عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-21-2016, 08:22 PM
 
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 8 !!

سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 8
سيرة
سيدّنا عليٍّ بن أبي طالبٍ عليهِ السَّلام
مِنْ دروسٍ
لفضيلةِ الدكتور : محمد راتب النابلسي
حفظه الله تعالى وبارك فيه وبارك في علمه وعمره آمين.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , والصَّلاة والسَّلام على سيدِّنا مُحمَّدٍ الصَّادقِ الوعدِ الأمينِ , اللهمَّ لا علمَ لنا ، إلا ما علمتنا ، إنكَ أنتَ العليم الحكيم , اللهمَّ علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً , وأرنا الحقّ حقّاً , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً , وارزقنا اجتنابه , واجعلنا مِمَنْ يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنهُ , وأدخلنا برحمتكَ في عبادكَ الصَّالحينَ .
ومِمَّا وردَ في بعضِ الأحاديثِ الشَّريفةِ ، يقولُ عليهِ الصَّلاة والسَّلام :
" ليسَ بخيركم ، مَنْ تركَ دُنياهُ لآخرتهِ ". ( ورد في الأثر ).
لا بدَّ ، أنْ تكونَ على شيءٍ ، قيمة المرءِ ما يحسنه ، لكَ اختصاص ، لكَ مهنة ، لكَ حرفة ، متفوقٌ في شيءٍ ، فهذا الشيء ، توظفهُ في سبيلِ اللهِ , إنْ كانَ مالاً تنفقهُ في سبيلِ اللهِ ، وإنْ كانَ علمًا ، تنفقهُ في سبيلِ اللهِ ، ربنا عزَّ وجلَّ قالَ : ،
﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ( سورة البقرة الآية : 3 ).
كيفَ وصفَ ألنَّبيُّ عليّاً ؟؟
وقدْ وصفَ النَّبيُّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، هذا الصَّحابي الجليل : بأنهُ مخشوشنٌ ، في سبيلِ اللهِ ، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ : " اشْتَكَى عَلِيًّا النَّاسُ ، قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِينَا خَطِيبًا ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَشْكُوا عَلِيًّا ــ فَوَ اللَّهِ : إِنَّهُ لَأُخَيْشِنٌ ، فِي ذَاتِ اللَّهِ ، أَوْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ( أخرجه أحمد : عن أبي سعيد الخدري ، في مسنده ).
هناكَ أناسٌ كثيرونَ مخشوشنونَ ، ولكنْ ليسَ في سبيلِ اللهِ ، يقول لكَ : لا ليسَ عندي إمكانية ، فهذا مخشوشن ، مقهور في سبيلِ الدنيا ، لكنَّ الصَّحابي الجليل سيدّنا عليّ ، كان مخشوشناً ، في سبيلِ اللهِ , فالإنسان : قدْ يصبر ، لكنْ ليسَ في سبيلِ اللهِ ، بلْ يكون مقهورًا ضعيفًا ، قهرتْه الدنيا ، وانحنى ظهرُه ، لكنَّ اللهَ تعالى يقول : ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ( سورة المدثر الآية : 7 ).
تجد شخصًا ، بإمكانهِ ، أنْ يحطِّم خصمهُ ، لكنَّهُ يصبر للهِ عزَّ وجلَّ ، ويكظم غيظهُ ، فهذا صبرٌ ، في سبيلِ اللهِ .
====================================
مرّة سيدّنا عليّ ، قَدِمَ مكة من اليمن ، ورسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، يحجُّ بها حجَّة الوداع ، تعجل هو إلى لقاء النَّبيّ ـ تاركاً جنوده ، الذين عادوا معه على مشارف مكة ، بعد أنْ أمَّر عليهم أحدهم ، بدا لهذا الأمير المستخلف ، أنْ يلبس الجند ، حللاً زاهيةً ، منْ تلك التي عادوا بها من اليمن ، كي يدخلوا مكة ، وهم في زينتهم ، يسرُّ منظرَهم الأعينُ، وأمرَهم فأخرَجوا ، من أوعيتهم حللاً جديدة ارتدَوْها ، ثم استأنفوا سيرهم إلى مكة ، وعاد الإمام الجليل ، بعد لقاء النَّبيّ ليصحب جنده القادمين ، وعلى أبواب مكة ، رآهم في هذه الحلل ، وأسرع نحوهم ، وسأل أميرهم : " ويلك ما هذا ؟ قال : لقد كسوتَ الجند ـ ليتجمَّلوا ، إذا قدموا على أخوانهم ، في مكة ، وصاح به الإمام عليّ , ويلك انزعْ : قبل أنْ تنتهي بهم إلى النَّبيِّ ، فخلعوا حللهم جميعاً ، وكظموا في أنفسهم ، مرارةً منْ عليّ الورع الزاهد الأوَّاب ، ولمَّا دخلوا مكة ، والتقوا بالنَّبيِّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، شكوه إليه، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : " اشْتَكَى عَلِيًّا النَّاسُ , قَالَ : فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِينَا خَطِيبًا ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : " أَيُّهَا النَّاسُ ــ لَا تَشْكُوا عَلِيًّا ، فَوَ اللَّهِ ، إِنَّهُ لَأُخَيْشِنٌ ، فِي ذَاتِ اللَّهِ ، أَوْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " . ( أخرجه أحمد عن أبي سعيد الخدري في مسنده ).
أي أنه : قدَّر فيه ، هذه الخشونة ، وقدَّر فيه ، حفاظه على هذه الغنائم ، التي غنموها .
مزايا النَّصيحة :
ذات مرَّة نصحه أحدهم ، وقال : " يا إمام ، خاِدعْهم ــ فإنَّ الحربَ خدعةٌ ، فقال : لا والله ـــ لا أبيع ديني بدنياهم أبداً " ، وكان يقول في بعض أقواله : " بئس النصر ، الذي يكون فيه المُنتصر ، شراً منْ المُنهزم " ، أحياناً أنت تنتصر بالخديعة ، لكنَّ هذا النصر ، ليس وسامَ شرفٍ لك ، ومن أقواله الرائعة , يقول : " عباد الله : أُوصيكم بتقوى الله ، فإنَّ تقوى الله ، خير ما تواصى به عباده " ، وسورة العصر ، تقرؤونها جميعاً ، وفي الآية الثالثة منها :
﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ( سورة العصر الآية : 3 ).
ماذا تستفيدون ، منْ صيغة تواصوا ؟ المُشاركة : أي أنَّ التواصي بالحقِّ له معنيان : أنْ تُوصي أخاك بالحقِّ ، ويا أيها الذي نصحك أخوك ، أنْ اقبلْ نصيحته ، فإسداء النصيحة ، وقبولها أمران ضروريان متلازمان ، فالتواصي جاء في هذه الكلمة ، بصيغة المفاعلة , لتدل على أنَّ فضيلة هذه الآية ، ينالها رجلان , ينالها مَن أوصى بالحقّ ، وينالها من قبِل هذه الوصية ، فاستجاب لها , قال : " إنها خير ، ما تواصى به عباده ، وأقرب الأعمال لرضوانه " والدليل قال تعالى :
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( سورة الحجرات الآية : 13 ).
المقام الذي يرفع الإنسان عند الله تعالى العمل الصالح :
واللهُ عزّ وجلَّ : ينبئنا ، في آية أخرى , أنَّ المقياس الوحيد ، الذي يقيس به عباده ، هي طاعته , قال تعالى : ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( سورة الحجرات الآية : 13 ).
أين النسب ؟ أين الوسامة ؟ أين الذكاء ؟ أين الغنى ؟ أين الصحة ؟ أين الزوجة ؟ أين الأولاد ؟ كلُّ هذه القيم ، التي يعتمدها الناس ، في التفاضل بين الناس ، لا أصل لها في القرآن الكريم , قال تعالى : ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( سورة الحجرات الآية : 13 ).
أيْ أنتَ مخلوق ، وعلّة وجودك ، في الدنيا ، أنْ تكون مُحسناً ، كي يكون هذا الإحسان ، ثمناً للجنة ، في الأصل : أنت خُلِقْتَ للجنة ، والجنة لها ثمن ، وثمنها الإحسان ، فهل عندكم دليل ؟ نعم ، في القرآن ، يؤكد هذا المعنى ، قال تعالى :
﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( سورة المؤمنون الآية : 99 - 100 ).
على ماذا يندم ، الذي يأتيه ملك الموت ؟ على الشيء الأساسي في الدنيا ، هلْ سمعتَ عن رجلٍ جاءه ملك الموت ، وهو تاجر ، ويقول : يا رب : اتركني قليلاً حتى أفرغ منْ عملي ؟ بل يقول : ﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ( سورة المؤمنون الآية : 100 ).
إذًا : الدُّنيا كلّها ، من أجل العمل الصَّالح ، والعلماء : فسروا العمل الصَّالح , ما تصلح به الدُّنيا والآخرة , قال تعالى : ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ( سورة المائدة الآية : 2 ).
البر صلاح الدنيا ، والتقوى صلاح الآخرة ، يصلح به الفرد والمجتمع ، فربّنا عزّ وجلَّ ، قرن العملَ الصالح ، في القرآن الكريم ، مع الإيمان ، في سبعين آية .
يتبع رجاءاً
جمعها مع التنسيق
عبد الله الراجي لعفوه ورضاه تعالى
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-27-2016, 05:48 PM
 
