|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
اسيرا الوهم هاانا عود لكم من جديد بروايه جديده وكاتب مختلف واحداث مختلفه تماما عن سابقاتها واتمنى ان تنال اعجابكم وتجدوها ممتعة لوقتكم يلا نبدأ _3_ _2_ _1_ ______________اكشن _____________ الروايه تحت عنوان (( اسيرا الوهم الشخصيات: كاثرين البرت: فتاة ذات روح مغمرة تلقب بكاثي توماس البرت : والد كاثرين مارتن روبيرتسون: صديق العائله وهو بمثابت ابن لي توماس اما البقيه رح تعرفونهم في الرواية
__________________ |
#2
| ||
| ||
الفصل الأول تقدمت من على فرسها بين جموع الرجال تنتظر متى يأتي دورها في هذه الجولة؟ أخذت تربت على عنق فرسها جولا ري ثم قالت "لا تخافي يا صغيرتي ستفوزين إهدائي فقط " قال والدها الواقف بجوارها "أرى أنك واثقة من ذلك يا كاثي فأرجوا ألا تنزعجي يا عزيزتي إذا لم تفوزي فأنا اعرف كم انت طموحة و مجدة لكن لا تنسي أنها المرة الأولى لك في سباق كهذا و كما أن هناك فرسان معروفون بتفوقهم في الفروسية وخبرتهم بالخيل ممتازة تفوق خبرتك يا أبنتي!" "حسناً وأنا هنا لأريهم أنهم ليسوا على مستوى جيد واني أنا الفتاة المبتدئة سأفوز عليهم" " ألا تظنين أن هذا نوع من الغرور؟! ثم أنتِ قلتها فتاة مبتدئة! لم تشارك فتاة في سباق كهذا في الريف سواكِ لا اعرف كيف أقنعتني بأن ادخل اسمك مع المتسابقين؟ أتعرفين لقد رفضت لجنة السباق في البداية ذلك لكن تحت إلحاحي عليهم وافقوا " قالت وهي تنظر أمامها بضيق " لن تندم سأرفع راسك عاليا ثق بي" هز والدها رأسه وقال "المشكلة انك تقللين من شأن الفرسان يا بنتي وهذه ليست من قواعد التحدي وأخشى أن تصيبك حالة من الجنون لو خسرتِ! إنك لم ترى بقية المشتركين حتى الآن فأنتِ لم ترى سوى المبتدئين أمثالك أما الآخرون المعروفون كل عام لم يحن دورهم بعد وأنتي لا تعرفين قدرتهم" قالت بانزعاج واضح "أبى أبي!؟.... أنت تقلل من شأني!... لماذا؟؟... هل لأني فتاة؟ أم لأنها المرة الأولى لي؟ " مازحها قائلا "لا تغضبي منى لكنى أراك طموحة بما يكفي لهذا الطموح أن يحطمك عندما ترين الواقع وعندها سأخسر مبالغ طائلة في العيادات النفسية لأجلك" " أتسخر منى؟ " " أبدا ولكنى أحذرك إن السيد روبرتسون يفوز بالمركز الأول كل عام والسيد نيكولاس بالمركز الثاني أما الثالث فهو نزع بين السيد غريتس و السيد ادمنور وان فزت على احد اليوم فلن تفوزي على هؤلاء الأقوياء" "شكرا على تحذيرك ولا تخف عليّ فأنا ابنة توماس ألبرت....." وفجأة يُنادى أسمها ويقطع الحوار بينهما "و الآن ولأول مرة الآنسة كاثرن ألبرت في جولتها الأولى لهذه المسابقة" "أتمنى لك التوفيق يا عزيزتي" "هيا يا جولاري فلنريهم من نحن " مشت بفرسها منتصبة في جلستها تلبس بذلة مخملية سوداء ناعمة توضح بياض بشرتها وصفائها و بنطال ابيض مع حذاء اسود لامع يعكس مدى اهتمامها وعنايتها و قبعة سوداء تخفي تحتها شعرها ثم انطلقت بجولاري وكلها تصميم و إرادة على الفوز وتحت نظرات الفرسان المستنكرة و صيحات الجماهير المشجعة أخذت تتنقل بجولاري وتقفز الحاجز تلو الأخر بدا وجه السيد روبرتسون يتغير شيء فشيء ويزداد تجهماً وكان بجواره احد الفرسان الذي أومأ برأسه إعجابا لكن عينا السيد روبرتسون لا تزالان تراقبانها بانتقاد جلي . قفزت جولاري أخر حاجز في الجولة بنجاح و تعال الهتاف والتصفيق فردت كاثرن عليهم بابتسامة صغيرة لكنها جميلة. لفت انتباهها وجه رجل صامت لا يتحرك منه إلا عيناه تتفحصانها والتي لمع فيهما بريق غريب ولم يفتها لغة الاحتقار التي تنطق بهما. عادت إلى مكانها و تلقاها أبوها ببهجة قائلاً "أحسنت يا كاثى أحسنت لقد قمت بعمل رائع لكن ....لا تنسي المسابقة لم تنتهي بعد " "اعلم ذلك وأنا عند قولي .... أبى من هو ذلك الرجل الذي يرتدى بذلة حمراء وبنطال اسود؟" " أين ..... آه هناك انه السيد روبرتسون اسمه مارتن ..... مارتن روبرتسون إنه شاب قوي ذو خبرة علية في الخيل وله إسطبل يضم أجود أنوع الخيول وهذا يعكس مدى اهتمامه بها وهو يسكن هنا لكنه لا يأتي إلا نادراً وطبعا موسم السباق لا يفوته" "و لماذا لا يبقى ؟ " "له بيت في لندن يذهب إليه فهو شاب غني يدير شركات ومؤسسات في مدن عدة وهذا ما يجعله يغيب كثيرا عن هذا المكان" " فهمت " "أرى في عينك نظرة غريبة أنصحك أن لا تفكري بالفوز عليه فعندما تشاهدين أدائه ستعرفين لماذا أقول ذلك " لم تجب كاثرن واكتفت بالمشاهدة فلقد جاء دوره أخيرا بدأ بقفز الحواجز والجماهير لا تكف عن الصياح والتصفير وبقيت كاثرن جامدة تنظر إلى أدائه المتميز فوق جواده العربي الأصيل. قسمات وجهه تدل على قوة شخصيته صاحب بشرة برونزية وعينان واسعتان وانف مستقيم يميل إلى الطول قليل ذقنه يشير إلى حزمه وصرامته وفي وقت تأملها أنهى جولته التي كانت نهاية الجولة الأولى بنجاح . أمضت كاثرن كل الجولات بنجاح باهر حتى أتت الجولة الأخيرة و نادى المعلق بسمها فانطلقت بحماسة وأنهت جولتها في وقت قصير دون أن تسقط حاجز واحداً وهذا ما يجعلها مؤهلة للفوز أكثر وربما بالمركز الأول. جاء بعدها دور نيكولاس الذي كان متوترا جدا جراء تقلبات مزاج حصانه المفاجئة. قفز جميع الحواجز بنجاح لكنه عند الحاجز الأخير تراجع حصانه ولم يقفز مما اضطر نيكولاس إلى التراجع والعودة مرة أخرى للقفز وهذا ما جعله يخسر بعض الوقت؟ قالت كاثرن لنفسها "هذا يجعلني من الفوز اقرب ربما سأفوز لكن بقي السيد روبرتسون" التفتت إليه فوجدته مقطب الجبين ولم يتحرك إلا حين جاء دوره فقالت "حسنا هذا هو دورك لترني ماذا ستفعل يا سيد روبرتسون ؟ " قال والدها "هل قلت شيء يا عزيزتي؟ " "لا كنت احدث نفسي فقط" "علي الاعتراف انك أبليت بلاء حسنا لم أكن اعرف أنك موهوبة! " "هذا لا يهم دعنا نرى السيد روبرتسون فهذا دوره " حينها انطلق مارتن بجواده الأسود بسرعة وبخطوات واسع ولفات قصيرة. يقفز بين الحواجز بقوة وثقة مما جعل كاثرن تفتح فمها دهشة " تبا! لقد تمكن بذلك من قفز الحواجز في وقت قصير!.....