02-05-2016, 04:47 AM
|
|
الفصل الرابع ::ـ إفراجٌ عن سَجين !
أصواتٌ صاخبة لموسيقى قطعَت الهدوء في المكان, داخل ذلك القصر الكبير الفخم تحديدًا وسط تلك القاعة التي زُيِّنَت أروع تزيين, انتصب أناس منهم الغريبون ومنهم المقربون.. يحتسون الشراب وهم يضحكون حول مواضيع شتى !
داخل المطبخ الفسيح.. كانت أورتشيه تدور حول الطاولات تتمعن في الطعام الذي سيتم تقديمه, وكانت تنتقد كل ما تراه كلما سنحت لها الفرصة لفعل ذلك !! _ اممممم ما هذا؟؟.. أتسمي هذا كعكًا بالطريقة الفرنسية؟!!
_ لـ.. لكن يا آنسة هذا الكعك قد تم إعداده فعلا من قبل طباخ فرنـ..
نظرت إلى الطباخ المرتبك صارخةً
_ الزم حدودك يا وجه التجاعيد!!.. إذا قلتُ بأن هذا الكعك سيء فـ هذا يعني أنه يجب عليك رمي هذه النفاية في سلة المهملات قبل أن تسمم الحضور بهذا المذاق العفن !!!!
كانت على وشك صب محتوى الصينية في سلة القمامة !!... وفي هذه الأثناء دخل أنديان.. _ أورتشيـــــــه !!!!!
نظرت المعنية إلى الأخير, وبحركة سريعة أسقطت الصينية من بين يديها لتسقط على قدم الطباخ الذي صرخ ممسكًا قدمه بألم !!
وقفت أمام أنديان وهي ترفع فستانها السماوي لأعلى بشكل طفيف, نظرت إلى بدلته السوداء التي جعلت من أنديان شابًا وسيمًا !.. _ لقد حان الوقت
أومأت برأسها بسعادة, وطوقت ذراعها حول عنقه وجرته خارجةً من المطبخ رغم مقاومته!!.. والنادلون ينظرون إليها باستغراب!
أما في إحدى غرف الدور الثاني.. كانت تلك الفتاة الصغيرة واقفة أمام مرآة كبيرة, والخادمة تعدل لها فستانها الأرجواني الطويل والمزين ببلورات من الفضة.. بينما ترفع شعرها لأعلى بمشبك فضي, وتركت بضع خصلات لتسقط على جبينها بحرية ! _ عزيزتي ليليث.. أنتِ فاتنة جدًا
تحدثت سوليداد التي كانت ترتدي فستانًا قصيرًا أسود اللون, وقد زينت شعرها الأحمر القصير المنسدل بشرائط سوداء وأخرى بيضاء بشكل عشوائي وجميل !
أومأت ليليث بإحراج, وأنزلت رأسها حين فتح باب الغرفة ليدخل دانتي الذي وقف مندهشًا وهو ينظر إلى ليليث..
اقترب منها وهو يبتسم ابتسامته الساحرة..!! وانحنى مادًّا إليها يده قائلًا _ حان الوقت جميلتي !
تأوهت بخجل شديد وهي تشعر بأن رأسها يكاد ينفجر من شدة الحرارة!.. همست سوليداد لها كـ تشجيع بسيط _ هيا عزيزتي فالجمهور ينتظر!
وغمزت لها ,فاستسلمت ووضعت كفها الصغير بين أنامل دانتي الدافئة الذي سرعان ما ابتسم!.. وأخذها إلى خارج غرفتها وخلفهما سوليداد..
انطفأت أنوار القاعة ليتفاجأ الحضور, لم تتعدى ثانية إلا والستارة السوداء الكبيرة تنفرج !!..إلتفت إليها الجميع وانتظروا ما سيحدث تاليًا بتلهف !!
كانت مجرد غابة مصنوعة من الورق!..
وفجأة ظهرت أورتشيه وهي تركض بسرعة خارقة من أحد جانبي المنصة وهي تصرخ _ عااااااااآ صرصـــــور!!!!!!!!!
وتدخل إلى الجانب الآخر من المنصة !!.. ضحك الحضور بقوة ليظهر صوت أنديان غاضبًا من حيث دخلت أورتشيه للتو _ أيتها الحمقاء لقد أفسدتِ الأمر!!!.. آاه لحظة هذا حذائي!!!
تعالت الضحكات مرة أخرى, وعم الهدوء فجأة منتظرين ما سيحدث تاليًا !!
نزلت سلة كبيرة من الأعلى مربوطة بخيط ما!.. في ذات الوقت الذي دُفِع فيه جوي وهو يرتدي درعًا حديديًا !..توقفت السلة عند المنتصف, وخرجت منها سوليداد, نظرت إلى الحضور بتوتر وخجل.. وكانت ستعود إلى داخل السلة لكن همسًا من دانتي الواقف خلف الستار شجعها _ سولي هيا تشجعي !