بسم الله توكلت علي الله ولاحول ولاقوة الا بالله
حسبي الله توكلت علي الله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-27-2016, 09:00 PM
 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر سعيد

بسم الله توكلت علي الله ولاحول ولاقوة الا بالله
حسبي الله توكلت علي الله



السلام عليكم // حياكم الله تعالى
شكرا : لمروركم تقبلوا فائق تقديري
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-29-2016, 11:55 AM
 
بسم الله توكلت على الله ولا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله
__________________


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-29-2016, 07:00 PM
 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ALFALAH 1

بسم الله توكلت على الله ولا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله



السلام عليكم // حياكم الله تعالى
شكرا : لمروركم تقبلوا فائق تقديري
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 6 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 2 02-13-2016 06:50 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 7 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 0 02-13-2016 01:31 PM
سيدنا عليٍّ بن أبي طالب عليهِ السلام -3 abdulsattar58 نور الإسلام - 6 01-10-2016 08:02 PM
سيدنا عليٍّ بن أبي طالب عليهِ السلام -2 abdulsattar58 نور الإسلام - 0 12-24-2015 09:15 PM
حُقُوقُ النَّبِيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم Qıoмı❀ نور الإسلام - 35 04-11-2013 03:36 PM


الساعة الآن 03:26 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011