.:' غرابة غريبه
':.
أبتسم لها بلطف وهدوء و أنحنى بخفه
-شكراً لك أنستي على مداواتك جراحي
في لحظة تفاجأت هي وهو لثورة غضبها العارم
-كيف لك أن تخرج
بدأ كلامه بهمس حتى بدأت بصراخ غاضب مع أحمرار خديها
-لا تزال جراحك جديدة ولابد إنك تنزف الآن كيف لك أن تكون غير مبالياً إلى هذا الحد،،؟!
أرجع رأسه إلى الخلف وتعابيره جامده نتيجة تفاجأه بردة فعلها القوية ثانية حتى أبتسم بسعادة لقلقها ويتابع بنبرة لطيفة
-جزيل الشكر لقلقك وتاكدي ألا تستهلكي مشاعرك لسبب تافه فأنا بخير كما أن الأعشاب التي أستعملتها مذهله الجرح بالفعل بدأ بالشفاء
تراجعت نصف خطوه بعد كلمته الاخيرة لا شعورياً ألتفت بعيداً عنه لتهبط رأسها ويغطي نصف وجهها شعرها الحريري
-أنها أعشاب طبيه قديمه
-بالمناسبة انا ادعى سكاي وأنتِ
نظرت له بطرف عينها لكنها اشاحتها بسرعه لتجيبه بتعجل و خفه -انا سول
تراجعت مبتعدة عنه نحو الباب حملت ردائها الواسع الطويل وأرتدته بسرعه وربطته بجانب عنقها رفعت قلنسوته وأستبدلتها بشعرها لتغطي وجهها وعادت لتخرج توجهت لحديقتها تحت أنظاره التي أبت الوصول لوجهها لما تخفيه بهذا الشكل،،؟!!
تابعها بأنظاره وهي تسير متوجه لحديقة صغيرة تحيطها أخشاب قليلة دخلته وبدأت بسكب الماء من دلو بجانبها لربما سمع همس او لا ليس متأكداً لا يعلم تماماً ما تفعل لكنه يعتقد بأنه تهتم بها خرجت من الحديقة وهي تحمل البعض من الخضروات النضرة وتوجهت للمنزل دخلته ليستمع لضجيج الأواني أستدار لمتابعة المنظر الخلاب المنحصر في بساطة مجاورة زرقة السماء الصافية مع خظرة ونضارة الغابة الكثيفة تسللت روائح أقل ما قد يقال عنها شهية أجبرته على أستنشاق أكبر كمية من الهواء مغمض العينين بعد أن أدرك مدى جوعه ورغبته بتناول وجبة شهية وصلت رائحتها لمعدته كي تزيد جوعه أستدار ليدخل المطبخ وقف عند الباب وقد تناسى جوعه ليحل تفاجيء منها
لا تزال ترتدي ردائها وتغطي نصف وجهها ،،؟!!
لا حظ الأطباق على الطاولة الصغيرة ليعود جوعه مجدداً توجه لها متجاهلاً حسن الآداب ليجلس على الكرسي
وهي تجلس مقابله له بعد أن وضعت الصحن الأخير بدأ بتناول حساءه بكل لباقة وهو يسرق النظرات وهي تأكل بهدوء وهي لا تزال ترتدي القلنسوه
-لماذا تغطين وجهك أقصدين إهانتي أم طردي ،،؟!
