة قـويةّ لهّ جعلته يجفلّ و هو
يكح دما حينهاّ أمسكّه من ياقة قميصه بقوةّ لكيّ ينـظرّ إليه بعينينّ حادتينّ غـاضبتينّ لأول مرةّ في حياتهّ بأكملها رأى كايلّ مثل هذا التعبير على ملامحّ
نايتّ إذ أنه لم يسبق له أن فقد أعصابهّ بهذه الدرجةّ من الغضبّ المرعبّ كيّ يخفض كايل رأسه مجددا فصاحّ نايت بنبرةّ عاليةّ غاضبة
ـ بحقّ الجحيم أنـظر إليّ ..
لمّ يستجب كايل لأمره فسدد لكمة أقوى من الأولى مباشرة لوجهه كي يسقط أرضاّ تقدم منه نايت بخطوات سريعة ثم عـاد يسحبه ناحيتهّ ممسكاّ إياه
من ياقتهّ اقترب منه أكثرّ لكي ينظر إليه كايلّ بصدمةّ و قدّ شحب وجههّ كلياّ سوفّ يقتله بلا شكّ لقد خان ثقة الجميعّ لكن ما حدث عكسّ ذلك تماما
فقدّ تحدث نايت إليه بنبرةّ هـادئةّ بعد أن استعاد أعصابه
ـ قفّ فهذا ليس بالوقت أو المكان المناسبّ لننه حديثنا فيما بعدّ ..
تـرددّ كايلّ قبل أن يومئ بالإيجابّ أي حديثّ هذاّ ؟ إن كل ما يفعله نايت هو لكمهّ لكي يشفي غليلهّ بينما قطبّ الأخير حاجبيهّ ببرود و هو يشيح وجهه
بعيداّ ربما قد بالغ في ردةّ فعله قليلاّ لكنه لا يعلم كيفّ يواسيّ الغيرّ فعلاّ لذلكّ مد يده مجددا و أمسكّ ذراع كايلّ لكي يجعله يقفّ على قدميهّ ثم أشـارّ
بحركة سريعةّ على ويليامّ الذي وقف عندّ المكان الذيّ اتفقا عليه سابقاّ ثم قال بنبرةّ بـاردةّ
ـ اذهب مع ويليام .. هيا بسرعةّ
دفـعهّ للأمامّ فجفل كايل و جال بنظراته بينّ ويليامّ و نايتّ الذيّ استدار مغـادراّ شعرّ بالارتباكّ إذ لم يملك حقّ السـؤالّ أو حتىّ النظر إليهّ لكنهّ تجاهل
هذّه الأفكارّ هو يتحدث بنبرةّ هـادئةّ
ـ إلى أين أنت ذاهب نايت ؟
استـدارّ نايت ناحيتهّ يرمقه ببرودّ بعد ذلك ابتسمّ بخبثّ و مكرّ فيّ آن واحدّ قد احتدتّ عينيهّ لكي يظهر لونهما الداكنّ الأزرقّ حينهاّ أدرك كايلّ أن
ما يحدث هناّ هو من فعل نايتّ بنفسهّ أجل من الغـريبّ أن يبقى مكتف اليدينّ إنه نايت في النهايةّ لكيّ يرتجف كيانه بأكملهّ قدّ سأله مجدداّ بّنبرةّ
خـائّفة مترددة
ـ طـوال هذه المدةّ كنتّ تعرف بخططيّ ؟ تـعلم بّأنني أعطيتّ إليزابيثّ الحق فيّ توقيع و أخذ كل أملاكيّ ؟ أليس كذلك ؟ لما لم تتصرفّ ؟
زفرّ نايت بغيضّ ثمّ حرك خصلات شعرهّ الأسود بعشوائيةّ لا ينكرّ معرفته بذلكّ أجلّ لقد كان يعلم منذّ البدايةّ فعدم ملاحظةّ شيء كهذا بمثابة
مهانة لهّ خصوصا و أن إليزابيث تركتّ كل تلك الهفوات خلفهاّ فهي لم تجدّ أبداّ إخفاء أثارهاّ و انصياعّ كايلّ لها واضحّ منذّ البدايةّ ،
تـحدث نايت بنبرةّ باردةّ
ـ لأنك لم تكن لتصدقنيّ .. كلمتيّ مقابلّ كلمة إليزابيثّ أعتقدّ أن خيارك واضحّ
شـعرّ كايل بالصدمةّ تنتابه سرعانّ ما تغيرت ملامحّه لكي يظهر عليهّ الأسىّ لم يقدر أن يفي كلماتّ نايتّ إذ أنه فعلا محقّ فإليزابيثّ دوما
ما كانت خياره الأولّ لا لم تكن مجردّ خيارّ بلّ اعتبرها أكثرّ من ذلكّ ليسّ لها مثيلّ ، همس له بنبرةّ متألمة
ـ أنا أسف ..
تنهدّ نايتّ ثمّ ضـربهّ بقوة على كتفهّ بعدّ ذلك ضغطّ عليهّ عينيه كانتاّ باردتينّ هادئتينّ للغايةّ قد ابتسمّ بخبثّ و مـكرّ ثم اقتربّ منه و أداره لناحيةّ
ويليامّ بينماّ استمر كايلّ بمظهره الشاحبّ الحزينّ لكيّ يتحدث نايتّ بنبرةّ ماكرةّ
ـ أو تعتقد أنني سأدعهمّ يتلاعبونّ بنا ؟ لا تستخف بي كايل ..
دفـعهّ للأمامّ بعدّ ذلك اتجه بخـطواتّ كسّولة إلى مكان ما و قد رفع يدهّ بتحيةّ ساخرةّ لكايلّ المصدومّ حينما اختفى عنّ أنظارهّ فابتسمّ هو الآخر
بخفة سرعان ما تحولتّ ابتسامتهّ إلى ضحكاتّ عاليةّ ، تـقدمّ إلى أين كان يقفّ ويليامّ الذيّ كان يحاول منع فلوراّ من مطاردّة ماريّ بينماّ كانت
كليرّ تدفعهما بعيدا ّعن النافذةّ خوفاّ من سقوط أي شيء عليهماّ و هي تصيحّ بقوةّ في حين كانت سوزي تراقبّ عن بعدّ ديميتري و هي تتبعهّ
حريصة على أن لا تدعه يفلت منهاّ أماّ أليكساندرّ فقد تـركّ ويليامّ و الآخرينّ لكي يركضّ باحثا ّعن ماريّ .. حال وصوله تفادى ضربةّ سريعة
من فلوراّ الثائرة و هي تصيح بقوةّ منادية
ـ ماري أيتهاّ الحمقاءّ إن لم يقتلك ديميتريّ سوف أقتلك أنا ..
رفع حاجبيه بّدهشة أقالت ديميتريّ ؟ جال بعينيه فيّ المكانّ لكنه لم يستطعّ رؤيته ليسّ و القاعة في حالة هيجانّ إذ أن المدعوين بأكملهم يتدافعون
نحو أي مخرج يلمحونه لكنّ الأبواب كذلك النوافذ بأكملها مغـلقةّ وّ كل عـشرّة دقائقّ ينفجر مفخخّ ما فيّ أحد النواحيّ لم يقدرّ كايل على فهم ما
الذي يحدث هناّ فأراد أن يسأل لما تحدثت كليرّ بعصبية
ـ بحق السماءّ لنبتعد من هناّ ويليام أمسكها جيداّ و أين هو أليكساندر ؟ هل رآه أحدكم ؟
توقفتّ فلورا عن الحركة بعد أن أدركتّ فقدانهم لطفلّ أيضاّ حينها شحب وجه ويليام بأكمله فتركّ فلورا و شأنها لكي يضربّ وجهه بقوةّ لم يعد
يحتمل البقاء معهن أكثرّ من ذلكّ فكل ما يفعلنه هو الصراخّ و الصراخّ و الفوضى تباّ لما كلفه بالبقاء معهن ؟ بينما تحدث كايل بنبرة هادئةّ
ـ ويليام ما الذي يحدث هنا ؟ هل ديميتري فعلا موجودّ ؟
نـظرّ الثلاثة إليه إنه فعلا لا يعلم شيئاّ عن مخططاتّ إليزابيثّ فتنهد ويليامّ بأسى و تقدم منه لكيّ يضع يده على كتفهّ هازا رأسهّ بقلةّ حيلةّ بينماّ
تنهدتّ فلوراّ بأسىّ و عـادتّ تجول بنظراتهاّ بحثاّ عن كل من أليكساندر و ماريّ ما الذي يفعلانه ؟ ألا يدركان مدى خطورّة الوضعّ ؟ ديميتريّ
خطيرّ للغايةّ و هوّ يسعى للانتقامّ من كلّ شخصّ بالقربّ من نايتّ إذ يبدوا أن الكل مهددّ هناّ لكنّ من يملك النسبةّ و الحظّ الأسوء لكيّ يسقطّ
بين يديّ ديميتري ؟ بكل تأكيدّ ماريّ .. قطبتّ كليرّ حاجبيها و اقتربت منهمّ ثمّ أخذتّ تنظرّ حولهاّ قائلة بّهدوء
ـ إن كنا لا نستطيعّ تحديدّ موقع ماريّ فدعنا نبحثّ عن إليزابيث و ديميتري لابد أن ماريّ تسعى خلفّ أحد منهما أيضاّ هل رأى أحدكم السيد نايت ؟ ..
زفرّ ويليامّ بغيضّ قدّ سئمّ فعلا من اختفائهم واحداّ تلو الآخر كماّ لو كّأن يديه ليستاّ ممتلئتينّ لكيّ يزيدونه مصائب قطبّ حاجبيهّ و نـظرّ حوله
لا يستطيعّ أن يغير موقعه فقدّ أخبره نايت تماما بما الذيّ عليه فعله و دوره أيضاّ لكنّ أن يفقد ماريّ و أليكساندر تـباّ لماذا اختفياّ دون أثر ؟
فجأةّ أطفأت الأنوار بأكملها كي يحدث انفجار آخر من مكبر الصوتّ قدّ علت أصواتّ الذعر و الرعبّ في كل زاويةّ لم يعد المدعوين يستطيعون
تحمل ما يحدثّ إذ بدى أن أمر موتهم لا مفر منه هل فعلاّ لن تفتحّ هذه الأبوابّ ؟ ماذا عن النجدّة ؟ لقد تعطلتّ كل الإشاراتّ و لم تعد الهواتف
تعملّ منذ أمدّ كذلكّ المخارجّ مغلقةّ هل هذا يعني أن الحفلةّ كان مخططاّ لها منذ البدايةّ لاغتيالهم الطبقة البرجوازيةّ ؟ إنهاء حياتهم ؟ نـظرتّ ماري
إلى حيثما كانتّ تقف إليزابيث ممسكةّ بذراع ديميتري و هي تتأففّ بغضبّ من هذه الأجواءّ اتسعتّ عينيهاّ بصدمةّ حالماّ رأت أوسكار يمسكّ أليكساندر
من ياقة قميصه مغمى عليه و هو يقتربّ منهماّ ألم تطلب منه البقاء مع ويليام ؟ تـبا لما كل شيء يصبح من السيئ إلى الأسوء كما لو كأن أياديهم
ليست مملوءة ، خطتّ للأمامّ لكنها سرعانّ ما تراجعتّ للخلفّ لن يكون الحديثّ معهماّ فكرةّ جيدةّ ليسّ و إليزابيث تحمل مسدساّ بجعبتهاّ يجبّ
عليها أن تفعل شيئاّ لكن ماذا ؟
اقتربتّ أكير من سوزي التي كانتّ بقربها بينّ الحاضرينّ مختبئةّ و هي تراقبّ كل خطواتّ ديميتريّ بعينينّ حريصتينّ حينها اتجهتّ إليهاّ بخطواتّ
سريعةّ لاهثةّ ثمّ وضعتّ يدها أمام سوزي التيّ صدمتّ لرؤيتهاّ قائلة بّإرهاق
ـ سوزي أريد مسدسكّ للحظة ..
تلعثمتّ سوزيّ بصدمةّ حينما امتدتّ يد ماريّ إلى سترتهاّ السوداءّ وسحبّت مسدساّ لكيّ ترفعّه للأعلىّ تأكدتّ من أنه محشوّ بالرصاصّ ثمّ نـظرتّ
إليه لوهلةّ قبل أن ترفعهّ عالياّ أغلقتّ عينيهاّ محاولة أن تهدأ ، لن تقدرّ على الاثنينّ معاّ لن تستطيعّ هزيمةّ ديميتريّ بالتأكيدّ لكن إليزابيثّ ستجّعلها
تدفعّ ثمن ما فعلته غالياّ بعدّ ذلكّ وجهتّ فوهة المسدسّ إليهماّ ثمّ أغلقت عينهاّ اليمنىّ محاولة التركيزّ لكي تضغطّ على الزنادّ وسط اعتراضاتّ
سوزي المصدومةّ ..
