|
روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#26
| ||
| ||
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: مرحبا بكم أحبتي و أعزائي قراء روايتي الجميلة آسفة لتأخري عليكم طول هذه الفترة هل كان الأمر صعب عليكم؟ مجرد مزحة طريفة حاليا لا أستطيع وضع فصل جديد للقصة بسبب عدم وجود مكان مناسب لوضع حاسوبي فيه و الازعاجات المستمرة في المنزل لكن أعدكم حينما أعود ستكون هناك الكثير الكثير من الأمور المذهلة بانتظاركم لذا كونوا في انتظارها أحبتي حتى ذلك الوقت في حفظالله و رعايته. [/align][/cell][/tabletext][/align][/align][/cell][/tabletext][/align] |
#27
| ||
| ||
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/13_05_16146312163111.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] [ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] في الصباح الباكر استيقظ ويليام ليبدل ثيابه و يغادر الغرفة سار نحو الحديقة التي كان ينظر إليها من نافذة غرفته وصل هناك ليلحظ شخصا ما يحدق بالقمر الذي لم يختفي بعد وقف مدهوشا هناك حتى التفت ذلك الشخص إليه ليتوقف عقله عن العمل اقترب منه بهدوء لترتطم نظراتهما مختلفة التعابير أبعدت تلك النظرات عن بعضها على صوت مارتن الذي دخل الحديقة يبحث عن ذلك الشخص نظر لويليام ليبتسم و يقول: يبدو أنك التقيت بها قبل الموعد نظر ويليام إليه و الاندهاش لا يزال عالقا في وجهه ليضحك بخفة عليه و يقول: ماذا هناك ويليام؟ أشاهدت شيئا غريبا؟ لم يجب سام على سؤاليه ليعيد عينيه لذلك الشخص الذي خطف قلبه ظهرت تلك الدموع السعيدة في عينيه لينزل رأسه محاولا تمالك نفسه لتسقط الدموع فور إيواء ذلك الشخص له في أحضانه ليقول بصوته المنخفض: لا داعي للبكاء كل شيء على ما يرام تزاحمت تلك الدموع أكثر و أكثر باحثة عن المخرج من عينيه ليغمض عينيه لتتساقط كحبات اللؤلؤ ابتسم مارتن له بلطف شديد و يقول في نفسه: لابد أنه يفتقدها كثيرا ابتعد عنها ليمسح دموعه و ينظر لتلك الابتسامة المشرقة التي اعتاد رؤيته من شخص مختلف لتقول له: أتشعر بتحسن الآن؟ هز رأسه مجيبا عليها فلسانه قد شل تماما غادرت بعدها لتذهب للغرفة التي كانت بعيدة عن غرف الطابق الرابع وقفت أمام بابها لفترة من الزمن لتمد يدها لمقبض الباب المتجمد نبضات قلبها تتمنى شيئا ما مع كل نبضة دخلتها لتغلق الباب خلفها بهدوء حدقت في الأرجاء من حولها لترى الثلوج لا تزال تغطي الجدران اقتربت من ذلك التابوت لتجثو على ركبتيها و تمسك بيد الشخص النائم داخله يدها الدافئة أجبرت عينيه على الاستيقاظ من سباتها تلك العيون العسلية حدقتا في سقف الغرفة لوقت طويل دون الاستجابة لأي شيء آخر ليقول صاحبها في نفسه: لماذا؟ لم أنا على قيد الحياة؟ تحركت عينيه للجهة اليمنى لتكتشف الشخص الذي تساقطت دموعه الدافئة على كفه حاول معرفة ذلك الشخص ليقول في نفسه: لم هذا الشخص يبكي هكذا؟ من يكون يا ترى؟ العيون الأرجوانية الغارقة في دموعها التي التقت بعينيه الباردتين جعلت قلبه يعود للحياة الدماء عادت للجريان في جسده لتحاول تذكيره بهوية هذا الشخص توسعت عينيه المصعوقتين من وجود ذلك الشخص بتلك التعابير يجلس بقربه رفع يده بهدوء ليتحقق من وجوده في الواقع ليمسك بوجنته المحمرة من شدة البكاء ليرسم ابتسامة سعيدة لطيفة على شفتيه المزرقتين لتتحرك ناطقة باسم عشقه التاريخ لتنزل أمطار غزيرة لتجعل ذلك الوجه السعيد يختفي تحته لم تنفك تلك العينان الأرجوانيتان عن التحديق بالرغم أن الرؤية أفسدتها تلك الدموع لتقول بصوت خافت مكتوم: سعيدة برؤيتك مجددا توماس نهض توماس ليضع رأسها بين كفيه و يطبع قبلة باردة على جبينها أنزل عينيه لتقابل عينيها و تعانقها بلطف شديد وضع رأسه على كتفها ليقول: اشتقت إليك كثيرا إيف أحاطت كتفيه بذراعيها لتخبره بمشاعرها التي حبست في صدرها لوقت طويل طرق الباب ليغير أجواء القلوب الوردية المتداخلة و ينظر كلاهما للباب منتظرين ما سيحدث تاليا ليصلهما صوت مارتن الواقف خلف الباب ليقول: أعتقد بأنه حان الوقت للظهور انتظر رد من داخل الغرفة لكنه ابتعد خطوتين للخلف فور سماعه صوت الخطوات المقتربة من الباب ليضع ابتسامة سعيدة على شفتيه فور رؤيتهما يغادران الغرفة ليقول: صباح الخير توماس ابتسم توماس له ليعيد البريق الذي فقده شقيقه منذ فترة توجهت إيف لغرفتها لتبدل ثيابها استعدادا لاستقبال الضيوف بعد تناول الإفطار توجه الجميع لغرفة المعيشة كانوا يتحدثون و يستمتعون بالأحاديث حتى فاجأهم دخول توماس برفقة مارتن بابتسامته المشرقة ليقول: صباح الخير جميعا ردوا التحية عليه ليقول ليو: سعيد بمعرفتك توماس قال توماس: و أنا سعيد بمعرفتكم جميعا قالت جوليا: لا تبدو بصحة جيدة قالت لوسي: أجل حقا لا تبدو بخير ابتسم لهما بمرح و قال: لا تقلقا عليّ أنا بخير فمارتن لن يسمح لي حتى بالمرض و لو قليلا ضحكوا بمرح شديد ليقول مارتن: هناك شخص آخر يود القاء التحية عليكم وجه الجميع أنظاره في اتجاه الباب الذي حدق به مارتن ليستغرب الجميع عدم وجود شخص ما نهض توماس ليغادر الغرفة و يراها تقف هناك بارتباك ليبتسم لها بمرح و يقول بهمس: ماذا تفعلين عندك؟ الجميع بانتظارك قالت إيف: أنا خائفة أمسك بيدها ليخفف التوتر الذي أصابها و سارع نبضات قلبها ليجبر ساقيها على التحرك بخطوات بطيئة خلفه اقتربا من الباب أكثر لتتوقف و تقول: لا لا أستطيع الدخول لهناك توماس قال توماس: لن يحدث لك شيء ثقي بي حاول إقناعها لكن الرعب يتملكها لفكرة التعرف على أشخاص آخرين نظرت للشخص الذي كان يحاول التجسس عليهما لترمي نفسها بين أحضان توماس الذي تعجب ذلك لتقول له بهمس: هناك شخص يحدق بي التفت ليرى لويس يقف هناك ليبتسم بمرح ليبادله الابتسامة ليقول لها: سأكون معك لذا لا تقلقي حسنا؟ كانت إيف ترتجف و هي خائفة ليحضتنها محاولا التخفيف عنها في داخل الغرفة قال لويس: لقد أخفتموها لذلك لا تريد الدخول أنتم حقا مجموعة من الوحوش قالت ليندا: إن كنا كذلك فأنت واحد منا بالتأكيد قال لويس: لا أعتقد ذلك فأنا وسيم كفاية لنفي ذلك ضحكوا بمرح عليه ليدخل توماس و ينظروا إليه ليبتسم لهم كانت إيف واقفة خلفه ليقول: إنها خجولة للغاية لذا اعذورها رجاء قالت فانتين: لا عليك فطلب مفاجئ كهذا قد يسبب الكثير من الرعب قالت أليسيا: ألا يمكننا رؤيتك و لو قليلا إيف؟ ارتعش جسدها لذكر اسمها لتشد على قميص توماس أكثر ليقول: حسنا ربما هي خائفة قليلا نهض مارتن ليذهب إليها و يحدق بها ليقول لها بهمس: ألا تزالين طفلة إيف؟ هم مجرد أصدقاء لنا ثم أنهم من أفراد عائلتك ليس جميعهم لكنهم كذلك قالت إيف: ماذا تقصد بأنهم عائلتي؟ قال مارتن: حسنا إنهم أحفاد ابن ليليان ليس جميعهم ذهلت إيف لما سمعت وقفت هناك كالجلمود تذكرت ابنتها لتضع تعابير حزينة ندم مارتن على ذكرها لينظر لتوماس الذي كان يحاول محو تلك التعابير غادرا الغرفة بعدها ليقول مارتن: آسف لقد أفسدت الأمر لقد ذكرتها بأمر ما كان عليّ ذلك قال والد لويس: لا عليك ستكون بخير قريبا قال مايك: ربما يجدر بنا الزيارة لاحقا نهضوا ليعودوا لمنازلهم مضت بضع أيام هادئة حتى ليلة حفل خطبة تارا كان الجميع يستمتع بوقته في الحفل عدا إيف التي لم تتحرك من مكانها تجلس وحيدة فتوماس قد انضم لمارتن ليلقيا التحية نظرت للمكان من حولها محاولة العثور على توماس لتقول في نفسها: لماذا تركتني هكذا و رحلت توماس؟ أين أنت الآن؟ وقف أمامها ذلك الشخص الذي حجب رؤيتها لترفع بصرها إليه ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: مساء الخير عمتي إيف شعرت بارتياح غريب اتجاهه لتبادله تلك الابتسامة جلس في الكرسي القريب منها ليقول: أنا ويليام هايلون سعدت بلقائك مجددا قالت إيف: و أنا أيضا ويليام سعدت بلقائك تحدثا معا مبعدين جو التوتر الذي أحاط بها من قبل كان توماس يراقبهما من بعيد بشيء من الغيرة ليقول مارتن: إلى متى تنوي التحديق هكذا؟ قال توماس: ذلك الصغير لابد أنه استغل فرصة عدم وجودي للتقرب منها قال مارتن: ماذا تقول الآن؟ كل ما في الأمر أنهما متفاهمين قال التؤامان بمرح: لا بأس إن كنت تريد ضربه سوف نساعدك بالتأكيد قال روي: ما هذا الذي تقولانه؟ هو بالتأكيد لن يفعل شيئا كهذا أليس كذلك؟ قال توماس: ربما لو زاد الأمر أكثر من مجرد حديث ظريف قال لويس: لا داعي لكل هذا القلق فويليام يعرف جيدا ما يفعله حتى لو وقع في حبها لن يكون بالأمر الجلل نظر توماس إليه بانزعاج من كلماته ليضحك ساخرا لإشعاله نار الغيرة في قلبه العاشق لها صدم الجميع عندما وافقت إيف على طلبه للرقص لينهار توماس عصبيا قال مارتن: لم أنت غاضب هكذا؟ ألست من اقترح تركها تنخرط مع الآخرين؟ و ها هي تفعل قال توماس: ربما كانت فكرة سيئة منذ البداية ضحكوا عليه بمرح شديد كانت الفتيات يتحدثن بمرح شديد لتقول بيلا: لا أصدق بأنك ستتزوجين بعدي بثلاث أسابيع قالت تارا: هذه مجرد مصادفة قالت ابنة آرثر: انظرن يا فتيات لا أصدق ما أرى توجهت الأنظار حيث أشارت ليصبن بدهشة كبيرة لرؤية ويليام يرقص مع إيف لتقول إيفلين: هذه المرة الأولى التي أراه يراقص أحدهم قالت شقيقة بيلا: هذا غير عادل طلبت ذلك منه مئة مرة و رفضني قالت تؤامتا لويس: لقد حاولنا ذلك أيضا لكننا رفضنا أيضا لسنا الوحيدات قالت إيفلين: هذا لأنه يحب شخصا ما بالفعل أليس كذلك؟ و إلا ما رفضكن أبدا قالت بيلا: أعتقد ذلك أيضا بدأن التفكير في الفتاة التي وقع ويليام في حبها بينما كان ويليام يسير بهدوء برفقة إيف و ضحكاتهما تتجاوزهما كانت الكثير من النظرات تخترقهما جلسا على الطاولة لتقول إيف بشيء من الحزن: آسفة الجميع يحدق بك بسببي قال ويليام: لا عليك فقد اعتدت على الأمر تماما انتبه على ارتعاش يديها ليعرف خوفها من الموقف بحث عن توماس أو مارتن ليفاجئ برؤيته يقف بقربها ممسكا بيدها المرتعشتين نهض ليتركهما وحدهما ليقول توماس: هل أنت بخير؟ أتريدين العودة للمنزل؟ نفت ذلك ليبتسم لها و يجلس قريبا منها ممسكا بيديها ألصق جبينه بجبينها البارد قليلا ليقول لها: لا تقلقي لن أتركك وحدك أبدا إيف سأكون معك دائما و أبدا نظرت إليه بعينيها القلقتين لتقابل عينيه المطمئنتين لترسم ابتسامة واثقة على شفتيها تحدث إليها لينسيها الجو الثقيل حولهما حتى انتهاء الحفل ليودع توماس عائلة هايلون و يعودوا لقلعتهم كان التؤامان يتحدثان معا بثرثرة بينما تراقبهم إيف بهدوء و الابتسامة تعلو وجهها لتقول بصوت منخفض: كما الأيام الخوالي حقا يسعدني رؤيتكما مجددا زادت تلك الابتسامة جمالها المماثل للأزهار و أكثر التفتا إليها لتتوقف عن المسير قال مارتن: أقلت شيء ما للتو؟ قالت إيف: لم أقل أي شيء قال توماس: ربما نتوهم ذلك ابتسما لها ليمدا يدهما إليهما أمسكت بيديهما لتسير متوسطة لهما لتشارك في أحاديثهما حتى وصلوا للمنزل بدلت ثيابها لتحدق بالقمر من شرفة غرفتها لتبتسم بمرح شديد و تقول: سأبذل جهدي لاحقا أغلقت النافذتين الكبيرتين لتستلقي على سريرها الأرجواني الداكن لتغمض عينيها و تنام في ظهيرة اليوم التالي كانت تستعد لمغادرة المنزل نزلت الدرجات و السعادة تغمرها لتلتقي بكبير الخدم ليقول: إلى أين أنت ذاهبة يا آنسة؟ قالت إيف بمرح: سأذهب لشراء هدية لتوماس ابتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل و تغادر المنزل أوصلها السائق للعديد من الأماكن لتبحث فيه عن هدية مناسبة لحبيبها الذي لم تحظى حتى بقولها له شعرت بوجنتيها تحمران و هي تفكر في شيء ما التفتت للخلف لتستغرب عدم وجود السائق خلفها ليبدأ الرعب يتملكها لتقول في نفسها: لابد أنني قد تهت كيف سأعود للمنزل الآن؟ سارت بخطوات مرتجفة خائفة من التيه أكثر أوقفها رجل ما يقول: هل أنت قريبة لفينوس هايلون؟ تراجعت عنه خطوتين لتقول: لا أعرف أحد بهذا الاسم قال الرجل: ماذا؟ كانت عارضة مشهورة عالميا أنت تشبهينيها كثيرا لقد ظننتك هي في البداية لكن شخصيتيكما مختلفة تماما قالت إيف: حقا؟ هل لديك صورة لها؟ قال الرجل: لا للأسف لكن إن أردت يمكنني أن أريك بعضا منها في مكتبي قالت إيف: لا آسفة لا أريد أن أتوه أكثر من هذا ابتسم الرجل بخبث ليمسك بذراعها النحيلة ليقول: أعرف شخص يستطيع مساعدتك لذا تعالي معي بدأت السير خلفه فقد وقعت في فخه كالأرنب أسرع شخص ما في إنقاذها قبل دخول عرين الأسد بوضع يده على كتف الرجل و يقول له: إلى أين تحسب نفسك آخذا الآنسة؟ التفت إيف لصاحب الصوت الذي توقف جمهور كبير لمشاهدته و التقاط الصور له و التهامس باسمه قال الرجل: لقد كنت أساعدها في العودة لمنزلها و حسب أليس كذلك؟ قالت إيف و هي تتراجع بضع خطوات خائفة بصوت مرتبك: أجل الأمر كما قاله قال الشاب: حقا؟ أتعرفها أيها السيد من قبل؟ إنها ابنة صاحب شركات عالمية كما أنها مخطوبتي ابتعد الرجل عنها فورا ليهرب هناك بدأت العديد من الشائعات بالظهور ليبتسم ذلك الشخص و يقول: رجاء لا تنشروا أيا من هذا فهي قريبة لي و غريبة عن بلادنا لذلك حاولت مساعدتها أرسل لجمهوره قبلات طائرة ليغرق الجميع في سحرها أمسك بيدها ليأخذها للسيارة و يقودها مبتعدا عن المكان ليقول: ماذا كنت تفعلين هناك؟ أكنت حقا تودين الذهاب معه؟ لم تجبه بأي شيء لينظر إليها لمح الخوف في وجهها ليتنهد باستسلام و يقول: أنا جاي وارس صديق لمارتن و توماس لذا لا تقلقي لن أؤذيك أو أفعل أي شيء لك سأعيدك للمنزل و حسب قالت إيف بصوت منخفض: لكنني لم أشتري هدية توماس بعد قال جاي: أهذا ما أتى بك لهنا؟ أقصد شراء هدية؟ قالت إيف: أجل فعيد ميلاده غدا ابتسم لها بمرح شديد ليقول: حسنا لا أمانع اصطحابك لبعض الأماكن إن شئت بالتأكيد قالت إيف: شكرا لك لكن لم تساعدني؟ قال جاي: لقد أخبرتك قبل قليل بأنني صديق لزوجك قالت إيف بشيء من الدهشة و الاستغراب: زوجي؟ لقد تركني منذ فترة طويلة نظر جاي إليها باستغراب ليقول: أليس توماس زوجك؟ احمرت وجنتاها لسؤاله ذلك لتنزل بوجهها الخجول و تقول: هو ليس كذلك لكنه شخص أحبه كثيرا ابتسم لها بلطف ليساعدها في شراء هدية لتوماس الذي كان يبحث في المنزل عنها ليقول مارتن: لا تقلق ربما ذهبت لتتجول في مكان ما تعرفها تحب التجوال كثيرا قال توماس: هذا هو ما يقلقني ربما تتوه في مكان ما أو تتعرض لخطر ما قال مارتن: إيف ليست طفلة بالرغم من كونها ساذجة في بعض الأحيان إلا أنها لن توقع نفسها في المشاكل أبدا قال توماس: ساذجتها وحدها أمر مقلق للغاية ربما يجدر بي البحث عنها خارج المنزل تنهد مارتن فقد سئم إقناع شقيقه العنيد دخل كبير الخدم الغرفة التي كانت تحمل طابعا ملائكيا لطيفا نظرا إليه لينحني لهما ثم يقول: لقد اتصل السيد جاي وارس منذ قليل و طلب مني إيصال هذه الرسالة "الآنسة إيف معي و هي بخير لذا لا تقتلا نفسيكما من القلق سأعيدها إليكما بالتأكيد" تنهد توماس بارتياح شديد ليبتسم مارتن و يقول: أخيرا كنت سأضربك لو لم تتوقف عن القلق قال توماس: و من أخبرك أن العنف حل لكل شيء؟ ضحكا معا بمرح شديد في المساء عند ويليام الذي كان يلاعب شقيقته الأصغر سنا قالت ليندا: إن لارا تحبك كثيرا ويليام قال سام: حتى أنها ترفض القدوم إليّ في بعض الأحيان أنت محظوظ حقا ابتسم لهما بمرح شديد ليحدق بشقيقته ذات الأعوام الثلاث التي تشبه جدته كثيرا رأها تسير خطوة خطوة بحذر شديد لتصل لرف الكتب وضعت كامن قوتها على أصابع قدمها لتستند عليها علها تطول كتابها المفضل نهض سام لينزل لها ذلك الكتاب و يقول بابتسام: تفضلي عزيزتي لارا أتريدين أن أقرأه لك؟ نفخت وجنتيها المحمرتين بانزعاج شديد لتهز رأسها نافية ذلك و تقول: بابا لا أحب أنا شعر بالإحباط لكلامها ذلك لتكتم ليندا ضحكتها الساخرة منه ليجلس بجابنها و يقول: ماذا فعلت لك لتكرهيني لارا؟ قالت ليندا: هي مجرد طفلة لا تستمتع لما تقوله وقفت أمام ويليام الذي نظر إليها باستفهام لتجلس على فخذيه و تفتح الكتاب و تقول: ويام اقرأ أخذ الكتاب منها ليسندها على صدره و يبدأ بقراءة الكتاب كان الوالدين يحدقان بهما و السعادة تعلو وجهيهما نهض سام بعد رؤية الاسم الذي رن هاتفه به غادر الغرفة ليسير مبتعدا قليلا وصل للشرفة ليرفع الخط و يقول: مرحبا جاي ماذا هناك؟ قال جاي: كيف حالك؟ لم أرك منذ فترة قال سام: أنا بخير هذا لأنك مشغول دائما قال جاي: الأمر ذاته ينطبق عليك قال سام: ما سبب اتصالك؟ قال جاي: أردت سؤالك عن أمر ما يخص إيف و توماس أقصد عن علاقتهما ببعض قال سام: أعرف أنهما يحبان بعضهما و مما أخبرنا مارتن به أعتقد بأنهما ليسا متزوجين كما ادعيا أمام عائلته من قبل قال جاي: لقد سمعت بالأمر منها منذ وقت قصير لقد فوجئت حقا قال سام: ما الذي تفعلانه معا؟ لا تقل بأنك خطفتها جاي؟ ضحك جاي مستمتعا بما قاله سام ليجيب بعد ضحكة طالت كثيرا: بالتأكيد لم أفعل لكنني أحببت الفكرة بالفعل رأيتها تجوب في المدينة و مددت لها يد المساعدة فقد تاهت و حاول شخص أخذها لمكان ما لذا يمكنك القول بأنني منقذها قال سام: هذا جيد حسنا أراك لاحقا قال جاي: أراك مساء غد إلى اللقاء أغلق الخط ليتنهد سام و يرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه لتذكره شقيقته الصغرى بعد رؤيته لأزهارها المفضلة ترقص مع الرياح مرت ذكرياته عنها على ذلك البدر الجميل الذي توسط سماء المساء الجميلة التفت للخلف فور سماعه صوت خطوات تقترب منه ليقول: ماذا هناك آرثر؟ قال آرثر: هذا ما أتيت لأسألك ماذا تفعل وحيدا هنا؟ قال سام: لقد طردتني لارا من الغرفة قالت بأنها لا تحبني قال آرثر: إلى الآن؟ اعتقدت بأنها تخلصت من كرهها لك اعترف ماذا فعلت لها؟ نظر إليه آرثر بتلك النظرات الحادة المستنكرة لتتحول لضحكات مرحة تداخلت مع ضحكات سام غادرا المكان ليذهبا لحيث كان بقية أفراد العائلة بحث عن ويليام و لارا بناظريه ليجدهما لا يزالان يحملان ذلك الكتاب ليقترب منها و يجلس بقربهما ليقول: ما رأيك أن أقرأ لك القصة لارا؟ لم تهتم لارا بالنظر إليه لتكون حولها جو باردا غير مباليا لتقول ليندا: يبدو أن ويليام قد قام بسحرها بجاذبيته و هدوئه قالت كاثرين: بالفعل هناك الكثير من المعجبات بك ويليام احمرت وجنتيه بهدوء ليدعي بأنه لم يسمعها لتقول آن: لقد سمعت بأنك حطمت الرقم القياسي في رفض الفتيات قال التؤامان: حقا لقد فعل لكنهن لا يكرهنه بالرغم من ذلك أنت مشهور حقا بينهن قالت بيلا: صدمنا جميعا في حفلة خطبة تارا عندما كنت مع إيف ما هو السبب يا ترى؟ أخفى ويليام وجهه الذي احمر خجلا خلف جسد شقيقته الصغير ليقول في نفسه: لم هذا الموضوع من بين جميع المواضيع؟ سمع ضحكاتهم مختلفة التعابير تعليقا على ردة فعله الظريفة و اللطيفة غيروا الموضوع بعدها حتى لا يقوموا بإحراجه أكثر تأخر الوقت ليذهب الجميع للنوم حتى قلعة وارس كانت تغط في نوم عميق بالفعل في الظهيرة كانت الأجواء بدأت تتغير الأمطار لم تتوقف عن الهطول مفسدة سعادة إيف التي كانت تحدق بالسماء من النافذة طرق باب غرفتها ليدخل مارتن و يراها تقف هناك بذلك الوجوم يملأ وجهها ابتسم و قال: تعرفين بأنك لن تستطيعي فعل شيء حيال هذا الأمر لذا لا تحدقي كثيرا التفتت إليه لتريه وجهها الغاضب النادر ليبتسم بارتباك و يقترب منها أكثر وقف أمامها ليحدق بوجهها محاولا إبعاد تلك الهالات المخيفة المحيطة بجمالها الملائكي ليقول لها: حتى موعد الحفل سيتحسن الجو بالتأكيد لذا لا تبدي هذه التعابير رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه علها تعكسها له ابتعدت عنه لتجلس على طرف سريرها و تطلق تنهيدة أقلقت الجدران لتفتح شفتيها و تقول: لقد أردت جعل هذا اليوم مميزا لكنني لم أستطع ذلك ابتسم لها مارتن فهو يعرف جيدا ما تريده و ما تطمح إليه ليغادر الغرفة بعد حديث صغير أجراه معها كان يسير في الممر الذي ازدحم بالخدم المسرعين أوقفه كبير الخدم ليطلب إليه القدوم برفقته سار خلفه حتى وصلا لإحدى الغرف في ذلك الطابق فتح كبير الخدم الباب ليفاجئ بكم الصناديق المختلفة الأحجام و الأشكال نظر لكبير الخدم ليقول له: ما كل هذا؟ لا أعتقد أبدا بأنها هدايا الحفل قال كبير الخدم: وضع عليها اسم السيد جاي وارس لكن العنوان هو عنوان القلعة سيدي تعجب مارتن ذلك دخل توماس الغرفة ليقول: لم كل هذه الضجة لعيد الميلاد؟ لقد أخبرتكم من قبل بأنني لا أريد الاحتفال به لذا لا داعي لكل هذا توسعت حدقتا عينيه لكل تلك الأشياء التي تربعت في جوانب الغرفة ليقول: ما كل هذا مارتن؟ هذا تبذير و إسراف حقا ماذا ستفعل بكل هذا؟ قال مارتن: لا أعرف أنا أيضا فأنا متفاجئ و مصدوم للغاية ظهرت إيف لتنظر إليهم باستغراب لتقول: ماذا هناك؟ نظروا إليها بتعجب شديد ليقول كبير الخدم بأسلوب مستفسر حازم: أتعرفين شيئا بخصوص هذه الأشياء آنسة هايلون؟ قالت إيف: آه أجل لقد نسيت أمرها إنها من أجل الحفل قال توماس: و ماذا سنفعل بكل هذا إيف؟ ثم أنني لا أرغب حقا في الاحتفال بهذه المناسبة نظرت بعينيها التي امتلأتا بالدموع فجأة طالبة شفقته و موافقته لم يستطع مقاومة سحر ذلك البريق في عينيها ليتنهد باستسلام ليقول و هو يغادر: لو احتجتم لمساعدتي سأكون في غرفتي بالرغم من أنني أعرف بأنكم لن تحتاجوني غادر الغرفة لتخبر كبير الخدم بما تريد فعله بتلك الابتسامة التي لم تفارق شفتيه بدؤوا الإعداد للحفل بمساعدة مارتن عند أفراد عائلة هايلون كان البعض يجهز للحفل و آخرون نائمون و قسم ثالث يفكر في الهدية التي يود تقديمها قالت آن: من الغريب عدم ذهابكما للمساعدة عمتيّ فانتين و كاثرين؟ قالت كاثرين: لقد كنا نود ذلك حقا قالت فانتين بوجه حزين أقرب للباكي: كانت إيف متحمسة للغاية و لم نرد أن نفسد الأمر عليها قالت إليسيا: لابد أنها تحبه كثيرا لتفعل كل هذا لأجله قالت ليندا: بالتأكيد هي تفعل ابتسمن بلطف شديد لذكرها طرق باب الغرفة ليدخل آرثر و يقول: يبدو أن جميعكن هنا قالت فانتين: أكنت تبحث عن شخص منا؟ قال آرثر: لا فقط كنت أتساءل ماذا تفعلن في هذا الوقت مع انشغال الجميع بأمر الحفل قالت آن: حقا إنهم يعيثون الفوضى في كل مكان قالت أليسيا: الجميع متحمس لها بشكل مفرط للغاية فقط قالت كاثرين: هذا وحده مصيبة سوف يهدمون المنزل فوق رؤسنا ضحكوا بمرح شديد غادر آرثر جمعهن ليتفقد البقية حتى موعد الحفل كانت إيف في غرفتها جلست أمام المرآة و تلك المنشفة البيضاء الطويلة تلف جسدها النحيل تحدق بالمرآة بشكل مريب وضعت كفها الأيمن على عينها اليمنى لتغطيها طال تحديقها طويلا لتقول في نفسها: أريد معرفتها و معرفة السبب وراء تشابهنا هذا مريب حقا تنهدت لتبعد تلك الأفكار عنها ارتدت ثوب اختاره جاي لها ثوبا أحمر اللون يصل لأسفل الركبة بدون أكمام زين بفصوص بيضاء لامعة زين وسطه بحزام أبيض و جاكيت أبيض بأكمام طويلة زين طرف الصدر الأيسر بوردة حمراء متوسطة الحجم و حذاء أبيض بكعب متوسط سرحت شعرها لترفعه للأعلى و تزينه بطوق ورد أبيض صغير الحجم حلقي وضعت بعض المساحيق التجميلية الخفيفة لتنظر لنفسها في المرآة و تبتسم برضا عن شكلها أغرمت بنفسها و جمالها لتقول بمرح شديد: أنا حقا سعيدة هذا اليوم أتاها صوت عرفه كيانها فور قوله: سعيد لرؤية ابتسامتك الجميلة هذا اليوم إيف تمنت لو الأرض تشقق الأرض و تبتلعها اشتد حرارة جسدها التفتت بعد احمرار وجنتيها بلطف شديد لتقابل عينيه اللتين تتفحصان جمالها ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه و يقول: حقا أنت تتعبين نفسك إيف لا داعي لكل هذه الشكليات قالت إيف: سوف تفسد مزاجي بكلامك هذا توماس ثم أن هذا يوم ميلاد مارتن أيضا قال توماس: لا أريد فعل هذا بك لذا سأصمت قام بضم سبابته و إبهامه ليحركهما على شفتيه بشكل أغرم القمر به ابتسمت له بمرح شديد غادرا الغرفة معا ليتبادلا أطراف الأحاديث بلطف شديد جوهما جلب الابتسامات لوجوه جميع من رأوهما كان مارتن يراقبهما بتلك الابتسامة السعيدة ليقول في نفسه: أتمنى لكما حياة سعيدة دائمة تستحقانها حقا اختفى من مكانه فور شعور توماس به بدأ المدعون بالظهور و الأجواء تتبدل لسعادة ظهرت على وجوه الجميع كانت إيف تقف بالقرب من توماس تخشى الافتراق عنه في هذا الجمع الكبير حتى أوقفهم صوت سام الذي اقترب منهم برفقة عائلته ليقول: آسفون على التأخير قال توماس: لا أبدا المهم أننا استطعنا رؤيتكم قالت ليندا: مساء الخير توماس و إيف اكتفت إيف بهز رأسها إجابة لها لتبتسم لها حمل توماس لارا ليلاعبها بمرح شديد بينما سام يشعر بالغيرة لذلك كانت إيف تراقب تلك الوجوه السعيدة بابتسامة حتى لفت ويليام انتباهها بقوله: مرحبا عمتي إيف اشتقت إليك عانقها بمرح شديد لتفعل المثل حدقا بعينيّ بعضهما لفترة من الزمن حتى انتبها لذلك ليرسما ابتسامة مرحة على شفتيهما قال التؤامين: عمة إيف هذا غير عادل أبدا تعاملين ويليام فقط بلطف نظرت إليهما بارتباك لتقول: مرحبا ابتسما لها بمرح شديد حاول فتية عائلة هايلون التقرب منها و الحديث إليها حتى قدوم روي الذي قال: مساء الخير إيف التفتت إليه ليحدق طويلا بجمالها المشابه لمحبوبته زالت تلك الابتسامة لتظهر معالم وجهه الحزينة لمحت إيف ذلك لتقول: ماذا هناك روي؟ تبدو حزينا كلماتها جعلت الأنظار تتوجه إليه ليفهم ويليام تلك الأحزان المدفونة خلف تلك الابتسامة التي ظهرت فورا تحدث إليهم قليلا كان ويليام قد سلب إيف من توماس المنزعج من الأمر ليقول: سام اعذرني لو قتلت ابنك في يوم ما قال سام: لو فعلت سأرد لك الصاع صاعين قالت ليندا: ما الذي تقولانه أنتما الاثنان؟ قال توماس: إنه يتعمد إزعاجي أنا واثق من ذلك قالت فانتين: هو بالتأكيد لا يفعل ذلك عمدا توماس ثم أنه مجرد شاب صغير لذا لا تدعه يزعجك قال توماس: للأسف أنه ليس كذلك فهو قد تجاوز عقده الأول أليس كذلك؟ قالت آن: أجل لقد فعل لكننا لم نحتفل به قال لويس: حقا لن تخسر شيئا لو تركته يقع في حبها توماس إنه يناسبها أكثر منك قال توماس: ربما يجدر بي قتلك قبله ضحكوا جميعا على التعابير المنزعجة التي ظهرت على وجهه عاد بنظراته لإيف ليراها ترافق روي هذه المرة تعجب تلك الملامح التي وضعها كلاهما انتبه مارتن لهدوئه المفاجئ ليقول: ماذا هناك توماس؟ التفت توماس إليه ليبتسم له بمرح شديد دون الإجابة عن سؤاله عرف أن هناك ما يخفيه ليبادله ابتسامة أخرى بعيدا عن الأجواء الصاخبة و الضحكات السعيدة بالرغم من وجود جسديهما في المكان إلا أن روحيهما في عالم مختلف تعابير الحزن و الصدمة لا تفارق وجهيهما كان روي يحدق بوجهها كثيرا لا يعرف ما يقول أكثر مما فعل شعر بالذنب يلتهم قلبه لجعل وجهها يحمل تلك التعابير المتألمة تغيرت نظراته إليها بعد رؤية ابتسامة تطفو على وجهها لتنزل رأسها و تقول: إذا ما كان ينبغي عليّ العودة لهذه الحياة فاضت الدموع مع مشاعرها المختلطة تريد معرفة مكان تصب فيه حاول روي إبعاد تلك الدموع و الهالة المحيطة بها لكنه لم يستطيع التصرف ظهر أمامها توماس الذي حدق بغضب في عينيّ روي الحزينتين تقدم اتجاه إيف ليتعجب تراجعها خطوات طويلة بعيدا عنه مخفية وجهها خلف كفيها الصغيرتين معطية ظهره له رأى تلك الدموع الهاربة تتساقط على الأرض أعاد بناظريه لروي الواقف بقربه ليقول: ماذا حدث بينكما؟ أجابه صوت إيف المخنوق قائلا: لا شيء توماس أنا فقط حزينة بعض الشيء ابتعد روي عن المكان سامحا لهما بالحديث بحرية اقترب توماس منها أكثر ليقف خلف ظهرها و يقول: لم أنت حزينة إيف؟ التفتت إليه لتريه تلك الابتسامة التي غيرت الأجواء تماما ابتسامة جميلة سحرت توماس كثيرا لتقول له: هذا لأنك تركتني وحدي مجددا توماس حاول توماس الفرار من سحر تلك الابتسامة التي تخللت الوجه الأحمر كالرمان أجبره ذلك السحر على سحبها لأحضانه متناسية الجو الثقيل ليهمس في أذنها قائلا: أنا أحبك أكثر من أي شيء آخر إيف لذا لا توقفي قلبي قبل آوانه رجاء ضحكت بخفة و خجل لترفع رأسها لتحضتن عينيه بعينيها و تقول: عيد ميلاد سعيد لك توماس ابتسم ليقول بمرح شديد: و لك أيضا إيف مصادفة أكثر من رائعة ابتعدت عنه قليلا لتمد يديها إليه نظر باستغراب إليها لتقول: أين هديتي؟ هل اعتقدت أنني سوف أرضى فقط بتهنئتك لي؟ لن أفعل أبدا لانت تلك التعابير في وجهه ليمسك بيدها و يسحبها خلفه لوسط تجمع الناس أوقفهم منظرهم الغريب ذاك و شد انتباههم وقفت إيف خائفة من تلك الأعين الكثيرة التي نظرت إليهما لتقول بصوت منخفض: ماذا نفعل هنا توماس؟ جثى على ركبته اليسرى لتعلو التعابير المصدومة معه أخرج صندوقا أسودا من جيب سترته ليفتحه و يظهر ذلك الخاتم الفضي الجميل رصع بألماسات صغيرة فتح شفتيه ليقول: أتقبلين الزواج بي إيف؟ تلك الصرخات المصدومة المتفاجئة المعجبة بتصرفه علت الغرفة كما علت تعابير الصدمة وجه إيف الخجول توقفت الحركة و حبست الأنفاس الصمت المطبق حل بالمكان منتظرا بملل إجابة إيف التي ظهرت على وجهها المحمر لتثبته شفويا قائلة بصوتها المنخفض و الخجول: أجل توماس صرخت الفتيات بحماس بينما يقوم بإلباسها الخاتم في بنصرها علت أصوات التهنئات و الصفقات الجمهور شعر بمشاعرهما المتبادلة و السعادة التي أحاطت بهما هربت العروس من بينهم مخفية وجهها عن العيان عائدة لغرفتها غادر الحضور و الابتسامات تعلو وجوههم السعيدة في منزل عائلة هايلون الحديث بشأن ما حدث لا يزال قائما الفتيات بدأن يحلمن بموقف مشابه مع أمراء أحلامهن قالت إيفلين: لقد كان هذا رومانسيا للغاية قالت كاثرين: إنها أفضل هدية عيد ميلاد بالتأكيد قال زوجها: أجل هي كذلك بالفعل قال الوالد: لقد فوجئت حقا لم يكن متوقعا أبدا قالت إليسيا: لقد اعتقدت بأنهما متزوجان بالفعل لقد كانت هذه صدمة حقيقية قالت آن: حقا لقد صدمني كثيرا قال سام: الكثير صدموا لذلك فقلة من يعرفون بقصتهما كاملة الأحاديث تدور في المنزل و تدور حتى خلدوا للنوم ليريحوا المنزل من ثرثرتهم حول الموضوع في قلعة وارس التي كانت تحتضن العروسين بدفئ بالرغم من برودة الجو كانت تنظر لتصرفاتهما بسعادة فهي قد شهدت فراقهما و ها هي تجمعهما مجددا عند توماس الذي كان برفقة مارتن المتفاجئ ليقول له: لقد فاجأتني حقا توماس لم أتوقع ذلك حاليا قال توماس بمرح: لقد أردت مفاجأتها و حسب ثم أن الزفاف لن يكون قبل أشهر من الآن تنهد مارتن ليبتسم له بمرح و يقول له: سعيد لأجلكما قال توماس بمشاكسة: سأذهب لأتفقدها ربما تنتحر من شدة السعادة ضحكا بمرح شديد ليذهب كلاهما لغرفة إيف التي كانت لا تزال وجنتيها تشتعل حمرة و أذنهيا تأبيا تصديق ما سمعتاه حاول عقلها استيعاب كل هذا لترتسم السعادة على وجهها الذي واجه الرياح الباردة قالت في نفسها: لم أتوقع ذلك أبدا لكنني سعيدة للغاية ابتسمت بلطف شديد لتزيد منظرها جمالا تطاير شعرها مع الهواء ليزيد النجوم غيرة منها سمعت طرق باب غرفتها لتغادر الشرفة مدت يدها لتدير المقبض سمعت صوت توماس الذي كاد يقتل قلبها المجنون به وضعت يدها اليمنى على صدرها الذي يعلو و يهبط أخرجها طرق الباب من توترها لتقول: لقد كنت تحاول قتلي متعمدا أليس كذلك توماس؟ قلبي قد توقف بسببك سمعت ضحكاتهما من خلف الباب لتشعر بالإحراج أكثر أنزلت رأسها لتسمع مارتن يقول: سنذهب الآن ارتاحي جيدا صوت خطواتهما ابتعدت لتذهب و تجلس على سريرها نظرت لخاتمها بسعادة بالغة أفسدتها صورة انعكاسها ترددت تلك الكلمات في عقلها صداها أوقف الدماء عن السير في عروقها أنزلت رأسها بإحباط تحدق بذلك الانعكاس مخاطبة له قائلة بحزن شديد: سرقت كل شيء منك سعادتك و عائلتك و حياتك ما كان عليك التفكير فيّ أبدا تساقطت دموعها على الخاتم دفنت وجهها في الوسادة لتجفف دموعها التي زادت أراحها جسدها بسحب قواها و إغلاق عينيها لتغط في النوم صباح اليوم التالي استيقظ مارتن متأخرا عن العادة نهض من مكانه ليشعر بصداع رهيب يتجول في رأسه ابتعد عن السرير قليلا ليقترب من النافذة فتح ستائر غرفته الداكنة لتضاء الغرفة انتبه لإيف التي تجلس أسفل تلك الشجرة مسندة رأسها إليها نائمة بعمق تعجب ذلك ليبدل ثيابه و يذهب إليها وصل للحديقة ليرسم ابتسامة ظريفة على شفتيه بعدما رأى توماس يجلس بالقرب منها واضعا رأسها على كتفه غادر المكان بهدوء ليغادر القلعة في طريقه لإحدى المكتبات أوقفه تحديق بعض الفتيات به التفت إليهن ليبعدن أنظارهن عنه اقتربت منه إحداهن بتلك الابتسامة الخجولة لتقول: أرجو المعذرة هل بإمكاني التقاط صورة برفقتك؟ قال مارتن: بالتأكيد لا أمانع لكن لم تودين ذلك؟ أحرجت الفتاة لتقول في النهاية: لأنك تشبه العارض جاي وارس كثيرا أأنتما أقارب؟ ابتسم لها بمرح شديد لتلتقط تلك الصورة بسعادة غامرة اقتربت الفتيات الأخريات ليطرحن العديد من الأسئلة عليه ليستأذنهن و يذهب للمكتبة قضى بعض الوقت هناك انتبه لمرور الوقت السريع ليقول في نفسه: لا أريد أن أزعجهما في وقت كهذا سأفكر في شيء آخر أفعله غادر المكتبة و هو يفكر في مكان يذهب إليه حتى توقفت أنظاره على روي الذي يسير بوجهه المكتئب اقترب منه ليقول له: مرحبا روي رفع ناظريه ليقابل عينيه المرحتين ليبتسم له و يقول: مرحبا أي التؤامين أنت؟ ضحك مارتن بمرح شديد ليقول: أنا مارتن تحتاج لزيارات كثيرة لتتعرف علينا و نفعل أيضا قال روي: آسف لكنني مشغول كثيرا و هذا يوم عطلتي لذا فكرت بالخروج قليلا قال مارتن: هكذا إذا أتمنى بأنني لا أفسده لك قال روي: لا أبدا لاحظ مارتن أسلوب حديثه الخالي من الحياة و الأمل ليقول: أأنت دائما هكذا؟ أقصد كجثة تسير بلا وجهة ابتسم روي على تعليقه الذي وصف حالته تماما ليقول: أعتقد ذلك قال مارتن: لم أتوقعك هكذا عند لقائنا الأول قال روي: الانطباعات الأولى لا تدوم دائما قال مارتن: محق لكن ألا تلاحظ بأن الأمر مزعج قليلا؟ أشار له بعينيه للفتيات اللاتي بدأن بالتهامس و التقاط الصور لهما ليذهبا لمقهى بعيد عن أنظارهن أطلق مارتن تنهيدة مرتاحة بعد لامست شفتيه الكوب الأزرق الداكن مخطط حوافه العلوية بخطوط ثلاثية متوازية عريضة بيضاء ليرشف الرشفة الأولى من الشاي الذي طلبه ليقول: لقد كان يومي هكذا منذ غادرت المنزل قال روي: لقد اعتدت على الأمر منذ فترة طويلة قال مارتن: أعتقد أنه من الصعب الاعتياد على هذا قال روي: لا خيار آخر أمامي فأنا أشبه أخي الذي شوهد برفقة عارضة عالمية عدة مرات بما أننا تؤام بالتأكيد هذه النتيجة متوقعة للغاية قال مارتن: آه أنت أيضا لديك شقيق تؤام....لم نلتقي به من قبل قال روي: و لا أنا أيضا فقد كنا نعيش بعيدا عن بعضنا لفترة طويلة و عندما عرفت مكانه اكتشفت بأنه لم يعد بإمكاني رؤيته مجددا شعر مارتن بحزنه لذكر الأمر ليقول له: آسف لجعلك تتذكر شيئا مؤلما كهذا قال روي: لا عليك أبدا فقد تخطيت هذه المرحلة قال مارتن: أنا أيضا لا أعرف ماذا سأفعل لو فقدت أخي في يوم ما أراهن بأنني سأبكي طويلا ثم أقرر اللحاق به في أسرع وقت ممكن فقط رؤيته ينهار جعلني أتألم كثيرا و أتعذب فما بالك لو كنت لن أراه مجددا؟ نظر روي إليه ليرى تلك الابتسامة اللطيفة ترتسم على شفتيه رن هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا أبي قال ليو: مرحبا روي أردت سؤالك عن مكانك أخبرتك بأننا ذاهبون لزيارة عائلة هايلون صحيح؟ قال روي: أجل سوف أحاول القدوم في الموعد لذا لا تنتظراني قال ليو: لا تقم بأي شيء آخر فقط أسرع بالقدوم قال روي: حسنا إلى اللقاء أغلق الخط ليقول لمارتن: أرجو المعذرة عليّ المغادرة لدى عائلتي موعد مع عائلة هايلون لذا أتمنى لقائك في وقت قريب قال مارتن: رافقتك السلامة ابتسم له بمرح شديد ليغادر روي بعدها أكمل كوب الشاي الخاص به ليغادر المقهى عند ويليام الذي كان التؤامين يضايقانه بخطبة إيف ليقول: أرجوكما توقفا عن هذا قال أليكس: أتقصد بأنك لا تهتم للأمر؟ أم أنك منزعج للغاية؟ قال أليس: يعرف كلانا بأنك واقع في حبها قال ويليام: الأمر ليس كذلك أبدا صحيح أنني أحبها لكن ليس بالطريقة التي تظنانها لذا توقفا عن إزعاجي ظهرت ملامح الدهشة على وجهيهما فهذه المرة الأولى التي يرايان هذه التعابير المنزعجة على وجهه و صوته الذي ارتفع أكثر من العادة جذب لويس القريب منهم ليقول: ماذا هناك؟ لم كل هذا الانفعال ويليام؟ انتبه ويليام لنفسه لينزل برأسه بتأنيب ضمير و حزن بدا على جنبات وجهه الخالي من التعابير و يقول بهدوء: أنا آسف لم أقصد ذلك غادر المكان و هو يشعر بالانزعاج من نفسه نظر لويس للتؤامين ليقول لهما: ماذا فعلتما له؟ ليس من عادته الغضب هكذا قالا بمرح شديد: كنا نتحدث معه بشأن إيف نحن سعيدان لرؤيته غاضب أخيرا ضحكا بمرح شديد ليتنهد لويس باستسلام و يتركهما عاد ويليام لغرفته ليجلس على الكرسي الأبيض القريب من الطاولة البنية المقلمة كتف ذراعيه عليها ليسند رأسه إليهما حدق بالصورة التي زينت الطاولة بذلك الإطار الأسود الذي زينت زوايتيه المتعاكستين بزهور أرجوانية الصورة كانت تحويه أصغر سنا بابتسامة طفولية جاوره ذلك الشخص التي كانت ابتسامته أكثر طفولية بالرغم من أن الفارق السني بينهما كبير تجمعت الدموع في عينيه ليخفي وجهه دخل النسيم الهادئ للغرفة ليخفف الحزن الذي ملأ قلبه ليقول في نفسه: أشتاق إليك كثيرا عمتي فينوس تحركت ستائر غرفته مع مشاعره المدفونة في قلبه طرق باب غرفته لتدخل ليندا و تقول: ويليام ألديك ما تفعله الآن؟ سأخرج برفقة والدك قليلا لذا هل بإمكانك الاعتناء بلارا؟ نظرت إليه لتستغرب وضعيته تلك تقدمت للسرير لتضع لارا على السرير وقفت خلفه لتنظر لوجهه الذي دفن بين ذراعيه تعجبت ذلك لتقول: ماذا حدث ويليام؟ أتشعر بالمرض؟ قال ويليام بصوت خنقه شدة البكاء: أنا بخير أمي لا تقلقي بشأني قالت ليندا: أكنت تبكي ويليام؟ ماذا حدث؟ لم يجبها بأي شيء فقد عرف بأن قناعه قد كشف حاول الوصول لذلك القناع الهادئ لكنه لم يعد له وجود دخل سام ليرى ذلك الجو الغريب أشار لها ليعرف ما يجري لكنها لا تعرف اقترب سام منه ليقول له: ماذا هناك بني؟ قالت ليندا: عزيزي لو هناك شيء يزعجك أخبرنا به رجاء قال ويليام: أنا حقا بخير لا تقلقا بشأني قال سام: صوتك لا يبدو بخير صمت ويليام اقترب سام منه ليرفع وجهه تفاجآ بالدموع العالقة في عينيه أبعد عينيه عن عينيّ والده المتسائلتين وجهه احمر من شدة البكاء الحزن يتربع في كل تقاسيم وجهه الوسيم حملت ليندا لارا و غادرت الغرفة و القلق يملأ صدرها التقت بها آن لتقول لها بابتسام مبعدة الشرود و القلق البادي على وجهها: ألم تغادرا بعد؟ قالت ليندا: سوف نؤجل ذلك ليوم آخر يبدو أن ويليام لديه بعض المشاكل قالت آن: ماذا؟ أهو بسبب التؤامين؟ لقد كانا يضايقنه منذ وقت قصير قالت ليندا: لا أعلم بعد سام معه الآن لذا لا تقلقي قالت آن: أتمنى أن ينهي الأمر سريعا ابتسمت ليندا لها لتذهب كل منهما في طريقها عند ويليام الذي واجه سام الجالس على سريره لا يريد الحديث عن الأمر لكن سام يريد معرفة ما يزاحم قلبه الحنون ليقول: أهو أمر متعلق بإيف؟ هز رأسه نافيا ليتنهد سام و يقول: إذا أخبرني ماذا هناك ويليام؟ أنا لا أستطيع معرفة ما يحزنك إن لم تتحدث عنه تعرف بأنني لست كفينوس انتبه لردة فعله الحزينة لنطقه باسم شقيقته المتوفاة منذ فترة طويلة نهض ليقترب منه أمسك بوجهه الحزين الذي أوشك على البكاء ليقول: أعرف بأنك تفتقدها كثيرا ويليام لكن ما بيدنا حيلة لا نستطيع إعادتها للحياة مجددا لذا عليك أن تتأقلم مع هذا فاضت مشاعره مع تلك الدموع التي غلفت عينيه من جديد احتضنه سام ليجعل لتلك الدموع المتألمة مأوى غادر غرفته ليقول في نفسه: أتمنى أن تتعايش مع هذا حقا ويليام بالرغم من صعوبة الأمر ابتسم للدموع التي ظهرت في عينيه أخبر ليندا بالأمر لتشعر بالحزن لابنها اللطيف في المساء عند مارتن الذي كان في طريق عودته للمنزل انتبه لكبير الخادم الذي اتجه للشخص القريب من أصيص الأزهار قرب المدخل ليقول في نفسه: ماذا تفعل إيف هنا؟ و ماذا يجري معها؟ أكمل طريقه عابرا بوابة المنزل السوداء الكبيرة ليفاجئ بنظرات إيف المتفاجئة و السعيدة برؤيته التي وقعت عليه نهضت لتسرع الخطى في اتجاهه أوقفه ذلك عن المسير باستغراب منتظرا وصولها وقفت أمامه لتلتقط أنفاسها رفعت رأسها لتنظر إليه بتلك الابتسامة المرحة بادلها الابتسام بشيء من الدهشة و استغراب ليقول: ماذا تفعلين إيف؟ قالت إيف و هي تحضتنه بمرح شديد: لقد كنت قلقة من كون مكروه حدث لك لكنك بخير الحمد لله قال مارتن بمرح: و لم كل هذا القلق؟ لقد أخبرت ألبرت بأنني سأطيل الغياب قالت إيف: لكنك أخذت وقتا طويلا للغاية في العودة لقد كان المنزل مملا بدونك نظر إليها باستغراب ليبتسم لها لاحقا عادا لداخل المنزل و هما يتحدثان بمرح شديد التقيا بتوماس المنزعج من رؤيتهما يضحكان معا بتلك الطريقة السعيدة للغاية ليقول بشيء من الانزعاج: أهلا بعودتك مارتن قال مارتن: ماذا هناك؟ لم أنت غاضب؟ قال توماس محاولا إخفاء نار غضبه خلف ابتسامة مجبرة: أنا لست غاضبا أبدا فقط منزعج قليلا من رؤيتك مع إيف بهذه الحميمية قالت إيف: و لم قد يزعجك هذا توماس؟ زاد سؤالها نار الغضب حطبا ليشتعل توماس شعر مارتن بالارتباك و الخوف من تلك النظرات ليضحك بارتباك شديد ليقول: لا تقلق فأنا لا أنظر إليها بهذه الطريقة قال توماس: إذا فسر لي سبب إمساكك ليدها بتلك الطريقة نظر مارتن ليديهما المطوقتان ببعضهما و استرق نظرات مرتبكة لتوماس الذي يستعد للانقضاض عليه كوحش ثائر قالت إيف: ما زلت لا أفهم سبب انزعاجك توماس أليس من المفترض بأن نكون قريبين؟ قال توماس بدهشة من سؤالها: ماذا؟ بالتأكيد لا يفترض ذلك إيف ما هذا السؤال؟ قالت إيف: لكنه شقيقك أليس كذلك؟ فهم توماس قصدها توا ليتنهد باستسلام و يبتسم لها بمرح شديد تبدلت تعابيرها المستفهمة لأخرى طريفة ليشعر مارتن بالارتياح لحل سوء الظن بتلك البساطة حاول الابتعاد عن إيف بهدوء لكنها لم ترد الابتعاد عنه حاول الاستفسار بتلك النظرات الموجهة إليها لترسم ابتسامة طفولية بريئة على وجهها لتقول بلطف: لا أريدك أن تختفي من أمامي مجددا قال مارتن: حقا لن أذهب لأي مكان قال توماس: لقد بدأت أعتقد بأن إيف تحبك أكثر مني مارتن قال مارتن: بالتأكيد هي لا تفعل أليس كذلك إيف؟ قالت إيف بمرح: مارتن مكانته مختلفة في قلبي فهو دائما موجود عندما أحتاج شخص بقربي كما أنه لطيف للغاية شعر مارتن بشرارات نظرات توماس تصيبه مع كل كلمة قالتها إيف لفت هدوئها النظر إليها ليجدا تلك الابتسامة الجميلة مترسمة على وجهها اللطيف ذو الملامح الطفولية بعد قولها: مارتن شخص عزيز للغاية كأخي الأكبر الذي لم أحظى به قط هدأت الأجواء بين التؤامين بعد تلك الابتسامة الساحرة عادت إيف لغرفتها ليبقيا وحدهما تنهد توماس ليقول: يبدو أنني كنت أغار منك للاشيء حقا كم أنا مغفل قال مارتن: حقا هي لم تتغير أبدا قال توماس: أقالت لك شيء كهذا من قبل؟ قال مارتن: أجل عدة مرات عندما لم تكن موجودا نظر توماس إليه بشيء من الانزعاج لتتحول لابتسامات لطيفة لاحقا ذهب كل منهما لغرفتهما عند عائلة هايلون الذين كانوا يودعون عائلة روي التي قدمت للزيارة قالت ليزا: لم أرى ويليام هذا اليوم أهو خارج المنزل؟ قال ليو: حقا ذلك الشاب يذكرني بفينوس كثيرا بالرغم من أن شخصيتيهما مختلفة قالت ليندا: هو فقط لا يشعر بخير قالت جوليا: ربما يجدر بي إلقاء نظرة عليه قال سام: لا تقلقي سيتحسن قريبا قالت ليزا: أرسلا له تحياتي إذا نراكم لاحقا غادروا بعد إلقاء التحية قالت فانتين: حقا ما به ويليام؟ لقد سمعت بأنه قد غضب من التؤامين بشكل مفاجئ قال سام: لا تقلقي يا أمي قال والد لويس: الأمر متعلق بفينوس صحيح؟ قالت والدة التؤامين: بالتأكيد هو اجتاز تلك المرحلة قالت ليندا بشيء من الحزن: للأسف لم يفعل فإيف تذكره كثيرا بها قالت كاثرين: لقد شعرت بذلك منذ البداية منذ سماعي بقصة اختفائه قالت آن: أعرف ما يعانيه تماما صمت الجمع الواقف هناك كان ويليام قد سمع نصف أحاديثهم عاد لغرفته ليعزل نفسه فيها محتضنا صورة عمته الغالية على قلبه تارك الهواء الخريفي المسائي بالدخول لغرفته بحرية تامة سامحا لذكرياته بالتجول معه عادت الدموع لتسيل على وجنتيه المحمرتين و يقول: آسف لكنني لا أستطيع الوفاء بوعدي لك عمتي شد على تلك الصورة ليقربها من صدره أكثر لتتساقط دموعه عليها مضت أيام دون خروج ويليام من غرفته أو رؤيته لأي شخص عزل نفسه عن العالم المحيط به منفردا بأحزانه في أجواء غرفته الحزينة عليه حتى مساء ذلك اليوم الذي طرق فيه باب غرفته لم يهتم بالإجابة لذلك الشخص أو لمعرفة من يكون رفع رأسه لينظر للباب بعد شعوره بحضور مختلف يقف هناك ليسمع والده يقول: ربما عليك القدوم في وقت آخر فأنا لا أعتقد بأنه سيتحدث إليك الآن نهض من مكانه مقتربا من الباب ليسمع صوت خطوات تبتعد عن الباب لكن ظلا لشخص ما لا يزال يقف بانتظار هناك اقترب أكثر من الباب وضع يده على المقبض ليفزع من طرق الباب المفاجئ ليقول ذلك الشخص: ويليام هذه أنا إيف هل بإمكاننا التحدث قليلا؟ توسعت حدقتا عينيه بصدمة أنزل رأسه بهدوء ليفتح الباب نظرت إليه بتلك الابتسامة رغم التعابير الحزينة التي علت وجهها أفسح لها المجال لتدخل لغرفته المظلمة و الباردة قليلا أغلق الباب خلفه ليقترب من حيث وقوفها و يجلس على طرف سريره منتظرا أيا ما ستقوله قربت الكرسي منه لتجلس عليه نظرت إليه لترى معالم الحزن على وجهه هزل جسده و تغير لون بشرته فتحت شفتيه لتقول: لقد سمعت بالأمر من جديك يبدو أنني أزعجك كثيرا ربما ما كان يجب عليّ الظهور في المرتبة الأولى نظر إليها بصدمة من كلماتها ليقول لها: الأمر ليس كذلك أبدا كل ما في الأمر أنني.... أفتقد عمتي كثيرا قالت إيف: ما زلت أرى بأنني مخطئة فبسببي هي لم تعد بقربك بسبب سذاجتي دفعت هي حياتها لشخص مثلي تساقطت الدموع على كفيها المقبوضتين على ثوبها الأسود المتوسط الطول المنفوش بلا أكمام زين حواف صدره بزهور أرجوانية متوسط الحجم بطبقة مخرمة منقوشة لتقول: لقد سرقت كل شيء منها لم أستطع منعها لقد كنت أنانية انتبه ويليام لحزنها الشديد و تألمها لتظهر دموعه على عينيه و مشاعره على سطح وجهه لتتقول إيف: أنا آسفة أنا آسفة حقا ويليام اقتربت منه لتأخذه بين أحضانها الدافئة الحزينة لحال كليهما أحاطها ويليام بذراعيه ليشاركها بذلك الحزن الذي ألم بصدرها بقيا على تلك الحال لفترة من الزمن تركها ليشعر بالدفء المنبعث منها المماثل لعمته الراحلة قال ويليام: عمتي إيف هل بإمكاني القدوم لزيارتك في أي وقت؟ قالت إيف بمرح: أجل بالتأكيد دائما مرحب بك قال ويليام: ألن يمانع العم توماس ذلك؟ قالت إيف: لا أعتقد ذلك بإمكانك أيضا القدوم برفقة ماري أيضا شعر بوجنتيه تحمران خجلا لتبتعد عنه و تحدق بعينيه السعيدتين المحمرتين اللتان لا تزالان تحملان بعض تلك الدموع محتها بسبابتها لتقول: لا أريد رؤيتك حزينا مجددا ويليام و إلا فسأنتحر حقا قال ويليام: لن أحزن مجددا بما أن العمة إيف معي دائما أمسكت بيديه بمرح شديد مع تلك الابتسامة اللطيفة تحدثا قليلا لتغادر غرفته بعد خلوده للنوم أغلقت الباب بهدوء لتبتعد تلك الابتسامة عن وجهها شعرت بالدموع تطرق أبواب عينيها لتغطي وجهها بكفيها و تقول بصوت منخفض: أنا هي الأسوأ بالفعل لم تستطع حبس تلك الدموع أكثر داخلها شعرت باقتراب شخص منها لكنها لم تستطع النظر إليه بوجهها ذاك ليقول لها: لم أتوقع رؤيتك هكذا إيف بعد كل الضحكات التي سمعتها من قبل قالت إيف: آسفة لكنني لا أستطيع التعامل مع الأمر بنفسي ابتسم ذلك الشخص ليقول لها: أتريدين رؤية صور لها؟ أقصد أختي التفتت إليه لترى آرثر يبتسم لها بلطف مسحت دموعها لتوافق على ذلك أخذها لمكتبة المنزل وقف أمام إحدى الرفوف الطويلة ليحمل كتابا طويلا من بين الكتب وضعه على الطاولة أمام إيف ليفتحه صدمت إيف كثيرا فهذه المرة الأولى التي تراها فيه الشبه الكبير بينهما أنزل تلك الدموع من وجنتيها لترى ذلك الشخص المبتسم بسعادة برفقة أشخاص أحبوه كثيرا جعلت حزنها أكبر و ألمها أفظع شعرت بقلبها يتهاوى داخلها لتقول: لقد أخذت منكم شخصا رائعا كهذا أي قلب أحمل أنا؟ قال آرثر: الأمر ليس غلطتك فلدينا شقيقة تقدم الآخرين على نفسها كما أنها مغفلة بعض الشيء قالت إليزابيت بعد ضحكة خفيفة: ربما نتشابه في هذا أيضا قال آرثر: لا أعتقد ذلك فهي مغفلة من الدرجة الأولى ضحكا بمرح شديد على تعليقه ذلك حدقت إيف بصورتها كثيرة خاصة تلك التي كانت فيها برفقة شاب ما و مولود صغير بين ذراعيها ليقول آرثر: هذا زوجها و ابنها لم تحظى بوقت طويل معهما فقد قتلا من قبل بعض الأشخاص المزعجين قالت إيف: من عائلة وارس أليس كذلك؟ ربما ما كان عليّ التورط معهم قال آرثر: لقد أحبت ذلك الشخص كثيرا بقيت لفترة طويلة مكتئبة بشأن وفاته و لا أعتقد بأنها قد تخلصت من ذلك قالت إيف: يبدو شخصا لطيفا و مسالما لقد انتبهت توا بأنه تؤام روي يبدو أنني قمت بشيء لا يغتفر لا أصدق ذلك لمح آرثر الحزن المخفي خلف كلماتها الأخيرة نظر لصور شقيقته في ذلك الألبوم الوحيد ذو الصور القليلة لطالما أراد التقاط الصور لها لكن صحتها لم تسمح لها بالظهور كثيرا ابتسم بلطف لتلك الصور ليقول: يمكنني اعطائك نسخة إن أردت قالت إيف: أتمنى ذلك لكنني لا أريد زيادة الصدع في قلبي قال آرثر: أظن ذلك أيضا ابتسم لها غادرا المكتبة مع أحاديث صغيرة و ضحكات طريفة ليلتقيا بالخادمة التي أتت إليهما لتقول بعد انحناءة احترام: لقد أتى السيد توماس ليعيدك للمنزل قالت إيف: ماذا؟ هل تأخر الوقت لهذا الحد؟ قال آرثر: ربما هو قلق و حسب قالت إيف: حسنا سأغادر أراك لاحقا أسرعت بالسير بعيدا عنه خلف الخادمة التي أرشدتها لباب المنزل التقت بتوماس لتبتسم له بمرح شديد ارتمت بين أحضانه فورا لتبتسم له بسعادة و تقول: الوقت لا يزال مبكرا لم أتيت؟ قال توماس: ماذا تقصدين بالوقت المبكر؟ الساعة الآن الثانية صباحا قالت إيف: البقاء هنا أمتع من المنزل لا أريد العودة انتبه توماس لارتجاف يديها الممسكتين بقميصه الأزرق القاني نظر إلى وجهها ليراه محمر يحمل تعابير حزينة مخفية خلف تلك الابتسامة المرحة و الدموع تحاول الاختباء داخل عينيها وضع يده على رأسها ليجبرها على الالتصاق بصدره ليقول لها: لنعد للمنزل إيف فهذا المكان لا يناسبك قالت إيف: أريد البقاء بقربه توماس لذا لا تقل هذا الآن قال توماس بعد تنهيدة صغيرة: أستكونين بخير وحدك؟ هزت رأسها بالإيجاب ليحدق بعينيها الكاذبتين يعرف تماما بأنها لن تكون بخير وسط أشخاص لا تعرفهم جيدا أبعدها عنه ليقول: حسنا إذا سوف أتركك هنا لكن لا تطيلي الغياب ربما أفقد أعصابي و أقتل مارتن ضحكت بمرح شديد ليبتسم و يغادر صعد السيارة التي أتى بها لينظر إليه مارتن باستغراب لتلك الملامح الحزينة المنزعجة ليقول: لم لم تحضر إيف معك؟ قال توماس: لا تريد العودة الآن سوف ننتظر لفترة أطول قال مارتن: ماذا؟ لماذا تفعلين هذا بي إيف؟ سيقتلني هذا الشخص بالتأكيد انتظر مارتن ردة فعله ليراه شارد الذهن يحدق بالسماء المليئة بالنجوم اللامعة ذلك المنظر الجميل على عينيه الهادئتين قال له: أحدث شيء ما بينكما توم؟ قال توماس: لا لم يحدث أي شيء قال مارتن: تعرف بأنك لا تستطيع الكذب عليّ صمت توماس لفترة من الوقت ليقول: أظن بأنها لا تريدني بقربها ربما ذلك الشاب قد أسر قلبها أكثر مما فعلت ربما من الأفضل ألا أقف في طريقها قال مارتن: بعد كل هذا الوقت الذي قضيتماه معا تعتقد ذلك؟ سوف تبكي إيف لو سمعتك تقولها قال توماس: إذا لم هي تريد البقاء بقربه هكذا؟ لماذا تتحدث عنه دائما كما لو أنه كنز تخشى ضياعه؟ أنا لا أحب ذلك أبدا لا أريدها أن تتحدث عن شخص آخر بتلك الطريقة لم يستطع توماس منع نفسه أكثر أراد منعها من البقاء لكنه لم يستطع تنهد مارتن و قال: سوف تكرهني إيف بالتأكيد لإخبارك بالأمر لكن يجب أن تعرفه حتى لا تذهب و تنتحر بسبب شيء كهذا نظر توماس إليه باستغراب شديد ليقول: ماذا تقصد؟ قال مارتن: تلك اللعنة التي ألقتها إيف أفقدتها حياتها لكن بسبب فتاة من عائلة هايلون تدعى فينوس تشبهها كثيرا و هي عمة ويليام المقربة إليه كثيرا أعطت روحها لإيف لتعود إليك من جديد نظر توماس إليه بشيء من عدم التصديق و الصدمة حاول التفكير في الأمر أكثر ليقول: أتقصد بأنها الآن تشعر بالذنب لذلك تحاول البقاء بقربه؟ قال مارتن: حمدا لله لقد وصلتك المعلومة قال توماس: تعرف كل هذا و لم تخبرني به؟ أي شقيق تؤام أنت؟ لا أصدق بأنك أخفيت أمرا كهذا عني قال مارتن: لقد وعدت إيف بألا أخبرك أبدا لكنني فعلت أتظن بأن هذا يجعلني أفضل أخ تؤام؟ لا أصدق بأنني فعلت هذا بها تنهدا معا بانزعاج لينظرا لبعضهما و يضحكا بمرح شديد عادا للقلعة ليناما بهدوء في الصباح الباكر استيقظ ويليام ليستحم و يبدل ثيابه وقف بالقرب من النافذة ليتنشق هواء الصباح العليل الذي أعاده للحياة سعدت العصافير برؤيته لتبدأ تزقزق بسعادة بالغة نظر للحديقة ليلقي التحية على الأزهار الجميلة ليرى إيف تجلس بقربها تعجب ذلك ليغادر غرفته و ينزل الدرجات سريعا وصل للحديقة ليراها لم تغير مكانها اقترب منها بمرح شديد ليقول: صباح الخير عمتي إيف التفتت إليه لتقول بمرح: صباح الخير ويليام سعيدة برؤيتك تبتسم مجددا اتسعت ابتسامته ليجلس بقربها و يخبرها عن الأزهار التي قام بزراعتها أشار لتلك الزهرة الأرجوانية ليقول: هذه كانت زهرة عمتي المفضل إنها جميلة للغاية قالت إيف: أجل إنها كذلك تشبهكما لحد كبير قال ويليام باستغراب: أرأيتي عمتي؟ قالت إيف: لقد أراني عمك الصور الخاصة بها تحدثا معا مطولا و تجولا قليلا في المنزل حتى التقيا بالتؤامين اللذين قالا بمرح شديد: صباح الخير عمة إيف شعرت بالارتباك و الخوف يجتاحها حاولت الرد عليهما لكن التردد عقد لسانها قال أليس: حقا هذا ليس عادل عمة إيف لم ويليام الشخص الوحيد من بيننا تتحدثين إليه بشكل طبيعي؟ قال أليكس: ألأنه أوسم منا أم لأنه أصغر سنا؟ قال ويليام: توقفا عن هذا أنتما تربكاها أكثر قال التؤامان: لا تتدخل أنت قالت كاثرين التي قدمت توا: مرحبا صباح الخير آه إيف اعتقدت بأنك رحلت قالت إيف بارتباك: سأرحل في الظهيرة لن أطيل البقاء قالت كاثرين: ماذا تقولين عزيزتي؟ سيكون كل شيء على ما يرام لا تهتمي بهذان المزعجان يجبان إخافة الجميع بالتأكيد قال التؤامان: ليس أنت أيضا خالة كاثرين ضحكت عليهما بمرح شديد أمسكت بيد إيف لتصاب بالارتباك و الصدمة كثيرا سارت خلفها كالرجال الآليين ليضحك التؤامين عليها باستمتاع شديد توجهوا لغرفة الطعام ليتناولوا الطعام جميعا كانت إيف تستمتع بذلك المنظر بهدوء الحيوية و النشاط الذي كانت عائلة هايلون تبديه أشعرتها بالسعادة البالغة انتبهت فانتين على عدم تناولها أي شيء لتقول: ماذا هناك إيف؟ لم لا تتناولين أي شيء ؟ ألم يعجبك الطعام؟ أربكتها تلك الأسئلة المتتالية و النظرات التي توجهت نحوها في ذلك الهدوء المخيف المفاجئ أنزلت رأسها بهدوء لتقول: أنا لست جائعة هذا فقط قالت إليسيا: ما الذي تقولينه؟ عليك تناول الكثير فجسدك يبدو هزيلا للغاية قالت آن: حقا عليك ذلك لأجل صحتك أيضا قال والد التؤامين: توقفن عن إزعاجها يكفي أنها لا تشعر بالارتياح لذا لا توترنها أكثر قالت إيف: الأمر فقط بأنني غير معتادة على هذا قال سام: لا بأس بهذا نحن نتفهم الأمر ابتسم لها بمرح شديد لتعود الأحاديث و يكملوا وجبة الإفطار الأفراد المشغولون توجهوا لأشغالهم باختلاف أنواعها جلست إيف برفقة ليندا التي تحمل لارا و تلاعبها كانت تحدق بهما بشيء من السرور لتقول ليندا: شكرا لك لمساعدة ابني إيف لقد كنت قلقة للغاية قالت إيف: لا داعي للشكر فهذا واجبي ابتسمت لها بمرح شديد لتبادلها الابتسام نظرت لارا إليها لتمد يديها في اتجاهها و تبتسم بمرح لتقول: فين.... فينوس... عمة فينوس أريد تعجبت كلتاهما من الاسم الذي أطلقته لرؤيتها لتبتسم ليندا لها بمرح و تقول: هذه العمة إيف ليست العمة فينوس أتودين الذهاب إليها؟ قالت لارا: عمة فينوس ابتسمت إيف لها بشيء من الحزن لتنهض و تحملها كانت لارا سعيدة بين ذراعيّ إيف ظهر سام ليقول: ليندا سأذهب الآن و قد لا أعود باكرا انتبه لصوت لارا السعيد و المرح بين أحضان إيف ليصاب بإحباط شديد و يقول: حتى إيف !لماذا لا تحبين أباك لارا؟ ماذا فعل بابا لك؟ لم تسمع لارا ما قاله والدها الحزين لعدم رغبتها به ضحكت ليندا بمرح شديد لتقول: يجدر بك الذهاب الآن عزيزي نراك لاحقا غادر سام الشرفة و تلك السحب السوداء تسير فوقه بتزامن قالت ليندا: إنها لا تحب البقاء برفقة والدها كثيرا لذلك هو يشعر بالإحباط قالت إيف: ربما ما كانت لتأتي إليّ إن لم أشبه فينوس لمحت ليندا بعض الكلمات الخفية خلف الهدوء المفاجئ الذي صاحب وجهها أتت الخادمة لتقول: صباح الخير أرجو المعذرة لقد حضر السيد مارتن وارس و هو يريد الحديث إليك آنسة هايلون نهضت إيف لتعيد لارا لوالدتها تفاجأت ليندا من السعادة البالغة التي ظهرت على وجهها لتقول في نفسها: أليس من المفترض أن تظهر هذا الوجه أمام توماس فقط؟ الدهشة لا تزال تسكنها عند إيف التي أسرعت في الذهاب لحيث يقف مارتن فتحت الباب على عجل لترتمي بين أحضانه فور رؤيته ليبتسم لها بمرح شديد عانقها هو الآخر ليقول: صباح الخير إيف يبدو أنك سعيدة للغاية برؤيتي قالت إيف: أجل سعيدة كثيرا لرؤيتك مارتن ابتسم لها بمرح شديد ليقول: هل استمتعت ببقائك هنا؟ قالت إيف: إنهم مرحون للغاية لكنك تعرف قال مارتن: لا يوجد شيء مخيف في هذا عليك الاستمتاع بوقتك قدر ما تستطيعين قالت إيف: أريد العودة للمنزل مارتن قال مارتن: هذا ما أتيت لأجله فأخي لم يحتمل فكرة ابتعادك عنه فترة أطول أحرجها كلامه لتبتعد عنه ضحك عليها بمرح شديد ليزيد احراجها أخبر عائلة هايلون الموجودون بأمر رحيلها ليودوعها بتلك الابتسامات السعيدة عادت لمنزلها برفقة مارتن و هي تروي له ما حدث معها هناك حتى وصلا دخلت المنزل سريعا تريد رؤية توماس تعجبت عدم قدومه لاستقبالها لتسأل كبير الخدم قائلة: أين هو توماس؟ أهو مشغول بشيء ما؟ فتح شفتيه ليقول لها شيئا ما لكن سرعان ما أقفله بعد رؤية إشارات مارتن التي طلبت عدم إخبارها بأي شيء ليقول لها: السيد توماس مشغول بعمله لذا هو لن يعود للمنزل الآن قالت إيف: حقا؟ حسنا سأذهب لغرفتي بدا الاكتئاب على وجهها لتصعد الدرجات لغرفتها تنهد مارتن بارتياح شديد ليقول: يجب ألا تعرف إيف بالأمر أبدا حاول قدر المستطاع بألا تذهب لغرفة توماس أخبر الجميع بذلك قال كبير الخدم: أجل سيدي سأفعل ذلك فورا غادر كبير الخدم ليجمع الخدم و يخبرهم بالأمر صعد مارتن الدرجات ليتوجه لغرفة توماس طرق الباب قبل دخوله ليراه لا يزال مستلق على السرير كما تركه اقترب منه ليبدل له الكمادة التي على جبينه فحرارته مرتفعة بشكل مخيف جلس بالقرب منه ليقول: أتمنى أن تتحسن سريعا توماس فتح توماس عينيه لينظر إليه ابتسم له ليقول: صباح الخير توماس أتشعر بتحسن الآن؟ قال توماس: أشعر بأنني سأموت قريبا قال مارتن: توقف عن المزاح فهذا ليس وقته ثم أن إيف قد عادت للمنزل لكنني لم أخبرها بأمر مرضك قال توماس: خيرا ما فعلت فأنا لا أريدها أن تقلق عليّ بلا سبب ابتسم مارتن له ليعطيه بعض الأدوية ثم يدعه يرتاح غادر غرفته ليتنهد سار في الممر و تعابير القلق تعلو وجهه توجه لغرفته ليرتاح قليلا فهو لم ينم طيلة الليل بسبب مرض أخيه المفاجئ مضى باقي اليوم على خير السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بصحة جيدة و عافية أحبتي آسفة لتشويقكم كل هذا الوقت و تأخري عنكم لكن كما وعدتكم أحداث رائعة و جميلة أليست كذلك؟ حسنا ليس لديّ تعليق لهذا الفصل أي لا ثرثرة استمتعوا بها حتى الفصل القادم في أمان الله و حفظه [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] |
