عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree796Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #121  
قديم 12-07-2017, 04:58 PM
 



جلست بمقعدها الخشبي البارد واليأس يتلاعب بأطرافها كما الورقة الغضة، المرتبكة بين أحضان الخريف القاتل، تحصي خيباتها المتتالية والمتكررة وسلسة الأحداث الكئيبة التي حصدت ثمارها منذ طفولتها النائية.

هي لم تزرع شيئاً... لا شيء يذكر... بضع أفكار مريخية لا محل لها من الإعراب بواقعنا المريض... وزوايا للوحدة تسكنها كلما هبت عليها رياح الحزن العاثية وجيوش الخواء المعدم. مطمورة الرأس بين أنقاض كتابٍ ما أو أكمام أغنية درامية.

هي راقصة بالفطرة، تترنح حد الإغماء لتطمر عزلتها وكآبة أحلامها المتآكلة بين إنحناءات الموسيقى. كأنها تخدع أيامها المتداعية، المهشمة لتوهمها بطقوس الفرح البعيدة المنال والمحرمة على قلبها.

قلبها الذي بدوره يرجف حد الإرتخاء بينما هي تردد بأعلى صوتها المكموم داخلها"سيتوقف الآن... أااه سيتوقف الآن" نبضاته الوهنة، الخافتة، المستكينة والتعبة كيد إمرأة بأرذل العمر مجعدة، منكمشة وخالية من الحركة... أهو إنذار الموت المحتوم؟!.


من روايتي اللعنة

Snow. likes this.
__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع
رد مع اقتباس
  #122  
قديم 12-07-2017, 05:22 PM
 


تتسمر مكانها بينما شريط حياتها القصير يعدو أمامها كقطار سريعٍ خالٍ من الركاب ومن أي محطة محتملة في أبدية ملعونة.

"إن رحلت عن هذه الدنيا... من سيذكرني؟ من سيبكيني؟ " كان هذا هو السؤال الطافي على أعماقها المحشورة بين غياهب المجهول.

تبدأ بإحصاء معارفها "صديقة... أه ربما صديقتان من الجامعة" لم تكن صداقة حميمية بقدر ماكانت علاقة مبنية على المصلحة... إستغلال مشروع عن سابق قصد وترصد لبرائتها ومحاولتها البائسة الإندماج بين أقرانها... مجرد سلم للنجاح أو عتبة يدوسها من هب ودب لضمان تخرجه. هي الطالبة النموذجية أو دفتر المحاضرات كما كان يسميها أغلبية الطلبة.

بذكائها الخارق وفطنتها الغير إعتيادية كان بإستطاعتها إستيعاب أي محاضرة مهما كانت صعوبتها من أول وهلة وبدون بدل أدنى مجهود. كيف لا؟ وهي تمضي جل أيامها بالمكتبة تنتقل من رف لرف كنحلة جائعة ترتشف رحيق المعرفة.

أصدقاء الجامعة... أه كيف يتلاعب بي عقلي هكذا... قد أضعت أخبارهم منذ أول يوم تخرج.

مقطع من روايتي اللعنة
Snow. likes this.
__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع
رد مع اقتباس
  #123  
قديم 12-07-2017, 06:02 PM
 


تتكدس الكلمات داخلها كما البركان الخامد دون بوح أو إسترسال. تكثم أنفاسها كأنها تنتظر شيئاً جليلاً... مصيرياً يربك مسيرتها الدهنية والعقلية.

أهو جنون اللهفة؟ يخلع مقبض الباب ويدخل دون استئذان كذئب مفترس جائع ينهش رئتيها دون رحمة لينفك عقد الذكريات الوهن نجوما مطموسة كيد حبيبها المزعوم اللزجة والباردة.

"كيف تريدين قهوتك" هكذا يصهل الناذل بوجهها الغائم بين سحب الهذيان.

يأتي السؤال كطوق نجاة لها وهي الغارقة في بحور الأفكار اللامتناهية، فتجيبه."أريدها خالية من الذكريات ...بيضاء كالفرحة التي هجرتني... مرة كأيامي المصلوبة على محراب الغيب ... أريدها عارية من الأكاذيب.... مستورة بخيوط الأمل مع القليل، القليل من الصبر... أريدها ساخنة ودافئة بفنجان المحبة والعطاء.".