حالما سمع ّالحضور صوتّ طلق عيار ناريّ إزداد رعبهمّ بينماّ شهقت سوزي قدّ اختفت كل معالم الحياةّ من وجههاّ فيّ حين نـظرتّ ماري إلى
حيثما أطلقّت النار تواّ تـماماّ بجانبّ نافذةّ فيّ الأعلى لكيّ تسقط تلك الأثريةّ الحديديّة الطويلةّ عـبارةّ عن زخرفة فنيةّ يمسكّ بها ستائرّ بجانب
إليزابيثّ التي نجت بأعجوبةّ ، زفرتّ ماري بحدةّ تـباّ لم تكن تصوبّ إلى تلكّ الناحيةّ سحقا ..
عـادتّ تصوبّ إلىّ ما بين إليزابيثّ و ديميتريّ محـاولةّ أن تنجحّ فيّ هدفها هذّه المرةّ حينماّ أخذتّ سوزي المسدسّ من بين يديها قـائلةّ بصدمة
ـ سيدتي ما الذي تفعلينه ؟ أنت تعرضين نفسكّ للخطرّ ..
أخذّت ماري المسدسّ مجددا غيرّ آبهة باعتـراضّ سوزي و هي تطلبّ منها التزام الصمتّ لن تسمحّ لهم بإيذاء المزيد من الناسّ بعد الآنّ ستفعلّ
ما يتطلبّه الأمرّ قبلّ أن تضغطّ على الزناد مجدداّ محاولة أن تفرقهماّ أمسك ذراعها شخصّ من الخلفّ لكيّ تستديرّ ماري مسرعةّ حينما رأتّ
ديميتري ينظرّ إليهاّ ببرودّ تـباّ الم يكن مع إليزابيثّ توا ؟ متى تسنى لهما الوقت بالافتراق ؟ نـظرتّ إليه سوزيّ بدهشةّ متى تسنى له الوقت
لكي يحدد مكانهما ؟ أيضاّ أن يأتيّ بهذه السرعّة كأنه قرأ أفكارهاّ قد أجابها بنبرةّ ساخرةّ باردةّ
ـ لقدّ قضيت سنينّا عـديدّة و أنا أخفي نفسيّ أتعتقدين أنني لن ألاحظ ما إن كان هناك شخص ما يتبعني ؟
قطبتّ سوزي حاجبيهّا ثمّ و بحركةّ سريعةّ حاولتّ أن تبعدّ ماري عنه بمهاجمتهّ لكنه بقوة دفعهاّ بعيداّ سقطتّ أرضاّ لكنها سرعان ما وقفتّ على
قدميهاّ و هي تسدد ركلةّ سريعةّ لرقبته غيرّ أنه تصد لهاّ بخفةّ مخفضاّ جسدّه بعدّ ذلك رفع مسدسّ ماري بكل بساطةّ أطلقّ على ذراعهاّ فصاحتّ
سوزيّ بألم و هي تـجلسّ مستندة على ركبتهاّ لقدّ كان ظهوره مفاجئا كذلكّ حركاتهّ إنها متقنةّ للغايةّ كلّ حاسةّ من حواسهّ سريعةّ فيّ الانتباهّ
و التركيزّ مماّ أفقدها مهارتهاّ ، إذ أنها سريعةّ لكنه هوّ أسرعّ أمسكتّ ماريّ بذراعه الممسكّة بالمسدسّ و رمتّ بكل ثقل جسدها عليهّ لكيّ يسقطّ
أرضاّ برفقتهاّ ابتسم حينهاّ قائلاّ بنبرةّ متهكمةّ قدّ كان الاثنينّ يجاهدان لأخذ المسدس من الآخر
ـ سيدتي أرجوا تمالكي نفسكّ .. لنذهب إلى غـرفةّ أهدأ
احتدتّ نظراتهاّ بعصبيةّ فجذبت المسدس نحوها بقوة أكبرّ حينما ناورها ديميتري كيّ يصبحّ هوّ في الأعلى بينماّ هي فيّ الأسفلّ تـقاومه بأكثر
الطرقّ شراسة قدّ عـرفتهاّ كيّ لا يأخذ المسدس من بين يديهاّ عندما عادّ يتحدث ديميتري بابتسامةّ هادئة على شفتيه
ـ علي أن أقر لقد سرقت الأضواء بأكملها الليلة ماريّ .. من أجمل ما رأته عيناي
حينماّ تغيرت طريقته فيّ النـظرّ إليهاّ اقشعرّ بدن ماري بأكمله قد ضعفتّ أناملهاّ فوقفت سوزي مسرعةّ و بجسدها دفعت ديميتريّ بعيدا لكي يسقط
كلاهما أرضاّ أمسكت سوزي بذراعها متألمة بينماّ أخذّت ماري المسدسّ و أشـارت ناحيةّ أوسكار ، قـالت له بنبرة حادةّ
ـ ضع أليكساندر أرضاّ ..
نـظرّ إليها أوسكارّ ببرود ثمّ تـرك أليكساندر يسقط أرضاّ بقوة على وجهه و هو يرفع يديه للأعلىّ أتخططّ فعلا لقتـله وسطّ كل هذا الضجيجّ ؟ إنها
غير قادرة على قتل أحد لكنها قادرة على إصابته بلا شكّ و بما أنه مغني فهوّ بحاجة للحفاظ على شكلّه أكثرّ من حاجته لحمل أليكساندر فيّ حين
قطبّ ديميتري بحدةّ قد سئم فعلا من تصرفاتهاّ وقف مستعدا لوضعها عندّ حدها لما رفعت إليزابيث فوهة المسدس و وجهتها ناحية ماريّ
قـائلة بنبرةّ بـاردةّ
ـ أتركي المسدس ماريّ أنا لن أترددّ في قتلك .. لا بل سأكون أكثر من سعيدة لفعل ذلكّ
رمقتهاّ ماري بحدة أو تظن أنها ستبالي بتهديدها ؟ لقد تلقت ألما لا يضاهيه شيءّ فقدت قدرتها على السيرّ فقدت والدهاّ تعرضتّ للخطفّ
خسرتّ فرصتهاّ في كسبّ حب نايتّ ، أو تظن أن شيئا كرصاصة سيدعها ترتجفّ خوفا ؟ ابتسمتّ حينها ماري ببرودّ و غيرتّ وجهة المسدسّ
لتشير ناحية إليزابيثّ قالتّ بنبرةّ هادئةّ مبتسمةّ
ـ لا تقلقي سأسبقك أنا ..
قطبّ ديميتري حاجبيه بغير رضى لما يحدثّ ثم نـظر ناحية ماريّ بدت مصممةّ على مواجهة إليزابيثّ كما لو كأن حياتها بأكملها تتوقف عليها
ابتسم ديميتري ببرودّ بالطبعّ ستفعلانّ كلتاهما تعـشقان نايت و ستفعلان المستحيلّ لأجله ، البغض و الحقد يملئ قلبيهما إنهن نساءّ أحببنّ
تألمن فوقفن فقاتلنّ لأجل أنفسهنّ تحدث ديميتري حينها بنبرة هادئة
ـ إليزابيث ضعي المسدس جانبا هذا ليس الوقت المناسب لذلكّ أوسكار احمل أليكساندر .. لنغادر السيد فلادمير ينتظرنا
زمتّ إليزابيث شفتيهاّ كادت أن تبدي اعتراضهاّ حينما رأت نظرات ديميتري المحذرةّ بينماّ احتدت نظراتّ ماريّ بّعصبية ألا يرى أنها توجه فوهة
المسدس نحوهم ؟ ألا يعتقد أنها قادرة على إصابة أحدهم ؟ عضت شفتها السفلي و هي تصيحّ بحدة
ـ من الأسرعّ ؟
__________________
  #83  
قديم 12-28-2015, 05:47 PM
oud
 
عند إنهائها لجملتهاّ ضغطتّ على الزنادّ كذلكّ فعلت إليزابيثّ متجاهلة أوامر ديميتري الصارمة ، تعلم أن ما فعلته خطأ فمهما بلغتّ
تصرفات الإنسان سوءاّ انحطاطاّ لا يجب عليهاّ أبدا أن تـحكم عليهّ لا أن تحاسبه على أفعاله أو تسلك الطريقّ نفسهّ حينما دوى صوتّ
صرختهاّ في الأرجاءّ و قد سقطّ المسدس من بين يديها المحكمتين عليهّ أمسكتّ جانبها الأيمنّ بألم لم تبعد عنها الرصاصةّ سوى
مجرد إنش واحدّ بالرغم من أنها لم تصبهاّ إلا أن الخدش لا يزال موجوداّ كتمتّ ألمهاّ بينما ابتسمتّ ماري بهدوء في حينّ نـظر إليها
ديميتري بدهشةّ لم يكن يعتقد أبدا أنها ستطلق عليهاّ ذلك ليسّ من شيم ماري على الإطلاقّ ، في حين ركضتّ ممسكة بالمسدس و هي
توجهه ناحيةّ أوسكار الذي سارع بالابتعادّ عنهاّ بعد ذلكّ استندت على ركبتها وّ رفعت جسدّ أليكساندر بّقوة واهنةّ مسندة إياه على كتفهاّ ،
نظرت بطرف عينها إلى إليزابيث التي تمسك جانبهاّ بألم تحدثت ماري بنبرةّ مـرحةّ
ـ أوه يال الأسف لقد أخطأت في التصويب .. كم هذا مؤسف المرة القادمة سأحرص على إصابة قلبك مباشرةّ
في حين لا يزال ديميتري يقف مكانه مصدوماّ ، ما الذي فـعله الكلّ لها ؟ إنها تبدوا مختلفةّ ، مختلفة بشدةّ هل هذه فعلا هي ماريّ التي
يعرفهاّ ؟ لم يكن يظن أبدا بأنه بمقدورها الضغط على الزنادّ ، رفعّ حاجبه مبتسماّ بعد ذلكّ تـقدم منها بخطواتّ سريعة في حين كانت ماريّ
تحاول أن تّوقظ أليكساندر حرصاّ على سلامتهّ ساعد إليزابيث على النهوض بعد ذلكّ أعطاها لأوسكارّ الذيّ أخذها ببرودّ ثمّ نظر ديميتري
ناحيةّ ماريّ قبـلّ أن يقدم على أي شيء استدارتّ نحوه مشيرة بفوهة المسدس في وجهه قائلة بنبرة حادة
ـ إيـاك ..
