نظرت بأتجاهه بهدوء كارهة اللحظة التي دخلت بها الى هذا المكان
تنهدت بضجر ناظرة الى الدراما المبالغ بها المقامة بجانبها
وبنبرة ضجرة واضعة يدها على وجنتها متكأة بكوعها على طاولة الطعام في قاعة الرئيسية للطعام: يكفي ايها الاحمق الا تفهم انهم اطفال لا يعون ما يقولونه.
شهق مبتعدا بعدما كان يحتظنها من الجانب وبنبرة درامية طاغية ((مضحكة)): اناااااا احمق... شهق بخفة محاولا كتم ضحكته التي ستبان ومحاها بحمحمة... ولكنهم يتراكضون هنا وهناك وبين ايديهم راية بيضاء تتوسطها جملة ((بابا احمق)) بالخط العريض وباللون الاحمر.
نظرت له بغضب فهي اكتفت واللعنة لا يزال يردد ذات الجملة منذ ساعة بجانبها وبنبرة حاولت ان يبدو الهدوء متأجج بداخلها بدل بركان هائج سينفجر: اه عزيزي ان لن تصمت الان فسأعلقك على بوابة قصر اخيك المحترم يا ميرك.
لم يستطع كبح ضحكته المجلجلة
ابتسمت بخفة لرأيته يقهقه اول مرة منذ سبع اسابيع من الحداد واعلان الملك الجديد
ميرك بعدما مسح دموعه المتساقطة لشدة ضحكه المتواصل واضعا وجه البوكر الجاد وبنبرة هادئة متنهدا بتعب: ذكرتني به .... سيطرت عليه فكرة الانتقام من ذلك الطفل المتوحش.
نظرت له بشك وبنبرة خافتة معتدلة بجلستها لتقابله: لا تقلها ..وما ان اومئ برأسه حتى شهقت بقوة واضعة يدها على صدرها بخوف... ولكن هذا مستحيل هو لن يستطيع مجابهته فما بالك بالانتقام منه.
رفع كتفيه دلالة عدم حيلته على شيء وبنبرة حزينة واضعا رأسه بين يديه مقوسا ظهره: انت تعلمين انني لا استطيع ايقافه ..... رفع عينيه لتلتقي بعينيها التي اكتسيتا الحزن والشفقة لمحة وبريقا لهما.. هيا لا تضعي هذه النظرة الحزينة والمشفقة ولا تقلقي سأحاول ان اكون بجانبه وان لا يقتل نفسه بنفسه وغبائه المتصاعد هذه الايام.
نظرت له بصدمة وبعدها قهقهت بشدة للذي يقوله فميرك لا يستطيع ان يجلب اخيه على لسانه من دون نعته بالغبي لقصة ظريفة حدثت بينهما وعلقت بذهن ميرك المسكين التي وقعت النتائج الوخيمة عليه
وبنبرة مضحكة بعدما لم تستطع التنفس جيدا لتذكرها للقصة واضعة يدها على كتفه: اه متى ستنسى هذه القصة يا زوجي العزيز.
نظر لها بجدية وبنبرة هادئة: عندما يتعلمون اطفالك الاعزاء نطق البيضة جيدا..
وضحك بخفة لتذكره كيفية نطقهم لها...
لنترك العائة السعيدة لبعض الوقت
ولننتقل الى
وبعد ثوان انطلق السهم بأتجاه الطفل الذي يحاول تحرير قدميه الا انه..............
انزل نظريه الى قدميه بخوف فشاهد ظلال سوداء صغيرة تحوم حول قدميه مانعتا اياه من اي محاولة للهرب
صرخ بشدة واضعا يديه على وجهه ما ان رأى ان السهم قد وصل اليه
ابعد يديه عن وجهه بعد ثوان عندما لم يحس بشيء
نظر الى اسفل فلم يجد شيء يحاوط قدميه
رفع رأسه ناظرا للمكان بأستغراب حينما لم يتعرف عليه
تحولت نظرات عينيه البلورية من الاستغراب الى الخوف الشديد
واضعا يديه الصغيرتين على فم مانعا شهقته من الخروج عندما استقرت يد ذلك الدب بصدر احدهم
بدأ بالتراجع الى الخلف بخطوات متباعدة حذرة من اصدار اي صوت يودي بحياته بما انه لا يعرف استخدام اقل قدراته حتى
كاد ان يسقط على الارض لكن تلك اليدين الكبيرتين حالتا دون ذلك بعدما اصطدم به بدون قصد
رفع عينيه ناظرا الى وجه ذلك الشاب الذي يبتسم له بلطف بالغ
صرخ واضعا يديه على وجهه ما ان ادار نظره ناظرا الى ذلك الدب الضخم الذي يجري بأتجاههما بسرعة
احس بالدفئ حينما حاوطتا يدي ذلك الشخص جسده مقربه اليه بشدة وبعدها سمع صوت ارتطام شديد على الارض فأبعد يديه عن وجهه ناظرا للدب الساقط على الارض بلا حول ولا قوة والسائل القرمزي يتسرب من جسده بشدة وجه نظره الى يد الشاب التي امتلئت قبضته بذات السائل
لعق اطراف اصابعه بتلذذ ناظرا لذلك الطفل الذي بين يديه بأستغراب لأغلاقه عينيه بتقزز وبنبرة مستغربة بعدما ابعد يديه: من اين انت ايها الصغير ؟؟؟؟ واين والديك عنك؟؟؟
فتح عينيه متملكة لمحة براءة جميلة وبنبرة طفولية متوترة فهو انطوائيا قليلا: ااا... انا من ... مملكة الجن... واااا.... لا اعل..م كيف وصلت الى هنا.