لكن كيف أمكن جواده أن يقفز بمثل هذه الرشاقة ولفاته قصيرة؟! هذا مستحيل! .... " صفق الجمهور إعجابا بما قدم ورموا بقبعاتهم وهم يحيونه بحماسة بالغة فرقص مارتن بجواد سروراً بتشجيع أبناء قريته وقد رسم على وجهه ابتسامة عريضة جذابة. قالت كاثرن بسخرية وهي تعقد ذراعيها إلى صدرها "هه! كيف له أن يتبختر فوق جواده قبل إعلان النتائج؟" جائها صوت والدها الفرح "هذا لأنه الفائز الم ترى طريقته المذهلة و أسلوبه في التحكم بالخيل؟" "عليّ الاعتراف أن جواده ممتاز" "تقصدين فارسه " " أرى انك معجب به كثير!" " حقاً! لست وحدي فهو الذي صنع ذلك لنفسه إلا ترين الجماهير تصفق له بحرارة هو بحق يثير الإعجاب" حذرت كاثرى نفسها من أن تعجب به هي الأخرى فهو يتمتع برجولة طاغية وجاذبية شديدة كما أنه يعتبر رجلاً خطيراً وليس شخص عادي. أنه فعلاً يثير الإعجاب لكن لابد أن لا يثير إعجابها هي الأخرى. مر من الوقت نصف ساعة قبل أن تعلن النتائج "سيداتي آنساتي سادتي سيتم الآن إعلان أسماء الفائزين فاز بالمركز الأول السيد مارتن روبرتسون....وعلى المركز الثاني الآنسة كاثرن ألبرت .....والمركز الثالث السيد بنغلي نيكولاس" قال والدها "تهانينا يا حبيبتي لقد فزت بالمركز الثاني" تقدم والدها يجر لجام جولاري للوقف في المكان المخصص للتكريم وهذا ما ألزم كاثرن الوقف عن يمين مارتن في حين وقف نيكولاس عن يساره. لم تكن تنظر إلى جهته إطلاق وبدل ذلك أشغلت نفسها إما مع أبيها أو بالنظر إلى لجنة التحكيم حتى قدمت الجوائز ثم ذهبت بعيدا عنهم كان نيكولاس لا يزال غاضبا من نفسه فقال مارتن " لا تحزن يا صديقي كانت هذه مفاجأة العام التي خبئت لنا " قال الأخر وقد ظهر على وجهه الغضب " كيف لفتاة أن تفوز علي؟ إن هذا أمر يثير الضجر لكن علي الاعتراف إنها كانت رائعة " " لا تنسى أن جوادك هو الذي أخرك ولم يكن هذا الأمر بيدك " " هذا لا يغير من الحقيقة شيء, لقد فازت علي فتاة جميلة " ثم مضى مبتعدا وهو حاني الرأس. التفت مارتن وحاوله المهنئون إلى الفتاة المستديرة نحو أبيها تحدثه. أمعن النظر فيها وهي تنزع قبعتها لينسدل شعرها الأحمر بلمعته النحاسية الخفيفة أسفل كتفيها بنعومة لطيفة وهي تقول " لقد قلت لك أني سأفوز ولكن في العام القادم سأفوز بالمركز الأول " لم تكن تعلم أن مارتن سمع ما قالته و الذي تجمع الدم في عروقه وضاقت عيناه وهو ينظر لها ويقول في نفسه "أي مغرورة هذه! " قال والدها " كفاك طموحاً يا صغيرتي فليس مارتن بالذي يُستهان به" " اجل لقد درست كل تحركاته وهذا ما سوف يساعدني على الفوز عليه لكني احتاج إلى قليل من التدريب " أشتعل الغضب بمارتن وقال "سأريك أيتها المغرورة المتهورة سوف أحطم كبريائك حتى تعرفي عن من تتكلمي" قال والدها "دعكي من هذا الكلام الآن علي الذهاب له لأهنئه بالفوز هيا بنا " "ماذا تريدني أن أفعل؟! اذهب معك لأهنئه! هذا مستحيل اذهب وحدك" "كما تشائين" مسحت كاثرن على عنق فرسها وهي تقول " عمل رائع كنت جميلة للغاية " اقترب السيد ألبرت من مارتن " مرحباً سيد روبرتسون تهانينا لك الفوز" " أهلا سيد ألبرت و شكرا لك" " لقد كنت رائع كعادتك أيها الشاب وخصوصا في الجولة الأخيرة" " هذا لطف منك وتهانين لك فوز ابنتك " "شكراً لك " " ولكن أين هي؟ " " آه أنها هناك عند فرسها " " الحقيقة انك فاجأتنا هذا العام كنت أتوقع مشاركتك لا أن تأتي بفتاة تنافسنا! علي الذهاب لأهنئها بالفوز " "هذا نبل منك يا مارتن ومشاركتها في السباق قصة طويلة" " أوه سيد ألبرت مضى زمن طويل قبل أن أرك " قال ذلك صديق قديم له يمشي نحوهما تبادل الرجلان الترحيب وستأذن مارتن منهما متجه نحو كاثرن التي كانت منحنية تربط حبال حذائها معطية له ظهرها " مرحبا آنسة ألبرت....تهانينا لكِ الفوز " وقفت كاثرن وأبعدت شعرها عن وجهها ملتفتة لترى من هو صاحب هذا الصوت الرجولي الخشن الثقيل رفعت رأسها لرجل طويل القامة ذو شعر كستنائي داكن وعينان رماديتان قاسيتان تنظران لها بازدراء جلي. بدت كاثرن صغيرة الحجم أمام جسمه المفتول العضلات " أهلا....شكرا لك وتهانين لك الفوز بالمركز الأول" "هذا لطف منك يا آنسة أنا ادعى مارتن ..مارتن روبرتسون" مد يده ليصافحها فصافحته وهي تقول "وانأ كاثرن ألبرت...لقد كنت رائع في السباق" "شكرا لك يشرفني أن اسمع هذا وأنت أعجبت الجمهور" "هذا أطرا لي شكرا" " لكنك في نفس الوقت أدهشته فهذه المرة الأولى التي تشارك فيها فتاة في سباق قريتنا" لم يفت كاثرن الطريقة الساخرة التي يتكلم بها فتطاير الشرر من عينيها وقالت "ماذا تقصد؟ " "لا شيء ولكنى أقول أنك مفاجئة سباق هذا العام ثم متى كانت استعداداتك لسباق فأنا اعرف سكان القرية كلهم و لست منهم وأنك لم تأتي هنا إلا قريبا .....أم أنا مخطئ يا آنسة ألبرت؟ " "لست مخطئ يا سيد فأنا لم أكن اسكن هنا أما بالنسبة لسباق فأنا لا أرى في مشاركتي ما هو غريب أو يثير الدهشة كما تقول " "حقاً؟؟ " " ماذا تريد أن تقول سيد روبرتسون" أتى السيد ألبرت وقطع حديثهما المشحون " آسف لقد تأخرت عليكما ولكنه صديق قديم لم أره منذ زمن بعيد فأخذنا الحديث ولم نشعر" قال مارتن "لا عليك يا سيد ألبرت ولكن لا تنسى أن تحضر الاحتفال غدا" قالت كاثرن بهمس "احتفال" قال والدها " اجل انه احتفال يقيمه السيد روبرتسون لفوزه بالسباق" قال مارتن "وأنتِ مدعوة كذالك آنسة ألبرت أتمنى أن تحضري" ردت عليه بلامبالاة واضحة "في الحقيقة أنا لا أعدك فلست واثقة ما إذا كنت استطيع لكنى سأحول" نظر أليها مارتن بعد أن ارتسمت على شفتيه ابتسامة تحد كريهة ثم قال "حسناً علي الذهاب الآن سررت بمعرفتك آنسة ألبرت" قالت بامتعاض "وأنا كذالك سيد روبرتسون" لاحظ ذلك والدها فقال ملاطفا " يسرنا قبول دعوتك إلى اللقاء ً" واخذ توماس ابنته قبل أن تقول كلمة أخرى بينما ظل مارتن ينظر إليهما حتى اختفيا قبل آن يتجه إلى زملائه ويغرق في حديثه معهم شارد الذهن .