توقف مكانه راسما على شفتيه ابتسامةّ غـريبةّ أو تظن بفعلتها هذه أنها قد هزمتهم ؟ رفعّ ذراعيه عالياّ بدلالة استسلامه لماّ تقدمت سوزي
مسرعة من ماري و هي تمسكّ بأليكساندر بذراعها الغير مصابةّ ، حينماّ فتح أحد المخارجّ فجأة قدّ ظهر منه فرانسواّ برفقته العديد من رجاله
بينما سقط رجال ديميتري أرضاّ أو بالأحرى قتلى تقدم فرانسوا للأمام بضعة خطوات قائلا بنبرته الجادة الصارمةّ
ـ أيها السادة أرجوا منكم التوجه فورا إلى البـوابة الأماميةّ لقد قمنا بتكلف بجميع المخارجّ ،
نـظر الكل إلى بعضهم بعضاّ قد بدى عليهم التردد قليلاّ لرؤية مظهر فرانسواّ الحاد كان مصاباّ هو الآخر على مستوى ذراعه لكن يبدوا أن
تلك الإصابة لم تؤثر عليه كثيراّ يتحدث إلى الرجال الذي بجانبه بهدوءّ حينما قال أحد المدعوين بعصبية
ـ ما الذي حدث هنا ؟ ليخبرني أحدكم ؟
حالما انتقل إلى مسامعّ فرانسواّ سؤال ذلكّ الرجلّ رفع نظراته ناحيةّ سيدّه كان يقف على مبعدةّ من الكلّ راسماّ ابتسـامةّ ماكرةّ على شفتيهّ
حينما أشار لهّ أومأ فرانسوا إيجابّ و هو يوجه حديثه ناحيةّ جميعّ المدعوين قـائلاّ بنبرة جادةّ عمليةّ
ـ أيها السادةّ جميعنا نعـلم الآن أن هذه الحفلة كانتّ مفخخةّ منذّ البدايةّ كما أننا نستطيعّ بكل سهولة أن نصلّ و لشدةّ تشابه الأحداثّ الواقعة
هناّ في قصرّ لبير بأحداث حفلةّ فلادمير التنكريةّ فيمكننا القولّ بأن الفـاعل هو شخصّ واحدّ .. مفخخات فيّ مكبرات الصوتّ عـزل أجهزة
اتصال الكل النيران و أخيرا المخارج المغـلقةّ عـذرا هذا كل ما استطيع أن أقوله الآنّ لذلك من فضلكم ليتفضل الجميع معنا
تعالتّ صيحاتّ الخوفّ مرفقة باعتراضهم على ما يحدث لكن لم يتجرأ أحد على قـول ذلكّ لفرانسواّ بل سـار الجميعّ برفقة رجـاله في حين
وقف هو أمام البـوابةّ يشرف عليهمّ ، فيّ الجهة الأخرى اتسعت عينيهاّ بصدمةّ كذلكّ فعل ديميتري قد شحب وجهه بأكمله سحقاّ لا السيد
فلادمير قدّ خرج أولا من الحفلة و اثر تصريح فرانسوا هذاّ فسوف يتم الشكّ فيه هو كذلكّ إليزابيثّ لا بل حتى هو سيتمّ اعتباره متهماّ نـظراّ
لتلوث ملفه سابقاّ ، زم شفتيه بعصبيةّ واضحةّ
كـانتّ جالسة على الأرض تحاول بهدوء أن توقظّ أليكساندر لكنّ هيمتاه فلم يستجب إليها على الإطلاقّ ، لابد أنه تلقى ضربةّ قوية لتبقيه
مغشيا عليهّ هـكذاّ لمدة طويلةّ فحاولت أن تـرفعهّ و تسند جسده على كتفهاّ كي تقف بعدّ عناء لم يكن أليكساندر قوي البنيةّ و لا هيّ ، حينماّ
أرادت المغـادرةّ وقفّ ديميتري بوجههاّ تـحدث بنبرة حادةّ
ـ اتـركيه جانبا ماري ، أنا فعلا لا أريد أن أؤذيك لذلكّ لا تجعليني أفعل شيئا أنا لا أرغب به
قطبتّ حاجبيهاّ بعصبيةّ أو يظن أنها ستخاف إثر تهديده هذاّ ؟ لم يبقى لديّه شيء ليرهبها بهّ إذ يبدوا أن انتقام نايت لم ينتهي بعدّ و هـذّه
الليلةّ لم تقاربّ على النهايةّ أيضاّ فّحاولت أن تتخطاهّ مغادرة لما أمسكّ بذراعهاّ محاولا منعها من المغـادرّة حينها رفعتّ المسدسّ بيدها التي
كانت تسند أليكساندر عليها حينما و بـحركةّ سريعةّ منه دفعّها للخلفّ بعد ذلكّ رفع ذراعها عالياّ مانعا إياها من الإطلاقّ أصدرتّ ماري آهة
تـدل على ألمهاّ لكنها استمرت فيّ المقاومة و الإمساك بأليكساندر في آن واحدّ بينما أخذّ ديميتري المسدس من بين يديها بكلّ سهولة ثمّ ابتعد
عنهاّ ، تحدث بنبرةّ بـاردةّ
ـ لقد تخطيتّ حدودك ماري،
ارتبكتّ بشدةّ لم ترد أن تواجه ديميتري مجددا فبعد محاولتها الأولى عـلمت جيدا أنها لن تكون أبدا نداّ له حينما اقتربت أكثرّ منها تـراجعتّ
هي بسرعةّ للخلفّ وقفت سوزي مسرعةّ بينهما رافعة كلتا يديهاّ بتصميمّ فابتسم ديميتري بسخريةّ يجب عليه الهروب من هنا سريعاّ و هما
يؤخرانه قطبّ حاجبيه ثمّ رفع قدمه و بحـركةّ مفاجئةّ وجه ركلة لمعدة سوزي جعلتها ترتطم بّجدار الذي على يمينهاّ بعدّ ذلك تقدم من ماري
ببرود متحدثا بابتسامةّ
ـ الاختباءّ يعلمك الكثيرّ من الأشياءّ
ضغطت إليزابيث على شفتيهاّ و هي تقفّ مجددا على قدميهاّ سحقاّ لها فتاة ساذجة غـبيةّ مثلها تصيبها بخدش لا و للمرة الثانية تتجرأ على تحديهاّ
إنها لن تسمح لها بالفرارّ تماما كما لقي جونسون و بيتر موتهما على يدها كذلكّ ستكون هيّ نـظر إليها أوسكار ببرودّ غـرور النساءّ و كبريائهماّ
من أسخف ما رأته عينياه حتىّ الآنّ زفرّ بغيض متمنياّ لو أن الأمر ينتهي بسرعةّ قدّ لاحظ أن عدد المدعوين قد بدأ يخف تدريجياّ ، قـال بّحدة
ـ ديميتري دعنا نخرج بحق السماء .. أتركها و شأنها
رمقّه ديميتري بـنظرةّ حادةّ خطيرةّ جعلت أوسكارّ يلتزم الصمتّ بغير رضى و هو يشيحّ وجهه بعيداّ حينما أكملّ الأول طريقه ناحيتهاّ وسط ضجيج
المدعوينّ و صياحّ فرانسواّ لهم بإلتزام النظامّ كذلكّ انعدام النورّ ، قدّ شكل له الوضعّ المناسبّ لأخذّ أليكساندر أيضا إلزام ماري حدودها للأبدّ حينماّ
أغلقت المخارجّ فجأةّ بعدّ آخر مدعو للحفلةّ أعيدتّ الأضواء و أنيرت القـاعةّ مجددا لمّ يبقى هناكّ سواهمّ المدعوون الحقيقيين لهذّه الأمسيةّ ،
تنهد ويليامّ باطمئنان إذ انتهى الأمر على خيرّ دون إصابات عديدةّ لكي يخففّ من حدةّ قبضته على ذراع فـلوراّ في حينّ و حالماّ رأت كلير أن الكل
قدّ غـادرّ سارعت هي بالركضّ ناحيةّ المخرج حيثما كان يقفّ فرانسواّ يتحدثّ بنبرةّ هادئة معّ أحد رجاله عـبرّ الهاتفّ معطياّ إياه التعـليماتّ دفعتهّ
بخفةّ و هي تـطلّ برأسهاّ من خلفهّ قـائلةّ بمرح محاولةّ إخفاء قلقهاّ
ـ فـرانسوا هل كسبتّ المزيد من الجروح ؟
كادّ أن يسقطّ هاتفه من بين يديهّ لطلتها المفاجئّة سرعان ما قطبّ حاجبيه و هوّ يدفعهاّ بعيداّ مشيراّ لها بالصمتّ حينماّ شبكتّ ذراعها بذراعهّ مبتسمةّ
بخفةّ منتظرةّ إنهائه لمكالمته في حين استمر هو بّدفعها بإنزعاجّ طفيفّ ، بينماّ و فيّ الجهة الأخرىّ كان يقفّ أخيها آرثرّ رفقة زوجتـهّ يراقبّ كلير
بنظراتّ ناريةّ حـادةّ لقدّ أخبره ديميتريّ بأن كليرّ هي من ساهمت فيّ عملية إنقاذ ماريّ وّ أيضا ألجأت فرانسواّ أشرفت على علاجهّ و تخلت عنّ
دراستهاّ لكي تبقى بالقربّ منه ، الآن بعدّ رؤيتها بهذه الحالةّ يعلم تماماّ سببّ تصرفاتهاّ تحدثت زوجـتهّ بلكنتهاّ قائلةّ
ـ عـزيزيّ أنتّ تحدق كثيراّ ،
أشاح آرثر وجهه بعيداّ لكيّ يقف بجانب أوسكارّ متجاهلاّ ملاحظةّ زوجته تـخلتّ عنه من أجل ذلك الرجل ؟ و أي رجل هو ؟ اليد اليمنى لنايت تعـويذة
الشيطان نفسهاّ و خـادمه المخلصّ زفر بحدةّ محاولا الحفاظ على أعـصابه المفلتة كـذلك فعلت إليزابيثّ لكنها لم تستطع قد رأت ديميتري يتجاهل
كل ما يحدث غير مباليا بمكانه أو موقعه متجها لماري التي نـظرتّ إليه بحدةّ محاولة حمايةّ أليكساندر حينماّ عـلا صوتّ ما فيّ الأرجاءّ ،
صـوتّ مبحوحّ ذو نغـمة متهكمة سّاخرة يعرفهاّ الكلّ جعـلتّ انتباه الكل يتجه نحوهّ كيفّ لا و هو صاحبّ الأمسيةّ الـرئيسيةّ يقفّ في أعلى المنصّة
ممسكاّ بالمايكروفون تـعلو ملامح وجهه ابتسامةّ خبيثةّ ماكرةّ خصلات شعره الأسودّ على جبينه بعشوائية انسدلت عينيه تـراقبان منذّ البداية
كل ما يحدثّ هناّ ،
ـ فـرانسوا أضف اللمسة الفـنية لضيف الشرف
أومأ فرانسوا إيجابا و هو يرفع يده اليمنى دلالة علىّ تنفيذه للأمر لكيّ تـظهـرّ شـاشةّ عـملاقة نوعاّ ما تـبثّ آخر أخبار ما يحدث قد كان العـنوان
الـرئيسي لهذه الأمسيةّ هوّ ديميتري نفسه كانت صورهّ في كلّ الأرجاءّ كذلك صور السيد فلادميرّ ، حينها اتسعت عينيه بصدمةّ ملاحّظا ما فـعله
نايتّ هويته كشفت للإعـلام أيضاّ اشتباهه في قـضية انفجار الذي حدث بحفلة فلادميرّ ، عـنوان لم يكن سوىّ ..
بضحكـةّ مبحوحةّ حاقدةّ تـحدث نايتّ قائلا
ـ عـودة ديميتري ماكاروف من الموتّ ما رأيك باختياري للعنوان ؟ هل يناسب ذوقك ؟
شهقتّ فلورا بصدمة قدّ شحب وجهها كلياّ بينماّ نـظرتّ كليرّ بعدم استيعاب إلى كل من ديميتري و نايتّ في حينّ أصدر كايل آهة مستاءة
و هوّ يـضع رأسه بين ذراعيهّ ما الذيّ يحدث هنا بحق السماء ؟ نـظرت إليزابيثّ إلى نايتّ بصدمة بينماّ ابتسم أوسكار بكلّ سخريةّ جنون عائلة
ماكاروف لا ينتهي أبداّ على ما يبدوا ، حينما أكمل نايت كلامه بنبرةّ متهكمةّ
ـ عـذراّ لقد خططت لاستقبالك بترحيب أكبر من هذا لكن للأسف لم تسري مخططاتي جميعا كما أردتّ،
عم الصمتّ القـاعةّ بأكملها لماّ ظهرت صـورةّ لعـائلة ماكاروفّ نيكولاسّ برفقته كل من ديميتري و نايتّ أيضاّ جدهمّ الأكبرّ بعدّ ذلكّ صورة فلادمير
كانت الصحافة في حالة من الفوضى و عدم الفهمّ خصوصا أن انتخابات رئيس لبير قريبةّ ، نـظرتّ ماري بقلق إلى نايت حيث بدى غـريباّ ثم
عـادت بنظراتها إلى ديميتري الذي أخفض رأسه طوال الفترةّ تلكّ قد كانت كتفيه ترتجفان بقوةّ بينما أكمل نايت كلامه بنبرةّ بـاردةّ مبحوحةّ خبيثةّ
ـ إذن ما رأيك ؟ إنها مسألة وقت قبل الوليمة الكبرى فما هو شعورك الآن ؟
رمق ويليام صديقه بنظراتّ قلقةّ قدّ عمه القلقّ و الترددّ ماّ الذي يفعله ؟ أرادت ماري أن تـنهي هذه الأمسية أيضاّ فكل من فرانسوا و سوزي
مصابينّ نهيك عن فقدان أليكساندر للوعيّ إلى متى سيستمر ؟ لكن الشخصّ الذيّ تحدث لم يكن سوى إليزابيثّ بنبرتهاّ القلقة
ـ ما الذي تفعله نايت ؟ ألا تدرك بفعلتك هذه أنك ستعيد قضية التحقيق حول مـوتّ سير نيكولاس ؟ إن لهذا جانب سيء لك تماما كما لديميتري
من فضلك افعل شيئا لتوقف هذاّ قبل أن يصل الأمر لمجلس المدراءّ حينها ستنخفض نسبةّ فوزكّ ألا تدرك ذلك ؟
حينهاّ اتسعت عيني كايلّ بصدمة قدّ شحب وجهه أكثرّ ما الذي تقوله الآن أكبرّ دليل على أنها لمّ تكن بجانبه قطّ منذ البدايةّ كل ما كانت تريده هو
نايت فقطّ بدأت قبضته فيّ الارتجاف قد احمرت عينيه من الغضبّ فتقدم خـطوةّ للأمام لما وضع كل من ويليام و فلورا ذراعيهما أمامه مانعين إياه
من التقدمّ ، أشاح بوجهه بعيداّ أهانته خيانته استغلته جعلته يقع في حبها لكي تستغلّه تأخذ أمواله تأخذ حب عـائلته تأخذ صديقه و أحلامهّ أي
إمرأة هي تدعي القلق على رجل آخر في حضوره ؟ أي أنانية هذه ؟ و أي منطق هذا ؟ تحدث ويليام بّهدوء
ـ لا تأبه بها كايلّ إنها حرباء تتلون حسبّ احتياجاتهاّ ..
