.













.

وقف أمام البحر بكل سكون وهدوء عكس تلك العاصفة التي
إجتاحت أمواج البحر , عيناه الزرقاوتين الداكنتين حدقتا بتركيز شديد وهما
تراقبان ضربات البحر الهائج للحجارة أمامه , ابتسامة متشمتة ظهرت بالكاد
على شفتيه عند تحطم إحدى الأحجار التي أصابتها تلك المياه المجتمعة , لا
يعلم حقاً سبب تلك الثقة التي اكتسبها من مراقبته لأمواج البحر ولا
لسعادته لكونها حطمت إحدى الحجارة فهي قطعاً لن تساعده بحل المشكلة
التي تواجهه وهو لا يمتلك أي صديق يسانده لتحطيم مشاكله كما الأمواج
المجتمعة معاً , لديه ذلك الإعتقاد بأنه وصل لمرحلة لن يتمكن بها من إنقاذ
نفسه أبداً , ولن يكون أمامه سوى الإنهيار و الهزيمة أمام خصومه إلا ان
كبرياءه لن يسمح له أبداً بالاستسلام لهم أو إظهار خوفه وضعفه مما سيزيد
من معاناته أضعافاً مُضاعفة , ففي النهاية لن يهرع أحد لإنقاذه ولن يرحمه
أعدائه , دموعه المتمردة أوقفت سيل أفكاره لهذه النقطة وذاكرته تعود
للوراء علها تستحضر موقفاً واحداَ يمده بالقليل من الأمل بدلاً من اليأس
الذي أصبح مُلازماً له كظله إلا أنه فشل بذلك فمنذ نعومة أظفاره وهو
بمفرده , لم يعتمد على أي أحد لأي شيء , بارع بإخفاء جراحه وضعفه
عن طريق إستهزائه بالآخرين مما يجعلهم يبتعدون عنه فلا أحد يرغب
حقاً بالوقوع وسماع كلامه المسموم دائماً , دون أن يدرك احدهم طيبة قلبه
الخفية أو أنه هكذا بسبب طفولة سيئة للغاية إضطر إلى مُعايشتها ,
ولكنه وإلى هذا الحد قرر إلقاء نفسه لتلك الأمواج مع علمه بأنها ستكون
أكثر رحمة عليه من بقية البشر وستحتضنه بأعماقها إلى الأبد ...

****
ما أدري وين هرب الأمل مني
مع إني ما بحب أكتب مقاطع كذا معبية يأس بس الحالة النفسية عندي صفر

.







.