عقد حاجبيه بأستغراب جالسا بقربه حينما جلس الصغير على الارض: ما الذي تعنيه انك لا تعلم كيف وصلت الى هنا.
بأرتباك حاكا مأخرة رأسه واضعا ابتسامة بلهاء على وجهه: اااا... لقد هربت من القصر الى الغابة للعب كما العادة حينما يمنعني ابي من هذا و.... ولكن فجأة رأيت سهما متجها نحوي وقيدت حركة قدمي ولم استطع الهرب وبوووووم يشير بيديه بطفولية دلالة انفجار فتحت عيني ووجدت نفسي هنا.
قهقه بخفة على هذا الطفل الظريف واضعا يده على يده ممسدا شعره ذو خيط الشمس المنيرة بنبرة هادئة واضعا ابتسامة جميلة على وجهه: اذا ما اسمك يا صغيري؟؟؟ ومن اي مملكة انت..؟؟
بأبتسامة مشاغبة وضعها على وجهه بطفولية واضعا يديه بين ساقيه وبنبرة اشبه بالصراخ: اسمي مايكل وو..لكن جدي يسميني مايكي.. وو.. انا من مملكة ال.. ال ... واضعا يده على ذقنه محاولا التذكر تحت ناظري الشاب الذي فقد الامل من هذا الطفل المشاكس تفاجئ حينما رفع الطفل اصبعه السبابة الى الاعلى دلالة تذكر ربما...... صحيح انا من مملكة الجن.... و... وانت يا سيد.
نظر له لثوان وبعدها ابتسم بخفة وبنبرة هادئة: انا ادعى الفدريد من مملكة البشر.
انزاحت الابتسامة عن وجه الطفل واظلمت عينيه بسواد كاحل وكأنها لم تكن قبل قليل تجابه زرقة البحر وبنبرة غامضة وصوت يجابه صوت الرجال:..........
.................................................
بصوته الجهوري الذي يبعث على الرعب: ادخل.
دخل بهدوء ناظرا له بغموض وبنبرة هادئة: ابي الا تعتقد ان هناك فرد ينقصنا بالغرفة.
لاحت ابتسامة خفيفة على شفتيه سرعان ما انمحت ولا زال ينظر الى الاوراق التي بين يديه وبنبرة مستفزة: لا اظن لما؟؟.
تنهد عالما بمتعتة والده الخاصة باللعب بـأعصاب الذي يقابله: ابي انا خائف عليه ولا اظن انه الوقت المناسب ليبدأ بشق طريق حياته.
ترك الاوراق المتخللة اصابعه بهدوء لافا كرسيه الى الخلف بحيث ينظر من خلال الحائط الزجاجي بأكمله الى الحديقة الغريبة مشيرا بيده عليها: اترى يا صغيري هذه الحديقة التي يعتبرها البعض مخيفة.
اقشعر بدنه من ذكرها فقط وانما ليس النظر لها فهو يثبت نظره على الارض مباشرة ما ان يدخل غرفة الخاصة بوالده او لنقل الملك وبنبرة حاول ان يحافظ بها على هدوئه: ما بها لا ارى بها شيئا غريبا.