لمّ ينل كلام إليزابيث رضى الجميعّ و كم تمنتّ ماريّ حينها لو أن الرصاصة أصابتهاّ فيّ قلبها تماماّ نـظرتّ مجددا إلى أليكساندرّ الذي بدأ يستعيد
وعيه تدريجياّ حينما فتحّ عينيه ابتسمتّ بّراحة و هي تضمّه لصدرهاّ همسّ لها بّنبرة مرهقة
ـ ماريّ .. أين أنا ؟
بينما بقيت و طـّوال هذه المدةّ نـظراته الزرقاءّ الداكنةّ الحادّة عليهّ مبتسماّ بـسخرية و تهكمّ شديد لم يكن يستمعّ لما كان يقـوله الكلّ و لم يبالي
فعلا باعتراض إليزابيثّ كماّ أنه لم يعد يبالي فعلا بما يحدثّ الآنّ الأهمّ هو تنفيذّ خطـّواته بحوافرها أكمل نايت كلامه بنبرةّ بـاردةّ مبحوحةّ و هو
يتـقدم نحوه بخطواتّ كسّولة هادئةّ
ـ أخبرني كيف تـرى العالم من زاوية نظركّ الآن ؟ .. لقدّ قال جون فورد التأخر في الانتقام يجعل الضربة أشد قسوةّ ، أظن بأن كلامه صحيحّ
ألا توافقني الرأي ؟
اقـترب منهّ بمسافة كافيةّ ثمّ توقف عنّ السيرّ مبتسما ببرود حينهاّ رفع ديميتري رأسه لكيّ ينظرّ إليه يرتجفّ بقوةّ لقدّ سبق نايتّ لخـطوةّ لكن الأخيرّ
سبقه لعدّة أميالّ لقدّ خسر للمرة الثانيةّ أمامهّ هذاّ ما لا يتقبله عـقله علىّ الإطلاقّ يفضل الموتّ على رؤية هذاّ اليومّ لن يستسلمّ لآخر لحظةّ فليسقطّ
كلاهما أوّ ليرتفع كلاهماّ لا أحدّ يفوز إن لم يكن هو معني بالفوزّ ، تـحدث ديميتري بنبرةّ باردةّ
ـ هناكّ أمير مسمى بأمير فـلسفة الشيطانّ نيكولا مكيافيلي كانتّ مقالاتهّ الأحب لقلب نيكولاسّ و لطالما شبه نيكولاس هـذا الأمير الشيطانيّ بكّ
أذكر أنه مرة قدّ اقتبس منه قائلا إذا كان لا مفر من أذية أحد فلتؤذه بقسوة تجعلك لا تخاف من إنتقامه ،
حالماّ قـال ذلكّ ازدادت ابتسامةّ نايت برودا أكان يعنيه بكلامه ذاكّ ؟ كم هذا مثير لسخرية في موقفه هو حينها اقـتربّ منه ديميتري بضعة خطواتّ
و لم يفصل بينهماّ سوىّ خطّوة ينـظرّ إليه بحقدّ و مقت شديدّ ، قـالّ له نايت بنبرةّ مبحوحةّ
ـ الثأر طبق من الأفضل أن يقدم بارداّ ديميتري ، ..
زفرّ ديمتريّ بغيض قدّ سئم فعلاّ من تصرفاتهّ الساخرة المتهكمةّ ارتجفّ جسده غضباّ محاولا كتمّ ثوران أعصـابهّ لقدّ أخبرهم نيكولاس سابقاّ أن
أفضلّ طريقةّ لاستفزاز خصمكّ هو وضعّ قناعّ البرود و اللامبالاة أجلّ كان محقاّ لكن نايت لاّ يضع قناعاّ بلّ هوّ الجمود بنفسهّ مهما حاول استفزازه
فلن ينجحّ حينها لم يستطعّ تمالكّ أعصابه أكثرّ من ذلكّ لكي يندفع نحوّ نايت ممسكاّ بياقة قميصه قـائلاّ بصراخّ
ـ لا تـمزح معي أيها السافل ، أنت من بدأ هذه الـحرب أولا أنت من جعلتني هكذاّ أنت من يستحق أن يحطم أولا و لسوف أحرص على ذلكّ ..
سوف أفعل نايت
حالما هاجم ديميتريّ نايت أسرع فرانسوا في خطواتهّ راكضاّ نحو سيده حينماّ توقف فجأة و هوّ يرى إشارة ويليام له عن بـعدّ يطلب منه عدم
التدّخل فالأمر لم يعد يعنيهم كأنهم ليسوا بالقاعةّ فلا ديميتري و لا نايت يشعران بوجودهمّ زفرّ بقوة و التزم مكانه فوضعت كليرّ يدها على ذراعه
تـطلبّ منه الصبرّ بعد أن وقفت بجانبه فعلا ضحكّ نايت بّنغمة صوته المبحوحةّ قـائلاّ بنبرة هادئة
ـ ماذاّ ؟ لا تلعب دور الضحية ديميتري فالتمثيل لا يليق بكّ ، أتقول أنني من بدأت الحرب أولا ؟ أنت مخطأ و كلانا يعلم ذلكّ ليس ذنبي أنك
خسرت الرهانّ فأنت لم تكن قـوياّ كفاية في بادئ الأمر ،
صـاح ديميتري بعصبية كبيرةّ و هو يدفعهّ للخلفّ لكي يرتطم ظهر نايت بالجدار قد بقيت ملامحه نفسهاّ حينهاّ لكمـه الآخر بقوة على وجههّ قد
فقد أعصابه كلياّ ليس مجددا ، قـائلاّ بنبرةّ غاضبة
ـ لقد أخذته مني .. و أنا ، أنا الأحق منك به
رفع نايت أنامله بهدوء شديد ثمّ قام بمسحّ الدماء من شفته السفلى أخذ نيكولاس منه ؟ هو الأحقّ في كسبّ حبه عليه ؟ أي هراء يتفوه بهّ ؟ نـظر
إليه بعينيه الحادتينّ ثمّ تحدث بنبرةّ بـاردةّ عميقةّ
ـ ما الذي تقوله ؟ ديميتري أنت من قتلته
اتسعتّ عيني ديميتريّ بصدمةّ تاركاّ ياقة قميص نايت لوهلة من الزمن لم يستوعب ما قاله نايت علىّ الإطلاّق و حينما فعلّ امتدتّ قبضته لا إرادياّ
ناحيته هذه المرةّ بإتجاه قـلبه مستعداّ لتحطيمّ ضـلوعهّ حينماّ ابتعد نايت عن مرمى هدفه بـخفةّ كي يديرّ يده خلف ظهره محاولا أن يضبط أعصابه
قـليلاّ بينما استمر ديميتري بالصراخّ قـائلاّ بحقد
ـ أنت من أجبرتني على ذلكّ أهنئك فطريقتك في التلاعب بعقول و قلوب الغير تستحق جائزة الأوسكار عليها ،
رمـقه نايت بهدوء كلماته مليئة بالحقدّ و الكره لقد وصل إلى درجـة من البغض لا يمكن قولها بالكلمات و لا حتى التعبيرّ عنها أشاح بوجهه بعيداّ
يمسح دماءّ من أسفل شفته ببرود هـذا غريب لكنّ بطريقة ماّ شعر بشيء يغـزو كيانهّ غـريبّ و أمر مربك أيضاّ عندها تنهدّ بهدوء إذ لم يرى أنه
توجد فائدة من مناقشته بعد الآنّ فلن يتفقا أبداّ لذلكّ استدار مغـادرا واضعا كلتا يديه في جيب سرواله ، قـال ببرودّ
ـ ديميتري أفضل أن أكرهك على أن أشفق عليك فلا تصغر في عيني أكثر من هذاّ ..
احتقن وجه ديميتري غضبا فمد يده بسرعة و أمسك معصم نايت ليديره بقوة ناحيتهّ بـعد ذلكّ أمسكه من كتفه يـنظر إليه بحدةّ في حين بقي نايت
على حاله شديد الهدوء قـبل أن يتفوه ديميتري بأي شيء اقتربت إليزابيث منهما قـائلة بتحذير
ـ يكفي ما قلتماه الآن .. ديميتري دعنا نغادر السيد فلادمير في انتظارنا تماما كما قلت لم ينتهي كل شيء بعدّ لذلكّ لنسرع إصلاح الأمر ، نايت
هلا فتحت المخارج ؟ لم يعد يوجد شيء للحديث بشأنه
عـم الصمتّ في القـاعة حينها بدأت دموع أليكساندر فيّ النزول دون أي إنذار كتم شهقاته و خبأ وجهه بين أحضان ماري التي لم تدري ما الذي
حدث بالضبطّ لكنها وضعت يدها على خصلات شعره الأشقرّ و هي تبتسم برقة محاولة أن تبث الآمان في قـلبه حينما استدار نايت لكي يرمق إليزابيث
بنظراتّ باردة حادة ابتسم بسخرية متحدثا بنبرة تهكمية مبحوحة
ـ هلا أسديت خدمة للجميع و أغلقت فمك ؟ لا أحد يريد أن يسمع رأيك لذا احتفظي به لنفسك ،
حدقت فيه إليزابيث بصدمة غير قادرة على الردّ عليه فزمت شفتيها محاولة الحفاظ على كبريائها و هي تعود للخلف بضعةّ خطوات كي تقف إلى
جانب ديميتري لم تكن تتوقع منه معاملة الملوك ليس بعد أن كشفت تحالفها مع ديميتري لكن ليس إلى هذه الدرجة من الاحتقار لقد كان مؤلما نظرته
المشمئزة نحوهاّ التزمت الصمتّ بعد ذلك في حين مد فرانسوا يد المساعدة لسوزي كي يسندها على كتفه بينما أمسكت كلير بأليكساندر مبتسمة له
بلطف قد تذكرت مرة الأولى التي التقيا فيها فبادرها أليكساندر الابتسامةّ بإرهاق شديد يجاهد لكي لا يفقد وعيه بينما بقيت ماري جالسة على الأرض
بهدوء حينما همست لها كلير بتوتر
ـ ماري ألن تفعلي شيئا ؟ نايت يبدوا غـريبا أعتقد أنه بحاجة لدعمك
هزت ماري رأسها نفيا بهدوء بأي حق يخولها الوقوف الآن في وجهه ؟ بأي كلام ستقنعه و بأي أفعال ستطمئنه ؟ هي تماما كأي شخص آخر
بهذه الغـرفة مجرد مشاهد آخر لا يملك الحق في التدخل و لا الكلامّ ليس لأنها لا تريد و حتما ليس لأنها لا تستطيع لكنّ لأن هذه اللحظة و هـذا الكلام
انتظره كلاهما طويلا ، نايت و ديميتري لا أحد يستطيع الوقوف في وجههما حتى لو أراد لأن هذا الوقت بذات مخصص لهما لوحدهما و من أجلهما فقطّ ..
عـائلة ماكاروف العـريقة و أفرادها ديميتري الـرجل الذي أعماه الانتقام فدفع كل ما يملك من أجله و نايت الرجل الذي أفقده الانتقام كل شيء يملك ،
..
فبأي حق يتدخلون ؟
__________________
  #84  
قديم 12-28-2015, 05:48 PM
oud
 
جزء السابع و الأربعين

~ قوانين نيكولاس ~


تـلكّ الليلة حينما انقلبت الموازين و لعب كل شخص دوره بمنتهى الدقةّ تخطّى البعضّ ذلك الخط الأحمرّ ليعبرواّ ناحية الممنوعّ لم يعد هناك فرقّ
بين الظالم و المظلومّ بين الخطأ و الصـوابّ هذّه الأمسية المظلمة انتهى الـرهانّ أعلن عن الفائزّ كذلك الخاسرّ حينها لم يعد هناك عودة للخلفّ فتح
نايت عينيه الداكنتين متذكراّ أحداثّ التي أدت إلى هذا التغيرّ ثم رسم على شفتيه ابتسامةّ بـاردةّ متهكمةّ ، عندّ إذن قطب ديميتري حاجبيه بعصبيةّ
لم يعد يحتمل البقاء هنا أكثرّ من هذاّ لذلك عـاد بضعةّ خطواتّ للخلفّ ثم نـظرّ إلى ساعته الحادية عشرّ ليلا ..