يبدو ان أنه قالها بغضب وحده كبيران ذلك لأنه رآها تعض شفتيها بقوة وتحكم قبضتها وأخيراً دمعه يتيمة برقت و هي تسقط في حجرها ندم لما قاله أكثر بعد أن سمعها
-أعتذر حقاً لم أقصد ما قلت لكني لا أستطيع تركه أنـ ـا أسـ،ـفـ ،ـه
أشاح بوجهه بغضب طفيف من جوابها ماذا تعني فهو لم يفهم تفاجأ قليلاً من نبرة صوتها الهامسة وهي تميل للبكاء
-أنا حقا أسفه
نظر لها ليجيبها بسرعة تسبق دمعاتها
-توقفي عن الإعتذار لك حرية إرتداء ما تشائين
عاد لتناول طعامه رغم أن جوعه تلاشى نهائياً فقط كي يريحها قليلا لكنه يبدو أنه فشل فهي لم تتحرك أبداً بل لم ترح قبضة يدها تناول لقمته الأخيرة واستند عاقداً يده على صدره ليقل كلماته بحذر
-لقد شبعت شكراً على الوجبة
أكتفت بأن تومئ برأسها وتحمل تالياً الصحون
شعر بأنزعاج طفيف منها لم يستطع تحمل الأمر لذلك وقف مغادراً
أحكمت قبضتها والأستياء يخنقها تعلم بأنه منزعج منها بشكل كبير وبالتأكيد يشعر بلإهانة الآن لكن ماذا بيدها لم تمنع نفسها من البكاء فهي بذاتها لا قدرة لها على منع عواطفها إن أجتاحتها وخصوصاً في أوقات ذرواتها التي تزداد مع قربه
سار يساراً ثم عاد يسير يميناً ثلاث خطوات ثم عاد يسير بإتجاه اليسار رفع يده ليمررها من خلال خصلات شعره القصيرة لا يعلم ما يفعل لا يفهم تصرفاتها الغريبه حسناً تصرف بوقاحه معها وهو يعترف لا حق له أن يؤنبها على ما ترتدي هي حره ثم انها كريمة كفاية لتشفي جراحه وتمرضه وتطعمه وماذا جازت منه الوقاحه
تنهد بعمق وقد هدأ قليلا توجه للداخل بخطوات خفيفه رآها جالسه في مكانها السابق لكن هذه المره أراحت خدها على يدها وهي شارده بما يقع عليه بصرها خارج النافذه بدت هادئة الملامح كطباعها تماماً تمعن النظر فيها وهي قد رفعت قلنسوتها أخيراً عن وجهها شعر بأنه ينتهك حريتها مجددا بنظراته المتطفله لذلك تنحنح قليلا فأستدارت عينيها مندهشة نحوه لم تنطق لكن عينيها طرحتا السؤال منذ متى أنت هنا؟؟
أجابها بهدوء ولباقة
-أعتذر لما بدر مني سابقاً أنستي وشكراً لك على الطعام وأعتذر أن كنت سببت أي رعب البارحه أو أي إزعاج الآن أنا مدين لك بحياتي أتمنى أن أراك مجدداً لأعيد ديني
و أنحنى بخفه لم ينتظر كلمتها فهو كان متأكداً بأنها لن تجيب ربما هو لم يفهم تصرفاتها لكنه عرف طباعها خرج من المنزل خطوتان ورفع قلادة كانت تختبيء اسفل القميص الأبيض الواسع يتدلى منه ما يشبه البوق صغير جداً نفخ فيه ليدوي صوت حاد تردد بعيداً جداً ثواني حتى سمع صهيل حصان ما تلاشى حتى ظهر أمامه فرس أبيض اللون ذو شعر ذهبي ينافس الشمس بلمعانه وقف بجانبه ليربت عليه مبتسماً
-أحسنتِ يا عزيزتي
ركب الفرس والآن فقط رآها تقف عند عتبة الباب لكنه لم يستطع رؤية عينيها لأنها عادت وأرتدت القلنسوة أنحنى برأسه ليكلمها بخفه
-شكراً مجدداً أنستي
أؤمأت برأسها فأستدار ومع صهيل عزيزته إنطلق بقوة مختفياً من أمامها
تطلب منه الأمر ساعة ليصل للقصرتعرف الحرس للفرس التي لا تسمح إلا لسيدها بركوبها وما سيدها إلا ملكهم "سكاي"
فتحت البوابة ليدخلها انتشر خبر رجوعه قبل وصوله البوابه حتى نزل من الفرس ليستقبلاه بغضبهما الكبير منه
-مولاي أين كنت أقلقتنا عليك
-مولاي ليس من عادتك أن تغيب كل هذه المده ماذا حدث،،؟
رغم تأكدهما من تمرد ملكيهما إلا أنهما متأكدان من أن لتمرده حدود لا يتخطاها
مثلاً أنه لا يختفي أبداً أن واجهت المملكه مشكله أو خطر ما
أو أنه لا يغيب إلا لساعات قليلة فهو لم يغب عن القصر ليوم كامل من قبل
كل هذا مع أخبار تسلل بعض من أعوان اللورد زركار لم يكتفي كل هذا بإثارة قلقهم بل بهلعهم أيضاً
يرجى عدم الرد