__________________ |
#3
| ||
| ||
الفصل الثاني فتح توماس الباب و أضاء النور ودخل ليشعل نار المدفئة أغلقت كاثرن الباب ونظرت إلى والدها " أبي لما لا تقل شيئاً ....لقد أمضيت الطريق كله صامتاًً" لم يجبها والدها " آه......هيا يا أبي اعلم انك غاضب مني " قال والدها وهو يقف عند المدفئة " أتريدين قهوة يا آنسة ألبرت؟ " "أنا سأحضرها دعك منها الآن وقل لي ....آه أبي انظر إلي أنا أكلمك" "حسناً أجلسي يا كاثي ودعينا نتكلم فيما فعلت اليوم مع السيد روبرتسون " جلست بجوار والدها على أريكة مخملية حمراء اللون "أنا لا أعرف لماذا تتكلم عنه و كأنة بطل ؟!... لماذا تهتم به؟ " " أنا لست أحدثك عنه أنا أتحدث معك عن طريقتك معه أو حتى مع غيره لا أريد أن يتكلم عنك احد بسوء يا كاثي وكونه فاز عليك لا يعنى هذا أن تعامليه بجفاء." "أبى أنا لم أعامله هكذا لأنه فاز علي وهذا ليس من طبعي و إن كنت لا أحب الهزيمة لكني رأيت في عينيه شيء من السخرية والاحتقار هذا المساء وهذا ما جعلني أغضب و أعامله بتلك الطريقة" "ولكن هذا لا يبرر أن تقللي من أدبك معه ثم إن السيد روبرتسون يستحيل أن يفعل ما قلته! انه شاب محترم " "ماذا؟ أتقف معه ...أقول لك انه سخر منى وتقول شاب مهذب أبي" "كفى يا عزيزتي أنت مدللة وحساسة وتفسرين كل أمر حسب هواك وما تخالج في نفسك من أفكار المهم أريد منك أن لا تكرري هذا الفعل مع السيد روبرتسون أو غيره سواء سخر منك أو لا ...." عندما رأى تضايقها قال " اسمعي يا حبيبتي إن سخر منك أي إنسان أو استهزئ بك هل يستحق أن تعيره اهتمامك سيكون الأجدر بك يا أبنت توماس أن لا تنزلي إلى مستواه و أن تبقي في عليائك وعلى ما تربيت عليه من والدك يا آنسة ألبرت" " آه ....حسناً يا أبي أنا آسفة ....هل تسامحني الآن" "أجل وهل يمكنني أن أغضب من قلبي " قبلت كاثرن جبين أبيها وقالت "سأذهب لأحضر القهوة انتظرني" ذهبت إلى المطبخ وحضرت القهوة و وضعتها في صينية مع فنجانين و وأرفقته بطبق من بسكويت الشكولاتة ثم عادت إلى غرفة الجلوس و رأت والدها منهمكاً يكتب في ورقة صغيرة وضعت ما في يدها على الطاولة وسكبت لوالدها فنجان القهوة "تفضل يا أبي " "شكرا" "هل تريد بسكويت" "لا... سأكتفي بالقهوة يا صغيرتي" أخذت فنجانها وقربت الطبق منها وجلست بجانبه " قل لي ماذا تكتب؟ " " أدوات أريد شرائها من سوق القرية غداً صباحا " "هل لي أن أعرف ما هي؟ أم أن هذا سر" "بطبع يمكنك إنها مواد طلاء فكرت في أن نعيد طلاء البيت وكذلك مواد غذائية و مواد طبية للخيول و....." "حسنا كفى لا تكمل ظننت أنها أدوات لتقيم لي حفلا بمناسبة قدومي وفوزي أيضا ولكن يبدو أني مخطئة" ضحك ولدها "بطبع سأقيم حفلا لقدومك فأهل القرية لم يعرفوك وقد تفاجئوا عندما رأوك في السباق وعرفوا انك ابنتي وسأدعو الجميع للاحتفال بمناسبة قدومك وتخرجك من الجامعة والفوز أيضا ومن يدري قد يكون لديك صديقات جدد هل أنت راضية الآن" "كنت أمازحك يا أبي ولكنى حقاً أريد أن اعرف القرية وساكنيها " "يمكنك هذا عندما تحضرين الاحتفال غداً سترين معظمهم " كادت أن تسقط القهوة من يدها فأخر شيء تتمناه هو أن ترى ذلك الكريه مرة أخرى " ماذا؟... " نظر إليها والدها وكأنه شعر بشيء غريب "أخبريني هل ستحضرين احتفال السيد روبرتسون" " لا...شكراً لك أفضل البقاء على أن اذهب وأرتكب غلطة أخرى ثم أبقى أنا للمحاكمة بينما السيد ينعم بغروره" "ولكنك تعلمين أن بقائك وحدك في مكان منعزل...." قاطعته "أبي سأكون بخير يمكنك أن تذهب لا تقلق علي ثم أن سائس الخيل بيتر سيكون هنا لحراسة المكان ولن يذهب للاحتفال" قال والدها ممازحاً مع انه يثق في بيتر "ماذا لو أمسكك رهينة وطلب مني مبلغاً من المال وقتها ماذا سوف نفعل؟" " لا تقلق استطيع الاعتناء بنفسي أم تراك نسيت أني أبنتك لا تقلق" "أجل بعد الذي عملته مع ذاك الطالب المسكين في الجامعة قبل تخرجك بسنة ليس علي أن أقلق أبدا" أرادت أن تمتنع عن الضحك لكنها لم تستطع فانفجرت ضاحكة "هل لا زلت تذكر هذا الحادث ؟ " "أجل بالتأكيد وكيف لي أن أنسى؟ لقد أصبت ذلك المسكين بفتحة في الرأس وثلاثة كسور و كدمات عديدة في جسده وأدخل المستشفى مغمى علية من الضرب ليتلقى العلاج" "كان يستحق ذلك لو أنه لم يعترض طريقي ويمد يده ويمسكني لما حصل ذلك له ولكنه ظن أني فتاة ضعيفة لن تستطيع مواجهته" " أجل ولو أنه علم أنك أخذت الحزام الأسود وتتسلحين بتلك العصاتان المتصلتان بسلسلة بينهما لفر هارباً عند سماع صوتك" "على كل حال لقد نال جزائه ثم لا تذكرني بهذا الطالب أشعر بالأسى عليه أتعلم.. أني نادمه على ما فعلته به ولكن كنت ذلك اليوم غاضبة وأتى هذا الفتى آه لننسى الآمر أريدك غدا صباحا أن تعلمني على القتال بالسيف" نظر إليها والدها بدهشة وهو يرفع حاجبيه استنكاراً "لماذا...ألا تلاحظين أن اهتماماتك مثل اهتمامات الشباب؟ " "آه لا إنما هي هوايات وأنا أحب السيف والخيل والكريتية لكن لا أعرف لماذا الناس الذين سبقونا يقصرون كل شيء للشباب دون الفتيات؟ المهم أني أريد غدا أن نتقاتل بالسيف أم أنك خائف من مواجهتي" "أبدا ولكن ربما نسيت أنني مدرب وأستاذ في نادي ألبرت للقتال بالسيف" "أتعرف يا أبي أني فخورة بهذا النادي الذي بنيته لقد خرج شباب قادرين على التعامل مع السيف بمهارة ولا يهزمون غالباً في سابقات الأندية" "هذا شرف لي يا كاثي لطالما أحببت السيف لقد عارضتني أمك بشدة عند بناء النادي" وقفت كاثرن وبيدها فنجان القهوة و اتجهت نحو المدفأة لتقف أمامها وتتأملها النار شاردة الذهن . نظر إليها والدها و ضوء اللهب يتراقص على وجهها لحظة صمت مرة لا يسمع فيها غير حسيس الحطب المشتعل ثم التفتت إليه "أبي .....بنسبة لأمي ألا تنوى أن تعيدها لنا؟ " قام والدها بقامته الطويلة وجسده الرياضي لم يكن كبيرا جدا فهو لا يزال في السابعة والأربعين من العمر تزوج من أمها "أليفيا"في سن مبكر ولم ينجبا إلا كاثرن التي تبلغ الآن الرابعة والعشرون من العمر تقدم نحوها وضعاً يديه على كتفيها "كاثي أنتِ تعلمين أنها هي التي تركتني وليس أنا " قالت وفي عينيها نظرة استعطاف "أعرف يا أبي لكنها لازالت تحبك وأنا واثقة من هذا وأنت أيضا تحبها أليس كذلك؟" عندما لم تلقى غير الصمت والأسى في وجهه قالت بتوسل " أرجوك يا أبي" "تعلمين أني أحبها وأني لن أتركها مهما يكن لكنها في الأشهر الأخيرة تغيرت كثيرا أصبحت متقلبة المزاج سريعة الغضب غريبة الأطوار لا أعرف ماذا حل بها حاولت معها على أن نسوى الأمر بيننا وأن أعرف ما سر هذا التغير المفاجئ لكنها أصرت على الرحيل فتركتها ربما تهدا أعصبها وتفكر جيدا بما فعلته" "ولكن مضى على رحيلها الآن خمسة أسابيع!" ضحك والدها بألم " آه كاثي أنت تقولين هذا وأنت لم تأتي هنا إلى أسبوع واحد فقط فماذا أقول أنا؟" أحست كاثرن بالألم العميق في قلب أبيها فقالت بلطف " هل حاولت الاتصال بها؟ " "كثيرا في البداية كانت تجيبني و تصرخ في وجهي لكنها في أخر مكالمة أجابتني فيها سألتها عن السبب فغضبت وقالت أن ما بيننا انتهى ثم لم تعد ترد على اتصالاتي أو رسائلي" " ولم تعرف سبب غضبها عليك؟ " "حتى الآن لا ....لكن لا تقلقي يا حبيبتي سأحول أعادة الأمور إلى ما كانت عليه أعدك " " لابد انك تشعر بالوحدة أليس كذلك؟ لما لا تعود إلى شركتك والنادي ستجد انك..." ولكن والدها وضع أصبعه على شفتيها وأسكتها "أنا أفضل العيش هنا أطول فترة ممكنة ..فحياة المدينة صاخبة متعبة واشعر بالراحة والسعادة في هذا المكان كما يمكنني أداره أعمالي بنجاح وأنا هنا " نظرت كاثرن إلى وجه والدها ورأت الخطوط التي رسمتها السنين حول فمه و عينيه الخضراوان التي تتدفقان حنان وعطفا لقد ورثت منه لون العينان وطباعة كذلك "لماذا تنظرين إلى هكذا؟ " ابتسمت له وقالت "كنت أفكر ما أذا كنت أشبهك؟ " ضحك والدها وقال " قطعا لا فأنت جميلة كوالدتك" "علي أن أجهز العشاء قبل أن يمضي الوقت و ننام ببطون فارغة " أخذت تعمل على تحضير العشاء وذهنها مشغول بوالديها ثم بمارتن وأهل القرية بينما كان والدها يعمل في مكتبه. أخيرا تناولت العشاء معه ثم جلسا يشربان الشاي "لقد تأخر الوقت يجب أن اذهب لأنام طابت ليلتك يا أبي ولا تطل السهر" " لدي أعمال سأقوم بها ثم أنام يا عزيزتي طابت ليلتك وشكراً على العشاء كان لذيذا " أكتفت بمبادلته الابتسامة ومشت نحو الباب لتذهب إلى غرفتها كانت على منتصف غرفة الجلوس عندما نادها والدها "كاثي" "نعم يا أبى هل تريد شيء؟ " "أجل هناك موضوع أريد أن أتحدث معك فيه" "ما هو أرجو أن لا يكون السيد روبرتسون مرة ثانية !" " بل يخصك لقد تخرجت من الجامعة و إلى الآن لم تبحثي عن عمل؟ " "أني أريد أن أخذ وقت لراحة والمتعة قبل أن أعود إلى لندن للبحث عن عمل فقد أعجبني الريف كثيرا " " أجل ولكني فكرت أن تعملي في الشركة عوضاً عني" "ماذا؟؟ " "ولماذا أنت مندهشة .... لم تتوقعي عرضي أليس كذلك" "في الحقيقة نعم كنت أتوقع انك تريد رجلا يكون مساعدا لك ويدير أعمالك وليس فتاة وهذا الرجل كان من المفترض أن يكون ابنك الذي تمنيته وليس أنا" "كاثي لا تقولي هذا تعلمين مدى حبي لك ولو وجد أخ لك فلن يغير من الموضوع شيء ولا أظن هناك أجدر منك بإدارة أعمالي فأنت متخرجة من قسم إدارة أعمال وبامتياز وهذه فرصة لتتعلمي مني فالمال سيئول لك بعد وفاتي" "أبي لا تقول شيء كهذا انك تتكلم وكأنك قد بلغت التسعين من عمرك" "ماذا قلت عن العمل في الشركة؟ " "إنها ....." أرادت أن تكمل لكنها هزت رأسها بيأس وقالت "لا أستطيع يا أبي لقد كنت اسمع جدتي كثير تقول لو أنها كانت صبي ليساعدك في إعمالك و أنا حقاً لا أستطيع العمل في الشركة آسفة" "أقسم لك يا كاثي أني لم أكن اهتم لما تقول جدتك و أنى احبك أعظم من أي شيء آخر ولو كان هناك أخ لك لكنت أنت قلبي وحبي الوحيد " "متأكد؟ " "ألا تثقين بي ؟ حتى لو أصبح لديك أخ في المستقبل فأنت كل حياتي يا حبيبتي" قالت بدلال "بلى أثق بك ولو أصبح لي أخ سيكون الأمر رائع في هذه الحالة سأستطيع ضربه وأن امثل دور الأخت الناصحة التي تخاف على مصلحته" ضحك والدها وقال "لكن لا تكثري عليه وإذا رفع صوته عليك أو أنطلق لأمك يبكي شاكياً لها منك فتعالى إلى أبيك الذي يحبك" ضحكت كاثرن ومن أعماق قلبها كانت تتمنى أن يكون لها أخ تدللــه "لم تقولي لي هل ستعملين في الشركة؟ " "لقد تأخر الوقت وأنا متعبه لنناقش هذا الموضوع لاحقا طابت ليلتك" كانت على وشك الخروج هذه المرة فقال "كاثي" "نعم" "ألن تقبليني قبل أن تنامي؟ " قالت تمازحه " ألا ترى أنى كبرت ؟ " "لكنك أبنتي " "حسنا" قبلت والدها على جبينه فقال لها "أحلام سعيدة " ابتسمت له وخرجت من غرفت الجلوس وقبل أن تصعد إلى غرفت نومها رن جرس الهاتف الذي كان في الممر على طاولة صغيرة بجانب باب غرفة الجلوس "كاثي هلا أجبتي على الهاتف يا بنتي" "حاضر مع أني اعلم أن المكالمة لك فلا أحد من أصدقائي يعرف أني هنا" أمسكت سماعة الهاتف "نعم" سمع المتصل صوتها الناعم فقال لها بصوت رقيق "مساء الخير" قالت مزمجرة كارهة الطريقة التي يتكلم بها المتصل "مساء الخير من المتحدث؟ " أحس المتصل المجهول بنبرة الغضب في صوتها فأراد أن يطيل الاتصال "هل هذا منزل السيد ألبرت؟" "أجل " "هل يمكنني التحدث إليه؟ " نادت كاثرن على أبيها "أبي المكالمة لك" قام والدها واتجه نحوها وهو يقول "الم يقل من هو؟ " "سألته ولم يجبني و سألني عنك بعد أذنك سأذهب لنوم و الأفضل أن لا أقول طابت ليلتك وإلا سأبقى مستيقظة حتى الصباح " ضحك والدها فضحكت له بنعومة و سمع المتصل صوتها وضحكها وبقى صامتاً يفكر صعدت كاثرن و وقفت في منتصف السلم تنظر إلى والدها "ألو ...آلو....هل هناك احد " التفت لها والدها متسائلا فهزت كتفيها متعجبة ثم أتاه صوت المتحدث "آه مرحبا سيد ألبرت أنا آسف شغلت قليلاً" نظر لها والدها وابتسم عند سماعه للمتصل وقال " أهلا سيد روبرتسون كيف حالك" عقدت كاثرن حاجبيها وظهرت الحدة في عينيها وهزت كتفيها دلالة على الاهتمام ثم صعدت إلى غرفتها وهي تسأل نفسها لماذا تحدث إلي بكل هذه الرقة وهو يعرف أني أنا المتحدثة؟ هل كان يسخر مني؟ سأريك يا سيد روبرتسون… [aldl][/ald
__________________ |
#4
| ||
| ||
الفصل الثالث في الصباح اليوم التالي ذهب السيد ألبرت إلى القرية بعد أن تناول الإفطار مع ابنته و اتجهت كاثرن إلى الحديقة وبقيت هناك قليلاً ثم ذهبت إلى الإسطبل لاصطحاب جولاري في جولتها الصباحية "صباح الخير جولاري تبدين بخير هذا جيد" ركبت فرسها و ذهبت إلى مزرعة والدها وهي تنشد أحدى قصائد شكسبير بلحن متناغم من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى وفنون سحرك قد بدت في ناظري أسمى وأغلى تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى والصيف يمضى مسرعا إذ عقدة المحدود ولى كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب ولكم خبا في وجهها الذهبي نور يغرب لا بد للحسن البهي عن الجميل سيذهب فالدهر تغير وأطوار الطبيعة قلب لكن صيفك سرمدي ما اعتراه ذبول لن يفقد الحسن الذي ملكته فيه بخيل والموت لن يزهو بظلك في حماه يجول ستعاصرين الدهر في شعري وفيه أقول: ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق سيظل شعري خالداً وعليك عمراً يغدق كانت تنشدها بصوت عذب رقيق مستمتعة بالهواء الناعم الذي يداعبها وبأشعة الشمس اللطيفة تلامس بشرتها وبالطبيعة الساحرة التي تلتف حولها ولم تسمع خطوات الحصان الذي خلفها حتى قاطعها الصوت "صباح الخير آنسة ألبرت" انطلقت صرخة خافتة منها فقد فاجأها "ماذا هل أخفتك؟ أنا آسف" مشى بجواده حتى أصبح موازياً لها تماما وابتسامته الساخرة لا تفارق وجهه الصارم "السيد روبرتسون؟! صباح الخير" "صباح الخير لم تجيبي على سؤالي؟" "بطبع لم أخف و الآن ماذا تريد؟ " تجاهل سؤالها وقال وكأنه لم يسمعها "أحقا لم تخافي؟ كأنني سمعت صرخة طفلة صغيرة خائفة" حدثت نفسها أنه رجل بغيض وأوقح شخص شاهدته في حياتها ثم نظرت إليه بازدراء و قالت بسخرية تماثل سخريته "لم أكن أعلم أنك حيوان متوحش يجب أن أخاف منه؟ ماذا تريد من حضورك هنا؟ " " أتيت لأرى السيد ألبرت " "أبي ..." "أجل اتصلت به البارحة وقال أنه يمكنني أن أراه اليوم صباحاً ذهبت إلى البيت ولم أجد أحدا هناك فقلت ربما يكون في المزرعة" تذكرت مكالمته لها بطريقته الساخرة فقالت ببرود "ولماذا تريده ؟ " أجاب باقتضاب " إنها أعمال رجال " "ما الذي تعنيه من كلامك هذا؟ " هنا تبدد هدوئه وقال بضجر "أعنى أن لا تتدخلي في شؤون الرجال" بلغ بكاثرن الغضب مبلغة أنه فوق أرضها ويملي عليها أوامره فقالت من بين أسنانها وعيناها تقذفان النار " أتجرؤ...." لم تكمل كلماتها لأن والدها قال من بعيد "مارتن صباح الخير" ذهبت الشدة من صوته وهو يقول " صباح الخير سيد ألبرت" " كيف حالك" " بخير " قالت كاثرن في نفسها "هذه هي المرة الثانية التي ينقذك أبي مني ولكن لن تفلت منى مرة أخرى يا مارتن روبرتسون" لم يفت مارتن نظرتها الغاضبة الحاقدة نحوه تجاهل وجودها تماماً وحول انتباهه إلى والدها "أنا أسف على تأخري يا مارتن" "لا عليك فقد سررت بالحديث مع الآنسة ألبرت" مر طيف ابتسامة على وجه والدها لكنها سرعان ما اختفت حين قالت كاثرن " بأذنك يا والدي علي العودة إلى المنزل فلدي عمل" "كاثي أريدك معي لتسمعي حوارنا أنه يخص العمل بالشركة" التفتت كاثرن وكلها كره لرجل الذي بجوار أبيها والذي افسد عليها يومها "كلا أنه عمل لرجال" "كاثي ما الذي أسمعه ؟ لقد اتفقنا ليلة البارحة" " سامحني يا أبي ولكن " ثم التفتت إلى مارتن قبل أن تكمل "قد لا يرغب السيد روبرتسون في وجودي وهو يناقش أعماله معك أراك في البيت" لم يبدي مارتن أي اعتراض على ما قلته و وجهه لا يعبر بشيء فقال والدها مستسلماً "إذا اعدي لنا الشاي سنأتي إلى المكتب بعد خمس دقائق" "حسنا يا أبي" ركضت بجولاري لتخفف من نوبة الغضب التي اعترتها فنظر لها والدها ثم التفت إلى مارتن وقال "أخبرني الآن ماذا حدث بينكما؟". أعدت كاثرن الشاي وأفكارها تذهب بها إلى كل مكان وعند سماعها صوت والدها يدخل المكتب انتظرت قليلاً ثم حملت صينية الشاي وقبل أن تطرق الباب أخذت نفساً عميق لسيطرة على أعصابها ثم دخلت قال لها والدها بعد أن قدمت له كوب الشاي "شكرا لك يا عزيزتي " "العفو تفضل يا سيد روبرتسون" ناولته كوبه ولم ترد عليه حين شكرها وكأنها لم تسمعه ثم اتجهت إلى الباب قال والدها "إلى أين أنت ذاهبة يا كاثي؟ أبقى معنا فقد انتهينا " "سأذهب إلى القرية لديك إعمالك ولا أريد أن أشغلك بالذهاب معي" " أنا آسف يا عزيزتي لقد شغلت هذه الأيام لا تتعجلي أريد أن نذهب سويا إلى القرية واعدك أن يكون ذلك قريبا" تكلم مارتن "سيد ألبرت أن سمحت لي بإمكاني أخذها إلى القرية الآن فليس لدي شيء يشغلني وهي لا تستطيع أن تتدبر أمرها في القرية وسأسر وأتشرف بمرافقتها" لم تحتمل كاثرن ذلك ورأت علامات الترحيب على وجه والدها وقبل أن يعلن موافقته صرخت في وجهه مارتن "عفوا ومن قال لك بأني أريدك أن تذهب معي؟! ليس الآن و لا لاحقا سيد روبرتسون و شكرا جزيلاً لك" خرجت وأغلقت الباب وهي تقول "من يظن نفسه ليتكلم بهذه الطريقة و كائنه صديق أو شخص يحق له أن يبدي رأيه ...علي أن اذهب وأنظف جولاري قبل أن يأتي أبي ويوبخني لأجل ذاك المتغطرس أتسأل لماذا هو معجب به؟؟؟ ما كان على أن أنفعل وأن يعرف هذا المتعجرف أنه نجح في استفزازي" بينما كانت كاثرن منهمكة في عملها سمعت والدها يودع مارتن ويقول الأخر له " إلى اللقاء وبلغ تحياتي للآنسة يبدو أنها غاضبة مني" قالت في نفسها ساخرة "يآل أدبة الجم " خطوات الجواد يبتعد وصوت والدها يقترب منها و يناديها "كاثرن .....كاثرن" " حان وقت العقاب" لا يناديها والده بسمها عادة إلا أذا كان غاضب منها "أنا هنا يا أبي" قال وهو يقف بعيداً عنها "هل من الممكن أن تفسري لي سبب تعاملك مع ضيفي بهذه الطريقة؟" " أبي انه إنسان..." "قلت انه ضيفي" "كفى يا أبي أكاد امرض حتى من ذكر أسمه " "ولكنك أخطأت عليه بينما كان في غاية اللطف معك" "لطف؟! أتسمي هذا لطفاً منه ؟لم يكن كذلك ! كان يحاول استفزازي ويقول لي......" " اصمتي أنا لا أكلمك عنه. هو ليس أبنى وليس لي شأن بتصرفاته أما أنت فا أبنتي و يهمني أن تكوني راقية في تصرفك وتعاملك" انفجرت كاثرن محتجة والكلمات تتسابق على لسنها "ولكنه هو الذي يدفعني إلى التصرف هكذا انه يشير إلي في كل مرة بكلماته السخيفة الجريئة صدقني لم أعد احتمل حتى دخوله إلى هذا المنزل ولا تطفله علي أنى أكرهه يا أبى وأنت لا ترى إلا أخطائي بينما هو يحق له أن يخطئ لماذا؟ هل لأنه رجل علي أن اصمت " ارتخت كتفي والدها استسلاماً وقال ليهدئ من غضبها " أنا آسف يا كاثي لكن لا تفهميني خطأً أنى أريد لك الأفضل هذا كل شيء حتى لو اخطأ عليك أو كرهته لابد أن تكوني صبورة وحكيمة في تصرفك غدا عندما تتسلمين العمل في الشركة ستتعاملين مع أشكال مختلفة من الناس ولكي تكوني سيدة أعمال ناجحة لبد أن تكوني هادئة وتخفين كل مشاعرك ولا تسمحي لأحد أن يعرف ما بداخلك اعتبري السيد روبرتسون مجرد اختبار لترى مدى صبرك .لا تجعلي أحد يكون عدوا لك حتى لو كهرته ألم تتعلمي ذلك من مدربك الكريتية؟ لابد أن تسيطري على أعصابك " " أجل يا أبى ولكن هذا الأسنان يفقدني صبري" "أتعلمين لماذا لأنه يتصرف بهدوء بينما أنت تغضبين بسرعة أتعيدينني أنك سوف تعاملينه هو أو غيره باحترام؟ " "هذا صعب أتريد أن لا يكون لي احترام عند أحد وأتحمل اخطأ الآخرين؟" " لم أقول ذلك كوني باحترامك واجعليه هو الذي يخطئ ويفقد أعصابة هل تعيدينني يا عزيزتي" "آه ... أعدك" أراد توماس أن يخفف عن أبنته فقال "أرفعي رأسك يا كاثي بالمناسبة ما رأيك أن أعلمك القتال بالسيف غداً" عادت إلى طبعها المرح وهي تقول بانفعال "حقاً؟... شكرا لك سأنتظر الغد بفارغ الصبر" "هيا تعالى وساعديني فهناك أوراق كثيرة تتعلق بشركة أريدك أن تقرئيها علي" أمضت كاثرن اليوم بأكمله تفكر بكلام والدها وكانت متكئة بساعديها على سور الفناء مريحة رأسها على يديها تراقب غروب الشمس أنه منظر يثير المشاعر الكامنة و يبث الراحة في النفس "أنه الغروب ما أجملة " قال هذا والدها وهو يريح يده فوق كتفها التفتت أليه ورأت انه قد لبس ملابسه وكأنه مسعد للخروج إلى مناسبة " أرى انك مستعد إلى الخروج إلى أين أنت ذاهب؟ " "هل نسيت الليلة هي حفلة السيد روبرتسون اعتنى بنفسك قد أتأخر الليلة" "لكن الوقت لا يزال مبكراً ؟" " اعرف هذا سأقوم بزيارة صديق لي ثم أذهب إلى الحفل هل سكونين بخير؟ " "لا تقلق علي أستمتع بوقتك " " أنتبه لنفسك يا حبيبتي طاب مسائك " ثم طبع قبلة على جبينها "طاب مسائك يا أبي" نظرت إلى والدها وهو يركب سيارته ثم يختفي عن عينيها فقالت "وألان ماذا علي أن افعل أنظف ثم أستحم وبعد ذلك أتناول عشائي ثم أقراء كتاب وبعدها أنام " كانت حفلة رقص هادئة وجميلة . مارتن بين زملائه يتحدث و يضحك معهم حتى رأى السيد ألبرت يدخل بمفرده "بأذنكم .... مرحبا سيد ألبرت يسرني قبولك دعوتي " "أهلا مارتن تبدو أنيقا بهذه البذلة " "شكراً ولكن أين هي الآنسة ألبرت؟" "الحقيقة أنها لم تستطع المجيء " "لماذا؟ هل لديها عمل أم أنها لا تريد الحضور؟" "لا...لا..كانت تريد أن تأتِ لكنها أجهدت نفسها بتنظيف المنزل أنها متعبة قليلاً أنت تعرف أن المنزل كبير ولم أجد خادمة حتى الآن فالحصول على خادمة في القرية أمر صعب ويحتاج إلى وقت وابنتي تقوم بشؤون المنزل كلها إضافة إلى اهتمامها بى لا أعرف ماذا كنت سأفعل بدونها لا شك أن الوضع سيكون أصعب إذ لن تراني بهذا الترتيب أبدا " " أهي مريضة ؟" "لا الأمر لا يستحق كل هذا يا مارتن مجرد إرهاق" "بل قل أنها لم ترد المجيء " "مارتن أنها مرهقة فقط وطلبت مني أن أبلغك تحيتها و اعتذارها عن الحضور" " أتمنى ذلك ...هيا لننظم إلى المجموعة هناك" كنت كاثرن لتوها قد فرغت من غسل صحون العشاء نظرت إلى الساعة "إنها التاسعة والنصف سأذهب إلى غرفتي" مسحت يدها المبللتان بالمنشفة وسمعت صوت الهاتف يرن "ترى من المتصل؟ لعل أبي أراد أن يطمئن علي" أسرعت إلى الهاتف ورفعت السماعة "مرحباً " "أهلا آنسة ألبرت " "من المتحدث؟" سألت هذا السؤال وهى تعرف من المتكلم الذي لا يمكن أن يخفى عليها صوته ولكن لتوضح عدم اهتمامها به "الم تعرفيني؟ أنا مارتن" " أهلا سيد روبرتسون ماذا تريد؟ أعتقد أن أبى متواجد عندك وليس هنا لتحدثه عن أعمال الرجال ماذا أردت من اتصالك؟" "لا شيء قال لي والدك أنك متعبة وأراد أن يطمئن عليك فقررت أن أتصل أنا بك هل أنت على ما يرام؟ " "شكرا على اهتمامك يا سيد روبرتسون أنا بخير" " أخبريني بما تشعرين الآن؟" أحست كاثرن انه يدبر لها مكرا خلف هذا السؤال السخيف ولكن مارتن أكمل كلامه "آسف... أقصد هل تشعرين بتحسن؟" رددت في نفسها أشعر بنار مستعرة على وشك أن تحرقك أيها الغبي "أسمع لم أكن اعلم أنك طبيب يا سيد روبرتسون" وشددت على كلمة سيد لكنها سمعته ينفجر ضاحكا بقوة ويقول في هدوء "قد لا أكون كذلك ولكنى خبير يا آنسة " "حقاً لم يخبرني أحد بذلك يا دكتور...أو أنك بالفعل خبير لكثرة صديقاتك اللواتي يلتففن حولك بسذاجة " قال بجد وقد غابت نبرة المرح والهدوء من صوته " أنتِ عنيدة ومشاكسة أيضا وتسيئين إلى من يعاملك باحترام إضافة إلى ذلك تنافسين الرجال وتحاولين أن تكوني مثلهم أين ما كانوا بمعنى أخر لماذا تريدين أن تكوني رجلاً يا آنستي ؟كيف تبقين في منزل بعيد عن القرية وليس معك أحد ليحميك؟! لو كنت مكان والدك لما تركتك أبدا وحيدة هناك" "لقد أطلت وتهكمت كثير يا سيدي المحترم ولكنك لم تنظر إلى نفسك فأنت رجل..." ثم سكتت فجأة أرادت أن تسمعه شتيمة لاذعة لكنها تذكرت الوعد الذي قطعته لوالدها وقال في سخرية "ماذا هناك يا آنسة ألبرت ما الذي عقد لسانك؟ هل أكله القط؟ " " لاشيء ...أنا متعبة وليس لدي وقت أضيعه معك بلغ والدي أني بخير وداعاً " "آنسة ألب..." أغلقت السماعة وصعدت لغرفتها و كلماته تدندن في رأسها أنها بتأكيد لا تحاول أن تكون رجلاً ولكن لماذا يكن لها كل هذا العداء؟ هل هذا لأنها شاركت في سباق لا يشارك فيه إلا الرجال؟! تباً له انه يحمل فكرا رجعياً لابد انه من الرجال الذين يظنون أن المرأة لم تخلق إلا لهم والذين يريدونها عند الباب لاستقبالهم وفي البيت لتنظيف وتربية الأطفال ولا يعاملونها كإنسانة بل كخادمة ترى هل كل رجال الريف هكذا؟ كلا هذا مستحيل إن والدها من الريف ومع ذلك يعامل أمها بطريقة راقية جدا دخلت غرفتها وأمسكت بكتاب وجلست تقرأ في سريها إلى وقت متأخر من الليل حتى غلبها النوم.....
__________________ |
#5
| ||
| ||
الفصل الرابع "كاثي استيقظي أنه الصباح هيا حان وقت الإفطار" قالت وهي شبه مستيقظة "أبى ...كم الساعة الآن اشعر برغبة شديدة في النوم" "هيا يا كاثي أنسيت أنى سأعلمك اليوم القتال بالسيف هيا استيقظي " بعد أن استوعبت كلماته قفزة من سريرها بسعادة "حقا يا أبي " "أجل ولكن ليس قبل أن تتناولي إفطارك سأنتظرك في الأسفل لا تتأخري" "سألحق بك حالاً " تناولت إفطارها بسرعة وخرجا إلى الحديقة تحت أشعة شمس الصباح الهادئة "خذي هذا السيف هدية مني لك لكن كوني حذرة كي لا تؤذي نفسك" "شكرا لك يا أبي أنها أعظم هدية أهدية إلي" "سيكون هناك أعظم من السيف" "وما هو؟" "خاتم زواجك يا كاثي" احمر وجهها خجلا "أنا لا أفكر بهذا وسأبقى بجانبك أم تراك مللت وتريد التخلص مني" "هذا مستحيل بل سأكون معك حتى لو كنت في أخر مكان في العالم " " أبي ألن نبدأ التدريب؟ لقد مللت من الانتظار" ضحك والدها وبدأ بتدريبها سقط السيف من يدها مراراً ولكنها مصرة على التعلم ولم تيأس أو تشعر بالفشل قال والدها حين سقط السيف مرة أخرى "خذي سيفك" "هذه الجولة خاسرة أيضا " "الم تتعلمي بعد يا كاثي؟ الم تعرفي أين خطأك؟" "لا أرى أين خطأي ولكن هزيمتي بسبب حركاتك السريعة والرشيقة يا مدرب نادي ألبرت" أبتسم والدها لها برقة وهو مستمتع بدلالها "إذاً اسمعي سأوضح لك أخطائك التي أردت أن تكتشفيها بنفسك أولاً طريقة وقوفك خاطئة انظري إلى وضع قدماي هذه الوضعية تجعلك أكثر اتزاناً وتمكنك من التحرك بسرعة هذه نقطة النقطة الأخرى أمسكي السيف بهذه الطريقة" أمسك والدها بيدها وعدل السيف في يدها وثبت أقدمها بالطريقة الصحيحة و أخذ يبدى ملاحظاته ثم عادا للتدريب مرة أخرى لاحظ أن ابنته تتعلم بسرعة "و الآن حاولي" "كن حذراً لأني لن أشفق على أعصابك إذا هزمتك" "أرى أنك واثقة وأنا سأحطم كبريائك هذا بفوزي" بدأت كاثرن القتال بحركات سريعة وخطوات ثابتة متزنة أكثر من قبل لاحظ والدها ذلك وشعر بسعادة تغمر قلبه لكنه لن يرضى بالهزيمة وفي خلال ثواني أطار سيف كاثرن بالسماء ولم ترى كاثرن إلى سيف والدها أمام عنقها وقال "ماذا تقولين الآن؟ " رفعت يديها في استسلام "أقول أبعده عني" ولكن والدها دفع بسيفه إلى الأمام بحركة خفيفة أسقطت كاثرن على الأرض أرخى والدها رأسه إلى الخلف واخذ يضحك بشدة نظرت كاثرن إليه وهي تضحك وتقول في نفسها "مر زمن طويل لم أرك تضحك بهذا الشكل" سمعا صوت تصفيق خلف والدها لشخص يقول "رائع...رائع جداً يا سيد ألبرت ...كنت متميزاً" كان هذا مارتن ما أن رأته حتى وقفت واستطرد قائلاً "وكذلك الآنسة كانت رائعة" "شكراً لك يا مارتن منذ متى وأنت هنا؟ " "منذ ربع ساعة" "أذاً فقد شاهدت معظم التمرين" "حقاً هذا من حسن حظي الحقيقة أنا أسف على تتطفلي ولكن كان مشهداً رائع ولم أشاء قطع التمرين" "لا تعتذر أنت كابن أخي تماماً يا مارتن وأنت تعلم ذلك ولكن أخبرني ما رأيك بها ؟" "علي القول إنها تشبهك كثيرا في شكلها وتصرفاتها " "هذا ما يقوله الجميع عندما رأوها للمرة الأولى " التفت مارتن إلى كاثرن وقال "صباح الخير آنسة ألبرت" "صباح الخير سيد روبرتسون" قال توماس "أخبرني ما الذي جاء بك؟ هل حصل أمر طارئ في العمل؟" "لا أبدا العمل على ما يرام " لاحظت كاثرن أن العلاقة بين أبيها ومارتن أقوى من علاقة عمل كما كانت تعتقد ولأول مرة تتسرع وتصرح بما تخالج في صدرها دون تفكير "أبى هل علاقتك بالسيد روبرتسون أكثر من علاقة عمل؟ " أجاب مارتن "أن أبى و والدك أصدقاء من أيام طفولتهما " وأكمل والدها "وكذلك في أيام الدراسة حتى الجامعة وحتى بعد زواجنا كنا جيران" قالت كاثرن "ولكنك لم تخبرني بهذا من قبل هل كان جارك وأنا طفلة؟ " "نعم " "هل كان من ضمن أصدقائك الذين رأيتهم في صغري؟" "كلا" أراد والدها أن يشير لها أن تكف عن طرح الأسئلة أمام مارتن ولكنها كانت أسرع منه "لماذا لم أره أذاً" سكت والدها ونظر إلى مارتن ثم التفت لها بنظرة مؤنبه لطرحها الأسئلة وكأنها طفل ساذج فقال مارتن "مات أبي وأنا طفل صغير " صمتت كاثرن وشعرت بالاحمرار يغطي وجهها و رقبتها "أنا آسفة سيد روبرتسون لم أكن.." "لا عليك كان هذا منذ زمن بعيد...أتريدين أن أكمل القصة لك؟" "لا الأفضل أن ندخل إلى المنزل لنشرب القهوة...هل تناولت إفطارك؟" "نعم شكرا لكِ لكن لا بأس بالقهوة" لا تعرف كاثرن ماذا حصل لها عندما علمت أن أباه مات وهو طفل كيف عاش ما هي حجم ألمعانه التي عناها نست لفترة أنه عدوها الأول منذ ذلك السباق .قال توماس وهم في طريقهم إلى المنزل و كاثرن ممسكة به من شماله بينما مارتن يمشي عن يمينه "اخبرني يا مارتن أنا أكثر إنسان يعرفك لماذا أتيت؟" "الحقيقة إني أتيت أقدم اعتذاري" "أتيت تعتذر!! عن ماذا؟ " "أتيت اعتذر للآنسة ألبرت " توقفت كاثرن عن المشي فقد صدمت أيعقل أن يعتذر لها هذا المغرور المتغطرس لكن لماذا يعتذر؟ قالت توبخ نفسها " تبا ماذا جرى اليوم لي اشعر أني لست على ما يرام " تمنت أن لا يلاحظ احد منهما ذلك فأكملت تقول لمارتن "وعن ماذا تعتذر سيد روبرتسون؟ " نظر مارتن نظرة ذات مغزى إلى توماس الذي قال "آه تذكرت هناك مكالمة ضرورية علي أجرائها سأسبقكما إلى البيت وأعد القهوة وإذا أنهيتما حديثكما الحقا بي لا تتأخرا" ذهب توماس وظلا صامتين يراقبانه وهو يبتعد ثم التفت مارتن لها وقال "اعتذر عن ما بدر منى ليلة البارحة" لازالت صامته تنظر إلى عينيه تريد أن تعرف منهما صدقه لكنهما لم تنبئنها بشيء وبقيت تنظر إليه في صمت "لماذا تنظرين إلي هكذا؟" أكتفت بنظر إليه صامته "حسنا قولي لي ما الذي علي فعله أو قوله حتى تصفحي عنى؟ " أمعنت النظر في عينيه الرماديتين الجامدتين فقررت أن لا ترد عليه وأن تذهب إلى البيت وحدها لكنه اعترض طريقها "ليس قبل أن تقبلي اعتذاري" شعرت كاثرن بغضب شديد لطريقته الباردة في الاعتذار ثم إصراره على أن تقبل هذا الاعتذار الغير صادق لابد و أن يكون خلف هذا الاعتذار أمر يدبره هذا المتعجرف شدت قبضتها على سيفها في محولة منها لضبط أعصابها "أتريدين أن تقتليني يا آنسة ألبرت؟ " "أبتعد عن طريقي فليس هناك ما يقال " "ماذا فعلت حتى تعامليني بهذه الطريقة؟" صرخت في وجهه وبأعلى صوتها "بعد كل الذي فعلته تقول لي ماذا فعلت...احتقرتني يوم السباق وسخرت مني عند فوزك وقلت لي أن مشاركتي كانت مفاجأة هذا العام وعندما أخبرتك أني لا أرى في ذلك شيء غريب نظرت إلي بازدراء وقلت حقاً؟ وفي اليوم التالي أردت أن ترى أبى وعندما سألتك عن ما تريده منه قلت لي أنك تريده في عمل رجال بلهجة ساخرة ثم في مكتبة عرضت تكرمك الملكي باصطحابي إلى القرية مبدياً ملاحظتك ال****ة ولم تسأل أن كنت أمانع أو لا ثم أسمعتني كلماتك الوقحة وملاحظتك السخيفة في بقائي في البيت وحدي و كأني طفلة صغيرة لا تستطيع الاعتناء بنفسها " قال ساخراً "كما أنك لست رجلاً " "ابتعد عن طريقي مارتن روبرتسون منذ التقيت بك وأنت تسمعني ملاحظاتك ال****ة لم يمضى على لقائنا سوى أربعة أيام وكانت كفيلة بأن توضح لي مدى غرورك وتكبرك " لم يتحرك مارتن من مكانه ابتعدت عن وجهه لتعود إلى البيت ولكن عندما تجاوزته أمسك بذراعها وأعادها لتواجهه "أتركني" لكنه لم يفعل بل نظر في عينيها بصمت ورأت في عينيه بريق غريب أخافها حين قال "هل حقاً عرفتني في أربعة أيام. أنا أسف عن كل ما ذكرته لم أعرف أن هذا يجرح مشاعرك وأنك حساسة جداً كان علي أن أعرف أنك تسجلين أخطائي حتى التافه منها " "أذا دعني اذهب " قال ببرود و عينيه ضيقتان " ليس قبل أن ننتهي من هذا الموضوع" " أنت عنيد لقد تأخرت عن أبى " "هل سامحتني .....لن أدعك تذهبين قبل... " وقبل أن يتم سحبت ذراعها من يده بشدة وعادت إلى البيت وهو يمشي بجانبها في صمت. دخلا المنزل واتجها إلى السيد ألبرت في غرفة الجلوس "أين كنتما؟ ما كان عليكما تركي لوقت طويل" نظرت إلى مارتن الذي قال "كنت أعتذر لها ورفضت أن أدعها تذهب حتى تسامحني " "وهل فعلت؟" " أجل إنها طيبة القلب مثلك" ثم نظر إلى كاثرن بود ولطف وكأنها فعلت ذلك فعلاً قررت أن ترد لكن لا ليس أمام أبيها ستنتقم لنفسها قريبا قال والدها "شكرا لك تفضل القهوة يا مارتن" ثم التفت إلى كاثي وقال " ما رأيك بان أصطحبك للغابة يا كاثي ؟ " "أنا فعلاً متشوقة لذلك " "متى تريدين ذلك؟" "بعد الغداء" "أسف يا عزيزتي سأكون مشغولا في هذا الوقت" " لا بأس سأذهب وحدي" فقال مارتن "هل تمانعين لو ذهبت معك؟ " " لا داعي لذلك سأعطل أعمالك" "لن يكون لدى عمل" "شكرا و لكنى أريد أن استمتع بسحر الطبيعة وهذا لن يكون و أنت معي" التفت مارتن إلى توماس وقال "ما قولك سيد ألبرت" " اعرف قصدك لا تقلق عليها يا مارتن ستكون بخير إنها قوية" هاهو يسئ لها مجددا لم يكن صادقا كما توقعت. بعد الغداء انطلقت كاثرن بجولاري مستمتعة بالهدوء و الراحة تدب في نفسها من جديد شعرت وكأنها تحررت من توترها والتفكير المتواصل الذي أتعبها بوالديها والعمل في الشركة ثم السيد روبرتسون الذي لا يكف عن مضايقتها أطلت من فوق أرض مرتفعة على نهر جميل "واو..أليس هذا جميل جولاري انه منظر ساحر و فاتن لو كانت أمي معنا لكنا أسعد" مشت جولاري بين أللأشجار تنزل بهدوء باتجاه النهر فظهر أمام الفرس ثعبان أخافها. بدأت جولاري تقفز وتصهل حتى سقطت كاثرن على الأرض متألمة خائفة لا تدري ماذا حدث لفرسها التي ركضت إلى أسفل الوادي وانقلبت مرآة عدة حاولت كاثرن ألحاق بها لكنها تعثرت هي الأخرى والتوت قدمها ولم تستطع المشي خلعت حذائها بصعوبة لشدة الألم ورأت قدمها الملتوية رمت حذائها بعصبية وقالت وهى على وشك البكاء "هذا ما كنت أحتاج إليه..." أخذت تنادي جولاري وحاولت الوقوف لكنها لم تقدر على ذلك حتى وجدت غصن شجرة اتكأت علية مشت إلى أسفل الوادي بصعوبة ورأت جولاري ملاقاة على الأرض بجانب النهر احتبست الدموع في عين كاثي وازدادت دقات قلبها "آه جولارى " أسرعت في خطاها متحملة الألم ثم جثت على ركبتيها و لمست فرسها تمسح على رأسها و عنقها الطويل "جولارى ....جولارى ....هل أنت بخير؟ ماذا حدث لك؟" احتضنت جولارى وبقيت تبكى وتصرخ بأعلى صوتها "النجدة....النجدة ....ساعدوني ...لن يسمعني أحد لقد ابتعدت عن المنزل كثيرا وأوشكت الشمس على الغروب ماذا سأفعل؟ أليس من أحد هنا ؟" كان السيد ألبرت قلقا على ابنته يمشي في الغرفة ذهاباً وأياباً وكان معه مارتن جالساً على أحد المقاعد و قال له "لقد غابت الشمس و كاثرن لم تعد بعد" "لا تقلق عليها ستعود بعد قليل" " إنها فتاة ضعيفة يا سيد ألبرت ما كان عليك السماح لها بأن تذهب لوحدها إلى الغابة أنا ذاهب للبحث عنها" وقف مارتن ليذهب ولكن توماس أستوقفه "لا ضرورة لهذا ستعود الآن في حال غيابك" أتجه مارتن إلى النافذة ونظر إلى السماء ثم التفت إلى توماس "علي البحث عنها أن السماء تتلبد بالغيوم لابد أنها سوف تمطر الليلة يجب أن أسرع أشعر أن مكروه حدث لها " زاد مارتن من قلق توماس الذي أخذ يؤنب نفسه على أنه تركها ماذا لو حدث لها مكروه فعلاً ألتقط قبعته وقال "سنذهب سوياً يا مارتن" " لنسرع أذاً" بقيت كاثرن في مكانها مستندة إلى شجرة وتنظر إلى جولاري الملقاة قريب منها و إلى السماء الغاضبة و الظلمة تشتدد من حولها "آه يا جولاري يبدو أننا سنقضي الليلة هنا مع الوحوش" وما أن قالت ذاك وتخيلته سرت قشعريرة في جسدها وصدم بوجهها تيار هواء بارد "لا شك في إنها ستمطر يا جولارى ولا احد يعرف إننا هنا" حاولت أن تتحرك لتدفئ نفسها من البرد فاشتد الم قدمها و صرخت تبكى وتهمس "أبى أين أنت ؟" السيد ألبرت ومارتن فوق جواديهما يبحثان عنها في وسط الغابة لكن دون فائدة سقطة قطرة ماء على وجه السيد ألبرت ثم توالت القطرات نظر السيد ألبرت إلى السماء الممطرة وقال بصوت عالي بسبب صوت العاصفة المرتفع "مارتن سوف أجن أين ابنتي ؟...أين ذهبت ؟ ما كان لي أن اسمح لها " "لا تقلق سنجدها" "أسمع علينا أن نفترق وكل منا يبحث في جهة مختلفة حتى لا نضيع المزيد من الوقت و الذي يجدها يطلق ثلاث طلقات ببندقيته في السماء وإذا لم نجدها قبل منتصف الليل سنتقابل هنا ثانية" "علينا أن نسرع أذاً فالمطر يشتدد " بحث كل منهما بجهد ولكن دون فائدة و كاثرن التي أوشكت على التجمد من البرد والمطر الذي بلل ملابسها تكورت على نفسها وحاولت النوم بعد أن أصابها الإعياء وفقدت نشاطها بالكامل ولم يبقى لديها قوة لتقاوم لكن صوت الرعد المرعب والبرق الخاطف لم سمحان لها بذلك . انتصف الليل قرر مارتن العودة إلى توماس الذي كان قد سبقه "هل وجدت كاثي يا مارتن" "لا يا سيد ألبرت والمشكلة أنها لا تزال تمطر والبرودة تشتد" بدا توماس يسعل بقوة "يبدو انك أصبت بالزكام عد إلى البيت يا سيد ألبرت" "لا سأستمر في البحث لن أعود من دون ابنتي لن أتركها في الغابة وحدها " ثم سعل بشدة أكثر وأكمل "أخشى أن تكون مصابة بمكروه أو إنها تواجه وحشا من وحوش الغابة" أقترب مارتن من السيد ألبرت وأمسك بكتفه وقال "لا تقل شيء كهذا إنها بخير وقد تكون عادت إلى البيت ونحن هنا نبحث عد الآن قبل أن تصاب بالتهاب رئوي وإذا وجدتها هناك أرسل لي أحد العاملين في المزرعة وأخبره أن يرمي بالبندقية ثلاث طلاقات وإذا لم يأتي سأفهم أنها لم ترجع ولن أعود إلا وهى معي كما أنك متعب ولا يمكنك مواصلة البحث " "شكرا لك يا بني لن أنسى صنيعك معي " "لا تقل مثل هذا الكلام أنت تعلم مكانتك في قلبي و وقوفي بجانبك لا يوازي وقوفك مع أبي في محنته وكذلك اعتناؤك بي بعد موته" "شكرا لك يا مارتن " "اعتنى بنفسك" أبتعد توماس عن نظر مارتن الذي استمر في البحث إلى وقت متأخر ولم يسمع طلاقات البندقية مما أكد له إنها لا تزال في الغابة في مكان ما لم يتوقف المطر إلا قبيل الفجر ..ومع هواء الصباح أصبح الجو أكثر برودة في الغابة شعر مارتن بالتعب وكذلك جواده الذي أصابه الإعياء "ترى أين ذهبت؟ لقد بحثت في الغابة كلها " التفت مارتن إلى الشرق ينظر في الأفق البعيد متى تشرق الشمس ثم صرخ فجأة "يا ألهي كيف نسيت أمر الوادي؟ " أنطلق مسرعا باتجاه الوادي قليل من أشعة الشمس أزالت شيء من ظلام الليل الدامس وصل مارتن إلى الوادي وهو يرفع صوته "كاثرى" ...."كاثرى"......"كاثرى أين أنت" لم تستيقظ كاثرن إلى بعد أن وقعت قطرة ماء من الشجرة على وجهها فتحت عيناها الخضراوان وهي تشعر بحرارة تكاد تذيب عظامها وألم في مفاصل جسدها "انه الصباح لقد انتشر ضوء الشمس هذا جيد لكنى سمعت صوتاً لابد أني كنت احلم" عادت تمض عينيها لكنها فتحتهما عندما سمعت الصوت مرة أخرى لكنه لا يزال بعيداً "كاثي.....كاثي" "آه الحمد لله" وصرخت بصوت مرتفع يرتجف من البرد "أنا هنا ...أنا هنا يا أبي في أسفل الوادي قرب النهر" ركض مارتن بجواده باتجاه الصوت ورائها بجانب الشجرة اقترب منها ونزل من حصانه الأسود مسرعا نحوها أمسكها من كتفيها "كاثرى هل أنت بخير لقد قلقنا عليك كثيرا ماذا حدث؟ " قالت كاثرن وهي ترتجف محاولة ربط جأشها كي لا تبكي لكن عيناها دمعتا "سقطت من جولاري لا أعرف ماذا حدث لها حاولت تهدءتها كانت تقفز وتصهل بشكل مخيف بعد ذلك وقعت على الأرض وسقطت جولارى في الوادي ولتوا كاحلي عندما حاولت ألحاق بها " "دعيني أراها...آه يا الهي " أمسك مارتن قدمها التي ظهر عليها كدمة ورضوض قوية لونها بنفسجي على بشرتها البيضاء ليرى إن كانت أصيبت بكسر فشهقت من الألم أراد أن يمازحها بعد أن رأى عينيها و وجهها الجميل المتسخ بطين "أين أضعت حذائك يا سندرلا علي أن أجده قبل أن يفوز به أحد قبلي" "سيد روبرتسون.." أرادت أن تكمل لكن نوبة من السعال الحاد اعترتها وضع مارتن يده على جبينها "أنت مريضة وحرارتك مرتفعة " "دعك منى الآن وانظر إلى جولارى سيد روبرتسون" "حسناً لكن كفي عن مناداتي بالسيد روبرتسون ونادني مارتن " وقف مارتن مبتعدا عنها وألقى نظرة على الفرس التي وجد أثنين من قوائمها مكسورة وهي الآن تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة ذهب إلى حصانه الأسود وأخرج بندقيته .عندما رأت كاثرن هذا وقفت مستعينة بالغصن والشجرة التي بجوارها فأحست بدوار في رأسها وصاحت قائلة له " ماذا ستفعل " لم يجبها مارتن واتجه يمشي بلامبالاة نحو جولارى معطياً لها ظهره "أنت لن تقتلها أليس كذلك؟" أخذ مارتن نفسا عميقا ثم قال موضحاً لها " أنها تحتضر يا كاثرى وعلي أن أقتلها لترتاح" ثم دوى صدى إطلاق النار الأولى ثم الثانية وأخيراً الثالثة في أذني كاثرن التي قالت في هدوء غير مصدقة ما يحدث وعيناها في ظهر مارتن "لا... قل أنك لم تقتلها قل لي أني أحلم" أجابها ولم يلتفت لها وبصره أمامه "أنت لا تحلمين يا كاثرى" كان صوته بارداً وحشياً فوقعت كاثرن على الأرض مغشياً عليها التفت مارتن خلفه ورائها ملقاة على وجهها أسرع نحوها ونزع معطفه الجلدي الذي يصل إلى منتصف ساقيه ودثرها به ثم حملها بين ذراعيه تجهم وجهه وهو يتأمل وجهها الشاحب المتسخ وشعرها المبتل الغير مرتب أخذ نفس عميقاً وازداد تقطيب حاجبيه ثم أمتطى صهوة جواده وعاد إلى بيت السيد ألبرت الذي لم يذق النوم طيلة الليل... ا
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
احدث الوان ازيرا هيونداي 2013 , جديد صور ازيرا هيونداي | ملاك الرومنسيه | قسم السيارات | 1 | 08-23-2013 08:51 PM |
من الوهم ما قتل | غادةالكاميل | علم النفس | 3 | 03-21-2009 11:07 PM |