01-24-2016, 03:14 PM
|
|
تسمرت مكانها , قبل أن ترفع رأسها , وتقابل ذلك الشاب الواقف أمامها! _ يبدو أن الغرائب تحصل عادةً بعد كل شيء!
"أرجوك , توقف عن الفلسفة!" ,, لاحظ صمتها المطبق , وتحديقها بنظرتها المشككة , فتوتر هو وقد بان ذلك في عينيه اللازورديتين. _ ما بال هذه النظرة ؟ _ لو تتوقف عن إلقاء كلماتكَ بعشوائية لسيكون الأمر مطمئنًا , ولإعتبرتكَ الفارس الذي ينقذ الأميرة لحظة ضعفها! _ إذًا أعتبرك أميرتي؟
رمقته بحده , فضحك بخفة , مد يده نحوها وهو يبتسم _ أمزح فقط , هلاّ نزعت هذه النظرة المخيفة عن وجهك الجميل , وقبلتِ مساعدتي!
أنزلت رأسها أرضًا , هل هو أحمق أم يتظاهر بالغباء ؟!! ألا يرى أنها لا تستطيع الوقوف؟
احمرت وجنتيها وهي تشيح بوجهها بعيدًا , تأتأت محاولة النطق _ لـ .. ليس بوسعي الوقوف! _ أعلم
نظرت اليه بدهشة , فقرأ هو الأخر في رمادية عينيها السؤال , حاول الحفاظ على ابتسامته _ لا شيء يمنح من دون مقابل! ,, أعطني شيئًا ثميناً وسأعتبرك فتاة تحتاج الى المساعدة!
استنكرت مطلبه , غرست يديها بعصبية وسط الثلج , وأخرجت كومة بين يديها , رفعتها بعد أن شكلتها
فاجأته وهي تلصق بكرة الثلج على وجهه!! _ ماذا فعلت؟؟
" أغرب عن وجهي يا هذا"!
لو أن أحد العباقرة هنا لقرأ ذلك في ملامحها! لكن من غيرها وهذا الأحمق يكاد يخترقها بنظراته الغاضبة! _ ليس شيئا يكفي لإخراسكَ الى الأبد!!
"وكأني آبه لأمثالكِ! " _ إذا فلتتعفني هنا فوق الثلج!!!! _ لا أمانع!
وكأنها تأبه لأمثالكَ! .. ألا يكفيها ما يحصل معها ؟..فلتنقلع!! هذا أفضل لها ولك!! وراقبته يختفي بين هواء الندى , شيء من خوف غلف قلبها! تركها لوحدها ليس ما رغبته..!! =====
{ظلمة}! .. ابتهج لها الخوف ليتملكها الفزع ..
هل استفقدت البصر؟ ماذا عن النور! اين هي؟ ماذا عن تلك الليله؟؟ وماحدث عقب وقتها؟؟
أطلت بعينيها لم ترى شيئا لم تبصر إنشًا متأكدة أنها قد فتحت عينيها الرماديتين على أوسعهما! وما أقصد بأوسعهما! , ما فاق محجريهما! , وما جعلها تتأكد بأنها مستيقظة! , ليست في كابوس طبعا , اذًا ماذا حدث؟؟
شئ بارد يغلق على عينيها! , امتدت يدها بتردد وبأصابع مرتجفة أبعدته .
كانت منشفة باردة! , لازالت لم تعتد على الضوء , أسندت كفها على موضع عينيها هي تحس بالصداع! , اين هي؟ ,الأهم مالذي حدث؟؟
تمعنت في ما حولها , ثرية مذهَّبه تتدلَّى من السقف فضي اللون , وملمس من كريمة بيضاء تتمثَّـل في أربع جدران , وبجسدها النحيل استلقت فوق سرير واسع , وأغطية ملساء فوسفورية مزينة بنقوش سوداء أشعرتها بالدفء.
استقامت بجذعها , لتتكئ على الوسادة الناعمة , ومنظور من بلاهة غلف ملامحها , لتفغر فاهها بصدمة , ما هذا المكان؟ , مؤكد أنها ليست في البيت! , هذا مؤكد جدا!! , واحتمالية تأكيده 100%.
دثرت نفسها بالغطاء في نفس الثانية التي سمعت بها صوت فتح الباب! , تحاملت على نفسها وهي ترفع شيئًا طفيفًا من الغطاء لترى من ذا الذي أوقف قلبها!.
وأصدرت صرخةً بعد استدراكها أن الغطاء لم يعد بين يديها! _أشششش يا حمقاء ستوقظين والداي بصراخك!!
ازداد استغرابها وهي تحدق بالبخيل الأشقر من تلك الليلة! , قطبت حاجبيها بتفكير , سرعان ما استنكرت قائلة _ خطفتني!!!