قهقه بشدة ناظرا الى وجه ابنه الذي بدأ بالتقلب بألوان قوس المطر وبنبرة ساخرة: اوهو انت الق نظرة وبعدها تكلم ايها الجبان لم ارك يوما من الايام تتمعن النظر بها ورسمت على شفتيه ابتسامة هادئة لتذكره اتذكر اول مرة دخل مايكل بها الى هذا الغرفة انت لم تكن تريده ان يدخل لكي لا يرى الشجرة التي توسطت الحديقة التي تسقى من دماء البشر وتمتص خلايا مصاصي الدماء الذين يتدلون من فروعها بدل الاوراق وتتناما بتقطيع اجساد اكلي اللحوم اتذكر نظر لها بذهول وارتسمت ابتسامة ارتعشت اوصالي بسببها لاعقا شفتيه بتلذذ للمنظر المثير امامه قائلا امنيته التي اسعدتني الا وهي تمنيه لصنع واحدة مثلها كما صنعتها ودبرت لها مذ كنت بالعاشرة من العمر فما بالك بعمر الان 700 عاما من التلذذ بجمالها.
تنهد بأنزعاج لتذكره نظرة ابنه التي تولع بهذه الغرفة واصبح نادرا ما يخرج الا ان الملك ابعد هوسه عنها بعدما اصبح عمر مايكل 7 سنوات
لا يعلم لما يحبان هذه الشجرة المتلهفة للحوم جميع الممالك عدى مملكتنا اصلا نحن لا نملك اجساد وانما نتجسد بوقت ما نريد واغلب اوقاتنا غير متجسدين
حاولت عدم اخراج صوت لرأيتي للمنظر البشع بعدما سقطت عدة جثث من اعلى القفص لتفترسها بتلذذ تمتص هذا وتأكل هذا وتفتت ذاك ما هذا اود ان اتقيء
بنبرة منزعجة: اجل اتذكر فقد كدت ان تقبل الخادمة سافانيا حينـــه,.....
قهقهت بتوتر ما ان رأيت نظرته الحادة شكلت يدي على شكل قبضة واضعها امام فمي ساعلا بخفة اااا... على كلا ابي اين هو مايكل.
نظر الي من طرف عينه وبنبرة هائة عاقدا يديه خلف جذعه: انه بأيدا امينة لا تقلق.
خرجت بهدوء بعدما استأذنت واذن لي
مفكرا بالذي سيرعى طفلي المسكين حسنا ان اكثر ما يخيفني هو كم المدة
كم المدة التي ستطول لكي ينهي رحلته فأنا انهيتها بــ50 عاما
لا اعلم اتمنى ان لا تطول
..........................................................
: اوه الفريد انت تعلم ان الكذب سيء يا صغيري
نظر لذلك الطفل بتعجب رافعا حاجبه وبنبرة هادئة ولا يزال جالسا بجانبه: سيرو.
بانت رباعية الصغير ما ان ابتسم بشدة واضعا يده على ركبته وبنبرة مرحة: فتى جيد تذكرتني.
ابتسم بهدوء وبنبرة مستغربة: لم سيطرت على جسد هذا الطفل.
نظر بعينيه السوداء الى الاسفل الى جسد الطفل الصغير الذي به هو الان رفع كتفيه بعدم اهتمام وبنبرة لا مبالية: لا لشيء وانما فقط اردت ان اوصيك على هذا الطفل وان تدربه وجعل عوده قوي بشدة كما فعلت معك حسنا.
بهدوء بعدما انزوت علامات الاستغراب عن وجهه وبتسائل: لما.؟؟؟ اعني ما هي علاقتك بهذا الطفل.
ابتسم بهدوء ناهضا واضعا يده على رأس الفريد ممسدا اياه كما كان يفعل بذلك الوقت: فقط ابن خص عزيزا علي ليس الا.
همهم بهدوء مستمتعا بلمسته متمنا ان تطول اكثر وكيف لا يتمنى هذا
وهو مدربه لمدة طالت ال70 عاما.
فتح عينيه بتفاجأ وبنبرة متسائلة: لكن كيف؟؟؟؟ وما ان رفع رأسه رأى علامة التساؤل تلوح بعينيه.. كيف علمت انني بهذا الجسد و... وايضا كما حدث لي مع فرانز.
نظر له بهدوء وانزل يده الى موقعها الطبيعي بجانب جسده وبنبرة حذرة ينتقي كلماته بترقب: انت تعلم بداية القصة ولكنك لا تعلم ان لك نفس الهالة السابقة بجسدك السابق لذلك عرفك معلمك وانا عرفتك وحددنا موقعك بكل سهولة ...... وهذا كل ما حدث.
نظر له بهدوء وبنبرة مبهمة: اوه.... اتعلم لو انها محت ذاكرتي لكان افضل بكثير من الحياة التي اعيشها الان.
رفع كتفيه جاهلا الاجابة
ابتسم بهدوء واغلق عينيه فسقط جسد مايكل الصغير واحتظنته الارض بكل اريحية
تنهد بهدوء ناظرا لذلك الجسد الذي عاد التحكم لصاحبه
وهو غرق ببحر الذكريات القديمة للغاية ربما 200 او 150 عاما من الان
.................................
((انتهى))