تمالكت نفسها, وحاولت تأدية دورها, فرفعت رأسها وصرخت برقه متظاهرة بالخوف _ آاااااه النجـــدة ساعدوني... أنا أخاف المرتفعات !!!
انتظر الجميع من خلف الستار جوي الذي كان من المفترض أن يقفز وينقذ الأميرة.. لكنهم عوضًا عن ذلك سمعوا صوت شخير !
ضحك كل من في القاعة بينما خرج أنديان ليجذب جوي عن الأنظار ,وفي تلك الأثناء خرج تشينيز من الجانب الآخر وهو يرتدي درعًا هو أيضًا !.. نظر إلى سوليداد وهتف بصوت عميق _ عزيزتي الأميرة سوليداد.. أنا الفارس تريستان قد قدم لإنقاذك!.. لكن في المقابل أريد منك أن تغني لي أغنية تطرب لها مسامعي!
حملقت سوليداد به بتردد, لكنها تذكرت الإتفاق الذي عُقِدَ بين أعضاء النخبة!.. بلعت ريقها بفزع, وحاولت جعل صوتها خالٍ من الرجفة _ لكَ ذلكّ يا أميري الفاتن !
وشرعت في الغناء, صمت الجمهور لـ هنيهة وهم يسترقون السمع لذلك الصوت الرقيق!..
بعد دقائق أنهت أغنيتها لتعلو أصوات التصفيق معلنة إنبهارالمشاهدين !
تقدم تشينيز وقفز ببراعة وخفة نحو السلة المعلقة!.. أمسك بحافتها ثم قفز إلى داخلها!!..
وقف بجانب سوليداد التي ظهرت الدهشة على وجهها وهي تقول _ عذرًا أيها الأمير الفاتن.. ألن تخرجني من هـ..
قاطع كلامها وهو يضع إصبعيه السبابة والوسطى على شفتيها _ أششش.. لا يمكنني حرمان النجوم من ارتشاف عبق جمالكِ !
احمرت وجنتيها بخجل, وحلَّ الظلام على تلك البقعة من السماء, ليسلط الضوء على أرض المنصة!
نظر الجمهور مترقبًا!
وفجأة خرج دانتي من أحد جانبي المنصة ,بينما خرجت ليليث من الجانب الآخر..!!
اقتربا من بعضهما بهدوء وخطوات رقيقة!.. حتى صارَا قريبين فوقفَا وهما يرمقان بعضهما بنظرات غريبة _ دانتي أنا خائفه !
همسَت بخوف وتوتر شديدين, فَـ اقترب دانتي من أذنها هامسًا هو الآخر _ لا حاجة للقلق فأنا هنا بجواركِ !
في هذه الأثناء ظهرت أورتشيه وهي تتقدم من دانتي حاملةً تاجًا من الفضة ,ما إن سلمته إليه حتى عادت إلى خلف الستارة !!
قربه دانتي من رأس ليليث وابتسامة ساحرة ارتسمت بين شفتيه..
ما إن وضعه حول رأسها حتى ظهر دخان وردي وتحول التاج إلى طوق من ورود!!
ظهرت الصدمة على ملامح الأخيرة بينما ينطق دانتي بهدوء _ عيد ميلاد سعيد ليليث !
نزلت دموعها ورغم ذلك فقد ابتسمت !.. أثنَت وهي تشعر بسعادة تغمرها! _ شـ..شكرًا
انطفأت أضواء المنصة, في حين أُنيرَت القاعة وأُسدِلت الستائر معلنةً إنتهاء العرض !
تعالت التصفيقات من كل شخص موجود داخل القصر, من بينهم السيد ماكويل والسيدة ليفانيا التي أخذت تبكي من فرط سعادتها ! _ هذا رائع.. لقد نجحنا !!!
صاحت أورتشيه بسعادة, فنظر إليها أنديان وهو ينطق بسخرية _ شخص مثلك ظن قطعة خزف ملقاةً صرصورًا.. لا يحق له نسب نفسه إلى رابطة نجاحنا !
دهَست قدمه بكعب حذائها الأبيض العالي, شعر بالدم يكاد يخرج من رأسه وهو يحاول بقدر الإمكان كتم صرخته !! _ ولكن.. أين دانتي ؟
تساءل تشينيز وهو يبحث عن دانتي بعينيه, فـ قالت سوليداد وهي تشير إلى المخرج.. _ لقد خرج للتو وبرفقته ليليث..
توسعت عيني تشينيز بصدمة !! _ أيعقل أنه جاد بشأن هذا الأمر؟!!!
.....
نزع سترته ووضعها حول كتفيها وهو يبتسم بخبث !! _ دانتي !! أرجوك سوف أصبح عمياء !!!