لابد أن السيد فلاديمير قد أرسل فـرقة أخرى لمساعدتهم فورّ إدراكه عدم وجوده معه و لن يدوم الوقت طويلاّ قبل اقتحامهم المكانّ جال بنظراتهّ في
الأرجاءّ لكي يتوقف حينما لمحّ أليكساندر الذي تمسكه كليرّ بحرص شديدّ ثمّ رمق ماري التي تقفّ بدورها إلى جانب فـرانسواّ تـنظر إليه بهدوءّ حالما
التقتّ أعينهماّ ببعضها البعضّ أشاحتّ وجهها بعيداّ حينها ابتسم ديميتري بسخريةّ ثم عـاد يركز نظراته علىّ نايت قد أعطى إشارةّ ما لأوسكارّ خلف
ظهره
ـ أذناك تسمع شفتيك تبتسم و عينيكّ تـرى لكن أخبرنيّ هل قلبك يصغي ؟ حينما ترجاك نيكولاس لمسامحتهّ حينما طلبت منه سكارليت ترك الانتقامّ حينما
أعربت إليزابيث عن حبهاّ نحوكّ ، حينماّ ترجاك بيترّ للعيشّ توسل لك جونسون من أجل فرصة آخرى حينما و حينماّ .. هل كنتّ تصغي ؟
رمقّ فرانسواّ إليزابيث بصدمةّ أكانت تخبره بكل ما يحدث فيّ القصرّ أكان ديميتري يعلم منذ البدايةّ بأي أمر يصير ؟ تـذكر ما حدث برفقة بيترّ ترجيه
المستمر لنايت بأن يترك الانتقامّ جانباّ محاولته تغير حياتهّ لماذا يعلمون بأدق التفاصيل عنّ نايت ؟ كشفّ معلوماتّ بمثل هذه السريةّ علانيةّ أمر لا يغتفرّ
حينماّ علا تصفيقّ نايت الهادئّ على كلماتّ ديميتريّ و هوّ يتقدم ناحيته قائلا بابتسامةّ باردة
ـ ماذا عنك ديميتري ؟ أتهاجمني و أنت أسوء مني بأميال ؟ تتهمني بالخيانة بالقسوةّ و أنت الأدرى من بين الجميع بالحقيقةّ ؟ إنك منـافق حقيقيّ إذ
أنك قد وقعت ضحيةّ لأكاذيب أنت وضعتهاّ فصدقتها..
أغلق ديميتري عينيهّ بهدوء محاولا الحفاظ على أعصابه إذ لم يكن يجيدّ يوما البقاءّ هادئا أمام نايت إذ أنه يستفزه حتىّ النخاع عـاد ينظر إلى ساعته
بعد ذلكّ نظر من حوله لكي تستقر عينيه على تلك الشاشةّ لم يعد هناكّ مكان للاختباءّ فصوره فيّ كل الأرجاءّ و لابد أن نايت سيحاول إثبات حضوره
لهذه الحفلةّ من أجل إلصاق المزيد من التهمّ به يـجدر أولا أن يعيد استعادة غـرفة المراقبة لكن كيف ؟ زفر بحدةّ ثم عـاد يرمق نايت بكرهّ قـالّ بعصبية
ـ افتح المخارج نايت لا رغبة لي بالحديث معك بعد الآن ..
هذا الحديثّ بالذاتّ لا يريد أن يعيد فتحه علىّ الإطلاقّ فما فائدةّ مناقشة أفعاله ؟ أكاذيبه الآن بعدما قد حدث ما حدث ؟ زفر بغيضّ عندما تقدم نايت
ناحيتهّ بخطواتّ هادئةّ كسولة ثم وقف أمامه لا يبعد عنهماّ سوى القليلّ بعد ذلكّ نظر إليه بعينيه الداكنتينّ ثم قـالّ
ـ للمرة الثـانية خسرت ديميتري لذا توقف عن اللعب .. لم يعد الأمر ممتعا
قطب حاجبيه بعصبيةّ لن يخسر أبدا فليسقط كلاهما أو ليرتفع كلاهماّ أن يفوز نايت مجددا احتمالية هذا غير موجودةّ حتى لو تطلب الأمر فقدان أعز
ما يملكّ فسوف يفعل من أجل الثأر منه سيفعل المستحيلّ ، تقدمّ منه بدوره ابتسم بّخفة قبل أن يرفع قبضته مجدداّ لكي يسددها نحوّ نايت الذيّ أمسكها
بكلّ هدوء حينماّ قـال ديميتري بحدةّ
ـ افتح المخارج اللعينة سحقا لك ..
لمّ يجبه نايت بل اكتفى بابتسامة متهكمةّ قد هز رأسه ببطءّ شديد نافيا طلب ديميتري الذي اغتاظ أكثر ما الذي يريده الآن ؟ أشاح بـوجهه بعيداّ حينما
لمحّ ضوءا أحمر اللونّ بدى كليزر حينها لا إراديا ضحكة بخفةّ أخيرا قرر فلاديمير الظهورّ بينما قطب نايت حاجبيه مراقباّ تلك النافذة بّعينين حادتينّ
قبل أن تظهر عليه ملامح الصدمةّ حينما قال ديميتري مجددا بنبرةّ ساخرةّ
ـ الإفراط في الثقة بالنفس مجلبة للخطرّ ..
بعد إنهاءه لكلماته المتـهكمةّ رفع يده دلالةّ على تحيةّ حينماّ أطلق الـرصاص على إحدى النوافذّ لكي يـعلوا صـراخ الكلّ بينما ضحك ديميتري بخفةّ هو
يمد يده ناحية إليزابيثّ التي أمسكتها بقوةّ بينماّ نـظرّ أوسكار إلى ويليام ببرودّ حينماّ صارت تلك النقطة الحمراء على قلب فرانسوا تماماّ قد جمد الأخيرّ
من الصدمةّ ، قـال ديميتري بّخبث
ـ الآن أريدك أن تسلم عزيزي أليكس قبلّ أن تصيب الـرصاصةّ قلب حارسك و هذه المرة سأحرص على إتمام مهمة جونسون
بقي نايت على حالّه هادئا بينماّ تقدم فرانسوا للأمام لكيّ يدفع كلير و أليكساندر خلفه بينما بقيت ملامحه نفسهاّ لم يكن مستغـرباّ جدا أن يقدم ديميتري
على فعل متهور مثل هذاّ لكن أن يكون هو ضحيته هذا ما لم يضعه فرانسوا أو نايت فيّ حسابهماّ ، ارتجف جسد أليكساندر برعبّ حالما وقعت عينيه
علىّ ديميتري لكي تـنزل دموعه دون إدراكه فأخفض رأسه بيأس قـائلا بنبرة مبحوحة خائفة
ـ أرجوك لا تفعل .. أنـا س
قبل أن يكمل كلامه رمقه ديميتري بنظراتّ غـاضبة حادةّ منبئة بما ينتظره منّ عقاب لكي يلتزم أليكساندر الصمتّ برعب و هو يتـجه لماري مسرعا
لكي يختبأ خلفها مغلقا عينيهّ إلى حيثما وجد الأمان في المرة الأولىّ بينما عض ديميتري شفته السفلى بعصبية واضحّة و هو يصيح قائلا بنبرة حادة
جعلت الكلّ يصدم منه
ـ لا تتصرفّ كالجبان و تـعال إلى هنا أو تظن أنك سوف تهرب مني ؟
ازداد ارتجاف جسد أليكساندر رعباّ لم يعد قادرا على الكلام حتىّ فبدأ بذرف دموعه دون قدرة له بينما نـظر نايت بسرعةّ إلى النافذةّ حيث كان يوجه
الإشعاع مباشرةّ إلى فرانسوا زم شفتيه بّعصبية هوّ الآخر ثمّ رمق بطرف عينه جثة جونسون المرمية بإهمالّ بعدّ ذلك نـظر إلى أليكساندر الذي يختبأ
خلفّ ماريّ ، حتى لو وجد أمرا ليفعله فسيكون قد تأخر الوقتّ زفر بحدة كاد أن يتحدث لما سبقته ماري قـائلة بّنبرة جادةّ و هـادئة
ـ لا تتهور كل كاميرات المراقبة مشـغلةّ و يستطيعّ نايت بأي وقت أن يبث ما يحدث هناّ مباشرةّ فهل تريد أن تثبت للعالم كلـه بأنك مجرم ؟..
رمـقها ديميتري بعصبيةّ و رفع يده بدون إرادته لكيّ يخبرها أن تكف هي عن تهورها حينماّ اعتبر سيد فلاديمير أنها إشارة أخرى لكي يطـلب من
قـناصه تغيير الـهدفّ ناحية ماريّ التي ظهرت الإشارة على جبينهاّ كانت لا تزال واقفة مكانها بهدوءّ تـرمق ديميتري بّجدية الذيّ و حالما رأى ا
لإشعاع موجه نحوها شحبّ وجهه كلياّ قـائلا بنبرةّ مصدومة
ـ ماري أيتها البـلهاء.. سحقـا لك
زفـر بعصبية قد ظهر التردد على ملامحه ليس هذا ما يريد فعله بكل تأكيد أسند رأسه على ذراعهّ بأسى حينماّ نـظرت نحوه إليزابيث بعصبية هي
الأخرى ما الذي يتردد بشأنه ؟ إنها ماري بحق السماء قتلها سيكون كقتل حشرةّ وجودها و عدمه واحدّ حينها اقتربتّ بخطوات سريعةّ للأمامّ كي
تـقول بنبرة حاقدةّ عالية
ـ ما الذي تنتظره ديميتري ؟ ضع تلك الحشرة في مكانها المناسب بحق السماء
رمقها ديميتري بنـظراتّ غـاضبة خطيرةّ لكنها لم تبالي بذلك بل أسرعت نحو أوسكار لكي تأخذ مسدس من بين يديه بكل قـوةّ و تصوب فوهته نحو
ماري هذه المرأة السيدة الثانية التي أخذت مكانهاّ ، عينيها مليئتين بالحقدّ و الكره صـاحت مجدداّ بعصبية
ـ إن لم تأمره بقتلها فسأفعل أنا ..
نظرت ماري نحوها بعينيها الواسعتين العسليتين كانت شـاحبةّ نوعا ما لم تكن هذه خطوةّ جيدة بالتأكيد هي دون أن تضطر لنظر خلفها تستطيع أن ت
شعر بّكلمات فلورا الصامتة المؤنبة لهاّ أو بعصبية فرانسواّ بخوف كلير و باضطراب كايل برعب أليكساندر المتمسك بها بكل قوةّ بقلق ويليام عليهاّ و
لم تحتج لأي حروف أو كلمات منّ أجل معـرفةّ ذلكّ لكنّ ليس لأنها تريد إثبات نفسهاّ أو لأنها متهورةّ قد فعلت هـذاّ بل لأنها .. زمت شفتيهاّ بعبوسّ
واضحّ قائلة بسخريةّ
ـ ما الذي تنتظرينه إليزابيث ؟ المسدس بين يديكّ أنا أمامك فما الذي تنتظرينه ؟ ألم تكوني تريدين التخلص مني سابقا ؟ حادثة انفجار السيارة قبل
الزفاف ، إرسال آرثر خلفي ، قبلاتك و حبكّ الجنوني لنايت ، منذ البداية كنت تريدين موتي فما الذي تنتظرينه أيتها البلهاء ؟
ارتجف المسدس بين يدي إليزابيثّ قد احتدت نـظراتها بكلّ حقد لم تعد تستطيع أن تفكر بمنطقية ، فعلا إنها هنا أمامها لا أحد يستطيع إيقافها فلماذا
تنتظر إشارة ديميتري ؟ لما لا تقتلها بنفسها ؟ هذه الوضيعة التيّ اعتبرتها نداّ لها التي أخذت نايت منها حتـى كايل لم يسلم منّها فحتى هو استطاعت
أن تستمليه إلى جانبها ، حيـنما صاحّ ديميتري بنبرة حادةّ
ـ إليزابيث لقد أمرتك أن تضعي المسدس اللعين جانبا فما الذي تنتظرينه ؟
استدارت إليزابيث نحوه تـحدق فيه بتوتر و ارتباك شديدّ قـبلّ أن تعود بنظراتّها إلى ماري الشاحبةّ ثمّ دون أن تكون لها قدرة الـرفض أخفضت المسدس
لكي يأخذه ديميتري من بين يديهاّ بعصبية بالـغةّ بعد ذلكّ رمق نايت المبتسم بسخريةّ لكيّ يتحدث بحدة
ـ لا تعتقد أنك تتلاعب بي مجددا نايت فلست أنا من يخدع مرتين و من نفس الـشخصّ ، لذا امسح تلك الابتسـامةّ الساخرة من شفتيكّ فلم أنتهي بعد ..
عينيه كانتا تـراقبان تحركاتّ نايت الهادئةّ الكـسولة بترقب منتـظرا أي خطأ يفعلهّ بينما هو بدوره يتقدم نحوه بـخطواتّ سريعةّ واثقةّ لكنّ أيضا مضطربةّ
قد فقد سيطرته على نفسهّ أو يظن أن بوجودها هناّ فسيتردد ؟ مـاري لا تعني شيئاّ له هي ليست أكثر من دمية يرغب امتلاكها لأنهّا و فقطّ ملك لنايت ،
زفرّ بحدة و لم يعد يقدر احتمال الأمرّ يظن نايت أنه يسير كل شيء حسبماّ يريد و فعلا هوّ كذلك فحتى لو لم يدركّ الآخرون ذلكّ إلا أنهم يسايرونه دون
دراية منهمّ ، قطب حاجبيه و قـال بنبرةّ عصبيةّ غاضبة
ـ عـودة ديميتري ماكاروف من الموت ؟ أو تظن أن هذاّ عنوان سيجلب اهتمام الصحافة ؟ أنت لم ترى شيئا بعد أيها اللقيطّ .. سأكشف عن قضية
نيكولاسّ سأفعل لكن كذلك عنّ الـرهان و عن خيانتكّ له أيضاّ عنك أنت الـطفل الغير شرعي له الذيّ فعل المستحيل من اجل إثبات نفسهّ استعمل كل
الطرقّ جميع الوسائلّ ليبرر غـايتهّ ، ..