#28
| ||
| ||
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/19_05_16146364846349091.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] [ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] بعد أسبوعين قبل حلول المساء بساعتين كانت إيف تجلس على ذلك الكرسي الأزرق الفاتح واضعة رأسها على الطاولة بضجر و الهواء يلاعب خصلات شعرها وضعت الخادمة كوب العصير أمامها لتقول لها: آنستي لقد أحضرت لك العصير لم تجبها بأي شيء لتستأذنها بالذهاب أمسكت إيف بطرف قميصها لتفزعها التفتت إليها بهدوء لتقول: ماذا هناك آنستي؟ قالت إيف: ألم يعد توماس بعد؟ قالت الخادمة بارتباك: لا لم يعد السيد توماس تنهدت بملل شديد أتى كبير الخادم ليراهما في تلك الوضعية سأل الخادمة بإشارات من عينيه لتجيبه هي بإشارات من يدها ليقول: آنستي لقد حضر السيد ويليام للزيارة نهضت بمرح لتقول: حقا؟ سأذهب لرؤيته الآن تنهدا بارتياح لتبدل معالم وجهها أخيرا فالحزن و الاستياء قد لازماها لفترة ذهبت لغرفة الضيوف حيث كان ويليام ينتظرها هناك طرقت الباب لتفتحه بهدوء رسمت ابتسامة جميلة على شفتيها فور رؤيته ليبادلها الابتسامة اقتربت منه لتقول بمرح شديد: أهلا بك ويليام قال ويليام: لم أرك منذ فترة عمتي إيف قالت إيف: لقد أتيت في الوقت المناسب حقا فقد كدت أموت من الملل قال ويليام: لماذا؟ أين هما مارتن و توماس؟ قالت إيف: توماس مسافر لعمل منذ أسبوعين و قبل أربعة أيام لحق به مارتن أنا وحيدة كليا قال ويليام: كان عليك الاتصال بي إذا ابتسمت له بمرح شديد تحدثا مطولا حتى سمعا صوت سيارة الإسعاف القريب غادرا الغرفة سريعا ليريا المسعفين يحملون توماس على تلك النقالة بدت الصدمة على وجه إيف فوجهه شاحب جدا جسده يبدو المرض يفتك به اقتربت منه سريعا ليوقفها مارتن نظرت إليه بتلك النظرات المصدومة الطالبة تفسير لما يجري أمام عينيها اكتفى فقط بذلك الصمت و إبعاد عينيه عنها انتبه لويليام الواقف هناك ليقول له: اعتني بها ريثما أعود ويليام قال ويليام: سأفعل بالتأكيد أمسكت بقميصه بكلتا يديها لتقول: أريد الذهاب أيضا لا يمكنك تركي هنا عليّ الذهاب قال مارتن بشيء من الصرامة: لا لن تذهبي لأي مكان إيف أبعدها عنه ليغادر خلف المسعفين أمسك بها ويليام ليحاول تهدئتها و لو قليلا لكن الصدمة أثرت بها كثيرا ذهب برفقتها لغرفتها أحضرت لها الخادمة بعض الماء لتشربه بهدوء أمسك ويليام بيديها ليقول لها: سيكون بخير عمتي إيف لذا لا تقلقي لمعت الدموع في عينيها لتخفي وجهها خلف كفيها شرعت بالبكاء ليقوم باحتضانها عله يخفف عنها حزنها بقي معها لفترة ليغادر غرفتها بعد نومها تنهد بارتياح شديد ليغادر المنزل التقى بمارتن الذي بدا وجهه شاحبا و حزينا ليقول: أهي بخير؟ قال ويليام: لقد بكت كثيرا لكنها نائمة الآن هل العم توماس بخير؟ قال مارتن: أتمنى ذلك حقا فهم ويليام المقصود من عباراته ليستأذنه بالمغادرة طلب منه عدم إخبار الآخرين بأمر توماس المريض صعد مارتن الدرجات ليتوجه لغرفة إيف طرق الباب بهدوء حتى لا يوقظها فتح الباب لينظر لجهة سريرها ليراها تجلس على طرفه و الدموع الكريستالية تتهاوى على كفيها الصغيرين اقترب منها ليقف أمامها لم ترفع رأسها إليه فهي لم تره حتى سحبها لأحضانه ليقول لها: سيكون بخير أرجوك لا تبكي سيكون بخير زاد من احتضانه لها لتقول: إنه مريض للغاية حضوره بدأ بالاختفاء لماذا لم تخبرني بذلك؟ قال مارتن: آسف لم أرد رؤيتك هكذا كذلك توماس لذلك لم نخبرك ارتفع صوت بكائها لتحضر الخادمة ليطلب منها المغادرة بقي معها لفترة من الوقت أراد المغادرة لكنها لم تسمح له بذلك لتقول: أرجوك ابقى معي لوقت أطول قال مارتن: يجب عليّ الذهاب لرؤية توماس قالت إيف: سأذهب معك إذا تلك النظرات التي رمقها بها جعلتها تصمت غادر الغرفة و هو يشعر بالحزن لحالها وصل للمشفى تحدث مع الطبيب المشرف لبعض الوقت ثم توجه لغرفة شقيقه ليرى حالته تسوء أكثر اقترب منه ليجلس بالقرب منه فتح عينيه لينظر إليه و يقول: هل إيف بخير؟ شعرت بقلبي ينقبض فجأة قال مارتن: اهتم بنفسك الآن سوف أهتم بأمرها لذا لا تقلق رفع بصره للسقف ليقول: أراهن بأنها تبكي الآن حابسة نفسها في غرفتها... أخفى عينيه بذراعه فقد بدأت تتدفق الدموع منها لا يعلم مارتن ما يفعله في موقف كهذا رؤية شخصين عزيزين عليه يتعذبان بهذه الطريقة أمر يبكي قلبه و يوقفه عن النبض ما بيده حيلة لا يستطيع القيام بأي شيء غير مراقبتهما يذرفان الدموع الحزينة أنزل رأسه ليقول بصوت منخفض: حقا ما كان علينا الأخذ بيد ذلك الرجل عض على شفتيه بانزعاج نادما على فعلته التي لن ينساها نظر في اتجاه توماس الذي قال: عليك العودة للمنزل للاطمئنان عليها سأكون بخير فأنا لست وحيدا هنا ابتسم له بلطف شديد ليوفي مارتن شيئا من تلك الابتسامة غادر مبنى المشفى ليحدق في البدر الدائري الفضي الجميل رؤيته مع تلك النجوم من حوله جعلت مارتن يتذكر صدى من ماضي يكاد يفقد ذكراه"في مساء ذلك اليوم الدافئ كان مارتن و توماس أطفال في الرابعة يرسمان لوحة ما قال توماس بمرح: لقد أنهيت لوحتي أتريد رؤيتها؟ قال مارتن بمرح: أجل أود ذلك نزل توماس من كرسيه ليحمل تلك اللوحة الصغيرة ليأخذها لجهة شقيقه نظر توماس إليها عشب أخضر داكن زهور ملونة أشجار طويل سماء زرقاء بغيوم بيضاء أربعة أفراد الوالدة في الطرف الأيمن و الوالد في الطرف الأيسر أما الصغار فقد انتصفاهما تؤامان صغيران حدق مارتن طويلا في اللوحة ليمل توماس و يقول: أتصور اللوحة في عقلك؟ أخبرني ما رأيك بها و حسب أنهى جملته لينفجر مارتن ضاحكا بسخرية على لوحته ليثير غضب و استياء و إحباط و حزن توماس الذي تجمعت دموع بلورية في عينيه قال مارتن من بين ضحكاته بينما يمسك بمعدته من شدة الضحك: هذه أغرب لوحة رأيتها في حياتي حمل لوحته ليركض بها في اتجاه والديه اللذين يجلسان في مقدمة الحديقة الواسعة الجميلة يستمتعان بالنسيم المار بهما نظرت الوالدة في اتجاه توماس القادم في اتجاههم بذلك الوجه الموشك على البكاء لتقول: ماذا هناك توماس؟ قبل أن يجيب على سؤالها و يصل إليهم اصطدمت ساقه بشيء موجود على الأرض مما أدى إلى سقوطه على وجهه نهضت الوالدة لتقترب منه كما فعل مارتن ساعدته على النهوض لتبحث عن أي جروح أو إصابات تنهدت بارتياح لرؤيته بخير لتقول له: أأنت بخير توماس؟ قال توماس و هو يحاول حبس دموعه: لقد سخر مارتن من لوحتي مسحت دموعه بحنان بالغ لتنظر لمارتن الذي بدا متأسفا لرؤية دموع شقيقه لتبتسم لهما بمرح شديد أمسكت باليد اليمنى لكليهما و تجعلهما يتصافحان لتقول: هيا مارتن عليك أن تعتذر قال مارتن: أنا آسف أخي لأنني سخرت على لوحتك لم أقصد ذلك ابتسمت لهما الوالدة بمرح شديد اقترب الوالد منهما ليحاول تهدئة الأوضاع المتوترة بينهما ليقول في النهاية: أريانا ماذا رسمتما هذا اليوم؟ أخرج توماس لوحته من خلف ظهره ليريهما مدح الوالد اللوحة و أثنى عليه قالت الوالدة بمرح شديد: ماذا عنك مارتن ماذا رسمت؟ قال مارتن: لوحتي بعيدة لكنني سأريكم ماذا رسمت رفع وجهه للسماء المقمرة المليئة بالنجوم البراقة المغرية كقطع ألماس تناثرت على السماء السوداء الجميلة تألق ذلك الجمال في أعينهم سكنت الأجواء من حولهم اهتزت الأشجار على أنغام صوت الرياح القوية التي حركت مشاعرهم المتحابة قال الوالد: لا نزال نريد رؤية لوحتك ابتسم له بمرح ليذهب و يحضر لوحته التي كانت أكبر بقليل من لوحة مارتن قلب اللوحة ليدهشوا جميعا من موهبته الفذة من يرى اللوحة يعتقد بأنها صورة قد التقطت نظر مارتن لتوماس باختلاس يشاهد ردة فعله ليبتسم بسعادة لرؤية ذلك الاستمتاع على وجهه الظريف قال توماس بمرح: لوحتك جميلة للغاية أخي مارتن لابد أنك ستصبح رساما عالميا كأبي قال مارتن: شكرا لك و أنت أيضا ستصبح عازفا رائعا كأمي قالت الوالدة: نتطلع لذلك اليوم كثيرا قال الوالد: أجل نتطلع لليوم الذي سنحدق فيه لسماء جميلة مرة أخرى في المستقبل البعيد رسمت ابتسامات لطيفة على وجوه الجميع السعيدة بوجودهم في عائلة سعيدة" صعد السيارة التي أحضرته لهنا بهدوء أسند رأسه للخلف مغمضا عينيه المثقتلين بالهموم و الحزن توقفت السيارة قرب باب المنزل ليفتح عينيه تنبه بأن بعض الوقت قد مر و هم يقفون هناك قال السائق الذي رأى ملامح الاستغراب على وجهه: آسف سيدي لكنك بدوت مرهقا كثيرا هذه الأيام و لم أرد إزعاجك ابتسم له مارتن ليقول له: شكرا لك آسف لجعلك تقلق عليّ هكذا فتح باب السيارة بهدوء ليصعد الدرجات القليلة و يدخل المنزل تنبه لوقوف بعض الخادمات متجمعات أمام الدرج كما حال بعض الخدم الموجودين خارج المنزل نظر لكبير الخدم الذي ينزل الدرجات و هو يطلق تلك التنهيدة المرتاحة اقترب منه لينحني و يقوم بإلقاء التحية ليقول: كيف هو حال السيد توماس؟ قال مارتن: لم يتحسن بعد لكنه سيكون بخير قريبا لكن أخبرني ما كل هذا؟ قال كبير الخدم: لقد حاولت الآنسة بضع مرات مغادرة المنزل لذلك طلبت منهم سد جميع المخارج بالتناوب أتمنى بأنني لا أفعل شيئا سيئا قال مارتن: لا أبدا أحسنت فعلا سأذهب لأرتاح في غرفتي الآن انحنت الخادمات فور مروره بجوارهن توجه لغرفته ليلقي بجسده المتعب على السرير شعر جسده بذلك الارتياح لينام بعمق شديد مرت أيام غائمة كثيرة على تلك القلعة المتوسطة الحجم عرفت عائلة هايلون بالأمر لتقرر السيدات التناوب في زيارة إيف المتألمة و الحزينة للغاية حتى ذلك اليوم الذي أبرقت فيه السماء و أرعدت أمطرت بغزارة و الهواء الشديد يكاد يقتلع الأشجار من مكانها كان يوما عاصفا بحق منذ طليعة شمس هذا اليوم في الظهيرة التي بدت كالمساء بسبب تلك الغيوم السوداء الكثيفة التي اجتاحت السماء كانت إيف تجلس في غرفتها المغلقة منذ يومين تنظر للسماء من نافذة غرفتها هالات سوداء حفرت أسفل عينيها جسدها هزل مرتين أكثر مما كان جمالها بهت كملابس زالت ألوانها لم يعد للحياة معنى بالنسبة إليها نظرت ناحية الباب الذي طرق للمرة الرابعة هذه الساعة لم تجب كالعادة لتسمع صوت ويليام المريض القائل: عمتي أرجوك افتحي الباب سوف ينتهي بك الأمر مريضة إن استمريت على هذه الحال عمة إيــ.... أوقف قلبها صوت سقوطه و ارتطامه بالباب نهضت لتقترب من الباب توقفت في منتصف الطريق لتنزل رأسها للأرض و تحدق بحزن للدائرة الكبيرة في الأرض تداخل معها معين بحجمها توسطتها حلقات كثيرة في آخر حلقة وجدت عين بها الختم ذاته في أركان المعين نقشت أقحوانات و دماء تقطر عليها نزلت تلك الدموع من عينيها سمعت صوت الخادمات و سام الذي حاول معرفة ما جرى له سمعت صوت مارتن القائل: يبدو أنه قد أصيب بمرض توماس نفسه كان يجب أن أعرف منذ البداية خارت قواها لتسقط أرضا لم تعد قادرة على الحراك و لا قلبها على النبض تناثر شعرها على الأرض اختلطت دموعها مع شعرها في خارج غرفتها قال سام: ماذا تقصد بذلك؟ نظر في اتجاه الباب بهدوء ليحمل ويليام و يأخذه لغرفة فارغة في الطابق نفسه طلب من الخادمات بعض الأشياء ليسرعن في إحضارها قال سام: ماذا قصدت بقولك ذاك؟ قال مارتن: ألا تعتقد بأن ما أصاب توماس غريب بعض الشيء؟ أقصد لم يمرض هكذا فجأة؟ قال سام: أجل لقد فكرت في الأمر مرارا لكنني لم أجد الحل قال مارتن: هذه آثار اللعنة فقد لعنت عائلة وارس بألا يوجد تؤامان ذكران قال سام: ما علاقة ويليام بذلك؟ قال مارتن: لا أعلم حقا لكنها علامات اللعنة ليس لديّ أدنى شك بذلك حاولا التفكير في الأمر و تخفيف ذلك المرض عليه سمعا صوت ركض في الخارج ليقررا الذهاب و اكتشاف ما حدث نظرا لوالدة رين و ليزا و شقيقة آن التي أتت عوضا عن شقيقتها و بعض الخادمات بتلك الوجوه المصدومة الخائفة ارتعشت أطراف بعضهن اقترب سام منهن ليقول: ماذا حدث؟ أشارت إحدى الخادمات ناحية غرفة إيف مفتوحة الباب الظلمة لم تسمح لهما برؤية المقصود من ذلك أبرقت السماء فأضاءت الغرفة ليصدما من رؤية جسد إيف الساقط على الأرض بطريقة مريبة توسعت عينيهما لرؤية تلك الدماء التي تسربت من جسدها قدم مارتن قدمه لداخل الغرفة ليسمع صوت إيف تخاطريا كما فعل الجميع قالت تلك الكلمات و الألم يكاد يقتلها: لا يجب على أحد الدخول لهذه الغرفة لا تحاولوا ردعي أرجوكم سأنفذ ما عليّ فعله تقلبت تلك التعابير لصدمات شديدة قال مارتن: توقفي عن هذا إيف لن تحلي الأمر بهذا أبدا لاحظ الجميع اختفاء صوتها و حضورها و جسدها من المكان بدأ القلق يتسرب في الأشخاص الموجودين فكر سام في أمر ما ليسرع في الذهاب لغرفة ويليام القابعة في بداية الممر استغرق منه عشرة دقائق للوصول فتح الباب بقوة ليرتطم بالجدار نظر للنافذة المفتوحة و الستائر تتطاير بسبب الرياح العنيفة في الخارج انتبه لآثار الأقدام القادمة في النافذة لتتوقف أمام سرير ويليام نظر إليه ليراه يتحسن تدريجيا حضر مارتن ليلتفت إليه و يقول: لقد كانت هنا على ما يبدو قال مارتن: هذا سيء لابد أنها قد جنت تماما قال سام: انظر لهذا مارتن نظر مارتن لآثار الأقدام التي قصدها دهش كثيرا لرؤيتها تتراجع للخلف و تختفي رأيا طيفا لإيف يهمس في أذن ويليام بشيء ما و تلك الدموع تسير على وجنتيها اختفى ذلك الطيف بعد خروجه من النافذة شعرا بشيء غريب يخرج من رأسيهما قال مارتن: لقد جنت تماما ذكرياتنا عنها بدأت بالاختفاء سأذهب لأجدها قال سام: لا تتهور الخروج في مثل هذا الجو يعد جنونا قال مارتن: أنا مجنون كفاية لفعل ذلك غادر مارتن المكان مسرعا ليتجه للمشفى فتح باب غرفة توماس ليلتقط أنفاسه المخطوفة منه رفع رأسه ليراها تجثو على ركبتيها واضعة رأسها على طرف السرير و شعرها الطويل قد غزا البقعة التي جلست عندها نظر لوجه شقيقه الذي بدأ يعود لما كان عليه اقترب منه عندما رأى أصابع يده اليسرى تتحرك بهدوء وقف بالقرب منه لينهض و يجلس باعتدال ليقول: ماذا هناك مارتن؟ لم يبدو الإرهاق على وجهك هكذا؟ شعر بشيء قريب من يده لينظر إليه تفاجأ من وجود إيف بتلك الوضعية في الغرفة و هي مبللة ملابسها أكبر منها لسبب مجهول نظر لمارتن ليستفسر منه أبعد وجهه عنه بحزن و خوف مما قد يحدث له نظرا كلاهما لإيف التي نهضت تفرك عينيها بهدوء و تقول: ما هذا المكان؟ نظرت إليهما بدهشة نهضت من مكانها لتتراجع للخلف سريعا ارتطمت بالكرسي الموضوع قرب النافذة تشبثت بالستائر لتقتلع و انزلقت بثيابها المبللة لتسقط أرضا ظهرت تعابير الألم على وجهها البريء و الصغير اقترب مارتن منها ليساعدها لتبتعد عنه أكثر و تختبئ خلف الستائر التي توشك على السقوط لتقول: من تكونان؟ و أين أنا؟ تعجبا ذلك و دهشا من ردة فعلهما ليقول توماس: ماذا حدث لك إيف؟ قالت إيف بصدمة: كيف تعرف اسمي؟ صدم كلاهما من إجابتها المستفهمة بتلك التعابير تبادلا النظرات المستعجبة مما يحدث من حولهما قال مارتن: ألا تعرفين من أكون؟ أو من يكون؟ هزت رأسها نافية ذلك قال توماس: ألا تعرفين من أكون؟ نظرت إليه تحاول تذكر أي شيء لكن لا فائدة صدم كلاهما فكر مارتن في الأمر ليقول: لابد أنها فكرت في طريقة لتعطيل اللعنة قال توماس: ماذا تقصد بكلامك هذا؟ قال مارتن: لقد قامت بإلقاء لعنة معاكسة لعلاجك و ويليام فقد كان مرضكما بسبب اللعنة الأولى التي ألقتها نظرا إليها باستغراب لتبادلهما تلك النظرات المتوترة الخائفة ذهب مارتن ليطلب طبيبا يفحصها و يخبر عائلة هايلون بالأمر أتوا للزيارة لتختبئ خلف الممرضة التي شعرت بالتوتر في ذلك الجو لتقول لها فانتين بابتسامة مرحة: إيف لن نقوم بإيذائك لذا دعي الممرضة تذهب شدت قميص الممرضة لتقول لهم: يبدو أنها خائفة للغاية دخل الطبيب كبير السن لينظر الجميع إليه اقترب من سريرها حيث كانت تقف الممرضة جلس على الكرسي ليبتسم لها و يقول بلطف: كيف حالك بنيتي؟ ابتعدت إيف عن الممرضة ليفاجأ الجميع من الدموع التي سالت على وجنتيها نهضت لترتمي بين أحضان ذلك الطبيب الذي عانقها بحنان ليقول لها: كل شيء بخير لا داعي للبكاء فأنت لم تعودي طفلة قالت إيف: جدي لا أعرف ماذا يحصل هنا و لا أعرف هؤلاء الأشخاص لكنهم يحاولون خداعي أنا واثقة من ذلك لا أريد رؤيتهم إنهم يخيفونني كادت إليسيا أن تنفي ما قالته لكنه أشار لها أن تصمت و تغادر برفقة الآخرين فعلوا ذلك ليبقوا في الممر منتظرين ما سيحصل تاليا غادر الطبيب الغرفة مع الممرضة التي سبقته في المغادرة بعد انحناءة بسيطة قالت كاثرين: أهي بخير أيها الطبيب؟ قال الطبيب: أجل هي بخير قالت فانتين: أأنت جدها حقا؟ قال الطبيب: لا لست كذلك يبدو بأنكم تعرفونها لكن ليس جيدا قالت السيدات: أجل هذا صحيح نظروا لمارتن القادم ركضا في اتجاههم ليلتقط أنفاسه الهاربة منه ليقف و يقول: كيف هو حالها؟ قال الطبيب: بخير لا داعي للقلق فقد فقدانها لذكرياتها أمر مريب حقا قال مارتن: أعتقد أن للأمر علاقة باللعنة التي ألقتها من قبل قال الطبيب: سأبحث في الأمر لاحقا قالت فانتين: لقد أخبرتنا بأنك تعرفها لذا هلا أخبرتنا كيف ذلك؟ قال الطبيب: سوف نحدث جلبة لو تحدثنا هنا لذا لنترك ذلك لوقت آخر تفهموا الأمر و عادوا لمنازلهم مرت أيام هادئة رفضت إيف العودة للقلعة بقت في منزل الطبيب لفترة طويلة حتى ذلك اليوم الذي استيقظت فيه نظرت للساعة القريبة من سريرها لتراها الثامنة صباحا نهضت لتجلس على طرف السرير تفرك عينيها دخلت الحمام لتغادره طرق باب الغرفة لتنظر للباب ليقول الطارق: آنسة هايلون لقد طلب السيد استعدادك سيكون هناك زوار في وقت قصير قالت إيف: حسنا سأجهز فتحت خزانتها لتخرج بنطالا بنيا داكنا يصل لمنتصف الساق و بلوزة بنية بدرجة أفتح مخطط تصل لأسفل الخصر بأكمام طويلة ارتدت حذاء أبيض بكعب متوسط رفعت شعرها الطويل بمطاط أبيض غادرت الغرفة لتسير في الممر بهدوء تفكر فيما ستفعله هذا اليوم وقفت أمام الحديقة لتسعد برؤية تلك الأزهار المتفتحة لتقترب منها بمرح شديد و تقول: لقد أصبحت كبيرة و جميلة للغاية رسمت ابتسامة سعيدة على وجهها لفت انتباهها صوت الأعشاب التي صدرت عن خطوات شخص قريب منها رفعت رأسها لترى الوجه المبتسم الناظر إليها فزعت منه لكنها لم تستطع الهروب اعتدل في وقفته ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: لم أرك منذ فترة طويلة إيف نهضت لتبدأ بالركض حالما حانت لها الفرصة وصلت للطابق الثاني لتدخل إحدى الغرف الفارغة لتستند على الباب بإرهاق وضعت يديها على صدرها الهابط و المرتفع تصبب العرق من جبينها قالت في نفسها: من يكون هذا الشخص؟ لقد كان يحدق بي و أيضا تسلل إليّ طرق الباب من خلفها ليعود قلبها للنبض بسرعة من جديد ابتعدت عن الباب خطوات قليلة لتسمع صوت الطبيب القائل: إيف هل أنت بخير؟ اقتربت من الباب لتفتحه تعجب الطبيب الخوف البادي على وجهها ابتسم لها بمرح شديد ليقول: هيا بنا يجدر بنا لقاء ضيوفنا قالت إيف: أيجب عليّ ذلك حقا جدي؟ قال لها الطبيب: أجل فهم هنا اليوم من أجلك ستعودين معهم قريبا قالت إيف: لا أريد ذلك أبدا أريد البقاء هنا فأنا لا أعرفهم ابتسم لها ليخفف من خوفها الطاغي عليها غادرا الغرفة معا ليتوجها للحديقة هناك كانت عائلة هايلون تستمتع بالهواء العليل في هذا الوقت من النهار و منظر الحديقة الأخاذ أحيطت بسياج من أزهار ملونة جميلة تنشر أريجها في المكان أحاديثهم المرحة لم تتغير قالت إيفلين: يبدو أنهم يقضون وقتا عصيبا معها قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فمعرفتها بالطبيب و أهله يسهل الأمر عليها قال التؤامان: نحن متشوقان لمعرفة ماضيها حقا نريد سماع تلك القصة قال آرثر: أنا واثق بأن هذا هو الأمر الوحيد الذي أتى بكما لهنا قال التؤامان بمرح شديد: بالتأكيد فنحن نحب معرفة مثل هذه الأمور قالت والدتهما: إن حاولتما إزعاجها سوف تعاقبان حقا قال والدهما: نعرف بأنكما ستحاولان ذلك لذا احذرا جيد و إلا فالقادم أسوأ شعرا بالرعب يتملكهما من تهديد والديهما بتلك الطريقة القاتلة ضحكوا عليهما بمرح شديد كان الجميع في ذلك الجو مستمتعا بوقته عدا ويليام العبوس و الحزين كان والديه يراقبانه بهدوء ليتنهدا بقلق عليه قالت ليندا بهمس: هو هكذا منذ شفائه لا أعرف حقا ما الذي يحزنه هكذا قال سام بطريقة مماثلة: واثق بأنه حزين لعدم تذكر إيف لأي أحد قالت ليندا: لكنها لم تلتقيه بعد فلم كل هذا الوجوم؟ قال سام: هذا كل ما لديّ تنهدا مجددا ليحدقا بالشخصين اللذين غيرا الأجواء فور حضورهما تبسما لهم بمرح شديد ليقول الأول بمرح شديد: مرحبا جميعا منذ فترة طويلة جدا لم أركم هل اشتقتم إليّ؟ تبسمت تلك الوجوه لسؤاله بتلك الطريقة اللطيفة مرت فترة طويلة منذ آخر مرة رأوه فيها ليقول الثاني بنبرته اللطيفة: صباح الخير كيف حال الجميع اليوم؟ اقتربا من تلك الطاولة الشبه الخالية القريبة من المدخل ليجلسا عليها و يلقيا التحية على من كان فيها قال سام: يبدو أنكما نشيطين للغاية هذا اليوم قال توماس: أجل فهذه المرة الثانية التي أخرج فيها منذ وقت طويل و كنت قد بدأت أشعر بالملل فمارتن غير ممتع أبدا قال مارتن: أنا آسف لكوني غير ممتعا قالت ليندا: من الجيد رؤيتك بصحة جيدة مجددا توماس قال توماس: شكرا لك وجه ناظريه لويليام الذي بدا حاضرا بجسده و روحه في مكان مختلف حدق فيه لوقت طويل حتى انتبه له ويليام ليرسم ابتسامة خفيفة على وجهه ليقول: صباح الخير عمي توماس و مارتن قال مارتن: لماذا قدمته عليّ؟ أنا الأكبر كما تعلم قال توماس: أنا آسف لكنني حبيب الملايين قال مارتن: و إن يكن الأكبر يبقى دائما أولا قالت ليندا بمرح: لا داعي للشجار فهو وضعكما في المرتبة نفسها قال سام: حقا كم هو عمركما؟ تتصرفان كطفلين قال مارتن: لا أريد إخباركم سوف تظنون بأنني عجوز ضحكوا بمرح شديد قال لويس: ألم تخبرا ليو و مايك بالأمر؟ قال توماس: لقد كنا عندهما بالأمس و قمنا بإزعاجهما لديهما الكثير ليفعلاه هذا اليوم لذلك لم نقم بإخبارهما بالأمر قال والد فينوس: أعتقد بأنهما قد مرا بوقت عصيب جدا قالت آن: أشفق على ليزا و جوليا حقا ضحكوا بمرح شديد عليهما تحدثوا كثيرا كان هناك شخص يراقبهم من النافذة يحدق بكل تلك التعابير البسيطة و السعيدة على وجوه جميع الحاضرين وضع الطبيب يده على كتفه بهدوء التفت إليه ليرى ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول: هيا بنا إيف لنذهب لقد تركنا ضيوفنا ينتظرون كثيرا أعادت إيف ناظريها إليهم لتشعر بالخوف يتسلل إليها لم تشعر بالارتياح سارت خلفه بهدوء حتى وصلا للحديقة نظروا جميعا إلى الطبيب ليروا تلك الابتسامة تزين شفتيه ليقول لهم: صباح الخير أتمنى أنكم تقضون وقتا ممتعا تبسموا له جميعا ليردوا التحية عليه تنبهوا للشخص الواقف خلفه محاولا الاختباء عرفوه جميعا قالت فانتين بمرح: مرحبا إيف لم تجبها إيف حاولت الهرب لكن لويس وقف ليمنعها من ذلك ليقول لها: التقينا مجددا إيف تعابيرها الخائفة و المتوترة أضحكته كثيرا ليقول التؤامان: هذا غير عادل لم لا تعاقبون لويس أيضا؟ فهو يقوم بإزعاجها قال الوالد: أنتما مزعجان للغاية لذا محاولتكما فقط ستقتلكما بالتأكيد وضعا تلك التعابير المنزعجة على وجهيهما حركت إيف الكرسي لتجلس خلف الطبيب ليقول لهم: أرجو أن تعذروها فهي هكذا منذ وقت طويل قال مارتن: نعرف هذا جيدا فقد عشنا معها لفترة قال توماس: حقا أشعر بحزن شديد لعدم تذكرها لي من بين الجميع ضحكوا على تلك التعابير المدعية التي وضعها ليقول الطبيب: أتمنى بأنني لا أخذ من وقتكم الكثير قال والد لويس: لا أبدا فنحن متفرغون تماما قال الطبيب: حسنا بداية أعرف عن نفسي أنا ألفريد رويس كنت أحد أفراد منظمة ديمتري روبنسون هناك التقيت بإيف لم يندهش من تلك التعابير المصدومة على وجوهم لتقول كاثرين: منظمة ديمتري روبنسون؟ أليست المنظمة التي قامت بالعديد من التجارب السيئة؟ قال زوجها: أجل أعتقد ذلك لكن ماذا تفعل إيف هناك؟ قال الطبيب بعد نظراته الصامتة لها: أتمنى بأن تخبرينا بذلك إيف هزت رأسها نافية ذلك لا تريد تذكر ماضي أرادت نسيانه كثيرا ليبتسم و يقول عنها: إيف أو المعروفة بذكاء الكون كانت تعمل هناك على تطوير الكثير من الاختراعات و إعداد التجارب لقد كانت حجر أساس تلك المنظمة لا شيء يتم أو ينتهي دون أن تنظر فيه لا أعرف الكثير عنها لكننا بقينا معا فترة طويلة و اختفت بعدما دمرت تلك المنظمة و لم أعرف عنها أي شيء رؤيتها بعد كل هذه الفترة و لم يتغير أي شيء فيها صدمني حقا كنت أود سؤالها لكنها فاقدة لكل تلك الذكريات كما لو أن الزمن عاد بها لفترة بعد مغادرتها المنظمة قال لويس: كم كان عمرها في ذلك الوقت؟ قال الطبيب: إن تذكرت جيدا كانت في عقدها العاشر أو الثامن حل الصمت المكان و هم يفكرون بالأمر حتى قال التؤامان بصدمة: ماذا؟ هذا مستحيل للغاية نحن لم نستطع قراءة مجلدا عن التعاويذ في ذلك الوقت بدأ الجميع يفكر في ذلك الموضوع و عن مدى ذكائها حتى أوقف تفكيرهم ذلك الصوت القائل: إيف ابنة العالمة روث وارس وراثيا فهي ليست بشخص عادي أبدا توفيت بعد إنجابها بأسبوع تربت في ميتم روبنسون حيث قام باستغلالها حاولت الكثير من العائلات فعل المثل لكن عائلة هايلون أوقفت ذلك بتبينها أليس كذلك عزيزتي إيف؟ نظر الجميع للرجل الواقف أمام إيف المصدومة من رؤية هذا الرجل شعرت بنبضات قلبها تغير مجرى الهواء من حولها لم تعجبه النظرات التي رمقته بها وجه أنظاره لتوماس الذي وقف بصدمة بالغة لرؤية ذلك الرجل نظر مارتن إليه باستغراب ليقول: أتعرف هذا الرجل من قبل توماس؟ تغيرت تلك التعابير على وجهه لأخرى غاضبة منزعجة تود قتله ضحك بهدوء ليقول و يرسم ابتسامة خبيثة: لم أرك منذ فترة طويلة جدا توماس هل تستمتع بحياتك الآن؟ نهضت إيف لينظر إليها بشيء من الانزعاج تحركت شفتيها المترددة لتنطق بتلك الكلمات المرتعبة قائلة: ماذا تفعل هنا أليكساندر؟ ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: أتيت للزيارة بعدما عرفت بما جرى لك حبيبتي و ماذا قد يجعلني آت لهذا المنزل؟ نظر للطبيب بتلك النظرات التي تنزل بمستواه للحضيض لم يهتم الطبيب بتلك النظرات الموجهة إليه قال والد فينوس: هلا عرفتنا بنفسك رجاء؟ قال توماس: لا داعي لذلك فهو سيغادر هذا المكان فورا قال أليكساندر: لا أعتقد بأنك من يحدد ذلك توماس انزعج توماس ليبدل الأجواء المحيطة به قال لويس: اهدأ قليلا توماس فهذا لن يجدي نفعا نظر أليكساندر إليه ليحاول تحديد هوية هذا الشخص تحركت إيف لتطلب بهدوء من ذلك الشخص اللحاق بها ليفعل بابتسامة سعيدة كانت إيف تريد الابتعاد عن الحديقة الخلفية و عن المنزل رأتها إحدى الخادمات تقف بالقرب من باب المنزل لتقول لها: أأنت ذاهبة إلى مكان ما آنسة هايلون؟ قالت إيف بابتسامة واهنة: لن أتأخر في العودة رجاء أخبري جدي بذلك قالت الخادمة: حسنا لكن من السيد الذي معك؟ قالت إيف: سأغادر الآن تعجبت الخادمة تصرفها ذلك أغلقت إيف الباب بهدوء لترى أليكساندر يقف هناك يحدق بالسماء أبعدت عينيها عنه لتسير أمامه غادرت منطقة المنزل ليقف و يقول لها ليجبرها على الوقوف: إلى متى تريدين السير؟ بل إلى أين تريدين الذهاب؟ توقفت عن المسير لتنزل برأسها بصمت شديد ذلك الصمت زاد برودة هواء الخريف سار عدة خطوات ليقترب منها وقف أمامهما ليصدم من تلك الدموع التي تساقطت بانتظام من عينيها الغارقتين بها حدق في ذلك الوجه كثيرا اشتاق لرؤيته عن كثب هكذا حاول مسح تلك الدموعها لكنها ابتعدت عنه لتقول بصوتها الباكي: لماذا أنت هنا؟ لماذا؟ ماذا تفعل بقدومك؟ أريد أن أعرف أخبرني اعتدل في وقفته لينظر إليها تحاول نفض تلك الأحزان عن قلبها و الدموع عن عينيها قال أليكساندر: ألا تريدين العودة إليّ؟ لقد تركتني لمرات كثيرة لكنني لم أعد أتحمل ذلك إيف نظرت إليه لترى غيوم الحزن تحوم حوله لحقت بعينيه الصاعدتان للسماء تلك العادة لم تفارقه اقتربت منه بخطواتها الصغيرة لتمد ذراعيها النحيلتين لتطوقه بها أنزل رأسه إليها ليراها تعانقه محاولة تدفئة المشاعر الباردة في صدره ليضع يده على رأسها ليقول لها: أأعد هذه إجابة إيف؟ يبدو أنني مكروه للغاية قالت إيف: لماذا دائما تفهم الأشياء معكوسة؟ لذلك لم تستطع النجاح في تجاربك ارتسمت ابتسامة على وجهه رفعت وجهها المحمر بتلك الابتسامة الجذابة ليقول لها: فقدانك لذكرياتك و عودتك لهذا العمر يعني أمرا واحد فقط قمت بتعطيل تلك اللعنة أليس كذلك؟ قالت إيف: لعنة؟ عن أي شيء تتحدث؟ قال أليكساندر: أنت لا تتذكرين حقا حسنا سوف أعطيك هذه الهدية بمناسبة إيجادك لشخص تحبينه حقا أخيرا بالرغم من أنك ستكرهيني كثيرا بعد ذلك لكن في النهاية هي ذكرياتك قالت إيف: أنا واثقة بأنني لن أفعل أليكس مهما فعلت فأنت أول شخص حرك قلبي النائم نظر لابتسامتها المشرقة ليبادلها الابتسامة ابتعد عنها قليلا خلع قفازه ليضع يده على رأسها تكونت حوله غمامة زرقاء فاتحة شعرت إيف بقواها تضعف شيئا فشيئا عند الآخرين في الحديقة قالت آن: ما قصة ذلك الرجل؟ يأتي و يرحل كيفما يشاء قال الطبيب: لا تهتمي لأمره كثيرا فهو هكذا دائما لا أعرف حقا ما الذي يعجبها فيه قال التؤامان: أهي معجبة بهذا الرجل المتوحش؟ قالت إيفلين: ربما هو يخفي شخصيته خلف ذلك القناع قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فقد كان ينوي قتل العم توماس بالفعل قال مارتن: حقا لم تخبرني من قبل بأنك تعرفه شخصيا قال توماس بانزعاج و هو مكتف ذراعيه عند صدره مغمضا عينيه: دعونا لا نتحدث عنه مجرد ذكر اسمه يصيبني بالغثيان قال سام: لم أتوقع يوما ملاقاته شخصيا قال فانتين: أليس من الخطر تركهما معا؟ قال الطبيب: لا أبدا بالرغم من شخصيته السيئة و تصرفاته إلا أنه يحب إيف كثيرا تقدم لخطبتها أربع مرات إن لم أنسى رفضته عائلة هايلون كثيرا لكنه لم يكف عن ذلك قالت إليسيا: أربع مرات؟ هذا كثير جدا قالت آن: كنت أفكر بقول هذا أيضا قال الطبيب: لا أحد عداهما يعرف ماضيهما قال مارتن: يبدو أنهما مقربان جدا انزعج توماس من كلمات شقيقه الذي رسم ابتسامة ظريفة على شفتيه تحدثوا بعيدا عن ذلك الموضوع استمتعوا بوقتهم هناك بعد تلك الأجواء الخانقة قبيل الظهيرة بساعتين و نصف قرروا المغادرة ودعهم الطبيب و سعد بزيارتهم كثيرا عادوا لمنازلهم عند الطبيب القلق من تأخر إيف حدق بالساعة للمرة الرابعة نظر للباب الذي طرق ليقول: ماذا هناك؟ فتح الباب لتطل إيف برأسها من خلف الباب و تلك التعابير المتأسفة على وجهها دخلت لتغلق الباب خلفها بهدوء تقدمت منه و هي منزلة رأسها اقتربت منه لتجلس على الكرسي القريب منه و تقول: آسفة لتأخري هكذا ابتسم لها بمرح ليبعد عنها التوتر و القلق ليقول: لا عليك ماذا حدث معك؟ قالت إيف: لقد كنا نتحدث عما جرى ثم أعاد لي ذكرياتي نظر إليها باندهاش ليسعد لأجلها أخبرته بالتفاصيل عن حياتها بعدما تركته قضت يومها الأخير هناك لتستعد للمغادرة في صباح اليوم التالي حزن أهل المنزل لسماع ذلك لكنهم سعدوا بعودة ذكرياتها إليها قضت ليلة دافئة برفقتهم في الصباح الباكر أثناء توديعها للطبيب و أسرته سالت دموعها ليطلبوا منها الابتسام صعدت السيارة التي ستوصلها لمنزلها الذي فارقته كثيرا رؤيتها لبوابة المنزل أسعدتها كثيرا حملت حقيبتها الثقيلة نوعا ما ليقول السائق: أرجو أن تسمحي لي بحملها عنك يا آنسة قالت إيف: لا أريد أن أتعبك أكثر أتمنى أن تصل للمنزل سالما ابتسم لها بمرح شديد لينحني لها صعد السيارة ليقودها مغادرا المكان حملت تلك الحقيبة لتفقد توازنها تماسكت بالرغم من ثقل وزنها سارت ببطء في اتجاه باب المنزل لتصل أخيرا و تضع الحقيبة أرضا التقطت أنفاسها بهدوء لتعتدل في وقفتها قرعت الجرس مرات كثيرة متتالية أزعج من في داخل المنزل كان التؤامان ينزلان الدرج يريدان معرفة من المزعج الذي يفعل هذا رأيا كبير الخدم يسرع في اتجاه الباب الذي يكاد أن يتعطل جرسه فتح الباب بتلك العصبية ليدهش من الشخص الذي وقف هناك بابتسامة بريئة تبدد الغضب الذي تملكه ليقول: أهلا بعودتك للمنزل يا آنسة قالت إيف: سعيدة برؤيتك مجددا ألبرت ابتسم لها بمرح شديد رأى الحقيبة التي خلفها ليحملها عنها سمع صوت مارتن القائل: من هناك ألبرت؟ ظهرت إيف من خلفه بابتسامتها المعتادة ليدهشا من ذلك فهما لم يعرفا بقدومها ركضت في اتجاههما لتعانق توماس بمرح شديد ليبتسم لها بسعادة مفرطة ضرب جبينها بسبابته تألمت لتنظر إليه بعينين حزينتين لتقول: هذا مؤلم للغاية لم فعلت ذلك؟ قال توماس: هذا لأنك لا تستمعين إليّ أبدا و جعلتني أقلق كثيرا و نسيتني أيضا الأخيرة لا تغتفر أبدا أخرجت لسانها بمرح ليبتسم لتصرفها الطفولي وجهت نظرها لمارتن الذي كان يحدق بها لفترة طويلة ليبتسم لها و يقول: أهلا بعودتك للمنزل إيف عانقته بمرح شديد ليبادلها العناق بلطف نظرت لتوماس الذي بدأ يشعر بالغيرة لتضحك بمرح شديد و تزيد من عناقها له لتقول: أنت لا تمانع ذلك أليس كذلك توماس؟ قال توماس: بلى أمانع ذلك و بشدة أيضا قالت إيف: هكذا إذا توقعت ذلك قال توماس: إذا لماذا تزالين متعلقة به؟ قالت إيف بمرح شديد: لأنني أحبه كثيرا شعرت ببراكين غيرته تنفجر لتضحك بمرح شديد و تبتعد عن مارتن الذي كان يحدق بها تصرفاتها الطفولية المرحة تضفي طابعا مختلفا للمنزل طاردها توماس للسخرية منه ليبتسم لهما بمرح شديد ثم يقول: هل أنتما طفلين أم ماذا؟ قالت إيف: عمري ثمانية عشرة عقدا فقط لذا أنا طفلة بالتأكيد قال مارتن: هي محقة لكنك لست طفلا بالتأكيد توماس قال توماس بانزعاج: أتقصد بأنني كبير في السن؟ قال مارتن: هذه هي الحقيقة المرة لذا لا تنزعج ضحكت إيف بمرح شديد على تعابيره الغاضبة نظرا إليها بتلك الابتسامة السعيدة لسماع تلك الضحكات تدوي في المكان من جديد توقفت عن الضحك لتبتسم بمرح شديد انقضى اليوم و السعادة تملأ المنزل مضت أيام هادئة حتى صباح اليوم التالي كانت إيف تتناول الإفطار معهما و القصص لا تنتهي ابتسم التؤامان لها بمرح شديد انتبهآ لهدوئها ليحدقا بها نظرت لهما لتبتسم و تقول: سأذهب لزيارة أصدقائي بعد وقت قصير لذا لا تنتظرا عودتي مبكرا قال توماس: إلى أين ستذهبين؟ قالت إيف: سأذهب لمنزل عائلة هايلون و منزل ليو و منزل مايك و منزل جاي ابتسمت بمرح شديد لتصعد لغرفتها و هي تهمهم بلحن أغنية تحبها كثيرا وصلت للغرفة لتجلس على السرير بهدوء نظرت لأرضية الغرفة لترى الختم قد تم محيه لتسعد لذلك في الأسفل قال توماس: لقد أرهقتني هذه الفتاة كثيرا قال مارتن: هذا دليل على تقدم عمرك نظر توماس إليه ليبتسم لاحقا عادا لأعمالهما في غرفتيهما في منزل جاي الذي استيقظ منذ وقت قصير يتحدث مع لوسي المتعبة من عملها المتواصل و الاعتناء بفتياتها الثلاث ليقول جاي: بإمكانك الذهاب للارتياح سأبقى برفقتهن قالت لوسي: أليس عليك الذهاب لعملك هذا اليوم؟ قال جاي بابتسامة لطيفة: لا لذا لا تقلقي ابتسمت له بمرح شديد وضعت يدها على فمها المتثاءب نهضت من الأريكة بهدوء لتصل للباب تفاجأت من طرقه لتفتحه انحنت لها الخادمة بهدوء لتقول: هناك شخص يريد لقاؤكما نظر جاي للساعة الفضية التي أحاطت معصمه ليراها الثامنة و النصف صباحا تعجب ذلك ليطلب من الخادمة البقاء برفقة الفتيات بينما يتفقدا الأمر ذهبا لغرفة الضيوف طرق جاي الباب قبل فتحه ليدخل و يدهش من الشخص الذي وقف هناك بتلك الابتسامة التي تزين وجهه ليقول بمرح: أتمنى بأنني لا أزعجكما عانقتها لوسي بمرح شديد لتقول: أهلا بك إيف لا أصدق بأنني أراك مجددا قالت إيف: أنا أيضا سعيدة برؤيتك قال جاي: لقد أفزعتني حقا لم الزيارة المفاجئة؟ قالت إيف و هي تدعي الحزن: إذا يبدو أنني أزعجكما في النهاية تنهدت بهدوء لتقول لوسي: لا على العكس تماما سعيدان لرؤيتك حقا نظرت لجاي بهدوء ليبتسم بمرح شديد لها تحدثت معهما قليلا لتعتذر لوسي للمغادرة لأخذ قسط من الراحة بقت إيف مع جاي لفترة قصيرة لتعنتي بالفتيات اللاتي كن سعيدات بوجودها بقربهن ليقول جاي: حقا إن الأطفال يحبونك كثيرا قالت إيف: أظن ذلك أيضا قال جاي: من الجيد أنك تخلصت من توترك من مقابلة الآخرين قالت إيف بعد ضحكة مرحة: أتظن ذلك حقا؟ ابتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل ساد الجو الهدوء بعد ذلك تعجب جاي التعابير التي وضعتها على وجهها و هي تشاهد التوائم بتلك الابتسامة الحزينة ليقول في نفسه: ربما تذكرت ليليان فهي لم تستطع البقاء بقربها في النهاية وضع يده على رأسها لتنظر إليه باستغراب تلك الابتسامة اللطيفة التي وضعها على وجهه عرفت السبب وراء التصرف المفاجئ الذي أخرجها من شرودها و حزنها لتبتسم بمرح و تقول: أتمنى لو باستطاعتي البقاء معكم لمدة أطول لكن لديّ الكثير لأفعله لذا أراكم لاحقا ابتسم لها بمرح شديد و قال: حسنا لكن لا توقفي قلوبنا في المرة القادمة ضحكت بمرح شديد لتغادر منزله أطلقت تنهيدة عميقة لتحدق بالسماء الجميلة أكملت سيرها لعنوان المنزل التالي توقفت في طريقها على صوت شخص يناديها من الرصيف المقابل التفتت إليه بتلك التعابير المتعجبة لتتبدل لأخرى لطيفة فور معرفة هوية ذلك الشخص الذي قطع الشارع مع مرافقه وصلا إليها ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: صباح الخير عمتي إيف قالت إيف بمرح شديد: صباح الخير ويليام التفتت للشاب الذي كان معه انحنى لها و قال: صباح الخير آنسة هايلون قالت إيف: لا داعي لهذه الرسمية نادني إيف و حسب قال ويليام: ماذا تفعلين هنا؟ قالت إيف: فكرت في التسكع قليلا ضحكوا بمرح شديد لتقول: هيا أسرعا و إلا ستتأخران عن المدرسة أكملا السير بعد توديعها بتلك التلويحة تبدل ذلك الحزن الذي شعرت به لرؤية ويليام لتبتسم بسعادة و تكمل طريقها عند توماس الذي كان مشغولا بقراءة شيء ما الصمت يجوب في الغرفة محيطا به طرق الباب ليفر ذلك الصمت دخل مارتن لتتوسع حدقتا عينيه لرؤية كل تلك الكتب على أرضية الغرفة و الطاولة و بعضها متناثر على السرير حتى خلف الباب مجموعة متراصة من الكتب القديمة ليقول له: ما كل هذا توماس؟ أتخطط للقيام بمسابقة ثقافية؟ ضحك توماس بمرح شديد لتتحول ملامحه للجدية و يقول: اسخر كما تشاء لست متفرغا الآن قال مارتن: ماذا تفعل بكل هذه الكتب؟ قال توماس: هناك شيء ما يزعجني و أريد التحقق منه قال مارتن: ما هو؟ أخذ نفسا عميقا ثم زفره ليحدق بمارتن و يقول: أخشى أن تفعل إيف شيئا آخر هل حقا تعطليها لتلك اللعنة بتلك السهولة؟ مجرد التفكير في الأمر يؤرقني حقا قال مارتن: لا تقلق فهي لن تفعل شيئا كهذا مجددا قال توماس: و كيف تضمن ذلك؟ نتحدث عن إيف هنا تفعل أي شيء دون الاهتمام بأراء الآخرين قال مارتن: أعرف ذلك جيدا لكن علينا الثقة بها توماس تنهد توماس ليقول: و إن يكن أرغب في فعل ذلك لأشعر بالاطمئان ابتسم له مارتن و قال: حسنا كما تشاء سأتأكد من إخبارها حينما تعود غادر الغرفة لتمحى تلك الابتسامة من على وجهه و يقول في نفسه: إذا لم أكن الوحيد القلق بشأنها هاه؟ بالتأكيد و ماذا قد أتوقع من أخي؟ فهو يحبها في النهاية ابتسم بمرح شديد عاد لغرفته ليكمل بحوثه هو الآخر قبل غروب الشمس بوقت قصير وصلت إيف لمنزل عائلة هايلون لترسم الابتسامة على وجهها استقبلتها كبيرة الخدم و أرشدتها لحيث تجتمع أفراد العائلة في الحديقة الجميلة أخذت نفسا عميقا لتزفره دخلت الحديقة لتقول بمرح شديد: مساء الخير جميعا تفاجؤوا من قدومها لكن استقبالهم كان حافلا حقا سعد الجميع برؤيتها جلست بالقرب من ويليام الذي طلب إليها ذلك ليحتكر الحديث إليها بمرح شديد قالت كاثرين: يبدو أن ويليام الوحيد المفضل لديك إيف قالت إيف: هل يبدو الأمر كذلك؟ قال التؤامان: أجل هذا ما يبدو عليه الأمر و نحن لا تهتمين بنا أبدا قالت إيف: ربما لأنكما....مزعجين قليلا قالا معا: ماذا؟ حتى أنت عمة إيف ضحكت بمرح على التعابير التي وضعاها على وجهيهما كما فعل الجميع لتقول لاحقا: صحيح سمعت بأنكما مهتمين بالأمور الغريبة قال أليكس: ألديك شيء كهذا؟ قالت إيف: أجل لذا عندما تتفرغان تعالا لمنزلي أخرجا هاتفيهما ليتأكدا من أي ارتباط لديهما بالغد لتبتسم لهما بمرح شديد لتقول والدتهما: أواثقة مما تفعلين إيف؟ أخشى عليك منهما قال والده: حقا لدي شعور سيء حال هذا قالت إيف: لا عليكما أعرف بأنهما لن يفعلا أي شيء سيء ثم أنه حقا لا يوجد شخص بإمكانه فعل ذلك سواهما نظر الجميع للتؤامين اللذين تحمسا أكثر مع كل هذا المديح ضحكوا عليهما بمرح شديد ليقول ويليام: إذا أود القدوم أيضا قال أليس: ألم تسمع ما قالته؟ إنه عمل لنا فقط قال سام: و ما هو هذا الأمر؟ بدأت أشعر بالفضول قال لويس: أنا أيضا فقد بدأت أشعر بالملل في المنزل قالت إليسيا بمرح: هذا لأنه لم يجد يفعله ليومين فقط قالت والدة سام: لقد كان شكله مضحك و هو يفعل الكثير من الأشياء في المنزل قال جد لويس: لقد قام بتدليك كتفي منذ يومين قالت والدة لويس: قام بمساعدتي في إعداد الطعام يوم أمس قال لويس: حقا أشعر بفراغ كبير ابتسمت إيف بمرح لتقول: أود أخذ الجميع لهناك أيضا لكن لا أستطيع كما أنهما الوحيدين القادرين على ذلك قال جيرالد: كنت أود الانضمام أيضا لكن لا مكان لي هناك قال أليكس: أخيرا شيء لا يستطيع أحد القيام به عدانا قال أليس: أشعر بالسعادة يبدو أنني لن أستطيع النوم هذه الليلة قال زوج كاثرين: إلى هذه الدرجة أنتما متحمسان؟ قالا معا بمرح: أجل تبدلت التعابير التي علت وجوه الجميع تناولوا جميع أنواع الأحاديث استمتعوا بوقتهم كثيرا إيف اكتفت بالنظر و الاستماع إليهم مداخلتها كانت قليلة كما لو أنها أرادت حفظ ذلك في ذاكرتها اعتذرت للعودة للمنزل قبل مغادرتها المنزل وقفت أمام الباب تتحدث مع ويليام الذي لحق بها ليقاطع حديثهما صوت لويس القائل: أليس من الخطر ذهابك وحدك لذلك المكان؟ سأرافقك قال ويليام: هذا ليس عدلا أردت فعل ذلك قال لويس: سيقلق والديك عليك لذا من الأفضل أن تبقى هنا قالت إيف: لا تقلقا كليكما سأكون بخير ليس كما لو أن المكان جديد عليّ قال لويس: ربما لكن لن أدعك تذهبين وحدك قالت إيف: أنت عنيد كمارتن تماما ضحك بمرح شديد ليغادر برفقتها لم يتحدثا لفترة طويلة ليكسر لويس حاجز الصمت بقوله: ما الأمر الذي يستطيع التؤامين فقط فعله؟ قالت إيف بمرح: إنه سر و لن أخبرك به قال لويس: أشعر بأن هناك شيئا ما خلف ذلك أتمنى بأن تخبريني بأن ذلك مجرد شعور خاطئ قالت إيف: أجل إنه مجرد شعور خاطئ يبدو أن الجميع يعاملني كطفلة ضحك بمرح شديد على التعابير الحزينة التي وضعتها ليربت على شعرها بحنان و يقول: لأنك مهمة بالنسبة إلينا و لا نريد أن نخسرك ثم أنك طفلة حقا نفخت وجنتيها بانزعاج شديد ليضحك من جديد لتفعل كذلك هي الآخرى وصلا لمنزلها رحب بها ألبرت القلق لتأخرها في عودتها لتقول: هل توماس نائم؟ أعتقد أنني سوف أوبخ طيلة الليل ضحك لويس بمرح شديد ليقول ألبرت: لا تقلقي فقد اتصل به السيد آرثر و أخبره بأنك ستتأخرين لبعض الوقت قالت إيف: حقا؟ هذا جيد قال لويس: حسنا مهمتي قد انتهت سأعود للمنزل و أراك لاحقا إيف ابتسم لها بمرح شديد لتتبدل تلك الابتسامة فور شعوره بهالة توماس المخيفة القادمة من خلفه ليلتفت له بارتباك و يقول: مساء الخير توماس كيف حالك؟ يبدو أنك بخير جدا قالت إيف: توماس؟ ماذا تفعل هنا؟ لقد أفزعتني حقا قال توماس: ها قد عدت أخيرا إيف اعتقدت بأنك ستبيقين للصباح هناك قالت إيف: لا تكن هكذا لقد ذهبت لزيارة العائلة و حسب قال توماس: أدرك ذلك لكنك وعدت بالعودة قبل هذا الوقت قالت إيف: أنا آسفة لقد تحمست قليلا فقط قال لويس: سوف أغادر الآن لذا أراكما لاحقا قال توماس: شكرا لإيصالها أتمنى بأنها لم تقم بإزعاجك قال لويس: لا لم تقم بذلك عمتما مساء غادر لويس المنزل ليزفر بارتياح سار في اتجاه البوابة الكبيرة ابتسم بلطف و قال في نفسه: اعتقدت بأنه سيقتلني يا إلهي إن غيرته مخيفة للغاية عاد لمنزله ليستلقي على سريره و ينام في الصباح الباكر استيقظ التؤامان و الحماس يكاد يقتلهما كانا يسيران في الممر و هما يخمنان ما قد يكون الأمر الذي تريده إيف منهما التقيا بفانتين التي ابتسمت لهما بمرح شديد و قالت: أشك في أنكما قد نمتما جيدا فاستيقاظكما في مثل هذا الوقت مريب حقا ابتسما لها بمرح شديد ليقولا: نحن لم نم حتى ضحكت فانتين بمرح شديد لتكمل طريقها لغرفتها نزلا الدرجات ليريا والديهما يقفان هناك بتلك النظرات الحازمة لتقول الوالدة: سأخبركما بهذا للمرة الأخيرة إياكما و فعل شيء سيء قال أليكس: حقا يا أمي نحن لم نعد طفلين قالت الوالدة: أدرك ذلك لذلك أخبركما قال الوالد: عليكما الاستماع لوالدتكما و احذرا جيدا قال أليس: ليس كما لو أنها ستقوم بشيء سيء لنا قال الوالد: الحذر واجب لذا انتبها لنفسيكما جيدا أطلقا تنهيدة ارتياح في وقت واحد ليحدقا في بعضهما و يبتسما بمرح شديد لتقول الوالدة: أخيرا سأستطيع النوم قال الوالد: أجل أشعر بالنعاس قال التؤامين معا باستغراب: أكنتما تراقبانا طوال الوقت؟ ضحك الوالدان بمرح شديد على التعابير التي وضعاها على وجهيهما ليصعدا الدرجات دون الإجابة عليهما سارا في الممر المؤدي لغرفتهما بصمت حتى أطلقت الوالدة تنهيدة صغيرة لتقول:ما زلت لا أشعر بالارتياح ربما يجدر بنا الذهاب معهما قال الوالد:أنا أشعر مثلك أيضا لكن ما بيدنا فعل شيء قالت الوالدة: نظراتها تلك كانت غامضة للغاية أتمنى بأنها تكون مجرد أفكار سيئة توقفا على صوت لويس القائل: أنتما أيضا تظنان ذلك؟ التفتا إليه ليرى تلك الابتسامة على وجهه قال الوالد: ماذا تقصد بكلامك لويس؟ قال لويس و هو يقترب منهما: أنا لست واثقا من ذلك بعد لكنني أعتقد بأن شيئا ما غريبا يحدث معها قالت الوالدة: لم أفهم ما تقصده قال لويس: كما لو أن شيئا آخر يتحكم بها تصرفاتها كانت مريبة بعض الشيء بالإضافة قدمت لمنزلنا من دون موعد مسبق كما فعلت مع الآخرين لذا أعتقد بأنها تقوم بشيء ما قال الوالد: لم لم تقل شيئا مسبقا؟ هذا يعني بأنهما سيكونان في خطر تحرك الوالد في اتجاه الدرجات و القلق يكاد يفجر قلبه كما تقلبت التعابير على وجه الوالدة ليقول لويس: علينا ترك الأمور تأخذ مجراها فنحن حتى الآن لسنا واثقين مما يجري قالت الوالدة: لن أتركهما يخوضان شيئا كهذا و نحن لا نعرف ما مصيره سوف أذهب خلفهما بالتأكيد سارت خلف الوالد ليتعقبا ولديهما تنهد لويس ليقول في نفسه: ربما ما كان يجدر بي إخبارهما بهذا التفتت ليصعد الدرجات للطابق الثاني ذاهبا لغرفته عند مارتن الذي كان ينزل الدرج و هو يضع يده على فمه المتثاءب انتبه لتوماس الذي يسير و هو نصف نائم ليبتسم بمرح شديد و يسرع الخطى ليقترب منه و يقول: صباح الخير توماس قال توماس: صباح الخير قال مارتن: يبدو أنك لم تنم ليلة أمس قال توماس: لا لم أفعل بسبب شخص معين ضحك بمرح شديد فهو عرف المقصود ذهبا لغرفة الطعام ليجلسا في مكانيهما قال ألبرت: لقد طلبت الآنسة أن أخبركما بأنها قد تناولت إفطارها سابقا لذا لا تنتظراها قال توماس: لم؟ قال ألبرت: لا أعرف حقا لكنها غادرت المنزل منذ فترة طويلة قال مارتن: هذه الفتاة سوف تصيبيني بالجنون ألم تخبرك عن وجهتها؟ قال ألبرت: لا لكن أذكر بأنها كانت تحمل معطفا مطريا و حقيبة قماشية صغيرة حمراء اللون قال توماس: الجو صحو في الخارج لم المعطف المطري؟ هذه الفتاة غريبة أطوار حقا قال مارتن: ما الذي تقوله عن مخطوبتك توماس؟ سوف تحزن كثيرا لو سمعتك تقول هذا قال توماس و هو يتثاءب بشدة: لن تفعل تحب سماع ذلك كثيرا كما لو أنه مديح لها قال مارتن: تناول طعامك و اذهب للنوم سيكون ذلك أفضل تبدو متعبا للغاية لم يسمع إجابة من توماس ليرفع رأسه ليرسم ابتسامة ظريفة على شفتيه كان توماس واضعا رأسه على راحة كفه نائما بالفعل تبادل الأنظار مع ألبرت الذي ابتسم بمرح انتهى مارتن من تناول الإفطار ليوقظ توماس ليذهب لغرفته تحدث مع ألبرت في بضع أمور حتى رنين جرس المنزل علت الحيرة وجهيهما ليذهب ألبرت و يفتح الباب تفاجأ كثيرا من رؤية والديّ تؤامي هايلون مع تعابير القلق التي علت وجهيهما بالإضافة لروي الذي لم يغير تعابيره الهادئة ليسمح لهم بالدخول تفاجأ مارتن ذلك ليقول: صباح الخير جميعا قال روي: صباح الخير مارتن قال مارتن: ما سر هذه الزيارة المفاجئة؟ يبدو أن السيدان لديهما موضوع مهم قالت والدة التؤامين: أين هي إيف مارتن؟ تعجب مارتن سؤالها عنها بتلك النبرة التي تحمل قليل من الغضب ليقول: أحدث شيء ما سيدة لورنس؟ قال والد التؤامين: أفهم من كلامك بأنك لا تعرف شيئا قال مارتن باستغراب أشد: عن ماذا؟ قال ألبرت: رجاء تفضلوا بالجلوس أولا أخذهم لغرفة الضيوف و أحضر لهم كوب شاي بالنعناع لترشف الوالدة منه رشفة لتشعر بالارتياح يسكنها ليقول مارتن: هلا أخبرتموني ما يجري؟ أشعر بالضياع حقا قال والد التؤامين: لقد حضرت إيف بالأمس لمنزلنا و طلبت من التؤامين القدوم لرؤيتها في المنزل لأجل مهمة ما قال مارتن: ماذا؟ لم قد تفعل هذا؟ قال الوالد: لقد قالت بأنه أمر لا يستطيع أحد القيام به سواهما فكر مارتن بأمر كهذا لفترة من الوقت الذي مر كما لو أنه ساعات طوال توقف عن التفكير حالما نظر لروي الذي كان يحدق بلوحة ما في الغرفة ليقول: لم أتيت أنت روي؟ صمت روي في البداية ليحدق الجميع به شعر بالضغط تحت أنظارهم المنتظرة إجابته ليتنهد و يقول: لقد طلب إليّ ذلك قال مارتن: حسنا و ما هو السبب؟ أمتعلق بإيف أيضا؟ قال روي: أجل قال مارتن: حقا إن هناك أمرا غريبا يجري هذا اليوم قالت الوالدة: ألا تعرف إلى أين ذهبت؟ قال مارتن: للأسف لا فقد استيقظت و اكتشفت غيابها لقد قال ألبرت بأنها غادرت قبل شروق الشمس تحمل معطفا مطريا تعجب الجميع ذلك لف الصمت المكان الجميع مشغول بالتفكير بكل هذه المعطيات الغامضة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: كيف حالكم؟ أتمنى بأنكم بخير و صحة و عافية كيف كان هذا الفصل ؟ أتمنى أنه قد نال إعجابكم في أمان الله أحبتي. [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] |
#29
| ||
| ||
ابدااااع يا عيينيي ابداع
|
#30
| ||
| ||
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_06_16146473966268821.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] [ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] تعجب الجميع ذلك لف الصمت المكان الجميع مشغول بالتفكير بكل هذه المعطيات الغامضة في أجواء أخرى رطبة مظلمة وقف التؤامان يحاولان معرفة المكان الذي أتيا إليه فجأة قال أليس: كيف جئنا إلى هذا المكان؟ قال أليكس: أنا مثلك أيضا لا أعلم التفتا للضوء الذي بدأ بالاقتراب منهما شيئا فشيئا حتى ظهر الشخص الذي يحمل فانوسا قديما بيده كان يرتدي معطفا رماديا داكنا مع قبعة تغطي وجهه اقترب منهما و تعابير الاستنكار على وجهيهما رفع القبعة لتظهر ملامحه المبتسمة لهما بمرح شديد ليقول: صباح الخير أليكس و أليس قالا معا بمرح شديد: صباح الخير عمتي إيف ابتسمت لهما بمرح شديد لتقول: آسفة يبدو أنني جلبتكما في المكان الخاطئ قال أليكس: إذا أنت السر وراء اختفائنا قال أليس: اعتقدت بأن الفضائيين قاموا باختطافنا ضحكوا بمرح شديد ليقول أليس: إذا أين نحن الآن؟ قالت إيف: داخل كهف في مدينة أخرى نظرا إليها باستغراب لتبتسم لهما بمرح شديد بدأت بالسير ليسيرا خلفها و هما يراقبان المكان من حولهما حتى وصلوا لدرج حجري قديم جدا نقش على الحائط بعض النقوش الغريبة كما لو أنها كتابة ما قال أليكس: هذه الكتابات تعود لحقبة لا أعتقد بأن جدينا كانا يعيشان فيه ضحكت إيف بمرح شديد ليقول أليس: حقا هذا غريب لم أشاهد مثله إلا في الكتب قرب أليكس الفانوس من تلك الكتابات ليحاولا قراءتها كانت إيف فقط تراقب بصمت حتى قالا معا: إنها تتحدث عن إعادة روح ما و قتل أخرى و استبدال الأجساد نظرا لإيف باستغراب واضح على وجهيهما الغموض يزداد خلف ذلك القناع المبتسم الخاص بها نزلت الدرجات ليفعلا أيضا خطواتها الصغيرة تسير بسرعة شعر التؤامين بأنهما يتسابقان مع فهد سريع يحاول الانقضاض على فريسته طال بهم الدرج الذي كان على شكل حلزوني كان أليكس يقرأ تلك الكتابات التي نقشت على الجدران ليستوقفه رسم غريب شخص ينزل الدرجات وضع قدمه على درج فيه نقش مختلف عن البقية أسهم تراشقت عليه فأردته قتيلا حاول استيعاب الأمر لتتوسع حدقتا عينيه مدهوشتين من العبارات التي كتبت بجوار تلك الرسوم ليرفع صوته قائلا: توقفا عن السير هناك أفخاخ التفت أليس إليه حالما وقف كما فعلت إيف التي قالت و هي تضرب رأسها بمرح شديد: بالتأكيد توجد أفخاخ في مكان كهذا ماذا كنت أتوقع؟ أنزل أليكس الفانوس قليلا ليلاحظ النقوش التي على الأدراج الحجرية السوداء تلك النقوش التي حفرت عليه متماثلة مع تلك الرسوم حاول معرفة النقش الغريب بينها لكنها تبدو متشابهة بنظره ليقول أليس: يبدو الأمر ممتعا أكثر مما تصورت....لا أعتقد بأنهم سيميزون حجر الفخ قال أليكس: لكنهم فعلوا في تلك الرسوم أبعد أليس ساقه عن الدرج الذي كان يقف عليه مقتربا من أليكس سمعوا صوت اهتزاز شيء قوي التفتوا من حولهم ليعرفوا من أين يصدر صوت الخطر حتى توسعت حدقتا عينيّ أليس الذي قال: علينا النزول بسرعة من هذا الدرج قال أليكس: هاه؟ أنسيت أمر الأفخاخ؟ قال أليس: لا وقت للشرح فقط انظر و إبدأ بالركض التفت أليكس ليرى ذلك المشهد المخيف بدأ السلم الحجري بالاختفاء تدريجيا قبل أن يفكر بالتصرف شعر بجسده يتهاوى للخلف أمسك أليس بيده ليسقط كلاهما في تلك الهاوية المخيفة عند توماس الذي نزل الدرجات بهدوء ليصل لغرفة الضيوف طرق الباب لينبه الموجودين بقدومه فتح الباب ليستغرب وجود أولئك الضيوف ليقول: مرحبا جميعا زيارة جميلة و مفاجئة انتبه للتعابير التي وضعت على وجوه الجميع ليزيد استغرابه جلس بقرب مارتن العاقد ذراعيه عند صدره مغمض العينين ليهمس في أذنه قائلا: أخبرني ما الذي يجري هنا؟ التفت إليه ليفتح شفتيه ليقاطعه دخول لويس الذي يتصبب عرقا بسبب ركضه السريع و الطويل التقط أنفاسه التي تكاد تنقطع رفع رأسه ليقول: لقد اختفى حضورهما قالت الوالدة بقلق: أتقصد التؤامين؟ أواثق من ذلك؟ قال لويس بعد أخذه لكوب الماء الذي قدمه ألبرت له: أجل واثق من ذلك كما أن إيف حضورها يتلاشى قال مارتن: حقا ما الذي تفعله هذه الفتاة؟ فاجأهم حضور شخص ما من العدم شعر توماس بالانزعاج و هو يحدق به نظراته اللامبالية به تصيبه بالجنون أكثر ليقول بانفعال: ماذا تفعل هنا؟ قال الرجل: أنا لم آتي لأجلك لذا لا تنظر لي هكذا قال توماس: هذا المكان لا يرحب بك أبدا قال الرجل متجاهلا كلام توماس: هل إيف بخير؟ تلاشي حضورها هكذا يدل على مرضها لم يجبه أي أحد ليبتسم بخبث و يقول: لا بأس جل ما أردته هو إخباركم بأنها قد غادرت المدينة برفقة مغفلين وقعا في شباك فخها انزعج والد التؤامين من كلامه ليقول: أنت توقف عن التحدث بسوء عن ابنيّ قالت الوالدة: ماذا تقصد بكلامك هذا؟ قال الرجل بابتسامة مرحة مستمتعة: ستقتلهما توقفت الأنفاس في الغرفة لذلك الخبر الأكثر من صادم استمتع بتلك التعابير الخائفة و القلقة و المصدومة و المدهوشة من كلمته تلك ليبتسم بسعادة ظاهرة على وجهه نظر لتوماس الذي نهض من مكانه يقترب منه ليقف أمامه نظراته الحاقدة النارية تكاد تمسه لتزداد ابتسامته و تقول: ماذا هناك توماس؟ أيوجد شيء ما تود أن تسألني هو؟ قال توماس: أنا واثق بأنك تعرف مكان إيف لذا انطق به قبل أن أطيح برأسك أليكساندر قال روي وسط الصمت الدائر بينهما: إنه لا يعرف لذلك هو هنا كما أنه لا يعرف ما يجري معها نظر أليكساندر إليه بانزعاج شديد ليقول في نفسه: حقا كما هو متوقع من ابن ليو لكنه ليس مثل شقيقه أبدا لم يهتم روي بالنظرات التي فصلت كل معالم جسده و عقله ليقول في نفسه: يبدو أن ما كان أبي يفكر فيه يحدث بالفعل التقت عينيه بعيني لويس اللتان حدقتا به لفترة من الزمن كما لو أنه يبحث عن شيء ما في داخلهما ليهمس له قائلا: لقد أخبرني والدك بأنك هنا لكن لم يخبرني بالسبب قال روي:أنا أيضا لا أعرف طلب مني القدوم و العودة بأخبار هذا المنزل قال لويس: حقا؟ هذا غريب تعجب لويس تغير مسار عيني روي ليلحق بها لتقع عينيه على تلك اللوحة القماشية الكبيرة المعلقة على الحائط الأيسر من جهة الباب كانت داخل إطار مطلي باللون الذهبي نقوش كثيرة زينته وقف روي ليسلب انتباه الجميع وصل لتلك اللوحة طال تحديقه بها الجميع في انتظار ما سيحدث تاليا ليقاطع مارتن ذلك الصمت و الغموض قائلا: هذه اللوحة قد أهدتنا إياه عائلة هايلون عندما كنت في العاشرة أشار روي نحو تلك الفتاة التي كانت نائمة و هي مختبئة خلف سيدة كانت تجلس على الكرسي بصدمة نهض مارتن ليتأكد من ملامح ذلك الشخص كما فعل لويس ليقول باندهاش: لا أصدق إنها تشبه فينوس شبها كبيرا أكاد أجزم بأنها هي قال روي: هذه هي بالفعل قال والد التؤامين: مستحيل أن تكون هي فهذه الصورة من قبل ولادة والدتها حتى قال روي: لكنها تحمل الشامة ذاتها بدأ الصمت يفرض نفسه في تلك الغرفة من جديد تجمدت الملامح على وجه لويس لتقول الوالدة: ماذا هناك لويس؟ هل أنت بخير؟ قال لويس: أليكس يحاول التواصل معي قالت الوالدة: ماذا؟ حاول لويس تجسيد ذلك التواصل الضعيف بينهما ليرى الجميع ذلك التجسد ليقول الوالد: أين أنتما بني؟ قال أليكس: هذا ليس مهما الآن أعتقد بأن العمة إيف تخطط لشيء خطير لذا عليكم الإسراع بإيجادنا سوف أحاول إشغالها قليلا قال لويس: ماذا تقصد بكلامك هذا؟ ثم أين أنتم؟ قال أليس: لا نعلم حقا كل ما نعرفه أننا في مكان ما داخل كهف ما في مدينة ما قال أليكس: ما الذي تقوله؟ هذا لا يفيد أبدا أضاء أليس المكان قليلا علهم يستطيعون التعرف عليه ضعف ذلك الاتصال أكثر من السابق لينقطع شعر التؤامان بإحباط شديد حتى لاحظا توقف إيف عن المسير أمام الباب الرابع بتعابير باردة شعرا بالخوف و القلق أكثر مما سبق قال أليكس همسا: ربما كان يجدر بنا رفض ذلك قال أليس: نحن و حبنا السخيف للغموض و الاستكشاف لم ولدنا هكذا؟ لماذا يا أمي؟ أنا واثق بأنها السبب في هذه الجينات اقتربا منها أكثر ليقول أليكس: ماذا هناك عمة إيف؟ قالت إيف: أعرف أنكما تحاولان تضليلي أيها التؤامان الشقيان لكن سأسامحكما التفتت إليهما بذلك القناع اللطيف لتتبعها بابتسامة خبيثة فرقعت أصابعها لتتشكل حقل قوى حولهما حابسة كل شيء يمكنهما فعله حتى الهواء بالكاد يدخل إليهما تحركت شفتيها ببضع كلمات مع تلك التعابير الحزينة لتتابع سيرها بهدوء مع تناقص كمية الهواء و الشعور بالانعزال عن العالم فقدا وعيهما فتح التؤامان عينيهما على ذلك الصوت الذي ينادي اسميهما الصورة لم تكن واضحة بالنسبة لأليكس الذي جلس من فوره لتقول والدته: هل أنت بخير عزيزي؟ أنت لم تتأذى صحيح؟ قال أليس: متى أتيتم لهنا؟ قال مارتن: منذ فترة قصيرة فقط هل أنتما بخير؟ أتمنى بأنها لم تقم بأذيتكما قال أليكس: لم تفعل أي شيء سيء لنا لكنها كانت تتصرف بغرابة طيلة ذلك الوقت قال توماس: ماذا تقصد؟ قال التؤامان:"آسفة سأفعل هذا لأجلها" هذا ما قالته قال روي: لأجلها؟ هل تقصد الفتاة في الصورة؟ قال لويس: و ربما تقصد فينوس فهي منذ معرفتها بالأمر بدأت تتصرف بطريقة مختلفة لذا أعتقد أن فينوس هو الاحتمال الأكبر قال التؤامان: سوف نرشدكما للطريق قبل فوات الآوان بدأ الجميع في الركض خلفهما كان المكان كمتاهة كبيرة الضياع فيها سهل جدا توقف التؤامان أمام ذلك الباب الذي لطخ ببقع حمراء التفت لويس للشخص المجروح المستند على الجدار ليقترب منه و يقول: هل أنت بخير؟ رفع ذلك الشخص رأسه ليحدق بعينيه بدون الحديث بأي شيء أصبحت الأجواء أكثر اضطرابا على صوت قوي دوى في المكان رفع ذلك الغريب رأسه للأعلى ليلحق به لويس ليرى ذلك الباب المخبأ هناك ليقول ذلك الغريب: الطريق الأسرع عليكم إيقاف السيدة وارس تعجب الجميع للفظه الكلمتين الأخيرتين قبل تحوله لرمل خفيف هب مع الريح قال أليكس: علينا الوصول إليها بسرعة فهذا الأمر خطير للغاية قال مارتن: و ما هو هذا الأمر؟ قال أليس: أظنها تحاول استبدال الأرواح أو ربما نقلها فهذا ما قد نقش على الجدران في مدخل هذا المكان قال توماس: هذه الفتاة سوف تصيبني بالجنون حتما أسرعوا في الصعود لذلك الباب الذي أخذهم لغرفة كبيرة للغاية مظلمة تماما لا يتخلل تلك الظلمة إلا وجودهم قال أليكس: عليكم الانتباه جيدا في استخدام قواكم غلطة واحدة تكفي لنهاية جميعنا قال الوالد: أشعر بشيء يقترب منا بشكل مريب و سريع للغاية أغلق ذلك الباب بقوة ليزداد سواد ذلك المكان الصمت يلف المكان صوت القلوب الخافقة بسرعة يكاد يسمع تجمد الجميع في مكانه على هبوب تلك الرياح الباردة القوية حاول الجميع التشبت لكنها أقوى بكثير منهم تحكم روي بتلك الرياح ليعيد التوازن لما في الغرفة قال توماس: هل أنت بخير روي؟ قال روي: أجل بخير نظر روي لقدمه التي بدأت النقوش من أسفله تضيء كما حال باقي أرضية الغرفة لتشكل رسما لهلال أحمر بكتابات غريبة قريبة منه تجمعوا في مكان بعيد عن ذلك الهلال العملاق ليقول التؤامان: أطوار القمر تمضي لنهاية بداية حياة جديدة قال مارتن: علينا إيجادها قبل اكتمال هذا القمر قالت الوالدة: لا داعي لذلك أشارت ناحية الشخص الواقف على تلك المنطقة المرتفعة من الغرفة بالقرب من صندوق بني داكن مخطط جثى ذلك الشخص بقربه اقتربوا منه أكثر أراد توماس الاقتراب أكثر لكن ذراع أليس أوقفه لينظر إليه بقليل من الانزعاج و يقول: ماذا تريد الآن؟ قال أليكس: لا تقترب منها فقد تأخرنا كثيرا قال توماس: ما هذا الهراء الذي تقوله؟ دعني انتبه الجميع لعدم تحرك جسد إيف و الأسوأ من هذا كله حضورها قد تلاشى تماما حل الصمت و الصدمة تعلو وجوه البعض منهم ترك أليس يد توماس الذي جثى بالقرب من جثتها أبعد خصلات شعرها عن وجهها الذي لم يمل التحديق إليه شعر بدموعه تتساقط على وجنتيها التفت روي لتلك العلامة الضخمة التي تغير لونها للأزرق القاني ليقول بصوت منخفض: شيء ما لم ينتهي بعد قال التؤامان: هذا لأنها قد أعادت شخصا ما للحياة قالت الوالدة: من تراه يكون؟ توجهت أنظار الجميع لذلك الصندوق الواقع خلف ظهر توماس اقترب الوالد و مارتن منه ليقوما بفتحه توقفت نبضات القلوب و أنفاس الجميع صرخت زوايا ذلك المكان مصدومة بما تراه ليس هي فقط بل كل شخص كان ينظر لمحتوى ذلك الصندوق شعر روي بأنه ينجذب لذلك الصندوق كما لو أن الجاذبية تنبع منه عيناه تأبى أن ترجع لهدوئها توسعت تريد تصديق ما تشاهده ذلك الشعر الأرجواني الحريري الداكن الطويل تلك البشرة البيضاء التي تكاد تنافس ندفات الثلوج الشامة السوداء التي احتلت طرف جفنها الأيمن قال التؤامان: ماذا؟فينوس؟ كيف حصل هذا؟ اعتقدنا بأن جثتها قد تحللت بالفعل قال مارتن: أنا واثق بأنني رأيتها تتحول لرماد صمت الجميع يحاول معرفة هذا اللغز الممد في ذلك الصندوق حوله العديد من الأزهار الأرجوانية توجهت الأنظار إليها حالما شعروا بحضورها الكبير و المخيف يجوب في المكان فتحت عينيها ليذهل الجميع من اللون الذي برق بهما اللون الأزرق القاني الجميل الذي بدا كالياقوت الأزرق رفعت يديها النحيلتين لتحدق بهما كما لو أنها تتفحص شيئا ما لترسم ابتسامة خفيفة على شفتيها نهضت بهدوء لتشعر بالأعين تحدق بها بشكل مريب التفتت لتنظر إليهم باستغراب شديد حولت نظراتها للشاب الذي كان يمسك بذلك الجسد الهامد غادرت ذلك الصندوق لتقترب من ذلك الجسد بهدوء أمسكت بيدها لتقول: يبدو أنك خضت الكثير أتمنى بأنك استمتعت برحلتك و أنجزت ما أردته قبلت تلك الكف الباردة بحنان شديد لتطلب من توماس وضعها داخل ذلك الصندوق حاول الاعتراض لكنه لم يستطع مجادلتها وضعها داخل ذلك الصندوق لتحدق بها مطولا أغلقت الصندوق بقواها لتتمتم بتعويذة ما غلفت الصندوق و أغلقته التفتت للأشخاص الواقفين خلفها لتقول: حسنا أنا لا أعرفكم جيدا لكن مكانكم ليس هنا بالتأكيد فرقعت أصابعها ليختفوا من أمامها نظرت نظرة أخيرة لذلك الصندوق لتقول: ستكون المرة الأخيرة التي نرى بعضنا فيها سنشتاق لبعضنا بالتأكيد تلك التعابير الحزينة تجولت في وجهها قبل مغادرتها لذلك المكان في منزل عائلة هايلون رسمت تعابير الاندهاش على وجوه الأفراد الواقفين أمام بوابة منزلهم مندهشين ليقول لويس: حقا من تكون هذه الفتاة؟ قال أليس: علينا العودة و سؤالها قالت الوالدة: لن نعود لذلك المكان الخطر بالتأكيد قال الوالد: والدتكما محقة مجرد التفكير بأننا سمحنا لكما بالذهاب لهناك يجعلني أخشى عليكما أكثر قال أليكس: نحن بالتأكيد سنعاني لفترة لكن علينا معرفة من تكون قال لويس: لندخل للمنزل أولا ثم نتحدث عن الأمر دخلوا المنزل ليستغرب الجميع وجودهم قال جد لويس: ألم تغادر منذ قليل فقط لويس؟ قال لويس: ماذا؟ بالتأكيد لا قالت والدة التؤامين التي نظرت لساعة الحائط لتقول: بالفعل الوقت الذي مر ليس بالكثير نظر لويس للساعة ليصاب بحيرة أكبر قال التؤامان: ربما علينا أخذ قسط من الراحة فقد بدأنا نرى أشياء ليست موجودة ضحكوا عليهم ليغادرا لغرفتهما و هما لا يزالان يفكران بهوية تلك الفتاة عند روي الذي أخبر والديه بالقصة التي جرت معه تقلبت الكثير من التعابير على وجهيهما ليتنهد الوالد و يقول: في النهاية لم نستطع القيام بمنعها عن فعلها ذاك قالت الوالدة: لكن من تكون تلك الفتاة الغامضة؟ قال روي: حقا أود أن أعرف ذلك أيضا قال الوالد: سأبحث عن الأوصاف التي أعطيتني إياها قالت الوالدة التي رسمت ابتسامة دافئة على شفتيها واضعة يدها على جبين روي المتعرق: ربما يجدر بك أخذ قسط من الراحة روي سيكون ذلك أفضل لك بالتأكيد ابتسم لها بمرح شديد لينهض من مكانه و يذهب لغرفته أغلق الباب خلفه بهدوء ليستند عليه و يطلق تنهيدة عميقة سرى ذلك الشعور فيه مجددا فور تذكره للفتاة التي أوقفت قلبه عن النبض للحظات أعاد بخصلات شعره للخلف ليقول في نفسه: بالتأكيد هي ليست فينوس عليّ أن أخذ قسطا من الراحة تلك التنهيدة اليائسة فرت منه ألقى بجسده على السرير ليغمض عينيه قليلا عند مارتن و توماس اللذين كانا في غرفة الجلوس برفقة ألبرت الذي تعجب القصة التي سمعها ليقول: تلك اللوحة كانت هدية من عائلة هايلون منذ فترة طويلة قبل قدومكما لمنزل عائلة وارس سيدي قال مارتن: ماذا؟ لكنني أذكر جيدا بأنها قد قدمت في عيد ميلاد السيد وارس قال ألبرت: هذا صحيح فقد وجدته السيدة و قررت إعطائه كهدية فهو كعهد يوثق معرفة العائلتين ببعضهما و هي لوحة قديمة جدا أعتقد بأن السيد وارس كان طفلا حينما قدمت هذه اللوحة قال مارتن: إذا هي قديمة جدا لكن تلك الفتاة في الصورة تشبه التي قابلناها في ذلك المكان قال ألبرت: تلك الفتاة وضعت في الصورة بعد فترة طويلة من تقديم الصورة أي بعد قدومكما قال مارتن بمرح شديد: شكرا لك لقد ساعدتني كثيرا لابد أنني أزعجتك بكثرة أسئلتي قال ألبرت: لا أبدا سيدي يسعدني كثيرا بأنني لا أزال مفيدا لكما لكن هناك أمر يحيرني نظر مارتن إليه باستغراب ليراه يمسك ذقنه يفكر في شيء ما نظر لشقيقه الذي لا يزال تحت تلك الصدمة القوية شعر بالحزن يمتلك قلبه لرؤية أخيه في هذه الحالة مجددا تألم أكثر لرؤية تلك الدموع تهرب من عينيه ليقول في نفسه: آسف يا أخي مجددا لم أستطع فعل شيء لمساعدتك نظر لألبرت الذي لا يزال واقفا يحاول التفكير في أمر ما ليقول له: ما الذي يحيرك؟ قال ألبرت: تلك الفتاة أنا واثق بأنها ابنة لإحدى أقارب العائلة لكنني لا أذكر من هو بالضبط سأستعين بدفتر العائلة علني أعرفها قال مارتن: رجاء افعل بإمكانك الذهاب الآن قال ألبرت الذي حول بصره لتوماس: هل سيكون السيد توماس بخير؟ ابتسم له مارتن ابتسامة حزينة غير واثقة بما تريد البوح به فهم ألبرت الأمر لينحني لهما و يغادر الغرفة نهض مارتن ليقترب من توماس و يقول له: عليك أخذ قسط من الراحة توماس لم يجبه بأي شيء فقط نهض و غادر الغرفة التي تكاد تبكي حزنا على حاله صعد الدرجات و جسده استسلم للجاذبية ليسير بتثاقل لغرفته أغلق الباب خلفه ليجلس على طرف السرير الذي أراد أن يضمه أكثر و يخفف عنه أحزانه لكنه ليس أكثر من جماد لا يقدر على فعل ما قدر النسيم الهادئ فعله بتحريك خصلات شعره و مشاعره التي تأرجحت برفقته جرت ذكرياته عنها كنهر طويل بشلال صخري تتحطم عليه تلك الذكريات الجميلة تلك الصورة المطبوعة في قلبه لمحبوبته المبتسمة له دائما تريد التلاشي أيضا لكنه يأبى تركها ترحل هي الأخرى شعر بنبضات قلبه تقل مع مرور الوقت استلقى على السرير عل عقله يهدأ جنون قلبه و لو قليلا لكنه هو الأخر يحاول استيعاب اللحظات التي مر بها منذ فترة قصيرة حدق بسقف غرفته ليرى تلك اللوحة الفنية التي أبدعت إيف برسمها سماء زرقاء مليئة بالنجوم الجميلة مع بدر أبيض مختبئ خلف غيوم سوداء كثيفة تلك السماء الجميلة لطالما أعادت تلك الابتسامة اللطيفة على شفتيه لكن الآن مختلف جلبت الدموع لعينيه التي أغمضهما فور ظهورها عند مارتن الذي كان يقف أمام باب غرفتها يحدق بمقبض الباب يتذكر ضحكاتها و إزعاجها الدائم في المنزل الذي يبدو كئيبا هو الآخر ليقول بتلك الابتسامة اللطيفة: ربما ليس فقط توماس الذي أحبك بجنون حاول بجد ألا تختفي تلك الابتسامة قبل مغادرته لكنه لم يستطع تلألأت الدموع في عينيه الحزينتين بفراق لون جذاب مرح غير الكثير في هذه اللوحة البيضاء المزعجة أنزل برأسه ليغادر ذلك الممر قبل أن تنفجر عينيه من احتباس الدموع عاد لغرفته ليرخي أعصابه فيها مضت أسابيع ثلاث هادئة حتى اليوم الذي اجتمع أصدقاء مارتن و توماس عندهما محاولين تغير الأجواء الحزينة في ذلك المنزل الكبير كانت السيدات تهتمن بإعداد الطعام بينما الصغار يستمتعون بوقتهم في التجوال داخل ذلك المكان الكبير الأشبه بالمتاهة و غرفه المختلفة بينما الآخرين يتحدثون معا بمرح شديد كان الجميع يحاول تغير تلك الأجواء بأي شكل في الحديقة الواسعة الخاصة بالمنزل كانوا يجلسون هناك باستمتاع أحاديث تجر أخرى سعدت السماء و هي تراقبهم برفقة النجوم المضيئة لتكمل زينتها بضياء القمر الجميل قال آرثر: أعتقد بأننا سوف ننتقل لهنا حتما في يوم ما قالت آن: و لم تقول هذا؟ قال آرثر: هذا لأن زياراتنا أصبحت كثيرة جدا وجه نظره لمارتن الذي ابتسم بمرح شديد و قال: يسعدنا ذلك كثيرا فالبقاء بمفردنا هنا مزعج قليلا قال جد لويس: لكن ألا تظن بأننا مزعجون؟ قال مارتن: و أين الازعاج في هذا؟ بالتأكيد لا فجميعكم أشخاص لطيفون للغاية ابتسم لهم بمرح شديد لتقول والدة سام: أين هو توماس؟ لم أره منذ فترة طويلة قالت ليزا: لقد ذهب ليشارك الأطفال في لعبهم قام بتنظيم مسابقة لهم قالت إليسيا: و الجميع يبدو مستمتعا بها حتى لويس ذهب برفقتهم قالت والدة التؤامين: إنه حقا يحب مثل هذه الأمور حتى التؤامين المزعجين ذهبا ليكتشفا الكنز المخبئ قال ليو: أيوجد كنز مخبئ هنا؟ قال مارتن: لا لكن مارتن قد عثر على كنز ما في إحدى رحلاته و قرر استخدامه أخيرا قالت كاثرين: يبدو أنك كنت منزعجا منه قال مارتن: بالفعل كل ما يفعله هو التحديق به و إعادة رواية قصة عثوره عليه لقد أصابني بالجنون حقا ضحك الجميع على النبرة التي تحدث بها مارتن ليرسم ابتسامة جميلة على شفتيه ليحدق بكل تلك الوجوه السعيدة المجتمعة حوله لتتسع تلك الابتسامة عند توماس الذي كان برفقة لويس المنزعج بشدة لكونه لم يشاركهم البحث كان يسير بانزعاج واضح على خطواته التي أصدرت أصواتا قوية مكتفا ذراعيه عند صدره مقطبا حاجبيه لم يحدث توماس منذ فترة طويلة ليقول له بمرح شديد: ألهذه الدرجة أنت منزعج لأنك لم تشارك؟ نظر لويس إليه دون أن يقول كلمة واحدة ضحك توماس عليه بشدة ليقول: لكن الألغاز التي وضعتها سهلة جدا عليك ألن يكون ذلك مملا بالنسبة إليك؟ قال لويس: بلى لكنني أريد القيام بأي شيء قال توماس: حقا؟ إذا سأبحث عن شيء يثير اهتمامك حقا قال لويس بسعادة: أحقا ستفعل؟ ضحك توماس بشدة على ردة فعله الطفولية ليمسك بمعدته من شدة الضحك ليرسم لويس ابتسامة سعيدة على وجهه فتلك الضحكة قد طال انتظارها تحدثا معا و هما يسيران في ذلك الممر المظلم ذهبوا لحيث اتفقوا على لقاء الجميع بعد العثور على الكنوز وقفا هناك يستمتعان بهبوب النسيم العليل فالخريف قد أوشك على الانتهاء و الشتاء يقف أمام الأبواب ينتظر بفارغ الصبر مغادرة الخريف أتت المجموعة الفائزة بتلك الابتسامات و صيحات الفوز تعلو فور رؤيتهم لتوماس الذي صفق لهم بمرح شديد برفقة لويس الذي قال: لقد استغرقتم وقتا طويلا لو كنت أنا لانتهيت في وقت قصير قالت تؤاما لويس: نعرف ذلك يا أبي دعنا نستمتع بوقتنا قليلا قال لويس: و هل تقصدان بأنني أفسد ذلك؟ أخرجتا لسانيهما لتزعجا والدهما الذي لم يهتم لهما ليقوم بإغاضتهما لتنفخا وجنتيهما بانزعاج ليقول توماس بمرح: أحسنتم صنعا حقا كيف عثرتم على الكنز؟ قال ابن آرثر: لقد كانت الألغاز سهلة نوعا ما ثم أن الفريق الآخر يتوقعون شيئا أكثر صعوبة أراهن بأنهم فهموا كل شيء خطأً ضحك بمرح شديد ليفعل توماس المثل ليقول: حقا قد أحسنتم لكن لننتظر الفريق الآخر قبل فتح الكنز وافق الجميع على ذلك وصل الفريق الخاسر بعد خمس و أربعين دقيقة ليقول ويليام: لا أصدق بأننا خسرنا قالت شقيقة بيلا الصغرى: هذا كله لأننا استمعنا لهذين الاثنين قال التؤامان: ماذا؟ ماذا؟ لابد أنك تمزحين قالت شقيقة تارا: أجل أنا واثقة بأننا لو تركنا القيادة لويليام لما خسرنا قال ويليام: النتيجة لن تتغير أبدا قال توماس: المسابقة للمتعة و ليس للفوز و الخسارة تنهدوا بانزعاج شديد فتح الفريق الفائز الصندوق الرمادي المتوسط الحجم لتظهر بعض قطع المجواهرات النفيسة و مجموعة كتب و مجموعة ألعاب مختلفة حوى ذلك الصندوق على الكثير من الأشياء سعدوا به كثيرا ليرسم ابتسامة جميلة على شفتيه ليقول لويس: خيرا أنني لم أشارك أهذا هو الكنز حقا؟ قال توماس: ماذا؟ ألم يعجبك؟ انزعج لويس أكثر من سؤاله ليضحك بمرح شديد نقله توماس لحيث الجميع في الحديقة الخلفية اجتمعوا هناك لتبدأ الضجة بالعلو شيئا فشيئا الجميع متحمس و كل شخص يريد التحدث كانت لحظات ثمينة حقا لكن السعادة لا تدوم للأبد هبت رياح غريبة لتطفئ تلك المصابيح التي أنارت الحديقة لينتبه الجميع للحضور المختلف المحيط بهم تأهب الجميع لحدوث أي شيء مريب حتى ظهر ذلك الشخص الواقف أسفل الشجرة التي وقع ضوء القمر الفضي عليها أضيئت المصابيح من جديد لينظر الجميع لذلك الشخص الذي بدأ بالاقتراب منهم حتى وصل ليصاب البعض بالذهول و آخرون باندهاش و فريق ثالث باستغراب فتح ذلك الشخص عينيه ليحدق بهم بتلك الابتسامة الواثقة وقعت عينيها على الشاب الذي وقف فجأة لتقول: مساء الخير جميعا أتمنى بأنني لا أزعج أي أحد بقدومي قال أليكس: نحن لا نعرف من تكونين حتى قال روي: حقا من تكونين؟ ابتسمت بمرح شديد انحنت لهم بتلك الطريقة الرسمية للغاية لترفع رأسها و تقول: أنا إيف هايلون تشرفت بلقائكم جميعا بدأ توماس بالسعال لذكرها ذلك الاسم بينما أخرج سام الماء الذي كان يشربه ليمسح فمه و ينظر إليها من جديد ليراها لا تزال تبتسم قال مايك: من الأفضل أن تلعبي غيرها نعرف من تكون إيف هايلون قال لويس: بالفعل لذا اعترفي فقط قالت إيف: لكنني حقا هي الشخص الذي عرفتموه كانت والدتي روث وارس زادت الصدمة الكهربائية التي أصابت الجميع في القلب مباشرة قالت إيف بعد رؤية تلك التعابير: قبل فترة طويلة جدا جدا كانت أمي تعيش برفقة عائلتها لكنها غادرتهم بعد أن شعرت بأنهم لا يفهمونها جيدا بقت في مكان بعيد عنهم أجرت الكثير من الاختبارات و اختبرت الكثير من الفرضيات عن كثير من الأمور حتى أتيت أنا شعرت بأنها لن تستطيع البقاء بقربي فأخذتني لميتم روبنسون مع كتاب ما تربيت هناك عندما أكملت عقدي الثامن فككت الشفرة التي وضعتها في ذلك الكتاب لتوصلني لذلك الكهف الذي حبست نفسها فيه مع الكثير من الأمور الخطيرة ذلك الصندوق كانت مختبأة داخله كان جسدها ميت بالفعل لكن روحها لا تزال بخير استطعت بتعويذة اكتشفتها أن أعيد لذلك الجسد حياته من جديد على أن تكون روحي مقيدة هناك استعملت حياتي و اسمي حتى لا تربك الناس بل حتى لا يقوموا بمطاردتها فالجميع يعرف سمعة روث وارس في ذلك الوقت و عاشت حياتها التي أرادتها تعرفت على شاب أحبته قتلت جسدها ذاك لأجله لكنها لم تعرف بأنها لا تستطيع الموت حتى تحرر روحي المقيد بها و بسليلتها فينوس هايلون التي اكتشفت الأمر بعد التقائها بمحبوبها لذلك قررت التضحية لأجلي بإلقاء تلك اللعنة على نفسها اكتشفت والدتي الأمر أثناء استعادتها لذكرياتها بعد إلقائها اللعنة الثانية فقررت هي الآخرى تحريري مما قيدت نفسي به لمح الجميع الدموع التي انزلقت على وجنتيها بهدوء كانت تشعر بقلبها ينقبض بشدة يؤنبها لموت شخصين بسبب طيشها غطت وجهها الذي احمر بكفيها النحيلين اقتربت منها جوليا لتعانقها تفاجأت من ذلك مسحت جوليا على شعرها بهدوء لتقول: لابد أن تشعرين بحزن دفين عزيزتي لا تقلقي فكل ما حدث ليس خطأوك أردت مساعدتهما و حسب أدرك ذلك لذا لا تبكي تلك الكلمات اخترقت قلبها لتشعر بالحنان الذي اشتاقت إليه كثيرا لتنهمر دموعها أكثر و أكثر ابتسمت جوليا لها بهدوء ليقتربوا منهما و يحاولوا إبهاجها و لو قليلا ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها ليسعدوا بذلك كثيرا شاركتهم تلك اللحظات الممتعة التي كانت جديدة عليها كليا كان الجميع يقضي وقتا ممتعا برفقة الآخرين حتى أنهكوا تماما ليبدؤوا في الانسحاب و الذهاب للنوم غادر مارتن غرفته فهو لا يشعر بالنعاس بل إنه ليس قادرا على النوم نظر للشخص الذي لا يزال يجلس في الحديقة أسفل الشجرة يحدق بالسماء الجميلة التي تكاد نجومها تختفي مع بزوغ الفجر ذهب إليه ليبتسم بمرح له فهو شارد الذهن و لم ينتبه لوجوده جلس بقربه ليلفت انتباهه نظر إليه ليرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ليغير التعابير الحزينة التي تربعت على وجهه ليقول مارتن: يبدو أنك لا تستطيعين النوم أنت أيضا إيف قالت إيف: الأمر ليس كذلك لكن ما الذي يجعلك لا تستطيع النوم؟ ألست متعبا؟ قال مارتن: لا أنا سعيد لأن الجميع قد حضر لرؤيتنا فقد بدأت أعتقد بأن لا سبب لي لأعيش لأجله لكن حضور الجميع اليوم أعاد لي الأمل من جديد فالحياة لم تنتهي بعد قالت إيف: حقا هي لم تنتهي بعد لذا عليك الابتسام و القيام بما تريد نظر مارتن ليرى تلك التعابير تعود لوجهها من جديد ليقول لها: أتودين الذهاب لغرفة والدتك؟ قالت إيف: أشكرك لكن لا فأنا مسبقا أعرفها جيدا قال مارتن: ظننت ذلك أيضا لكن أردت عرض الفكرة عليك ابتسمت له بمرح شديد جذب نظراتهما خيوط الشمس الذهبية التي بدأت بالظهور من مخبأها لطالما أحبت إيف النظر لهذا المنظر الذي يأسر قلبها دائما شعرت بتلك الابتسامة تظهر من تلقاء نفسها على وجهها نهض مارتن ليقول لها: سأذهب لأنام الآن عليك فعل ذلك أيضا قالت إيف: لا تقلق عليّ سأكون بخير عليك أخذ قسط من الراحة ابتسم لها بمرح شديد ليغادر عائدا لغرفته نهضت من تلك البقعة التي أطالت الجلوس عليها لتحدق لأغصان الشجرة الفارغة من الأوراق الشتاء متعجل للقدوم هذا العام لتبتسم سارت مغادرة الحديقة قابلت في الممر ألبرت الذي توقف يحدق بوجهها لبعض الوقت جثى على ركبته اليمنى منزلا برأسه ليقول لها: صباح الخير آنسة هايلون لقد مر وقت طويل جدا ابتسمت له بمرح لتقول: لا أصدق بأنك لا تزال تذكرني ألبرت يسعدني ذلك حقا قال ألبرت: من الصعب نسيانك آنستي بحضورك هذا قالت إيف: أجل حقا من الصعب التجوال بحضور كهذا لكن لا بأس يمكنك النهوض بقي على حاله لبعض الوقت ثم رفع رأسه ليحدق بوجهها من جديد ليرسم ابتسامة على وجهه و ينهض و يقول: أيجدر بي إخبارهم بأمر قدومك حال نهوضهم؟ ابتسمت له بمرح شديد لتقول: لا تقلق فهم يعرفون بالفعل لكن لا تخبرهم بأشياء دثرها الزمن سأغادر لبعض الوقت لذا رجاء لا تنتظر عودتي قال ألبرت: حسنا آنستي لكن رجاء توخي الحذر فالمكان لم يعد كما اعتدته قالت إيف: أدركت ذلك منذ أسابيع لذا لا تقلق عليّ إلى اللقاء غادرت القلعة لتشاهد الأزهار التي ذبلت على أطراف الممر العريض المؤدي للبوابة الكبيرة غادرت تلك القلعة لتحدق بها و تبتسم بمرح شديد أدرات ظهرها له لتذهب لمكان ما وصلت لوجهتها التي كانت كئيبة بعض الشيء وقفت أمام تلك اللوحتين الحجريتين جثت في تلك البقعة التي توسطتهما لتضع تلك الأزهار الأرجوانية حولهما و تقول: أتمنى بأنني لم أعطك الألم فقط فينوس تلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتيها جعلت المارين يقفون للحظات يحدقون بها وجهت نظرها للقبر المجاور لها لتقول: أنا آسفة بسببي فقدت كل شيء رين أنزلت رأسها حتى لا يرى أي شخص تلك الدموع الحزينة التي تزاحمت في عينيها نهضت لتغادر المكان بينما يحدق زواره بتلك الأزهار المتفتحة قرب القبرين قبيل غروب الشمس في قلعة وارس كانوا متعجبين من عدم وجود إيف أخبرهم ألبرت بمغادرتها المنزل بعد يوم في المساء عادت إيف لتلتم السيدات حولها قالت كاثرين: لقد قلقنا عليك كثيرا أين كنت طوال هذا الوقت؟ قالت ليزا: حقا لقد كاد قلبي أن يتوقف قالت آن: لقد كدت أتصل على الشرطة للبحث عنك شعرت جوليا بارتباكها من هجومهن المفاجئ لتقترب منها و تقول: توقفن عن هذا أنتن تفزعنها التفتت إيف إليها لتبتسم لها بمرح شديد و تقول: كل ما في الأمر أننا قلقنا عليك لذا رجاء أخبرينا قبل القيام بأي شيء هزت رأسها موافقة على ذلك فالكلمات بالكاد تخرج من جوفها بعد ذلك الهجوم تنهدن بارتياح ليذهبن للغرفة التي كن فيها من قبل برفقة الفتيات الأخريات جلست إيف بعد وقوف دام طويلا تحدق بتلك الوجوه المبتسمة جلست في ركن بعيد قليلا عنهن لتسمع الأحاديث التي تدور بينهن حتى قالت بيلا: ربما يجدر بنا شراء هاتف لها حتى لا يتكرر الوضع الجنوني هذا مجددا قالت إيفلين: أجل فكرة جيدة حقا و ربما نقوم بشراء بعض الحاجيات لها قالت والدة سام: هذه فكرة رائعة حقا بدأن في الحديث عن الكثير من الأمور التي أصابت إيف بالصداع لتقول: رجاء لا تهتمن بالأمر كثيرا فأنا لن أبقى طويلا هنا صمتن على كلماتها الأخيرة تلك نظرت جوليا إليها باستفسار كما فعلن لتتنهد و تقول: تعرفن بأنني لست من سكان هذه المدينة لذا سأعود لمدينتي لا أشعر بالارتياح هنا قالت إليسيا: هل قمنا بإزعاجك في أمر ما؟ قالت إيف على وجه السرعة: لا أبدا حقا استمتعت بقضاء الوقت برفقة الجميع هنا لكنني لا أشعر بالانتماء و لا أريد التسبب بأكثر مما فعلت قالت والدة التؤامين: عن ماذا تتحدثين؟ أنت لم تقومي بأي شيء لذا لا داعي لكل هذا شعرن بعزمها على الأمر لذلك استسلمن للأمر و تنهدن تغيرت الأحاديث عن هذا و ذاك حتى اجتمعوا على طاولة العشاء لتخبرهم إيف بقرارها تفاجئ الكثير من الفتية قال مارتن: لم هذا القرار فجأة؟ قالت إيف: فقط أريد العودة للمكان الذي أنتمي إليه قال أليكس: أنت لا تقصدين ذلك الكهف المخيف أليس كذلك؟ ضحكت بخفة على أليكس الذي أبدا تعابير قلقة لتقول: بالتأكيد لا قال والد سام: أهناك أشخاص تعرفينهم هناك؟ قال جد لويس: أجل لو يوجد شخص تعرفينه ربما بإمكاننا تفهم الأمر قالت إيف: لا يوجد أي شخص أعرفه لكن لا داعي للقلق فأنا أعرف مدينتي جيدا قالت والدة لويس: المشكلة ليست هنا ترك فتاة في مثل عمرك وحدها في مكان بعيد يثير القلق حقا حل الصمت المكان أصوات الفضيات كل ما تبقى في تلك الغرفة انتهت وجبة العشاء و الجميع خاضع للصمت المطبق توجهوا لغرفة المعيشة يفكرون بالأمر قليلا بينما إيف قد اختفت لمكان ما قال مارتن: حقا مجرد التفكير في ذلك يجعلني أشعر بالقلق قال آرثر: ألن يكون من الأفضل لو ذهب شخص ما برفقتها؟ قالت والدته: لا يوجد شخص من بيننا متفرغ لذلك تنهد الجميع بقلق شديد على إيف الصغيرة لينظروا جميعا لتوماس الذي أفسد الهدوء الذي قدم للتو فقط بتنهيدة عميقة تلاها قوله: سأذهب برفقتها نظر الجميع إليه بشيء من الاندهاش من قراره فتح عينيه ليحدق بالوجوه المندهشة المتعجبة من حوله ليقول: ماذا هناك؟ قال جد لويس: أواثق من ذلك؟ فأنتما أكثر شخصين منشغلين من بين الجميع قال توماس: بإمكاني القيام بعملي من أي مكان قال زوج كاثرين: لسبب ما لا أظنها فكرة صائبة قالت ليزا: أنا أيضا أشعر بذلك نظر توماس إليهما باستغراب من كلماتهما ليحدق بشقيقه الذي لم يقل أي شيء بعد ليتنهد و يقول: لا من الأفضل أن تبقى هنا بقاؤكما معا سيؤثر عليك سلبيا بالتأكيد قال توماس: هاه؟ ماذا تقصد بكلامك هذا؟ قال مارتن: نتحدث في ذلك لاحقا لكن فكرتك مرفوضة بالتأكيد شعر توماس بشيء من الانزعاج لكلمات شقيقه التي لمحت لشيء يجهله هو من بين الجميع أغلق فمه ليبدأ الجميع الحديث بشأن الأمر عند ويليام الذي كان يسير في الممر القريب من الحديقة يفكر في شيء ما و الهدوء يحاول الهرب من حوله وقعت عيناه على الشخص المحدق بالقمر بالقرب من تلك الشجرة اقترب منه بلا شعور منه ليلتفت له ذلك الشخص حدق به لبعض الوقت ثم رسم ابتسامة لطيفة و قال: ويليام ما الأمر؟ لا تبدو على طبيعتك قال ويليام: و هل تعرفينني جيدا؟ قالت إيف: أجل أعرفك أكثر مما تعرف نفسك قال ويليام: لا أظن ذلك وقع ويليام في سحر عينيها اللتين تجذبانه إليهما لتقول إيف: تفكر في فينوس مجددا أنت حقا تحبها كثيرا كم هي محظوظة حقا قال ويليام: إنها ليست كذلك لو كانت من عائلة مختلفة عنك لكانت بخير الآن لم تجبه إيف بأي شيء لتثير أعصابه أكثر شد قبضته الصغيرة تجمعت الهالة القوية حوله مثيرا رياحا حركت أغصان الشجرة و عشب الحديقة أصوات أقدام تقترب سريعا منجذبة لتلك الهالة التي تغيرت فجأة وقف أصحابها بذهول أمام المنظر الذي يشاهدونه اقتربت ليندا منه لتقول بشيء من القلق: ماذا هناك ويليام؟ لم كل هذا الغضب؟ قطب حاجبيه دالا على انزعاجه الشديد ليخرج تلك الكلمات من بين شفتيه المرتجفتين من برد المكان و قلبه المنزعج بشدة قائلا: كل هذا بسببك لو لم تكوني موجودة لما تركتني العمة فينوس أنت السبب وراء موتها أنت السبب لن أسامحك أبدا على هذا أنا أكرهك كثيرا حاولت ليندا التدخل لإيقافه لكنه لا يستمع إليها و لا إلى عقله الذي يخبره بالتوقف عن اتباع قلبه المضطرب للغاية تدخل سام لكن لا فائدة ترجى من ذلك قلبه لم يعد يحتمل رؤيتها جالسة في ذلك المكان لم يعد يحتمل رؤية وجهها المشابه لوجه عمته ليقول كلماته الصادرة من أعمق مكان في قلبه بصوت حزين مليء بالغضب و الكره:ليتك تموتين و حسب صدم الجميع من الكلمات التي صدرت منه صدمتهم بالموقف لم يكن كفاية أبدا بل تلك الكلمات زادتها حدة نهضت إيف من تلك البقعة أرادت قول كلماتها الأخيرة لكنه لم يسمح لها بذلك توجهت تلك الرياح القوية المحملة بأوراق الأعشاب الحادة في اتجاهها بسرعة فائقة لم تتزحزح إيف من مكانها بل استقلبت ذلك الكره المكون لتلك الرياح التي جرحت بشرتها البيضاء ليخالطه اللون الأحمر أنزلت رأسها بهدوء اقتربت كاثرين منها لتعالج تلك الجراح التي أفسدت جمالها الخارق لتبتعد عنها خطوتين كبيرتين للخلف لتقول ليندا: توقف عن هذا حالا ويليام النظرات الغاضبة المنزعجة الحزينة المتألمة لم تفارق عينيه الواسعتين الموجهة نحو إيف الصامتة قال سام بحزم: ويليام اعتذر لم يهتم ويليام بالإجابة أو الاستماع لأي أحد في هذه اللحظة يريدها أن تختفي و حسب لا يريد أكثر من ذلك و لا أقل رفعت رأسها لتقابل تلك العينين الكارهتين لها فتحت شفتيها لتنطق بتلك الكلمات التي لم يسمح لها بنطقها ليرشقها وابل الأوراق الحادة من شديدة بشكل أعنف من السابق حاول التؤامين التدخل في الأمر لكنه لا يريد التجاوب مع أي أحد ليقول: غادري من هنا لا أحد يريدك لقد أفسدتي علينا حياتنا فقط غادري شعر الجميع باختفاء تلك الهالة الكبيرة المصاحبة لإيف من المكان مع آخر حروف كلمات ويليام الغاضبة جثى على ركبتيه منزلا رأسه و الدموع لا تفارق عينيه قالت فانتين التي جلست بالقرب من ويليام: سأخذه لغرفته الآن لذا اهدئا قليلا وجهت كلماتها تلك لوالديه المنزعجين من تصرفه المفاجئ و خصصت ابنها بنظراتها تلك ساعدته على النهوض لتأخذه لغرفته بينما الجميع لا يزال مصدوما من هذا المشهد الجديد بل من هذا الوجه الجديد لويليام الهادئ و اللطيف اجتمع البعض منهم في غرفة المعيشة بينما البقية دخلوا لغرفتهم يحاولون مراجعة الأمر في غرفة المعيشة قالت جوليا: من الأفضل البحث عن إيف حالا قال ليو: للأسف لا يمكننا البحث عنها فهي قد اختفت بمعنى الكلمة قال لويس: حقا أتساءل ما الذي حدث و سبب كل هذا؟ قال آرثر: لا أتعجب ذلك نظر الجميع إليه لهدوئه على عكس الجميع خاصة والديه اللذين لم يقولا أي شيء حتى الآن ليكمل آرثر قائلا: جميعنا يدرك كم أحب ويليام فينوس لذا معرفته بحقيقة كل ما جرى لها فجأة بالتأكيد سيشعره بالإحباط و الغضب خاصة أن السبب لا يزال موجودا على مقربة منه و لن أندهش لو قام بمحاولة البحث عنها و القيام بما هو أسوأ قال جد لويس: بالتأكيد لن يصل الأمر لهذه الدرجة نتحدث عن ويليام هنا قال والد سام: أجل لكن الجميع رأى الآن ما لم يتوقع رؤيته....حتى والديه مصدومين من الأمر انزعج سام من الحديث الدائر في الغرفة لينهض و يغادرها فهو لم يصدق بأن ابنه قد قام بفعل شيء كهذا توجه لغرفته ليقف أمام بابه لوقت طويل يفكر بالدخول للغرفة و تأنيبه بشدة و معاقبته على هذا التصرف المشين بنظره رفع بصره للشخص الذي فتح الباب و غادر الغرفة لتلتقي أعينهما و يقول: عليك أن تهدأ سام العنف لن يحل أي شيء و أنت تدرك ذلك عليك أن تتفهم السبب وراء تصرفاته هذه قال سام: لا أستطيع مجرد التفكير في أنه قام بمهاجمة شخص بتلك الطريقة يصيبني بالغضب تنهدت فانتين بقلة حيلة لتمسك بيده و تأخذه بعيدا عن باب الغرفة بمسافة قصيرة و تقول: حقا كيف كانت فينوس تتعامل معكما؟ تنهدت مجددا لتنظر لسام الذي توقف عن السير فجأة لذكرها لاسم شقيقته المفاجئ أنزل رأسه حزنا لذكراها لطالما أخبرته بأنه لا يفهم مشاعر الناس من حوله جيدا خاصة المقربين منه تنهد بهدوء لتذكره لذلك ليقول بصوت منخفض: حقا لا يمكن لكلينا فعل شيء بدونك فينوس سمعت فانتين تلك الكلمات الحزينة لتجذب انتباهه بتلك الابتسامة الدافئة لتقول له: أنا واثقة بأنها ستقلق كثيرا لو رأت موقفا كهذا بينكما لذا عليك التفكير بشيء بسرعة فأنت والده قبل كل شيء قال سام: حقا الأبناء في هذا السن مزعجون للغاية قالت فانتين: كما لو أنك لم تكن كذلك أيضا برودك كان مزعجا للغاية ابتسم بلطف لها لتغادر المكان لتدعه يفكر لبعض الوقت عند ويليام الذي كان مستلقي على سريره مغمض العينين يحاول إبعاد كل هذه الأفكار من ذهنه لطالما حافظ على هدوء أعصابه و التظاهر بأن لا شيء يزعجه بالرغم من أن الحقيقة غير ذلك كيف يفقد أعصابه بتلك الطريقة البشعة رنين ذلك الصوت في أذنه بتلك الكلمات يزيد الحزن و الألم الذي طغى قلبه "عدني بأن تكون قويا" نزلت تلك الدموع على وجنتيه بهدوء شديد لا تريد زيادة بؤسه ليقول في نفسه: آسف عمتي فينوس لم أستطع الوفاء بوعدي لك مد يده للوسادة القريبة منه ليحملها و يغطي وجهه بها لا يريد لتلك الغرفة أن تشاهد وجهه المتألم أكثر من ذلك طرق باب الغرفة بهدوء عرف ذلك الإيقاع لكنه لم يستطع الإجابة على صاحبه الذي دخل بعد صمت دام فترة ليجلس على طرف سريره يده مُدت لرأسه لتخلل أصابعه شعره بحنان تلك الحركات المحاولة لتهدئة قلبه بلا فائدة في وقت كهذا أبعد الوسادة عن وجهه لينظر لذلك الشخص الذي ابتسم له بحنان و قال له: لا بأس عليك ويليام يمكنك إخراج كل ذلك الحزن إن شئت سأكون دائما بجانبك أخذه ذلك الشخص لأحضانه عله يدفئ مشاعره المشتتة ليقول: أمي لقد أخلفت وعدي لعمتي لقد وعدتها بأن أكون قويا لكنني لم أستطع الوفاء بوعدي لها استمعت ليندا لبكاؤه و أحزانه أخذتها لقلبها علها تفهم و لو شيء بسيط مما شعر به في تلك اللحظات ذلك البكاء الطويل أجبر ويليام على النوم فقد ارتاح ضميره و لو شيء بسيط بقت ليندا بجانبه تلك الليلة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بخير و مستعدون لدخول شهر رمضان بعد أيام قليلة اللهم بلغنا رمضان مع أحبتنا....كيف هو هذا الفصل؟ هل أعجبكم؟ ماذا عن إيف هايلون الحقيقية؟ أضافت الكثير من الغموض أم أزالته؟ ويليام المسكين كرهها لأخذها عمته منه هل سيظل حبيسا لألمه و حزنه أم أنه سيتعايش مع الأمر؟ نسيت أن أسألكم هل عرفتم الحقيقة خلف اللعنة؟ أتمنى أن أعرف المزيد عن أرائكم و توقعاتكم للقصة في المستقبل القريب حتى ذلك الوقت في أمان الله و رعايته [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] التعديل الأخير تم بواسطة Inas Fallata ; 06-01-2016 الساعة 05:26 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أسطُوري !! : الحقيقة واحِدة دائمـاً .. الحقيقة دائماً تنتصـر | detective conan | sakura-lover | - تقـارير الأنيميّ | 17 | 06-16-2016 10:42 PM |
~اوراق بعثرها القدر~ | Natural Killer | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 31 | 02-27-2015 11:04 AM |
شظايا ذكريات الوهم-الولادة الجديدة-كاملة | Say Fallata | روايات و قصص الانمي | 5 | 12-13-2013 01:12 AM |
::ما هو المسجد الأقصى؟..وهل لليهود حق في فلسطين؟..تفضلوا لتعرفوا الحقيقة كاملة:: | فريال (نور الإسلام ) | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 07-26-2007 10:38 AM |