##


{لوحة}

في كَوكَب أخَر حيثُ كُلِ السُكانِ لَهُم قوي خارِقَة.
كانَت تَقِف شابَة ذات شَعر أسود طَويل وعيون شَمسيَة أمام الشاطيء وبِحَرَكَة سَريعَة مِن قَدَمَها رَفَعَت رُمحًا خشبيًا ليَدَها ثُمَ رَمَت بِهِ إلي شاب يُقابِلها وبقي في يَدَها الأُخري رُمحًا ، نَظَرَت لِطِفلَين مُحَدِثَة : راقِبا جَيدًا!

أقتَرَب الشاب ذو الأعيُن الزَرقاء بِسُرعَة وأخذا يتَبَارَيان ومياه البَحر تتناثَر حَولَهُما.
كان الطِفلان مُندَهشين فالبدايَة حتي لاحَظا أنهُما كُلَما أرادا قِتال بَعضَهُما وجهًا لوجه أسرع الأخَر لا إراديًا فتتقابل ظهورَهُما ،هَذا لِأنَهُما فالحقيقة لم يَتَدَربا إلا علي الدِفاع عن بَعضهما!

كانَت تَرتَدي فُستانًا أبيض اللون قَصيرًا وبِرِجلِها خُلخال أزرَق ضَرَب فيه الموجُ فظَنَتهُ كائِنًا بَحريًا وكادَت تَقَع لولا أن دارَ الشاب بِسُرعَة حولَها وأمسَكَ خِصرَها وأرتفعا قليلًا عن الأرض.

كانَت أعيُنَهُما تَروي أشياءً ،هذا ليسَ حتي قِتالًا ..
لَكِن كيف للأطفال أن تُلاحِظ هَذا؟ كُل تَركِزُهم أنصَب علي الطاقة التي أرتفَع بِها الشاب وعادا بِسُرعة للمُبارَزَة من جديد ،يدوران حول بَعضِهُما وكأنها رَقصَة، بِعيونِهما شُعاع ما..

تعالي هُتاف الطِفل الأكبر : هيا أُمي بإمكانِك هَزيمَتُه!
فهَلَل الأصغَر : أبي! يُمكنَك فِعلها!
ثُمَ نظر الطِفلان لِبعض والشرَر يتطاير بينَهُما مُظهِرًا أنهُما أخوانِ..

فجأة تحولَت نظرات الأبوين وأرتفَع كِلاهُما عن الأرض، أنتقل العِراك للسماء، لكنَهُما كانا ظَهرًا لِظَهر ويُحارِبان أشياء أُخري..
كائِنات ظَلامية..
لكن ليس للأطفال القُدرَة علي رؤيتها ،ليس الآن..

بعدما هَبطا :-

- هذا مُمِل! عَرض العُملَة الذَهبية مَرة أُخري؟
قفز الصَغير : بِرَبَك لقد كانا رائعين! الأمير والأميرَة ،وجهين لعُملَة واحِدَة!
قالها وهوَ يُحَرِك ساعِداه بِكُل ما أؤتي جَسَدُه الصَغير من قوة تعبيرية.
- لا أنا أُريد أن أعلَم من سيفوز!
ضَحِك الشاب : أنا سأفوز في أي وقت أنا دومًا أُنقِذ أُمَك!

قالت بِنَبرَة مَازِحَة : أوه حَقًا؟ اقتَرِب قَليلًا..
قالَت هَذا وهيّ تؤشِر بإصبَعَها وتَبتعِد فَظَنَها تُغازِلُه فأقتَرَب
وبنفس القدم التي بِها الخُلخال الأزرَق كَعبَلتهُ وسَقَطَ فالبَحر الأزرَق كَعينيه.

أنحنت قليلًا كمن يُقدِم عَرضًا فالسيرك : وهكذا يا سادَة تُسقِطونَ الأمير أرضًا !

كانِت أسنانُه ظاهِرَة كاللؤلؤ والطِفلان يُصَفِقان..
- ألن تُنهِضيني؟
أقتَرَبت لِتُنهِضُه فَبِدورِه شَدَها، أقدم خُدعة فالتاريخ، لكنهم من كوكَب أخر!
وفي لَحظَة جري الأطفال لِحُضنِهُما وبِهَذا أصبح الجميع فالماء..
ساد صَمت مُريح لِدقائِق ،إلا من صَوت النوارِس أو طيور ذَلِكَ الكوكَب الأخَر..
حتي قال الطِفل الأصغر : أتعلمون؟ لو قاتَلت الأطفال فالمَدرَسَة كما تُقاتِلون بَعضَكُم فإنَهُم سَيركُلون مؤخِرَتي!!
انهارَت أُمُه ضَحِكًا حتي أصبح رأسها علي صَدر الشاب أي تقريبًا كُلها فالماء فتابَع الطِفل الأكبر : لا مُزاح!

-