نـظر إليه نايت بهدوء ثمّ أغلق عينيه لوهلة من الزمن أخفض رأسه هوّ يتلاعب بخصلات شعره الأسود من الأمامّ بكل عـشوائيةّ مستمعا لكلماتّ
ديميتري بعد ذلك رفـع مجددا رأسه و ابتسم ببرودّ قائلاّ بنبرة بـاهتةّ مبحوحةّ
ـ تـلك كانت قوانين اللعـبة ديميتري من يسرعّ في تنفيذ أوامره ينال استحسانه ، و أنا كنت مجرد لاعب فقطّ في قطعـة الشطرنج تلك مثلك تـماما
أو تظن أنه كان يحبك ؟ نيكولاس لم يحبب أحداّ لا أنا و لا أنت و حتمـا ليس والدتي أو والدتك لقد كنا نحن جميعا بمثابة تسليةّ ألم تدرك هذا بعد ؟
أشـاح ديميتري وجـهه بعيداّ قد أظلمت ملامحّه بأكملها متـذكرا تفاصيل تلكّ اللـعبة و القوانينّ التي أملاها عليهمّ نيكولاسّ كانت قـاسية أقل ما يقال
عنهاّ هز رأسه بسرعة نافيا هذه الأفكار و قبل أن يتحدثّ لاحظ نظراتّ نايت المستاءةّ قد أكمل كلامه بّنبرة حادة قليلا
ـ دعني أنعش ذاكرتك قـليلا، ما هو القـانون الأول من اللعبة ؟ لما اكتـشف نيكولاس كونكّ لا تأخذ أمر هذه اللـعبة بجديةّ ما الذي فعله ؟ أو اسم
سـيرينا يذكرك بشيء ؟
شـحب ديميتري كلياّ و بدأت أطرافه بالارتجاف اسم سيرينا بالطبـعّ كان هـذا اسم يعود لصديقته الأولى رفيقته طوال طفـولته كانت بمثـابة النور
لحياتهاّ و كانت أغـلى ما يملكّ ، كانتّ مخلصة لهّ أو هذا ما ظنه إلى غـاية أخذ نيكولاس لها منهّ سلبها منهّ كما لو كأنها لم تكن في يوم ما له أمام
عينيهّ رأى خيانتهاّ
كعـادتهّ فـتح البـاب المؤدي لغرفةّ نومّ نيكولاس كي يسلمه تقريره عن الحفلة السابقةّ زم شفتيه بعبوسّ و هو يـرى نـايت الفتىّ ذو الـرابعة عشر
من العمر يقفّ في أحد الزوايا المظلمة ممسكاّ بمسجل ما يستمع إليه بشرودّ فتوقف ديميتريّ قـليلاّ بترددّ ثمّ اتـجه نحوّه وضع يده علىّ كتف نايت
قـائلاّ بنبرة ساخرةّ متهكمة
ـ ماذا بك كأنك رأيت شبحا ؟
حينها أجفل نايت بقوةّ و استدار نحوه مسرعاّ كان وجهه شاحبا للغـايةّ رأسه مضمد قد تسللت بضعةّ خصلات على جبينهّ من خلف الضمادةّ كان يبدوا
مرتعبا فتحّ شفتيه لكي يتحدثّ لكنه ألتزم الصمتّ هوّ يستدير مغـادراّ حينها هزّ ديميتري كتفيه بعدمّ مبالاةّ و هوّ يتجه إلى غرفة نيكولاس مصفراّ ببرودّ
سوف يسلم تـقريره ثم سوف يعودّ للعب بأعصاب نايت مجدداّ ، هذا ما ظنه و هـذا مـا قالهّ عـندما فتحّ البابّ لكي يـرى رفيقته الوحيدةّ آخر من تبقى
له تـقبل نيكولاس بشغفّ بينماّ كان الأخير جالساّ على سريره تـاركاّ لها حريةّ فعل ماّ تشاءّ ارتجفّت أناملهّ بقوةّ عندما لمحه نيكولاس لكي يدفع سرينا
بعيدا عنهّ بخفة قبل أن يضع ذراعيه حول خصرهاّ العاري قـائلاّ بنبرةّ خبيثةّ ضاحكةّ
ـ ما الأمر ديميتري ؟ هل رأيت شبحا ؟
،ارتجفّ كيانه بأكملهّ و نـزلتّ دمعـة وحيدة كانتّ معلقة على رموشهّ لكي تتسلل و تأخذّ طريقها من بينّ وجنتيهّ إلى أسفل ذقـنهّ حينهاّ ركض أوسكار
فـجأة مسرعاّ إلى نايت و سحبه من يـاقة قـميصه نحوه قـائلاّ بعصبية حادةّ
ـ هل أنت بشر ؟ ألا تـدرك مدى ..
رمـقه نايت بهدوءّ ثمّ أشـاح هو الآخر وجهه بعيداّ هل أنت بشرّ قـال كمّ من مرة أضطر إلى سماع هذه الكلماتّ ؟ نـظرّ مجددا إلى ديميتريّ الذي يجاهد
نفسه كي لا يفقد أعصابه و أن لا يستسلم إلى ذكرياتّه حينهاّ تغيرتّ ملامح نايت لكيّ يظهر اليأس عليهّ و بـحدةّ دفع أوسكار بعيدا عنه لكي يخطوا
خطواته نحوّ ديميتريّ لكمـه بقوةّ في معـدتهّ ثم أمسكه قـائلاّ بعصبية
ـ مـا الذي فعله نيكولاس لكي يستحق ولائك ديميتري ؟ أي جانب منه تـراه يستحق الإعجاب ؟
دفـعهّ إلى الجـدار الذيّ خلفه لكي يرتطم جسده بقـوةّ عليه قد ظهرت عليه تعـابير الألم الشديدّ بينما عينيه السوداويتين كانتا تراقبان نايت بـنوعّ من
الـحيرة الـصدمةّ و عـدم الـرغبةّ في الاستماعّ حينها ازداد غـضبّ نايت لكيّ يـلكمه مجدداّ قـائلاّ بنبرة حـادة مبحوحـةّ عـالية
ـ لمـاذا تـسعى خلفي ؟ لمـاذا تـريد قـتلي ؟ بـحق السماء لمـاذاّ و نحن إخوة ؟ أنـا لا أفهمك .. أنا حقا لا أستطيع فهمّك بعد الآن
ضعفتّ قبضـة نايت شيئاّ فـشيئا قد ابتعدّ عن ديميتريّ بخطواتّ بطيئةّ ممسكا برأسه قدّ ضعف تنفسه أيضا قد مـرتّ تـلك الذكرياتّ عليه كماّ لو كأن آلاف ا
لأسهم تخترقّ ظهره ، ظهر من بين عينيه نيكولاسّ رجل في منتصف الثلاثينات ينـظرّ إليه من أسفلّ عينه بابتسامة تعـلواّ شفتيه وجههّ المتهكمّ و الـساخرّ
قدّ أشـار على شيء مـا قـائلاّ بنبرتهّ الخبيثةّ الضـاحكةّ
ـ ناي ما رأيك بـزياتنا ؟ هل نالت إعجابك ؟
كـانّ وجهه شـاحباّ بالكاد يستطيـعّ الكلام هو يـرى والدتهّ معـلقة بحبل إلى أعلى السقفّ في تلكّ الغرفة البسيطةّ ، مـدّ أنامله المرتجـفةّ للأمام كي يمسك
بيدها لكنّ و حالما لمست بشرتهّ بشرتهاّ الجافةّ أعـاد يده لا إراديا إلى الخلفّ كاتمـاّ صوت شهقته كيّ يخفض رأسه للأسفلّ حينما اقترب نيكولاس منّها و
هو يحيطّ خصرها بذراعه قـائلاّ
ـ لقد قـالت أعد لي نايت و إلا سوف انتحر .. أعتـقد أنها كانت جادة في كلماتها للأسفّ ، أنظر إليها ناي ألا تـبدوا مضحكـة ؟ تهددني بالانتحار ؟ أو لا تدري
أن حياتها مقـارنة بالحشرةّ فهي أقلّ بالنسبة لي
ضحكّ بـخفةّ و هو يّحرك خصلات شعرهاّ الأشقر بعشوائيةّ حينما رفـع نايت رأسه نحوهّ نـظر إليه بعينينّ بـاردتين للغـايةّ حادتينّ و باهتتينّ حركّ
رأسه للجهة اليمنىّ قليلاّ منحنيا إياهّ قد ظهرت على شفتيه ابتسامةّ غـريبةّ بينما كان جسده بأكمله يتوقّ لقـتله لنزعّ تلك الضحكةّ من فمهّ لإيذاقه طعمّ
الموت و لجـعلّ جسده ذاكّ يصمتّ للأبدّ أن يتوقف عن التنفسّ ، تـحدث بنبرتهّ المبحوحةّ الغـريبة
ـ أخبرني نيكولاسّ ما الشيء الأحب إلى قلبك ؟
رمـقهّ نيـكولاسّ باستغراب بعدّ ذلك ابتعد عن سكارليت التيّ قررتّ أن تأخذ حياتهاّ في غـرفته هوّ لعل هذاّ سيجـعله يّرتعب قليلاّ لعل هذاّ سيجعله يتذكر
ما فعلهّ لكن هيهتاه ، تـقدم من نايت بخطواتّ كسولةّ قـائلاّ ببرود
ـ أنا ؟ .. الـثـروة ، الـشهرة ، المـالّ لقدّ أحببت الأشياءّ التي لا يمكن إيذائهاّ لكن لماذا تسأل ناي ؟ أتـريد أن تأخذ أغلى ما أملك ؟ هل تـريد أن تطبق
قانوني علي أنا سيده ؟
ازدادت ابتسـامة نايت اتساعاّ و غـرابةّ أقـال يريد أن يطبق قانونه عليهّ ؟ هز رأسه نفياّ و قد بدأت يديه بالارتجاف أكثر فأكثرّ متلهفتين لأخذّ دمه
كي يتحدث بنبرته المبـحوحـةّ الغريبة
ـ لا على الإطلاقّ .. أنا لن آخذ ما تـملك بل سأجردك منه ، شهرتك مالك ثروتك و كبريائكّ سوف أجردك منـهم جميعاّ
ضحكّ نيكولاسّ بـخفةّ و حرك خصلاتّ شعره الأسود بّعشوائية لكيّ يبتعد مغـادراّ قد رفع هاتفه ليتصلّ ببيتر لآخذ جثة ابنتـه الهاربةّ حينما أغلقّ الباب
خلفهّ تقدم نايت بخطوات مرتجفةّ متعثرةّ لجسد والدته بّعناية شديدة نزعّ ذلك الخيط الملتف حول رقبتهاّ كي يضعهاّ أرضا نـظرّ إليها بعينين واسعتينّ
مصدومتينّ ثمّ أخفض رأسهّ ببطءّ قبل أن يضعه علىّ صدرهاّ مقاوما دموعهّ ، يريدّ تأنيبهاّ لماذا فعلت هذاّ و هي تعلم جيداّ أن نيكولاس لا يباليّ بها ؟
يـريدّ لومهاّ لما وقعت فيّ حب رجل مثـله ؟ يـريدّ توبيخهاّ لما أنجبت طفلا مثـله ؟ لماذا أحبته ؟ لما تـريد استعادته ؟ لما أنهت حياتها ؟ ..
أمسك نايت برأسهّ بقوةّ أجل سره الصغيرّ السرّ الذي لا يعلمه أحد سواه و نيكولاسّ و بيترّ ، سرّ وفاة والدته الحقيقيّ لم تكن وفاةّ طبيعيةّ بل كانت
انتحارّا نيكولاسّ دفعها لذلّك شحبّ وجهه بأكملهّ فاستدار بهدوءّ مقاوما صداع الذي انتباهّ كي يتحدث بنبرةّ باردة
ـ فـرانسوا افتح الأبواب ..
