عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree315Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #81  
قديم 06-28-2018, 03:28 PM
 

العنوان : لم أكن

-" لستُ حيّة ! و ماذا في الأمر ؟ "
صرخت بكل قوتها في منتصف الطريق ، غير آبهةٍ بضجيج السيارات ولا موجات المارّة و لا بتلك الأكتاف التي تضربها يميناً و يساراً !
لم يكلّمها أحد ! كأنهم لا يطرِفونها بأعينهم أو يتلمسّونها بأيديهم
كأنها ليست هُنا ، أو أنها شبحٌ من البلازما ؟
عاودت صياحها :" نعم لستُ حيّة ! لكنكم ترونني ، فقط أثبتوا لي ذلك ! أو فليدهسني أحدهم بسيارته على الأقل !! "
و هاهم بدأوا بالتهامس ، دون النظر إليها ، باتت أصواتهم المتصاعدة مجرّد وشوشات بِـ نوتاتٍ منخفضة ، العربات تتجنبها و الناسُ لا يكترثون بها .
تظاهرهم بعدم وجودها ، هو أكبرُ دليلٍ على أنها هنا !
يحاولون أن يضحضوا كيانها ، لكنهم بذلك يثبتوه .
هوَت على الأرض و تقوقعت كسلحفاة شاردة ، الهمساتُ تتواصل ، أصواتٌ مُزعجة ... مُزعجة للغايّة ، همست بدورها :" بحقكم ! بحق الوجود ذاته ، ألا يوجد كائن واحد في مدينة كاملة ، يعترف بي ! "
في مدينة كاملة ، ضخمة ، محشوة بالبشر ، وفي منتصف الطريق ، إنسانةٌ شعرتْ بالوحدة .
ردّدت :" لم أكُن .. لم أكُن ... لم أكُن ... "
ندّت بلعناتٍ على العالم البائس ، و نهضتْ وقد عزمتْ الإنتحار أخيراً ، كانت تؤمن بأن الإنتحار جريمة بحق نفسها ، لكنها مُتيقنة ، الآن أن هذا أفضل لمن حولها .
ما لبثت حتى انتبهت أنها كنت تعرقل سبيل سيّارة واحدة ، سيّارة سوداء النوافذ ، سيّارة لم تعدّل طريقها لتمرّ بجانبها ، بل إنتظرت بصمتٍ طويل .
رُميَ عُقب سيجارة من نافذة السائق ، ثم أخرج الرجل وجهه الساخط و لفظ :" معتوهة ! ابتعدي عن الطريق ! "
ضاقت حدّقتاها لوهلة ، و انقبضَ صدرها ، :" ألا تسمعينني !! ياللعتُه ! "
ضرب باب سيّارته و خرج قاذِفاً الباب بصرامة ، لم ترَ سوى بنطاله الجلديّ الضيق بالبداية ، صعوداً نحو الحزام المبهرج ثم القميص الغامق ، مفتوح الأزرار ، لتنتهي عند الربطة الجانبية في عنقه .. ورديّة اللون .
همست ببرود :" مجنون "
انطبقت اسنانه و صرّتْ بعنف ، ثم أمسك بيديه الكبيرتين كتفيها النحيلين و انتزعها من مكانها ليُثبّتها على الرصيف
قرّب وجهه الجامح منها ، فتبيّنت تلك الشعيرات على ذقنه ، انتبهتْ لدقّة أنفه و أطالت النظر في عينيه العسليتين .
ببطئ همس :" لا تقفي في وجه سيّارتي أبداً ! "
لوهلة لم تشعر هي سوى بالسعادة ، و عجيبٌ كيف تدفّقت دموع عينيها الفاتحتين ، ليست حزينة أبداً ! لكنها تبكي .
ناظرها قليلاً وهي تكفكف عبَراتها ، ثم همّ راحلاً و قبل أن ينطلق ، سألها من النافذة :" من أنتِ ؟ "
رسمتْ إبتسامةً تنافت مع حقيقة أنها تبكي و أجابتْ بثقة :" لستُ أحداً ! لكنني أكون . "

العنوان للي بعدي :" خديعة مِن واقع "

__________________
رد مع اقتباس
  #82  
قديم 07-12-2018, 12:29 AM
 
.
.
.