عقد حاجبيه هو الآخر , وكذلك ساعديه وهو يشيح بوجهه إلى الجهة الأخرى.. _ إن كنتُ أبدو لكِ كخاطف مجانين فهذه مشكلتكِ! , لكن لم أتوقع أن مختلةً مثلكِ ستفكر بهذه الطريقة البشعة!!!
_ ماذا؟؟.. | اندفعت بغضب|.. "هذا الوغد يستمر في إلقاء كلماته بعشوائية"..| قبضت بيديها على الغطاء هامسةً بصوتٍ كفحيح الأفاعي| _أين أنا؟؟ _ في منزلي. _ ماذا؟
أحست أن قطرة كبيرة من الإحباط قد أغرقت تفكيرها , أتى السؤال يعقب سابقه _ منذ متى؟؟ _ منذ يومان! | شدَّد التحديق بها| .. أصبتِ بحمَّى لأنكِ كنتِ تسيرين حافية في البرد , ولعلك سرتِ لوقتٍ طويل لا أعلم | هزَّ كتفيه|.. أي شيء غير طبيعي متوقع منكِ!. _ وهل تعرفني أنتَ يا سيد عاقل! _ رغم كون الكلمات التي تبادلناها قليله , إلا أن معظمها إمَّا يكون جنونًا أو إصلاحَا لهذا الجنون! _ وأنتَ السيد مصلح؟؟
راقب ببرود زاوية فمه تتمايل لأعلى بشكلٍ ساخر .." الحمقاء تسخر مني , وهي موضع الضحك!"
تبدَّل فجأة تعبيره إلى الإبتسام _ اسمي رينيس إن رغبتِ في معرفةِ ذلك! ..|مدَّ إليها بفطيرة الكرز ناطقًا| ... انتهى النقاش , تغذَّي جيداً فنصائح الطبيب لم تخلو من ذلك!
استنكرت متحجِّجه _ وكأنِّي سأرغب بمعرفةِ شيء كهذا!! أوه..| فتحت عينيها بصدمة , وهي تستشعر مربى الفراولة وقطع الكرز بين شفتيها , نظرت إللى ملامحه المتجعدة وفمه المنتفخ وكأنه يحاول كتم ضحكته , وإلى ذراعه الممدودة لتنتهي بيده عند فمها , سعلت فجأة وهي تشعر بحبة فراولة قد اخترقت حنجرتها بدون وعي منها!
قفز من مكانه , ونزع الفطيرة من فمها , مد إليها بكوب الماء , رشفت منه حتى أنهته! _ أنتَ أحمق! _أنتِ حمقاء!
حدَّقا ببعضهما بعد أن أدركا بأنهما فكرَا بنفس الشيء , فأصدرَا ضحكة على غبائهما .
"كلاكما أحمق!!" هذا ما فكرا به وأيقناه!.
تناولت ماتبقى من الطعام الذي قدمه إليها , كان فاخراً بالنسبة لفقيرة مثلها!.
تذكرت فجأة ما أوصلها إلى هنا ... كان كوب ماء!!
تحدثا مع بعضهما عن أمور جانبيه , كما استوحا منها الكثير عن جانبهما الشخصي , كان هو ينطق وهي تضحك , حتى غلبها النعاس! , لاحظ تثاؤبها المستأنف , ومن دون أن تدري أو تعي , دثرها بالغطاء , وأغلق النور وخرج.
هي متأكدة بأنها شعرت بالنعاس المتلهف , وهي المستيقظة قبل ذلك بدقائق!
تذكرت الكثير من حديثهما تلك الليلة , ولكن لشدة تعبها المفاجئ , وضحكهما المشوب ببعض من مسمى {اللاوعي}! لم تستدرك ذلك إلا في وقتٍ متأخر!
{تنسمٌ هوائي}
كفه باردة إلتمست باحتكاك مع جبينها!.
{تنفسٌ مستعجَل} _ انخفضت الحمى أخيرَا , بإمكانكَ أخذها الآن..
{يتباطأ بهدوء}
صوتٌ مزعج لصهيل خيلٍ قد دبَّ داخل أذنيها.
{شهقة}
_ أحيانًا ألجأ للتدنيس في سبيل بلوغ عالم أفضل!
{ضحكَت} _ أوتعلمين؟ بعض الناس يعتقدون أن السلام هو كل شيء , رغم أنهم لا يحاولون بأبسط الطرق لبلوغ ذلك! مع أن البساطة هنا .. مجرد صراصير تُسحق وتُسحق , حتى تطلب وتناجي بالحياة عوضًا عن الموت , وهي المقبلة عليه!.
و{ضحكَت}!
وكانت مجرد صرصورٌ أُخِذَ إلى الموت مكبلاً. -
يتبــــع |
__________________ قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻 سابقاً C I E L
التعديل الأخير تم بواسطة Aītn ; 01-24-2016 الساعة 03:48 PM |