بـعدماّ قال أمره أومأ فرانسوا بالإيجابّ منفـذا بينما رمقه ديميتريّ بعصبيةّ قبل أن يستدير هوّ الآخر فأمسكه أوسكارّ من ذراعها جاذبا إياهّ إلى المخـرجّ
خلفهما كل من آرثر و زوجـته و إليزابيثّ التيّ ألقت نظرة أخيرة على كلا رجلي لبييرّ قبل أن تختفي عن أنظار الجميـعّ .. بينماّ و حينما وصلّ ديميتري
إلى البـوابةّ استدار مجدداّ نحو نايتّ الذي أعطاه ظهره ثـمّ قـال بهدوء
ـ أنت تفهمني جيـدا .. و أنا أيضا فلا تسألني و أنت مدرك للإجابة
__________________
  #85  
قديم 12-28-2015, 05:49 PM
oud
 
غـادر بعد ذلكّ مدركاّ هو الآخر أن الأمر لم ينتهيّ بعد لقـائهماّ القـادم سيكون نهائيا سيعلن الخاسرّ للملأ كذلك الفـائزّ بينماّ و حال مغـادرتهمّ
استند نايت على الجدار الذيّ خلفه بإرهاق أغلق عينيهّ لوهلة من الزمنّ قد سقطت خصلاته على جبهتهّ كز على أسنانه بقوةّ ، الـرجل الذي فقد
كل ما يملك أي فوز هو هذا ؟ تـلكّ الصورة لا تزال راسخةّ بذهنه تـلكّ الكلماتّ و الضحكـةّ الساخرةّ أي فوز هو هذّا ؟ الحـقيقةّ لم يفز أحد منهماّ ..
حينماّ شـعر فجأة بوجود شخص ما فتح عينيه ببطءّ لكي يـرى ماري جالسة على ركبتهاّ أمامه كانت تنـظرّ إليه و الدموع تملأ وجههاّ المحمر فابتسمّ
بهدوء لا يدري إن كانت ابتسامته هذه رثاء على حاله أم شفقة على غـيره و قبل أن يقول أي شيء رمتّ ماري بـذراعيهاّ حوله تـضمه بقوةّ إليها
لكي يصبح رأسه علىّ كتفها كانت تبكيّ بصمتّ دون توقف
سقطتّ يديه علىّ الأرض كذلكّ جسده قدّ مال ناحيةّ ماري الممسكةّ بـه قدّ أغلق عينيه أخيراّ حينماّ نـظرت إليه كلا من كلير و فـلوراّ بقلقّ ، تـحدثت
الأخيرةّ بـرعب و هي ترى جسده الساكنّ
ـ يـا إلهي ما الذي حدثّ له ؟ فـرانسواّ ويليامّ اتصـلوا بالإسعاف فـورا
أومأت ماري نفيـا بابتسـامة باهتةّ تـعلوا شفتيهاّ هي تخللّ أناملها الطـويلةّ في خصلاتّ شعره الأسود النـاعمةّ بكل هـدوءّ و رقةّ لكي ينتـظمّ تنفـسه
أكثرّ و تغـادرهّ تلك النـظراتّ الحادة التي علتّ وجهه طوالّ هذه المـدّة فظهرت ملامحـّه الهادئةّ الجـذابةّ للعيانّ بدونّ بـرودّ أو غـضبّ كان هادئاّ للغايةّ
حينماّ تحدث فـرانسواّ قـائلاّ بنوع من الـراحة هو يتقربّ من سيده
ـ لم ينم السيد نايت منذ ما يقارب أربـعة أيـام و لم تكن وجباتـه منتظمةّ على الإطلاقّ مما يسبب هبوطا له فيّ الضغطّ ، هـذا ما يحدث له دوما لما يجهد نفسه ..
نـظرت إليه فـلورا بصدمةّ أو شخص يستطيع الصمود دون نـومّ أو أكل طـوال أربعة أيـام ؟ عـادتّ تنظر نحو نايت النـائم بعمقّ ثم هزت رأسها نفياّ
غير قـادرة على استيعابّ تصرفاته المجنونةّ كي تـجلسّ هي الأخرى بجانبّ ويليام و كـليرّ أرضاّ كذلك فـعل فرانسوا و سوزي بينما اقترب أليكساندر
من ماري أخذ ينـظر نـحو نايت بنوع من الفـضولّ و السـعادةّ ، قـالت سوزي بنبرةّ هـادئة
ـ ما الذي سنفـعله الآن ؟ إليزابيث خائنة أخذت كل ممتلكات السيد كايل أما السيد نايت فـلا أعتقد أن صحته ستسمحّ له بالاستمرار حاليا في خططه و
القصر في حـالة فـوضى .. إن كل شيء مدمر
التـزم الكل الـصمت بعدّ ذلك قد تـوجهت أنظار سوزي إلى كايل الذيّ يقف بجانب الجدار ينـظرّ نحو نايت بنوع من الذنب حالما قـالتّ جملتها تلكّ وضع
يديه في جيب معطفه مستعـدا للمغادرة حينما ّتحدثت ماري بنـبرة لطيـفة
ـ كـايل ما الذي تـريد فعله ؟
توقفّ عن السير كي يستدير ناحيتها تذكر تحذيرها له عن خطورة إليزابيث و أنه مهما تغير الزمن سيكون مجرد الخيار الثاني لها لم يكن أبدا الرجل
الأول في حياتها و لن يكونّ ليس حاليا على الأقل تذكر نبرتها الجـادةّ تماما مثلما هي عليه الآن تـخبره أن يتوقف عن حبهاّ يا ليته استمع إليها يـا ليته
نـظر أكثـر نحو نايت كفرد من العائلة لا عـدوّ لكن ما فائدة الندم الآن ؟ تـردد كثيراّ قـبل أن يشيح وجهه بعيدا قـائلاّ
ـ لم أعد أملك الحق في التصرف بعد الآن ماري .. لقد كنت محقة لست سوى الخيار الثاني لا بل لم أكن من قـائمة اختياراتها منذ البـدايةّ ، لذا سوف
أعـلن انسحابي لقد خسرت فرصةّ مواجهة نايت كذلكّ كبـ
قبـل أن يكمل كلامه لاحـظ دموع ماري التي استمرت بالنـزول على خدها دونّ توقف ففتح عينيه على وسعهماّ بـصدمة فأخفض رأسه كاتمـا دموعهّ
لكنه لم يستطعّ ليس و هي تـنظر إليه بتلك الـطريقةّ، إنها تفهمه لا بل هيّ في مثل موقعه أليس هو من اقتبس كلماتها الآن ؟ كلاهما لم يكن أبدا الخيار
الأولّ قبل أن يـدرك ما الذي يـفعله وجد نفسه يتـقدم منها قـائلا بنبرةّ متألمة محـطمةّ
ـ أنـا أسف .. حتى و أنا أعلم بخيانتها استمررت بحبهاّ أدرك حماقتي أدرك غـبائي لكن لم يسعني التوقفّ مـاري ، أخبريني أي طريق علي أن أسلك الآن ؟
تحاشت سوزي النـظر نحوه قد حطمها رؤيته بينما أخفض فرانسوا رأسه للأسفلّ بنوع من الندمّ أو ليس كايل سيدهما أيضا ؟ لماذا لم يحاولوا إبعاد
إليزابيث عنه ؟ في حين بدأت كلير بالبكاء معـه عندما وقفت ماري ألم يكونا صديقين قـبلا ؟ ألـمّ ينصحها قـبلا ؟ ألم تـرشده هي بدورها أيضا ؟ مـدتّ
يدها نحوه ممسكةّ بـيده قـائلة بهدوء
ـ أي طريق تقصد ؟ أنـت كايل لبيير أيها الأحمق سوف تستعيد أملاكك بيديك هاتين ..
بـعد ذلك ابتسمّت بخفة و هي تـغمز له نـظرّ إليها لوهلة من الزمن بصـدمةّ قـبل أن يـلف ذراعيه حول جسدها ضاما إياها لصدره بينما ضحكت ماري
بخـفةّ هي تـطبطب على ظهره كالطفـل الصغير حينما تـحدث كايل بـنبرة هامسة لا تكاد أن تسمعّ
ـ مـاري أي خطأ ارتكبت ؟ ..
صمتتّ لـوهلة من الزمن كأنها تسأل نفسها هـذا الـسؤال كمّ يبدوا مـؤلما الحـب من طرف واحد لكنها لم تعد تـبالي بعد الآن تـعلم جيدا أنها ليست
طرف في حياة نايت تماما كما يعلم جيدا كايل أنه لن يكون أبدا رجـل المناسب لإليـزابيث قـد تـبدوا هذه الحقيقة مـؤلمةّ واقعية للغـايةّ لكنها تكفي بأن
تـجعلهما يمضيان قـدماّ حتى لو لم يرد هذا القلب ذلكّ لكن لابد من هـذاّ ، فهمست له ماري بنبرةّ هادئة
ـ لقد أحببت الـشخص الخطأ و هـذا ذنبك ..
بعد ذلك ابتسمت بخفة حينمـا تـركها كايل قد ضعفت قبضتـه تنهد بـقلة حيلة ثم ابتسم هو الأخر لأنه لم يعد يملك شيئا يـفعله لقد خسر كل شيء حافظ
عليه طـوال حياته الآن بعدما فقد حبـه أمواله لا يستطيع سوى الضـحكّ لحاله حينمـاّ جـذبته فلورا من ذراعه و هي تسحبه لجانبها كي تجبره على الجلوسّ
معهم قـائلة بنبرة متسـائلة
ـ بالنـظر إليك عن قـرب أنت تـبدوا وسيما للغـاية يمكنك الحصول على أي فـتاة تـريد فـلماذا أنت تعيس على التفات واحدة لك ؟
رمقهـا ويليام بـصدمةّ قد تـلعثم محاولا إيجـاد الطـريقة المناسبة للانسحاب من هذا الحديثّ دون جرح كايل لكن فـلورا لم تـبالي فعلا بذلكّ بـل دفعته
للجلوس مجبرا بجانبهاّ واضعـة يدها على كتفه قـائلة بنبرةّ جـادة
ـ اسـمع نصيحتي الفـتيات لا يحببنّ الـرجال الذين يـ
قـبل أن تكمل كلامها دفعها ويليام بـقوة بعيدا عن كايل و هو يضع يده على فمها يحدق فيها بنظراتّ غـاضبة بينما استمرت فـلورا بالكلام محاولة
الفـرارّ من قبضة ويليام الغـاضبّ حينما علت ضحكاتّ الكل ، عـادت ماري لمكانهـا تـنظر نحو نـايت النـائمّ بمشـاعر مضطربةّ لم تنزع عينيها عنهّ
طوال فترة حديثهم لما رمقتهـا فلورا بسخرية قـائلة
ـ يمكنك تقبيله لا بأس لن نخبره ..
استـدارت بـسرعة ناحيتهاّ قد احمرت وجنتيها بشدة ثم نفـتّ بشدة و هي تهز رأسها يمينا و شـمالا بينما كـتم كل من فـرانسوا و سوزي ضحكاتهما
في حين أدعى أليكساندر عدم سماعه أما كايل اكتفى بابتسامة خفيفةّ عـلتّ شفتيه لما قطب ويليام حاجبيه بقليل من العصبية و هوّ يضربها بخفة على
رأسها قـائلا
ـ ألا يمكنك التزام الصمت قـليلا ؟
هزتّ فلورا كتفيها بـعدم مبالاة الجميـع يعلم أنها تفعل هذا عن قصدّ لإزاحة بصمات الأحداث من ذكرياتهم قـليلاّ لكن يبدوا أنها لم تنـجح فـعلاّ فهاهو كـايل
يعود لجمودّ قد وقف مغـادرا معتـذرا منهم بينما استدعى فـرانسوا الطـبيب إلى الـقصر حرصا على سـلامة صحة نايت و أرسل سوزي إلى المستشفى
من أجل إصابتها في حين غـادر ويليام القـاعة بـرفقة فلورا ، هـذّه الـليلة لم تكن لتمحى ذكرياتها منّ أذهانهم تـلك الأحداثّ تلك الأسرار ستبقى حديـثّ
الأنفـس فيما بينها ..

/

بعد مـرور يـومين على أحداث حفـلة إليزابيث الخيـالية عـادت أوضاع القصر إلى ما كانت عليه سابقا هادئةّ و خـالية من أي صـوتّ كأنه لم يسكنه
شخصّ قطّ بينما تـولت الصحـافةّ ديميتري كطبقّ رئيسي قد تـم اتهامه بـعرقلة حفـلة إليزابيث كما تم اتهامه بإنفجارات حفـلة فلاديمير كذلك فتحّ التـحقيق
حول قضية موت نيكـولاس الـغامضة بمشتبهين جدد أما بالنسبة لاجتمـاع شركة لبيير فقد تم تـأجيله إلى أجل غـير مسمى أو إلى حين استعادة القصر
أوزانه ..
انتـقل كل من ويليام و فـلورا إلى القـصر قـلقا على ما قد يحدثّ مجددا بينما زار الطـبيب نايت الذي استغرق في النوم طـوال هذه المـدةّ قد طلب منهم
جميعاّ أن يدعوه يجتنب العمل قدر الإمكان أو إلى غـاية شفاءه على الأقلّ في حين تـكلفت سوزي بـرعاية أليكساندر مـراقبته ..