توسلَت ليليث وهي تتحسس الرباط حول عينيها !!.. ضغط دانتي على يدها وقال محاولًا طمأنتها _ لا تقلقي عزيزتي ليليث فـ كما أخبرتكِ.. أنا بجوارك !!
نفخت وجنتيها بغضب, وخطفت يدها لتضمها إلى حضنها وهي تتمتم بقلق _ لكني أسمع صوت سيارة !
كاد دانتي أن يجيب.. إلا أن السائق قد قاطعه وهو يخبره بأنهم قد وصلوا إلى وجهتهم !!
ابتسم دانتي وطلب من السائق الخاص بالعائلة أن ينتظرهما هنا قليلًا ريثما ينهي عمله !.. ترجَّل من السيارة وحمل ليليث برقة لِـ تطوق هي عنقه بفزع _ دانتي أين نحن؟ _ إنها مفاجأة !
قطبت وهي تشعر به قد بدأ يمشي, صاحت بعصبية مهددة إياه !! _ أخبرني وإلا أقسم بأنني سأنزع هذا الرباط السـ.. | سكتت فجأة وهي تشتم شيئًا ما|.. دانتي ما هذه الرائحة؟؟
حاول كتم ضحكته وهو يقترب ليلامس بقدميه المياه الباردة !
وضعها على الأرض الرملية, وامتدت يديه لينزع ذلك الرباط عن عينيها, نظرت إلى المكان حولها, استغرق منها استيعاب موقعها عدة دقائق قبل أن تصرخ _ إنه البحــر !!!!!
اقتربت بسعادة, إلا أن دانتي أمسكها وقال مانعًا إياها _ لا تدخلي الماء.. أخشى أن يصيبك البرد !! نظرت إلى عينيه بِـ رجاء ودموعها قد ملأت عينيها
_ دانتي أرجوك !.. إنها المرة الأولى التي أرى فيها بحرًا حقيقيًا غير الذي أراه في الكتب !!
نظر إليها مطولًا, تنهد بقلة حيلة !..انحنى إلى مستواها وهو يحذرها بسبابته _ حسنًا.. ولكن إياكِ وأن تبتعدي عن مستوى الرمل !
وأشار إلى مكان تكاد تصله المياه, نظرت إليه بملل لكنها سرعان ما بدأت في الركض على المياه وتعلو ضحكاتها كلما لامست قدميها الماء !!
مضى وقت ليس قصيرًا وهي تستمتع ببرودة المياه, ثم جلس كلاهما يلعبان بالرمل ويصنعان أشياء كثيرة !..حتى بدأت ليليث تتثاءب, وشعر دانتي باتجاف جسدها وقد علم مباشرة أنها بدأت تشعر بالبرد أخيرًا !
حملها إلى السيارة, وصعد بجانبها مغلقًا الباب !!.. أشار إلى السائق بالعودة وهو يراقب رأس ليليث يرتخي ببطئ لِـ يستقر في حضنه..
بعد عودته إلى المنزل..
حملت الخادمة ليليث إلى السرير بعد أن استبدلت لها ثيابها المبتله بأخرى مخصصة للنوم, بينما توجه دانتي إلى غرفته متجاهلًا الأسئلة المزعجة التي يطرحها كل من أنديان وأورتشيه بشأن المكان الذي اصطحب ليليث إليه !!.. بدَّل ملابسه وارتمى بجسده فوق السرير.. لكنه انتفض بعد أن تذكر شيئًا !!.. توجه إلى الخزانة وأخرج منها حزامه الأسود, بصعوبة حاول ربطه حول يديه, وعاد إلى سريره ونام !!
شهق وانتفض من السرير !!.. كان العرق يتصبب من وجهه بغزارة !.. ويتنفس بعنف وكأنما أعلن الهواء احتياجه إلى الأكسجين !!
نهض من سريره, ونزع الحزام من حول يديه, ومن دون وعي منه ركض فاتحًا باب الغرفة وخرج قاصدًا الغرفة المجاورة له !!
فتح الباب فَـ انزلق منه المقبض بسبب يده المبللة بالعرق !!.. حاول فتح الباب مرة أخرى !.. فَـ انفتح هذه المرة, ودخل متوجهًا نحو سريرها لاهثًا !!
أبعد الغطاء عن جسدها بيدين مرتجفتين, وألصق إحدى أذنيه على قلبها !.. وهو يتمنى في داخله ألا يتحقق الحلم !!.. لكنه تسمر منفجعًا!
رفع رأسه وأمسكه بين يديه.. تأوه بألم.. سرعان ما رفع نصفها العلوي, وحضنه بين ذراعيه !!.. صرخ ودموعه تتسابق في الإنهمار !... لقد تكرر الأمر.. لا يعلم لمَ؟..لكنه يشعر بأن المشهد متكرر !!
سَـ يَرى الموت مرة أخرى..!! ويواجه الألم دون القدرة على الهروب منه !!!..
لا أحـد يـرد ,, |
__________________ قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻 سابقاً C I E L |