يأتي جوابها كالبرق يصعق الناذل ليدخله في دوامة من التساؤلات، لربما ضنها من المتحملقين الذين يدعون الحكمة أو مما يستخفون به وبوظيفته البسيطة. تراجع قليلا وبدأ بحك ذقنه في طريقة عصبية وغريبة كأنها طريقته الوحيدة لإبداء سخطه وغضبه.

"أتقولين تريدين قهوتك فرنسية بالحليب ومرة" هكذا كان جوابه وهو عاقد جبينه كأنه على وشك الإنفجار.

"إبتسمت وأومأت برأسها كأنهاتجيبه نعم" لربما علمت أنه أساء فهمها وأغضبه جوابها، ليس كأنها بمحاورة بصالون أدبي. " يلا حماقتي، كيف لي أن أنتظر منه أن يسبر أغوار حديثي".

من روايتي اللعنة

Snow. likes this.
__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع

التعديل الأخير تم بواسطة باندورا/ραиɒσяα ; 12-07-2017 الساعة 06:26 PM
رد مع اقتباس
  #124  
قديم 12-07-2017, 07:31 PM
 


يرن هاتفها فتهرع إليه كالأرنب المذعور راكضة لتنتشل السماعة بيدها المرتجفة وبصوت خافت تجيب.

"أهذا أنت؟" جملة ترسلها كالصاروخ عبر خطوط الهاتف الثابت، تنتظر إجابة لكنها لاتسمع سوى أصداء أنفاس مخنوقة ولهاث. فتغرق في بحور الخيبة بينما عيناها مصلوبتان على خط الأفق البعيد كأنها تحاوره صوتاً وصورةً . تم تسترسل "علمت أنه أنت ... كيف لي أن لا أعرف أنفاسك وأنا أحفظها بين إنحناءات قلبي ...كيف لا وأنا وحدي من تستطيع فك شيفراتها الخفية".

"أهذا ما وصل إليه عقلك المريض إدعاء الموت؟ " تتنهد تنهيدة حارقة كأنها تنين يلفظ شراراً بإستطاعته حرق العالم كله. "ألم تكتفي بعد من خدعك الطفولية؟... إنضج قليلاً أرجوك ... أنا لست دمية تحركها أو تديرها كيفما تشاء...أنا إمرأة... كيان مثلك بطاقة تحمل صغيرة... لماتستمر بنزع السلام الداخلي مني كالإرهابي."


تغزوها الدموع فتسكت قليلا وبإضطراب كاسح للمشاعر بداخلها تكمل حديثها أو مونولوجها المنفرد."أنا أسفة أعلم أنني إنشغلت عنك قليلاً مؤخراً... أوربما كثيراً وأنت تعلم السبب، أصدقائك الجدد أو لأكن صريحة معك... تلك الفكتوريا المسترجلة الملتصقة بك ليلا نهاراً... أخبرتك أنني لاأطيق رؤيتها معك أو حتى بجانبك... ماذا كان جوابك؟ مشروع تخرج! لا تتخرج إذن إن كانت هي رفيقتك. "

مازال الصمت يسود الإتصال تتحدث هي دون جواب، فتنفجر قائلة. " ماذا الأن لا تريد الإجابة أيضا... لقد سلبت عقلك تلك الفيكتوريا... أنا أكرهك بقدر كرهي لها... لا تجب إذن... وداعاً." تقفل الخط بسرعة بينما يخيم الحزن واليأس على وجهها.

يرن الهاتف مرة ثانية لكن هذه المرة تحمل السماعة متكاسلة كأنها تنتظر إعتذاره دون قول أي كلمة.
لدهشتها تسمع صوتاً غريباً أجش لا يمث بصلة لصوتها حبيبها أليكس الدافئ.

"هنا منزل السيدة أنجليكا"
تجيب هي بإستغراب. "نعم هذه أنا"
" أنا من دار الجنازة أتصل لأخبرك عن موعد الدفن"
تجيب هي بأنفاس متقطعة. " موعد دفن من"
"موعد دفن السيد أليكس"
تقع السماعة أرضا ويسود الذهول صمت المكان.