العنوان : خديعة من الواقع

المكان : انجلترا ، بلاكبورن ، 1993

القصة :

على خشبة المسرح كان يقف بكل شموخ ، مرتديا بدلتة الحمراء القريبه للغاية من بدلة "بي. تي. بارنوم " ، صاحب السرك المسمى باسمه ، لكن ميزته تلك القفازات السوداء ، و القبعة الدينماكية والتي تنافي المنطق والواقع فهي تنفث الدخان كما لو كانت طاحون ، كان يقف يؤدي ابهر الخدع كما يصفونه في الجرائد ، انه الحفيد الثالث لي الساحر المعروف "هاري هوديني"
ولشد فخره بجده الاكبر كان دوما يفتتح عروضه الخطره بجملة جده المشهورة
" أنا لا أؤمن بتحضير الأرواح ولو كان تحضير الأرواح حقيقة لعاد هوديني إلى الحياة وهوديني العظيم لن يعود أبداً "
ما يلي هذه الجملة من صوت دوي تحطم العظام وتمزيق الللحم و صرخات " هوديني" يجعلني اشك في ذلك ، بعد ان يقدم خدعته الدموية في نفسه ، يعيد الظهور من "صندوق هوديني" لجدته الكبرى ذلك الصندوق الذي يخدع الواقع ، لم اصدق تلك المقاله عن كونه ربط نفسه على الطاولة وغطى كل شي عدا وجهه و جعل سبعة اشخاص من الجمهور عشوائيون يحملون فؤووس ويهون بها على جسده ، بداية كان الجمهور يتقزز من تنافر الدم ومن صرخات "هوديني" ولكن سرعان ما تجرد الحضور من انسانيتهم ، واخذوا يصرخون مشجعين السبعة الاخرين ، الى ان فاضة روح الرجل الذي يقطع ، ثم تقوم تلك المساعدة الجميلة بفتح الصندوق لتريه للجميع كونه خالي ، تجعلهم يدسون في الصندوق باقدامهم ليتاكدوا من خلوه من شي ، ثم تميل الطاولة لتسقط كل اجزاء المدعو "هوديني" داخل الصندوق ، لتغلقه ، يفتحه هو بعد ترديد الجمهور للمقولة السحرية : يقف من الصندوق قطعة واحدة ، وكان سبع فؤوس لم تلمسه قط ولم تقطعه وتكسر اطرافه
انه الساحر الذي خدع الواقع ، حتي ما عاد الواقع منطقيا !
كان ما تراه وما تسمعه ، لم يعد كافيا ليخبرك عن كون ذلك حقيقيا !!
ارغب في تجربة ذلك فعلا ، ارغب ان اقطع "هوديني" بيدي ، لاعرف الحقيقة
حقيقة خِدَاعَ الواقع !

.
.


النبذه كانت ممتعة في الكتابة ، ومجددا اعتذر لكون الامر يتحول الي حبكة رعب بطريقة او باخرى

العنوان لمن بعدي (( المنصة المتأكلة ))

.
.
.
رد مع اقتباس
  #83  
قديم 03-27-2022, 09:33 AM
 
جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #84  
قديم 04-22-2022, 01:30 AM
 
شكرا لك على هي الموضوع
تحياتي
رد مع اقتباس
  #85  
قديم 01-08-2023, 07:05 AM
 
شكرا على هذه المشاكة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
موقع رائع وفكرة جميلة لتعليم الانجليزي سمسممم تعلم اللغة الانجليزيه 0 01-23-2012 11:46 PM
طرى طيفك على بالي وفكرت التقيك اشلون سعودية ذوق والراس فوق خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 07-31-2010 11:55 PM
الموضوع ماعرفلاش عنوان ممكن حدايحط له عنوان...........mk mk1990 نكت و ضحك و خنبقة 12 02-07-2010 12:51 PM
فكرت وفكرت ربما حرت في أمرك ... فكيف تتخد قرارك..؟؟؟ سيف الإسلام حوارات و نقاشات جاده 14 06-25-2009 01:40 PM


الساعة الآن 11:59 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011