صباح اليـوم الثالث كانت تـجلس وسط تلك الطـاولة في كرسيها بهدوء تقرأ عناوين الجـريدةّ الكل يتحدث عن عودة ديميتري ماكاروف و كونه يسعى
لأخذ أملاك نايت فتنهدت بقلة حيلة و هي تضعّها جانبا لكي تأخذ فنجان القهوةّ ارتشفت القـليلّ منه حينما شـعرت بشيءّ ما يقف برقبتهاّ مانعا إياها من
الأكلّ قطبت حاجبيها بـنوع من الاستغـرابّ حالما داهمتها نـوبة ما سقط فنجان القهوة من بين يديها على الأرضّ مصدرا ضجيجا في تلك الغـرفة الخاليةّ
بينما أخذت تـكح بقوة دون توقف كمـاّ لو كأن شخصا ما يخنقها بتـوتر أخذت تـبحث عن المـاء حالما وجدتـّه ارتشفت أكبر كمية يستطيع جسدها احتمالهاّ
قبل أن تـضع رأسها بإرهـاق على الطـاولة ..
ـ صبـاح الخير مـاري
لم تضطر ماري لرفع رأسها كيّ تـعلم من القـادمّ ففقط من خـطواتها الـمسرعةّ أدركت أنها كلير غلوري التي صـارت تترددّ على القصر بـكثرةّ و قـبل أن
تتفـوه كليرّ بأي كـلمة أخرى رفعت ماري يدها قـائلة بنبرةّ متـعبة
ـ لا أذكر آخر مرة رأيت فيها فرانسوا و لا أعلم مكانه لذلك لا تسأليني من فـضلك
احمـرت وجنتي كلير إحراجا ثـم اقتربت بخطوات مترددة نـحوّ ماري كي تجلسّ بجانبها بينما غـادرت الخادمة التي رافقتها خارجاّ مغـلقة الأبواب خلفهماّ
حينماّ حركت كلير خصلات شعر ماري البني بّقليل من الـتوتر قـائلة
ـ هل ذلك واضح ؟
رمقتهـا ماري بنصف عينها كي تلاحـظّ ملابسّ كلير قد كانت ترتدي فستانا وردي اللون مع معطـف أبيض و قبعة في نفـس اللون أحمر شفاه وجنتين
محمرتينّ و ابتسامة خـجولةّ فتنهدت ماري بـقلة حيلة و هي تقـول ببـرود
ـ حتى الأعمى يستطيع أن يرى ذلك ..
شهقـت كلير بـرعب هل هـذا يعني أن فرانسوا مدرك لحقيقة مشـاعرها أيضا ؟ بالطبـع سيفعل فحتى آرثر قد لاحظ نـظراتها نحو فرانسواّ هل ما فعلته
مبالغ فيه قـليلا ؟ لا تـصدق ذلكّ وقفت مسرعة و بخطوات متوترة عـبرت الـغرفة لما تـحدثت ماري بهدوء
ـ أو سوف تغادرين ؟ جميـع الكاميرات قد التقطت مجيئك و حتى الآن حديثنا يتم رؤيته في غـرفة المراقبةّ لذا اعتـقد أنه ..
قبـل أن تكمل كلامها شهقت كلير بـرعب أكبر و هي تدير برأسها في كل الأرجاءّ بينما قطبت ماري حاجبيها و رفعت رأسها بنوع من الضجرّ ثـم أشارت
على جهة ما خـلف تـحفة أثرية ماّ لكي شحب وجه كلير كلياّ ماذا إن كان فرانسوا الآن في غـرفة المراقبة ؟ قد يكون استمع إلى كل حديثهاّ ما هذا إحراج
الذي تعرض نفسها إليه ؟ فأمسكت بكتفي ماري لتهزهما بـقوة قائلة بخوف
ـ لماذا لم تخبريني ؟ و أنا .. يا إلهي ما الذي علي فعله الآن ماري ؟
فتنهدت ماري بأسى قد استسلمت أخيـرا فرفعت رأسها كي تعتدل في جلستهاّ و تنـظر نحو كلير بـعينين واسعتين عسليتين بـعد ذلك هزت كتفيها بعدم
مـعرفة و هي تقول بّضحكة
ـ أنت تـسألين الشخص الخطأ هنا ، فـأنا لا أفقه شيئا في هذه الأمور لذا ..
وضعت كلير يدها على فم ماري بـسرعةّ حينما لاحظـت خـطوات تتقدم نحوهما قبل أن يفتح البـاب على وسعه من قبل الخـادمةّ لكي يـدخل كايل
إلى الغـرفة مرتديا ملابس نـومه منـزلا شعره للأسفل و يحمل كوب شـاي ساخن بين يديه قد ظهرت هالات سوداء تحت عينيه على عكس مظهره الأنيق
الدائـمّ ، جلس على الطـاولةّ باكتئاب واضح حينما وقعت نظراته على مـاري ألقى تحية مهمهما ثمّ أكمل فـطوره و هو يـنظر نحوها بـنوع من الـكسل
و الضجرّ ..
تـوترت كلير في حـضوره كيف لها أن لا تفعـل و كـايل أمامهـا بالـرغم من أنه يبدوا أقل جدية و تستطيع الانسجام معه إن حاولت لكن حتى لو فـهو بعيد
تمام البـعد عنها كأنه في عـالم مختلف للغاية و الجميع يعلم من جـعله هكذاّ ، فـجلست بجانب ماري بارتباك ملتزمة الصمت حينما قـال كايل بنبرة فيها نوع
من الاهتـمام لم يكن ليظهره سابقاّ
ـ كيـف حال نايت ؟ هل استيقظ بـعد ؟
هـزت ماري رأسهـا نفيا لكي يصدر آهة تـدل على استيعابه حـالة نايت ليست غريبة عليهم إذ أنها ليست المرة الأولى التي يحدث له هـذاّ لكن و بعد أحداث
تـلك الليلة فـهم بأمس الحاجة إليه خصوصا بهذا الـوقت الضيق تنـهدت كليرّ بأسى و هي تنفخ وجنتيها بقليل من الضجر حينما استدار كايل ناحيتها ابتسم
لا إراديا و هو يسند رأسه على ذراعه قائلا بنبرة كسولة
ـ كـلير أليس كذلك ؟ .. قد يبدوا هذا متأخرا لكن سعدت بلقائك أدعى كايل لبيير تـشرفت بمعرفتكّ
و ابتسـم بكل هدوء لكي تحمر وجنتي كلير خجلاّ و إحراجاّ بعد أن أومـأت بالإيجاب هامسة بمدى سعادتها للقـائه هي الأخرى لكن بالكاد استطاع أحد
سماع كلماتها في تلك الـغرفةّ ، وقفت ماري فجـأة بهدوء مبعدة كرسيّ للخلف ثم قـالت بضحكـةّ
ـ أعـذراني سوف أذهب لأطمئن على نايت قـليلاّ ، هل ستأتيان معي ؟
هـزت كلير رأسها نفيا بشدة نـايت على عكس كايل تماما هو يبعث جوا من الـتوتر و الارتباك من حوله فـلا يترك لمحدثه فرصة للاسترخاءّ بالـرغم من
أن نايت بنفسه يبدوا مسترخيا طوال الوقت إلا أنه لا يمنح هذه الـميزة لمن حوله زمت كلير شفتيها بأسى كم كانت تـريد رؤيته في ملابسه العادية نائمـاّ
كي تستغرق النظر في ملامحـهّ خصوصا عينيه الحادتين لكنّ للأسف لا تملك الجرأة لفعل ذلكّ حتى و هو نائمّ ، بينما رفع كايل يده لكي لا تسأله فحتى
الآن لا يستطيع مواجهة نايت بعدما حدثّ لكي تتحدث ماري بـابتسامة واسعة
ـ هيـا سيكون الأمر ممتـعا ..
تـرددت كلير كثـيرا قبل أن توافق و هي تقف بدورها خلال سيرهماّ لاحظ الكـل التغير الذي أحدثه فـرانسوا في القصرّ بـعد رحيل إليزابيثّ فقد عين حـراساّ
جدد في جميع الأنحاءّ كذلك معظم الخدم و من كان وفيا لإليزابيث أو تمت ملاحـظة أي تصرف مشكك حوله فقد تم طـرده نهائياّ قد أعيد تركيب كاميرات
في كل الـزوايا .. أيضاّ ركب جهاز حـماية جديد تشرف عليه سوزي بنفسها ..
وقفت مـاري أمام البـاب الذي وضع فـرانسوا بجانبه حارسين من أوفى رجاله ثم فـتحته ببطءّ لكي تندفع ريـاح بـاردة للغـايةّ فارتجفت أكتاف كلير لكي
تتوقف رافضة الدخولّ بينما عـبرت ماري الـغـرفة المظلمة بخطوات هـادئةّ ثم جالت بنظراتها لكي تلاحـظّ شرفة المـفتوحةّ ستائرها تعـلوا مع هبوب
الرياح نـظرت إلى السرير حيث كان نـايت نـائماّ بكل استرخاء وقفت مكانها قد ارتكزت عينيها عليه ، بـدون قصد أحبته ، و من دون أي سـوابق عـشقته
و من دون أي أسباب صـارت حياتها ترتكز عليهّ فقط هو و له من أجله .. ابـتسمت بخفـةّ من المؤسف أن هذه كانت مجرد تمثيلية بالنسبةّ له فمعه تختلف
أدق تفاصيل حياتها اقتربت أكثـر منـهّ لكي ترفع الغطاء جيدا نحو جسده بـعد ذلك جلست بجانبه
ـ عـاجزة عن الاستسلام لواقع لا يـحتويك فأين أذهب ؟
رفعت يدهـاّ لكي تحرك خصلات شعره الأسود بـعشوائية بضحكة علتّ شفتيها بعد ذلك استدارت بخطوات خفيفة لا تكاد أن تسمع اتجهت إلى الـشرفة
كادت أن تغلق أبوابها لكنهـا توقفت اقتربت أكثـر ثم وضعت يديها على الحافة نظـرتّ للأسفل قبل أن تتنهد بقلة حيلة استـدارت للخلف موجهة عينيها
فجأة احمرت وجنتيها إحراجا و خجلا لما تذكرت كلمات فلورا لها قـبليه فلن نخبره كلنا نعـلم أنك تريدين ذلك ابتسمت بـحيوية كي تتوجه نحو بخـطوات
خافتة لا تكاد أن تسمع
وقفت أمامه ثم أمسكت هاتفها أخذت صورة له هي تضحك بخفةّ قـبل أن تنحني أكثـر نحوه ما تفعله خاطئ هي مدركة لذلك لكن ستسمح لنفسها بتصرفها
المتهور هـذا نـظرت نحو ملامحه الهادئة المسترخية ثم إلى خصلات شعره الأسود ضحكت مجددا بخبث
ـ يـا أميري النائم سأنقذك بقـبلة الحياة ..
اقتـربت أكثر منـه حينمـا لم يعد يفصل بينهما سوى أنش أو اثنين فتـح باب الغـرفة على وسعـه قد خطى فرانسوا إلى الداخـل خـلفه كلير التي تبدوا
مـرتبكةّ الأرجح مما أخبرتها ماري سابقا عن أن الجميع يدرك حقيقة مشاعرها نحوهّ و أن حتى الأعمى يستطيع أن يرى ذلكّ لما تحدث فرانسوا بنبرةّ
منزعـجة نوعا ماّ تخللها سـخرية و التهكم الشديدّ محدثا إياها فيها
ـ ألا تملكين شيئا أكثر أهمية لتفعليه ؟ كالدراسة مثلا ؟
قطبت كلير حاجبيها و دفـعته بـعصبيةّ من كتفه رافضة التحدثّ كي لا توقظ نايت في حين نـظر فـرانسوا ناحية سيده باهتمام بالغّ بـعد أن تفحص نبضه
و درجة حـرارته سـجل ملاحظاته علىّ هاتفه بعد ذلك استدار لكي يغـادر لما وقعت نظراته على ماري قـال بنبرة معتذرة
ـ سيدتي .. أعتذر لم أرك ، كيـف حالك الـيوم ؟
تغـيرت ملامحها بأكملها لكي تـظهر ابتسـامة واسعة على شفتيها و هي تتقدم منهما بخطوات متـلاعبةّ قبل أن تقف بينهمـاّ كانت وجنتي كلير محمرتين
بشدةّ هي تلاحظ غـمازات ماري لها قبل أن تقوم بدفع كلاهما خـارجاّ من الـغرفة و هي تمسك كل أحد منهما من ذراعهّ قـائلة بضحكة
ـ فـرانسوا تماما الـشخص الذي كنت أبحـث عنه ، هل يـزعجك أن تحتسي القـهوة معنا ؟
نـظر إليها فـرانسوا باستغراب ثمّ أجابها بالإيجاب إذ كيف يسع له أن يرفض طلبا من سيدته حينماّ تعالت ضحكات ماري الغـريبة هي ترشدهما إلى
غـرفة الرئيسية ، بينمـا و فـي تـلك الغـرفة المـظلمة تماما حيثما كان نايت نـائما فتـح عينيه بهدوء اعتـدل في جلسته مسندا ظهره قد بدت مـلامحه
غـامضة ، بعد ذلكّ وجه نـظراته نحو الـشرفةّ همس بنبرة بـاردة مبحوحـة
ـ .. آي آمير تتحدثينّ عنه ؟


آنتهـى ~
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:58 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011