من رواية الشبح لم أكملها بعد
Snow. likes this.
__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع
رد مع اقتباس
  #125  
قديم 12-09-2017, 12:42 AM
 




جَلَسَا عَلَى حَافَةِ الجِسْرْ احَدَهُمَا يُسْنِدُ الآخَرْ, وَهَجُ رُوحَيْهِمَا لَمْ
يَنْطَفِأ بَعَدْ, اخْرَجَ ذُو الشّعْرُ الفَحْمِي سِيجَارَةً وَ اشْعَلَهَا ثُمَ نَفَخَ
دُخَانَهَا لِلأعْلَى كَعَادَتِهِ الدَائِمَة, "ألَمْ تُقْلِعْ بَعَدْ.؟"
"وَ لِمَا قَدْ افْعَلْ.؟"
"لِأنَهُ مُضِرٌ بِالصِّحَة."
"صَدِقْنِي, لَيْسَ اكْثَرَ مِنْ الحَيَاة."
"ألَمْ يُخْبِرْكَ احَدٌ مِنْ قَبْل انَكَ تَبْدُو كَذِئْبٍ يَعْوِي حِينَ تَنْفُثُ
دُخَانَكَ لِلسّمَاءِ هَكَذَا.؟"
نَفَثَ نَفَسٌ آخَرْ وَ ارْدَفْ "بَلَى, هِيَ." سَادَ الصّمْتُ المَكَانْ
وُجُودُهَا حَتَى كَفِكْرَة يُوَتِرُ الجَوُ وَ يَصْنَعُ الفَوْضَى بِدَاخِلِهِمَا
"كَانَتْ تَهْوَى الذِئَابْ." اهْتَاجَ شَيْءٌ بِدَاخِلْ صَدِيقِهِ ذُو العُيُونْ
الزَرْقَاء, كَانَ يَظُنُ انَهُ لَا يَعْرِفُ عَنْهَا الكَثِيرْ لَيْسَ بِهَذَا المِقْدَارْ
عَلَى الأقَلْ, لَقَدْ خَرَجَا لِلتَوْ مِنْ حَرْبٍ ضَارِيَة وَ هُوَ بِالذّاتْ
يَعْرِفُ مِقْدَارَ الخَرَابْ الّذِي حَلّ بِقَلْبِ صَدِيقِه, حَتَى انَ وُجُودَهُ
الآنْ وَ هُنَا يَكَادُ يَبْدُو كَأُعْجُوبَة, لَمْ تَتَسَاهَلْ الحَيَاةُ مَعَهُ يَوْمًا
لَمْ تُعْطِهِ ايّ فُرَصٍ اوْ امْتِيَازَاتٍ آبَدًا حَتَى فِي احْلَامِهِ.
امْسَكَ عُلْبَة السَجَائِرْ بِيَدِه "كَيْفَ كَانَتْ الحَيَاةُ هُنَاكْ.؟"
"قَاسِيَة." اطْفَأ الفَحْمِي سِيجَارَتَهُ وَ اخَذَ العُلْبَة مِنْ يَدِ صَدِيقِهْ
لِيُشْعِلَ آخْرَى, "مَاذَا تَظُنُ انَهُ سَيَحْدُثْ الآنْ.!" نَظَرَ لِزُرْقَةِ
صَدِيقِه لِوَهْلَة ثُمْ نَقَثَ الدُخَانَ لِلأعْلَى وَ عَادَ بِنَظَرِهِ للِنَهْر
"لَا آدْرِي, لَكِنِّي لَمْ انْتَهِي بَعْد, الحَرْبُ لَاتَزَالُ قَائِمَة."

~
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ألماسي :: كلماتي خلدت في ذكرياتي " مصطلحات روائية " Florisa روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 8 02-03-2018 08:18 PM
روائية جماعية {My life with my new friends } Real Tay أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 843 04-06-2014 12:05 PM
مقتطفات..... نبع الحنان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 21 08-03-2007 09:16 PM
مقتطفات بلاتين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 04-12-2007 07:50 AM
:: ضيعتوا وين تحطون اكسسواراتكم ؟؟؟:: اثير الورد حواء ~ 7 06-12-2006 11:26 AM


الساعة الآن 02:07 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011